إعلام الخلف - ج ٣

صادق العلائي

إعلام الخلف - ج ٣

المؤلف:

صادق العلائي


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الآفاق للدراسات الإسلامية
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٩
الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

أقرأ ( هَـٰذَانِ )

فأما قراءة أبي عمرو فاحتجاجه في مخالفة المصحف بما روي عن عثمان وعائشة أن هذا غلط من الكاتب (١) .

وفي تفسير قوله تعالى : ( وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ) (٢) قام بذكر الأقوال التي تبين سبب عدم توافقها مع قواعد اللغة العربية ، فقدم الوجه الذي ينص على أن يد التحريف والتبديل امتدت إلى الآية الكريمة ، ويعترف أن عائشة كانت تقول بهذا الرأي بكل صراحة ، فقال :

وفي نصب ( وَالْمُقِيمِينَ ) أربعة أقوال . أحدها : أنه خطأ من الكاتب وهذا قول عائشة ، وروي عن عثمان بن عفان أنه قال : إن في المصحف لحناً ستقيمه العرب بألسنتها (٣) .

واعترف أيضا في تفسير قوله تعالى : ( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ) (٤) أن ابن عباس كان يعتقد وقوع التحريف فيها ، فقال :

( وَقَضَىٰ رَبُّكَ ) روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال : أمر ربك . ونقل عنه الضحاك أنه قال : إنما هو (وصى ربك) فالتصقت إحدى الواوين بالصاد . وكذلك قرأ أبي بن كعب وأبو المتوكل وسعيد بن جبير (ووصى)

___________

(١) زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي ٥ : ٢٩٧ ، ط . المكتب الإسلامي للطباعة والنشر .

(٢) النساء : ١٦٢ .

(٣) زاد المسير في علم التفسير ٢ : ١٥١ .

(٤) الإسراء : ٢٣ .

٢٨١
 &

وهذا على خلاف ما انعقد عليه الإجماع فلا يلتفت إليه (١) . وكلامه الأخير دليل على ثبوت هذه المقولة عن ابن عباس في نظر ابن الجوزي وإلا لكذبه ولم يقل أنه مخالف للإجماع ، وقد مرت الإشارة لذلك فيما سبق .

(العلامة الإمام البغوي)

اعترف الإمام البغوي في تفسيره أن بعض الصحابة قالوا : إن لفظ القرآن ( وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ) (٢) هو تحريف وخطأ من الكاتب حينما كتب المصحف :

( وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ) اختلفوا في وجه انتصابه ، فحكي عن عائشة وأبّان بن عثمان أنه غلط من الكاتب ينبغي أن يكتب (والمقيمون الصلاة) وكذلك قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ ) وقوله : ( إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ ) ، قالوا : ذلك خطأ من الكاتب .

وقال عثمان إن في المصحف لحنًا ستقيمه العرب بألسنتها فقيل له : ألا تغيّره ؟ فقال : دعوه ! فإنه لا يُحلّ حراما ولا يحرم حلالا . وعامة أهل العلم على أنه صحيح (٣) .

لاحظ قوله : (عامة أهل العلم) الذي يدل على أن بعضا منهم أخذ

___________

(١) زاد المسير في علم التفسير ٥ : ١٧ .

(٢) النساء : ١٦٢ .

(٣) تفسير البغوي ١ : ٣٩٨ ط . دار الكتب العلمية .

٢٨٢
 &

برأي عائشة وعثمان وابنه أبان في وجود خطأ وتحريف في الآية سببه الكُتّاب إلا أن يقصد أن عائشة وعثمان وابنه هم أهل العلم الذين قالوا بتحريف هذه المواضع من القرآن .

واعترف أيضا عند تفسيره لقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىٰ أَهْلِهَا ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) (١) ، بأن ابن عباس كان يعتقد وقوع التحريف في هذه الآية :

قيل معنى قوله ( حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا ) أي حتى تستأذنوا ، وكان ابن عباس يقرأ (حتى تستأذنوا) ويقول : ( تَسْتَأْنِسُوا ) خطأٌ من الكاتب ، وكذلك كان يقرأ أبي بن كعب (٢) .

وقال أيضا عند قوله تعالى : ( قَالُوا إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ ) (٣) : قرأ هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين : أنه خطأ من الكاتب (٤) .

(العلامة الإمام القرطبي)

اعترف الإمام القرطبي في تفسيره أن ابن مسعود أنكر قرآنية المعوذتين ، قال :

___________

(١) النور : ٢٧ .

(٢) تفسير البغوي ٣ : ٣٣٦ .

(٣) طه : ٦٣ .

(٤) تفسير البغوي ٣ : ١٨٧ ، ولعل كلمة (قرأ) خطأ والصحيح (قال) .

٢٨٣
 &

وزعم ابن مسعود أنّهما تعوّذ به وليسا من القرآن ، وخالف به الإجماع من الصحابة وأهل البيت (١) .

واعترف في محل آخر بقول بعض سلفهم الصالح بوقوع التحريف والخطأ في كتابة المصحف :

وقد خطأها قوم حتى قال أبو عمرو : إني لأستحي من الله أن أقرأ ( إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ ) ، وروي عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها سألت عن قوله تعالى : ( لَّـٰكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) ثم قال : ( وَالْمُقِيمِينَ ) وفي المائدة ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ ) ، ( إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ ) فقالت : يا بن أختي ! هذا من خطأ الكُتّاب (٢) .

وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه : في المصحف لحن وستقيمه العرب بألسنتها .

وقال أبان بن عثمان : قرأت هذه الآية عند أبي عثمان بن عفان فقال : لحن وخطأ . فقال له قائل : ألا تغيّروه ؟ فقال : دَعوه ! فإنه لا يحرّم حلالا ولا يحلل حراماً (٣) .

___________

(١) الجامع لأحكام القرآن ٢٠ : ٢٥١ ، ط . دار إحياء التراث العربي .

(٢) علق عليه العلامة الآلوسي ـ الآتي ذكره ـ في تفسيره (روح المعاني) ١٦ : ٢٢١ بـ ، (وإسناده صحيح على شرط الشيخين ، كما قال الجلال السيوطي) .

(٣) الجامع لأحكام القرآن ١١ : ٢١٦ .

٢٨٤
 &

واعترف القرطبي أيضا أن بعض علمائهم (١) قد قال بتحريف القرآن :

وقال بعض من تعسف في كلامه : إن هذا غلط من الكتّاب حين كتبوا مصحف الإمام ، قال : والدليل على ذلك ما روي عن عثمان أنه نظر في المصحف ، فقال : أرى فيه لحنا وستقيمه العرب بألسنتها . وهكذا قال : في سورة النساء ( وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ) وفي سورة المائدة ( وَالصَّابِئُونَ ) (٢) .

واعترف أيضا عند ذكره للتوجيهات التي ذكرها أهل السنة لبيان علة عدم انطباق قواعد اللغة العربية الظاهر على قوله تعالى : ( وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ) ، فكان من ضمن التوجيهات قول بعض سلفهم كأبان بن عثمان بتحريف هذا الموضع من القرآن ، قال :

والجواب السادس : ما روي عن عائشة أنها سئلت عن هذه الآية وعن قوله : ( إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ ) ، وقوله : ( وَالصَّابِئُونَ ) في المائدة فقالت للسائل : يا بن أخي الكتّاب أخطأوا .

وقال أبان بن عثمان : كان الكاتب يُملى عليه فيكتب فكتب ( لَّـٰكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ ) ثم قال له : ما أكتب ؟ قيل له : أكتب ( وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ) ، فكتب ما قيل له . فمن ثم وقع هذا (٣) .

___________

(١) قلنا بأنه من بعض علمائهم ؛ لان من البديهي أن لا يعتني العلماء كالقرطبي بما يلوكه عوام الناس ولا يكتبونه في تفاسيرهم فضلا عن الرد عليها .

(٢) الجامع لأحكام القرآن ٢ : ٢٤٠ .

(٣) الجامع لأحكام القرآن ٦ : ١٠٤ .

٢٨٥
 &

لاحظ أن ذكر هذه الكلمات كرأي ووجه من الوجوه يدل على أن بعض علمائهم قد قال به كجواب عن مشكلة الإعراب الموهومة ، وقد مر ذلك عند البغوي .

واعترف في تفسير قوله تعالى : ( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ) (١) باعتقاد ابن عباس والضحاك بن مزاحم وقوع التحريف في هذه الآية :

وفي مصحف ابن مسعود (ووصّى) وفي قراءة أصحابه ، وقراءة ابن عباس أيضا وعليّ وغيرهما ، وكذلك عند أبي بن كعب ، وقال ابن عباس : إنما هو (ووصّى ربك) فالتصقت إحدى الواويين فقرئت ( وَقَضَىٰ رَبُّكَ ) إذ لو كانت على القضاء ما عصى الله أحد .

وقال الضحاك : تصحّفت (٢) على قوم (وصّى) بـ (قضى) حين اختلطت الواو بالصاد وقت كَتْب المصحف (٣) .

ومع كل هذه الاعترافات الصريحة من أعاظم علماء أهل السنة يأتي بعض الجهلة ليقول : ايتونا بعالم أو بشبه عالم من أهل السنة قال بتحريف القرآن !

(العلامة الإمام الطحاوي)

اعترف الإمام الطحاوي في كتابه (مشكل الآثار) بإنكار ابن مسعود

___________

(١) الإسراء : ٢٣ .

(٢) التصحيف أي الخطأ والالتباس .

(٣) الجامع لأحكام القرآن ١٠ : ٢٣٧ ط . دار إحياء التراث العربي .

٢٨٦
 &

للمعوذتين حين نقل الروايات الصحيحة التي فيها ذكر لحك ابن مسعود للمعوذتين من المصحف ، وقوله : لا تلحقوا فيه ما ليس منه ، وقوله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يتعوذ بهما فقط وليستا من القرآن ، فأشكل على الطحاوي ما ادعاه ابن مسعود ، مع العلم أن كل ما أشكل عليه في مشكل الآثار صحيح في نظره ، وهذا نص كلامه في المقدمة :

فإني نظرت في الآثار المروية عنه صلى الله عليه وآله وسلم بالأسانيد المقبولة التي نقلها ذوو التثبت فيها والأمانة عليها وحسن الأداء لها ، فوجدت فيها أشياء مما سقطت معرفتها والعلم بما فيها عن أكثر الناس ، فمال قلبي إلى تأملها وتبيان ما قدرت عليه من مشكلها (١) .

وبعد أن أخذت منه أقوال ابن مسعود كل مأخذ ، حاول إثبات قرآنية المعوذتين بالروايات بعد أن ذكر الشك فيهما : ثم تأملنا ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيهما سوى ذلك ، هل نجد فيه حقيقة أنهما من القرآن أو أنهما ليستا من القرآن ؟ (٢) .

ثم ذكر سبع روايات ، ست منها ينتهي سندها إلى عقبة بن عامر والأخيرة مرسلة !! ، وأنهى مشكله بقوله :

فكان فيما روينا تحقيق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنهما من القرآن ، فاتفق جميع ما رويناه عنه في ذلك لما صح وخرجت معانيه ولم

___________

(١) مقدمة مشكل الآثار .

(٢) مشكل الآثار ١ : ٣٣ .

٢٨٧
 &

يخالف شيء منه شيئا (١) ، أقول : وهل يكفي خبر الآحاد لإثبات قرآنية سورتين ؟! بالطبع لا ! (٢)

(إمام السلف ابن قتيبة)

اعترف ابن قتيبة الدينوري أن ابن مسعود أخطأ حينما أنكر قرآنية المعوذتين ، وكذا أبي بن كعب أخطأ بزيادة القنوت في القرآن ، قال في تأويل مشكل القرآن :

وأما نقصان مصحف عبد الله بحذفه أُمّ الكتاب والمعوذتين ، وزيادة أبي سورتي القنوت فإنا لا نقول : إن عبد الله وأُبيًّا أصابا وأخطأ المهاجرون والأنصار ، ولكن عبد الله ذهب فيما يرى أهل النظر إلى أن المعوذتين كانتا كالعُوذةِ والرُّقية وغيرها ، وكان يرى رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم يُعَوّذ بهما الحسن والحسين وغيرهما ، كما كان يُعوّذ بكلمات الله التامة وغير ذلك ، فظن أنهما ليستا من القرآن ، وأقام على ظنّه ومخالفته الصحابة (٣) .

واعترف ابن قتيبة في رده على من شنع على ابن مسعود إنكاره

___________

(١) نفس المصدر : ٣٦ .

(٢) والمستفاد من هذا أن لو وجد أهل السنة طرقا متواترة للقرآن الكريم بكل سوره وآياته ، لما كان هناك معنى لتشبث إمامهم الطحاوي وغيره كابن كثير والقرطبي والطبري إلخ بروايات الآحاد لإثبات قرآنية المعوذتين ، ( فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ ) (الحشر : ٢) .

(٣) تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٣٣ ، تحقيق سيد أحمد صقر ، ط . الحلبي .

٢٨٨
 &

المعوذتين ، بأن ابن مسعود قد وهم في ذلك وأخطأ في ظنه ، كما هو حال أبي بن كعب في إدخاله ما ليس من القرآن فيه ، فقال في تأويل مشكل الحديث :

وطعنه عليه لجحده سورتين من القرآن العظيم (يعني المعوذتين) ، فإن لابن مسعود في ذلك سببا والناس قد يظنون ، وإذا كان هذا جائزا على النبيين والمرسلين فهو على غيرهم أجوز ، وسببه في تركه إثباتهما في مصحفه أنه كان يرى النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم يعوذ بهما الحسن والحسين ويعوذ غيرهما كما كان يعوذ بكلمات الله التامة فظن أنهما ليستا من القرآن فلم يثبتهما في مصحفه وبنحو هذا السبب أثبت أبي بن كعب في مصحفه افتتاح دعاء القنوت وجعله سورتين ؛ لأنه كان يرى رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم يدعو بهما في الصلاة دعاء دائما فظن أنه من القرآن (١) .

___________

(١) تأويل مختلف الحديث ١ : ٢٥ ـ ٢٦ ، أقول : والأخزى هنا قول ابن قتيبة بجواز إسقاط الأنبياء والمرسلين كلمات الله المنزلة في الكتب السماوية خطأ وسهوا ! ، ولا ندري كيف وثق ابن قتيبة بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أكمل تبليغ القرآن ولم ينس شيئا منه ؟! ، وبعبارة أخرى إن هذه الدعوى ترفع مصداقية الآيات التي تنص على تسديد الله عزّ وجلّ للرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، فمن المحتمل أن تكون هذه الآيات العاصمة من عند غير الله عزّ وجلّ ، وبسبب الخطأ والسهو نسبها النبي صلى الله عليه وآله وسلم لله عزّ وجلّ ؟! وهو أمر ممكن على كلام إمامهم ابن قتيبة ، نعوذ بالله من هذه الكلمات وممن يتكلم بها .

٢٨٩
 &

(العلامة الإمام البيهقي)

بعد أن أخرج الإمام البيهقي إنكار ابن مسعود للمعوذتين في سننه اعترف بإخراج البخاري له في صحيحه ، ولا شك أن كل ما أخرجه البخاري فهو صحيح عند البيهقي :

حدثنا سفيان ، ثنا عبدة بن أبي لبابة وعاصم بن بهدلة أنهما سمعا زر بن حبيش يقول : سألت أبي بن كعب عن المعوذتين ، فقلت : يا أبا المنذر ! إن أخاك ابن مسعود يحكهما من المصحف ! قال : إني سألت رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم قال : فقيل لي فقلت : فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم . ـ قال البيهقي ـ رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة وعلي بن عبد الله عن سفيان (١) .

(الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي)

اعترف السيوطي بإنكار ابن مسعود لقرآنية المعوذتين ، وأنه كان يرى دخول ما ليس من القرآن في مصحف المسلمين :

أخرج أحمد والبزار والطبراني وابن مردوية من طرق صحيحة عن ابن عباس وابن مسعود أنه كان يحك المعوذتين من المصحف ، ويقول : لا تخلطوا القرآن بما ليس منه إنهما ليستا من كتاب الله ، إنما أمر النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم أن يتعوذ بهما ، وكان ابن مسعود لا يقرأ بهما ، قال البزار : لم

___________

(١) سنن الكبرى ٢ : ٣٩٤ ، ح ٣٨٥١ .

٢٩٠
 &

يتابع ابن مسعود أحد من الصحابة ، وقد صح عن النبي صلى الله عليه [ وآله ] أنه قرأ بهما في الصلاة وأثبتتا في المصحف (١) .

ولا بأس بالتذكير أن الإمام السيوطي قد ألحق سورتي الحفد والخلع ـ المزعوتين ـ بآخر تفسيره الدر المنثور !

(الشيخ العلامة الخفاجي)

اعترف علامتهم الخفاجي أن عثمان ادعى أن في القرآن أخطاء ولحنا وقال : إن قول عثمان هذا مشكل :

وأما قول عثمان : إني أرى في المصحف لحنا وستقيمه العرب بألسنتها ، فكلام مشكل (٢) .

(العلامة الإمام الآلوسي)

اعترف العلامة الآلوسي في تفسيره بإنكار ابن مسعود لقرآنية المعوذتين ، حيث قال : وعن ابن مسعود أنه أنكر قرآنيتهما ، أخرج الإمام أحمد والبزار والطبراني وابن مردوية من طرق صحيحة عنه أنه كان يحك المعوذتين من المصحف ، ويقول : لا تخلطوا القرآن بما ليس منه ، انهما ليستا من كتاب الله تعالى ، إنما أمر النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم أن يتعوذ بهما وكان ابن مسعود لا يقرأ بهما ، ثم ذكر اعتراف البزار .

___________

(١) الدر المنثور ٦ : ٤١٦ ، ط . دار المعرفة .

(٢) حاشية الشهاب على تفسير البيضاوي ٦ : ٢١٢ ، ط . دار صادر .

٢٩١
 &

ورد الآلوسي دعوى ابن مسعود بقوله : وقد صح عن النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم أنه قرأ بهما في الصلاة وأثبتتا في المصحف وأخرج الإمام أحمد والبخاري والنسائي وابن حبان وغيرهم عن زر بن حبيش قال : أتيت المدينة فلقيت أبي بن كعب فقلت له : يا أبا المنذر إني رأيت ابن مسعود لا يكتب المعوذتين في مصحفه فقال : أما والذي بعث محمداً صلى الله عليه [ وآله ] وسلم بالحق لقد سألت رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] عنهما وما سألني عنهما من أحد منذ سألت غيرك ، فقال : قيل لي : ( قُلْ ) فقلت . فقولوا ، فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم (١) .

وقد مر أن هذه الرواية لا تدل على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان متأكدا من قرآنيتهما ، وكذا نص عليه بعض علماء أهل السنة .

وسجل الآلوسي اعترافه أيضاً على بعض سلفهم الصالح الذين قالوا بوقوع التحريف في هذه الآيات الكريمة : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَىٰ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) (٢) ، وقوله تعالى : ( قَالُوا إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ ) (٣) وقوله تعالى : ( لَّـٰكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ

___________

(١) روح المعاني للآلوسي ٣٠ : ٢٧٩ ، ط . دار إحياء التراث العربي .

(٢) المائدة : ٦٩ .

(٣) طه : ٦٣ .

٢٩٢
 &

إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَـٰئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا ) (١) ، فقال :

وبالجملة لا يلتفت إلى من زعم أن هذا من لحن القرآن وأن الصواب (المقيمون) بالواو كما في مصحف عبد الله ، وهي قراءة مالك بن دينار والجحدري وعيسى الثقفي ، إذ لا كلام في نقل النظم تواتراً فلا يجوز اللحن فيه أصلا (٢) .

واعترف أيضاً في موضع آخر : واستشكلت هذه القراءة حتى قيل : إنها لحن وخطأ ، بناء على ما أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن عن هشام بن عروة عن أبيه قال : سألت عائشة عن لحن القرآن عن قوله تعالى : ( قَالُوا إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ ) وعن قوله تعالى : ( وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ ) وعن قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ ) فقالت : يا بن أخي هذا عمل الكتاب أخطأوا في الكتاب . وإسناده صحيح على شرط الشيخين كما قال الجلال السيوطي (٣) .

وقال الآلوسي أيضاً في تفسير الآية ( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ) (٤) ما يلي :

___________

(١) النساء : ١٦٢ .

(٢) روح المعاني للآلوسي ٦ : ١٥ .

(٣) نفس المصدر ١٦ : ٢٢١ .

(٤) الإسراء : ٢٣ .

٢٩٣
 &

ثم إن لزوم أن لا يعبد أحد غير الله تعالى ادعاه ابن عباس فيما يروى للقضاء من غير تفصيل ، فقد أخرج أبو عبيد ، وابن منيع ، وابن المنذر ، وابن مردويه من طريق ميمون بن مهران أنه قال : أنزل الله تعالى هذا الحرف على لسان نبيكم (ووصّى ربك ألا تعبدوا إلا إياه) فلصقت إحدى الواوين بالصاد فقرأ الناس ( وَقَضَىٰ رَبُّكَ ) إذ لو كان على القضاء ما عصى الله أحد . وأخرج مثل ذلك عنه جماعة من طريق سعيد بن جبير وابن أبي حاتم من طريق الضحاك (١) .

(إمام المحققين الفخر الرازي)

اعترف الفخر الرازي بأن ابن مسعود ذهب إلى إنكار المعوذتين ، ولكنه يرجو منا حسن الظن بابن مسعود ! ، قال : وأيضاً فقد نقل عن ابن مسعود حذف المعوذتين وحذف الفاتحة عن القرآن ، ويجب إحسان الظن به وأن نقول : إنه رجع عن هذه المذاهب (٢) .

ونحن يهمنا اعتراف الرازي أن ابن مسعود ذهب هذه المذاهب ، ونترك حسن الظن له ولغيره من المحسنين .

___________

(١) روح المعاني للآلوسي ١٥ : ٥٣ ـ ٥٤ .

(٢) التفسير الكبير ١ : ٢١٣ ، ط . البهية ، مصر ، مع أن ابن حجر قال في فتح الباري ٨ : ٧٤٣ إن الفخر الرازي قال في أوائل تفسيره : (الأغلب على الظن أن هذا النقل عن ابن مسعود كذب باطل) ولم أعثر عليه ، واعتمدنا ما وجدناه .

٢٩٤
 &

(المفسر الإمام ابن عاشور)

اعترف كذلك المفسر ابن عاشور بإنكار ابن مسعود للمعوذتين :

واشتهر عن عبد الله بن مسعود في الصحيح أنه كان ينكر أن تكون (المعوذتان) من القرآن ، ويقول : إنما أُمِر رسول الله أن يتعوذ بهما أي ولم يؤمر بأنهما من القرآن (١) .

(الإمام العلامة ابن منظور)

وقال ابن منظور (٢) معترفاً في تحفته الرائعة لسان العرب : إن ابن عباس

___________

(١) تفسير التحرير والتنوير ٣٠ : ٦٢٤ ـ ٦٢٥ ، ط . الدار التونسية للنشر .

(٢) النعوت التي تسبق اسم العالم أخذناها من عناوين كتبهم وتراجمهم ، ولا بأس هنا بنقل ما ذكره المعلق على لسان العرب عن ابن منظور في : ٨ ـ ٩ : (وابن منظور الذي أهمل شيوخه لم يهمله تلاميذه ، فالمؤرخون لابن منظور يذكرون من بينهم السبكي والذهبي .

يقول الصفدي في أعيان العصر والنكت : وكتب عنه شيخنا شمس الدين الذهبي . ويزيد السيوطي واحداً آخر فيقول في البغية : وروى عنه السبكي والذهبي ، وما من شك أن الذهبي أفرد لشيخه ابن منظور مكاناً في تاريخه ، أشار إلى ذلك الصفدي في أعيان العصر والسيوطي في البغية ، وتكاد تكون نُقول المراجع جميعها عن الذهبي ، على الرغم من إهمال بعضها الإشارة إلى ذلك ، ونقرأ في هذا الذي خص به الذهبي أستاذه الإنصاف له حين يقول عنه : تفرد في العوالي وكان عارفاً بالنحو واللغة والكتابة .

وبعد هذين التلميذين نجد ذكراً لثالث ، وهو قطب الدين ولد ابن منظور هذا ، وكان قطب الدين كاتب الإنشاء بمصر ، وذكروا له أنه روى عن أبيه شيئا) .

٢٩٥
 &

كان يقول بوقوع تحريف للقرآن في هذه الآية ( حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا ) (١) :

فهو يَسْتَأْنِسُ أَي يَتَبَصَّرُ ويتلفت هل يرى أَحداً ، أَراد أَنه مَذْعُور فهو أَجَدُّ لعَدْوِه وفراره وسرعته . وكان ابن عباس رضي الله عنهما يقرأ هذه الآية (حتى تستأذنوا) قال : ( تَسْتَأْنِسُوا ) (٢) خطأ من الكاتب ، قال الأزهري : قرأ أُبيّ وابن مسعود (تستأذنوا) كما قرأ ابن عباس ، والمعنى فيهما واحد (٣) .

(العلامة الشيخ الخطيب الشربيني)

وكذا اعترف المفسر صاحب السراج المنير باعتقاد بعض سلفهم الصالح تحريف القرآن :

وحكي عن عائشة وأبان بن عثمان : أنّ ذلك غلط من الكاتب ، ينبغي أن يكتب (والمقيمون الصلاة) . كذلك قوله في سورة المائدة : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَىٰ ) وقوله تعالى : ( قَالُوا إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ ) قالا : ذلك خطأ من الكاتب ، وقال عثمان : إنّ في المصحف لحناً وستقيمه العرب بألسنتها ، فقيل له : ألا تغيّره ؟! فقال : دعوه فإنّه لا يحلّ حراماً ولا يحرّم حلالاً . وعامة الصحابة وأهل العلم على أنّه صحيح (٤) .

قوله الأخير هذا : (وعامة الصحابة وأهل العلم على أنّه صحيح) يفيد

___________

(١) و (٢) النور : ٢٧ .

(٣) لسان العرب ٦ : ١٦ .

(٤) السراج المنير ١ : ٣٤٥ ، ط . دار المعرفة .

٢٩٦
 &

أن كلمة الصحابة وأهل العلم لم تتفق على أن هذه الآيات سليمة من التحريف ، بل بعضهم قال بتحريف القرآن .

(الفقيه أبو بكر بن أبي إسحاق)

نقل اعتراف الفقيه ابن أبي إسحاق الإمام البيهقي في السنن الكبرى وكذا الزيلعي في نصب الراية ، حيث قالا :

قال أبو بكر بن أبي إسحاق الفقيه : هذه علة لا تسوى سماعها ؛ لأن رفع اليدين قد صح عن النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ثم عن الخلفاء الراشدين ثم عن الصحابة والتابعين ، وليس في نسيان عبد الله بن مسعود رفع اليدين ما يوجب أن هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم لم يروا النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلم رفع يديه ، قد نسي ابن مسعود من القرآن ما لم يختلف المسلمون فيه بعد ، وهي المعوذتان .

ونسي كيف كان يقرأ النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ( وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىٰ ) (١) ، وإذا جاز على عبد الله أن ينسى مثل هذا في الصلاة خاصة كيف لا يجوز مثله في رفع اليدين ؟! (٢) .

وهذا بيان لسبب إنكار ابن مسعود للمعوذتين ، ولا ريب أن القول بأن إنكار ابن مسعود للمعوذتين كان لأجل ذاكرته الضعيفة توجيه سخيف

___________

(١) الليل : ٣ .

(٢) السنن الكبری ٢ : ٨١ ، نصب الراية للزيلعي ١ : ٣٩٨ .

٢٩٧
 &

يعارض دلالة الروايات ، وعلى أي حال لا تهمنا علة إنكار ابن مسعود للمعوذتين ، فيكفي اعتقاده أن القرآن قد زاد فيه الصحابة ما ليس منه فصار محرفا في نظره .

(العلامة شمس الحق العظيم آبادي)

وكذا اعترف العلامة العظيم آبادي في عون المعبود بما اعترف به الفقيه ابن أبي إسحاق :

قلتُ : ما ذكر الإمام الخطابي بقوله قد يجوز أن يذهب ذلك إلخ ، فليس مما يستغرب فقد نسي ابن مسعود من القران ما لم يختلف فيه المسلمون وهو المعوذتان .

ونسي كيف قرأ رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ( وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىٰ ) (١) وإذا جاز على ابن مسعود أن ينسی مثل هذا في الصلاة كيف لا يجوز مثله في رفع اليدين (٢) .

___________

(١) الليل : ٣ .

(٢) عون المعبود ٢ : ٣١٧ ، واضح أنه اقتبس كلام أبي بكر بن إسحاق ! ، فهم يفضلون نقل كلمات من اعترف من السابقين دون أن ينسج بنفسه كلاما يذكر فيه فعل ابن مسعود ، والأمر واضح لدى من تأمل كثرة استشهادهم باعتراف البزار ، إذ إن كلامه كان ملجأ لكل من أراد من علماء أهل السنة رمي التبعة والمحاسبة على الأموات !

٢٩٨
 &

(العلامة أبو العلا المباركفوري)

وأمضى المباركفوري في كتابه تحفة الأحوذي الاعتراف السابق وتبناه :

ولو تنزلنا وسلمنا أن حديث ابن مسعود هذا صحيح أو حسن فالظاهر أن ابن مسعود قد نسيه ، كما قد نسي أمورا كثيرة ، ثم ذكر الأمثلة من كلام الفقيه ابن أبي إسحاق السابق (١) .

عبرة لمن يخشى !

لنلاحظ قولهم : إن ابن مسعود نسي كيف كان يقرأ النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلم ( وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىٰ ) (٢) يتناقض تماما مع دعواهم أن قراءته (والذكر والأنثى) نزلت من السماء ضمن الأحرف السبعة ! أو أنها من منسوخ التلاوة !

فيتضح بكثرة الشواهد صحة ما ذكرناه سابقا من أن هؤلاء القوم إنما اتخذوا الأحرف السبعة والقراءات ونسخ التلاوة ذريعة لتصحيح عوار ما فعله سلفهم الصالح ، فكلها أدوات ووسائل للتخريج والتأويل ، وما أن يحسوا بالإحراج وضيق الخناق من تلاعب سلفهم الصالح في القرآن وألفاظه في موارد أخرى غير القراءات حتى ينبذوا كل تأويل وتخريج ، ليعترفوا بأن الأمر ما هو إلا تحريف وتلاعب ؛ لأن اعترافهم بالواقع على ما هو عليه في

___________

(١) تحفة الأحوذي ٢ : ٩٣ .

(٢) الليل : ٣ .

٢٩٩
 &

خصوص هذه الجزئية يحل المشكلة ويكفيهم شر القتال .

وحتى لا تفوتنا العبرة هنا نقول : إن هذه التذبذبات والمفارقات في الترك والأخذ والاعتماد والنبذ هي حال من يخترع ويبتدع في دين الله عزّ وجلّ ما ليس منه ؛ لأن دين الله عزّ وجلّ بناء متماسك ونظام متكامل ، ما أن يقحم فيه الهجين الغريب حتى تظهر نتائجه الفاسدة ويبدأ التآكل يظهر في جوانبه الأخرى ، وهذا ملاحظ في كثير من الأمور التي تبناها أهل السنة كعدالة الصحابة والاجتهاد والشورى والكثير من الأقوال التي تتناقض مع الدين والسنة النبوية الشريفة .

(الإمام الشيخ البروسوي والفقيه)

اعترف مفسرهم البروسوي في ضمن نقله لاعترافات عدة من علمائهم أن ابن مسعود ادعى أن القرآن سوره مئة واثنتا عشرة سورة فقط بحذف المعوذتين منه ، وكذا أن أبي بن كعب كان يرى القرآن مئة وست عشرة سورة بإضافة سورتي الحفد والخلع :

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : جميع سور القرآن مئة واثنتا عشرة سورة .

قال الفقيه في البستان : إنما قال : إنها مئة واثنتا عشرة سورة ؛ لأنه كان لا يعد المعوذتين من القرآن وكان لا يكتبهما في مصحفه ، ويقول : إنهما منزلتان من السماء ، وهما من كلام رب العالمين ، ولكن النبي عليه السلام كان يرقي ويعوذ بهما ، فاشتبه عليه أنهما من القرآن أو ليستا منه فلم

٣٠٠