والأدهى أن هذا العالم كان له أنصاره أيضا ، ويدل عليه قول ابن الأنباري : ويقال لهذا الإنسان ومن ينتحل نصرته أخبرونا عن القرآن ... ألخ . (١)
قول أبي عبيد صريح في أن اعتقاد التحريف بعد زمن الصحابة والتابعين كان موجودا بين أهل السنة ، فحتى في زمن الإمام أبي عبيد المتوفى سنة ٢١٠ هـ كان منهم من يقول بوقوع التحريف في القرآن :
___________
=
القرآن رفع والصحابة اخترعوا قرآنا آخر ؟! ، والملطي هذا من نفس فصيلة الوهابية ! فانظر بماذا ختم كذبه على المذهب الذي ينتسب له هشام بن الحكم ، قال في التنبيه والرد : ٣٢ : (واعلموا رحمكم الله أن في الرافضة اللواط ، والأبنة ، والحمق ، والزنا ، وشرب الخمر ، وقذف المؤمنين والمؤمنات ، والزور ، والبهت وكل قاذورة ليس لهم شريعة ولا دين) ، وعلى مثل هذا فليعول أهل الحق والإنصاف !
ومن باب التنبيه أقول : إن كتاب (أصول مذهب الشيعة) لهذا الوهابي قد وصلني بعد أن فرغت من كتابة هذا الكتاب تماما وكنت على عجلة من أمري ، فأحببت أن أبين بعض السخافة التي فيه ، فاتضح بالتصفح السريع أنه مليء بالمتناقضات التي لو تصدى المرء لبيانها لأتى على مجلدات تفوق كتابه أضعافا مضاعفة ، فأرجو من الله عزّ وجلّ أن يقيض له من يبين جميع تناقضاته وكذبه في النقل وسقم فهمه للنصوص ، إنه سميع مجيب .
(١) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ١ : ٨٥ .