إعلام الخلف - ج ٣

صادق العلائي

إعلام الخلف - ج ٣

المؤلف:

صادق العلائي


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الآفاق للدراسات الإسلامية
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٩
الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

وقد قال القرطبي في تفسيره : ما نسخ لفظه وحكمه أو لفظه دون حكمه ليس بقرآن على ما يأتي بيانه عند قوله تعالى ( مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ ) إن شاء الله تعالى (١) .

مع أنهم يقولون أن جمع عثمان قد حذف كل تلك الزيادات ! ، ولكن البصري يزعم أن ما ألغى الله قرآنيته ما زال حيا بين الناس !!

إمام الحفاظ سفيان الثوري (٢)

أخرج الصنعاني في المصنف : قال سفيان الثوري : وبلغنا أن أناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم كانوا يقرأون القرآن أصيبوا يوم مسيلمة فذهبت حروف من القرآن (٣) .

وهذا كلام سفيان الثوري بلا شك ؛ لأن عبد الرزاق الصنعاني صاحب المصنف سمع من سفيان الثوري مباشرة وبلا واسطة (٤) .

___________

=

القرآن ٢ : ٢٨١ .

(١) تفسير القرطبي ١ : ٨٦ .

(٢) انظر ملحق رقم (٥) .

(٣) المصنف للصنعاني ٧ : ٣٣٠ ذيل حديث ١٣٣٦٣ .

(٤) قال البخاري صاحب الصحيح في التاريخ الكبير ٦ : ١٣٠ ت ١٩٣٣ : عبد الرزاق بن همام بن نافع أبو بكر مولى حمير اليماني ، سمع الثوري ، وابن جريج ومات سنة إحدى عشرة ومئتين ما حدث من كتابه فهو أصح .

٢٠١
 &

الإمام شيخ المفسرين مجاهد بن جبر (١)

___________

(١) قال بشأنه الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء ٤ : ٤٤٩ : (الإمام ، شيخ القرّاء والمفسرين . قال سفيان الثوري : خذوا التفسير من أربعة : مجاهد ، وسعيد بن جبير ، وعكرمة ، والضحاك . وقال خُصيف : كان مجاهد أعلمهم بالتفسير . وقال قتادة : أعلم من بقي بالتفسير مجاهد . قال ابن سعد : مجاهد ، ثقة ، فقيه ، عالم ، كثير الحديث) .

الجرح والتعديل ٨ : ٣١٩ ت ١٤٦٩ : (حدثني الفضل بن ميمون أبو الليث قال : سمعت مجاهدا يقول : عرضت القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة) .

وفي تذكرة الحفاظ ١ : ٩٢ ، ت ٨٣ : (مجاهد بن جبر الإمام ، المقري المفسر الحافظ ، وكان أحد أوعية العلم . وقال ابن جريج : لأن أكون سمعت من مجاهد أحب إلي من أهلي ومالي . وروى إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد قال : ربما أخذ لي ابن عمر رضي الله تعالى عنهما بالركاب) .

مشاهير علماء الأمصار ١ : ٨٢ ، ت ٥٩٠ : (وكان من العباد والمتجردين في الزهاد مع الفقه والورع مات بمكة وهو ساجد) .

الثقات ٥ : ٤١٩ ت ٥٤٩٣ : (وكان فقيها عابدا ورعا متقنا كان إذا رأی كأنه خربندج ضل حمارة فهو يطلبه لما فيه من الوله للعبادة)

تهذيب الكمال ٢٧ : ٢٣٣ ـ ٢٣٤ : (قال أبو نعيم قال يحيى القطان : مرسلات مجاهد أحب إلي من مرسلات عطاء بكثير . وقال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين وأبو زرعة : ثقة . وقال أبو عبيد الآجري قلت لأبي داود : مراسيل عطاء أحب إليك أو مراسيل مجاهد ؟ قال : مراسيل مجاهد ، عطاء كان يحمل عن كل ضرب . وقال سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل ما رأيت أحدا أراد بهذا العلم وجه الله إلا عطاءً وطاووساً ومجاهداً . وروي عن مجاهد قال : قال لي ابن عمر : وددت أن نافعا يحفظ حفظك وأن علي درهما زائفا قلت : هلا كان جيدا ؟

=

٢٠٢
 &

قال الحافظ ابن عبد البر الأندلسي : وروى أبو نعيم الفضل بن دكين قال : حدثنا سيف عن مجاهد قال : كانت الأحزاب مثل سورة البقرة أو أطول ولقد ذهب يوم مسيلمة قرآن كثير ، ولم يذهب منه حلال ولا حرام ! (١) .

وهذا مجاهد بن جبر إمام السلف في التفسير والفقه يقول بتحريف

___________

=

قال : هكذا كان في نفسي) .

قال عنه في تحرير تقريب التهذيب ٣ : ٣٤٧ ت ٦٤٨١ : (ثقة ، إمام في التفسير وفي العلم) .

وقال في التهذيب : (وهو من كبار شيوخ البخاري) .

(١) التمهيد في شرح الموطأ ٤ : ٢٧٥ ، شرح حديث رقم ٢١ ، وهذا الأثر صحيح ولا غبار عليه وهو كلام مجاهد بلا شك ؛ لأن سيف بن سليمان ثقة ثبت سمع من مجاهد ، والفضل بن دكين ثقة ثبت سمع من سيف بن سليمان ، قال في تحرير تقريب التهذيب ٣ : ١٥٧ ، ت ٥٤٠١ الفضل بن دكين الكوفي أبي نعيم : ثقة ، ثبت وسمع من سيف بن سليمان .

سير أعلام النبلاء ٦ : ٣٣٨ ، ت ١٤٠ : (سيف بن سليمان المكي أحد الثقات ، كان من موالي بني مخزوم ، سمع مجاهدا وعمرو بن دينار وعطاء وقيس بن سعد ، وعنه يحيى القطان وأبو عاصم وابن نمير وزيد بن الحباب وأبو نعيم وآخرون) .

الجرح والتعديل ٤ : ٢٧٤ ، ت ١١٨٥ : (سيف بن سليمان ، ويقال : ابن أبي سليمان أبو سليمان روى عن مجاهد وابن أبي نجيح وقيس بن سعد روى عنه ... أبو نعيم) .

الكنى والأسماء ١ : ٣٧٤ ، ت ١٣٨٤ : (أبو سليمان سيف بن سليمان عن مجاهد روى عنه وكيع وأبو نعيم) . قال في تحرير تقريب التهذيب ٢ : ١٠٠ ، ت ٢٧٢٢ : (ثقة ، ثبت ، رمي بالقدر) .

٢٠٣
 &

القرآن ، فهل يكفر عندهم أم أن الكفر لا يقبل إلا الشيعة ؟! (١)

___________

(١) صغير الوهابية (عثمان . خ) يفتخر في مسرحيته أن الوهابية تكفر أي شخص أنكر أو اعتقد تحريف حرف واحد من القرآن صحابيا كان أو غيره ! ، وهذه الجموع من أكابر صحابتهم وعلماء سلفهم الصالح قد قالوا بتحريف القرآن وسقوط كثير منه في يوم اليمامة وغيره ، فهل يكفرونهم ، أم يقولون ما لا يفعلون ؟! ولا ريب أن تكفير هؤلاء الرموز هو شرخ كبير وصدع عظيم ، في مذهب أهل السنة ؛ لأن الروايات والآثار دائرة عليهم ، والأطم أنهم يقولون ـ بكل وقاحة ـ : إن من لم يكفر من الكافر الذي قال بالتحريف فهو كافر مثله ! ، فلا ندري هل يكفر كل من روى هذه الروايات عن مجاهد وغيره من سلفهم الصالح ولم يقل بكفرهم ؟! ، ناهيك عما سيأتي من كلمات لأكابر علماء أهل السنة مقرين معترفين مذعنين بأن بعض رموز الصحابة والتابعين كان يدين لله بتحريف القرآن ! ، فهل يكفّرون هؤلاء العلماء والأعلام ؟! ، فمن يبقى على إسلامه من علماء أهل السنة ؟! ،

والمضحك أن الوهابية كـ (عثمان . خ) يتصيدون من لا خبرة له في هذه الأبحاث من عوام الشيعة ليقيموا معهم مناظرات مليئة بالأخطاء والأخلاط والمغالطات المنطقية ، ثم ينشرونها بين العوام على أنها مناظرة بين أحد الوهابية (عثمان . خ) وأحد كبار علماء الشيعة كأن يذكروا اسم العامي بإضافة لام التعريف وياء النسبة !! فمن كان اسمه (حسين داود) يكتب اسمه على الكتيب أو في شبكة الإنترنت (مناظرة مع الداودي) ! إيحاء وخداعا للعوام أنه أحد علماء الشيعة ! ، وكما ترى الخداع والشعوذة في كل شيء ، وهذا كله في نظر الوهابية من باب (الكذب لله) لا (على الله) ! ، فهم يفترون على الشيعة رجاء الثواب والقربة إلى الله ، لذا لا يستغرب صدور هذه الأكاذيب من ذوي اللحى الطويلة والأثواب القصيرة ؛ لأنه يرون أن هذا الكذب يبعد الناس عن المذهب الباطل ـ بزعمهم ـ ويقربهم من مذهب الحق ، وهو

=

٢٠٤
 &

أخطأ الكاتب !

تفسير مجاهد : قال : نا آدم ، قال : نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّـهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ) (١) قال : هذا خطأ من الكُتّاب ، وهي في قراءة ابن مسعود (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لما آتيتكم) (٢) .

وأخرج عبد بن حميد والفريابي وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّـهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ) (٣) قال : هي خطأ من الكُتّاب (٤) ، وقد صح هذا عن مجاهد ، فهل يكفره الوهابيون

___________

=

كما ترى !

(١) آل عمران : ٨١ .

(٢) تفسير مجاهد ١ : ١٣٠ : عبد بن أبي نجيح ثقة سمع مجاهدا (تحرير التقريب : ت ٣٦٦٢) ، ورقاء بن عمر اليشكري ثقة ، سمع من ابن أبي نجيح (تحرير التقريب : ت ٧٤٠٣) ، آدم بن أبي إياس ثقة عابد سمع من ورقاء (تحرير التقريب : ت ١٣٢) .

(٣) آل عمران : ٨١ .

(٤) الدر المنثور ٢ : ٤٧ ، هو في تفسير الطبري (٣ : ٣٣١) بسندين الأول رجاله كلهم ثقات : (حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم عن عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد) .

والسند الثاني : (حدثني المثنى قال : ثنا أبو حذيفة قال : ثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مثله) ورجاله ثقات ، وأبو حذيفة موسى بن مسعود صدوق حسن الحديث ، راجع تحرير التقريب : ت ٧٠١٠ .

=

٢٠٥
 &

أم لا ؟!

كلمة في القرآن نصها كذب على الله !

أخرج عبد بن حميد عن عبد الكريم أبي أمية قال : سمعت عكرمة يقول ( سِحْرَانِ ) (١) . فذكرت ذلك لمجاهد فقال : كذب العبد ! قرأتها على ابن عباس (ساحران) فلم يعبْ عليّ .

وها هو مجاهد ينكر قراءة المسلمين المتواترة ويزيد في القرآن حرفا والذي يدل على أن مجاهدا كان بصدد إثبات إحدى الصيغتين ونفي الأخرى هذه الرواية :

أخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن مجاهد قال : سألت ابن عباس رضي الله عنهما وهو بين الركن والباب والملتزم ، وهو متكئ على يدي عكرمة فقلت : أ ( سِحْرَانِ تَظَاهَرَا ) (٢) أم (ساحران) فقلت ذلك مرارا فقال : عكرمة (ساحران تظاهرا) ! اذهب أيها الرجل ! (٣) .

___________

=

وقال د . مصطفى زيد في هامش النسخ في القرآن ٢ : ٢٨١ عن هذا الإسناد (وهذا الإسناد فيه إلى مجاهد صحيح سبق أن وثقناه) .

(١) و (٢) القصص : ٤٨ .

(٣) الدر المنثور ٥ : ١٣١ ، مصنف عبد الرزاق ٥ : ٧٥ ، ح ٩٠٤٥ (عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني حميد الأعرج عن مجاهد قال : جئت ابن عباس ...) ، فصح هذا الأثر عن مجاهد ، إذ صرح ابن جريج الثقة الفقيه الفاضل بالسماع من حميد بن قيس الأعرج (وهو ثقة سمع من

=

٢٠٦
 &

هذه الرواية واضح فيها تردد مجاهد في نص هذه الآية هل هو ( سِحْرَانِ ) أم (ساحران) ، وعكرمة الذي كان يعلم مسبقاً برأي مجاهد في هذه الآية أقره على عناده حينما جاء لابن عباس ، فأكثر السؤال عن النص الصحيح للآية أجابه عكرمة على هواه وصرفه !

الشك في قرآنية المعوذتين !

وفي المصنف لابن أبي شيبة : حدثنا يحيى بن أبي بكير عن إبراهيم بن نافع قال : سمعت سليمان مولى أم علي (١) ، أن مجاهدا كان يكره أن يقرأ بالمعوذات وحدها حتى يجعل معها سورة (٢) .

أقول : لا شك أن إنكار ابن مسعود لقرآنية المعوذتين قد ألبس الأمر على مجاهد !

الإمام الحافظ سعيد بن جبير (٣)

أخرج ابن أبي داود عن سعيد بن جبير قال : في القرآن أربعة

___________

=

مجاهد) ، راجع تحرير التقريب .

(١) وهو سليمان بن أبي مسلم المكي الأحول : ثقة ثقة . وهذا الأثر صح عن مجاهد ؛ لأن يحيى بن أبي بكير ثقة سمع منه ابن أبي شيبة ، وروى أيضا عن إبراهيم بن نافع ، وإبراهيم بن نافع ثقة حافظ ، سمع من سليمان الأحول ، راجع تحرير التقريب .

(٢) مصنف ابن أبي شيبة ٦ : ١٤٦ ، ح ٣٠٢٠٧ .

(٣) انظر ملحق رقم (٦) .

٢٠٧
 &

أحرف لحن (١) ( وَالصَّابِئُونَ ) (٢) ، ( وَالْمُقِيمِينَ ) (٣) ، ( فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ ) (٤) ، ( إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ ) (٥) . (٦)

ما زال سلفهم يخطئ القرآن ويدعي أن القرآن كان عرضة لتلاعب الكتبة ! ، وسعيد قلد في تخطئته للقرآن مذهب عائشة .

شيخ الإسلام حماد بن سلمة (٧)

قال ابن الضريس في فضائله : أخبرنا موسى بن إسماعيل أنبانا حماد قال : قرأنا في مصحف أُبيّ بن كعب (اللهم إنا نستعينك وتستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك) قال حماد : هذه الآن سورة . واحسبه قال : (اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد واليك نسعى ونحفد ، نخشى عذابك ونرجو رحمتك إن عذابك بالكفار ملحق) (٨) .

___________

(١) قد مر أن معناه هنا (الخطأ في الكتابة) .

(٢) المائدة : ٦٩ .

(٣) النساء : ١٦٢ .

(٤) المنافقون : ١٠ .

(٥) طه : ٦٣ .

(٦) كتاب المصاحف لأبي بكر بن أبي داود السجستاني ١ : ٢٣٦ تحقيق د . محب الدين واعظ إصدار وزارة الأوقاف في قطر .

(٧) انظر ملحق رقم (٧) .

(٨) الدر المنثور ٦ : ٤٢٠ ، وصح هذا الأثر عن حماد بن سلمة ؛ لأن الحافظ ابن الضريس سمع من

=

٢٠٨
 &

وهذا إمامهم حماد بن سلمة يرى أن تلك الجملة ما زالت من سور القرآن كغيرها من سوره ، مع أنها ليست في المصحف في ذلك العصر !

عالم مرو الربيع بن أنس (١)

أخرج الطبري في تفسيره : حدثني المثنى قال : ثنا إسحاق قال : ثنا عبد الله بن أبي جعفر عن أبيه ، عن الربيع في قوله ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّـهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ ) (٢) يقول : (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب) وكذلك كان يقرأها الربيع (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب) إنما هي (أهل الكتاب) ، قال : وكذلك كان يقرأها أُبيّ بن كعب . قال الربيع : ألا ترى أنه يقول : ( ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ ) (٣) ؟! يقول : لتؤمنن بمحمد ولتنصرنه ، قال : هم أهل الكتاب (٤) .

وعالمهم هذا يرى وقوع التحريف في هذا الموضع من القرآن ويدلل عليه ، والصواب في نظره هو (أوتوا الكتاب) بدلاً عما في مصاحف المسلمين ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّـهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ ) (٥) .

___________

=

موسى بن إسماعيل المنقري وموسى سمع من حماد بن سلمة ، وموسى ثقة ثبت .

(١) انظر ملحق رقم (٨) .

(٢) و (٣) و (٥) آل عمران : ٨١ .

(٤) تفسير الطبري ٣ : ٣٣١ .

٢٠٩
 &

الإمام الحجة يونس بن عبيد (١)

قال الإمام أبو عبيد : ( قَالُوا إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ ) (٢) قال أبو عمرو وعيسى ويونس : (إن هذين لساحران) في اللفظ وكُتب ( هَـٰذَانِ ) كما يزيدون وينقصون في الكتاب ، واللفظ صواب (٣) .

وكلامه واضح وصريح في وقوع التحريف في هذا الموضع من القرآن من قِبل كتبة المصحف .

العلامة الحافظ عكرمة مولى ابن عباس (٤)

ينكر النص القرآني ويستهزأ به !

أخرج ابن جرير عن عكرمة أنه كان يعيب ( لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ ) (٥) ويقول : إنما هي (لتألف قريش) !! ، وكانوا يرحلون في الشتاء والصيف إلى الروم

___________

(١) انظر ملحق رقم (٩) .

(٢) طه : ٦٣ .

(٣) مجاز القرآن ٢ : ٢١ لأبي عبيدة المتوفى ٢١٠ هـ . ، ط . دار الفكر ، وعنه في تفسير كتاب الله العزيز للشيخ هود بن محكَّم الهواري ٣ : ٤٢ .

وقال الطبري في تفسيره ١٦ : ١٣٧ ، ط . دار الحديث : وحدثت عن أبي عبيدة معمر بن المثنى قال : قال أبو عمرو وعيسى بن عمر ، ويونس (إن هذين لساحران) في اللفظ وكتب ( هَـٰذَانِ ) (طه : ٦٣) . كما يريدون الكتّاب .

(٤) ملحق رقم (١٠) .

(٥) قريش : ١ .

٢١٠
 &

والشام ، فأمرهم الله أن يألفوا عبادة رب هذا البيت (١) .

الرواية واضحة في أن سيدهم عكرمة يعيب القرآن وينكر نصه ويستدل على بطلانه !

النص القرآني خطأ !

أخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة أنه قرأ (ما كان للمشركين أن يعمروا مسجد الله) قال : إنما هو مسجد واحد (٢) .

يقرأ بقراءته المخالفة لما هو موجود في مصاحف المسلمين ويحصر الحق في قراءته !! والآية رغم أنف الخارجي هكذا ( مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّـهِ ) (٣) .

أخرج سعيد بن منصور وأبو داود في ناسخه وابن جرير عن عكرمة أنه كان يقرأها (على الذين يطوقونه) وقال : ولو كان ( يُطِيقُونَهُ ) ، إذن صاموا !! (٤) .

واضح أنه ينكر نص القرآن ، وحيث أن مقطع الآية ( يُطِيقُونَهُ ) سبقه فرض الصيام في قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ

___________

(١) الدر المنثور ٦ : ٣٩٦ .

(٢) الدر المنثور ٣ : ٢١٦ .

(٣) التوبة : ١٧ .

(٤) الدر المنثور ١ : ١٧٨ ، وهو بسند صحيح في سنن سعيد بن منصور ٢ : ٦٨٣ ، ح ٢٦٥ (حدثنا سعيد قال : نا خالد بن عبد الله عن عمران بن حدير ، عن عكرمة) .

٢١١
 &

كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ) (١) ، فقد قام عكرمة بتبرير تحريفه للآية حيث استدل على فساد وخطأ هذا اللفظ في الآية ( يُطِيقُونَهُ ) ! ؛ لأن الذي يطيق الصيام هو من أمر بالصوم في الآية الأولى ، والآية الثانية تتكلم عمن لا يطيقه ! فالصحيح هو (يطوقونه) لا ( يُطِيقُونَهُ ) الموجودة في مصاحف المسلمين !

ففي سنن سعيد بن منصور بسند صحيح عن عكرمة : كان يقرأ (وعلى الذين يطوقونه) . ويقرأ إن الذين يطيقونه هم الذين يصومونه والذين يطوقونه هم الذين ضعفوا عليهم الفدية (٢) ، أي أن من عليه ( فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ) هم الذين (يطوقونه) لا الذين ( يُطِيقُونَهُ ) كما هو حالها في المصحف !!

ولا ندري هل يكفرون عكرمة مولى ابن عباس أم يدسون رؤوسهم في التراب ؟! ، والآية رغم أنف إمامهم عكرمة هكذا ( وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ) (٣) .

___________

(١) البقرة : ١٨٣ ـ ١٨٤ .

(٢) سنن سعيد بن منصور ٢ : ٦٨٣ ، ح ٢٦٦ ، بسند صحيح (حدثنا سعيد قال : نا مروان بن معاوية قال : نا عمران بن حدير ، عن عكرمة) .

(٣) البقرة : ١٨٤ .

٢١٢
 &

فقيه العراق الإمام إبراهيم النخعي (١)

لعل الصحابة حرفوا !

عن الأعمش عن إبراهيم قال : هما سواء ( إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ ) و (إن هذين لساحران) ، لعله كتبوا الألف مكان الياء ـ والله أعلم ـ والواو في ( وَالصَّابِئُونَ ) و ( وَالرَّاسِخُونَ ) مكان الياء (٢) .

___________

(١) انظر ملحق (١١) .

(٢) المصاحف لابن أبي داود ١ : ٣٩٦ ، ح ٣٣٩ ، وعلق عليه المحقق محب الدين واعظ بـ (إسناده حسن) .

أقول : عجزت فرقة التأويل والتلميع عن تدارك ما جاءهم به إمامهم النخعي ، حيث أولوا قوله بأنه أراد أن كتبة المصحف أبدلوا الحروف لا عن خطأ وتحريف ، وإنما حالها حال لفظ الزكاة ولفظ الصلاة ، حيث كتبتا بهذا الشكل (الزكوة والصلوة) ، أورد هذا الزعم إمامهم السيوطي وتبعه الآلوسي بأن الزكوة والصلوة وإن كتبتا بهذا الشكل ، ولكن حال القراءة تقرأ على الأصل ، أما هنا فإن قراءة القرآن تغيرت على حسب الخطأ ، فلا يصح هذا التأويل .

قال السيوطي في الإتقان ١ : ٥٣٩ : قال ابن أشته : يعني أنه من إبدال حرف في الكتاب بحرف مثل الصلوة والزكوة والحيوة . وأقول هذا الجواب إنما يحسن لو كانت القراءة بالياء فيها والكتابة بخلافها وأما القراءة على مقتضى الرسم فلا . ومثله قال الآلوسي في روح المعاني ١٦ : ٢٢٣ : ثم أخرج عن إبراهيم النخعي أنه قال : ( إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ ) و (إن هذين لساحران) سواء لعلهم كتبوا الألف مكان الياء . (يعنى أنه من إبدال حرف في الكتابة بحرف ، كما وقع

=

٢١٣
 &

عالم الجزيرة ومفتيها ميمون بن مهران (١)

قال القرطبي : وفي مصحف ابن مسعود (ووصى) وهي قراءة أصحابه وقراءة ابن عباس أيضا وعلي عليه السلام وغيرهما ، وكذلك عند أبي بن كعب . قال ابن عباس : إنما هو (ووصى ربك) فالتصقت إحدى الواوين فقرئت وقضى ربك ، إذ لو كان على القضاء ما عصى الله أحد .

وقال الضحاك : تصحفت على قوم (وصى) بـ (قضى) حين اختلطت الواو بالصاد وقت كتب المصحف .

وذكر أبو حاتم عن ابن عباس مثل قول الضحاك . وقال عن ميمون بن مهران : إنه قال : إن على قول ابن عباس لنورا ، قال الله تعالى : ( شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ) (٢) . (٣)

يقصد أبو حاتم أن ميمون بن مهران استدل من القرآن لإثبات ما ذهب

___________

=

في صلاة وزكاة وحياة ، ويرد على هذا أنه إنما يحسن لو كانت القراءة بالياء في ذلك) .

وهنا يلزم التنبيه على أمر طالما نبهنا عليه بين الردود ، وهو أن ظاهر الكلام حجة إلا أن يثبت خلافه بدليل يصرف الكلام عن ظاهره ، وإلا لو فتح باب التأويل بلا ضابطة لما ثبت حجر على حجر في بناء العلوم والمعارف ، فيكفي لرد تأويلات فرق التأويل والتلميع أن يعترض عليهم بـ (أين الدليل على خلاف الظاهر ؟) .

(١) انظر ملحق رقم (١٢) .

(٢) الشورى : ١٣ .

(٣) تفسير القرطبي ١٠ : ٢٣٧ .

٢١٤
 &

له ابن عباس من وقوع التحريف في قوله تعالى : ( وَقَضَىٰ رَبُّكَ ) (١) .

الفقيه الحافظ ابن أبي مليكة (٢)

أخرج أبو عبيد في فضائل القرآن بسند صحيح : أبو عبيد قال : حدثنا ابن أبي مريم عن نافع بن عمر الجمحي ، عن ابن أبي مليكة قال : إنما هي (أفلم يتبين) (٣) .

وهذا فقيههم ابن أبي مليكة يحصر الحق في (أفلم يتبين) ! ، ويتابع قول شيخه ابن عباس في وقوع التحريف لهذه الآية ( أَفَلَمْ يَيْأَسِ ) (٤) !

الإمام الكبير حسن بن صالح بن حي (٥)

النص القرآني فيه خطأ منطقي !

أخرج ابن أبي حاتم من طريق حسن بن صالح بن حي عن مغيرة ، عن إبراهيم النخعي أنه قرأ (يقضي الحق وهو خير الفاصلين) ، قال ابن حي : لا يكون الفصل إلا مع القضاء (٦) .

___________

(١) الإسراء : ٢٣ .

(٢) انظر ملحق رقم (١٣) .

(٣) فضائل القرآن لأبي عبيد ٢ : ١٢٣ ، ح ٦٢٤ تحقيق الأستاذ أحمد الخياطي ، رجاله ثقات .

(٤) الرعد : ٣١ .

(٥) انظر ملحق رقم (١٤) .

(٦) الدر المنثور ٣ : ١٤ .

٢١٥
 &

وهذا إمامهم الحسن بن حي يرى أن الفصل لا ينفك عن القضاء والحق في الآية أن تكون هكذا (تقضي الحق وهو خير الفاصلين) لا كما هي في القرآن ( إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّـهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ ) (١) !

الإمام القدوة ابن عجلان (٢)

سورة التوبة سقط أولها :

قال أبو بكر بن العربي في أحكام القرآن : وفي ذلك للعلماء أغراض جماعها أربعة ، الأول : ... وكذلك يروى عن ابن عجلان أنه بلغه أن سورة براءة كانت تعدل البقرة أو قربها ، فذهب منها ، فلذلك لم يكتب فيها بسم الله الرحمن الرحيم (٣) .

___________

(١) الأنعام : ٥٧ .

(٢) انظر ملحق رقم (١٥) .

(٣) أحكام القرآن ٢ : ٨٧ ، ط . الحلبي ، تحقيق علي محمد البجاوي ، تفسير القرطبي ٨ : ٦٢ .

ملاحظة : المتأمل في راوياتهم ـ على كثرتها ـ الناصة على أن سورة براءة كانت عدل البقرة في طولها ، وأن هذا الموجود منها هو أقل من المفقود يتضح له ما اشتهر بين السلف من تحريف هذه السورة ، وكذا سورة الأحزاب بسبب يوم اليمامة ، وقد بينا الوجه الصحيح لهذا الجزء المفقود في مبحث الشيعة وفرية تحريف القرآن ، وسبب كون تنزيل هذه السورة بالذات وسورة الأحزاب كبيرا نسبيا ، والحمد لله أن هذا الوجه المعتبر لا وجود له إلا عن الشيعة أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام .

٢١٦
 &

دفع دخل !

واضح أن إمامهم ابن عجلان لم يقصد خرافة نسخ التلاوة ـ إن قلنا أنه سمع بها ـ ؛ لأنه ادعى أن الصحابة لم يكتبوا البسملة ؛ لسقوط أول براءة ، ونسخ التلاوة رفع من الله عزّ وجلّ يبطل به القرآن ويلغيه فتنتفي قرآنيته وينزل مكانه غيره كما قال علماء أهل السنة واستدلوا بهذه الآية ( مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ) (١) فالنسخ لو وقع لأبدل الله الآيات بغيرها تحل محلها فلا يصح تأويل قوله (ذهب منها) بنسخ التلاوة لأن الإبدال لا نقص ولا فقدان فيه .

ثم إن قوله السابق يعني أن قوله تعالى ( بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ) (٢) ليس هو أول السورة لذلك لم يكتب الصحابة ( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ) وهذا لا ينسجم مع نسخ التلاوة أيضا ! لأنه إلغاء لقرآنية المنسوخ فلو ألغي قرآنية أول السورة لا يقال حينئذ عن الملغي أنه أول السورة القرآنية ! ، بل أول السورة هو الذي أبقاه الله عزّ وجلّ ولم ينف قرآنيته .

وعلى أي حال فكلامه ظاهر والتمسك بالظاهر حجة ، وكما ترى فإن الكل يترنم بنغمة واحدة وهي ضياع سورة الأحزاب وبراءة في يوم اليمامة ولكن بعضهم يصرح بيوم اليمامة والبعض يكتفي بالضياع .

___________

(١) البقرة : ١٠٦ .

(٢) التوبة : ١ .

٢١٧
 &

إمام التفسير الضحاك بن مزاحم (١)

أخطأ الكاتب !

أخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر عن الضحاك بن مزاحم رضي الله عنه أنه قرأها (ووصى ربك) قال : إنهم ألصقوا إحدى الواوين بالصاد فصارت قافا ! (٢) .

وأخرجه ـ ابن اشته ـ من طريق أخرى عن الضحاك أنه قال : كيف تقرأ هذا الحرف ؟ قال ( وَقَضَىٰ رَبُّكَ ) (٣) قال : ليس كذلك نقرأها نحن ولا ابن عباس ! إنما هو (ووصى ربك) ، وكذلك كانت تقرأ وتكتب ، فاستمد كاتبكم فاحتمل القلم مدادا كثيرا فالتصقت الواو بالصاد ! ثم قرأ ( وَلِلَّـهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّـهَ ) (٤) ولو كانت ( وَقَضَىٰ ) من الرب لم يستطع أحد رد قضاء الرب ، ولكنه وصية أوصى بها العباد (٥) .

___________

(١) انظر ملحق رقم (١٦) .

(٢) الدر المنثور ٤ : ١٧٠ ـ ١٧١ .

(٣) الإسراء ٢٣ .

(٤) النساء : ١٣١ .

(٥) الإتقان ١ : ٥٤٢ .

أقول : قد اعترف بعض علماء أهل السنة أن الضحاك قال بوقوع التحريف في هذه الآية منهم الإمام القرطبي في تفسيره ، والحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري ، وابن تيمية في

=

٢١٨
 &

وهكذا تابع إمامهم في التفسير الضحاك بن مزاحم رأي شيخه ابن عباس ، فجاهر بوقوع التحريف لهذه الآية كما جاهر شيخه من قبل ، فادعى وقوع التحريف في هذه الآية بسبب نعاس كاتب المصحف !

الآية خطأ !

أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك أنه قال : كيف تقرأون هذه الآية ( يَذَرَكَ ) (١) ؟ قالوا : ( يَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ ) ! فقال الضحاك : إنما هي (الاهتك) أي عبادتك ، ألا ترى أنه يقول : ( أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ ) (٢) ! (٣) .

ما زال الضحاك يخطّئ قرآن المسلمين ويدعي تحريفه ، ولا بأس بإضافة إمامهم الضحاك لقائمة الكفار والمرتدين من أكابر الصحابة والتابعين ، وكله على مذهب الوهابية .

العلامة عيسى بن عمر (٤)

الآية خطأ !

قال الفخر الرازي في تفسيره : قرأ أبو عمرو وعيسى بن عمر (إن هذين

___________

=

مجموع الفتاوى ، ومنعا للإطالة سنذكر تلك الاعترافات في المقام التالي الذي خصص لذكر اعترافات وشهادات علماء أهل السنة بأن بعض الصحابة والتابعين اعتقدوا تحريف القرآن .

(١) الأعراف : ١٢٧ .

(٢) النازعات : ٢٤ .

(٣) الدر المنثور ٣ : ١٠٧ .

(٤) انظر ملحق رقم (١٧) .

٢١٩
 &

لساحران) قالوا : هي قراءة عثمان وعائشة وابن الزبير وسعيد بن جبير والحسن رضي الله تعالى عنه ، واحتج أبو عمرو وعيسى على ذلك بما روى هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنها سئلت عن قوله ( إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ ) وعن قوله ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَىٰ ) في المائدة وعن قوله ( لَّـٰكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ ) ... إلى قوله : ... ( وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ ) فقالت : يا ابن أختي هذا خطأ من الكاتب .

وروي عن عثمان أنه نظر في المصحف فقال : أرى فيه لحنا وستقيمه العرب بألسنتها (١) .

وها هو علامتهم يحتج على قراءته بمذهب عائشة في وقوع التحريف لهذه الآيات ! .

وأوضح منه ما ذكره الإمام أبو عبيد : ( قَالُوا إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ ) (٢) قال أبو عمرو وعيسى ويونس : (إن هذين لساحران) في اللفظ وكُتب ( هَـٰذَانِ ) كما يزيدون وينقصون في الكتاب ، واللفظ صواب (٣) .

___________

(١) التفسير الكبير للفخر الرازي ، ٢٢ : ٧٤ ، ط : دار الكتب العلمية .

(٢) طه : ٦٣ .

(٣) مجاز القرآن ٢ : ٢١ لأبي عبيدة المتوفى ٢١٠ هـ . ط . دار الفكر ، وعنه في تفسير كتاب الله العزيز للشيخ هود بن محكَّم الهواري ، ٣ : ٤٢ .

وقال الطبري في تفسيره ١٦ : ١٣٧ ، ط . دار الحديث : وحدثت عن أبي عبيدة معمر بن

=

٢٢٠