إعلام الخلف - ج ٣

صادق العلائي

إعلام الخلف - ج ٣

المؤلف:

صادق العلائي


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الآفاق للدراسات الإسلامية
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٩
الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

وأصيلا) .

وأيضا : أخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه أنه كان يقرأ (ويسبحوا الله بكرة وأصيلا) (١) .

مع أن مصحف المسلمين اليوم بالتاء ! ، ومع هذا كله يتبجح الوهابية بأنه لا يوجد أحد من أهل السنة يقول بتحريف القرآن ! أقول : نعم هذا صحيح ، إن قلتم : إن الصحابة كانوا شيعة .

سعد بن أبي وقاص

ينكر كلمة من القرآن !

أخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وأبو داود في ناسخه ، وابنه في المصاحف ، والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه ، عن سعد بن أبي وقاص أنه قرأ (ما ننسخ من آية أو ننساها) فقيل له : إن سعيد بن المسيب يقرأ ( نُنسِهَا ) (٢) . فقال سعد : إن القرآن لم ينزل على المسيب ولا آل المسيب ! قال الله : ( سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنسَىٰ ) (٣) . ( وَاذْكُر

___________

(١) الدر المنثور ٦ : ٧٢ .

(٢) البقرة : ١٠٦ .

(٣) الأعلى : ٦ .

١٨١
 &

رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ ) (١) (٢) .

القرآن الذي يعرفه سعد بن أبي وقاص فيه لفظ (ننساها) ولا يوجد فيه لفظ ( نُنسِهَا ) الموجود في مصاحفنا اليوم ، فهل نكفّر سعد بن أبي وقاص لإنكاره نص القرآن ؟!

أبو مالك الأشعري

آيات محرفة !

أخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك رضي الله عنه قال : كل ما في القرآن ( فَلَوْلَا ) فهو (فهلا) إلا في حرفين في يونس (فلولا كانت قرية آمنت) والآخر (فلولا كان من القرون من قبلكم) (٣) .

وعلى هذا كثير من الموارد التي في القرآن التي فيها ( فَلَوْلَا ) هي على خلاف ما أنزله الله عزّ وجلّ وتحريف في نظر الصحابي أبي مالك الأشعري كعب بن عاصم الأشعري ، وهذه الآيات المحرفة :

___________

(١) الكهف : ٢٤ .

(٢) الدر المنثور ١ : ١٠٤ ، وفي تفسير الطبري ١ : ٣٧٩ من ثلاث طرق ، وفي مستدرك الحاكم وعلق عليه (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي ، وفي تفسير ابن كثير ١ : ١٥٥ ، المصنف للصنعاني ١ : ٥٥ .

(٣) الدر المنثور ١ : ٣١٧ .

١٨٢
 &

( ثُمَّ تَوَلَّيْتُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ ) (١) .

( فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَـٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ ) (٢) .

( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ ) (٣) .

( فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ) (٤) .

( فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ ) (٥) .

( فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ قُرْبَانًا آلِهَةً ) (٦) .

( نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ ) (٧) .

( وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَىٰ فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ ) (٨) .

( لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ) (٩) .

___________

(١) البقرة : ٦٤ .

(٢) الأنعام : ٤٣ .

(٣) التوبة : ١٢٢ .

(٤) الصافات : ١٤٣ .

(٥) الزخرف : ٥٣ .

(٦) الأحقاف : ٢٨ .

(٧) الواقعة : ٥٧ .

(٨) الواقعة : ٦٢ .

(٩) الواقعة : ٧٠ .

١٨٣
 &

( فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ) (١) .

( فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ) (٢) ، فكل هذه الموارد كتبت على خلاف ما أنزله الله في نظر هذا الصحابي !

عائشة بنت أبي بكر

ذهب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وذهب معه شيء من القرآن !

أخرج الصنعاني في المصنف بسند صحيح عن سالم بن عبد الله :

إن عائشة زوج النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم أرسلت به ـ أي سالم ـ إلى أختها أم كلثوم ابنة أبي بكر لترضعه عشر رضعات ليلج عليها إذا كبر فأرضعته ثلاث مرات ثم مرضت فلم يكن سالم يلج عليها . قال : زعموا أن عائشة قالت : لقد كان في كتاب الله عزّ وجلّ عشر رضعات ثم رد ذلك إلى خمس ، ولكن من كتاب الله ما قبض مع النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم (٣) .

وهذه الرواية واضحة في أن بعض القرآن ومنه الآية المزعومة قد ذهب مع وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو نص في أنه صلى الله عليه وآله وسلم الوحيد الذي كان يحفظ ذلك القرآن دون الصحابة قد قبض صلى الله عليه وآله وسلم فقبض بعض القرآن بقبضه ! ، ولا مجال لدعوى نسخ التلاوة أو المنسأ في هذه الرواية لما بيناه سابقا في مبحث آية الرضاع .

___________

(١) الواقعة : ٨٣ .

(٢) الواقعة : ٨٦ .

(٣) مصنف عبد الرزاق ٧ : ٤٦٩ ، ح ١٣٩٢٨ .

١٨٤
 &

القرآن محرف وفيه أخطاء !

أخرج أبو عبيد في فضائله ، وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي داود وابن المنذر بسند صحيح عن عروة قال : سألت عائشة عن لحن القرآن ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ ) (١) ، ( وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ ) (٢) ، ( قَالُوا إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ ) (٣) ، فقالت : يا بن أختي هذا عمل الكُتّاب أخطأوا في الكِتاب (٤) .

قال السيوطي في الإتقان : إسناد صحيح على شرط الشيخين (٥) ، وقال سعيد بن منصور في سننه : سنده صحيح (٦) ، وكذا الآلوسي المفسر في روح المعاني وسيأتي نص كلامه .

___________

(١) المائدة : ٦٩ .

(٢) النساء : ١٦٢ .

(٣) طه : ٦٣ .

(٤) الدر المنثور ٢ : ٢٤٦ ، تفسير الطبري ٩ : ٣٩٥ ، وأيضا في ٦ : ٣٤ بهذا السند الصحيح ، (حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا أبو معاوية ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، أنه سأل عائشة عن قوله : والمقيمين الصلاة ، وعن قوله : إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون ، وعن قوله : إن هذان لساحران فقالت : يا بن أختي هذا عمل الكتاب أخطأوا في الكتاب) ، كتاب المصاحف لابن أبي داود : ٣٤ ، وهو في زاد المسير لابن الجوزي ٢ : ٢٥١ ، وتفسير الخازن ١ : ٦٢٢ وتفسير البغوي ١ : ٤٩٨ وغيرها

(٥) الإتقان ١ : ١٨٢ .

(٦) سنن سعيد بن منصور ٤ : ١٥٠٧ ، ح ٧٦٩ .

١٨٥
 &

وفي تاريخ المدينة للنميري : حدثنا أحمد بن إبراهيم قال ، حدثنا علي بن مسهر ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه قال : سألت عائشة عن لحن القرآن ( قَالُوا إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ ) (١) ، وقوله ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ ) (٢) ، ( وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ ) (٣) وأشباه ذلك فقالت : أي بني ! إن الكتاب يخطئون (٤) .

وأخرج عبد بن حميد عن هشام بن عروة قال : كان أبي يقرأها (وما هو على الغيب بظنين) فقيل له في ذلك فقال : قالت عائشة : إن الكُتّاب يخطئون في المصاحف (٥) .

وهذه عائشة تدعي أن الكُتّاب أخطأوا في كتابة القرآن ! ، فإن كان كل من قال بتحريف القرآن كافرا عند الوهابية فقد كفرت عائشة !

أخرج سعيد بن منصور وأحمد والبخاري في تاريخه ، وعبد بن حميد وابن المنذر وابن اشته وابن الأنباري معا في المصاحف ، والدارقطني في الإفراد والحاكم وصححه ، وابن مردويه عن عبيد بن عمير أنه سأل عائشة : كيف كان رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم يقرأ هذه الآية (والذين يؤتون ما أتوا)

___________

(١) طه : ٦٣ .

(٢) المائدة : ٦٩ .

(٣) النساء : ١٦٢ .

(٤) تاريخ المدينة لابن شبة النميري ٣ : ١٠١٣ ، هذا الإسناد رجاله ثقات .

(٥) الدر المنثور ٦ : ٣٢١ ، المصاحف لابن أبي داود : ٣٣ ـ ٣٤ ، الفراء في معاني القرآن ، ٢ : ١٨٣

١٨٦
 &

أو ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا ) (١) . فقالت : أيتهما أحب إليك ؟ قلت : والذي نفسي بيده لأحداهما أحب إلي من الدنيا جميعا ، قالت : أيهما قلت ؟ (الذين يأتون ما أتوا) ! فقالت : أشهد أن رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم كذلك كان يقرأها ، وكذلك أنزلت ، ولكن الهجاء حُرِّف ! (٢) .

وهكذا تتجاهر عائشة بتحريف القرآن في أكثر من موضع ، ولا أدري ما حكم عائشة عندهم الآن ، أم يقولون : أنها من الشيعة وينتهي الأمر ؟!

كلمات (متتابعات) فُقِدت من المصحف !

عن سنن الدارقطني بسنده عن ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة قالت : نزلت (فعدة من أيام أخر متتابعات) فسقطت متتابعات ! (٣) .

عن ابن شهاب قال قالت عائشة : نزلت (فعدة من أيام أخر متتابعات) فسقطت متتابعات ! سقط لم يقل غير عروة (٤) ، على التوضيح الأخير يكون

___________

(١) المؤمنون : ٦٠ .

(٢) الدر المنثور ٥ : ١٢ ، قال د . سعود النفيسان في كتاب مرويات عائشة في التفسير : ٢٦٣ : (أخرجه ابن كثير في تفسيره مرفوعا وموقوفا ٣ : ٢٤٨ ، وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ٦ : ٩٥ ١٤٤ ، البخاري في التاريخ الكبير ٩ : ٢٨ ، والحاكم في المستدرك عن عائشة قريبا من هذا اللفظ ٢ : ٣٩٣ ، ووافقه الذهبي في التلخيص ، والهيثمي في مجمع الزوائد عن عائشة مرفوعا بهذا اللفظ ٧ : ٧٣) .

(٣) سنن الدارقطني ٢ : ١٩٢ ، ح ٦٠ علق عليه (هذا إسناد صحيح والذي بعده أيضاً) .

(٤) المحلى لابن حزم ٦ : ٢٦١ : قال علي ـ ابن حزم ـ روينا من طريق عبد الرزاق عن معمر عن

=

١٨٧
 &

مدعي التحريف هو عروة لا عائشة .

تذكر الروايات التي مرت في مبحث القراءات الشاذة أن أبي بن كعب وابن مسعود وابن عباس وربيع بن خيثم كتبوا هذه الزيادة في مصاحفهم وكانت قراءتهم الدائمة حتى أن ابن مسعود لم يكن يترك آية فيها ثلاثة أيام إلا ويعقبها بكلمة متتابعات ! وهذا يقوي مذهب عائشة في وقوع التحريف .

تحرّف القرآن عمليا !

أخرج مالك وأحمد وعبد بن حميد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن جرير وابن أبي داود وابن الأنباري في المصاحف ، والبيهقي في سننه عن أبي يونس مولى عائشة قال : أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفا ، وقالت : إذا بلغت هذه الآية فآذني ( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ ) (١) ، فلما بلغتها آذنتها فأملت عليّ (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين) وقالت عائشة : سمعتها من رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم (٢) .

___________

=

الزهري قال عروة : قالت عائشة أم المؤمنين : نزلت (فعدة من أيام أخر متتابعات) فسقطت متتابعات ، راجع تفسير القرطبي ٢ : ٢٨١ ، نيل الأوطار ٤ : ٣١٦ .

(١) البقرة : ٢٣٨ .

(٢) الدر المنثور ١ : ٣٠٢ ، سنن الترمذي ٥ : ٢١٧ ، ح ٢٩٨٢ وعلق عليه (هذا حديث حسن صحيح) .

١٨٨
 &

وأخرج سعيد بن منصور وأبو عبيد عن زياد بن أبي مريم أن عائشة أمرت بمصحف لها أن يكتب ، وقالت : إذا بلغتم ( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ ) فلا تكتبوها حتى تؤذنوني ، فلما أخبروها أنهم قد بلغوا ، قالت : اكتبوها (صلاة الوسطى صلاة العصر) .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي من طريق نافع عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم إنها قالت لكاتب مصحفها : إذا بلغت مواقيت الصلاة فأخبرني حتى أخبرك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم فأخبرها ، قالت : اكتب فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم يقرأ (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وهي صلاة العصر) (١) .

أقول : بقي هذا التحريف في مصحف عائشة إلى زمن متأخر بعد موتها ، كما هو مفاد هذه الرواية : وأخرج عبد الرزاق وابن أبي داود عن هشام بن عروة قال : قرأت في مصحف عائشة (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطی وصلاة العصر وقوموا لله قانتين) (٢) .

لأن هشام بن عروة قرأ هذا التحريف في مصحفها ، وقد ولد سنة إحدى وستين وماتت عائشة سنة سبع وخمسين للهجرة ، لذا لم تر عائشة

___________

(١) الدر المنثور ١ : ٣٠٣ .

(٢) الدر المنثور ١ : ٣٠٢ .

١٨٩
 &

هشاماً وليداً ، ومعلوم أن المرء لا يقرأ في أول سني عمره .

قال أحد علمائهم : لعل عائشة كانت ترى تحريف هذه الآية !

قال إمامهم الباجي : يحتمل أنها سمعتها على أنها قرآن ثم نسخت كما في حديث البراء الذي رواه مسلم ، فلعل عائشة لم تعلم بنسخها أو اعتقدت أنها مما نسخ حكمه وبقي رسمه ، ويحتمل أنه ذكرها صلى الله عليه [ وآله ] وسلم على أنها من غير القرآن لتأكيد فضيلتها ، فظنتها قرآنا فأرادت إثباتها في المصحف لذلك (١) ، أي تحتمل أن عائشة حرفت القرآن وزادت فيه ما ليس منه لجهل منها .

حفصة بنت عمر

تَشهد لتحرّف القرآن !

أخرج ابن الأنباري في المصاحف ـ إلى قوله ـ فجمعوا القرآن وأمر أبو بكر مناديا ، فنادی في الناس : من كان عنده من القرآن شيء فليجيء به .

___________

(١) عون المعبود ٢ : ٥٨ ، شرح الزرقاني ١ : ٤٠٣ ، لاحظ أن علماء أهل السنة مقيدون بقيود وحدود في مواضع معينة ، فهم يكتفون فيها بنقل كلمات بعض علمائهم الذين تجاوزوا هذه الحدود قليلا ، فمثلا هذه الكلمة للباجي يكررها علماؤهم عندما يتكلمون عن زيادة عائشة ولا أحد منهم يجرأ بمحاولة صياغة مثلها أو يعبّر تعبيرا قريبا من مضمونها ، وسيمر علينا كثرة استشهادهم بكلام الإمام البزار في مسنده الذي صرح بأن ابن مسعود أنكر المعوذتين وخالف الصحابة ، وهذه الحدود لم تصنعها إلا القداسة الفارغة التي تجعل نيل الحقائق أمرا صعبا مستصعبا .

١٩٠
 &

قالت : حفصة إذا انتهيتم إلى هذه الآية فاخبرون ( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ ) (١) . قالت : اكتبوا (والصلاة الوسطى ، وهي صلاة العصر) فقال لها عمر : ألك بهذا بينة ؟ قالت : لا ! قال : فوالله لا ندخل في القرآن ما تشهد به امرأة بلا إقامة بينة (٢) .

تحرّف القرآن عمليا !

بعدما عجزت عن تحريف قرآن المسلمين عرجت على مصحفها لتحرفه !

أخرج عبد الرزاق والبخاري في تاريخه ، وابن جرير وابن أبي داود في المصاحف عن أبي رافع مولى حفصة قال : استكتبتني حفصة مصحفا فقالت : إذا أتيت على هذه الآية فتعال حتى أمليها عليك كما أقرئتها ، فلما أتيت على هذه الآية ( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ ) قالت : أكتب ، (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر) .

أخرج مالك وأبو عبيد وعبد بن حميد وأبو يعلى وابن جرير وابن الأنباري في المصاحف ، والبيهقي في سننه عن عمرو بن رافع قال : كنت أكتب مصحفا لحفصة زوج النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم فقالت : إذا بلغت هذه الآية فآذني ( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ ) فلما بلغتها آذنتها

___________

(١) البقرة : ٢٣٨ .

(٢) الدر المنثور ١ : ٣٠٣ .

١٩١
 &

فأملت علي (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين) وقالت : أشهد أني سمعتها من رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم .

وهذا نص البيهقي : عن عمر بن رافع مولى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال : كنت أكتب المصاحف في زمان أزواج النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم فاستكتبتني حفصة بنت عمر مصحفا لها فقالت : لي أي بني إذا انتهيت إلى هذه الآية ( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ ) فلا تكتبها حتى تأتيني فأمليها عليك كما حفظتها من رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم فلما انتهيت إليها حملت الورقة والدواة حتى جئتها فقالت : اكتب (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى هي صلاة العصر وقوموا لله قانتين) (١) .

خرج عبد الرزاق عن نافع أن حفصة : دفعت مصحفا إلى مولى لها يكتبه ، وقالت : إذا بلغت هذه الآية ( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ ) فآذني فلما بلغها جاءها فكتبت بيدها (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر) .

أخرج ابن أبى داود في المصاحف من طريق نافع ، عن ابن عمر ، عن حفصة أنها قالت لكاتب مصحفها : إذا بلغت مواقيت الصلاة فأخبرني

___________

(١) السنن الكبرى للبيهقي ١ : ٤٦٢ ، ح ٢٠٠٩ .

١٩٢
 &

حتى أخبرك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم فلما أخبرها قالت : أكتب ! إني سمعت رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم يقول (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر) (١) .

ولا أكاد أفهم ما معنى إدخال أحدهم جملة ما في القرآن ، ويشهد على أنها منه ، ويعاود الكرة مرة بعد أخرى ، ثم يكتبها بيده ، فيموت ويترك مصحفا فيه تلك الزيادة ضمن النص القرآني ، ومع ذلك كله لا يعتقد أن هذه الجملة من القرآن !

عبد الله بن عمر

ضاع الكثير من القرآن !

وهذا الولد البار بأبيه أعطى الأمة الإسلامية زبدة المخض ، فاختصر

___________

(١) الدر المنثور ١ : ٣٠٢ ـ ٣٠٣ . أقول : لا عجب في الموافقة التامة بين فعل عائشة وفعل حفصة ، إذ المتأمل في سورة التحريم التي تحكي تآمرهما وتظاهرهما على النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى أنزل الله عزّ وجلّ بهما قوله ( إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّـهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّـهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ عَسَىٰ رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا ) (التحريم : ٥) إلى أن يقول سبحانه وتعالى : ( ضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) (التحريم : ١٠) يتضح لنا أن المرأتين كانتا في حالة وفاق واتفاق ، حتى في إيذاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

١٩٣
 &

الكلام وأوجز كل كلام أبيه ومن سلك مسلكه في نسبة ما ليس من القرآن إليه ، فقد أخرج أبو عبيد بسند صحيح وابن الضريس وابن الأنباري في المصاحف :

عن ابن عمر قال : لا يقولن أحدكم قد أخذت القرآن كله ! ما يدريه ما كله ؟! قد ذهب منه قرآن كثير ، ولكن ليقل قد أخذت ما ظهر منه (١) .

عبد الله بن الزبير

الآية خطأ !

أخرج الفراء عن ابن الزبير أنه قال على المنبر : ما بال صبيان يقرأون ( نَخِرَةً ) ؟! إنما هي (ناخرة) ! (٢) .

___________

(١) الدر المنثور ١ : ١٠٦ ، وسنده في فضائل القرآن لأبي عبيد (أبو عبيد حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ـ الثقة الحافظ الورع ـ عن أيوب بن أبي تميمة ـ الثقة العابد الزاهد ـ عن نافع ـ الثقة الحافظ ـ عن ابن عمر قال ...) .

الدر المنثور وهو في تفسير الفراء المسمى بمعاني القرآن ٣ : ٢٣١ ، بهذا السند (قال محمد بن عبد العزيز التيمي عن المغيرة عن مجاهد قال : ...) ومحمد بن عبد العزيز قال عنه في الجرح والتعديل ٨ : ٦ ، ت ٢٣ : (محمد بن عبد العزيز التيمي الكوفي روى عن المغيرة : أخبرنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني فيما كتب إليّ ، حدثني عثمان بن زفر ، حدثنا محمد بن عبد العزيز التيمي ثقة . كان شريك يقول : هو قريع القراء يعني سيد القراء . نا عبد الرحمان ، انا

=

١٩٤
 &

وأخرج سعيد بن منصور وعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ ، عن عمرو بن دينار ، قال : سمعت عبد الله بن الزبير يقول : صبيانا ههنا ... إلى قوله : ويقرأون ( فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ ) وإنما هي (حامية) ! (١) .

وها هو ابن الزبير يرى أن جماهير المسلمين من الصحابة والتابعين إلى يومنا الحاضر كلهم صبيان ! ، ولا ريب أن هذا الإنكار الصريح لأحد حروف القرآن يستوجب الكفر عن أهل السنة .

___________

=

يعقوب بن إسحاق الهروي فيما كتب إليّ ، نا عثمان بن سعيد الدارمي قال : قلت ليحيى بن معين : محمد بن عبد العزيز التيمي الكوفي تعرفه ؟ حدثنا عنه أحمد بن يونس ، فقال : لا أعرفه . قال أبو محمد : يعني أخبره . قال عثمان بن سعيد كان محمد بن عبد العزيز ثقة : كان أحمد بن يونس يذكر عنه خيرا وفضلا ، خرج من الكوفة وقال لا أقيم ببلد يشتم فيها أصحاب رسول الله) .

وفي الكامل في ضعفاء الرجال ٦ : ٢٠٧ ، ت ١٦٨٠ : (ومحمد بن عبد العزيز التيمي إنما قال بن معين : إنه لا يعرفه لقلة حديثه) . وأما المغيرة بن مقسم الضبي فهو ثقة متقن ، راجع تحرير التقريب ، ت ٦٨٥١ ، وأما مجاهد فهو ثقة إمام ، وقد أدرك ابن الزبير بلا شك .

(١) الدر المنثور ١ : ٣٨ ، وسنده صحيح نحو ما في سنن سعيد بن منصور ٥ : ٦٩ ، ح ٩٠١ (حدثنا سعيد قال : نا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار سمع ابن الزبير يقول : ...) .

١٩٥
 &

من لم ير النبي صلى الله عليه وآله وسلم

أميرهم مروان بن الحكم (١)

القرآن زيد فيه !

أخرج أبو عبيد وابن المنذر عن مروان (وجعلوا الملائكة عند الرحمن إناثا) ليس فيه ( الَّذِينَ هُمْ ) ! (٢) .

وهذا إنكار صريح لمقطع من الآية الكريمة ( وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَـٰنِ إِنَاثًا ) (٣) ، فهل يكفرون مروان بن الحكم أم لا ؟!

عالم المدينة الإمام عروة بن الزبير (٤)

الخطأ واللحن في القرآن !

أخرج أبو عبيد في فضائله ، وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي داود وابن المنذر عن عروة قال : سألت عائشة عن لحن القرآن ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ ) (٥) ، ( وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ

___________

(١) انظر ملحق رقم ١ فيه ترجمة مروان بن الحكم .

(٢) الدر المنثور ٦ : ٥ .

(٣) الزخرف : ١٩ .

(٤) انظر ملحق رقم (٢) .

(٥) المائدة : ٦٩ .

١٩٦
 &

وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ ) (١) ، ( قَالُوا إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ ) (٢) ، فقالت : يا بن أختي هذا عمل الكُتّاب أخطأوا في الكِتاب (٣) ، وهو صحيح على شرط الشيخين كما مر .

وفي تاريخ المدينة للنميري : حدثنا أحمد بن إبراهيم قال : حدثنا علي بن مسهر ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه قال : سألت عائشة رضي الله عنها عن لحن القرآن ( قَالُوا إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ ) (٤) ، وقوله ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ ) (٥) ، ( وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ ) (٦) وأشباه ذلك ، فقالت : أي بني إن الكتاب يخطئون (٧) .

واضح من الرواية أن عروة بن الزبير كان يعلم مسبقا بوقوع الخطأ والتحريف في القرآن ، لذا جاء لخالته عائشة لتبين له سبب هذا اللحن والتحريف الموجود في هذه الآيات وأشباهها في القرآن !! ، فذكرت له أن

___________

(١) النساء : ١٦٢ .

(٢) طه : ٦٣ .

(٣) الدر المنثور ٢ : ٢٤٦ ، تفسير الطبري ٩ : ٣٩٥ ، كتاب المصاحف لابن أبي داود : ٣٤ ، وهو في زاد المسير لابن الجوزي ٢ : ٢٥١ ، وتفسير الخازن ١ : ٦٢٢ ، وتفسير البغوي ١ : ٤٩٨ وغيرها .

(٤) طه : ٦٣ .

(٥) المائدة : ٦٩ .

(٦) النساء : ١٦٢ .

(٧) تاريخ المدينة لابن شبة النميري ٣ : ١٠١٣ .

١٩٧
 &

الكتّاب أخطأوا في الكتاب ! ، فصار عروة ينقل للناس ما جرى بينه وبين خالته بلا أي مشكلة ! !

أخطأ الكتّاب !

أخرج عبد بن حميد عن هشام بن عروة قال : كان أبي يقرأها (وما هو على الغيب بظنين) فقيل له في ذلك ، فقال : قالت عائشة : إن الكتّاب يخطئون في المصاحف (١) .

وها هو ابن عروة يخبرنا عن أبيه أنه كان يقرأ خلاف قراءة العامة ، وعندما اعترض عليه أخذ برأي خالته عائشة ، بأن كتّاب المصحف قد أخطأوا في كتابته وحرفوه ، أي رجال تكفّرون أيها الوهابية ؟!

إمام العلم ابن شهاب الزهري (٢)

يوم اليمامة :

أخرج ابن أبي داود بسند صحيح إلى ابن شهاب الزهري : حدثنا أبو الربيع ، أخبرنا ابن وهب قال أخبرني يونس ، عن ابن شهاب قال : بلغنا أنه كان أنزل قرآن كثير ، فقتل علماؤه يوم اليمامة الذين كانوا قد وعوه ولم يعلم بعدهم ولم يكتب (٣) .

___________

(١) الدر المنثور ٦ : ٣٢١ .

(٢) انظر ملحق رقم (٣) .

(٣) المصاحف لأبي بكر بن أبي داود : ٣١ ، ونقله عنه في منتخب كنز العمال المطبوع بهامش مسند أحمد ٢ : ٥٠ ، وفي طبعة قطر المحققة من محب الدين واعظ في المجلد ١ : ٢١٦ ، ح ٨١

=

١٩٨
 &

قول الزهري وقول ابن الخطاب من قبل ، وما سيأتي من قول مجاهد وسفيان الثوري كلها تدل على أن سلفهم الصالح كان مسلما بسقوط كثير من آيات القرآن باستشهاد الحفظة يوم اليمامة في زمن أبي بكر ، وهو ما دفع أبا بكر لجمع القرآن حتى لا يتسع الخرق ، فيضيع كل القرآن بموت حفظته ! ، فهل يكفّرون الزهري على قوله السابق ؟!

يجوز تغير ألفاظ القرآن !

ويتضح أيضا أن الزهري كان متهاونا في التزام النص القرآني ، حيث جوّز التلاعب بآيات القرآن تقديما وتأخيرا بشرط إصابة المعنى ، كما هو الحال في ألفاظ الحديث ! ، ففي تاريخ الإسلام للذهبي :

ثنا أبو أويس سألت الزهري عن التقديم والتأخير في الحديث ، فقال : هذا يجوز في القرآن فكيف به في الحديث إذا أصيب معنى الحديث فلا بأس (١) ، يا سبحان الله !

الإمام الحجة الحسن البصري (٢)

تحريف بالرأي !

أخرج عبد بن حميد عن محمد بن سيرين : أنه سئل كيف تقرأ هذه الآية

___________

=

نص على صحة الأثر عن الزهري .

(١) تاريخ الإسلام : ٢٤١ ، حوادث (١٢١ ـ ١٤٠ هـ) .

(٢) انظر ملحق رقم (٤) .

١٩٩
 &

( حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ ) (١) . أو (فرغ عن قلوبهم) قال : ( حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ ) ، قال : فإن الحسن يقول برأيه أشياء أهاب أن أقولها (٢) .

وهذه شهادة من ابن سيرين على أن الحسن البصري كان يحرف القرآن برأيه !

المسلمون يقرأون ما ألغى الله قرآنيته !

أخرج الطبري بسند صحيح : حدثنا سوار بن عبد الله العنبري ، قال : ثنا خالد بن الحارث ، قال : ثنا عوف عن الحسن أنه قال : في قوله : ( مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا ) (٣) قال : إن نبيكم صلى الله عليه [ وآله ] وسلم أقرئ قرآنا ثم نسيه فلم يكن شيئا ، ومن القرآن ما قد نسخ وأنتم تقرأونه ! (٤) .

___________

(١) سبأ : ٢٣ .

(٢) الدر المنثور ٥ : ٢٣٧ .

أقول بعض هذه الروايات لا أمتلك مصادرها ، لذا لا أبحث في سندها ، ولا يهمني البحث في الأسانيد للعلة التي بينتها سابقا ، ولو حصل ونظرت فيها فهذا من باب زيادة الاطمئنان ليس إلا .

(٣) البقرة : ١٠٦ .

(٤) جامع البيان للطبري ١ : ٦٦٥ ، ح ١٤٤٨ ، وهذا الأثر إسناده صحيح إلى الحسن البصري فسوار القاضي ثقة ، خالد بن الحارث ثقة ثبت إمام ، عوف بن أبي جميلة ثقة معروف ، أخرج له أصحاب الكتب الستة ، وعرف بالرواية عن الحسن البصري . راجع هامش النسخ في

=

٢٠٠