كما تفيد أدلتهم ، وإما أن ابن مسعود قال بتحريف القرآن ، ويقول الوهابيون : إن من قال بتحريف القرآن كافر بلا قيد أو شرط ، فيلزمهم تكفير الصحابي ابن مسعود ! .
أخرج ابن الأنباري في المصاحف : قال عبد الله بن مسعود : اكتبوا (والعصر إن الإنسان ليخسر وإنه فيه إلى آخر الدهر) فقال عمر : نحّوا عنا هذه الأعرابية (١) .
وعلى هذا كيف نجمع بين ما أخرجه البخاري ومسلم من أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم الصحابة أي يستقرئوا ابن مسعود القرآن وبين رفض عمر شهادته وردّه خائبا ؟! ، فهل هذا اقتفاء لأوامر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟! ، فإن قيل : إن فعل عمر صحيح ؛ لأن تلك الزيادة ليست من القرآن ! فنقول نعم صحيح ، وهذا يعني أن روايات البخاري باستقراء ابن مسعود القرآن غير صحيحة !
أخرج عبد الرزاق والفريابي وأبو عبيد وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري والطبراني من طرق
___________
(١) الدر المنثور ١ : ٣٠٣ ، السند فيه سليمان بن أرقم وهو ضعيف ، وهذا لا يضرنا كما نبهنا عليه سابقا .