إعلام الخلف - ج ١

صادق العلائي

إعلام الخلف - ج ١

المؤلف:

صادق العلائي


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الآفاق للدراسات الإسلامية
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٠١
الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣

نزل على سبعة أشكال من الألفاظ بشرط الموافقة في المعنى وهو المشهور ، والمعنى الثاني أن الأحرف السبعة هي وجوه اختلاف القراءات وهذا الاحتمال ينسجم مع الرأي الثاني.

وهذا الاحتمال يقربه ما يقوم به علماؤهم من استقراء لوجوه القراءات عند سلفهم ، ومن ثم تطبيق مفهوم الأحرف السبعة على تلك الوجوه حتى يمكن إيجاد لكل ما قرأ به الصحابة توجيها شرعيا فيحكم بأن كل ما فعلوه لم يتزح قيد أنملة عن مراد الله عزوجل ، وأن الجميع ملتزمون بالضوابط الشرعية ، وأن يد التسديد الغيبي كانت وعلى طول الخط مرافقة لهم من أول قراءتهم إلى آخرها كلهم أجمعين أكتعين ، ونحن لا نقبل هذا الأمر لما فيه من تكلف وكثير تحميل ، ولا بأس بشيء من البسط هنا.

المشكلة من أين؟!

حسن الظن المطلق بالصحابة وبأفعالهم هو منهج أهل السنة ، فكان إيجاد التوجيه الشرعي لأفعالهم هو المقدم في تقييمها ، فأفعلهم لها مدارك شرعية يجب على أهل السنة تحصيلها والبحث عنها ، فلا يحتمل في نظر أهل السنة أن أحدا منهم ابتدع من عند نفسه شيئا خالف أمر الله به ، فالصحابي عندهم يعامل معاملة المعصوم وإ، لم يعتقدوا بعصمته ، وكان لهذا المبنى الفاسد أثره الخطير في الفقه والعقيدة ، وقد انصبت وتكاتفت جهود جبارة من علمائهم ولسنين متطاولة لإيجاد تأويلات وتوجيهات أو قل تلميعات لما جاء به التاريخ من مصائب ورزايا لأناس عاديين غير معصومين ، ففي كل فاجعة اقترفها أحد من السلف تجد عدة التأويل والتخريج لهذه القاصمة جاهزة للعمل وعلى أهبة الاستعداد!

٢٨١

وبسبب هذا التخريج والتحسين تلغى في بعض الأحيان تعاليم من الإسلام أو تخلق لها على أقل تقدير شواذ تنخدش عندها ، وتأمل على سبيل المثال إلى ما يستدلون به لعدم جواز الخروج على الحاكم الجائر والأمير الفاجر المستهتر وجواز الصلاة خلفه ، فإن صلاة ابن عمر عمر خلف الحجاج بن يوسف السفاك السفاح دليل ـ في نظرهم ـ على ذلك! فبما أن ابن عمر فعل شيئا لذا من المحتم ألا يكون مخطئا في فعله بل هو نابع من الدين! وكثير من هذه الموارد.

ومن تلك الموارد التي عملت بها عدة التأويل والتلميع عملها موردنا هذا ، حيث نجد بعض علمائهم يحاول بكل جهد وكثير معاناة أن يجعل من مفهوم الأحرف السبعة مظلة تستوعب كل ما استمزجه الصحابة في قراءة نصوص القرآن بالزيادة أو النقص أو التبديل ، فكانت تلك الأشكال والأوان في قراءات الصحابة والتابعين هي الحق الذي لا مرية فيه ، وعليه فالرأي الحصيف والقول السديد في تحديد ماهية الأحرف السبعة هو الرأي المعتمد على إيجاد المخارج لجميع ما وصل إلينا من استمزاجات السلف وعبثهم في قراءة آيات القرآن ، بشرط أن لا تخرج أي من تلك الاجتهادات عن كونها مصداقا لمفهوم الأحرف السبعة ، ومن ثم يقال لك : إن هذه الاختلافات والتغاير في قراءات القرآن إنما تمت تحت مباركة النصوص النبوية وعلى شريعة رب الصحابة! فصار تكلفا ما بعده تكلف وتحميلا واضحا وتعسفا فاضحا.

ولعل من طالع كتبهم في هذا المجال يجد أن أفضل التأويلات لبيان المقصود من المعنى غير المشهور للأحرف السبعة وهو رأي ابن قتيبة حيث قال :

٢٨٢

إن المراد بالأحرف السبعة ، الأوجه التي يقع بها التغاير : (فأولها) ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته ، مثل : ولا يضار كاتب بفتح الراء وضمها. (وثانيها) ما يتغير بالفعل مثل بعد وباعد بلفظ الطلب والماضي. (ثالثها) ما يتغير باللفظ مثل (ننشرها وننشزها) بالراء المهملة والزاي المعجمة.

أقول : وعلى هذه الوجه التي ذكرها ابن قتيبة اعتمد اتباعه ، فجعلوا اختلاف القراء السبعة فيما بينهم من القراءات وكذا من قبلهم من السلف مستندا في الشريعة الإسلامية ووجها معتبرا إذ صار كل منها وجها من وجوه الأحرف السبعة!.

وتابع ابن قتيبة قوله : (ورابعها) ما يتغير بإبدال حرف قريب المخرج مثل : (طلح منضود وطلع منضود). (وخامسها) ما يتغير بالتقديم والتأخير مثل : (وجاءت سكرة الموت بالحق. وجاءت سكرة الحق بالموت). (وسادسها) ما يتغير بالزيادة والنقصان مثل : (وما خلق الذكر الأنثي) بنقص لفظ (ما خلق). (وسابعها) ما يتغير بإبدال كلمة بأخري مثل : (كالعهن المنفوش. وكالصوف المنفوش).

أقول : وهذه الوجوه الأخيرة من أوضح موارد التحميل والتكلف لتخريج ما شذ به الصحابة في قراءة القرآن!، فابن قتيبة (١) حصر اختلاف

__________________

(١) وغيره كابن الجزري وأبي الفضل الرازي ومن زلق في تلك المزلقة كالزرقاني ومن لم يأتنا علمه بعد.

٢٨٣

الصحابة وابتداعهم في القرآن بهذه الوجوه ، وفي الوجه الرابع يكشف القناع وتفيح رائحة التحميل لأن هذا الوجه ليس له إلا مصداق واحد فاخترعه ليؤول ما روي في كتبهم من أن الإمام علي عليه السلام أنكر نص هذه الآية من المصحف وقد أخرجها الطبري في تفسيره :

قرأ رجل عند علي ـ عليه السلام ـ : (وَطَلْحٍ مَنْضُود) (١) فقال : ما شأن الطلح؟! إنما هو طلع. ثم قرأ ـ عليه السلام ـ : (وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضيد) (٢) أو قرأ (وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُها هَضيم) (٣) فقيل له : ألا نحولها؟ فقال : إن القرآن لا يهاج اليوم ولا يحول (٤) ، فكان اختراع هذا الوجه لتفادي هذه المزلقة اليتيمة الوحيدة!

والوجه الخامس : من عجائب الأمور وأفضح من سابقه لأنه اخترع حتى لا ينسب الهجر والهذيان لأبي بكر في آخر حياته وهو على فراش الموت حيث قرأ الآية الكريمة بشكل آخر ، فبدل أن يقول : (وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحيد) (٥) قرأها غلطا (وجاءت سكرة الحق بالموت)!، قال القرطبي في الجامع لأحكام القرآن :

__________________

(١) الواقعة : ٢٩.

(٢) ق: ١٠.

(٣) الشعراء : ١٤٨.

(٤) تفسير الطبري ٢٧ : ١٠٤.

(٥) ق : ١٩.

٢٨٤

قال أبو بكر الأنباري : ـ بسنده ـ عن مسروق قال : لما احتضر أبو بكر أرسل إلى عائشة فلما دخلت عليه قالت : هذا كما قال الشاعر : (إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر) فقال أبو بكر : ، هلا قلت كما قال الله : (وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحيد) وذكر الحديث.

فكان السبيل الوحيد لتزيه ساحة أبي بكر من الهجر أن يخترع لما أخطأ فيه وجه معتبر ضمن فضفاضة الأحرف السبعة ، فيكون أبوبكر ممن لا يخطأ ولا يهجر في القول ، بل كان يعرف ما يتفوه به حتى في حال موته! (١)

ونحمد الله أن هذا التكلف لم يقبله كل علمائهم ، فإن واحدا منهم وهو القرطبي رفضه على استحياء ، فقال إن هذا المورد يجري مجرى النسيان من أبي بكر ولكنه عاد وفآثر تخفيف الوطء فردد ذلك بين نسيان أبي بكر وبين خطأ الرواة! ، فقال :

وقد زعم من طعن على القرآن فقال : أخالف المصحف كما خالف أبو بكر فقرأ : وجاءت سكرة الحق بالموت ، فاحتج عليه بأن أبا بكر رويت عنه روايتان : إحداهما موافقة للمصحف فعليها العمل ، والأخرى تجري مجرى

__________________

(١) هكذا يتكلف للصحابة بشتى السبل والحيل حتى تنزه ساحتهم ولو بوجوه تافهة ، ولكن رسولنا الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم تجده عندهم يهجر ويهذي على فراش الموت ـ نعوذ بالله من الردة ـ ويقول ما لا يعلم تقليدا منهم لعمر بن خطاب كما نص عليه البخاري في خمسة مواضع من صحيحه ، فعند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تقف آلات التأويل وعدد التلميع!!

٢٨٥

النسيان منه إن كان قالها ، أو الغلط من بعض من نقل الحديث (١).

وكذلك الوجهان الأخيران يناديان بتبرير اجتهاد ابن مسعود وأبي الدرداء في قراءة القرآن فقد اشتهر أن ابن مسعود كان يقرأها بذلك الشكل بحذف قوله تعالى : (وَما خَلَقَ) (٢) وسار أبو الدرداء على دربه.

وهكذا كان معنى الأحرف السبعة قائما على استقراء أخطاء سلفهم الصالح!، وإيجاد المخارج والوجوه المقبولة لها ونسبة الكل إلى الشريعة الإسلامية ، ولذا كان مصدر التشريع ذو الأولوية هو فعل الصحابة!

وتتجلى للقارئ النبيه هذه النكتة بوضوح تام حينما يرى أن أصحاب عدد التأويل لا يقبلون أي معنى للأحرف السبعة لا يتوافق مع اجتهادات الصحابة! حتى ولو اقتضاه الدليل بحجة أنه يخرج بعض قراءات سلفهم عن حيز الحرف السبعة ، وهي طامة كبرى عندهم! ، وهذه بعض الأمثلة عليه :

قال السيوطي : (وبعد هذا كله ، رد هذا القول بأن عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم ، كلاهما قريشي من لغة واحدة وقبيلة واحدة ، وقد اختلفت قراءتهما ، ومحال أن ينكر عليه عمر لغته ، فدل على أن المراد بالأحرف السبعة غير اللغات). (٣)

__________________

(١) راجع البرهان لزركشي: ١: ٩٣٣٥ ، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي ١٧ : ١٢ ط دار إحياء التراث.

(٢) الیل : ٣.

(٣) الاتقان في علوم القرآن ١ : ١٥١ ، تحقيق د. مصطفى البغا، ط. دار ابن كثير ، الطبعة الأولى.

٢٨٦

وكذلك قال الزرقاني في رد بعض التأويلات لمعنى الأحرف السبعة : (ثم إن الأوجه التي ذكرها واحدا واحدا ترجع كلها إلى نوع واحد من اختلاف اللهجات وكيفيات النطق وحدها ، فلا تشمل القراءات التي ترجع إلى اختلاف نفس الألفاظ بالإبدال أو التقديم والـتأخير أو النقص والزيادة ونحو ذلك. وفي هذا القصور ما فيه) (١).

فيتضح أن تأويل وتخريج اجتهادات السلف كانت السبب الرئيس في بيان معنى الأحرف السبعة ، ويا ليت أحدهم يخبرنا كيف عرفوا أن كل فلتات سلفهم الصالح! في نصوص القرآن واجتهاداتهم في تغيير كلماته قد وصلت إليهم بتمامها حتى فسروا عليها الأحرف السبعة وهي في نظرهم أمر إلهي جاء به الوحي؟! أهكذا يصبح الدين رخيصا؟!

ودعوى أن البعض منهم كان استقراؤه تاما دون غيره ينقصها الدليل فإنك قد لاحظت فيما نقلنا عنهم أن كل واحد منهم قد ادعى أنه تتبع جميع أوجه الخلاف في اللغات أو القراءات على حد سواء ، ثم اختلفت النتائج التي توصل إليها كل منهم عن الآخر. ولو كان الاستقراء تاما ـ على ما زعمه البعض ـ لما اختلفت النتائج التي توصلوا إليها من الناحية الجوهرية فضلا عن الناحية الشكلية. (٢)

وهل يصح أن يكون الاستقراء دليلا على كون كل نوع من الاختلاف

__________________

(١) مناهل العرفان للزرقانی ١ : ١٦٧، ط الحلبي الثالثة.

(٢) لغة القرآن الكريم : ٨٧ د. عبد الجليل عبد الرحيم ط. مكتبة الرسالة الحديثة.

٢٨٧

حرفا قائما برأسه؟ وقد اعترض به صاحب لغة القرآن الكريم فقال :

ثم إنه على فرض صحة ما استدلوا به لا يلزم أن تكون الوجه السبعة هي الأحرف السبعة المقصودة في الحديث، بمعنى أن كل وجه منها حرف ، لأن الاستقراء على فرض كونه تاما إنما يدل على أن الحكم المشترك بين الجزئيات محكوم به على كلها ، فإذا تتبعنا أوجه الاختلاف فوجدنا كل وجه منها لا يخرج عن السبعة حكمنا بأن كل أوجه الاختلاف لا تخرج عن السبعة ، هذا غاية ما يفيده الاستقراء ، فهو لا يفيد أن كل وجه منها يعتبر حرفا من الأحرف المذكورة في الحديث فهذا الحكم إذن يحتاج إلى دليل سوى الاستقراء (١).

ويؤيد أن هذه التفسيرات جاءت لتلميع صورة الصحابة لا أكثر ولا أقل ، إن من انتهج منهج صحابتهم وأخذ بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ بزعمهم ـ وصار يقرأ القرآن على حرف من الأحرف السبعة تلاحقه اللعنات ويرمى بالتكفير من كل حدب وصوب حتى يقام عليه الحد كما هو الحال لابن شنبوذ المقرئ وسيأتي الكلام عنه ، وقد أعطانا أبو بكر بن الأنباري خلاصة رأيهم فيمن يأخذ بمبدأ الأحرف السبعة من غير سلفهم الصالح! ففي تفسير القرطبي:

قال أبو بكر وفي قوله تعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُون) (٢).

__________________

(١) لغة القرآن الكريم : ٨٧ ، نقلا عن الأحرف السبعة وعلاقتها بالقراءات : ٨٨ عبد التواب عبد الجليل. (٢) الحجر : ٩.

٢٨٨

دلالة على كفر الإنسان (١) لأن الله عز وجل قد حفظ القرآن من التغيير والتبديل والزيادة والنقصان فإذا قرأ قارئ (تبت يدا أبي لهب وقد تب ما أغنى عنه ماله وما كسب سيصلى نارا ذات لهب ومريته حمالة الحطب في جيدها حبل من ليف) فقد كذب على الله جل وعلا وقوله ما لم يقل وبدل كتابه وحرّفه (٢).

وواضح أن هذا نفس معنى الأحرف السبعة عندهم ، ولكن هذه الامتيازات إنما نزلت من السماء للصحابة فقط!!

٣ ـ تبرئة ساحة ابن أبي سرح الأموي المحرف لكتاب الله عزوجل!

وهناك احتمال ثالث وهو أن هذه الروايات المرخصة لجواز تبديل الآيات بألفاظ متغايرة إنم وجدت في دنيا المسلمين بوضع من صناع الأحاديث المستأجرين من قبل البلاط الأموي ، وذلك في ضمن سلسلة الكذب والافتراء عبى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لتلميع ونحسين صورة بني أمية وأذنابهم.

وهذا الوضع ليس بعزيز لرفع مخزاة الكذب والافتراء عن ساحة أخي الخليفة عثمان بن عفان لأمه وهو عبد الله بن سعد بن أبي سرح خاصة وهو العبد المطيع لعثمان ، وهو الذي أمر عبدالرحمان بن عوف أن يبعد الخلافة عن أمير المؤمنين عليه السلام ويلصقها بعثمان وقد فعل ، فكل تلك الروايات

__________________

(١) وهو أحد علمائهم الذين تستروا عن التصريح باسمه وسيأتي الكلام عنه إن شاء الله.

(٢) تفسير القرطبي ١ : ٨٤.

٢٨٩

المجوزة لتغيير ألفاظ القرآن بغيرها إنما جاءت لتبرر عمل عبد الله بن سعد ابن أبي سرح في تغيير ألفاظ القرآن وتحريفه حتى طرده النبي صلى الله عليه وآله وسلم أهدر دمه ، فجاءت هذه الروايات لتبين أن فعل ابن أبي سرح كان مطابقا لأمر الله المستأثر به في الغيب ، وأن ما حصل له من الطرد والارتداد كان سببه تسرع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وعدم علمه بما سيؤول إليه الحال ، والعياذ بالله.

ومما يقوي هذا الاحتمال هو تحرجهم من هذه المخزاة ومحاولة إلصاقها بأبي برزة الأسلمي وهو أحد شيعة الإمام علي عليه السلام.

وإلى هنا تم الكلام عن الأحرف السبعة ، وتبين أن أهل السنة لم يعتمدوا أي دليل ناهض لإدخال هذا المعنى للأحرف السبعة في دين الله الذي يفتح المجال لتحريف القرآن بل إن الأدلة قائمة على بطلانه ، أما الشيعة الإمامية فرفضوا هذا المبدأ المخل بقداسة القرآن تبعا لأهل البيت عليهم السلام.

٢٩٠

المبحث الثاني

جمع القرآن

بعد الفراغ من مقولة الأحرف السبعة ، خلصنا إلى نتيجة وهي أن معنى الأحرف السبعة عندهم هو جوا قراءة الآية الواحدة على سبعة أوجه نحو : هلم وأقبل وتعال وقارب ، إلى آخر ما يوافق المعنى من ألفاظ بشرط ألاتختم آية رحمة بعذاب ولا آية عذاب برحمة ، وسبب هذه الرخصة التسهيل على هذه الأمة.

وبحثنا هنا عن نظرة أهل السنة لكيفية جمع القرآن ، وهو على قسمين : الجمع الأول في زمن أبي بكر ، والآخر الجمع الذي وقع في زمن عثمان ، ونذكر في الأثناء بعض الاعتراضات ثم نعقب بنظرة الشيعة الإمامية لجمع القرآن وما يتعلق به.

٢٩١

أولا : نظرة أهل السنة لجمع القرآن

الجمع الأول للقرآن

سببه :

رحل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى ربه عزوجل وترك الأمة بقرآن مشتت مبعثر هنا وهناك ، بعضه كتب في رقاع ، وبعض كتب على حجارة بيضاء مسطحة وهي اللخاف وقد كانت ملقاة في بيوت بعض الصحابة ، وبعض آخر مدون هلى عظام أكتاف الإبل ، وجملة منه في صدور القراء وهكذا ، والنتيجة أنه صلى الله عليه وآله وسلم ترك الأمة الإسلامية بلا مصحف مجموع ولا كتاب مرتب يحوي القرآن ، وحيث أن عددا كبيرا من حفاظ القرآن قد قتل في حرب اليمامة ، خيف ضياع كثير مما حفظه أولئك ، فأمر بجمعه فجمع.

الهدف منه :

جمع القرآن لتدارك الخطر المترتب على ما ترك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فعله ، فالأمة بلا قرآن مجموع محفوظ في المصحف يخاف عليه من الضياع وقد يفقد منه شيئ مع بعد العهد ومقتل القراء ، فكان من اللازم على الصحابة أن يتداركوا الخلل بجعله مرتبا في مكان واحد ومجموعا على نحو ملزمة بدل أن يكون مبعثرا هنا وهناك مكتوبا على الحجارة وعلى عظام أكتاف

٢٩٢

الإبل.

كيفيته :

وقف بعض الصحابة على باب المسجد يحثون كل من كان عنده آية من كتاب الله ليأتيهم بها حتى تدمج في المصحف ، فلبى المسلمون النداء وكل أتى بما حفظ وبما كتب على الرقاع والحجارة ولو شهد شاهدان على كون تلك الجمل آيات من القرآن ادمجت فيه ، وهكذا بطبيعة الحال تتزاحم الناس وتتكاثف وكل يدلو بآيته ، فمنهم من يأتي بآية من الأحزاب وآخر من أول البقرة وهذا وهذا من آخر سورة يونس وذاك من وسط النحل وهذا من الثلث الأخير من الزمر وهكذا ، ويشهد شاهدان وينتهي الأمر ، وقد يأتي رجل أنزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شهادته منزلة شهادة رجلين وهو خزيمة بن ثابت رضي الله تعالى عنه ، وقد جاء بعضهم بآية وشهد على أنها من القرآن ولم تكتب فيه لأنه كان وحده فلم يثبتوها في المصحف وظل يردد ويكرر أن تلك الجملة من القرآن طيلة زمن خلافته وهو ابن الخطاب!

وهذا ما تميله علينا مصادر أهل السنة ، وقد جاءت به روايات منها رواية البخاري في صحيحه أن زيد بن ثابت الأنصاري قال :

أرسل إلى أبو بكر مقتل أهل اليمامة وعنده عمر فقال أبو بكر : إن عمر أتاني فقال إن القتل قد استحر يوم اليمامة بالناس وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن إلا أن تجمعوه ، وإني لأرى أن تجمع القرآن. قال أبو بكر : قلت لعمر : كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول

٢٩٣

الله صلى الله عليه [وأله] وسلم؟ فقال عمر : هو الله خير! فلم يزل عمر يراجعني فيه شرح الله لذلك صدري ورأيت الذي رأى عمر. قال زيد بن ثابت وعمر عنده جالس لايتكلم فقال أبوبكر : إنك رجل شاب عاقل ولا نتهمك كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه و [وآله] وسلم فتتبع القرآن فاجمعه فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن ، قلت : كيف تفعلان شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم؟ فقال أبو بكر : هو والله خير! فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر، فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعسب وصدور الرجال (١) حتى وجدت من سورة التوبة آيتين مع خزيمة الأنصاري لم أجدهما مع أحد غيره (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَريصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنينَ رَؤُفٌ رَحيمٌ) (٢) إلى آخرهما ، وكانت الصحف

__________________

(١) وتعليقا على هذه الرواية جاء في تاريخ القرآن الكريم للكردي الخطاط من الهامش ٢١ : (العسب بضم فسكون وبضمتين أيضا جمع عسيب وهو جريد النخل كانوا يكشطون الخوص ويكتبون في الطرف العريض ، واللخاف ـ وهي في رواية باب جمع القرآن ـ بكسر اللام جمع لخفة بفتح فسكون وتجمع أيضا على لخف بضمتين وهي صفائح الحجارة الرقاق والرقاع بالكسر جمع رقعة بالضم وهي القطعة من النسيج أو جلد ، والأقتاب جمع قتب بفتحتين وهو رحل البعير ، ومن هامش ٢٧ : الأدم بضمتين وبفتحتين أضا جمع أديم وهو الجلد المدبوغ ، والأكتاف جمع كتف وهو عظم عريض يكون في أصل كتف الحيوان) ، وراجع فتح الباري للعسقلاني ٩ : ١٦ ، ح ٤٧٠١.

(٢) التوبة : ١٢٨.

٢٩٤

التي جمع فيها القرآن عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر حتى توفاه الله ثم عند حفصة بنت عمر. (١)

وفي الإتقان نقلا عن المصاحف لابن اشتة : عن الليث بن سعد قال : وكان الناس يأتون زيد بن ثابت فكان لا يكتب آية إلا بشاهدي عدل ، وإن آخر سورة براءة لم يجدها إلا مع خزيمة بن ثابت ذي الشهادتين فقال : اكتبوها فإن رسول الله صلى الله عليه ة آله جعل شهادته بشهادة رجلين فكتب ، وان عمر أتى بآية الرجم فلم يكتبها لأنه كان وحده. (٢)

وكذا جاء في كنز العمال : عن هشام بن عروة قال : لما استحر القتل بالقراء فرق أبو بكر على القرآن أن يضيع فقال لعمر بن الخطاب ولزيد بن ثابت : اقعدا على باب المسجد فمن جاء كما بشاهدين على شيء من القرآن من كتاب الله فاكتباه. (٣)

__________________

(١) صحيح البخاري (باب جمع القرآن) ٤ : ١٧٢٠ ، ح ٤٤٠٢ و ٤ : ١٩٠٧ ، ح ٤٧٠١ و (باب كاتب النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم. ٤ : ١٩٠٨ ، ح ٤٧٠٣) و (باب يستحب للكاتب أن يكون أمينا عاقلا) ٦ : ٢٦٢٩ ، ح ٦٧٦٨ و ٦ : ٢٧٠٠، ح ٦٩٨٩، وفي طبعة أخرى ج ٦ : ٩٨ ، أقول : بعض الروايات تذكر أن اسم من جاء بالآيتين هو أبو خزيمة ، ولكن الأصح أنه خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين وإن كان بعض علمائهم يقول أن أبا خزيمة جاء بآيات سورة التوبة في جمع أبي بكر ، وخزيمة ذو الشهادتين جاء بآية الأحزاب في جمع عثمان بن عفان.

(٢) الإتقان ١ : ٥٨.

(٣) المصاحف لابن أبي داود.

٢٩٥

عن هشام بن عروة عن أبيه قال : لما قتل أهل اليمامة أمر أبو بكر الصديق عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت فقال : اجلسا على باب المسجد فلا يأتينكما أحد بشيء من القرآن تنكرانه يشهد عليه رجلان إلا أثبتماه ، وذلك لأنه قتل باليمامة ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم قد جمعوا القرآن. (١)

وهذه الجملة (فلا يأتينكما أحد بشيء من القرآن تنكرانه) تدل على أن بعض الآيات يحق لها الدخول في المصحف بشهادة رجلين وإن أنكرها جماع المصحف ، أي أن من وكل بجمع القرآن لا يحفظه!!!

قال السيخ الكوراني حفظه الله تعالى : وينبغي أن نتوقف طويلا عند قول أبي بكر : (فلا يأتينكما أحد بشئ من القرآن تنكرانه يشهد عليه رجلان إلا أثبتماه) ففي هذا الكلام علم كثير ، فهو يدل على أن القرآن الذي (يحفظه) أبو بكر وعمر وزيد وغيرهم من الحفاظ المعروفين ، ناقص!! وأن بقيته مبثوثة عند الناس ، لذلك تعلن الخلافة أن أي نص يشهد عليه رجلان أنه من القرآن فهي تلتزم به تثبته في القرآن ، ونائب الخليقة كاتبه مأموران أن يدخلا ذلك النص في القرآن حتى لو لم يشهدا به ، بل حتى لو استغرباه وأنكراه (تنكرانه .. إلا أثبتماه)! إن هذه الحركة منسجمة تماما مع الأحاديث الصحيحة الواردة عن الخليفة عمر بأن القرآن الذي نزل أضعاف الموجود ، لذلك فهو يحاول جمع ما ضاع منه بأقل إثبات شرعي وهو شاهدان عاديان! (٢).

__________________

(١) الطبقات لابن سعد.

(٢) تدوين القرآن : ٣٠٢ ـ ٣٠٣.

٢٩٦

ملاحظتان

الأولى : الجمع لم ينته في زمن أبي بكر ولا عمر

مقتضى الجمع بين الأدلة أن الجمع الأول لم ينته في عصر أبي بكر ؛ لأن جمعهم هذا الذي ابتدأ في زمن أبي بكر إن كان المقصود منه جمعه في مصحف أو ملزمة يلم به شتات جميع ما أنزل الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، فهذا لم يفرغ منه في زمن أبي بكر ، بل استمر إلى زمن عمر ، ومات عمر ولم يتمه ، وقد جاءت روايات عند أهل السنة ظاهرةفي هذه الدعوى ، حتى أن ابن داود السجستاني بوب في كتابه المصاحف بابا بعنوان : جمع عمر بن الخطاب القرآن في المصحف ، فقال بسنده عن الحسن :

إن عمر بن الخطاب سال عن آية من كتاب الله فقيل : كانت مع فلان فقتل يوم القيامة ، فقال : إنا لله ، وأمر بالقرآن فجمع ، وكان أول من جمعه في المصحف. (١)

وكذا عن عبدالله بن فضالة قال : لما أراد عمر أن يكتب الإمام أقعد له نفرا من أصحابه وقال : إذا اختلفتم في اللغة فاكتبوها بلغة مضر فإن القرآن نزل على رجل من مضر. (٢)

وعن يحيى بن عبدالله بن حاطب قال : أراد عمر بن الخطاب أن يجمع القرآن فقام في الناس فقال : من كان تلقي من رسول الله صلى الله عليه [وآله]

__________________

(١) کتاب المصاحف ١ : ١٨١، ح ٣٢. تحقیق محب الدين واعظ.

(٢) كتاب المصاحف ١: ١٨٣ ، ح ٣٤.

٢٩٧

وسلم شيئا من القرآن فليأتنا به وكانوا كتبوا ذلك في الصحف والأواح ، والعسب وكان لا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد شهيدان ، فقتل وهو يجمع ذلك إليه ، فقام عثمان فقال : من كان عنده من كتاب الله شيئا فليأتنا به ، وكان لا يقبل من ذلك شيئا حتي يشهد عليه شهيدان. (١)

وهذا يعني أن جمع أبي بكر لم ينتج مصحفا أو ملزمة بأوراق مترتبة كما أدعي ، وإنما هو شتاب مبعثر قد جمع في مكان واحد عند أبي بكر ، ومما يؤكد أن ابن الخطاب لم يجمع القرآن في حياته ولم يتم ما ابتدئ به في زمن أبي بكر ـ بجعله في ملزمة أو مصحف مرتب ـ رواية ابن سعد في طبقاته عن ابن سيرين قال : مات أبو بكر ولم يجمع القرآن (٢) ، وكذلك عنه في طبقاته قال : قتل عمر ولم يجمع القرآن. (٣)

وينص ابن شبة في تاريخ المدينة على أن أبابكر وعمر بن الخطاب لم يجمعا المصحف ، بل جمع أول مرة في زمن عثمان :

عن ابن شهاب ، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة قال : إن أول من جمع

__________________

(١) نفس المصدر ١ : ٢٢٩،١٨١ تحقيق محب الدين واعظ ، وهو في الكنز العمال ٢ : ٣٦١ (جمع القرآن).

(٢) طبقات ابن سعد ٣ : ٩٣ (ذكر وصية أبي بكر).

(٣) نفس المصدر : ٢٧٤ (ذكر استخلاف عمر) ، أقول : إلا أن يقال إن هذا الجمع قصد به الحفظ في الصدور أي أنهما لم يحفظا القرآن إلى الممات ، وهذا لا يقبله أهل السنة الذين يدعون أنهما من حفظة القرآن!

٢٩٨

القرآن في مصحف وكتبه عثمان بن عفان ، ثم وضعه في المسجد فأمر به يقرأ كل غداة. (١)

وما يؤكد هذا الراي أكثر هو بقاء تلك الصحف عند ابي بكر وانتقالها إلى عمر ومن ثم إلى حفصة ، كما في رواية البخاري ، فهذا المصحف لم ير النور ولم يطلع عليه أحد من المسلمين إلى يومنا هذا ، وهذا ليس له وجه مقبول سوى أنه لم يفرغ زيد من جمعه لو قلنا أنه مصحف قد جمع للناس ، وبما قربناه يتضح تسرع البعض في رد الروايات التي تحكي جمع القرآن في زمن تأمر عمر على الناس بدعوى أن ذلك قد فرغ منه في زمن أبي بكر.

الثانية : طريقة الجمع هذه يحتمل فيها فقدان شيء من القرآن ، لأسباب:

منها : احتمال أن بعض الآيات لم يتوفرلها شاهدان أو لم يلتفت لها أصلا ، وهذا الاحتمال وارد وفي محله لأن هذا هو المعتاد في مثل هذا النوع من الجمع العشوائي للآيات ،خاصة أن عمر بن الخطاب جاء شاهدا على جملة ادعى قرآنيتها فرفض زيد بن ثابت دمجا في المصحف ؛ لأن ابن الخطاب كان وحده ولم يشهد معه رجل آخر!، وكذا جاءت حفصة بنت عمر تدعي قرآنية مقطع ولكن أباها رفض دعواها لأنها امرأة وليس لديها بينة على ذلك!، وكذلك الحال بالنسبة لابن مسعود الذي جاء بمقطع أراد دمجه في القرآن فرفض طلبه!، مع العلم أن ابن مسعود هذا هو رأس الذين أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصحابة أن يستقرئوهم القرآن ويأخذوه منه!

__________________

(١) تاريخ المدينة ابن شبة النميري١ : ٧.

٢٩٩

فقد أخرج ابن الأنباري في المصاحف : من طريق سليمان بن أرقم عن الحسن وابن سيرين وابن شهاب الزهري ، وكان الزهري أشبعهم حديثا قالوا : لما أسرع القتل في قراء القرآن يوم اليمامة قتل معهم يومئذ أربعمئة رجل ، لقي زيد بن ثابت عمر بن الخطاب فقال له : إن هذا القرآن هو الجامع لديننا ، فإن ذهب القرآن ذهب ديننا ، وقد عزمت على أن أجمع القرآن في كاب ، فقال له : انتظر حتى نسأل أبا بكر ، فمضيا غلى أبي بكر فأخبراه بذلك ، فقال : لا تعجل حتى أشاور المسلمين ، ثم قام خطيبا في الناس فأخبرهم بذلك ، فقالوا : أصبت ، فجمعوا القرآن وأمر أبو بكر مناديا فنادى في الناس من كان عنده من القرآن شيء فليجئ به ، قالت حفصة : إذا انتهيتم إلى هذه الآية فاخبروني (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى‏ وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتين) (١). فلما بلغوا إليها قالت : اكتبوا (والصلاة الوسطى وهي صلاة العصر) ، فقال لها عمر : ألك بهذا بينة؟ قالت : لا ، قال : فوالله لا ندخل في القرآن ما تشهد به امرأة بلا غقامة بينة ، وقال عبدالله بن مسعود : اكتبوا (والعصر إن الإنسان ليخسر وانه فيه إلى آخر الدهر) فقال عمر : نحوا عنا هذه الأعرابية (٢).

وهذه الرواية يؤيدها كثير من الروايات التي تحكي إصرار حفصة بنت عمر على زيادة هذا المقطع في الآية ، وقد أيد أبي بن كعب قولها ، حتى أنها

__________________

(١) البقرة ٢٣٨.

(٢) الدر المنثور ١ : ٣٠٢ ط دار المعرفة.

٣٠٠