أثر المحتسب في الدراسات النحويّة

الدكتور حازم الحلّي

أثر المحتسب في الدراسات النحويّة

المؤلف:

الدكتور حازم الحلّي


المحقق: المكتبة الأدبيّة المختصّة
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: المكتبة الأدبيّة المختصّة
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-7100-33-2
الصفحات: ٧٢٠

ويُؤخذ على هذا القول أَنَّهُ إذا فُقِدَ رُكْنُ النقلِ لا تُسَمّى القراءةُ شاذّة بلْ مردودة (١) أو مكذوبة (٢).

٥ ـ وقالوا : الشاذّ من القراءاتِ مَا لمْ يصحْ سَنَدُهُ (٣).

وَيُؤْخَذُ عَلَيهِ مَا ذَكَرْنَاهُ في سَابِقِهِ.

٦ ـ وَقَالوا : إنَّ الشواذَّ ما نُقِلتْ نقلَ آحاد (٤).

٧ ـ والشَّاذُّ مايقابِلُ الُمجْمَعَ عليه سواءً أكان منسوباً إلى السبعةِ أمْ غيرهم (٥).

والحقيقة أَنَّ القراءات القرآنية سواءً أَكانَتْ من السَّبعةِ أَمْ من غيرها منقسمةٌ على المجمعِ عليهِ والشاذِّ غير أَنَّ هؤلاءِ السبعةَ لشهرتِهم تَرْكُن النَّفس إلى ما نُقِلَ عنهم (٦).

وليستْ مهمتُنَا المُقَارَنَةُ بينَ هذهِ الأَقوالِ إنَّمَا مَجَالُ بحثِنَا كِتَابُ الُمحتَسَب لابن جِنِّي ، وَلِذلك فَإِنَّ القراءَةَ الشاذَّةَ التي نختارُها هي التي يراها ابن جِنِّي شاذَّةً وهي ما عدا القراءات السبع.

موقف الفقهاء من القراءات الشاذَّةِ

كما تعدَّدَتِ الأقوال في تَحديدِ القراءاتِ الشاذَّةِ تَعدَّدتْ آراءُ الفقهاءِ في موقف الدين منها :

__________________

(١) النشر : ١ / ١٧ والإتقان : ١ / ٢٦٣.

(٢) منجد المقرئين : ١٧.

(٣) الإتقان : ١ / ٢٦٥.

(٤) النشر : ١ / ١٥.

(٥) المحتسب : ١ / ٣٤ والنشر : ١ / ٩ ـ ١٠ ومنجد المقرئين : ٦٣ وإتحاف فضلاء البشر : ٣.

(٦) النشر : ١ / ٩ ومنجد المقرئين : ٦٣.

٤١

١ ـ إدَّعى ابنُ عبد البر (١) إجماعَ المسلمين على أنَّهُ لا تجوز القراءة بالشواذّ ولا يصلّى خلف من يصلّي بها (٢) ، وقد قال النويري (٣) ذلك (٤) ، وردَّ بعضُهُم إدِّعاءَ الإجماع لوجود من لا يقول بالمنع (٥) ، وقالوا : إِنَّ الجمهورَ على تحريم القراءة بِمَا زادَ على العشرةِ المشهورة (٦).

٢ ـ وقد اتَّفقَ فقهاءُ بغدادَ على استتابةِ من قرأ بالقراءةِ الشاذَّةِ وتعزيرِهِ وحبسهِ إنْ لَمْ ينتهِ ، وهو منعُ تحريم لا منعُ كراهية (٧).

٣ ـ والشافعية في أَحد قولين (٨) يوجبون الإِنكار على القارئ بالشواذّ في الصَّلاةِ وغيرِها (٩).

٤ ـ والذي أفتَى بهِ علماءُ الحنفية بطلان الصلاة إنْ غيرت القراءَةُ المعنى فإنْ لَمْ تُغير فَلا (١٠).

__________________

(١) هو يوسف بن عبد الله بن عبد البر القرطبي المالكي صاحب كتاب الاستيعاب. أحد كبار العلماء. انظر : شذرات الذهب : ٣ / ٣١٤.

(٢) منجد المقرئين : ١٧ والإتقان : ١ / ٢٨٠ والبرهان : ١ / ٣٣ وغيث النفع : ٦ ومناهل العرفان : ١ / ٤٦١ وسفينة الراغب : ٦٦ و ٦٧.

(٣) هو محمد بن محمّد بن محمّد أبو القاسم النويري فقيه مالكي عالم بالقراءات ولد في مصر ومات في دمشق سنة ٨٥٧ هـ. انظر : شذرات الذهب : ٧ / ٢٩٢.

(٤) القراءة في الشواذ : ٦٧ وسفينة الراغب : ٦٧.

(٥) القراءة في الشواذ : ٧٠.

(٦) إتحاف فضلاء البشر : ٣.

(٧) القراءة في الشواذ : ٦٧ والبرهان : ١ / ٣٣٢ ـ ٣٣٣.

(٨) النشر : ١ / ١٤.

(٩) القراءة في الشواذ : ٦٧ والبرهان : ١ / ٣٣٣ ومنجد المقرئين : ١٦ و ١٧ و ٤٨ وغيث النفع : ٧ والنشر : ١ / ٤٣ ومناهل العرفان : ١ / ٤٦٠.

(١٠) القراءة في الشواذ : ٦٧.

٤٢

٥ ـ ونقل عن مالك أَنهُ قال : إذا قرأَ بالقراءات الشاذَّةِ لزمه ومَنْ اقتدى بهِ الإعادة (١).

٦ ـ وعن أَحمد بن حنبل روايتان : إحداهما تجيز القراءَةَ بالشَّاذِّ والثانية لا تجيزها (٢).

٧ ـ ورأي الشيعة أنَّ الواجبَ في الصلاة قراءَةَ القرآن فلا يكفي قراءة شيء لَمْ يُحرَزْ كونهُ قرآناً ، ويُعتَبر في الجوازِ أَلاَّ تكون القراءَةُ شاذّةً غير ثابتة بنقل الثقات عند علماءِ أَهل السنّة ولا موضوعة (٣) ، والروايات عن الأئمّةِ مِنْ أَهلِ البيتِ تَقولُ : (اقرؤوا كما يقرأ الناس ، واقرؤوا كما عُلِّمتُم) (٤).

أما ما عدا السبعة من القراءات فإنَّ الرأي فيها كالآتي :

١ ـ فتوى بجوازِ القراءة بالقراءات السبع ورفض الشاذِّ (٥) والمنع من الصلاة به (٦).

٢ ـ ويقول ابن تيمية (٧) : يجوز أَنْ يقرأ بقراءة القرّاء الآخرين من غير السبعة (٨).

__________________

(١) القراءة في الشواذ : ٦٧. وانظر : رأي المالكية في : منجد المقرئين : ١٧ وغيث النفع : ٧.

(٢) الإبانة : ١٩ والنشر : ١ / ١٤ والجمع الصوتي للقرآن : ٢٨٦.

(٣) البيان في تفسير القرآن : ١ / ١١٨.

(٤) البيان في تفسير القرآن : ١ / ١١٨.

(٥) منجد المقرئين : ٥٢.

(٦) مقدّمتان : ٢٧٤.

(٧) هو أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام النميري الحرّاني الحنبلي تقي الدين بن تيمية مات معتقلاً في قلعة دمشق سنة ٧٢٨ هـ. شذرات الذهب : ٦ / ٨٠.

(٨) النشر : ١ / ٣٩.

٤٣

٣ ـ هناك من يُحرِّم قراءة حمزة وهو من القراء السبعة (١) ومعلوم أنَّ ابنَ جنِّي يرى أَنَّ الذي تعدَّى قراءَةَ القراء السبعة وَسَـمّـاهُ أَهلُ زَمانِهِ شاذًّا مع خروجهِ عنها ، نازعٌ بالثقةِ إِلى قرائه ، محفوف بالروايات من أمامِهِ وورائِهِ (٢).

والذي أرجِّحُه أَنَّ القراءة سنّة ، فما صحّ سنده قبل ، ورفض ما سواه.

والقرآن حجّة على العربية ولا عكس ، وليس اتِّباعُ خطِّ المصحف بمجرّده واجباً ما لم يعضده نقل (٣).

موقف اللغويين والنحاة من القراءة الشاذّة

وقف اللغويون والنحاة من القراءات موقفهم من سائر النصوص اللغوية ، فالبصريون ـ إلاّ مَنْ خَالَفَ مِنْهُم ـ جَعلوا الأقيسةَ النحويةَ ، والقواعدَ والأصولَ التي وضعوها مقياساً على مايرد من قراءات شاذَّة أو غير شاذّة (٤) ، إذ لا بدَّ لِكُلّ نَصّ عندَهم من أَنْ يخضعَ لِهَذا التقعيدِ والتنظيم (٥) ، فما وافقَ منها أقيستَهُم وقواعدهم قبلوه ، وما أَباها رفضوه (٦) ، ووصفوه بالقبحِ (٧)

__________________

(١) فقد كان ابنُ عُيينة يرى لمن قرأ في صلاته بحرف حمزة أو صلّى خلفَ امام قرأ بها أنْ يعيد ، ووافقه على ذلك كثير من الفقهاء منهم بشر بن الحارث المعروف بالحافي (ت / ٢٢٧ هـ) وأحمد بن حنبل. تأويل مشكل القرآن : ٥٩ والقرطبي : ٢ / ١٥.

(٢) المحتسب : ١ / ٣٢.

(٣) إبراز المعاني : ٤٠٦.

(٤) مدرسة الكوفة : ٣٨٨ ومدرسة البصرة : ٢٣٠ ـ ٢٣١ واللهجات العربية في القراءات القرآنية : ٨٥ ـ ٨٦ وسيبويه والقراءات : ٣٥ والدفاع عن القرآن ـ المقدّمة ـ : ج ـ ي.

(٥) اللهجات العربية في القراءات القرآنية : ٨٦ والدفاع عن القرآن : هـ.

(٦) سنورد في الصفحات التالية قراءات رفضها نحاة بصريون ومن تابعهم.

(٧) معاني القرآن للأخفش الأوسط ـ مخطوط ـ : ٨٠ / أ ـ ب ومنهج الأخفش الأوسط : ٤٧ والمحتسب : ٢ / ٣٧٢.

٤٤

والشذوذِ (١) أَو الضعفِ (٢) والرداءة (٣) ونسبوا القراء إلى التوهّم والغلط (٤) على أَنَّ نقدَ النحاةِ للقراءات إنَّما هوَ نقد للروايةِ وليسَ نقداً للقراءةِ بعدَ صحَّةِ سندِهَا ، فالتخطئة موجّهةٌ إلى القارئ كأَنْ تكونَ فيه غفلةٌ أَو سهو ، وفرق بين القراءة والعربية. وربما كانتِ القراءة الشاذة عندَ بعضِ النحاةِ أقوى منزلةً مِن غير الشاذةِ. يقولُ سيبويه : «وقد قرأ أُناس (والسَّارِقَ والسَّارِقَةَ) (٥) و (الزَّانِيَةَ والزَّانِيَ) (٦) وهو في العربيةِ على ما ذكرتُ لَك مِنَ القوّة (٧) ولَكِنْ أَبتِ العامّةُ إلاَّ القراءةَ بالرفعِ. وإنَّما كَانَ الوجهُ في الأمرِ والنهي النصب لأنَّ حدَّ الكلامِ تقديمُ الفعل وهو فيه أوجب» (٨).

ولكنَّ الكوفيينَ ـ إلاَّ مَنْ خالفَ منهم ـ قبلوا القراءات كلَّها ـ شاذَّةً أَو

__________________

(١) البحر المحيط : ٥ / ٤١٩ والإنصاف : ٣٨٢ مسألة ١٠٢ والقراءات القرآنية بين المستشرقين والنحاة : ٤٠.

(٢) كتاب سيبويه تحقيق عبد السلام هارون : ٢ / ٣٩٦ ـ ٣٩٧ و ٣ / ٤٠ والمحتسب : ١ / ٣٢٥ و ٢ / ٣٧١.

(٣) معاني القرآن للأخفش : ١٣٠ / ب ومنهج الأخفش الأوسط : ١٨٥.

(٤) معاني القرآن للفرّاء : ٢ / ٧٦ وتأويل مشكل القرآن : ٥٩ والبيان والتبيين : ٢ / ٢١٩ والبحر المحيط : ٧ / ٤٦.

(٥) من قوله تعالى من سورة المائدة : ٥ / ٣٨ : (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ) والنصب قراءة عيسى ابن عُمر وابن أبي عبلة. اُنظر : مختصر في شواذ القرآن : ٣٢ والبحر المحيط : ٣ / ٤٦٧ وعيسى ابن عُمر الثقفي : ١١١.

(٦) من قوله تعالى من سورة النور : ٢٤ / ٢ : (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي) والنصب قراءة عيسى بن عُمر ويحيى بن يَعمَر وعَمرو بن فائد وأبي جعفر وشيبة وأبي السَّمَّال ورويس. المحتسب : ٢ / ١٠٠ والبحر المحيط : ٦ / ٤٢٧ وعيسى بن عُمر الثقفي : ١٤٢.

(٧) يعترض الفخر الرازي على رأي سيبويه ، ويردُّ عليه أبو حيان ولا مجال للتفصيل هنا.

انظر : البحر المحيط : ٣ / ٤٧٦ وما بعدها.

(٨) الكتاب : ١ / ٧٢.

٤٥

غيرَ شاذّة ـ واحتجُّوا بها ، وعقدوا على ما جاءَ بِها كثيراً من أحكامِهِم (١).

والقرّاء أهلُ تلقّ وعرض ، فهم أَدقُّ في نقلِهِم اللغة (٢) والفارقُ بينَ منهج اللغويين ومنهج القرّاءِ كبيرٌ ، فمنهجُ القراءِ أوثقُ وأصحُّ من الأقيسةِ والقواعدِ التي وضعها اللغويونَ والنحاةُ وأرادوا أَنْ تخضع لها كُلُّ النصوصِ العربيةِ (٣).

وعلى هذه السُّنَنِ مضى النحاةُ يختلفون في نظرتِهم إلى القراءاتِ والاحتجاج بها.

يقول سيبويه (ت / ١٨٠ هـ) : «إنَّ القراءة لا تخالف لأِ نَّها السنّةُ» (٤) ويقول الزجّاج : «القراءة بخلاف مافي المصحف لاتجوزلأنَّ المصحف مجمع عليه» (٥).

ويقول ابن خالويه (ت / ٣٧٠ هـ) : «إنّي تدبّرت قراءات الأئمّة السَّبعة من أهل الأمصار الخمسة المعروفين بصحّة النقل وإتقان الحفظ ... فرأيت كلاًّ منهم قد ذهب في إعراب ما انفردَ بهِ من حرفهِ مذهباً من مذاهب العربية لا يُدفَعُ ، وقصد من القياس وجهاً لا يمنعُ» (٦).

ويقول ابن خالويه أيضاً : «القراءة سنّة يأخذُها آخر عن أوَّل ولا تُحمَلُ على قياسِ العربيةِ» (٧) ويقول ابن جنّي (ت / ٣٩٢ هـ) عن الشاذِّ من القراءاتِ : «والعلَّةُ أو كثيراً منه مساو في الفصاحةِ للمجمع عليه ... ولسنا نقول ذلك

__________________

(١) مدرسة الكوفة : ٣٨٩.

(٢ و ٣) اللهجات العربية في القراءات القرآنية : ٨٦.

(٤) الكتاب ـ بولاق ـ : ١ / ٧٤ وطبعة هارون : ١ / ١٤٨ والقراءات القرآنية بين المستشرقين والنحاة : ٥٩.

(٥) معاني القرآن وإعرابه : ١ / ٣٧٤.

(٦) الحُجَّة لابن خالويه : ٣٧ ـ ٣٨.

(٧) إعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم : ٢٤ و ٤٢ و ٥٤.

٤٦

فسحاً بخلاف القرّاء ، لكنْ غرضُنا منه أنْ نُري وجهَ قوّةِ ما يسمّى الآن شاذًّا وأَ نّهُ ضاربٌ في صحَّةِ الروايةِ بجرانهِ لئلاّ يُرَى مُرَى أنَّ العُدُولَ عنهُ هو غضٌّ منه أو تُهمَةٌ لَهُ ... فإنّا نعتقد قوّةَ هذا المُسَمَّى شاذًّا» (١).

ويقول أيضاً : «وَلَوْ قَرَأَ قارئ : إِنَّ الحمدَ للهِ بكسرِ الهمزةِ على الحكايةِ التي للفظ بعينه لكان جائزاً ، لَكِنْ لا يُقْدَمُ على ذلِك إِلاَّ أَنْ يَرِدَ بهِ أَثَرٌ وإِن كانَ في العربية سائغاً» (٢).

ويقول أيضاً : «فيجوزُ على هَذَا في العربيةِ لا في القراءَة لأِ نَّهَا سُنَّةٌ لا تُـخَالَفُ ، (وَالسَّمَـاوَاتُ مَطْوِيَّات بِيَمِيْنِهِ) (٣)» (٤).

ويقول السُّيوطي (ت / ٩١١ هـ) : «أمَّا القرآنُ فكلُّ ما ورد أَنَّه قُرِئ بهِ جاز الاحتجاج به في العربية سواءً أكان متواتراً أم آحاداً أم شاذًّا» (٥).

ويقول ابنُ علان (٦) (ت / ١٠٥٧ هـ) : «وقد أطبقَ الناسُ من علماءِ العربيةِ على الاحتجاج للقواعدِ العربيةِ بالقراءاتِ الشاذَّةِ الخارجةِ عن الجادَّةِ في العربيةِ» (٧).

لقد اختلف النحاة في حُجيَّةِ القراءات الشَّاذَّةِ بلْ اختلفُوا في حُجِيَّةِ

__________________

(١) المحتسب : ١ / ٣٢ ـ ٣٣.

(٢) انظر : ص : ١٨٤ والمحتسب : ١ / ٣٠٨.

(٣) من قوله تعالى من سورة الزمر : ٣٩ / ٦٧ : (وَالاْرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ).

(٤) المحتسب : ٢ / ٢٣٢ ـ ٢٣٣.

(٥) الاقتراح : ١٤ ـ ١٥.

(٦) هو محمّد بن علي بن محمّد بن علان الشافعي مُفَسِّرٌ عالمٌ بالحديث من أهل مكّة.

اُنظر : الكنى والألقاب : ١ / ٣٦١ والأعلام : ٧ / ١٨٧ وفهرست المكتبة الأزهرية : ٤ / ٤٦٨.

(٧) داعي الفلاح : ٥١ أ.

٤٧

القراءات السبع (١).

فالكوفيونَ إذا رَجَّحُوا القراءاتِ التي يُجمعُ القراءُ عَليها فلا يَرفضونَ غَيرهَا ولا يغلّطونَها لأِ نَّها صوابٌ عِندَهم أيضاً (٢).

أَمَّا البصريونَ وَمَنْ تَابَعهم مِنَ الكوفيينَ فَإنّ القراءة إنْ لَمْ تتّفق مع قياسهِم وقواعدِهم وأُصولِهم التي أصلوها فهي عندَهم قبيحةٌ شاذّة (٣) ، وإنْ قرأ بها ابن كثير وأبو عمرو بن العلاء (٤) ، ولابدّ من إحسان الظنّ بأبي عمرو ، وما أبعدَهُ عن الزيغ والبهتان (٥)! أو هي شيءٌ مَعيبٌ في الإعراب مَعِيبٌ في الأسماع (٦) ، وإنْ كانتْ تلك قراءة عاصم (٧) ، أو هي لغة مرذولة (٨) أو مرفوضة وغلط (٩).

قال أبو عبيد (١٠) (ت / ٢٢٤ هـ) : لا أُحِبُّ قراءة ابنِ عامر (١١) لما فيها من

__________________

(١) انظر : ما كتب عن ذلك أستاذنا علي النجدي ناصف في مجلة المجمع العلمي اللغوي الجزء ١٧ سنة ١٩٦٤ م وما كتبه الدكتور أحمد مكّي الأنصاري في :

أ ـ مجلة مجمع اللغة العربية الجزء ٣١ عدد صفر ١٣٩٣ هـ مارس ١٩٧٣ م.

ب ـ كتاب سيبويه والقراءات.

ج ـ كتاب الدفاع عن القرآن ضد النحويين والمستشرقين.

(٢) مدرسة الكوفة : ٣٨٩.

(٣) معاني القرآن للأخفش : ٨٠ / أ ـ ب ومنهج الأخفش الأوسط : ٤٧.

(٤) مختصر في شواذِّ القرآن : ١٨ والبحر المحيط : ٢ / ٣٥٥.

(٥) المحتسب : ٢ / ٢٧٢.

(٦) الخصائص : ١ / ٩٤.

(٧) الحُجَّة لابن خالويه : ٣٣٠.

(٨) المحتسب : ١ / ١٠٦.

(٩) المحتسب : ١ / ١١٧ والقراءات القرآنية بين المستشرقين والنحاة : ٤٠.

(١٠) تقدّمت ترجمته في : ص : ١٨.

(١١) يقصد قراءة ابن عامر قوله تعالى في سورة الأنعام : ٦ / ١٣٧ : (وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِير مِنَ

٤٨

الاستكراه ، ووصفها الزمخشري (١) (ت / ٥٣٨ هـ) بأ نّها شيءٌ لو كانَ في مكان الضرورة لكان سَمِجاً مردوداً (٢).

وقال المازنيُّ (٣) (ت / ٢٤٩ هـ) : «أَصل هذه القراءة عن نافع ولم يكن يدري ما العربية» (٤).

لقد كثر النيل من القرّاء حَتَّى سَمعنا ابن قتيبة (ت / ٢٧٦ هـ) يقول : «كان الناس قديماً يقرؤون بلغاتهم ... ثمّ خلفَ قوم من أبناءِ العجم ليس لهم طبعُ اللغةِ ولا علم التكلّف فهفوا في كثير من الحروف وزلّوا وقرؤوا بالشاذِّ وأضلّوا ، منهم رجل ستر الله عليه عند العوام وَقَرَّبَهُ من القلوب بالدين ، ولم أرَ فيمن تتبعتُ وجوه قراءته أَكثرَ تخليطاً ولا أشدَّ خطراً منه (٥) ... وما أقلَّ من سلم من هذه الطبقة في حرفه من الغلط والوهم ، فقد قرأَ بعضُ المتقدّمين (٦) : (مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَأْتُكُمْ

__________________

الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ) بنصب أولادهم وجرّ شركائهم على الإضافة.

(١) انظر : رأي الزمخشري في الخزانة : ٤ / ٤٢٣.

(٢) البحر المحيط : ٢ / ٣٦٢.

(٣) هو أبو بكر بن محمّد أبو عثمان المازني من بني مازن وقيل : هو مولى بني سدوس نزل في بني مازن فنسب إليهم نحوي بصري روى عن أبي عبيدة والأصمعي وغيرهما.

انظر : طبقات النحويين : ٨٧ وإنباه الرواة : ١ / ١٧٨ وبغية الوعاة : ٢١٦.

(٤) البحر المحيط : ٢ / ٣٦٢.

(٥) يقصد حمزة الزيّات. قال ابن مطرف الكناني في القرطين : ٢ / ١٥ : وباقي الباب لم أكتبه لما فيه من الطعن على حمزة.

(٦) يقصد الحسن البصري. قال ابن خالويه : (ولا أدرأتكم به) بالهمز والتاء. الحسن مختصر في شواذ القرآن : ٥٦ وفي البحر المحيط : ٥ / ١٣٣ قرأ ابن عباس وابن سيرين والحسن وأبو رجاء : (ولا أدرأتكم به) بهمزة ساكنة. انظر : الكشاف : ٢ / ١٨٤.

٤٩

بِهِ) (١) فَهمزَ. وإنَّما هُوَ مِنْ دَريتُ بكذا وكذا. وقرأَ (٢) (وَمَاْ تَنَزَّلَتْ بِهِ الشيَّاطُونَ) (٣) توهّم أنَّه جمع بالواو والنون (٤).

قال الفرّاء (٥) : حدّثني شريك بن عبد الرحمن عن الأعمش عن إبراهيم أنّهُ خفض (الأرحامَ) ، قال : هو كقولهم : بالله والرحم وفيه قبحٌ لأنّ العربَ لا تَردُّ مخفوضاً على مخفوض وقد كُنّي عنه.

وبلغت الجرأةُ بالمبرّد ٢١٠ ـ ٢٨٥ هـ أَنَّهُ قَالَ : «إنَّ قراءةَ حمزة : (وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامِ) (٦) ـ بِجَرِّ الأرحامِ (٧) ـ لا تحلّ القراءة بها (٨)».

وقال الزجّاج (ت / ٣١١ هـ) : أَمَّا الخفضُ في (الأرحام) فخطأ في العربية لا يجوز إلاّ في الشعر وخطأ أيضاً في أمر الدين (٩) ، وبهذه القِرَاءَةِ قرأ حمزة أحَدُ القرّاءِ السبعة. وهكذا كانَ القارئ يُتَّهمُ بالغلطِ والوهمِ والجهلِ وإنْ كانَ من القرّاءِ السبعةِ.

__________________

(١) من قوله تعالى من سورة يونس : ١٠ / ١٦ : (قُلْ لَّوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُمْ بِهِ) بالألف وبلا تاء.

(٢) يقصد الحسن أيضاً. انظر : مختصر في شواذ القرآن : ١٠٨ والكشاف : ٣ / ١٢٩ والبحر المحيط : ٧ / ٤٦.

(٣) من قوله تعالى من سورة الشعراء : ٢٦ / ٢١٠ : (وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَياطِينُ).

(٤) تأويل مشكل القرآن : ٥٩.

(٥) معاني القرآن للفرّاء : ١ / ٢٥٢.

(٦) سورة النساء : ٤ / ١.

(٧) في البحر المحيط : ٣ / ١٥٧. قرأ حمزة بجرّها وهي قراءة النَّخعي وقتادة والأعمش.

وانظر : النشر : ٢ / ٢٣٩ والإتحاف : ١١١.

(٨) شرح المفصل لابن يعيش : ٣ / ٧٨.

(٩) إعراب القرآن ومعانيه للزجّاج ـ دراسة وتحقيق : ٤٥٥.

٥٠

١ ـ خطَّأَ الفرّاءُ الحسنَ البصريَ إذْ يقولُ : «ومِمَّا أُوهموا فيهِ (وما تَنَزَّلتْ بهِ الشَّياطونَ) (١)» (٢).

وقال الجاحظ (١٥٠ ـ ٢٥٥ هـ) : «وغلط الحسن في حرفين من القرآن مثل قوله : (ص وَالقُرآنَ) (٣) والحرف الآخر : وما تنزلت به الشياطون» (٤).

وقال أَبو حاتِم (ت / ٢٥٥ هـ) هي غلطٌ منه ، وقالَ النَّحَّاس (٥) (ت / ٦٩٨ هـ) هي غلط عند جميع النحويين (٦).

٢ ـ والفرَّاءُ هُوَ الذي فَتَحَ بابَ القَدحِ عَلى قراءةِ ابنِ عامر أَعلى القُرّاءِ السبعةِ سنداً (٧). العربي الصُّرَاحُ الذي أخذَ القرآن عن عثمانَ قبل ظهورِ اللحنِ (٨).

قالَ الفرّاءُ : «ليسَ قولُ مَنْ قَالَ (مُخْلِفَ وَعْدَهُ رُسُلِهِ) (٩) ، ولا (زُيِّنَ لِكَثِير

__________________

(١) سورة الشعراء : ٢٦ / ٢١٠. وهذه قراءة الحسن. انظر : مختصر في شواذ القرآن : ١٠٨ والكشاف : ٣ / ١٢٩ والبحر المحيط : ٧ / ٤٦.

(٢) معاني القرآن للفرّاء : ٢ / ٧٦.

(٣) من قوله تعالى من سورة ص : ٣٨ / ١ : (ص وَالقُرَآنِ) بمدّ الصاد ، وهي قراءة الحسن وأبي السمال وابن أبي إسحاق. اُنظر : مختصر في شواذ القرآن : ١٢٩.

(٤) البيان والتبيين : ٢ / ٢١٩.

(٥) هو محمّد بن إبراهيم بن بهاء الدين النَّحَّاس ، الشيخ أبي حيان.

طبقات النحاة : ٢٨ وغاية النهاية : ٢ / ٤٦.

(٦) البحر المحيط : ٧ / ٤٦.

(٧) خزانة الأدب : ٤ / ٤٢٢.

(٨) البحر المحيط : ٤ / ٢٧.

(٩) من قوله تعالى في سورة إِبراهيم : ١٤ / ٤٧ : (فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ).

قرأ الجمهور بإضافة مخلف إلى وعده ونصب رسله وقرأت فرقة بنصب وعده وإضافة مخلف إلى رسله والفصل بين المضاف والمضاف إليه بالمفعول. البحر المحيط : ٥ / ٤٣٩.

٥١

مِنَ المُشْرِكِينَ قَتْلُ أَولاَدَهُمْ شُرَكائِهمْ) (١) بشيء» (٢) ، وَقالَ : هذا باطل (٣) والقراءة الاُولى قيل عَنْها : هيَ شَاذَّةٌ رديئة (٤) ، أَما القراءة الثانية ، فهي قراءة ابن عامر (٥).

وقال أَبو علي الفارسي (ت / ٣٧٧ هـ) عن قراءة ابن عامر : هذا قبيح قليل الاستعمال ولو عدل عنها كان أَولى (٦) وَقَدْ مَرَّ بنا قبل هذا قول أبي عبيد (ت / ٢٢٤ هـ) وقول الزمخشري (ت / ٥٣٨ هـ) في هذه القراءة (٧). فَهُوجِمَ الزمخشري حَتَّى قِيلَ عنه : «إنّه ركبَ متَن عمياء وتاهَ في تيهاء» (٨) ، وردَّ عليه أَبو حيان (ت / ٧٤٥ هـ) بقوله : «أعجب لِعَجَمِيّ ضعيف في النحوِّ ، يردُّ على عربيّ صريح محضَ قراءة متواترة موجوداً نظيرها في لسان العرب ، في غير مابيت» (٩).

ويقول ابن الأنباري (١٠) (٥١٣ ـ ٥٧٧ هـ) : «والبصريون يذهبون إلى

__________________

(١) من قوله تعالى من سورة الأَنعام : ٦ / ١٣٧ : (وَكَذَلِك زَيَّنَ لِكَثِير مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكآ ؤُهُمْ) بنصب (القتل) على المفعولية ، وجرّ (الأولاد) على الإضافة ، ورفع (الشركاء) على الفاعلية.

(٢ و ٣) معاني القرآن للفرّاء : ٢ / ٨١ وخزانة الأدب : ٤ / ٤٢١.

(٤) التبيان : ٦ / ٣٠٨.

(٥) سراج القارئ : ٢٠٦ والبحر المحيط : ٤ / ٢٢٩.

(٦) الحُجَّة ـ نسخة البلدية ـ : ٤ / ١٠١ وخزانة الأدب : ٤ / ٤٢٣.

(٧) انظر ما مرَّ في : ص : ٤٨ ـ ٤٩.

(٨) الانتصاف ـ بذيل الكاشف ـ : ٢ / ٤١.

(٩) البحر المحيط : ٤ / ٢٢٩.

(١٠) هو أبو البركات عبد الرحمن بن أبي الوفاء بن محمّد بن كمال الدين الأنباري تتلمذ على أبي السعادات ، من أشهر مؤلّفاته الإنصاف ونزهة الألباء.

اُنظر : إنباه الرواة : ٢ / ١٦٩ وبغية الوعاة : ٣٠١ وروضات الجنّات : ٤٢٥.

٥٢

وَهْيِّ هذه القراءة وَوَهْمِ القارئ» (١).

والذي حَمَلَ النحاةَ على تخطئة ابن عامر هو زَعْمُهُم : أَنَّ الإجماعَ واقعٌ على امتناع الفصل بين المضاف والمضاف إليه بالمفعول ، في غير ضرورة الشعر ، والقرآن ليس فيه ضرورة (٢).

قال صاحب الخزانة : هذه الأقوال كلُّهَا لا ينبغي أَنْ يُلتَفَتُ إليها ، لأ نَّها طعنٌ في التواتر ، وإنْ كانت صادرةً من أئمّة أكابر (٣).

أمَّا الكوفيون (٤) فقد أَجازوا هذهِ القراءَةَ (٥) واحتجّوا بِها وعقدوا عليها الحكم بجواز الفصلِ بينَ المضافِ والمضافِ إليه بغيرِ الظرف (٦).

٣ ـ ذهبَ الكوفيونَ إلى إعراب (أيّهم) واحتجُّوا بقراءَةِ مَنْ قرأ (٧) : (ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَة أَيَّهُمْ) (٨) بالنصبِ. وردَّ البصريونَ احتجاجهم بِهَا

__________________

(١) الإنصاف : ٢٢٨ مسألة ٦٠ وخزانة الأدب : ٤ / ٤٢٣.

(٢) الإنصاف : ٢٢٧ مسألة ٦٠ وخزانة الأدب : ٤ / ٤٢٤.

(٣) خزانة الأدب : ٤ / ٤٢٣.

(٤) وممّن شذَّ منهم الفرّاء كما مَرّ بنا في ص : ٥١.

(٥) الإنصاف : ٢٢٧ مسألة ٦٠ والبيان في غريب إعراب القرآن : ١ / ٣٤٢.

(٦) مدرسة الكوفة : ٣٣٧.

(٧) هي قراءة طلحة بن مصرف ومعاذ بن مسلم الهَرَّاء شيخ الفرّاء وقراءة زائدة عن الأعمش وقرأ الجمهور (ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَة أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيّاً) بالضَّمِّ وهي حركة بناء على مذهب سيبويه وحركة إعراب على مذهب الخليل ويونس. قال أَبو عمرو الجَرْمِي خرجتُ من البصرةِ فلم أَسمعْ منذُ فارقتُ الخندقَ إلى مكّة أَحداً يقول : لأضربنّ أَيُّهم قائمٌ بالضمِّ بل ينصبُها. وقال النحاس : ما علمتُ أَحداً من النحويين إلاّ وقد خطّأ سيبويه. وسمعتُ الزَّجَّاجَ يقولُ ما تبيَّنَ أنَّ سيبويه غلطَ في كتابه إلاّ في موضعين هذا أحدُهما. الكتاب : ١ / ٣٩٧ ومختصر في شواذّ القرآن : ٨٦ والبحر المحيط : ٦ / ٢٠٨ ـ ٢٠٩.

(٨) من قوله تعالى من سورة مريم : ١٩ / ٦٩ : (ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَة أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى

٥٣

وَوَصَفُوا هَذِهِ القراءَةَ بالشذوذِ (١).

٤ ـ جوّز الأَخفش الأوسط (٢) (ت / ٢١٥ هـ) وقوعَ ضمير الفصلِ بينَ الحالِ وصَاحِبِها اعتماداً على قراءةِ : (هَؤلاَءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرَ لَكُمْ) (٣) بنصبِ (أَطْهَرُ) وهي قراءةٌ قرأَ بِهِا سعيد بن جبير (٤) والحسن بخلاف ومحمّد بن مروان (٥) وعيسى الثقفي وابن أَبي إسحاق (٦).

وقد ذكر سيبويه هذه القراءة وَنقل تضعيفها عن يونس (ت / ١٨٢ هـ) فَقال : وزَعَمَ يونس (٧) أَنَّ أَبا عمرو (ت / ١٥٤ هـ) رآه لحناً وقال : احتبى ابنُ مروانَ في ذِهْ في اللحن. يقول : لحنَ وهو رجل من أهل المدينة ، كما تقول : اشتملَ بالخطأ ، وذلك أنَّهُ قَرَأ : (هَؤلاءِ بَنَاتِي هُنّ أطهَرَ لَكُم) فنصب (٨) والقراءة

__________________

الرَّحْمَنِ عِتِيّاً).

(١) الإنصاف : ٣٨٢ والبيان : ٢ / ١٣٠.

(٢) معاني القرآن للأَخفش : ١٣٤ / أوالهمع : ١ / ٦٨.

(٣) من قوله تعالى من سورة هود : ١١ / ٧٨ : (يَا قَوْمِ هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ).

(٤) هو سعيد بن جبير بن هشام الأسدي الوالبي مولاهم الكوفي التابعي الجليل عرض على ابن عباس وعرض عليه أبو عمرو بن العلاء ، قتله الحجّاج سنة ٩٥ هـ. انظر : غاية النهاية : ٢ / ٣٠٥.

(٥) هو محمّد بن مروان المدني القارئ وردت عنه القراءة في حروف القرآن. انظر : غاية النهاية : ٢ / ٢٦١.

(٦) معاني القرآن للأخفش : ١٣٤ / أوالمحتسب : ١ / ٣٢٥. وقال في البحر المحيط : ٥ / ٢٧٤ رويت هذه القراءة عن مروان بن الحكم ، ولعلّه اشتباه.

(٧) هو يونس بن حبيب الضبي مولاهم البصري من أصحاب أبي عمرو بن العلاء روى عنه سيبويه وكان بارعاً في النحو. انظر : مراتب النحويين : ٤٤ وطبقات النحويين : ٥٤ وإنباه الرواة : ٤ / ٦٨ والبغية : ٤٢٦.

(٨) كتاب سيبويه ـ تحقيق عبد السلام هارون : ٢ / ٣٩٦ ـ ٣٩٧ ولم تذكر الآية في طبعة بولاق : ١ / ٣٩٧ وانظر : المحتسب : ١ / ٣٢٥ وغاية النهاية : ٢ / ٢٦١.

٥٤

ليست في طبعة بولاق من كتاب سيبويه ووجدتُها في نشرة هارون المحقّقة ، ومع ذلك فسيبويه ناقل رأي يونس وأبي عمرو.

٥ ـ جوّز أبو علي الفارسي (ت / ٣٧٧ هـ) جمعَ (أب) على (أبون) ولكي يعزّز رأيه قال : «وقد قُرِئَ (قالوا نعبد إلهك وإله أبيك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلهاً واحداً) (١) فقد يكونُ قولُهُ أبيك على الجمع الذي هو حدُّ التثنية اعتباراً لقراءة من قرأ : (وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيْمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ...) (٢)» (٣).

وَأَبو علي الفارسي في استشهاداتِه بالقراءاتِ إمَّا أَنْ يقوّي رأيّاً أو معنًى يريد إثباتَهُ ، أو يقوي رأياً أو معنى طُرِحَ قبله (٤).

وهذا الذي ذهب إليهِ هو ما ذهبَ إليه سيبويه الذي قال : «سألت (٥) الخليل (٦) (ت / ١٧٥ هـ) عن أب ، فقال : إن لحقتْ بهِ النونُ والزيادة التي قبلها ، قلت : أَبون ، وكذلك أَخ ، تقول : أخون لا تُغيّر البناء» (٧).

__________________

(١) هذه قراءة ابن عباس والحسن ويحيى بن يَعْمَر وعاصم الجَحْدَريّ وأبي رجاء بخلاف.

انظر : مختصر في شواذ القرآن : ٩ والمحتسب : ١ / ١١٢ والكشاف : ١ / ٢٣٥ وإتحاف فضلاء البشر : ٩٠.

(٢) سورة البقرة : ٢ / ١٣٣.

(٣) المسائل الشيرازيات : تأليف أبي علي الفارسي مخطوطة مصورة في معهد المخطوطات في الأمانة العامة للجامعة العربية برقم ٩٣٢ : ٩٠ / أ ـ مسألة ٢٤.

(٤) المسائل الشيرازيات لأبي علي الفارسي ـ دراسة وتحقيق ـ : ١١٧.

(٥) في الكتاب طبعة بولاق : ٢ / ١٠١ : (سألته).

(٦) هو أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي نابغة زمانه واضع علم العروض ومؤلّف العين ، أوّل معجم عربي ، وصاحب النحو واللغة ، وشيخ سيبويه. انظر : مراتب النحويين : ٥٤ وطبقات النحويين : ٤٧ وإنباه الرواة : ١ / ٣٤٣ والبغية : ٢٤٣ واقرأ عنه كتاب عبقري من البصرة.

(٧) كتاب سيبويه ـ تحقيق عبد السلام هارون ـ : ٣ / ٤٠٥.

٥٥

واحتجّ بهذه القراءة ابن جني للردّ على ابن مجاهد (١).

٦ ـ احتج الكوفيون (٢) بقراءة (٣) الحسن البصري ويعقوب (٤) (ت / ٢٠٥ هـ) وَقَتَادَة (٥) (ت / ١١٧ هـ) قوله تعالى : (أَوْ جَآؤُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ) (٦) على جوازِ وقوعِ الماضي حالاً وهو مجردٌ من (قَدْ) وقد وافقهم من البصريين الأخفش (٧) ، وهو رأي وصفه أبو حيان (ت / ٧٤٥ هـ) بأ نَّهُ هو الصحيح (٨). وقال المبرّد (٩) (ت / ٢٨٥ هـ) : «فأمَّا القراءة الصحيحة فَإِنَّمَا هي (أو جَاؤوكُمْ حَصِرَةً صُدُورُهُمْ) (١٠)» ومفهوم كلام المبرّد إن قراءة : (حَصِرَتْ) بالتاء المفتوحة ليست صحيحةً مع أنّ القرّاءَ السبعةَ اتّفقوا عليها (١١) ، وقال الزجّاج (ت / ٣١١ هـ) : قال النحويون : إنَّ (حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ) معناه : أو

__________________

(١) المحتسب : ١ / ١١٢ ـ ١١٣.

(٢) الإنصاف : ١٤٤ مسألة ٣٢.

(٣) قرأ الجمهور (حصرتْ) وقرأ الحسن وقتادة ويعقوب (حصرة) بالتاء المربوطة.

انظر : مختصر في شواذِّ القرآن : ٢٨ والكشاف : ١ / ٢٨٨ والنشر : ٢ / ٢٥١ والبحر المحيط : ٣ / ٣١٧ والإتحاف : ١١٦ وفي الإنصاف : ١٤٤ جعل معهم الفضل عن عاصم.

(٤) هو يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي أحد القرّاء العشرة.

انظر : غاية النهاية : ٢ / ٣٨٦ وإنباه الرواة : ٤ / ٤٥ والبغية : ٤١٨.

(٥) هو قتادة بن دعامة أبو الخطاب السدوسي البصري روى القراءة عن أبي العالية وأنس ابن مالك. انظر : غاية النهاية : ٢ / ٢٥.

(٦) سورة النساء : ٤ / ٩٠.

(٧) الإنصاف : ١٤٤ مسألة ٣٢.

(٨) البحر المحيط : ٧ / ٤٩٣.

(٩) تقدّمت ترجمته في : ص : ٢٠.

(١٠) المقتضب : ٤ / ١٢٥ وأصول النحو لابن السرّاج : ١ / ٣٠٩.

(١١) النشر : ٢ / ٢٥١ والبحر المحيط : ٣ / ٣١٧.

٥٦

جاؤوكم قد حصرت صُدُورُهم ، لأنَّ (حَصِرَتْ) لا يكون حالاً إلاَّ بـ (قد) (١).

ولكنَّ البصريينَ أَوّلَوا هذهِ القراءةَ لأِ نَّهم يمنعون مجيءَ الفعلِ الماضي حالاً وهو مجرّدٌ مِنْ (قَدْ) (٢).

٧ ـ جَوَّز ابن مالك (٣) (٦٠١ ـ ٦٧٢ هـ) مجيءَ اسم التفضيل من الخيرِ والشَّرَّ على أصله بصيغة أفْعَل (٤) استدلالاً بقراءةِ (٥) أبي قِلابة (٦) : (سَيَعْلَمُون غَداً مَنِ الكَذَّابُ الأشَرُّ) (٧).

ويُعَدُّ ابن مالك من أكثر النحاة استشهاداً بالشاذّ مِنَ القراءات (٨).

هذا هو موقفُ النحاةِ من القراءاتِ سواء أكانت شاذّةً أَم غيرَ شاذّة ، فأصحابُ القياسِ والتّقْعيد منهم يَقبلونَ القِراءاتِ التي تتّفق معَ قياسِهم وقواعدهم وَكُلُّ قِراءة لا تتّفقُ مع ما أصَّلُوا من أُصول وَقَعّدُوا مِنْ قواعد وَوَضَعُوا مِنْ قِياس فهي عِنْدَهُم شاذّةٌ سواء أكانت للقراء السبعةِ أم لِغَيرِهم.

__________________

(١) معاني القرآن وإعرابه للزجّاج : ٢ / ٩٥.

(٢) الإنصاف : ١٤٦ مسألة ٣٢ والبيان : ١ / ٢٦٣.

(٣) هو محمّد بن عبد الله بن مالك الطائي الجيَّاني الأندلسي أَشهر نحاة القرن السابع صاحب الألفية في النحو والمؤلّفات الكثيرة. طبقات النحاة : ١ / ١٣٣ وبغية الوعاة : ٢ / ٥٣ وشذرات الذهب : ٥ / ٣٣٩.

(٤) شرح التسهيل : ١٣٤.

(٥) مختصر في شواذ القرآن : ١٤٧ والمحتسب : ٢ / ٢٩٩ وشواذ القراءات واختلاف المصاحف : ٣١٨.

(٦) هو محمّد بن أحمد بن أبي دارة أبو قِلابة مقرئ معروف روى القراءة عن الحسن بن داود النقار وغيره. غاية النهاية : ٢ / ٦٢.

(٧) من قوله تعالى من سورة القمر : ٥٤ / ٢٦ : (سَيَعْلَمُونَ غَداً مَّنِ الْكَذَّابُ الاْشِرُ).

(٨) انظر : كتاب شرح التسهيل ، وخذ على سبيل المثال الصفحات : ٦ ، ١٠ ، ١٣ ، ٤٠ ، ٦٣ ، ١٢٨ ، ١٢٩ ، ١٣٤ ، ١٣٥ ، ١٥٢. وانظر : أصول التفكير النحوي : ١٣٢.

٥٧

وَقَدْ وَجَدْنَا فريقاً مِنَ النحاةِ وهم غالبية الكوفيين وَمَنْ تَبِعَهُم يأخذُ بِكُلّ قراءة بشرطِ صحَّةِ سندِها ، وَرُبما فَضَّلوا قراءةً على أخرى (١).

على أنَّ علماءَ القراءاتِ لم يدَّعُوا أَنَّ كُلَّ ما في القراءاتِ على أرفعِ الدرجاتِ في الفصاحةِ (٢) ، لَكِنْ إذَا ثَبَتَ عن الرسولِ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يلزمنا الأخذُ بها جميعاً.

يقول أبو عمرو الدَّاني (ت / ٤٤٤ هـ) : إنَّ أئمّة القراء لا تعمل في شيء من حروف القرآن على الأفشى في اللغة والأقيس في العربية بل على الأَثبت في الأثر والأصحِّ في النقل والرواية (٣).

إنَّ أكبرَ عيب يوجَّهُ إلى النحاةِ عدمُ استيعابهم القراءاتِ وإضاعتهم على أنفسِهم ونحوهِم مئات من الشواهد المُحْتَجِّ بها ، ولو فعلوا لكانت قواعدُهم أكثرَ إحكاماً (٤).

لكنَّ أصحابَ القياس من النحاة كانَ همُّهم البرهنة على صِحَّةِ القياسِ واطِّرادِهِ (٥) لكنَّ القياسَ لا يقف في وجه السَّـمَـاع (٦).

والذي أرجِّحُهُ أنَّ ما يسمّيه العلماءُ بالقراءاتِ الشاذّة يصحُّ الاحتجاجُ به في النحو بشرط صحّة السند (٧).

__________________

(١) معاني القرآن للفرّاء : ٣ / ١٤٣.

(٢) منجد المقرئين : ٦٥ والإتقان : ١ / ٢٥٩.

(٣) منجد المقرئين : ٦٥ والإتقان : ١ / ٢٥٩.

(٤) في أصول النحو : ٤٠ والدفاع عن القرآن : (المقدمة) : هـ.

(٥) أُصول التفكير النحوي : ١٣٥.

(٦) في أصول النحو : ٣٦.

(٧) الاقتراح : ١٤ ـ ١٥ والقرآن والنحو : ٣٧.

٥٨

وقد احتجَّ أَبو علي الفارسي (ت / ٣٧٧ هـ) بقراءة عبد الله بن مسعود (ت / ٣٢ هـ) المخالفة لرسم المصحف العثماني (١).

بقـيَ أنْ نَقُولَ كلمةً عن كُلّ مِنْ أبي عليّ الفارسي وابن جِنِّي ، إذْ كَانَ الفارسيُّ أستاذَ ابنِ جِنِّي وإمامَهُ ، وبِهِ اقتدى ابنُ جِنِّي في كتابِ الُمحْتَسَبِ ، فَأَ لَّفَهُ عَلى مِثَالِ الحُجَّةِ ، فهي في الاحتجاجِ للقراءات السَّبع ، والُمحتَسَبُ في الاحتجاج لشواذّ القراءات.

أبو علي الفارسي (٢)

هو الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن محمّد بن سليمان بن أبان أبو علي الفارسي (٣) على الأرجح (٤). ولد (سنة / ٢٨٨ هـ) (٥) في مدينة فسا (٦)

__________________

(١) قال في التكملة : قال تعالى : (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَا قْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا) المائدة : ٥ / ٣٨ ، وزَعَمُوا أنَّ في حرف عبد الله (فاقطعوا أيمَانَهُمَا). وهذا بمنزلة نحن فعلنا إذ كانا اثنين.

التكملة ـ لأبي علي الفارسي ـ دراسة وتحقيق ـ آلة كاتبة : ٢٣٥.

(٢) ترجمته في : طبقات النحويين واللغويين : ١٢٠ ، والفهرست : ٦٤ ، وتاريخ بغداد : ٧ / ٢٧٥ ، ونزهة الألباء : ٢٣٢ ، ومعجم الأُدباء : ٧ / ٢٣٢ ، وإنباه الرواة : ١ / ٢٧٣ ، ووفيّات الأعيان : ٢ / ٨٠ ، وتاريخ أبي الفداء : ٢ / ١٢٤ ، وغاية النهاية : ١ / ٢٠٦ ، ولسان الميزان ط حيدرآباد : ٢ / ١٩٥ ، وشذرات الذهب : ٣ / ٨٨ ، وكشف الظنون : ١٣١ ، ٢١١ ، ٣٨٤ ، ٤٧٠ ، ١٠٦٨ ، ١٢٦٨ ، ١٦٦٧ ، ١٦٧٠ ، وأعيان الشيعة : ٢١ / ١١ ، وتاريخ الأدب العربي لبروكلمان : ٢ / ١٩٠ ، واقرأ عنه كتاب (أبو علي الفارسي) للدكتور عبد الفتاح إسماعيل شلبي.

(٣) معجم الأُدباء : ٧ / ٢٣٢ ووفيّات الأعيان : ٢ / ٨٠ وغاية النهاية : ١ / ٢٠٦.

(٤) تضطرب سلسلة نسبه في بعض المصادر كما في شذرات الذهب : ٣ / ٨٨ وهو تارة (حسن) واُخرى (الحسن) بأسلوب المدح. انظر : أبو علي الفارسي : ٤٥.

(٥) وفيّات الأعيان : ٢ / ٨٠.

(٦) فسا : مدينة قريبة من شيراز بفارس. انظر : معجم البلدن : ٦ / ٣٧٦.

٥٩

وَقَدِمَ بَغدادَ وأَخذَ علَم النحوِ على أَبي إسحاق الزجّاج (١) (ت / ٣١٦ هـ) وأَبي بكر محمّد بن السَّري بن السراج (ت / ٣١٦ هـ) وأبي بكر بن الخيَّاط (٢) (ت / ٣٢٠ هـ) وأبي بكر مبرمان (٣) (ت / ٣٢٧ هـ).

وقد روى القراءة عرضاً على أَبي بكر بن مجاهد (٤) أمُّهُ سدوسيَّة من شيبان (٥). وقد تنقَّل بينَ شيرازَ (٦) وبغدادَ (٧) والموصلِ (٨) وحلب (٩) ودمشقَ (١٠).

صنَّف أَبو علي كتباً عجيبةً لَمْ يسبقْ إلى مثلها (١١) ، منها الحُجَّة والإغفال والشيرازيات والحلبيات (١٢) وغيرها ، وفي كتاب الإغفال تَتَبَّعَ اُستاذَهُ الزَّجَّاجَ

__________________

(١) هو إبراهيم بن السري بن سهل أبو إسحاق الزجّاج تلميذ المبرد وشيخ أَبي علي الفارسي توفي (سنة / ٣١٦ هـ) وقيل : (٣١١ هـ) انظر : طبقات النحويين واللغويين : ١١١ وإنباه الرواة : ١ / ١٥٩ وبغية الوعاة : ١٧٩.

(٢) هو محمّد بن أحمد بن منصور الخيَّاط النَّحوي أصله من سمرقند وقدِم بغدادَ وكان يخلط نحو البصريين بنحو الكوفيين. انظر : بغية الوعاة : ١٩.

(٣) هو محمّد بن علي بن إسماعيل العسكري نسبة إلى عسكر مصر ، لقَّبَهُ المبرِّدُ (مبرمان) لكثرة سؤاله وملازمته له. انظر : طبقات النحاة : ١ / ١٩٤ وطبقات النحويين : ١١٤ وإنباه الرواة : ٣ / ١٨٩ والبغية : ٧٤.

(٤) انظر : غاية النهاية : ١ / ٢٠٧ وأبو علي الفارسي : ١٢٥ ومعجم الأُدباء : ٧ / ٢٣٣ وبغية الوعاة : ٢١٦.

(٥) معجم الأُدباء : ٧ / ٢٣٤ وإنباه الرواة : ١ / ٢٧٣.

(٦ و ٧) طبقات النحويين : ١٢٠.

(٨) الخصائص : ١ / ١٧ والمحتسب : ١ / ٨٦ وبغية الوعاة : ٣٢٢.

(٩) الخصائص : ٢ / ٨٨ و ٣ / ٢٧ والمحتسب : ٢ / ٢٣٥ والمنصف : ١ / ٦ ومعجم الأُدباء : ٧ / ٢٣٣.

(١٠) معجم الأُدباء : ٧ / ٢١٤.

(١١) إنباه الرواة : ١ / ٢٧٣.

(١٢) بغية الوعاة : ٢١٦.

٦٠