أثر المحتسب في الدراسات النحويّة

الدكتور حازم الحلّي

أثر المحتسب في الدراسات النحويّة

المؤلف:

الدكتور حازم الحلّي


المحقق: المكتبة الأدبيّة المختصّة
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: المكتبة الأدبيّة المختصّة
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-7100-33-2
الصفحات: ٧٢٠

عَاهَدُوا مُعَاهَدةً أو عِهَاداً ، كَقَاتَلْتُ مُقَاتَلَةً أو قِتَالاً ، إِلاَّ أنَّهُ جَاءَ عَلَى حَذْفِ الزِّيَادَةِ كقوله :

عَمْركِ اللهَ سَاعةً حدّثينَا

ودَعِينَا مَنْ قَولِ مَنْ يُؤذِينَا (١)

إنَّما هو : عَمَّرتُكِ اللهَ تعميراً ـ دعاءٌ لها ـ فَحُذِفَتْ زيادةُ التَّاءِ والياءِ. وعَلَيهِ : جاءَ زيدٌ وحْدَهُ ، أيْ : أُحِدَ بِهَذَهِ الحالِ إيْحَاداً. ومَرَرْتُ بِهِ وحْدَهُ أَيْ : أوحَدْتُهُ بِمُرورِي إيْحَاداً. وقَدْ يُمكِنُ أنْ يَكُونَ وحْدَهُ مَصدرَ هُو يَحِدُ وحِداً فهو واحدٌ.

والمصدرُ على حذف زيادتِهِ كثيرٌ جداً ، إِلاَّ أَنَّهُ لَيسَ مِن قولِهِم : سَلَّمْتُ عليهِ سَلاَماً وإنْ كَانَ فِي مَعْنَى تَسْلِيماً مِنْ قِبَلِ أَنَّهُ لَو أُرِيدَ مَجِيؤُهُ عَلَى حذفِ الزيادةِ لَـمَـا أُقِرَّ عليهِ شيءٌ مِنْ الزيادِةِ وفيهِ أَلِفُ سلام زائدة.

ومثله : كَلَّمْتُهُ كَلاَماً والسلامُ والكلامُ لَيْسَا عَلَى حَذْفِ الزيادَةِ لكِنَّهُما اسمانِ عَلَى فَعَال بِمَعنى المَصْدَرِ ، فَاعرفْ ذَلِك (٢).

قيام الفعل مقام المصدر

قَرَأَ عبد الله والأَعمش : (يُرِيدُ لِيُنْقَضَ) (٣) قَالَ أَبُو الفتحِ : إنْ شِئتَ قُلْتَ : إنَّ اللاَّمَ زَائِدةٌ ، واحتججتَ فيهِ بقراءَةِ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) (٤) وإنْ شِئْتَ

__________________

(١) انظر : لسان العرب : ٦ / ٢٧٩.

(٢) المحتسب : ١ / ١٠٠.

(٣) من قوله تعالى من سورة الكهف : ١٨ / ٧٧ : (فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ).

(٤) القراءة المنسوبة في بعض الروايات الشاذّة إلى النبيّ (صلّى الله عليه وآله) كما في المحتسب : ٢ / ٣١ هي بضمّ الياء وفتح الضاد من غير تشديد في (يُنْقَضَ) من قوله تعالى المتقدّم آنفاً : (فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ).

٣٨١

قُلْتَ : تقديره إرَادَتُهُ لِكَذَا ، كَقَولِك قيامُهُ لِكَذَا وجلوسُهُ لكذا ، ثُمَّ وضِعِ الفِعْلُ مَوضِعَ مَصْدَرِه كَمَا أَنْشَدَ أَبُو زَيْد :

فَقالُوا : مَا تَشاءُ؟ فَقُلْتُ : أَلْهُو

إلى الإصباح آثِرَ ذِي أَثِيرِ (١)

أيْ : اللهو ، فَوضَع (ألْهُو) مَوضِعَ مَصْدَرِهِ. وأَنشدَ أَيْضاً :

وأَهْلَكَنِي لَكُم فِي كُلِّ يوم

تَعَوّجُكُمْ عَلَيَّ وأَسْتَقِيمُ (٢)

فَيَحْتَمِلُ اللاَّمُ هُنَا الوجْهَينِ اللَّذَينِ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُما (٣).

الاسم بمكان المصدر

قَرَأ النَّاسُ : (لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً) (٤) بالباء ، ورُوِيَ عَنْ عليّ (عليه السلام) (لَنَثْويَنَّهُمْ) ، بالثاءِ.

قال أَبو الفتح : نصْبُ الحَسَنَةِ هُنَا ، أيْ : يُحسِنُ إليهم إحساناً ، وَوَضَعَ حَسَنَةً مَوضِعَ إحسان ، كانَّهُ واحدٌ منَ الحَسَن دَالٌ عليهِ ، ودَلّ قولُهُ تعالى : (لَنُبَوئَنَّهُم) عَلَى ذَلِكَ الفعلِ ، لأَ نَّهُ إذَا أَقَرَّهُمْ فِي الأرضِ بإطالةِ مُدّتِهِم ومُدّةِ خَلَفِهِم فقد أَحْسَنَ إلَيْهِم ، كَمَا قَالَ سبحانَهُ : (لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الاْرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ) (٥) وذَلِك ضِدُّ مَا يعمل بالعاصين الذين

__________________

(١) البيت لعروة بن الورد. وآثر ذي أثير : أيّ أَوَّلُ كلَّ شيء. انظر : الديوان : ٨٩ والأغاني ـ بولاق : ٢ / ١٩٢ والخصائص : ٢ / ٤٣٣ ومجمع البيان : ٢٩ / ١٠٥ وشرح المفصل : ٢ / ٩٥ والهمع : ١ / ٦ والدرر اللوامع : ١ / ٣.

(٢) البيت لعلي بن الطفيل السعدي. انظر : النوادر : ١٦١.

(٣) المحتسب : ٢ / ٣٢ ـ ٣٣.

(٤) سورة النحل : ١٦ / ٤١.

(٥) سورة النور : ٢٤ / ٥٥ ، ذَكَرَ ابن جني القراءة السَّبْعِيَّة أوّلاً ثمَّ جاءَ بالشَّاذَّة المنسوبة إلى

٣٨٢

يَسْحَتُ (١) أَعمارَهُم ويَصطَلِمُهم (٢) بِذنُوبِهم وجَرَائِم أَفْعَالِهِم (٣).

صِفة على فُعَال ودلالتُها

قَرَأَ السُّلَمِي : (لَشْيءٌ عُجَّابٌ) (٤).

__________________

الإِمام علي (عليه السلام) ، وراح يفصّل في نصبِ كلمة (حَسَنَةً) الموجودة في القراءتين السبعية والشَّاذَّة ، وكان المفروض ، حسب منهجِهِ ، أنْ يبسط القول في (لَنَثْويَنَّهُمْ) بالثَّاء المثلّثة التي زعمُوا أنَّ عليًّا (عليه السلام) قرأ بها. وهي لم تثبت عن أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) بطريق صحيح ، وإنَّما نُسِبَتْ إليه (عليه السلام) بلا سند في : مجمع البيان : ٦ / ١٥٨ بلفظ (وَرُوِيَ عن علي عليه السلام) والظاهر أخذها من المحتسب ، إذ غالباً ما نجدصاحب مجمع البيان يعتمد في القراءات على كتابي الحجة لأبي علي الفارسي والمحتسب لابن جني. ومع ذلك فهي قراءة صحيحة مشهورة قرأ بها عبد الله بن مسعود ، وحمزة ، والكسائي ، وخلف ، والأعمش ، ويحيى بن وثاب ، والربيع بن خثيم والكوفي الثوري وعامة قراء أهل الكوفة سوى عاصم. وقد جوّز الطبري القراءة بها صراحة فقال بعد ذكر القرائتين ـ بالباء والثاء ـ : «والصواب من القول في ذلك عندي أنَّهما قراءتان مشهورتان في قراء الأمصار ، قد قرأ بكل واحدة منهما علماء من القرّاء ، متقاربتا المعنى ، فبأيّهما قرأ القارئ فمصيب ، وذلك أنَّ قولَهُ (لَنُبَوِّئَنَّهُمْ) : من بوّأته منزلاً ، أي : أنزلته ، وكذلك (نَثْويَنَّهُمْ) إنَّما هو أثويتُه مَسكَناً ، إذا أنزلته منزلاً ، من الثَّواء وهو المقام». وقال في مجمع البيان : «ومن قرأ (لَنَثْوِيَنَّهُمْ) حجتُهُ : قَولُهُ تعالى : (وَمَا كُنتَ ثَاوِياً فِي أَهْلِ مَدْيَنَ) سورة القصص : ٢٨ / ٤٥ أي : مقيماً نازلاً فيهم. ينظر في : جامع البيان : ٢١ / ١٤ ، ومعاني القرآن للنحاس : ٥ / ٢٣٥ / ٣٧ ، وغريب الحديث لأبي عبيد القاسم ابن سلام الهروي : ٣ / ٣٢٦ ، والتبيان : ٨ / ٢٢٠ ، ومجمع البيان : ٨ / ٣٦ و : ٦ / ١٥٨ ، والجامع لأحكام القرآن : ١٣ / ٣٥٩ ، وزاد المسير : ٦ / ١٣٨ ، وتفسير الثعالبي : ٣ / ٤١٩ ، و : ٤ / ٣٠٢ ، والدر المنثور : ٤ / ١١٨.

(١) سحته وأسحته أيضاً : استأصلهُ. مختار الصحاح : ٢٨٨.

(٢) الاصطلام : الاستئصال : مختار الصحاح : ٣٦٨.

(٣) المحتسب : ٢ / ٩ ـ ١٠.

(٤) من قوله تعالى من سورة ص : ٣٨ / ٥ (إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ). وقَالَ مُقاتِل عُجَّاب

٣٨٣

قَالَ أَبو الفتح : قَدْ كَثُر عَنْهُم مَجيءُ الصِّفِةَ على فَعِيل وفُعَال ـ بالتخفيف ـ وفُعَّال (١) بالتشديد ، قَالوا : رَجُلٌ وضيء ووضَّاءٌ ، وأَنْشَدوا :

والمَرْءُ يُلْحِقُهُ بِفْتيانِ النَّدَى

خُلقُ الكريمِ وليسَ بالوُضَّاءِ (٢)

أيْ : لَيسَ بالوضيءِ ، وقَالَ :

نَحْنُ بَذَلْنَا دُونَها الضّرابَا

إنا وَجَدْنَا مَاءَها طُيَّابا (٣)

وقال :

جاؤوا بِصَيْد عَجَب مِنَ العَجَبْ

أزيَرِق العَينِ وطُوَّالِ الذَّنَبْ (٤)

ومثله : رجلُ كَرِيم وكُرَام (٥) وكُرَّام ، وزادوا مبالغةً فِيهِ بالحاق التاءِ فَقَالُوا : كُرّامة (٦) والشواهدُ كثيرةٌ ، إلاَّ أَنَّهُ كتابٌ سئلنا اختصارَهُ لِئلاّ يطول على كاتبه فأوجبتِ الحالُ الإجابةَ إلى ذلك (٧).

__________________

لغة أزد شنوءَة. انظر : البحر المحيط : ٧ / ٣٨٥.

(١) كالدّوَّاج لضرب من الثياب ، والعُوَّار ، للجبان ، ويقال بعينه عُوَّار أيْ قذىً والعُوَّار : الخُطَّاف ، ومِثل : قومٌ صُيَّابٌ ، أيْ خيار. انظر : ديوان الأدب : ٣ / ٣٦٠.

(٢) البيت لأَبي صَدَقة الدُّبَيري. انظر : الخصائص : ٣ / ٢٦٦ والمخصص : ١٥ / ٨٥ واللسان : ١ / ١٩٠.

(٣) يروى (أَجَدْنَا) مكان (بَذَلْنَا). انظر : معاني القرآن للفراء : ٢ / ٣٩٨ وديوان الأدب : ٣ / ٣٦٠ واللسان : ٢ / ٥٤ وتاج العروس (طبعة الكويت) ٣ / ٢٨٢.

(٤) ذكره الفرَّاء غير معزو. انظر : معاني القرآن للفراء ٢ : ٣٩٩.

(٥) معاني القرآن للفراء ٢ : ٣٩٨.

(٦) ومثله : قوم صُيّابه أَيْ خيار. انظر : ديوان الأدب ٣ : ٣٦٠.

(٧) المحتسب : ٢ / ٢٣٠ ـ ٢٣١.

٣٨٤

الصفة المشبّهة

قَرَأَ أَبو جعفر يزيد : (بَلْدَةً مَيِّتاً) (١) بالتَّشدِّيدِ.

قَالَ أبو الفتح : التذكير مع التَّشديد ليسَ في حُسْنِ التذكير معَ التخفيفِ وذَلِك أَنَّ (مَيِّتَا) بالتَّشدِيدِ يَكادُ يجري مَجرَى فاعل فَكَأَ نَّهُ مَائِت ، ولَذِلِك اعْتَقَبَا على المَوضِع الواحدِ فَقَالُوا : رَجلٌ سائِد وسَيّد ، وبائِع وبَيّع ، وقَائم بالأمرِ وقَيّم.

وقُرِئَ : (إنَّك مَائِتٌ) (٢) و (مَيِّتٌ).

وعَلَيِهِ أَيضاً حُذِفَتْ عينُ فَيْعِل مِمِّا اعتلّتْ عَيْنُهُ كَمَا حُذِفَتْ عَيْنُ فَاعِل مِنْهُ فَصَارَ مَيْت ، وهَيْن ولَيْسَ ـ كشاك وهَار ولاَث (٣) ، وإذَا جَرَيَا مَجْرَى

__________________

(١) من قوله تعالى من سورة الزخرف : ٤٣ / ١١ : (وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَر فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً كَذَلِك تُخْرَجُونَ).

(٢) سورة الزمر : ٣٩ / ٣٠ : (إِنَّك مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ). و (مائِت) قراءة ابن الزبير وابن أَبي إسحاق وابن مُحيصن وعيسى واليماني وابن أَبي غوث وابن أَبي عبلة. انظر : مختصر في شواذ القرآن : ١٣١ والكشاف ٤ : ١٢٧ والبحر المحيط ٧ : ٤٢٥ وإتحاف فضلاء البشر : ٢٣١ وروح المعاني : ٢٣ ، ٢٣٨ وعيسى بن عمر الثقفي / الدكتور صباح عباس سالم : ١٥٩.

(٣) شاك السلاحِ : أي : حديده. وأصله شائِك. ومنه قول مرحب اليهودي في غزوة خيبر :

قد علمتْ خيبرُ أَنّي مَرْحَبُ

شـاكِ السلاحِ بطلٌ مُجَـرَّبُ

وقولُ طريف بن تميم :

فتعرفوني أنَّني أَنَا ذَاكُمُ

شـاك سلاحي في الحوادثِ مُعْلِمُ

وهار : أصله هائِر ، من هارَ البناءَ إذا هَدَمَهُ.

ولاث : أصله لائِث من لاث يلوث فهو لائث ووزنه فاعل ، وصفٌ من لاثَ الشجر إذا

٣٨٥

المِثَالِ الواحد ـ لما ذَكَرنَاهُ ولَمَا اسَتَطْلنَاهُ فَتَرْكنَاهُ ـ ضَعُفَ (بَلْدَةً مَيِّتاً) بالتّثْقِيلِ ، كَمَا ضَعُفَتِ امرأَة مَائِتٌ وبَائِعٌ.

ولَيْسَ المَوتُ أَيْضاً مِمَّا يَخْتَصُّ بالتأْنِيثِ فِيُحْمَلُ عَلَى تَذْكِيرِ طَالِق وطَامِث وبَابِهِ ، وهو إذا خُفِّفَ فَقيلَ مَيْت أَشبه لفظ المَصْدَرِ ، نَحو البَيع والضَرْب والمَوت والقَتل ، وتذكير المصدر إذا جرى وصفاً على المؤنَّثِ ليس بمستنكر نحو : امرأةٌ عَدْلٌ وصَومٌ ورِضاً ، وخَصْمٌ ، فَهَذَا فرق ـ كَمَا تَرى ـ لَطِيفٌ (١).

الاْسمُ بينَ المصدرِ والصفة

قَرَأَ علي (عليه السلام) وأَبو عبد الرحمن السُّلَمِي : (بِوالِديهِ حَسَناً) (٢) قَالَ أَبو الفتح : تَحْتَمِلُ اللُّغَةُ أَنْ يَكُونَ (حَسَناً) هُنَا مصدراً ، كالمصادِرِ التي اعتقبَ

__________________

كثر والتَفَّ ، ومِنْهُ قولُ العجاج يصف أيكاً : لاث بهِ الأشاءُ والعُبْرِيّ والقول بحذف العين في الأوصاف الثلاثة هو الأكثر ويرى الخليل والأخفش أنَّ فيها قلباً مكانيًّا بجعل العين مكان اللاَّم. الكتاب ٢ : ١٢٩ و ٣٧٨ ومعاني القرآن للأخفش : ١٢٨ / ب والخصائص ٢ : ١٢٩ و ٤٧٧ و ٤٩٣ ولسان العرب ـ لوث ـ.

(١) المحتسب ٢ : ٢٣٥.

(٢) من قوله تعالى من سورة الأحقاف : ٤٦ / ١٥ : (وَوَصَّيْنَا الاِْنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً). ولم تثبت القراءة التي ذُكِرت عن أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) بسند صحيح ، وإنّما نُسِبَتْ إليه (عليه السلام) بلا سند في مجمع البيان : ٩ / ١٤١ قال : «وقرأ أهل الكوفة (إحْسَاناً) ، والباقون (حُسْناً) ، وروي عن علي (عليه السلام) وأبي عبد الرحمن السلمي (حَسَناً) بفتح الحاء والسين». والأصل كما يظهر هو المحتسب ، ولم نقف على تلك النسبة في غيره.

٣٨٦

عليها الفُعْلُ والفَعَل نَحو الشُّغْل والشَّغَل والبُخْل والبَخَل وهو واضحٌ.

وتَحْتَمِل أنْ يكونَ (الحَسَن) هُنَا اسماً صِفَةً لاَ مصدراً لَكِنَّه رَسيلُ القبيح كَقَولِنَا الحَسَنُ مِنَ اللهِ والقبيحُ مِنَ الشَّيطانِ ، أي : وصَيّنَاهُ بِوالِدِهِ فِعْلاً حَسَنَا ونَصَبَهُ وصَّينَاهُ بهِ لأَ نّهُ يُفيدُ مُفَادَ أَلزَمَنْاهُ الحَسَن في أبويهِ. وإنْ شِئتَ قُلْتَ : هُو مَنصُوبٌ بِفِعْل غَير هَذَا لا بنفسِ هَذَا فَيكونُ مَنْصوباً بنفسِ أَلزمناهُ ، لا بنفسِ وصّيْنَاهُ لأَ نَّهُ فِي مَعْنَاهُ (١).

اسم المكان

قَرَأَ عبدُ اللهِ بن مسلم بن يَسَار : (مَجْمِعَ البَحْرَيْنِ) (٢) قَالَ أَبو الفتح : المصدرُ مِن فَعَلَ يَفْعَلُ والمكانُ والزَّمَانُ كُلُّهُنَّ على مَفْعَل بالفتح : كقولِكَ : ذَهَبْتُ مَذهَباً ، أَيْ : ذَهَاباً ومَذْهباً ، أي : مَكاناً يُذهَبُ فِيهِ وهذا مَذهَبُكَ ، أي : زمان ذهابِكَ وكذلكَ سأَلَ يَسْألُ مَسألاً فَهو مَصدَرٌ ومكانٌ وزَمانٌ ، وبعثَ يبعثُ مَبْعَثاً. هو مصدرٌ وَمَكانٌ وزَمانٌ ، وَمِنهُ مَبعثُ الجيوشِ ، هوَ زَمانُ بَعْثِهَا إلاَّ أَنَّهُ جَاءَ المَفْعِل بِكَسرِ العينِ موضعَ المَفْتُوحِ مِنْهُ : المَشرِق ، والمَغرِب والمَنسِك ، والمَطلِع وبابه فَتْحُ عَيْنِهِ لأَ نَّهُ مِنْ يَفْعُل (٣).

__________________

(١) المحتسب : ٢ / ٢٦٥.

(٢) من قوله تعالى من سورة الكهف : ١٨ / ٦٠ : (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لاَ أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً). وقراءة عبد الله بن مسلم قرأ بها الضحّاك أيضاً كما في : البحر المحيط : ٦ / ١٤٤.

(٣) قال الفرّاء : إذا كانَ يفعُل مضمومَ العين مِثلَ يدخُل ويخرُج آثَرَتِ العربُ في الاسم منه

٣٨٧

يَشْرُق ويَغْرُب وينْسُك ويَطْلُع فعلى نحو من هذا يكون (مَجْمِع البحرين) وهو مكان كما ترى من جَمَع يجمَع فقياسه مَجْمَع لَولاَ ما ذكرنا من الحمل على نظيره (١).

وقَرَأَ ابنُ عباس وعِكرمة وأيوب السختياني والحسنُ : (المَفِرُّ) (٢) قال أبو الفتح : (الـمَفَرّ) بفتح الميم ، والفاء ـ المصدر أَين الفِرار.

و (الـمَفِرّ) بفتح الميم وكسر الفاء (٣) الموضع الذي يُفَرُّ إليهِ (٤).

__________________

والمصدر فتحِ العين ، إلاّ أَحرُفاً مِن الأَسماءِ أَلزَمُوهَا كسرَ العينِ في مفعل. من ذلك : المَسجِد والمَطلِع والمَغرِب والمَشرِق والمَسقِط والمَفرِق والمَجزِر والمَسكِن والمرَفِق من رَفَقَ يَرفُقُ والمَنْسِك مِنْ نَسَك يَنسُك والمَنبِتَ ، فجعلوا الكسرَ علامةَ للاسم والفتحَ علامةً للمصدرِ وربَّمَا فتحَهُ بعضُ العربِ في الاسم وقد قُرِئ (مَسْكِن) و (مَسْكَن) من سورة سبأ : ٣٤ / ١٥ وقد سَمعنا المَسجِد والمَسْجَد وهم يريدون الاسم والمَطلِع والمَطلَع والنصبُ في كلّهِ جائز وإنْ لم تسمعْهُ فَلاَ تَنْكُرنّهَ إنْ أتى. معاني القرآن للفرّاء : ٢ / ١٤٨ ـ ١٤٩ ، وبخصوص القراءة انظر : الإتحاف : ٣٥٨ ـ ٣٥٩.

(١) المحتسب : ٢ / ٣٠.

(٢) من قوله تعالى من سورة القيامة : ٧٥ / ١٠ (يَقُولُ الإنْسَانُ يَومِئذ أَيْنَ المَفَرُّ).

(٣) قال الفَرّاء : هما لغتان : المَفِرُّ والمَفَرُّ والمَدِبُّ والمَدَبُّ ومَا كانَ يَفْعِل فيه مكسوراً مثل : يَدِبُّ ويِصِحَّ فَالعَرَبُ تقولُ مَفِر ومَفَر ومَصِح ومَصَح ومدِب ومَدَب.

انشدني بعضُهُم :

كَأَنَّ بَقَايَا الأثْرِ فَوقَ متونهِم

مَدِبَّ الدَّبَى فوقَ النَّقَا وهو سارِحُ

ينْشدونه مَدَب وهو أكثرُ من مَدِب ويقال : جاء في مَدَبِّ السَّيلِ ومَدِبِّ السيلِ ومَا في قميصه مِصَحٌّ ولاَ مَصَحٌّ.

معاني القرآن للفرّاء : ٣ / ٢١٠.

(٤) المحتسب : ٢ / ٣٤١ ـ ٣٤٢.

٣٨٨

صِيَغُ المبالغة

قَرَأَ عُمرُ بنُ الخطاب وعثمانُ بنُ عفّانَ وابنُ مسعود وإبراهيمُ النَّخعِي والأعمشُ ، وأصحابُ عبدِ الله وزيدُ بنُ عليّ وجعفر بنُ محمّد عليهما السلام وأبو رجاء بخلاف ، ورويت عن النبيّ صلّى الله عليه وآله : (الحيُّ القَيَّام) (١) قَرَأَ عَلْقَمَةَ : (الحَيُّ القَيِّمُ).

قَالَ أَبو الفتحِ : أَمَّا (القَيَّام) فَفَيْعَال من قَامَ يَقُومُ لأَنَّ اللهَ تَعالى هو القَيِّمُ على كلّ نفس ، ومِثْلَهُ مِنَ الصِّفَةِ عَلَى فَيْعال (الغَيْدَاقُ) (٢) ، والبَيْطَارُ أَصله

__________________

(١) من قوله تعالى من سورة آل عمران : ٣ / ٢ : (اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ). ولم أجد ـ بحدود تتبّعي ـ رواية صحيحة بنسبة قراءة : «الحيُّ القَيَّام» إلى زيد الشهيد ولا إلى جعفر ابن محمد الصادق (عليهم السلام) ، ولم ترد في تفسير غريب القرآن المجيد للإمام زيد (عليه السلام) ، أما القراءة العامة : (اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) ، كما في المصحف ، فهي مرويّة عن النبي وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام). كما في : تفسير غريب القرآن المجيد للإمام زيد الشهيد تحقيق الدكتور محمد يوسف الدين : ٦٨ ، وأصول الكافي : ١ / ١١٢ / ١ باب حدوث الأسماء من كتاب التوحيد ، وفروع الكافي ٣ / ٤٤٥ / ١٢ باب صلاة النوافل من كتاب الصلاة ، والصحيفة السجادية : ٥٠ دعاؤه (عليه السلام) إذا أصبح ، والأمالي للشيخ الطوسي : ٥٠٩ / ١١٩٢ (١٩) مجلس (١٨) ، ومكارم الأخلاق : ٢٨٢ و ٣٣٦ وغيرها ، وأمَّا ما نُسِبَ إلى علقمة ، فقد أخرج الطبري بسند صحيح عن أبي معمر عن علقمة بخلاف ما ذُكر وهو أنّه قرأها «الحيُّ القَيَّام» كما في جامع البيان للطبري ٣ : ٢٢٣ ، وفي مصحف ابن مسعود «الحَيُّ القَيِّمُ» ، كما في الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ٤ : ١.

(٢) من معاني الغَيداق : الكريم ، والواسع ، والرَّخص الناعم.

انظر : اللسان : ٢ / ١٥٦.

٣٨٩

القيُّوام ، فَلَمَّا التقتِ الواو والياءُ وسُبَقتِ الأولَى بالسُّكونِ قُلِبَتِ الواو ياءً ، وأُدْغِمَتْ فيها الياءُ فَصَارَتْ القَيَّام ، ومثله قولهم : (ما بالدار ديَّار) وهو فَيْعَال مِن يدار يدور وأصلُهُ دَيْوارٌ ، وأَهْلُ الحِجاز يقولون للصّواغ الصيّاغ فَعَلَى هَذَا ينبغي أنْ يُحمَلَ لا عَلَى فعَّال لأَ نَّهُ كانَ يَجبُ أَنْ يَكُونَ صَوَّاغاً.

هَذَا هُو البابُ. وأَمَّا القَيِّم فَفَيعل مِنْ قَامَ يَقُومُ ، وهو مِن لَفْظِ قَيَّام مَعْنَاهُ ، قَالَ :

اللهُ بيني وبينَ قَيِّمِهَا

يَفرُّ مِنِّي بِهَا وأَتَّبِعُ (١)

لَـمَّـا قَالَ الشَّاعِرُ هَذَا قِيلَ لَهُ : لاَ ، بَلْ اللهُ بينَ قَيِّمِهَا وبَيْنَكَ ، والقَيُّومُ قراءةُ الجَمَاعةِ ، فَيْعُول مِنْ هَذَا أَيْضاً ، ومِثْلُهُ الدَيُّورَ فِي مَعْنَى الدَّيَّارُ (٢).

وقَرَأَ مَالِكُ بنُ دِينار والجَحدري والأعمش : (إنَّ رَبَّكَ هُو الخَالِقُ) (٣) قَالَ أَبو الفَتْحِ : فِي هَذِهِ القراءةِ دَليلٌ عَلَى أَنَّ فَعَل الخفيفة فِيها مَعْنَى الكثرةِ كَفَعَّلَ الثّقِيلةِ ، أَلاَ تَرَى إلى قراءةِ الجماعة : (الخَلاَّق)؟ وهذه لِلْكَثْرَةِ لاَ محالة. نَعَمْ وقد قُرنَ بِهِ العَليم وفَعِيلٌ للكثرةِ. وكَأَنَّ الخَلاَّق الموضوعُ للكثرةِ أَشبهُ بعليم لأَ نَّهُ مَوضوعٌ لَهَا ، فَلَولا أَنَّ فِي خَلَقَ مَعْنَى الكثرةِ لَـمَـا غُيِّرَ بِخَالق عَنْ مَعْنَى خَلاَّق. ومنه قولُهُ : (غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ) (٤). أَلا تَرَاهَا فِي مَعْنَى غَفَّار وقَبَّال؟ وعَلَيْهِ مَا أَنْشَدَ أَبو الحَسَن :

__________________

(١) البيت للأَحْوص. انظر : الأَغاني ـ بولاق ـ ٤ / ٤٩ والخصائص : ٢ / ١٢٨ ومعجم شواهد العربية : ١ / ٢٢٩.

(٢) المحتسب : ١ / ١٥١ ـ ١٥٢.

(٣) من قوله تعالى من سورة الحجر : ١٥ / ٨٦ : (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ).

(٤) من قوله تعالى من سورة غافر : ٤٠ / ٣ : (غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ).

٣٩٠

أَنْتَ الفِدَاءُ لِقِبلَة هَدَّمْتُهَا

ونَقَرْتَها بِيِدَيْكَ كُل مُنَقَّرِ (١)

فوضعَ (نَقَرْتَ) مَوضِعَ نَقَّرْتَ وعَلَيهِ جاءَ بالمَصْدَرِ ، فَقَالَ : كُلَّ مُنَقَّرِ. وعِلَّةُ هَذَا هُو مَا تَعلم من وقوع المصدر دالاًّ على الجنس وإذا أَفْضَتْ بِك الحالُ إلى عمومِ الجنسيَّةِ فَقَدْ اغتَرَقْتَ (٢) وتَجَاوزْتَ حَدّ الشِّياعِ والكثرةِ (٣).

وقَرأ مُعَاذُ بنُ جَبَل على المِنبر : (إلاَ سَبِيلَ الرّشَّادِ) (٤) ، أَيْ : سبيل الله.

قَالَ أَبو الفتح : يَنْبَغي أَنْ يكونَ هَذَا من قَولِهِم : رَشِدَ يَرْشَدُ ، كَعَلاَّم مِنْ عَلِمَ يَعْلَم ، أَو مَنْ رَشَدَ يَرْشُدُ ، كَعَبَّاد مِنْ عَبَدَ يَعْبُدُ ، ولاَ يَنْبَغِي أَنْ يُحمَل عَلَى أَنَّه مِنْ أرْشَدَ يُرشِدُ لأَنَّ فَعَّالاً لَمْ يَأتِ إلاّ فِي أحرف مَحْفوظة ، وهي أَجبَرَ فَهْو جَبَّار وأسأَرَ فَهْو سَآر ، وأَقْصَرَ فَهْو قَصَّار ، وأَدْرَك فَهْو دَرَّاك ، وأَنشدوا للأخطل :

وشارب مُربح بالكَأَسِ نَادَمَنِي

لاَ بالحصورِ ولاَ فِيَها بسآر (٥)

وأجود الروايتين (بِسُوَّارِ) ، أيْ : بِمعرَّبِد. وأنشدَ ابنُ الأعرابي : (غيرَ قَصَّارِ).

وعَلَى أَنَّهم قَد قَالوا : جَبَرَهُ على الأمر وقَصر عن الأمر فَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ جَبَّار وقَصَّار مِن فَعَل ، هذينِ الحرفينِ ، وكَذا يَنبغي أنْ يُعتقد أيْضاً فِي سآر ودرَّاك عَلى أَنَّهُمَا خَرَجَا بِحَرْفِ الزّيادةِ ، فَصَارَا إلى سَآر ودَرَّك تَقْدِيراً ، وإنْ

__________________

(١) يروى (لكعبة) مكان (لقبلة). انظر : معاني القرآن للأخفش : ١٤٥ / أ.

(٢) اغترق النازُع في القوسَ أَيْ : اسْتَوفَى مَدُّهَا. انظر : مختار الصحاح : ٤٧٢.

(٣) المحتسب : ٢ / ٦.

(٤) من قوله تعالى من سورة غافر : ٤٠ / ٢٩ (وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ).

(٥) يروى (بِسَوَّار) مكان (بِسَآر). انظر : الديوان : ١١٦ ومعجم شواهد العربية : ١ / ١٨٠.

٣٩١

يلَم يَخْرُجَا إلى اللَّفْظِ استعمالاً ، كَمَا قَالوا : أَبْقَلَ المَكَانُ فَهو باقِل ، وأَورَسَ الرِّمْثُ (١) فَهو وارِسٌ ، وأَيْفَع الغُلاَم فَهو يَافِع ، وأغْضَى الليلُ فهو غَاض ، قَالَ :

يَخْرُجْنَ مِنْ أَجواز لَيْل غَاضِ (٢)

أَيْ مُغْض (٣) ، وقَالوا أَيْضا القحتِ الرّيحُ السَّحَابَ ، فهو لاَقِحٌ (٤) ، فَهَذَا عَلَى حذفِ همزةِ أَفْعَل ، وإنَّما قِياسُهُ مُلْقِح ، فَعَلى ذَلِك خَرَجَ (الرَّشَّاد) أَيْ : رَشَدَ بِمَعْنَى أَرْشَدَ تَقْدِيراً لا استعمالاً كَمَا قَالَ الآخر :

إذا ما اسْتَحَمَّتْ أَرضُهُ مِنْ سَمَائِهِ

جَرَى وهْو مَودُوعٌ وواعِدُ مُصْدَقِ (٥)

وكَانَ قَياسُهُ أَنْ يَكونَ مُودَع لاِ نَّهُ مِنْ أَودَعْتَه ، فَودَعَ يَدَعُ وهو وادِع ، ولا يُقالُ ودَعْتُه فِي هَذَا المعنى فيُقَالُ مَودُعٌ كَوضَعْتُهُ فَهو مَوضُوعٌ.

فَإنْ قِيلَ : فَإنَّ المَعنَى إنَّمَا هُو عَلَى أَرشَدَ ، فَكَيفَ أَجَزْتَ أَنْ يَكُونَ إنَّمَا

__________________

(٢) الرمث : شجر يشبه الغضى لا يطول ولكن ينبسط ورقه وهو شبيه بالأشنان.

انظر : تاج العروس : طبع الكويت ـ ٥ / ٢٦٤.

(٣) الرجز لرؤبة من شعر : يمدح به بلال بن أَبي بردة وبعده : نَضْو قِداح النابِلِ النواضي.

انظر : الديوان : ٨٢ وإصلاح المنطق : ٢٧٥ والمقتضب : ٤ / ١٧٩ والكامل : ١ / ٩٦ والتمام : ١٥٢ والمخصص : ٩ / ٣٩ ولسان العرب : ـ غضا ـ ١٩ / ٣٦٥.

(٤) في إصلاح المنطق : ٢٧٥ غض الليل فهو غاض ومُغْض إذا أظلم. وفي المُخَصِّص : ٩ / ٣٩ قال الفارسي : قال أبو العباس : أغضَى الليل ولا يقال غَضَا .... وفي اللسان : ـ غضَا ـ ١٩ / ٣٦٤ : ليل مَغض لغة قليلة وأَكثر مَا يُقالُ : ليل غاض.

(٥) في المخصص : ١١ / ١٠٩ «زَعَم أَبو العبَّاس أَنّهُ عَلَى طرح الزوائد ، قال أَبو عليّ : قال أحمد ابن يحيى : ليسَ على حذف الزوائد ولكنَّهُ يُقالُ ريحٌ لاقحٌ كما يُقالُ ريحٌ عقيمٌ».

(١) البيت لخُفاف بن نُدبة يصف فرسَه. واستحمَّتْ أَرضُهُ مِنْ سَمَائِهِ عرق فابتلَّ أسفله من أعلاه والمُصدَق : الصدق في كلّ شيء. يقول : إذَا عَرقَ وابتَلّتْ حوافِرُه مِنْ عَرَقِ أعاليه جَرَى في دعة لا يُضْرَبُ ولا يزُجَرُ ، ويصدقك فيما يعدك البلوغ إلى الغاية. انظر : الأصمعيات : ٢٤ والخصائص : ٢ / ٢١٦ والهمع : ٢ / ٨٤ والدرر اللوامع : ٢ / ١٠٨.

٣٩٢

مجيؤهُ مِن رشِد أَو رشَدَ فِي معنى رشِد ، وأَ نَّهُ لَيْسَ مِن لَفْظِ أَرْشَدَ؟ قِيلَ : المَعْنَى رَاجِعٌ فيما بَعد إلى أَنَّهُ مُرْشِدٌ ، وذَلِك لأَ نَّهُ إذا رَشِدَ أَرْشَدَ ، لأَنَّ الإرشَادَ مِنْ الرَّشَد ، فَكَأ نَّهُ مِنْ بابِ الاكتفاءِ بِذِكْرِ السَّبَبِ مِنَ المسبب.

وعليه قالوا : في قول الله سبحانه : (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ) (١) إنَّهَا مِنْ لَقِحَتْ هيَ ، فَإذَا لَقِحَتْ أَلْقَحَتْ غَيرَهَا ، فَهُو كَقَولِكَ إنَّها زاكية ، فإذا زكتْ في نَفْسِها أَزْكَتْ غَيْرَهَا ، فَهَذَا المَذْهَبُ لَيْسَ هُو الأولُ الذي عَلَى تَقْدِيرِ حَذْفِ الزّيادَةِ مِنْ أَلْقَحَ (٢) ولِكُلّ طريقٌ (٣).

وقَرَأَ ابنُ قُطيْب : (عَطَاءً حُسَّابا) (٤) قَالَ أَبو الفتح : طَرِيقُهُ عِندِي ـ واللهُ أَعْلَم ـ عطاءً مُحْسِبا ، أَيْ : كَافِياً (٥) يُقالُ أَعطَيتْهُ ما أَحْسَبَهُ ، أيْ : كَفَاهُ إلاَّ أنَّهُ جَاءَ بالاسمِ مِنْ أفْعلَ عَلَى فَعَّال وقَدْ جَاءَتْ مِنْهُ أَحْرفٌ ، قَالُوا : أَجْبَرَ فهو جَبَّارٌ ، وأَدْرَك فَهْو دَرّاك وأَسْأرَ منْ شَرَابهِ فَهْو سآرٌ ، وأقْصَرَ عَنِ الشيءِ فَهْو قَصَّارٌ وقَدْ تَقَدَّمَ ذَلِكَ (٦). وأَ نَا أَذْهَبُ فِي قَولِهِم أَحْسَبَهُ من العطية ، ـ أي : كَفَاهُ ـ إلى أَنَّه مِنْ قَولِهِم : حَسْبُك كَذَا ، أَيْ : أَعطَاهُ حَتَّى قَالَ : حَسْبُ كَمَا أَنَّ قَولَهُم : بَجَّلْتُ الرَّجُلَ ، ورَجُلٌ بَجِيلٌ وبَجَال كَأَ نَّهُ مِنْ قَولِهِم بِجَلْ ، أَيْ : حَسْبُ ، فَكَأَ نَّهُ انتهى مِنَ الفَضْلِ والشَّرَفِ إلى أَنَّهُ مَتَى جرى ذِكْرُهُ قِيلَ : بَجَلْ ، قِفْ حَيْثُ أَنْتَ فَلاَ غَايةَ ورَاءَهُ. وذَلِك عِنْدِي أَصْلُ تَصَرُّفِ النِّعمَةَ والنَّعيم والإنْعَام

__________________

(١) سورة الحجر : ١٥ / ٢٢.

(٢) تنظر : الحاشية الرابعة ، ص : ٣٩٢.

(٣) المحتسب : ٢ / ٢٤١ ـ ٢٤٢.

(٤) من قوله تعالى من سورة النبأ : ٧٨ / ٣٦ (جَزَاءً مِّن رَّبِّك عَطَاءً حِسَاباً).

(٥) وكذلك حمله أبو حَيَّان في البحر المحيط : ٨ / ٤١٥.

(٦) انظر : ص : ٣٩١ والمحتسب : ٢ / ٢٤١.

٣٩٣

وجَميعِ مَا في هَذَا الحرفِ إنَّمَا هُو مِنْ قَولِنَا : نَعَمْ ، وذَلِكَ أَنَّ (نَعَمْ) مَحْبُوبةٌ مُسْتَلَذَّةٌ وهي ضَدُّ (لاَ) الكَزَّة (١) المُسْتَكرَهَة.

فَإنْ قِيَل فَكَيفَ يَجُوزُ الاشتقاقُ مِنْ الحرفِ؟ قَيلَ قَدْ اشتقَّ منها في غير موضع ، قَالوا : سَأَ لَنِي حَاجةً فَلاَ لَيتُ لَهُ ، أَيْ : قُلْتُ لَهُ : لاَ. وسَألتُكَ حاجةً فَلَو لَيتَ لِي. أيْ : قُلْتَ لَولاَ ، وقَالوا : حاحيتُ وعاعيتُ وهاهيتُ ، فاشتقّوا من حاء وعاء وهاء (٢) ، وهُنَّ أصواتٌ ، والأصواتَ للحروف أَخَواتَ ، وما أَكثَرَ ذَلِكَ (٣)!! وقَالَ ابنُ مجاهد وأَبو حاتِم عَنْ يَعقوب قَالَ : سَمِعْتُ أَعرابياً يُكَنَّى أَبَا الدينار عند الكسائي يَقْرَأُ : (القَدُّوس) (٤) بِفَتحِ القافِ.

__________________

(١) الكزَّة : القبيحة. وشتانَ بينَ (نَعَمْ) و (لا) قَالَ ربيعةُ الرِّقي :

قُولِي : نَعَمْ وَنَعَمْ إِنْ قُلتِ واجِبَةٌ

قَالَتْ : عَسَى وَعَسَى جِسْرٌ إِلَى نَعَمِ

فترى لها رقّةً ولطفاً وخِلابةً وحُسْناً ، وقالَ المُثَقبُ العَبدِي :

لاَ تَقُولَنَّ إذَا مَا لَمْ تُرِدْ

أَنْ تُتِمَّ الوَعْدَ في شَيْء (نَعَمْ)

حَسَنٌ قولٌ (نَعَمْ) مِنْ بَعْدِ (لاَ)

وَقَبِيحٌ قَولُ (لاَ) بَعْدَ (نَعَمْ)

إِنَّ (لاَ) بَعْدَ (نَعَمْ) فَاحِشَةٌ

فَبِلاَ ابْدَأ إِذَا خفْتَ النَّدَمْ

وَإِذَا قُلْتَ (نَعَمْ) فَاصْبِرْ لَهَا

بَنَجَازِ الوَعْد إنَّ الخُلْفَ ذَمْ

وقال الفرزدق مادحاً الإمام علي زين العابدين (عليه السلام) :

مَا قَالَ : (لاَ) قّطُّ إلاَّ فِي تَشَهُّدِهِ

لولا التَّشَهُّدُ كَانَتْ لاؤُهُ (نَعَمُ)

ينظر في : دلائل الإِعجاز : ٧٥ ، والنبي وآله (عليهم السلام) في الشعر العربي : ٤٤.

(٢) قال سيبويه : «... وكذلِك ياء دَهْدَيتُ فيمَا زَعَم الخليلُ لأَنَّ الياءَ شَبيهةٌ بالهاءِ في خِفّتِها وخَفَائِها والدَلِيلُ عَلَى ذَلِك قَولُهمُ : دَهْدَهَتُ فَصَارت الياءُ كالهاءِ. ومِثِلُه عَاعَيتُ وحَاحَيتَ وهَاهَيتُ ...». الكتاب : ٢ / ٣٤٧.

(٣) المحتسب : ٢ / ٣٤٩.

(٤) من قوله تعالى من سورة الحشر : ٥٩ / ٢٣ : (هُوَ اللهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ).

٣٩٤

قَالَ أَبو الفتحِ : فَعُّول فِي الصِّفَةِ قَلِيل ، وذكر سيبويه في الصِّفَةِ السَّبُّوح والقَدُّسُ (١) وحَكَى فِي الصِّفَةِ أَيضاً السُّبُوح والقُدُّس بالضَّمِّ. وإثباتِ الفَعُّول كَشَبُّوط وسَمُّور وتنُّور وسَفّود وهَبُّود ـ لِجَبل باليمامة ـ وعَبُّود (٢).

أَفْعَل التفضيل

قَرَأَ أَبو قِلابَة : (الكَذَّابُ الأشَرُّ) (٣) قَالَ أَبو الفَتْحِ : (الأشَرَّ) بتشديدِ الرَّاءِ هُو الأصلُ المرفوضُ (٤) لاِنَّ أصْلَ قَولِهِم : هَذَا خيرٌ مِنْهُ ، وهَذَا شَرُّ مِنْهُ : هَذَا أَخْيرُ مِنْهُ ، وأَشَرُّ مِنْهُ (٥).

فَكَثَرَ استعمالُ هَاتَينِ الكَلِمَتينِ فَحَذَفَ الهمزةَ مِنْهُمَا ، ويَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَولُهُم : الخَورى والشُّرَى تَأنيثُ الأخيرِ ، والأشَرِّ. وقَالَ رُؤبَة :

بـلالُ خيرُ النـاسِ وابنُ الأخيَرِ (٦)

فَعَلَى هَذَا جَاءَتْ هَذِهِ القِرَاءَةَ (٧).

__________________

(١) الَّذِي في كتاب سيبويه. السُّبوح والقُدوسُ. بِضَمّ السين والقاف. انظر : الكتاب ـ طبعة بولاق ١ / ١٦٤ و ١٦٥ وكتاب سيبويه ـ تحقيق عبد السلام هارون ـ ١ / ٢٢٦ ـ ٢٢٧.

وقال ابن السكِّيت : يُقال : سُبَّوحٌ قُدُّوسٌ وسَبُّوحٌ قَدّسٌ. إصلاح المنطق : ١٣٢.

(٢) المحتسب : ٢ / ٣١٧ ـ ٣١٨.

(٣) من قوله تعالى من سورة القمر : ٥٤ / ٢٦ : (سَيَعْلَمُونَ غَداً مَّنِ الْكَذَّابُ الاَْشِرُ).

(٤) جوّز ابن مالك مجيء اسم التفضيل من الخَير والشَّرِّ على أصله في صيغة أفعل مُحْتَجًّا بهذِه القراءة. انظر : شرح التسهيل : ١٣٤.

(٥) قال في المصباح المنير : ١٩٩ أخْيَر وأَشَرُّ بالأَلف لغةُ بِنَي عَامِر.

(٦) هذا الرجز ليس في الديوان. ومنع (بلال) من الصرف للضرورة. انظر : البحر المحيط : ٨ / ١٨١ وهمع الهوامع : ٢ / ١٦٦ وشرح التصريح : ٢ / ١٠١ والدرر اللوامع : ٢ / ٢٢٤ والأشموني : ٣ / ٤٣.

(٧) المحتسب : ٢ / ٢٩٩.

٣٩٥
٣٩٦

الباب الثامن

نِعْمَ وبِئسَ

٣٩٧
٣٩٨

نِعْمَ ولُغاتُهَا

قَرَأَ يحيى بنَ وثّاب : (فَنَعْم عُقْبَى الدَّارِ) (١).

قَالَ أَبو الفتح : أَصلُ قَولِنَا : نِعْمَ الرجلُ ونحوهُ نَعِمَ كَعَلِمُ وكُلُّ مَا كَانَ عَلَى فَعِل وثَانيهِ حرفٌ حَلْقِيُّ (٢) فَلَهُم فِيهِ أَربعُ لُغات ، وذَلِك نَحو فَخِذ ومَحِك (٣) ونَغِر (٤) ، بِفَتحِ الأولِ وكَسْرِ الثانِي عَلَى الأصل. وإنْ شِئْتَ أسكَنْتَ الثاني وأَقررتَ الأولَ عَلَى فتْحِهِ فَقُلْتَ : فَخْذ ، ومَحْك ، ونَغْر.

وإنّ شِئْتَ أتبعتَ الكَسْرَ الكَسْرَ ، فَقُلْتَ فِخِذِ ومِحِك ونِغِر وكَذَلِك الفعل نَحُو ضَحِك ، وإنْ شِئْتَ ضَحْك وإنْ شئتَ ضِحِك.

فَعَلَى هَذَا تقولُ : نَعِمَ الرَّجُلُ ، وإنْ شِئْتَ نَعْمَ ، وإنْ شِئتَ نِعْمَ (٥) وإنْ شِئْتَ نِعِمَ (٦) ، فَعَلَيهِ جاءَ (فَنَعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) ، وأَنشَدَنَا أَبَو عليّ لِطَرَفَة :

__________________

(١) من قوله تعالى من سورة الرعد : ١٣ / ٢٤ : (سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْـمَ عُقْبَى الدَّارِ).

(٢) حروف الحلق ستّة : الهمزَةُ والهاءُ وهما أَقصاهُ ، والعينُ والحاءُ وهُمَا من أوسطه ، والغينُ والخاءُ وهُما من أَولِهِ مما يَلِي اللسانَ. انظر : المُقَتَضَب : ٢ / ١٤٠.

(٣) المَحك : التمادي في اللجاجة عند المساومة. انظر : اللسان : ١٢ / ٣٧٥.

(٤) النَّغِر : بوزن الكتف هو الّذي يغلي جوفه من الغيض. انظر : مختار الصحاح : ٦٧٠.

(٥) قالَ المُبَرّدُ : وقد ذكر هذه الوجوه الأَربعة : «كلَّ ذلِكَ جائزٌ حَسَنٌ إذا اثرت استعماله أَعني الوجوهَ الأربَعَةَ». انظر : المقتضب : ٢ / ١٤٠.

(٦) قال أَبو الخطاب الأخفش إنّها لُغَةُ هُذَيل. الكتاب : ٢ / ٤٠٨.

٣٩٩

فَفِدَاء لِبَنِي قَيْس عَلَى

مَا أَصَابَ الناسَ مِنْ سُرّ وضُرْ

مِا أَقلَّتْ قَدَمِي إنَّهُمُ

نَعِمَ الساعونَ فِي الأمرِ المُبِر (١)

ورَويْنَا عَنْ قطرب : نَعِيم الرجلُ زيدٌ ، بإشباعِ كسرةِ العينِ ، وإنشاءِ ياء بَعْدَهَا كالمطافِيلِ والمسَاجِيدِ ، ولاَ بُدَّ مِنْ أنْ يَكونَ الأَمرُ عَلَى مَا ذَكَرْنَا لأَ نَّهُ ليسَ في أَمثِلَةِ الأفعالِ فَعيل البتة (٢).

قَالَ أَبو الفتح : أَمَّا قَولُهم : نِعْمَ المرأَةُ هندٌ بالتَّذْكِيرِ (٣) فَإنَّمَا جَازَ ـ وإنْ كَانَ التأنيثُ حَقيقيًّا ولا فَصْلَ هُناكَ ـ مِن قِبَلِ أَنَّ المرأَةَ هُنَا لَيْسَتْ مَقَصوداً قَصْدها وإنّما هي جنس لاَِ نَّهَا فاعل نِعمَ والأَجَنَاس عِنْدَنَا إلى الشياع والتنكير (٤).

__________________

(١) يروى : (ناعلها) مكان (إنَّهُمُ) و (الحي الشَّطر) مكان (الأمر المُبِر) والإقلال : الرفع.

الديوان : ٧٢ والكتاب : ٢ / ٤٠٨ والمقتضب : ٢ / ١٤٠ والخصائص : ٢ / ٢٢٨ وأَمالي الشجري : ٢ / ٥٥ و ١٥٧ والهمع : ٢ / ٨٤ والدرر اللوامع : ٢ / ١٠٨ وخزانة الأدب ـ بولاق ـ : ٤ / ١٠١.

(٢) المحتسب : ١ / ٣٥٦ ـ ٣٥٧.

(٣) قال سيبويه : «إعلم أَنَّ نِعْمَ تؤنِث وتذكر وذلك قولك نِعْمَتِ المرأةُ وإنْ شئتَ قلتَ نِعْمَ المرأَةُ كَما قالوا ذَهَبَ المرأَةُ والحذفُ في نِعْمَتْ أَكثر». وعلل السيرافي ذَلك بقوله : «لِنُقْصَانِ تَمُكَّنِهِما في الأفعَال وبطلان استعمال المستقبل منهما ، فإن قيلَ : لِمَ لمْ يكنْ لهما مستقبل والأفعالُ لا تمتنِع من الاستقبال إذا أُريدَ بها الاستقبال؟ قيل المانع من الاستقبال أَنَّهُما وصفٌ للمدح والذمِّ وهما لا يكونان إلاَّ بما قد وجد وثبتَ في الممدوح والمذموم». وقَالَ المُبَرد : «ومن قال نِعمَ المرأَةُ وما أَشبهه فلأَ نَّهُمَا فعلان قد كثرا وصارا في المدح والذمّ أَصلا الحذف موجود في كلّ ما كثر استعمالهم إيّاه». الكتاب : ١ / ٣٠١ والمقتضب : ٢ / ١٤٦.

(٤) المحتسب : ٢ / ١١١.

٤٠٠