محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٣
ISBN: 964-5503-12-4
ISBN الدورة:
الصفحات: ٥٧٨
السكوني ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ثلاث من لم يكن فيه لم يتمّ له عمل : ورع يحجزه عن معاصي الله ، وخلق يداري به الناس ، وحلم يردّ به جهل الجاهل .
[ ١٦٠٨٥ ] ٥ ـ وعنه ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : مداراة الناس نصف الإِيمان ، والرفق بهم نصف العيش ، ثمّ قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : خالطوا الأَبرار سرّاً ، وخالطوا الفجار جهاراً ولا تميلوا عليهم فيظلموكم ، فإنّه سيأتي عليكم زمان لا ينجو فيه من ذوي الدين إلّا من ظنوا أنّه أبله ، وصبر نفسه على أن يقال : إنّه أبله لا عقل له .
[ ١٦٠٨٦ ] ٦ ـ وعنه ، عن بعض أصحابنا ذكره ، عن محمّد بن سنان ، عن حذيفة بن منصور قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : إنّ قوماً قلّت مداراتهم للناس فألقوا (١) من قريش وأيم الله ما كان بأحسابهم بأس ، وإن قوماً من غير قريش حسنت مداراتهم فألحقوا بالبيت الرفيع ، ثمّ قال : من كفّ يده عن الناس فإنّما يكفّ عنهم يداً واحدةً ، ويكفّون عنه أيدي كثيرة .
[ ١٦٠٨٧ ] ٧ ـ محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن ابن أبي عمير ، عن إسحاق بن عمّار قال : قال الصادق ( عليه السلام ) : يا إسحاق ، صانع المنافق بلسانك ، واخلص ودّك للمؤمن ، وإن جالسك يهودي فأحسن مجالسته .
__________________
٥ ـ الكافي ٢ : ٩٦ / ٥ .
٦ ـ الكافي ٢ : ٩٦ / ٦ .
(١) في المصدر : فأنفوا .
٧ ـ الفقيه ٤ : ٢٨٩ / ٨٦٨ .
[ ١٦٠٨٨ ] ٨ ـ وبإسناده عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ في وصيّته لمحمد بن الحنفيّة ـ قال : وأحسن إلى جميع الناس كما تحب أن يحسن إليك ، وأرض لهم ما ترضاه لنفسك ، واستقبح لهم ما تستقبحه من غيرك ، وحسّن مع الناس خلقك حتّى إذا غبت عنهم حنّوا إليك ، وإذا متّ بكوا عليك ، وقالوا : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، ولا تكن من الّذين يقال عند موته : الحمدلله رب العالمين ، واعلم أنّ رأس العقل بعد الإِيمان بالله عزّ وجلّ مداراة الناس ، ولا خير فيمن لا يعاشر بالمعروف من لا بدّ من معاشرته حتّى يجعل الله إلى الخلاص منه سبيلاً ، فإني وجدت جميع ما يتعايش به الناس وبه يتعاشرون ملء مكيال ثلثاه استحسان وثلثه تغافل .
[ ١٦٠٨٩ ] ٩ ـ وفي ( الخصال ) عن أحمد بن إبراهيم السلمي ، عن محمّد بن أحمد الكاتب رفعه ، أنّ عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال لبنيه : يا بني ، إياكم ومعاداة الرجال ، فإنهم لا يخلون من ضربين : من عاقل يمكر بكم أو جاهل يعجل عليكم ، والكلام ذَكَر والجواب أُنثى ، فإذا اجتمع الزوجان فلا بدّ من النتاج ، ثمّ أنشأ يقول :
سليم العِرض من حَذَرَ الجوابا |
|
وَمَن دارىٰ الرجال فقد أصابا |
ومن هابَ الرجالِ تَهيّبوهُ |
|
وَمَن حَقَرَ الرجالِ فَلَن يُهابا |
[ ١٦٠٩٠ ] ١٠ ـ وفي ( العلل ) عن محمّد بن القاسم الاسترآباديّ ، عن
__________________
٨ ـ الفقيه ٤ : ٢٧٧ / ٨٣٠ ، وأورد قطعة منه في الحديث ١٥ من الباب ١١٩ ، واُخرى عن نهج البلاغة في الحديث ٢١ من الباب ١١٧ من هذه الأبواب .
٩ ـ الخصال : ٧٢ / ١١١ .
١٠ ـ علل الشرائع : ٢٣٠ / ٤ .
وتقدم ما يدلّ علىٰ ذلك في الحديث ١ من الباب ٥١ من هذه الأبواب ، ويأتي ما يدلّ عليه في الحديث ٣٠ من الباب ٤ من أبواب جهاد النفس .
عليّ بن محمّد بن سيّار ، عن محمّد بن يزيد المنقريّ ، عن سفيان بن عيينه ، قال : قلت للزهري : لقيت عليّ بن الحسين (عليهما السلام ) ؟ قال : نعم لقيته وما لقيت أحداً أفضل منه ، وما علمت له صديقاً في السرّ ولا عدوّاً في العلانية ، فقيل له : وكيف ذلك ؟ قال : لأَني لم أرَ أحداً وإن كان يحبّه إلّا وهو لشدّة معرفته بفضله يحسده ، ولا رأيت أحداً وإن كان يبغضه إلّا وهو لشدّة مداراته له يداريه .
١٢٢ ـ باب وجوب أداء حق المؤمن وجملة من حقوقه الواجبة والمندوبة
[ ١٦٠٩١ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن جميل ، عن مرازم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ما عبد الله بشيء أفضل من أداء حقّ المؤمن .
[ ١٦٠٩٢ ] ٢ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن أبي المغرا ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : قال : المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يخونه ، ويحقّ على المسلمين الاجتهاد في التواصل والتعاقد (١) على التعاطف ، والمواساة لأَهل الحاجة وتعاطف بعضهم على بعض حتّى تكونوا كما أمركم الله عزّ وجلّ ، رحماء بينكم متراحمين مغتمّين لما غاب عنكم من أمرهم على ما مضى عليه معشر الأَنصار على عهد رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) .
__________________
الباب ١٢٢ فيه ٢٥ حديثاً
١ ـ الكافي ٢ : ١٣٦ / ٤ .
٢ ـ الكافي ٢ : ١٣٩ / ١٥ .
(١) في المصدر : والتعاون .
[ ١٦٠٩٣ ] ٣ ـ وعنهم ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن فضالة بن أيّوب ، عن عمر بن أبان ، عن عيسى بن أبي منصور ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ستّ خصال من كنّ فيه كان بين يدي الله عزّ وجلّ وعن يمين الله ، فقال له ابن أبي يعفور : وما هنّ جعلت فداك ؟ قال : يحبّ المرء المسلم لأَخيه ما يحب لأَعزّ أهله ، ويكره المرء المسلم لأَخيه ما يكره لأَعزّ أهله ، ويناصحه الولاية ـ إلى أن قال : ـ إذا كان منه بتلك المنزلة بثّه همّه ففرح لفرحه إن هو فرح ، وحزن لحزنه إن هو حزن ، وإن كان عنده ما يفرج عنه فرّج عنه ، وإلّا دعا له ـ إلى أن قال : ـ قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : إن لله خلقاً عن يمين العرش بين يدي الله وجوههم أبيض من الثلج ، وأضوأ من الشمس الضاحية ، يسأل السائل : ما هؤلاء ؟ فيقال : هؤلاء الذين تحابّوا في جلال الله .
[ ١٦٠٩٤ ] ٤ ـ وعنهم ، عن سهل بن زياد ، عن عبدالرحمٰن بن أبي نجران ، عن مثنى الحنّاط ، عن الحرث بن مغيرة قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : المسلم أخو المسلم ، هو عينه ومرآته ودليله ، لا يخونه ، ولا يخدعه ، ولا يظلمه ، ولا يكذبه ، ولا يغتابه .
[ ١٦٠٩٥ ] ٥ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : من حقّ المؤمن على أخيه المؤمن : أن يشبع جوعته ، ويواري عورته ، ويفرّج عنه كربته ، ويقضي دينه ، فإذا مات خلفه في أهله وولده .
__________________
٣ ـ الكافي ٢ : ١٣٨ / ٩ .
٤ ـ الكافي ٢ : ١٣٣ / ٥ .
٥ ـ الكافي ٢ : ١٣٥ / ١ .
[ ١٦٠٩٦ ] ٦ ـ وعنه ، عن ابن عيسى ، عن ابن فضّال والحجّال ، عن عليّ بن عقبة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : المؤمن أخو المؤمن ، عينه ودليله ، لا يخونه ولا يظلمه ، ولا يغشّه ولا يعده عِدَةٌ فيخلفه .
[ ١٦٠٩٧ ] ٧ ـ وبالإِسناد عن عليّ بن الحكم ، عن عبد الله بن بكير الهجريّ ، عن المعلّى بن خنيس ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قلت له : ما حقّ المسلم على المسلم ؟ قال : له سبع حقوق واجبات ، ما منهنّ حقّ إلّا وهو عليه واجب إن ضيع منها شيئاً خرج من ولاية الله وطاعته ، ولم يكن لله فيه نصيب ، قلت له : جعلت فداك ، وما هي ؟ قال : يا معلّىٰ إنّي عليك شفيق ، أخاف أن تضيّع ولا تحفظ وتعلم ولا تعمل ، قلت : لا قوّة إلّا بالله ، قال : أيسر حقّ منها أن تُحبّ له ما تحبّ لنفسك ، وتكره له ما تكره لنفسك ، والحقّ الثاني : أن تجتنب سخطه ، وتتّبع مرضاته ، وتطيع أمره ، والحقّ الثالث : أن تعينه بنفسك ومالك ولسانك ويدك ورجلك ، والحقّ الرابع : أن تكون عينه ودليله ومرآته ، والحق الخامس : أن لا تشبع ويجوع ، ولا تروى ويظمأ ، ولا تلبس ويعرى ، والحقّ السادس : أن يكون لك خادم وليس لأَخيك خادم ، فواجب أن تبعث خادمك فتغسل ثيابه ، وتصنع طعامه ، وتمهد فراشه ، والحق السابع : أن تبرّ قسمه ، وتجيب دعوته وتعود مريضه ، وتشهد جنازته ، وإذا علمت أنّ له حاجة تبادره إلى قضائها ولا تلجئه إلى أن يسألكها ، ولكن تبادره مبادرة ، فإذا فعلت ذلك وصلت ولايتك بولايته ، وولايته بولايتك .
ورواه الصدوق في ( الخصال ) عن أبيه ، عن سعد ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن بعض
__________________
٦ ـ الكافي ٢ : ١٣٣ / ٣ و ٨ .
٧ ـ الكافي ٢ : ١٣٥ / ٢ .
أصحابنا ، عن المعلّىٰ بن خنيس نحوه (١) .
ورواه في كتاب ( الإِخوان ) بإسناده عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) مثله (٢) .
ورواه الطوسيّ في ( مجالسه ) عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد بن الصّلت ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة ، عن أحمد بن الحسن ، عن الهيثم بن محمّد ، عن محمّد بن الفيض ، عن معلّى بن خنيس نحوه (٣) .
[ ١٦٠٩٨ ] ٨ ـ وعن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : حقّ المسلم على المسلم أن لا يشبع ويجوع أخوه ، ولا يروى ويعطش أخوه ، ولا يكتسي ويعرى أخوه ، فما أعظم حقّ المسلم على أخيه المسلم ، وقال : أحبّ لأَخيك المسلم ما تحبّ لنفسك ، وإن احتجت فسله ، وإن سألك فأعطه ، لا تملّه خيراً ، ولا يملّه لك ، كن له ظهراً فإنّه لك ظهر ، إذا غاب فاحفظه في غيبته ، وإذا شهد فزره وأجلّه وأكرمه فإنّه منك وأنت منه ، وإن كان عليك عاتباً فلا تفارقه حتّى تسلّ (١) سخيمته (٢) وإن أصابه خير فاحمد الله ، وإن ابتلى فاعضده ، وإن تمحل له فأعنه ، وإذا قال الرجل لأَخيه : أُف ، انقطع ما بينهما من الولاية ، وإذا قال له (٣) : أنت عدوّي كفر أحدهما ، فإذا اتهمه
__________________
(١) الخصال : ٣٥٠ / ٢٦ .
(٢) مصادقة الإِخوان : ٤٠ / ٤ .
(٣) أمالي الطوسيّ ١ : ٩٥ .
٨ ـ الكافي ٢ : ١٣٦ / ٥ ، وأورد مثل ذيله في الحديث ١ من الباب ١٦١ من هذه الأبواب .
(١) في نسخة : تسأل ( هامش المخطوط ) .
(٢) في المصدر : سميحته .
(٣) في نسخة : الرجل لأخيه ( هامش المخطوط ) .
انماث الإِيمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء . . . الحديث .
[ ١٦٠٩٩ ] ٩ ـ وعن أبي عليّ الأَشعريّ ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن ابن فضّال ، عن عليّ بن عقبة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : للمسلم على المسلم من الحقّ أن يسلّم عليه إذا لقيه ، ويعوده إذا مرض ، وينصح له إذا غاب ، ويسمّته إذا عطس ، ويجيبه إذا دعاه ، ويتبعه إذا مات .
وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن ابن فضّال مثله (١) .
[ ١٦١٠٠ ] ١٠ ـ وعن عليّ ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن أبي المأمون الحارثي قال : قلت لأَبي عبد الله ( عليه السلام ) : ما حقّ المؤمن على المؤمن ؟ قال : إنّ من حقّ المؤمن على المؤمن المودّة له في صدره ، والمواساة له في ماله ، والخلف له في أهله ، والنصرة له على من ظلمه ، وإن كان نافلة في المسلمين وكان غائباً أخذ له بنصيبه ، وإذا مات الزيارة له إلى قبره ، وأن لا يظلمه ، وأن لا يغشّه وأن لا يخونه ، وأن لا يخذله ، وأن لا يكذبه ، وأن لا يقول له : أُفّ ، وإذا قال له : أُف ، فليس بينهما ولاية ، وإذا قال له : أنت عدوّي فقد كفر أحدهما ، وإذا اتهمه انماث الإِيمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء .
[ ١٦١٠١ ] ١١ ـ وعنه ، عن الحسين بن الحسن ، عن محمّد بن ارومه ، رفعه عن معلّى بن خنيس قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن حقّ المؤمن ، فقال : سبعون حقّاً لا أُخبرك إلّا بسبعة ، فإنّي عليك مشفق أخشى
__________________
٩ ـ الكافي ٢ : ١٣٧ / ٦ .
(١) الكافي ٢ : ١٣٧ / ذيل الحديث ٦ .
١٠ ـ الكافي ٢ : ١٣٧ / ٧ .
١١ ـ الكافي ٢ : ١٣٩ / ١٤ .
أن لا تحتمل (١) ، قلت : بلى إن شاء الله ، فقال : لا تشبع ويجوع ، ولا تكتسي ويعرىٰ ، وتكون دليله وقميصه الذي يلبسه ، ولسانه الذي يتكلّم به ، وتحبّ له ما تحبّ لنفسك ، وإن كانت لك جارية بعثتها لتمهد فراشه ، وتسعى في حوائجه بالليل والنهار ، فإذا فعلت ذلك وصلت ولايتك بولايتنا ، وولايتنا بولاية الله .
[ ١٦١٠٢ ] ١٢ ـ محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ في وصيّته لمحمّد بن الحنفيّة ـ قال : لا تضيّعنّ حقّ أخيك اتّكالاً على ما بينك وبينه ، فإنّه ليس لك بأخ من أضعت حقّه .
[ ١٦١٠٣ ] ١٣ ـ وبإسناده عن مسعدة بن صدقة ، عن الصّادق ( عليه السلام ) (١) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : للمؤمن على المؤمن سبعة حقوق واجبة من الله عزّ وجلّ : الإِجلال له في غيبته (٢) ، والودّ له في صدره ، والمواساة له في ماله ، وأن يحرم غيبته ، وأن يعوده في مرضه وأن يشيّع جنازته ، وأن لا يقول فيه بعد موته إلّا خيراً .
وفي ( المجالس ) عن محمّد بن الحسن ، عن الحميريّ ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة مثله (٣) .
وفي ( الخصال ) عن محمّد بن الحسن ، عن الصفار ، عن هارون بن مسلم ، وعن أبيه ، عن الحميريّ مثله (٤) .
__________________
(١) فيه تأخير البيان ( منه . قدّه ) .
١٢ ـ الفقيه ٤ : ٢٧٩ / ٨٣٠ .
١٣ ـ الفقيه ٤ : ٢٨٤ / ٨٤٦ .
(١) في الأمالي زيادة : عن أبيه ، عن آبائه ، عن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) .
(٢) في نسخة : عينه ( هامش المخطوط ) .
(٣) أمالي الصدوق : ٣٦ / ٢ .
(٤) الخصال : ٣٥١ / ٢٧ .
[ ١٦١٠٤ ] ١٤ ـ وفي ( عيون الأَخبار ) عن جعفر بن نعيم بن شاذان (١) ، عن أحمد بن إدريس ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن إبراهيم بن العبّاس قال : ما رأيت الرضا ( عليه السلام ) جفا أحداً بكلمة قط ، ولا رأيته قطع على أحد كلامه حتّى يفرغ منه ، وما ردّ أحداً عن حاجة يقدر عليها ، ولا مدّ رجله بين يدي جليس له قطّ ، ولا اتّكأ بين يدي جليس له قطّ ، ولا رأيته شتم أحداً من مواليه ومماليكه قطّ ، ولا رأيته تفل قط ، ولا رأيته تقهقه في ضحكة قطّ ، بل كان ضحكه التبسم . . . الحديث .
[ ١٦١٠٥ ] ١٥ ـ وفي كتاب ( الإِخوان ) عن أبيه ، عن سعد ، عن محمّد بن عيسى ، عن زكريّا المؤمن ، عن داود بن حفص قال : كنّا عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) إذ عطس فهممنا أن نسمته ، فقال : ألا سَمَّتُّم ؟ إنّ من حقّ المؤمن على أخيه أربع خصال : إذا عطس أن يسمِّته ، وإذا دعا أن يجيبه ، وإذا مرض أن يعوده ، وإذا توفّى شيّع جنازته .
[ ١٦١٠٦ ] ١٦ ـ وبإسناده عن أبان بن تغلب قال : كنت أطوف مع أبي عبد الله ( عليه السلام ) فعرض لي رجل من أصحابنا كان سألني الذهاب معه في حاجة فأشار إليّ فرآه أبو عبد الله ( عليه السلام ) فقال : يا أبان إيّاك يريد هذا ؟ قلت : نعم ، قال : هو على مثل ما أنت عليه ؟ قلت : نعم ، قال : فاذهب إليه واقطع الطواف ، قلت : وإن كان طواف الفريضة قال : نعم ، قال : فذهبت معه ثمّ دخلت عليه بعد فسألته عن حقّ المؤمن فقال : دعه لا
__________________
١٤ ـ عيون أخبار الرّضا ( عليه السلام ) ٢ : ١٨٤ / ٧ ، وأورد قطعة منه في الحديث ٣ من الباب ١٤ من أبواب آداب المائدة .
(١) في المصدر : أبو جعفر بن نعيم بن شاذان .
١٥ ـ مصادقة الإِخوان : ٣٨ / ١ ، وأورده عن الكافي باختلاف في الحديث ٥ من الباب ٥٧ من هذه الأبواب .
١٦ ـ مصادقة الإِخوان : ٣٨ / ٢ ، باختلاف .
ترده ، فلم أزل أردّ عليه قال : يا أبان تقاسمه شطر مالك ، ثمّ نظر إليّ فرأى ما دخلني فقال : يا أبان أما تعلم أنّ الله قد ذكر المؤثرين على أنفسهم ؟ قلت : بلى ، قال : إذا أنت قاسمته فلم تؤثره إنما تؤثره إذا أنت أعطيته من النصف الآخر .
[ ١٦١٠٧ ] ١٧ ـ وبإسناده عن ابن أبي عمير ، عن مرازم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنّه قال : ما أقبح بالرجل أن يعرف أخوه حقّه ولا يعرف حقّ أخيه .
[ ١٦١٠٨ ] ١٨ ـ وعن حفص بن غياث يرفعه إلى النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) قال : المؤمن مرآة أخيه يميط عنه الأَذى .
[ ١٦١٠٩ ] ١٩ ـ وفي ( المجالس ) عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ ، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن صفوان بن يحيى ، عن العيص بن القاسم ، عن عبد الله بن مسكان ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر (عليهما السلام ) إنّه قال : أحبّ أخاك المسلم وأحبّ له ما تحبّ لنفسك ، واكره له ما تكره لنفسك ، إذا احتجت فسله ، وإذا سألك فأعطه ، ولا تدّخر عنه خيراً فإنّه لا يدّخر عنك ، كن له ظهراً فإنّه لك ظهر ، إن غاب فاحفظه في غيبته ، وإن شهد فزره وأجلّه وأكرمه ، فإنّه منك وأنت منه ، وإن كان عليك عاتباً فلا تفارقه حتّى تسلّ سخيمته وما في نفسه ، فإذا أصابه خير فاحمد الله ، وإن ابتلى فاعضده وتمحل له .
[ ١٦١١٠ ] ٢٠ ـ وفي ( الخصال ) عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى ، عن
__________________
١٧ ـ مصادقة الإِخوان : ٤٢ / ٥ .
١٨ ـ مصادقة الإِخوان : ٤٢ / ١ .
١٩ ـ أمالي الصدوق : ٢٦٥ / ١٣ .
٢٠ ـ الخصال : ٣٢٨ / ٢٠ ، وأورد صدره في الحديث ٢٦ من الباب ١ من أبواب مقدمة العبادات .
محمّد بن أحمد ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر ، عن يونس بن ظبيان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : إنّ من حبس حقّ المؤمن أقامه الله خمسمائة عام على رجله حتّى يسيل من عَرَقِهِ أودية ، ثمّ ينادي مناد من عند الله جلّ جلاله : هذا الظالم الذي حبس عن الله حقّه ، قال : فيوبّخ أربعين عاماً ، ثمّ يؤمر به إلى نار جهنّم .
[ ١٦١١١ ] ٢١ ـ الحسن بن محمّد الطوسيّ في ( الأَمالي ) عن أبيه ، عن جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن أحمد بن إسحاق بن البهلول ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أبي شيبة (١) ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث الهمدانيّ ، عن عليّ ( عليه السلام ) عن النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) قال : إنّ للمسلم على أخيه من المعروف ستّاً : يسلّم عليه إذا لقيه ، ويعوده إذا مرض ، ويسمّته إذا عطس ، ويشهده إذا مات ، ويجيبه إذا دعاه ، ويحبّ له ما يحبّ لنفسه ويكره له ما يكره لنفسه .
[ ١٦١١٢ ] ٢٢ ـ وعن أبيه ، عن محمّد بن أحمد بن الصلت (١) ، عن أحمد بن محمّد بن عقدة (٢) ، عن محمّد بن مسلم قال : أتاني رجل من أهل الجبل فدخلت معه على أبي عبد الله ( عليه السلام ) فقال له عند الوداع : أوصني ، فقال : أُوصيك بتقوى الله ، وبرّ أخيك المسلم ، وأحبّ له ما تحبّ لنفسك ، واكره له ما تكره لنفسك ، وإن سألك فأعطه ، وإن كفّ عنك فاعرض عليه ، لا تملّه خيراً فإنّه لا يملّك ، وكن له عضداً فإنّه لك عضد ،
__________________
٢١ ـ أمالي الطوسيّ ٢ : ٩٢ .
(١) في المصدر : أبي بشر .
٢٢ ـ أمالي الطوسيّ ١ : ٩٤ .
(١) في المصدر : أحمد بن محمّد بن الصلت .
(٢) في المصدر زيادة : عن عاصم بن عمرو .
وإن وجد عليك فلا تفارقه حتّى تسلّ (٣) سخيمته ، وإن غاب فاحفظه في غيبته ، وإن شهد فاكنفه واعضده ووازره وأكرمه ولاطفه ، فإنّه منك وأنت منه .
[ ١٦١١٣ ] ٢٣ ـ أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ في ( المحاسن ) عن محمّد بن عيسى ، عن خلف بن حمّاد ، عن عليّ بن عثمان بن رزين ، عمّن رواه عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : ستّ خصال من كنّ فيه كان بين يدي الله وعن يمينه ، إنّ الله يحبّ المرء المسلم الذي يحبّ لأَخيه ما يحبّ لنفسه ، ويكره له ما يكره لنفسه ، ويناصحه الولاية ، ويعرف فضلي ويطأ عقبي ، وينظر عاقبتي .
[ ١٦١١٤ ] ٢٤ ـ محمّد بن عليّ الكراجكيّ في ( كنز الفوائد ) عن الحسين بن محمّد بن عليّ الصيرفي (١) عن محمّد بن عليّ الجعابي ، عن القاسم بن محمّد بن جعفر العلويّ ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن عليّ ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : للمسلم على أخيه ثلاثون حقّاً لا براءة له منها إلّا بالأَداء أو العفو : يغفر زلّته ، ويرحم عبرته ، ويستر عورته ، ويقيل عثرته ، ويقبل معذرته ، ويردّ غيبته ، ويديم نصيحته ، ويحفظ خلّته ، ويرعىٰ ذمّته ، ويعود مرضته ، ويشهد ميتته ، ويجيب دعوته ، ويقبل هديّته ، ويكافىء صلته ، ويشكر نعمته ، ويحسن نصرته ، ويحفظ حليلته ، ويقضي حاجته ، ويشفع مسألته ، ويسمّت عطسته ، ويرشد ضالته ، ويردّ سلامه ، ويطيب كلامه ، ويبر إنعامه ، ويصدّق أقسامه ، ويوالي
__________________
(٣) في المصدر : تحلّ .
٢٣ ـ المحاسن ٩ / ٢٨ .
٢٤ ـ كنز الفوائد : ١٤١ .
(١) السند متصل فإنّه قال في أوّله حدثني الحسين ، والكراجكي من تلامذة المفيد ( منه . قدّه ) .
وليه ( ولا يعاد ) (٢) ، وينصره ظالماً ومظلوماً ، فأما نصرته ظالماً فيردّه عن ظلمه ، وأمّا نصرته مظلوماً فيعينه على أخذ حقّه ، ولا يسلمه ، ولا يخذله ، ويحبّ له من الخير ما يحبّ لنفسه ، ويكره له من الشرّ ما يكره لنفسه ، ثمّ قال ( عليه السلام ) : سمعت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) يقول : إنّ أحدكم ليدع من حقوق أخيه شيئاً فيطالبه به يوم القيامة فيقضى له وعليه .
[ ١٦١١٥ ] ٢٥ ـ عبد الله بن جعفر في ( قرب الإِسناد ) عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) أنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أمرهم بسبع ونهاهم عن سبع : أمرهم بعيادة المرضىٰ ، واتّباع الجنائز ، وإبرار القسم ، وتسميت العاطس ، ونصرة المظلوم ، وإفشاء السلام ، وإجابة الداعي . . . الحديث .
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (١) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٢) .
__________________
(٢) في المصدر : ويعادي عدوّه .
٢٥ ـ قرب الإِسناد : ٣٤ ، وأورد صدره في الحديث ١٢ من الباب ١٠ من أبواب الاحتضار ، وقطعة منه في الحديث ٨ من الباب ٢ من أبواب الدفن ، واُخرىٰ في الحديث ١١ من الباب ٦٥ من أبواب النجاسات ، واُخرى في الحديث ١١ من الباب ١١ ، واُخرى في الحديث ٩ من الباب ٣٠ ، واُخرىٰ في الحديث ٥ من الباب ٤٨ من أبواب لباس المصلّي .
(١) تقدم في البابين ٥٧ ، ٥٨ من هذه الأبواب ، وفي الحديث ٢٦ من الباب ١ من أبواب مقدمة العبادات ، وفي الحديث ٨ من الباب ٣٠ من أبواب لباس المصلي ، وفي الحديث ٦ من الباب ٧ من أبواب ما يجب فيه الزكاة .
(٢) يأتي في البابين ١٢٣ ، ١٢٤ وغيرهما من هذه الأبواب ، وفي الباب ٤٢ من أبواب الطواف ، وفي الباب ٣ من أبواب جهاد النفس ، وفي الأبواب ٢٥ ، ٢٦ ، ٢٧ ، ٢٨ ، ٢٩ من أبواب فعل المعروف .
١٢٣ ـ باب ما يتأكد استحبابه من حق العالم
[ ١٦١١٦ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عليّ بن محمّد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن خالد ، عن سليمان بن جعفر الجعفري ، عمّن ذكره ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول : إنّ من حقّ العالم أن لا تكثر عليه السؤال ، ولا تأخذ بثوبه ، وإذا دخلت عليه وعنده قوم فسلم عليهم جميعاً ، وخصّه بالتحيّة (١) ، واجلس بين يديه ، ولا تجلس خلفه ، ولا تغمز بعينك ولا تشر بيدك ، ولا تكثر من القول : قال فلان وقال فلان ، خلافاً لقوله ، ولا تضجر بطول صحبته ، فإنّما مثل العالم مثل النخلة تنتظرها متى (٢) يسقط عليك منها شيء ، وإنّ العالم أعظم أجراً من الصائم القائم الغازي في سبيل الله .
[ ١٦١١٧ ] ٢ ـ محمّد بن عليّ بن الحسين في ( الخصال ) عن الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي ، عن محمّد بن إبراهيم الغطفاني (١) ، عن عليّ بن الحسن (٢) ، عن جعفر بن محمّد بن هشام ، عن عليّ بن محمّد ، عن الحسين بن علوان ، عن عبد الله بن الحسن ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ ( عليه السلام ) قال : من حقّ العالم أن لا تكثر عليه السؤال ، ولا تسبقه في الجواب ، ولا تلح إذا أعرض ، ولا تأخذ بثوبه إذا كسل ، ولا تشير إليه بيدك ، ولا تغمزه بعينك ولا تساره في مجلسه ، ولا تطلب عوراته ، وأن لا
__________________
الباب ١٢٣ فيه حديثان
١ ـ الكافي ١ : ٢٩ / ١ .
(١) في المصدر زيادة : دونهم .
(٢) في المصدر : حتّىٰ .
٢ ـ الخصال : ٥٠٤ / ١ .
(١) في الصدر : محمّد بن إبراهيم القطفاني . . .
(٢) ليس في المصدر .
تقول : قال فلان خلاف قولك ، ولا تفشي له سرّاً ، ولا تغتاب عنده أحداً ، وأن تحفظ له شاهداً وغائباً ، وأن تعمّ القوم بالسلام وتخصّه بالتحيّة ، وتجلس بين يديه ، وإن كانت له حاجة سبقت القوم إلى خدمته ، ولا تملّ من طول صحبته ، فإنّما هو مثل النخل فانتظر متى تسقط عليك منه منفعة ، والعالم بمنزلة الصائم القائم المجاهد في سبيل الله ، وإذا مات العالم انثلم في الإِسلام ثلمة لا تسدّ إلى يوم القيامة ، وإنّ طالب العلم ليشيّعه سبعون ألف ملك مقرّب في السماء (٣) .
أقول : ويأتي ما يدلّ على ذلك في جهاد النفس في حديث الحقوق (٤) .
١٢٤ ـ باب استحباب التراحم والتعاطف والتزاور والالفة
[ ١٦١١٨ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن الحسن بن محبوب ، عن شعيب العقرقوفيّ قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول لأَصحابه اتّقوا الله وكونوا إخوة بررة متحابين في الله ، متواصلين متراحمين ، تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا أمرنا وأحيوه .
[ ١٦١١٩ ] ٢ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ، عن أبي المغرا ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : يحقّ على المسلمين الاجتهاد في التواصل ، والتعاون على التعاطف ، والمواساة لأَهل الحاجة ، وتعاطف بعضهم على بعض ، حتّى تكونوا كما
__________________
(٣) في المصدر : من مقرّبي السماء .
(٤) يأتي في الباب ٣ من أبواب جهاد النفس .
الباب ١٢٤ فيه ٦ أحاديث
١ ـ الكافي ٢ : ١٤٠ / ١ .
٢ ـ الكافي ٢ : ١٤٠ / ٤ .
أمركم الله عزّ وجلّ رحماء بينهم متراحمين ، مغتمين لما غاب عنهم من أمرهم ، على ما مضى عليه معشر الأَنصار على عهد رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) .
[ ١٦١٢٠ ] ٣ ـ وعنه ، عن أحمد ، عن محمّد بن سنان ، عن كليب الصيداوي عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : تواصلوا وتبارّوا وتراحموا وكونوا إخوة أبراراً (١) كما أمركم الله عزّ وجلّ .
[ ١٦١٢١ ] ٤ ـ وبالإِسناد عن محمّد بن سنان ، عن عبد الله بن يحيى الكاهليّ قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : تواصلوا وتبارّوا وتراحموا وتعاطفوا .
[ ١٦١٢٢ ] ٥ ـ وعن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن اُذينة ، عن زرارة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : رحم الله امرءاً ألّف بين وليّين لنا ، يا معشر المؤمنين تآلفوا وتعاطفوا .
[ ١٦١٢٣ ] ٦ ـ الحسن بن محمّد الطوسيّ في ( مجالسه ) عن أبيه ، عن جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن أبي العبّاس ، عن أحمد بن يحيى بن زكريا ، عن محمّد بن سعيد ، عن شريك ، عن أبي الحسن ، عن الحارث ، عن عليّ ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : إنّ الله عزّ وجلّ رحيم يحبّ كلّ رحيم .
أقول : ويأتي ما يدلّ على استحباب التزاور في الزيارات إن شاء الله (١) .
__________________
٣ ـ الكافي ٢ : ١٤٠ / ٢ .
(١) في المصدر : بررة .
٤ ـ الكافي ٢ : ١٤٠ / ٣ .
٥ ـ لم نعثر عليه في الكافي المطبوع
٦ ـ أمالي الطوسيّ ٢ : ١٣٠ .
(١) يأتي في الأبواب ٩٨ و ٩٩ و ١٠٠ من
أبواب المزار ، وفي الحديث ١ من الباب ١٣٠ وفي =
١٢٥ ـ باب استحباب قبول العذر
[ ١٦١٢٤ ] ١ ـ محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن حمّاد بن عمرو وأنس بن محمّد ، عن أبيه جميعاً ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ـ في وصيّة النبي ( صلّى الله عليه وآله ) لعليّ ( عليه السلام ) ـ قال : يا عليّ من لم يقبل من متنصّل عذراً ـ صادقاً كان أو كاذباً ـ لم ينل شفاعتي (١) .
[ ١٦١٢٥ ] ٢ ـ وبإسناده عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ في وصيّته لمحمّد بن الحنفيّة ـ قال : لا تصرم أخاك على ارتياب ، ولا تقطعه دون استعتاب ، لعلّ له عذراً وأنت تلوم ، إقبل من متنصّل عذراً (١) ـ صادقاً كان أو كاذباً (٢) ـ فتنالك الشفاعة .
[ ١٦١٢٦ ] ٣ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن أبي عبد الله ، عن موسى بن عمران ، عن عمّه الحسين بن عيسى ، عن عليّ بن جعفر ، عن
__________________
= الباب ١٣١ من هذه الأبواب .
وتقدم ما يدلّ على استحباب الزيارة في الحديث ٣ من الباب ١ من أبواب آداب السفر وفي الباب ٩٣ وفي الحديثين ٨ و ١٩ من الباب ١٢٢ من هذه الأبواب .
الباب ١٢٥ فيه ٣ أحاديث
١ ـ الفقيه ٤ : ٢٥٥ / ٨٢١ .
(١) هذا لا يدلّ على وجوب القبول ولا على تحريم تركه لأنّ الشفاعة ليست بواجبة ، ومنع النفع الذي ليس بمستحق قد يكون سببه ترك المستحب أو فعل المكروه ، بل فيه قرينة على إرادة المبالغة ، وهو ذكر العذر الكاذب فإنّ قبوله غير واجب قطعاً ولا يقبله الله ولا النبي والإِمام إلّا نادراً . ( منه . قدّه ) .
٢ ـ الفقيه ٤ : ٢٧٩ / ٨٣٠ .
(١) في المصدر : عذره .
(٢) ليس في المصدر .
٣ ـ الكافي ٨ : ١٥٢ / ١٤١ ، وأورده بتمامه في الحديث ٣ من الباب ٣ من أبواب فعل المعروف .
أبي الحسن (١) ، عن آبائه ـ في حديث ـ أنّ عليّ بن الحسين ( عليه السلام ) قال لولده : إن شتمك رجل عن يمينك ثمّ تحوّل ( إليك عن ) (٢) يسارك فاعتذر إليك فاقبل عذره .
١٢٦ ـ باب استحباب التسليم والمصافحة عند الملاقاة ولو على الجنابة ، والاستغفار عند التفرق
[ ١٦١٢٧ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن النعمان ، عن فضيل بن عثمان ، عن أبي عبيدة قال سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : إذا التقى المؤمنان فتصافحا أقبل الله بوجهه عليهما ، وتحاتت (١) الذنوب عن وجوههما حتّى يفترقا .
[ ١٦١٢٨ ] ٢ ـ وعن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبيدة الحذّاء ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : إنّ المؤمنين إذا التقيا فتصافحا أقبل الله عليهما بوجهه وتساقطت عنهما الذنوب كما يتساقط الورق من الشجر .
[ ١٦١٢٩ ] ٣ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن حمّاد ، عن ربعي ، عن زرارة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول في حديث : المؤمن لا يوصف ، وإنّ المؤمن ليلقي أخاه فيصافحه فلا يزال الله ينظر إليهما والذنوب
__________________
(١) في المصدر : أبي الحسن موسىٰ ( عليه السلام ) .
(٢) في المصدر : إلى .
وتقدم ما يدلّ عليه في الحديث ٢٤ من الباب ١٢٢ من هذه الأبواب .
الباب ١٢٦ فيه ١٨ حديثاً
١ ـ الكافي ٢ : ١٤٦ / ١٧ .
(١) في المصدر : وتتحات .
٢ ـ الكافي ٢ : ١٤٤ / ٤ .
٣ ـ الكافي ٢ : ١٤٦ / ١٦ .
تتحاتّ عن وجوههما كما يتحاتّ الورق عن الشجر .
وعنه ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن يحيى الحلبيّ ، عن مالك الجهني قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) وذكر نحوه (١) .
[ ١٦١٣٠ ] ٤ ـ وبالإِسناد عن يونس ، عن رفاعة قال : سمعته يقول : مصافحة المؤمن أفضل من مصافحة الملائكة .
[ ١٦١٣١ ] ٥ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن النوفليّ ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : تصافحوا فإنّها تذهب بالسخيمة .
[ ١٦١٣٢ ] ٦ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال ، عن عليّ بن عقبة ، عن أبي خالد القماط ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : إنّ المؤمنين إذا التقيا وتصافحا أدخل الله يده (١) بين أيديهما فصافح أشدّهما حبّاً لصاحبه .
[ ١٦١٣٣ ] ٧ ـ وبالإِسناد عن عليّ بن عقبة ، عن أيّوب ، عن السميدع ، عن مالك بن أعين الجهنيّ ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : إنّ المؤمنَين إذا التقيا فتصافحا أدخل الله يده بين أيديهما ، وأقبل بوجهه على أشدهما حبّاً لصاحبه ، فإذا أقبل الله بوجهه عليهما تحاتت عنهما الذّنوب كما يتحاتّ الورق من الشجر .
__________________
(١) الكافي ٢ : ١٤٤ / ٦ .
٤ ـ الكافي ٢ : ١٤٧ / ٢١ .
٥ ـ الكافي ٢ : ١٤٦ / ١٨ .
٦ ـ الكافي ٢ : ١٤٤ / ٢ .
(١) اليد هنا مجاز ، وله وجوه متعدّدة كما قالوا في قوله : ( يَدُ اللَّـهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ) الفتح ٤٨ : ١٠ ( منه . قدّه ) .
٧ ـ الكافي ٢ : ١٤٤ / ٣ .
[ ١٦١٣٤ ] ٨ ـ وعنهم ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن بعض أصحابه ، عن محمّد بن المثنى ، عن أبيه ، عن عثمان بن زيد ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : إذا لقى أحدكم أخاه فليسلّم عليه (١) وليصافحه فإنّ الله عزّ وجلّ أكرم بذلك الملائكة فاصنعوا صنع الملائكة .
ورواه الصدوق في ( كتاب الإِخوان ) بسنده عن جابر مثله (٢) .
[ ١٦١٣٥ ] ٩ ـ وعنهم ، عن أحمد ، عن محمّد بن عليّ ، عن ابن بقاح ، عن سيف بن عميرة ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : إذا التقيتم فتلاقوا بالتسليم والتصافح ، وإذا تفرّقتم فتفرّقوا بالاستغفار .
[ ١٦١٣٦ ] ١٠ ـ وعنهم ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمّد الأَشعريّ ، عن ابن القدّاح ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : لقي النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : حذيفة فمد النبي ( صلّى الله عليه وآله ) يده وكف حذيفة يده فقال النبي ( صلّى الله عليه وآله ) : يا حذيفة بسطت يدي إليك فكففت يدك عنّي ، فقال حذيفة : يا رسول الله ، بيدك الرغبة ، ولكنّي كنت جنباً فلم أُحبّ أن تمسّ يدي يدك وأنا جنب ، فقال النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : أما تعلم أنّ المسلمين إذا التقيا فتصافحا تحاتَّت ذنوبهما كما يتحاتّ ورق الشجر .
__________________
٨ ـ الكافي ٢ : ١٤٥ / ١٠ .
(١) كتب في المخطوط على كلمة ( عليه ) علامة نسخة .
(٢) مصادقة الإِخوان : ٥٨ / ٢ .
٩ ـ الكافي ٢ : ١٤٥ / ١١ .
١٠ ـ الكافي ٢ : ١٤٦ / ١٩ .