محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٣
ISBN: 964-5503-12-4
ISBN الدورة:
الصفحات: ٥٧٨
[ ١٦٠١٩ ] ٢ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد جميعاً ، عن ابن محبوب ، عن أبي حمزة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : إنّ الله أخذ ميثاق المؤمن على بلايا أربع ، أشدّها عليه مؤمن يقول بقوله يحسده ، أو منافق يقفو أثره ، أو شيطان يغويه ، أو كافر يرى جهاده ، فما بقاء المؤمن بعد هذا .
[ ١٦٠٢٠ ] ٣ ـ وعنهم ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن داود بن سرحان قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : أربع لا يخلو منهنّ المؤمن أو واحدة منهنّ : مؤمن يحسده ، وهو أشدهنّ عليه ، ومنافق يقفو أثره ، أو عدوّ يجاهده ، أو شيطان يغويه .
[ ١٦٠٢١ ] ٤ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن النعمان ومحمّد بن سنان جميعاً ، عن عمّار بن مروان ، عن أبي الحسن الأَوّل ( عليه السلام ) قال : اصبر على أعداء النعم ، فإنّك لن تكافىء من عصىٰ الله فيك بأفضل من أن تطيع الله فيه .
[ ١٦٠٢٢ ] ٥ ـ وعن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء ، عن عبدالكريم بن عمرو ، عن أبي أسامة زيد الشحام ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) مثله ، وزاد : يا زيد ، إنّ الله اصطفى الإِسلام واختاره ، فأحسنوا صحبته بالسخاء وحسن الخلق .
__________________
٢ ـ الكافي ٢ : ١٩٤ / ٢ .
٣ ـ الكافي ٢ : ١٩٤ / ٤ .
٤ ـ الكافي ٢ : ٨٩ / ٣ .
٥ ـ الكافي ٢ : ٩٠ / ٨ .
١١٧ ـ باب استحباب الصمت والسكوت إلّا عن الخير
[ ١٦٠٢٣ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال : قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : من علامات الفقه العلم والحلم والصمت ، إنّ الصمت باب من أبواب الحكمة ، إنّ الصمت يكسب المحبّة ، إنّه دليل على كل خير .
[ ١٦٠٢٤ ] ٢ ـ وعنه ، عن أحمد ، وعن محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان جميعاً ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال : إنّ من علامات الفقه الحلم والصمت .
[ ١٦٠٢٥ ] ٣ ـ وعنه ، عن أحمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي حمزة قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : إنّما شيعتنا الخرس .
[ ١٦٠٢٦ ] ٤ ـ وبالإِسناد عن ابن محبوب ، عن الهيثم بن أبي مسروق ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) لرجل أتاه : ألا أدلّك على أمر يدخلك الله به الجنّة ؟ قال : بلى يا رسول الله ، قال : أنل ممّا أنالك الله ، قال : فإن كنت أحوج ممّن أُنيله ، قال : فانصر المظلوم ، قال : فإن كنت أضعف ممّن أنصره ، قال : فاصنع للأَخرق ـ يعني أشر عليه ـ قال : فإن كنت أخرق ممن
__________________
الباب ١١٧ فيه ٢١ حديثاً
١ ـ الكافي ٢ : ٩٢ / ١ .
٢ ـ الكافي ١ : ٢٨ / ٤ .
٣ ـ الكافي ٢ : ٩٢ / ٢ .
٤ ـ الكافي ٢ : ٩٣ / ٥ .
أصنع له : قال : فاصمت لسانك إلّا من خير ، أما يسرك أن تكون فيك خصلة من هذه الخصال تجرك إلى الجنّة .
[ ١٦٠٢٧ ] ٥ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمّد الأَشعري ، عن ابن القدّاح ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال لقمان لابنه : يا بني ، إن كنت زعمت أنّ الكلام من فضّة فإنّ السكوت من ذهب .
[ ١٦٠٢٨ ] ٦ ـ وعنهم ، عن سهل ، وعن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد جميعاً ، عن الوشّاء قال : سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول : كان الرجل من بني إسرائيل إذا أراد العبادة صمت قبل ذلك عشر سنين .
ورواه الصدوق في ( عيون الأَخبار ) عن محمّد بن الحسن ، عن الصفار ، عن محمّد بن الحسين ، وأحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن عليّ بن أسباط والحجّال ، عن الرضا ( عليه السلام ) مثله (١) .
[ ١٦٠٢٩ ] ٧ ـ وبالإِسناد الآتي (١) عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) في وصيّته لأَصحابه قال : إيّاكم أن تزلقوا ألسنتكم بقول الزور والبهتان والإِثم والعدوان ، فإنّكم إن كففتم ألسنتكم عمّا يكرهه الله ممّا نهاكم عنه كان ذلك خيراً لكم من أن تذلقوا ألسنتكم به ، فإنّ ذلق اللسان فيما يكره الله وما نهى عنه مرداة العبيد عند الله ، ومقت من الله ، وصمم وعمى يورثه الله إيّاه يوم القيامة . . . الحديث .
__________________
٥ ـ الكافي ٢ : ٩٣ / ٦ .
٦ ـ الكافي ٢ : ٩٥ / ١٨ .
(١) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ٢ : ١٢ / ٢٨ .
٧ ـ الكافي ٨ : ٣ / ١ .
(١) يأتي في الفائدة الثالثة من الخاتمة .
[ ١٦٠٣٠ ] ٨ ـ وعنه ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن الحلبيّ رفعه قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : امسك لسانك فإنّها صدقة تتصدّق بها على نفسك ، ثمّ قال : ولا يعرف عبد حقيقة الإِيمان حتّى يخزن لسانه .
[ ١٦٠٣١ ] ٩ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن عليّ بن الحسن بن رباط ، عن بعض رجاله ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : لا يزال العبد المؤمن يكتب مُحسناً ما دام ساكتاً ، فإذا تكلم كُتب مُحسناً أو مُسيئاً .
ورواه الصدوق مرسلاً ، إلّا أنّه قال : لا يزال الرجل المسلم (١) .
ورواه في ( الخصال ) عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن أحمد ، عن موسى بن عمر ، عن عليّ بن الحسن بن رباط (٢) .
ورواه في ( ثواب الأَعمال ) عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس ، ومحمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن موسى بن عمر مثله (٣) .
[ ١٦٠٣٢ ] ١٠ ـ محمّد بن عليّ بن الحسين قال : وقال ( عليه السلام ) : كلامٌ في حقّ خير من سكوت على باطل .
__________________
٨ ـ الكافي ٢ : ٩٣ / ٧ .
٩ ـ الكافي ٢ : ٩٥ / ٢١ .
(١) الفقيه ٤ : ٢٨٣ / ٨٣٨ .
(٢) الخصال : ١٥ / ٥٣ .
(٣) ثواب الأعمال : ١٩٦ / ١ .
١٠ ـ الفقيه ٤ : ٢٨٣ / ٨٤٠ .
[ ١٦٠٣٣ ] ١١ ـ قال : وقال الصادق ( عليه السلام ) : الصمت كنزٌ وافر ، وزَين الحليم ، وستر الجاهل .
[ ١٦٠٣٤ ] ١٢ ـ وفي ( ثواب الأَعمال ) عن أبيه ، عن سعد ، عن أيّوب بن نوح ، عن الربيع بن محمّد المسلّي ، عن رجل ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ما عُبِدَ الله بشيءٍ مثل الصمت ، والمشي إلى بيت الله .
[ ١٦٠٣٥ ] ١٣ ـ وعن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد (١) ، عن العبّاس بن معروف ، عن عليّ بن مهزيار ، رفعه قال : يأتي على الناس زمان تكون العافية عشرة أجزاء : تسعةٌ منها في اعتزال الناس ، وواحدة في الصمت .
وفي ( الخصال ) عن محمّد بن الحسن ، عن الصفار ، عن العبّاس بن معروف مثله (٢) .
[ ١٦٠٣٦ ] ١٤ ـ وفي ( الخصال ) وفي ( عيون الأَخبار ) عن أبيه ، عن عليّ بن موسى بن جعفر بن أبي جعفر الكميداني ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ قال : قال أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) : من علامات الفقه العلم والحلم والصّمت ، إنّ
__________________
١١ ـ الفقيه ٤ : ٢٨٣ / ٨٣٩ .
١٢ ـ ثواب الأعمال : ٢١٢ / ١ ، وأورده في الحديث ٢ من الباب ٤ من أبواب أحكام المساجد ، وفي الحديث ٦ من الباب ٣٢ من أبواب وجوب الحج .
١٣ ـ ثواب الأعمال : ٢١٢ / ٢ .
(١) في المصدر : محمد بن أحمد .
(٢) الخصال : ٤٣٧ / ٢٤ .
١٤ ـ الخصال : ١٥٨ / ٢٠٢ ، وعيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ١ : ٢٥٨ / ١٤ .
الصمت باب من أبواب الحكمة ، إنّ الصمت يكسب (١) المحبّة ، إنّه دليل على كلّ خير .
ورواه الحميري في ( قرب الإِسناد ) عن أحمد بن محمّد بن عيسى مثله (٢) .
[ ١٦٠٣٧ ] ١٥ ـ وفي ( المجالس ) عن محمّد بن الحسن ، عن الصفار ، عن العباس بن معروف ، عن سعدان بن مسلم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : النوم راحة الجسد ، والنطق راحة للروح ، والسكوت راحة للعقل .
[ ١٦٠٣٨ ] ١٦ ـ وعن يحيى بن زيد بن العبّاس البزّاز ، عن عمّه عليّ بن العبّاس ، عن إبراهيم بن بشير بن خالد ، عن عمرو بن خالد ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن عليّ بن الحسين ( عليهما السلام ) قال : القول الحسن يثري المال ، وينمي الرزق ، وينسىء في الأَجل ، ويحبّب إلى الأَهل ، ويدخل الجنّة .
وفي ( الخصال ) بالإِسناد مثله (١) .
[ ١٦٠٣٩ ] ١٧ ـ عبد الله بن جعفر ( قرب الإِسناد ) عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال داود لسليمان ( عليهما السلام ) : يا بني عليك بطول الصمت ، فإنّ الندامة على طول الصمت مرة واحدة خير من الندامة على كثرة الكلام
__________________
(١) في نسخة زيادة : أهله ( هامش المخطوط ) .
(٢) قرب الإِسناد : ١٦٢ .
١٥ ـ أمالي الصدوق : ٣٥٨ / ١ .
١٦ ـ أمالي الصدوق : ١١ / ١ .
(١) الخصال : ٣١٧ / ١٠٠ .
١٧ ـ قرب الإِسناد : ٣٣ ، وأورد صدره في الحديث ١٥ من الباب ٨٣ من هذه الأبواب .
مرّات ، يا بني لو أنّ الكلام كان من فضّة كان ينبغي للصمت أن يكون من ذهب .
[ ١٦٠٤٠ ] ١٨ ـ محمّد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّه قال : لا خير في الصمت عن الحكم كما أنّه لا خير في القول بالجهل .
[ ١٦٠٤١ ] ١٩ ـ قال : وقال ( عليه السلام ) : بكثرة الصمت تكون الهيبة .
[ ١٦٠٤٢ ] ٢٠ ـ قال : وقال ( عليه السلام ) : من كثر كلامه كثر خطؤه ، ومن كثر خطؤه قلّ حياؤه ، ومن قلّ حياؤه قلّ ورعه ، ومن قلّ ورعه مات قلبه ، ومن مات قلبه دخل النار .
[ ١٦٠٤٣ ] ٢١ ـ قال : وقال ( عليه السلام ) : الكلام في وثاقك ما لم تتكلّم به ، فإذا تكلّمت به صرت في وثاقه ، فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك (١) ، فربّ كلمة سلبت نعمة .
أقول : ويأتي ما يدلّ على ذلك (٢) .
__________________
١٨ ـ نهج البلاغة ٣ : ١٩٤ / ١٨٢ .
١٩ ـ نهج البلاغة ٣ : ٢٠٢ / ٢٢٤ .
٢٠ ـ نهج البلاغة ٣ : ٢٣٥ / ٣٤٩ ، وأورد صدره في الحديث ٧ من الباب ١٩ من هذه الأبواب .
٢١ ـ نهج البلاغة ٣ : ٢٤٦ / ٣٨١ ، وأورد قطعة منه في الحديث ١٥ من الباب ١١٩ ، واُخرىٰ عن الفقيه في الحديث ٨ من الباب ١٢١ من هذه الأبواب .
(١) الورق : الدراهم ( مجمع البحرين ـ ورق ـ ٥ : ٢٤٥ ) .
(٢) يأتي في الأبواب ١١٨ ، ١١٩ ، ١٢٠ ، وفي الحديث ٤ من الباب ١٤٠ من هذه الأبواب .
وتقدم ما يدلّ عليه في الحديث ٣ من الباب ٨٦ من هذه الأبواب ، وفي الحديث ١٠ من الباب ٢٠ من أبواب مقدمة العبادات ، وفي الحديث ٧ من الباب ٣٢ من أبواب وجوب الحج ، وفي الباب ٥٢ من أبواب آداب السفر .
١١٨ ـ باب استحباب اختيار الكلام في الخير حيث لا يجب على السكوت
[ ١٦٠٤٤ ] ١ ـ محمّد بن الحسين في ( المجالس والأَخبار ) بإسناده الآتي (١) عن أبي ذر ، عن النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) ـ في وصيّته له ـ قال : يا أبا ذر ، الذاكر في الغافلين كالمقاتل في الفارين في سبيل الله ، يا أبا ذر الجليس الصالح خير من الوحدة ، والوحدة خير من جليس السوء ، وإملاء الخير خير من السكوت ، والسكوت خير من إملاء الشر . يا أبا ذر ، أترك فضول الكلام ، وحسبك من الكلام ما تبلغ به حاجتك . يا أبا ذر ، كفى بالمرء كذباً أن يحدّث بكل ما سمع ، يا أبا ذرّ ، إنّه ما من شيء أحقّ بطول السجن من اللسان . يا أبا ذرّ ، إنّ الله عند لسان كلّ قائل ، فليتق الله امرؤ وليعلم ما يقول .
[ ١٦٠٤٥ ] ٢ ـ أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطبرسيّ في ( الاحتجاج ) عن عليّ بن الحسين ( عليهما السلام ) أنّه سُئل عن الكلام والسكوت أيّهما أفضل ؟ فقال ( عليه السلام ) : لكلّ واحد منهما آفات فإذا سلما من الآفات فالكلام أفضل من السكوت ، قيل : وكيف ذاك يابن رسول الله ؟ فقال : لأنّ الله عزّ وجلّ ما بعث الأَنبياء والأَوصياء بالسكوت ، إنّما بعثهم بالكلام ، ولا استحقّت الجنّة بالسكوت ، ولا استوجبت ولاية الله بالسكوت ، ولا وقيت النار بالسكوت ، ولا تجنب سخط الله بالسكوت ، إنّما ذلك كلّه بالكلام ،
__________________
الباب ١١٨ فيه حديثان
١ ـ أمالي الطوسي ٢ : ١٤٨ .
(١) يأتي في الفائدة الثانية من الخاتمة برقم (٤٩) .
٢ ـ الاحتجاج : ٣١٥ .
ما كنت لأَعدل القمر بالشمس ، إنّك لتصف فضل السكوت بالكلام ، ولست تصف فضل الكلام بالسكوت .
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (١) .
١١٩ ـ باب وجوب حفظ اللسان عما لا يجوز من الكلام
[ ١٦٠٤٦ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ، عن إبراهيم بن مهزم الأسدي ، عن أبي حمزة ، عن عليّ بن الحسين ( عليه السلام ) قال : إنّ لسان ابن آدم يشرف كل يوم على جوارحه كلّ صباح فيقول : كيف أصبحتم ؟ فيقولون بخير إن تركتنا ، ويقولون : الله الله فينا ، ويناشدونه ويقولون : إنّما نثاب ونعاقب بك .
ورواه الصدوق في ( المجالس ) وفي ( الخصال ) وفي ( عقاب الأَعمال ) عن أبيه عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن محمّد بن السنديّ ، عن عليّ بن الحكم مثله (١) .
[ ١٦٠٤٧ ] ٢ ـ وعنه ، عن أحمد ، عن ابن محبوب ، عن أبي عليّ الجوانيّ قال شهدت أبا عبد الله ( عليه السلام ) وهو يقول لمولى له يقال
__________________
(١) تقدم في الحديثين ١٦ ، ١٨ من الباب ١١٧ من هذه الأبواب .
الباب ١١٩ فيه ٢٤ حديثاً
١ ـ الكافي ٢ : ٩٤ / ١٣ .
(١) لم نعثر عليه في امالي الصدوق المطبوع ، والخصال : ٥ / ١٥ ، وعقاب الأعمال : ٢٨٢ / ١ .
٢ ـ الكافي ٢ : ٩٢ / ٣ .
له : سالم ووضع يده على شفته وقال : يا سالم إحفظ لسانك تسلم ، ولا تحمل الناس على رقابنا .
[ ١٦٠٤٨ ] ٣ ـ وعنه ، عن أحمد ، عن عثمان بن عيسى قال : حضرت أبا الحسن ( عليه السلام ) وقال له رجل : أوصني ، فقال : إحفظ لسانك تعزّ ، ولا تمكّن الناس من قيادك فتذلّ رقبتك .
[ ١٦٠٤٩ ] ٤ ـ وعن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، وعن محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان جميعاً ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن عبيد الله بن عليّ الحلبيّ ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ ) (١) قال : يعني : كفّوا ألسنتكم .
[ ١٦٠٥٠ ] ٥ ـ وعنه ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) (١) أنه قال لرجل وقد كلّمه بكلام كثير ، فقال : أيّها الرجل تحتقر الكلام وتستصغره ، إنّ الله لم يبعث رسله حيث بعثها ومعها فضّة ولا ذهب (٢) ، ولكن بعثها بالكلام ، وإنّما عرف الله نفسه إلى خلقه بالكلام والدلالات عليه والإِعلام .
[ ١٦٠٥١ ] ٦ ـ وعنه ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن الحلبي رفعه قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : نجاة المؤمن حفظ
__________________
٣ ـ الكافي ٢ : ٩٣ / ٤ .
٤ ـ الكافي ٢ : ٩٣ / ٨ .
(١) النساء ٤ : ٧٧ .
٥ ـ الكافي ٨ : ١٤٨ / ١٢٨ .
(١) في المصدر زيادة : عن أبيه ( عليه السلام ) .
(٢) في المصدر : ومعها ذهب ولا فضة .
٦ ـ الكافي ٢ : ٩٣ / ٩ .
لسانه (١) .
[ ١٦٠٥٢ ] ٧ ـ وبالإِسناد عن يونس ، عن مثنى ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : كان أبو ذرّ رحمه الله يقول : يا مبتغي العلم إن هذا اللسان مفتاح خير ، ومفتاح شرّ ، فاختم على لسانك كما تختم على ذهبك وورقك .
[ ١٦٠٥٣ ] ٨ ـ وبالإِسناد السابق (١) عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن قيس أبي إسماعيل وذكر أنّه لا بأس به من أصحابنا رفعه قال : جاء رجل إلى النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) فقال : يا رسول الله أوصني ، فقال : إحفظ لسانك ، قال : يا رسول الله أوصني ، قال : إحفظ لسانك ، قال : يا رسول الله أوصني ، قال : إحفظ لسانك ، ويحك وهل يكبّ الناس على مناخرهم في النار إلّا حصائد ألسنتهم ؟ !
[ ١٦٠٥٤ ] ٩ ـ وعن أبي عليّ الأَشعري ، عن الحسن بن عليّ الكوفيّ ، عن عثمان بن عيسى ، عن سعيد بن يسار ، عن منصور بن يونس ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : في حكمة آل داود : على العاقل أن يكون عارفاً بأهل زمانه ، مقبلاً على شأنه ، حافظاً للسانه .
[ ١٦٠٥٥ ] ١٠ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن ابن أبي نجران ، عن أبي جميلة عمّن ذكره ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال :
__________________
(١) في المصدر : نجاة المؤمن في حفظ لسانه .
٧ ـ الكافي ٢ : ٩٣ / ١٠ .
٨ ـ الكافي ٢ : ٩٤ / ١٤ .
(١) سبق في الحديث ٤ من هذا الباب .
٩ ـ الكافي ٢ : ٩٥ / ٢٠ .
١٠ ـ الكافي ٢ : ٩٤ / ١٢ .
ما من يوم إلّا وكلّ عضو من أعضاء الجسد يُكفّر (١) اللسان (٢) يقول : نشدتك الله أن نعذّب فيك .
[ ١٦٠٥٦ ] ١١ ـ وعن عليّ ، عن أبيه ، عن النوفليّ ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : إن كان في شيء شؤم ففي اللسان .
[ ١٦٠٥٧ ] ١٢ ـ محمد بن الحسين الرضيّ في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : اللسان سبع عقور ، إن خُلّي عنه عقر .
[ ١٦٠٥٨ ] ١٣ ـ قال : وقال ( عليه السلام ) : إذا تمّ العقل نقص الكلام .
[ ١٦٠٥٩ ] ١٤ ـ محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن حمّاد بن عثمان ، عن الصادق جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) قال : في حكمة آل داود : ينبغي للعاقل أن يكون مقبلاً على شأنه حافظاً للسانه ، عارفاً بأهل زمانه .
[ ١٦٠٦٠ ] ١٥ ـ وبإسناده عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ في وصيّته لمحمّد بن الحنفيّة ـ قال : وما خلق الله عزّ وجلّ شيئاً أحسن من الكلام ولا أقبح منه ، بالكلام ابيضّت الوجوه وبالكلام اسودّت الوجوه ، واعلم أنّ الكلام
__________________
(١) يُكَفِّر : يخضع ( مجمع البحرين ـ كفر ـ ٣ : ٤٧٦ ) .
(٢) في نسخة : للّسان ( هامش المخطوط ) .
١١ ـ الكافي ٢ : ٩٥ / ١٧ .
١٢ ـ نهج البلاغة ٣ : ١٦٤ / ٦٠ .
١٣ ـ نهج البلاغة ٣ : ١٦٥ / ٧١ .
١٤ ـ الفقيه ٤ : ٢٩٨ / ٨٩٩ .
١٥ ـ الفقيه ٤ : ٨٣ ، وأورد قطعة منه في الحديث ٨ من الباب ١٢١ ، واُخرى عن نهج البلاغة في الحديث ٢١ من الباب ١١٧ من هذه الأبواب .
في وثاقك ما لم تتكلّم به فإذا تكلّمت به صرت في وثاقه ، فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك ، فإنّ اللسان كلبٌ عقور ، فإن أنت خلّيته عقر ، وربّ كلمة سلبت نعمة ، من سيب عذاره قاده إلى كلّ كريهة وفضيحة ، ثم لم يخلص من دهره إلّا على مقت من الله وذمّ من النّاس .
ورواه الرضيّ في ( نهج البلاغة ) مرسلاً نحوه (١) .
[ ١٦٠٦١ ] ١٦ ـ وفي ( الخصال ) عن حمزة بن محمّد العلويّ ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن زياد القندي ، عن أبي وكيع ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي ( عليه السلام ) قال : ما من شيء أحقّ بطول السجن من اللسان .
[ ١٦٠٦٢ ] ١٧ ـ وفي ( ثواب الأَعمال ) عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن معاوية بن حكيم ، عن معمّر بن خلّاد ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، عن أبيه قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : نجاة المؤمن في حفظ لسانه ، قال : وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : من حفظ لسانه ستر الله عورته .
[ ١٦٠٦٣ ] ١٨ ـ وفي ( المجالس ) عن الحسين بن إبراهيم المؤدّب ، عن أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان ، عن بكر بن عبد الله بن حبيب ، عن تميم بن بهلول ، عن جعفر بن عثمان ، عن سليمان بن مهران قال : دخلت على الصادق جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) وعنده نفر من الشّيعة فسمعته
__________________
(١) نهج البلاغة ٣ : ٢٤٦ / ٣٨١ .
١٦ ـ الخصال : ١٤ / ٥١ .
١٧ ـ ثواب الأعمال : ٢١٧ / ١ .
١٨ ـ أمالي الصدوق : ٣٢٦ / ١٧ .
وهو يقول : معاشر الشيعة كونوا لنا زيناً ، ولا تكونوا علينا شيناً ، قولوا للناس حسناً ، واحفظوا ألسنتكم وكفّوها عن الفضول ، وقبيح القول .
[ ١٦٠٦٤ ] ١٩ ـ الحسن بن محمّد الطوسي في ( المجالس ) عن أبيه ، عن المفيد ، عن الحسين بن عليّ بن محمّد التمّار (١) ، عن محمّد بن أحمد ، عن جدّه ، عن عليّ بن حفص المدائنيّ ، عن إبراهيم بن الحارث ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر (٢) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله ، فإنّ كثرة الكلام بغير ذكر الله قسو القلب ، إن أبعد الناس من الله القلب القاسي .
[ ١٦٠٦٥ ] ٢٠ ـ وعن أبيه ، عن المفيد ، عن الحسن بن حمزة الحسنيّ (١) ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن عبد الله بن عبد الله (٢) ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال لأَصحابه : إسمعوا مني كلاماً هو خير لكم من الدهم (٣) الموقفة ، لا يتكلم أحدكم بما لا يعنيه وليدع كثيراً من الكلام فيما يعنيه حتى يجد له موضعاً ، فربّ متكلّم في غير موضعه جنىٰ على نفسه بكلامه ، ولا يمارينّ أحدكم حليماً ولا سفيهاً ، فإنّه من مارى حليماً أقصاه ومن مارى سفيهاً أرداه ، واذكروا أخاكم إذا غاب عنكم بأحسن ما تحبون أن تذكروا إذا غبتم عنه ، واعملوا عمل من يعلم أنّه مجازى بالإِحسان ، مأخوذ بالإِجرام .
__________________
١٩ ـ أمالي الطوسيّ ١ : ٢ .
(١) في المصدر : الحسن بن عليّ بن محمّد التمار .
(٢) في المصدر : أبي عمر .
٢٠ ـ أمالي الطوسيّ ١ : ٢٢٨ .
(١) في المصدر : الحسن بن حمزة الحسيني .
(٢) في المصدر : عبيد الله بن عبدالله وهو الموافق للبحار ٧١ : ٢٨١ / ٣٠ .
(٣) الدهم جمع أدهم وهي الخيل الشديدة السواد أنظر ( مجمع البحرين ـ دهم ـ ٦ : ٦٥ ) .
[ ١٦٠٦٦ ] ٢١ ـ أحمد بن أبي عبد الله في ( المحاسن ) عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه ، عن عليّ ( عليه السلام ) قال : ثلاث منجيات : تكفّ لسانك ، وتبكي على خطيئتك ، ويسعك بيتك .
[ ١٦٠٦٧ ] ٢٢ ـ محمّد بن إدريس في ( آخر السرائر ) نقلاً من كتاب حريز بن عبد الله ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال يا فضيل : بلّغ من لقيت من موالينا السلام وقل لهم : إني أقول : إنّي لا أغني عنهم من الله شيئاً إلّا بورع ، فاحفظوا ألسنتكم ، وكفّوا أيديكم ، وعليكم بالصبر والصلاة إنّ الله مع الصابرين .
[ ١٦٠٦٨ ] ٢٣ ـ عبد الله بن جعفر في ( قرب الإِسناد ) ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائة ( عليهم السلام ) أنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) قال : إنّ على لسان كلّ قائل رقيباً ، فليتق الله العبد ولينظر ما يقول .
[ ١٦٠٦٩ ] ٢٤ ـ وعنه ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن جده ، قال : من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه .
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (١) ويأتي ما يدلّ عليه (٢) .
__________________
٢١ ـ المحاسن : ٤ / ٥ .
٢٢ ـ مستطرفات السرائر : ٧٤ / ١٧ .
٢٣ ـ قرب الإِسناد : ٣٢ .
٢٤ ـ قرب الإِسناد : ٣٢ .
(١) تقدم في البابين ١١٧ ، ١١٨ من هذه الأبواب .
(٢) يأتي في الباب ١٢٠ من هذه الأبواب . وفي الباب (٧١) من ابواب جهاد النفس من كتاب الجهاد
١٢٠ ـ باب كراهة كثرة الكلام بغير ذكر الله
[ ١٦٠٧٠ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن حميد بن زياد ، عن الخشّاب ، عن ابن بقاح ، عن معاذ بن ثابت ، عن عمرو بن جميع ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : كان المسيح ( عليه السلام ) يقول : لا تكثروا الكلام في غير ذكر الله ، فإنّ الذين يكثرون الكلام في غير ذكر الله قاسية قلوبهم ولكن لا يعلمون .
[ ١٦٠٧١ ] ٢ ـ وعن أبي علي الأَشعريّ ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن ابن فضّال ، عمّن رواه ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : من لم يحسب كلامه من عمله كثرت خطاياه وحضر عذابه .
[ ١٦٠٧٢ ] ٣ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن بكر بن صالح ، عن الغفاريّ ، عن جعفر بن إبراهيم قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : من رأى موضع كلامه من عمله قلّ كلامه إلّا فيما يعنيه .
[ ١٦٠٧٣ ] ٤ ـ وبالإِسناد الآتي (١) عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ـ في رسالته إلى أصحابه ـ قال : فاتّقوا الله وكفّوا ألسنتكم إلّا من خير ـ إلى أن قال : ـ وعليكم بالصمت إلّا فيما ينفعكم الله به من أمر آخرتكم ويأجركم عليه ،
__________________
الباب ١٢٠ فيه ١١ حديثاً
١ ـ الكافي ٢ : ٩٤ / ١١ .
٢ ـ الكافي ٢ : ٩٤ / ١٥ .
٣ ـ الكافي ٢ : ٩٥ / ١٩ .
٤ ـ الكافي ٨ : ٣ ـ ٤ / ١ .
(١) يأتي في الفائدة الثالثة من الخاتمة .
وأكثروا من التهليل والتقديس والتسبيح والثناء على الله والتضرّع إليه ، والرغبة فيما عنده من الخير الذي لا يقدّر قدره ولا يبلغ كنهه أحد ، فاشغلوا ألسنتكم بذلك عمّا نهى الله عنه من أقاويل الباطل التي تعقّب أهلها خلوداً في النار من مات عليها ولم يتب إلى الله ولم ينزع عنها .
[ ١٦٠٧٤ ] ٥ ـ محمّد بن عليّ بن الحسين قال : مرّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) برجل يتكلم بفضول الكلام فوقف عليه ثمّ قال : يا هذا ، إنّك تملي على حافظيك كتاباً إلى ربك ، فتكلّم بما يعنيك ودع ما لا يعنيك .
ورواه في ( المجالس ) عن عليّ بن أحمد الدقاق ، عن محمّد بن هارون (١) ، عن عبدالعظيم بن عبد الله الحسني ، عن سليمان بن جعفر الجعفريّ ، عن موسى بن جعفر ، عن آبائه ( عليهم السلام ) مثله (٢) .
[ ١٦٠٧٥ ] ٦ ـ قال : وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : جمع الخير كلّه في ثلاث خصال : النظر والسكوت والكلام ، فكلّ نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو ، وكلّ كلام ليس فيه ذكر فهو لغو ، وكلّ سكوت ليس فيه فكرة فهو غفلة ، فطوبى لمن كان نظره عبراً ، وصمته تفكراً ، وكلامه ذكراً ، وبكى على خطيئته ، وأمن الناس شرّه .
ورواه في ( المجالس ) عن أبيه ، عن عبد الله بن جعفر الحميريّ ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن سليمان بن خالد ، عن الصادق ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين ( عليهم
__________________
٥ ـ الفقيه ٤ : ٢٨٢ / ٨٣٧ .
(١) في الأمالي زيادة : عن عبيد الله بن موسى الروياني .
(٢) أمالي الصدوق : ٣٦ / ٤ .
٦ ـ الفقيه ٤ : ٢٩٠ / ٨٧٢ .
السلام ) (١) .
ورواه أيضاً عن محمّد بن الحسن ، عن الصفار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن إسماعيل بن مرار ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن أبي أيّوب ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر ( عليهما السلام ) (٢) .
ورواه في ( ثواب الأعمال ) وفي ( الخصال ) عن محمّد بن موسى بن المتوكّل ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمٰن (٣) .
ورواه في ( معاني الأَخبار ) عن أبيه ، عن سعد ، عن محمّد بن عيسى (٤) .
ورواه البرقيّ في ( المحاسن ) مرسلاً (٥) .
[ ١٦٠٧٦ ] ٧ ـ الحسين بن سعيد في كتاب ( الزهد ) عن محمّد بن سنان ، عن جعفر بن إبراهيم قال سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : من ماز (١) موضع كلامه من عقله قلّ كلامه فيما لا يعنيه .
[ ١٦٠٧٧ ] ٨ ـ قال : وقال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : إيّاكم وجدال المفتون فإنّ كلّ مفتون ملقى حجته إلى إنقضاء مدّته ، فإذا انقضت مدّته
__________________
(١) أمالي الصدوق : ٣٢ / ٢ .
(٢) أمالي الصدوق : ٩٦ / ٦ .
(٣) ثواب الأعمال : ٢١٢ / ١ ، والخصال : ٩٨ / ٤٧ .
(٤) معاني الأخبار : ٣٤٤ / ١ .
(٥) المحاسن : ٥ / ١٠ .
٧ ـ الزهد : ٤ / ٤ .
(١) في المصدر : علم .
٨ ـ الزهد : ٥ / ذيل الحديث ٤ ، وأورده عن التوحيد في الحديث ٢٥ من الباب ٢٣ من ابواب الأمر بالمعروف .
أحرقته فتنته بالنار .
[ ١٦٠٧٨ ] ٩ ـ وعن محمّد بن سنان ، عن أبي رجاء (١) ، عن الزيديّ ، عن أبي أراكه قال : سمعت عليّاً ( عليه السلام ) يقول : إنّ لله عباداً كسرت قلوبهم خشية الله فاستنكفوا من المنطق ، وإنّهم لفصحاء ألبّاء نُبلاء ، يستبقون إليه بالأَعمال الزاكية ، لا يستكثرون له الكثير ولا يرضون له القليل ، يرون أنفسهم أنّهم شرار ، وإنّهم لأكياس (٢) الأَبرار .
[ ١٦٠٧٩ ] ١٠ ـ وعن الحسين بن علوان ، عن عمرو بن خالد ، عن زيد بن عليّ ، عن آبائه ، عن عليّ ، عن النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) قال : الكلام ثلاثة : فرابح وسالم وشاحب (١) ، فأمّا الرابح فالذي يذكر الله ، وأمّا السالم فالذي يقول : احبّ الله ، وأمّا الشاحب فالذي يخوض في الناس .
[ ١٦٠٨٠ ] ١١ ـ وعن النضر بن سويد ، عن القاسم بن سليمان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : سمعت أبي يقول : من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه .
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (١) .
__________________
٩ ـ الزهد : ٥ / ٦ .
(١) في المصدر : أبي عمّار بياع الأكسية
(٢) في المصدر : الاكياس .
١٠ ـ الزهد : ٧ / ١١ .
(١) في المصدر : وشاجب . . . واما الشاجب
والشاجب : الهالك والناطق بالخنا المعين علىٰ الظلم ( مجمع البحرين ـ شجب ـ ٢ : ٨٦ ) .
١١ ـ الزهد : ١٠ / ١٩ .
(١) تقدم في الحديثين ١٧ ، ٢٠ من الباب ١١٧ ، وفي الأحاديث ٥ ، ١٩ ، ٢٠ من الباب ١١٩ من هذه الأبواب .
١٢١ ـ باب استحباب مداراة الناس
[ ١٦٠٨١ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن أبي عليّ الأَشعريّ ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع (١) ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : أمرني ربّي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض .
[ ١٦٠٨٢ ] ٢ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن حبيب السجستاني ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : في التوراة مكتوب فيما ناجى الله به موسى بن عمران : يا موسى اكتم مكتوم سرّي في سريرتك ، وأظهر في علانيتك المداراة عنّي لعدوّي وعدوّك من خلقي ، ولا تستسبّ لي عندهم بإظهار مكتوم سرّي فتشرك عدوّك وعدوّي في سبّي .
[ ١٦٠٨٣ ] ٣ ـ وعنه ، عن أحمد ، عن عليّ بن الحكم ، عن الحسين بن الحسن قال : سمعت جعفراً ( عليه السلام ) يقول : جاء جبرئيل إلى النبي ( صلّى الله عليه وآله ) فقال : يا محمّد ربك يقرئك السلام ويقول لك : دارِ خلقي .
[ ١٦٠٨٤ ] ٤ ـ وعن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن
__________________
الباب ١٢١ فيه ١٠ أحاديث
١ ـ الكافي ٢ : ٩٦ / ٤ .
(١) في المصدر زيادة : عن حمزة بن بزيع .
٢ ـ الكافي ٢ : ٩٦ / ٣ .
٣ ـ الكافي ٢ : ٩٥ / ٢ .
٤ ـ الكافي ٢ : ٩٥ / ١ .