الشّفاء ـ طبيعيّات - ج ١

أبو علي حسين بن عبد الله بن سينا [ شيخ الرئيس ابن سينا ]

الشّفاء ـ طبيعيّات - ج ١

المؤلف:

أبو علي حسين بن عبد الله بن سينا [ شيخ الرئيس ابن سينا ]


المحقق: سعيد زايد
الموضوع : العلوم الطبيعيّة
الناشر: منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٣٤

الموجودة لا أنها تكسبها (١) بحركتها. ولو لم يجعلوا هذا الشوق إلى الصور (٢) المقومة التي هى كمالات أولى. بل إلى الكمالات الثانية اللاحقة ، لكان تصور معنى هذا الشوق من المتعذر ، فكيف وقد جعلوا ذلك شوقا لها إلى الصورة المقومة؟

فمن هذه الأشياء يعسر على فهم هذا الكلام الذي هو أشبه بكلام الصوفية منه بكلام الفلاسفة ، وعسى أن يكون غيرى يفهم هذا الكلام حق الفهم ، فليرجع إليه فيه. ولو كان بدل الهيولى بالإطلاق هيولى ما (٣) تستكمل (٤) بالصورة الطبيعية (٥) حتى يحدث من الصورة الطبيعية التي فيها لها (٦) انبعاث نحو استكمالات تلك الصورة مثل الأرض في التسفل والنار في التصعد ، لكان لهذا الكلام وجه وإن (٧) كان مرجع (٨) ذلك الشوق إلى الصورة الفاعلة ، وأما هذا على (٩) الإطلاق فلست (١٠) أفهمه.

[الفصل الثالث (١١)]

ج ـ فصل

فى كيفية كون هذه المبادئ مشتركة (١٢)

لما كان نظرنا هذا إنما هو في المبادئ المشتركة ، فيحق علينا أن ننظر في هذه المبادئ الثلاثة المشتركة أنها على أى نحو من النحوين المذكورين تكون مشتركة. لكنه سيظهر لنا أن الأجسام منها ما هي قابلة للكون والفساد ، أى منها ماهيولاها (١٣) تستجد صورة وتخلى صورة ، ومنها ما ليست (١٤) قابلة للكون والفساد (١٥) ، بل وجودها

__________________

(١) تكسبها : تكتسبها د ، سا ، ط ، م ،

(٢) الصور : الصورة سا ، م.

(٣) ما : ساقطة من م

(٤) تستكمل : مستكمل سا

(٥) الطبيعية : ساقطة من م

(٦) لها : ساقطة من م.

(٧) وإن : إن م

(٨) مرجع : يرجع م.

(٩) هذا على : على هذا سا ، م

(١٠) فلست : فما لست د ، سا ، م.

(١١) فصل : فصل ج ب ، الفصل الثالث ط ، م.

(١٢) فى ... مشتركة : ساقطة من د.

(١٣) ما هيولاها : ما هيولياتها ط ، ماهية لأنها سا

(١٤) ما ليست : ما هى ليست ط

(١٥) أى منها ... الفساد : ساقطة من م.

٢١

بالإبداع ، فإذا كان كذلك لم يكن لها (١) هيولى مشتركة على النحو الأول (٢) من النحوين المذكورين ، فإنه لا يكون هيولى واحدة تارة تقبل صورة الكائنات الفاسدة ، وتارة تقبل صورة ما لا يفسد في طباعه (٣) ولا له كون هيولانى. فإن (٤) ذلك مستحيل ، بل ربما جاز أن تكون الهيولى المشتركة لمثل (٥) الأجسام الكائنة الفاسدة التي يفسد بعضها من (٦) بعض ، ويتكون بعضها من بعض ، كما سنبين من حال الأربعة التي (٧) تسمى الاسطقسات ، اللهم إلا أن تجعل طبيعة (٨) الموضوع التي لصورة (٩) ما لا يفسد والموضوع لصورة ما يفسد طبيعة واحدة في نفسها صالحة لقبول كل صورة.

إلا أن ما يفسد قد عرض أن قارنته الصورة التي لا ضد لها ، فيكون السبب في أنها لا تكون ولا تفسد من من جهة صورتها (١٠) المانعة لمادتها عما في طباعها إلا (١١) من جهة المادة المطاوعة. فإن كان كذلك ، وبعيد (١٢) أن يكون كذلك على ما سيتضح بعد فسيكون (١٣) حينئذ هيولى مشتركة بهذا الوجه. فالهيولى (١٤) المشتركة بهذا الوجه سواء كانت مشتركة للطبيعيات كلها أو للكائنات الفاسدة منها (١٥) فإنها متعلقة (١٦) بالإبداع ، وليست تكون من شيء (١٧) وتفسد (١٨) إلى (١٩) شيء (٢٠) ، وإلا كانت تحتاج إلى هيولى أخرى ، فتكون تلك مقدمة (٢١) عليها ومشتركة (٢٢).

وأما هل للطبيعيات مبدأ صورى مشترك بالنحو الأول ، فليس يوجد لها من الصور ما نتو همه (٢٣) أنه ذلك (٢٤) إلا الصورة (٢٥) الجسمية. فإن (٢٦) كان تصرف الأجسام (٢٧) في الكون والفساد إنما يكون فيما وراء الصورة الجسمية حتى تكون (٢٨) مثلا (٢٩) الصورة الجسمية التي في الماء ، إذا استحال هواء ، باقية بعينها في الماء ، فيكون (٣٠) للأجسام بعد مبدأ صورى على هذه الصفة مشترك لها بالعدد ووجد بعده (٣١) مبادئ صورية يخص (٣٢) كل واحد منها (٣٣) واحد (٣٤) منها ، وإن (٣٥) كان الأمر ليس كذلك ، بل إذا فسدت المائية فسدت الجسمية التي كانت لهيولاه في (٣٦) فساد المائية ، وحدثت

__________________

(١) لها : ساقطة من سا ، م (٢) الأول : الثاني بخ. (٣) فى طباعه : ساقطة من سا. (٤) فان : فانى م

(٥) لمثل : + هذا ط (٦) من : إلى ط ، م. (٧) التي : ساقطة من م. (٨) طبيعة : لهيئة ط (٩) لصورة (الثانية) : بصورة ط. (١٠) صورتها : صورة ط (١١) إلا : لا سا ، م (١٢) وبعيد : فبعيد م. (١٣) فسيكون : فيكون ط (١٤) فالهيولى : والهيولى م. (١٥) منها : ساقطة من د ، سا ، ط ، م (١٦) متعلقة : + الحصول ط

(١٧) من شيء : ساقطة من سا (١٨) وتفسد : أو تفسد ط (١٩) إلى : من ب. (٢٠) إلى شيء : ساقطة من د ، سا. (٢١) مقدمة : متقدمة سا (٢٢) ومشتركة : مشتركة م. (٢٣) ما نتوهمه : ما يتوهم د ، ط (٢٤) ذلك : ذاك سا. (٢٥) الصورة : ساقطة من سا ، م (٢٦) فان : وإن سا (٢٧) تصرف الأجسام : التصرف في لأجسام ط. (٢٨) حتى يكون : وتكون سا. (٢٩) مثلا : ساقطة من د ، سا (٣٠) فيكون : + وجد ط.(٣١) ووجد بعده : وبعده د ، سا ، م ؛ ووجد لها بعد أيضا ط (٣٢) يخص : يحصل م (٣٣) منها : + واحد م (٣٤) واحد (الثانية) واحدة ط. (٣٥) وإن : فإن ط (٣٦) في : مع م.

٢٢

جسمية أخرى مخالفة (١) بالعدد موافقة بالنوع (٢). فلا يكون للأجسام مثل هذا المبدأ الصورى المشترك ، وسيظهر لك الحق من الأمرين في موضعه ، ولو كان للأجسام مبدأ صورى بهذا الصفة أو لطائفة (٣) من الأجسام أو لجسم واحد صورة لا تفارق ، لكان ذلك المبدأ الصورى (٤) يداوم (٥) الاقتران بالهيولى ، ولم يكن (٦) مما يكون ويفسد (٧) ، بل يتعلق أيضا بالإبداع.

وأما (٨) العدم فواضح من حاله أنه لا يجوز أن يكون من جملته عدم مشترك بهذا النحو الأول ، لأن هذا العدم هو عدم شيء من شأنه أن يكون ، وإذا (٩) كان من شأنه أن يكون ، لم يبعد أن يكون. فحينئذ لا يبقى هذا العدم ، فحينئذ لا يكون مشتركا : وأما المشترك على النحو الآخر من المعنيين (١٠) فإن المبادئ الثلاثة توجد مشتركة للكائنات والمتغيرات ، إذ تشترك كلها في أن لكل منها هيولى وصورة وعدما ، وهذا المشترك يقال إنه لا يكون ولا يفسد على نحو ما يقال للكليات إنها لا تكون ولا تفسد. (١١)

ويقال للكليات إنها لا تكون ولا تفسد على وجهين : فنعنى بأحد الوجهين أن الكلى لا يكون ولا يفسد أى أنه لا يكون وقت في العالم هو أول وقت وجد فيه أول شخص أو عدة أوائل أشخاص يحمل عليها ذلك الكلى وكان قبله وقت وليس ولا واحد منها موجودا فيه ، وفي الفساد ما يقابل هذا. فبهذا الوجه من الناس من يقول إن هذه المبادئ المشتركة لا تكون ولا تفسد ، وهم (١٢) القوم (١٣) الذين يوجبون في العالم دائما كونا وفسادا وحركة (١٤) ما دام العالم موجودا. والوجه الثاني أن ينظر إلى ماهية ما (١٥) كماهية الإنسان فننظر هل هو من حيث هو إنسان يكون ولا يفسد ، فيوجد معنى أنه يكون ومعنى أنه يفسد ليس معنى الإنسان من حيث هو (١٦) إنسان ، فيسلبان عن ماهية الإنسان من حيث هو إنسان ، لأنه أمر يلزمه (١٧) ليس داخلا فيه ، وكذلك (١٨) يقال في هذه المبادئ المشتركة بالنحو الثاني من نحوى (١٩) الاشتراك المذكور.

ونظرنا هاهنا في المبادئ هو من هذه الجهة ، وليس (٢٠) كلامنا هذا في الجهة الأولى (٢١). وأما إذا قصدنا إلى

__________________

(١) مخالفة : ساقطة من ب ، د ، سا ، م (٢) بالنوع : فى النوع سا.

(٣) لطائفة : لطبقة سا ط ، م. (٤) ذلك المبدأ الصورى : ساقطة من سا

(٥) يداوم : مداوم م (٦) ولم يكن. ولا يكون سا.

(٧) ويفسد : ولا يفسد ب ، سا.

(٨) وأما : فأما م. (٩) وإذا : فاذا ط.

(١٠) المعنيين : + فانه قد يوجد في كل صنف من المبادئ ما يكون مشتركا ط.

(١١) على نحو .... ولا تفسد : ساقطة من ب.

(١٢) وهم : فهم م (١٣) القوم : ساقطة من سا.

(١٤) وحركة : ساقطة من م

(١٥) ماهية ما : ماهيتها سا ، م.

(١٦) هو من حيث : الإنسان مثلا من حيث ط.

(١٧) يلزمه : + ليس يلزمه ط

(١٨) وكذلك : فكذلك د ،

(١٩) نحوى : النحوي م.

(٢٠) وليس : ليس م

(٢١) الأولى : + هذا ط.

٢٣

الأعيان الموجودة منها ، فههنا هيولات تكون وتفسد كالخشب للسرير والعفص والزاج (١) للحبر. والهيولى الأولى التي أشرنا إليها لا تكون ولا تفسد ، إنما (٢) هى متعلقة الحصول بالإبداع. وأما الصور (٣) فبعضها يكون ويفسد ، وهى التي في الكائنة الفاسدة ، وبعضها لا يكون ولا يفسد وهى التي في المبدعات. وقد يقال لها إنها لا تكون ولا تفسد بمعنى آخر ، فإنه ربما (٤) قيل للصور التي في (٥) الكائنات (٦) الفاسدة إنها لا تكون ولا تفسد بمعنى إنها غير من هيولى وصورة حتى تكون وتفسد (٧) ، إذ يراد بالكون حينئذ حصول صورة لموضوع ويكون الكائن مجموعها (٨) وبالفساد ما يقابله. وأما العدم ، فإذا كان كونه ، إن كان له كون ، هو حصوله بعد ما لم يكن ، وكان حصول وجوده (٩) ليس وجود ما له ذات حاصلة (١٠) بنفسه (١١) ، بل كان وجوده بالعرض لأنه عدم شيء معين في شيء معين هو الذي فيه قوته ، فيكون له نحو من الكون أيضا بالعرض ومن الفساد بالعرض. فكونه هو أن تفسد الصورة عن المادة فيحصل عدم بهذه الصفة ، وفساده أن تحصل (١٢) الصورة فلا يكون حينئذ العدم الذي بهذه الصفة (١٣) موجودا ، ولهذا العدم عدم بالعرض ، كما أن له وجودا بالعرض ، وعدمه هو (١٤) الصورة لكن ليس قوام الصورة ووجودها هو بالقياس إليه ، بل ذلك يعرض له باعتبار ما. وقوام هذا العدم ووجوده هو بنفس القياس إلى هذه الصورة ، فكان (١٥) عدم العدم اعتبار ما يعرض (١٦) للصورة من الاعتبارات الإضافية التي ربما عرضت للشيء إلى غير نهاية ، والقوة على العدم هى بهذه المنزلة ، لأن القوة الحقيقية هى بالقياس إلى الفعل والاستكمال (١٧) ولا استكمال بالعدم ولا فعل حقيقيا له.

ويجب أن نعلم أيضا أن هذه المبادئ الثلاثة المشتركة على أى نحو يكون مشتركا فيها بالقياس إلى ما تحت كل واحد مما (١٨) فيه تكون الشركة (١٩) ، فإنه يعظم علينا ما يقولونه من أن اسم كل واحد منها مشترك ، فإنه إن (٢٠) كان كذلك فيكون سعى الجماعة مقصورا على أن يوجدوا للمبادئ الكثيرة ثلاثة أسماء يعم كل اسم منها طائفة من المبادئ ، وتحتوى الأسماء الثلاثة على الجميع. فإن هذا قد كان يكفى (٢١) أن يكون المهم (٢٢) فيه بأن يصطلح فيما بيننا

__________________

(١) والزاج : ساقطة من سا ، م. (٢) إنما : وإنما ط

(٣) الصور : الصورة سا ، م. (٤) فانه ربما : فربما سا

(٥) فى : من ط (٦) الكائنات : الكائنة ب ، د ، سا ،.

(٧) وتفسد : ساقطة من سا (٨) مجموعها : مجموعهما سا.

(٩) حصول وجوده : حصوله ووجوده د ، سا ، م.

(١٠) حاصلة : ساقحة من سا (١١) بنفسه : بنفسها ط.

(١٢) أن تحصل : أو تحصل د. (١٣) وفساده ..... الصفة : ساقطة من سا.

(١٤) هو : ساقطة من م. (١٥) فكان : وكان م

(١٦) ما يعرض : بالعرض ط. (١٧) والاستكمال : بالاستكمال ط.

(١٨) مما : منها سا ، ط ، م (١٩) الشركة : المشتركة د ، ط ، م

(٢٠) فإنه إن : وإن سا.

(٢١) يكفى : يكون ط

(٢٢) المهم : الهم ط.

٢٤

على أسماء ويتواطأ عليها ، ولو فعلنا ذلك أولم نفعله ، بل قبلنا ما فعلوه ، لم يكن في أيدينا إلا أسماء ثلاثة ، وما كان يحصل لنا من معانى المبادئ شيء البتة ، وبئس ما فعل من رضى بهذا لنفسه.

وليس يمكننا أيضا أن نقول إن كل واحد منها يدل على ما يشمله بالتواطؤ الصرف (١) ، فكيف (٢) وقد وقع تحت كل واحد منها أصناف شتى من مقولات شتى تختلف (٣) في معنى المبدئية بالتقديم والتأخير ، وبالأخرى (٤) ، بل يجب أن تكون دلالتها دلالة التشكيك كدلالة الوجود والمبدأ والوحدة. وقد عرفنا الفرق بين المشكك (٥) وبين المتفق والمتواطئ في المنطق فلجميع ما يقال إنه هيولى طبيعة (٦) تشترك في معنى أنها أمر من شأنه أن يحصل له أمر آخر في ذاته ، بعد أن ليس (٧) له ، وهو الذي يكون منه (٨) الشيء وهو فيه لا بالعرض. فربما كان هو بسيطا ، وربما كان مركبا بعد البسيط كالخشب للسرير ، وربما كان الحاصل له صورة جوهرية أو هيئة عرضية. وجميع ما يقال له (٩) إنه صورة فهو الهيئة الحاصلة (١٠) لمثل هذا الأمر المذكور ، والذي (١١) يحصل منهما أمر من الأمور بهذا النحو من التركيب. وجميع ما يقال له عدم فهو لا وجود ، مثل هذا الشيء الذي سميناه صورة فيما من شأنه أن يحصل له. وجميع نظرنا في الصورة هاهنا واعتبارنا مبدئيتها (١٢) مصروف إلى كونه مبدأ بأنه أحد جزئى الكائن لا أنه فاعل ، وإن جاز أن يكون صورة فاعلا. وقد كنا بينا أن الطبيعى لا يشتغل بالمبدإ الفاعلى والغائى المشتركين (١٣) بالنحو الأول للأمور الطبيعية كلها ، فحرى بنا أن نشتغل بالمبدإ الفاعلى (١٤) المشترك للطبيعيات التي بعده.

وإذ (١٥) قد فرغ من المبادئ التي هى أحرى بأن (١٦) تسمى مبادئ أى (١٧) المقومة (١٨) للكائن أو للجسم الطبيعى ، فيجب أن نشتغل بالمبادئ التي هى أولى بأن (١٩) تسمى عللا ، ولنعرف منها المبدأ الفاعلى المشترك للطبيعيات وهو الطبيعة.

__________________

(١) الصرف : ساقطة من د ، سا

(٢) فكيف : وكيف ب ، سا.

(٣) تختلف .... وبالأخرى : ساقطة من سا

(٤) وبالأخرى : وبالأولى والأخرى ط ؛ والأخرى م.

(٥) كدلالة .... المشكك : ساقطة من د.

(٦) طبيعة : طبعية سا.

(٧) ليس : يكون بخ

(٨) منه : فيه د.

(٩) له : ساقطة من د

(١٠) الحاصلة : الحاصل د ؛ + الذي ط

(١١) والذي : الذي سا ، م.

(١٢) مبدئيتها : بمبدئيتها سا.

(١٣) الفاعلى والغائى المشتركين : الفاعلى المشترك والغائى المشترك ط.

(١٤) والغائى .... الفاعلى : ساقطة من د.

(١٥) وإذ : إن ب ؛ إذ د ، سا ، م

(١٦) بأن : أن سا

(١٧) أى : ساقطة من ب ، سا ، ط

(١٨) المقومة : المقدمة بخ.

(١٩) نسمى .... بأن : ساقطة من سا.

٢٥

[الفصل الرابع]

د ـ فصل (١)

فى تعقب (٢) ما قاله برمانيدس وماليسوس (٣)

فى امر مبادئ الوجود(٤) (٥)

وإذ قد (٦) بلغنا هذا المبلغ فقد سألنا بعض أصحابنا أن نتكلم عن المذاهب المستفسدة التي للقدماء في مبادئ الطبيعيات قبل الكلام في الطبيعة. وتلك المذاهب مثل المنسوب إلى ماليسوس (٧) وبرمانيدس أن الموجود واحد غير متحرك ، ثم يقول ماليسوس (٨) إنه غير متناه ، ويقول (٩) برمانيدس إنه متناه ، ومثل مذهب من قال إنه واحد غير متناه قابل للحركة إما ماء أو هواء أو غير ذلك ، ومذهب من جعل المبادئ غير متناهية العدد ، وإما أجزاء (١٠) لا تتجزأ مبثوثة في الخلاء وإما أجساما صغارا (١١) مشابهة لما يكون عنها مائية (١٢) وهوائية وغير ذلك مخالطة (١٣) كلها (١٤) للكل ، وسائر المذاهب المذكورة في كتب المشائين. وأن نتكلم على النحو الذي نقضوا به مذاهبهم ، فنقول إن مذهب ماليسوس (١٥) وبرمانيدس فإنا غير محصلين له ، ولا يمكننا أن ننص على ما عرضهما فيه ، ولا نظنهما يبلغان من السفه والغباوة هذا (١٦) المبلغ الذي يدل عليه ظاهر كلامهما (١٧) ، فلهما كلام أيضا في الطبيعيات وعلى كثرة المبادئ لها مثل قول برمانيدس بالأرض والنار ، وعلى تركيب (١٨) الكائنات منهما ، فيكون وشيكا أن تكون إشارتهما إلى الموجود الواجب الوجود الذي هو بالحقيقة موجود ، كما تعلمه في موضعه ، وأنه غير متناه

__________________

(١) فصل : فصل د ب ؛ الفصل الرابع ط ، م.

(٢) تعقب : تعقيب ط

(٣) وما ليسوس : وما ليوس ط.

(٤) فصل ..... الوجود : ساقطة من د.

(٥) الوجود : الموجود ب ، سا.

(٦) وإذ قد : وإذا م.

(٧) ما ليسوس : ما ليوس ط.

(٨) ماليسوس : ما ليس سا ، م

(٩) ويقول برمانيدس : وبرمانيدس سا.

(١٠) وإما أجزاء : إما أجزاء سا ، م.

(١١) صغارا : ساقطة من ط

(١٢) مائية : + لحمية سا ، م ،

(١٣) مخالطة : مخالط سا ، م ،

(١٤) كلها : كل بخ.

(١٥) ماليسوس : ماليسس م.

(١٦) هذا : ساقطة من ط ، م

(١٧) الذي ... كلامهما : ساقطة من د ، سا.

(١٨) تركيب : التركيب م.

(١٩) هى : ساقطة من د.

٢٦

ولا متحرك وأنه غير متناهى القوة أو أنه متناه (١) على معنى أنه غاية (٢) ينتهى إليها كل شيء ، والذي ينتهى إليه (٣) يتخيل أنه متناه من حيث أنه (٤) ينتهى إليه ، أو يشبه أن يكون غرضهما شيئا آخر وهو أن طبيعة الوجود (٥) معنى واحد بالحد والرسم (٦) ، وأن سائر الماهيات هى غير نفس طبيعة الوجود (٧) ، لأنها أشياء يعرض لها الوجود ويلزمها كالإنسانية. فإن الإنسانية ماهية وليست نفس الوجود ولا الوجود (٨) جزءا لها ، بل الوجود (٩) خارج عن حدهما (١٠) كما بينا في مواضع أخرى ، عارض لها. فيشبه أن يكون (١١) من قال إنه متناه عنى أنه محدود في نفسه (١٢) ليس طبائع ذاهبة في الكثرة ، ومن قال إنه غير متناه عنى أنه يعرض لأشياء غير متناهية. وليس يخفى عليك بما تعلمه في مواضع أخرى أن الإنسان بما (١٣) هو إنسان ليس هو الوجود (١٤) بما هو وجود (١٥) ، بل معناه خارج عنه ، وكذلك كل شيء من (١٦) الأمور الداخلة فى المقولات ، بل كل شيء منها موضوع للوجود (١٧) ويلزمه (١٨) الوجود (١٩).

فإن لم يذهبا إلى هذا وكابرا (٢٠) ، فليس يمكننى أن أناقضهما. وذلك لأن القياس الذي يناقض به مذهبهما يكون لا محالة مؤلفا من مقدمات ، ويجب أن تكون تلك المقدمات إما في أنفسها (٢١) أظهر من النتيجة ولا أجد شيئا يكون أظهر من هذه النتيجة (٢٢) أو تكون مسلمة (٢٣) عند الخصم. وليس يمكننى أن أعرف (٢٤) أى تلك المقدمات يسلمانها (٢٥) هذان ، فإنهما إن جوزا ارتكاب هذا المحال فمن (٢٦) يؤمننى إقدامهما على إنكار كل مقدمة من المقدمات المستعملة في القياس عليهما (٢٧). على أنى أجد كثيرا من المقدمات التي يناقضان بها أخفى من النتيجة التي يراد منها مثل ما يقال إنه إن كان الموجود جوهرا فقط فلا يكون (٢٨) متناهيا ولا غير متناه ، لأن هذين عارضان (٢٩) للكم ، والكم عارض للجوهر ، فيكون حينئذ جوهر موجود وكم موجود ، فيكون الموجود فوق اثنين (٣٠) كم وجوهر (٣١).

__________________

(١) متناه : ساقطة من م (٢) غاية : غايته ط

(٣) إليه : + كل شيء ط.(٤) أنه (الثانية) : ساقطة من م

(٥) الوجود : الموجود سا ، ط ، م. (٦) والرسم : أو الرسم سا ، ط ، م

(٧) الوجود (الأولى الثانية) : الموجود سا.

(٨) الوجود (الأولى) : الموجود سا (٩) الوجود (الثالثة) : الموجود سا ، م

(١٠) حدها : + لاحقة لماهيتها ط ؛ + لا حق لماهيتها م.

(١١) أن يكون : ساقطة من ط (١٢) فى نفسه : ساقطة من سا.

(١٣) بما : مما سا (١٤) الوجود : الموجود سا ، ط ، م»

(١٥) وجود : موجود سا ، ط ، م

(١٦) وكذلك كل شيء من : وكذلك حال كل واحد من بخ ، ط ، م.

(١٧) للوجود : للموجود د ، سا ، ط ، م ،

(١٨) ولمزمه : يلزمه سا ، م ،. (١٩) الوجود : الموجود سا ، م.

(٢٠) وكابرا : وتكابرا م. (٢١) أنفسها : نفسها سا.

(٢٢) ولا أجد ..... النتيجة : ساقطة من سا. (٢٣) مسلمة : مسلما ط

(٢٤) أعرف : + أن ط. (٢٥) يسلمانها : يسلمان ط ؛ يسلماها م

(٢٦) فمن : : فما ط. (٢٧) عليهما : + بل ط.

(٢٨) فلا يكون : ولا يكون د (٢٩) هذين عارضان : هذا عارض سا ، م.

(٣٠) جوهر .... اثنين : ساقطة من سا (٣١) كم وجوهر : ساقطة من د.

٢٧

وأنت إذا تأملت وجدت التناهى وغير التناهى (١) يكفى في تحقق وجوده أن يكون (٢) كما متصلا وهو المقدار المشاهد (٣). وبنا حاجة شديدة إلى أن نبين أن المقدار المشاهد قائم في مادة وموضوع وليس (٤) موجودا إلا في موضوع فإن هذا ليس يبين بنفسه (٥) ، بل يحتاج في إبانته إلى تكلف يعتد به ، فكيف يؤخذ (٦) هذا مقدمة (٧) في إنتاج ما هو بين بنفسه ، وكذلك ما قالوا من أن المحدود متجزئا (٨) بأجزاء حده وغير ذلك.

وأما سائر القوم فلنشر إشارة خفيفة (٩) في هذا الموضع إلى فساد مذاهبهم (١٠) ، ثم لنا (١١) (١٢) في مستقبل ما نكتبه كلام يوقف منه على جلية (١٣) الحال في زيغهم (١٤) وقوفا شافيا. ونقول الآن (١٥) : أما القائلون منهم بأن المبدأ واحد فيتوجه إليهم النقض من وجهين : أحدهما من جهة أنهم قالوا : إن المبدأ واحد ، والثاني من جهة أنهم قالوا : إن ذلك المبدأ هو ماء أو هواء. فأما النقض عليهم من جهة أن ذلك المبدأ هو ماء أو هواء فالأخلق (١٦) به الموضع الذي نتكلم فيه على مبادئ الكائنات الفاسدات لا على المبادئ العامة ، فإنهم وضعوا ذلك المبدأ مبدأ للكائنات الفاسدات (١٧) أيضا. وأما الدلالة على فساد قولهم إن المبدأ واحد ، فهو أن مذهبهم (١٨) يجعل الأمور كلها متفقة في الجوهر مختلفة في الأعراض ، ويبطلون مخالفة الأجسام بالفصول المنوعة (١٩) ، وسيتضح لنا أن الأجسام يختلف بالفصول المنوعة (٢٠) وأما القائلون بأن المبادئ التي يتكون عنها (٢١) هذه الكائنات غير متناهية ، فقد اعترفوا أنهم لا علم لهم ، بالكائنات ، إذ مبادئها غير متناهية. فلا يحاط بها (٢٢) علما ، فلا يحاط بما (٢٣) يتكون عنها ؛ وإذ (٢٤) لا سبيل إلى معرفة الكائنات فكيف علموا أيضا أن مبادئها غير متناهية؟ وأما مناقضتهم من جهة تخصيصهم تلك الأمور غير المتناهية بأنها أجزاء لا تتجزأ مبثوثة في الخلاء أو مودعة في الخليط ، فالأحرى أن نشتغل (٢٥) به حيث ننظر في مبادئ الكائنات الفاسدة أيضا. وإذ بلغنا هذا المبلغ ، فلنختم هذا الفصل. وهذا (٢٦) الفصل داخل في كتابنا بالعرض فمن شاء أن يثبته أثبته ، ومن شاء أن لا يثبته لا يثبته.

__________________

(١) وغير التناهى : + فما ط تحقق : تحقيق د ، م

(٢) يكون : + يوجد ط (٣) المشاهد : والمشاهد ب : د ، ـ ط.

(٤) وليس : وأنه ليس ط (٥) بنفسه : فى نفسه ط

(٦) يؤخذ : يوجد ب (٧) مقدمة : متقدمة د.

(٨) متجزئا : يتجزى بخ. (٩) خفيفة : خفية طا

(١٠) مذاهبهم : مذهبهم ب ، د ، سا

(١١) ثم لنا : ساقطة : من د (١٢) لنا : ساقطة من سا ، م.

(١٣) جلية : عليه سا (١٤) زيغهم : زيفهم ط

(١٥) الآن : ساقطة من سا. (١٦) فالأخلق : فلا خلق ط.

(١٧) الفاسدات : والفاسدات سا ، ط ، م

(١٨) مذهبهم : مذاهبهم م. (١٩) المنوعة : الممنوعة ط.

(٢٠) المنوعة : الممنوعة ط (٢١) عنها : عنه سا ، ط.

(٢٢) بها : ساقطة من م (٢٣) علما فلا يحاط بما : ساقطة من د

(٢٤) وإذ : فإذا سا ، ط ، م. (٢٥) نشتغل : نشغل ط.

(٢٦) وهذا : فهذا سا.

٢٨

[الفصل الخامس]

ه ـ فصل (١)

فى تعريف الطبيعة

نقول (٢) : إنه قد تقع عن الأجسام التي قبلنا أفعال وحركات ، فنجد بعضها صادرة عن أسباب خارجة عنها توجب فيها تلك الأفعال والحركات ، مثل تسخن (٣) الماء وصعود الحجر. ونجد بعضها يصدر عنها أفعال (٤) وحركات صدورا عن (٥) أنفسها (٦) من غير أن يستند صدورها عنها إلى سبب غريب ، كالماء ، فإنا إذا سخناه (٧) ثم خلينا عنه يبرد بطباعه ، والحجر إذا أصعدناه (٨) ثم خلينا عنه يهبط بطباعه ، وعسى أن يكون ظننا بالبذور في استحالتها نباتا والنطف في تكونها حيوانا (٩) قريبا (١٠) من هذا الظن ونجد أيضا الحيوانات تتصرف في أنواع حركتها بإرادتها ، ولا نرى أن قاسرا لها من خارج يصرفها تلك التصاريف ، فيرتسم في أنفسنا تخيل أن (١١) الحركات وبالجملة الأفعال والانفعالات الصادرة عن الأجسام قد يكون بسبب (١٢) خارج غريب ، وقد يكون عن ذاتها لا من خارج. ثم الذي يكون عن ذاتها لا من خارج (١٣) ، فحن في أول النظر نجوز أن يكون بعضه لازما طريقة واحدة لا ينحرف عنها ، ويكون بعضه مفنن (١٤) الطرائق (١٥) مختلفة (١٦) الوجوه. ومع ذلك فيجوز أن يكون كل واحد من الوجهين صادرا بإرادة وصادرا إلا عن إرادة ، بل كصدور الرض عن الحجر الهابط والإحراق (١٧) عن النار المشتعلة (١٨) ، فهذا ما يرتسم في أنفسنا.

__________________

(١) فصل : فصل ه ب ؛ ساقطة من د. الفصل الخامس ط. م.

(٢) نقول : فنقول سا ، ط.

(٣) تسخن : تسخين سا ، م.

(٤) أفعال ... عن : ساقطة من سا ، م.

(٥) عنها أفعال ... عن : ساقطة من د

(٦) عن أنفسها : لأنفسها د ، سا ، م

(٧) سخناه : أسخناه ط.

(٨) أصعدناه : صعدناه م.

(٩) حيوانا : حيوانات ب ، سا ، م

(١٠) قريبا : قريب سا.

(١١) أن (الثانية : + تلك ط.

(١٢) بسبب : لسبب ط.

(١٣) ثم ... خارج : ساقطة من سا.

(١٤) مفنن : متفننن ط

(١٥) الطرائق : الطلاق د

(١٦) مختلفة : مختلف سا ، م.

(١٧) والاحراق : والاحتراق سا.

(١٨) المشتعلة : المشعلة م.

٢٩

ثم ما يدرينا أن تكون هذه الأجسام التي لا نجد لها محركات من خارج إنما تتحرك وتفعل (١) عن (٢) محرك من خارج لا ندركه ولا نصل اليه ، بل عساه أن يكون مفارقا غير محسوس ، أو عساه أن يكون (٣) محسوس الذات (٤) غير محسوس التأثير أى غير محسوس النسبة (٥) التي بينه وبين المنفعل عنه ، الدالة (٦) على أنها (٧) موجبة (٨) له ، كمن (٩) لم ير المغناطيس (١٠) يجذب الحديد حسا أو لم يعرف عقلا أنه جاذب للحديد ، إذ ذلك (١١) كالمتعذر إدراكه بطلب العقل (١٢) فإذا رأى الحديد يتحرك إليه لم يبعد أن يظن أنه متحرك إليه (١٣) عن ذاته على أنه (١٤) من الظاهر أن المحرك لا يصح أن يكون جسما بما هو جسم ، إنما يحرك بقوة فيه. لكنا نضع وضعا يتسلمه الطبيعى ويبرهن عليه الإلهى أن الأجسام المتحركة هذه (١٥) الحركات إنما تتحرك عن قوى فيها (١٦) هي مبادئ حركاتها وأفعالها ، فمنها قوة تحرك وتغير ويصدر عنها الفعل على نهج واحد من غير إرادة وقوة ، كذلك مع إرادة وقوة متفننة التحريك والفعل من غير إرادة قوة متفننة الفعل والتحريك (١٧) مع إرادة وكذلك القسمة في جانب السكون فالأول من الأقسام (١٨) كما للحجر في هبوطه ووقوفه (١٩) في الوسط ، ويسمى طبيعية (٢٠). والثاني كما للشمس في دورانها عند محصلى الفلاسفة ويسمى نفسا فلكية (٢١). والثالث كما للنباتات (٢٢) في تكونها ونشوها ووقوفها (٢٣) إذ (٢٤) تتحرك لا بالإرادة حركات إلى جهات شتى تفريعا وتشعيبا للأصول وتعريضا وتطويلا وتسمى نفسا نباتية. والرابع كما للحيوان ويسمى نفسا حيوانية وربما قيل اسم الطبيعة على كل قوة يصدر عنها فعلها. بلا إرادة فتسمى النفس النباتية طبيعة (٢٥) وربما قيل طبيعة (٢٦) لكل ما يصدر عنه فعله من غير روية (٢٧) واختيار حتى يكون العنكبوت إنما يشبك (٢٨) بالطباع (٢٩) وكذلك ما يشبههه (٣٠) من الحيوانات. لكن الطبيعة التي بها الأجسام الطبيعية طبيعية والتي نريد أن نفحص عنها هاهنا هى الطبيعة (٣١) بالمعنى الأول.

وما أعجب ما قيل (٣٢) إن الباحث عن إثباتها من حقه (٣٣) أن يهزأ به وأظن (٣٤) أن المراد بذلك أن الباحث عن إثباتها

__________________

(١) وتفعل : وتنفعل ط (٢) عن : + مبدأ ط. (٣) محسوس .... يكون : ساقطة من د. (٤) غير .... : الذات : ساقطة من م. (٥) النسبة : البتة سا (٦) الدالة : الدلالة م (٧) أنها : أنه سا (٨) موجبة : موجب بخ ، د (٩) كمن : لم يكن م. (١٠) المغناطيس : مغناطيس ب ، د (١١) ذلك : ذاك م (١٢) إدراكه بطلب العقل : ساقطة من سا. (١٣) متحرك إليه : يتحرك د ، سا ؛ يتحرك إليه م (١٤) أنه : أن م. (١٥) هذه : بهذه د ، ط. (١٦) فيها : منها سا.

(١٧) الفعل والتحريك : التحريك والفعل سا ، ط ، م. (١٨) الأقسام : + هو د

(١٩) وقوفه : وقوعه م (٢٠) طبيعية : طبيعة ب ، سا. (٢١) فلكية : ملكية بخ

(٢٢) النباتات : للنبات د ، سا ، ط ، م (٢٣) تكونها ونشوها ووقوفها : تكونه ونشوه ووقوفه ط ، م.

(٢٤) إذ : فانها ط. (٢٥) طبيعة : طبيعية ط.

(٢٦) طبيعة : ساقطة من ط (٢٧) فعلة من غير روية : فعل بلا روية ط.

(٢٨) يشبك : يشبة سا (٢٩) بالطباع : الطبائع د ، م.

(٣٠) ما يشبههه : ما يشبهها سا ، ط. (٣١) الطبيعة : الطبيعية ط.

(٣٢) ما قيل : + من د (٣٣) حقة : جهة م

(٣٤) وأظن : فأظن د.

٣٠

وهو فاحص عن العلم الطبيعى يجب أن يستهزأ (١) به ، إذ (٢) يريد أن يبرهن من الصناعة نفسها على مبادئها. وأما إن لم يرد هذا أو تأويل آخر مناسب لهذا ، بل أريد أن وجود هذه القوة بين بنفسه ، فهو مما لا أصغى إليه ولا أقول به. وكيف وقد يلزمنا كلفة شاقة (٣) أن نثبت أن لكل متحرك محركا. وقد تجشم ذلك مفيدنا (٤) هذه الآراء تجشما يعتد به ، فكيف يستهزأ بمن يرى حركة ويلتمس الحجة على إثبات محرك لها فضلا عن أن يسلم محركا ويجعله خارجا. إلا أن الحق هو أن القول بوجود (٥) الطبيعة (٦) مبدأ للعلم الطبيعى ، وليس على الطبيعى أن يكلم (٧) من ينكرها (٨) وإنما إثباتها على صاحب الفلسفة الأولى ، وعلى الطبيعى تحقيق (٩) ماهيتها. وقد حدّت (١٠) الطبيعة بأنها مبدأ أول لحركة ما يكون فيه وسكونه بالذات لا بالعرض ليس على أنها يجب في كل شيء أن يكون مبدأ للحركة والسكون معا بل على أنها مبدأ لكل (١١) أمر ذاتى يكون للشيء (١٢) من الحركة إن كانت والسكون إن كان.

ثم بدا لبعض من ورد من بعد أن يستقصى (١٣) هذا الرسم ويوخى (١٤) أن يزيد عليه زيادة ، فقال : إن هذا إنما يدل على فعل الطبيعة لا على جوهرها (١٥) ، فإنه إنما يدل على نسبتها إلى ما يصدر عنها ويجب أن يزاد في حدها ، فيقال : إن للطبيعة (١٦) قوة سارية في الأجسام تفيد الصور والخلق (١٧) هى مبدأ لكذا وكذا. ونحن مبتدءون بأنه معنى الرسم المأخوذ عن الإمام الأول ثم نقبل على كفاية هذا المتكلف لزيادة كلفته موضحين (١٨) أن ما فعله ردى (١٩) فاسد غير محتاج إليه ولا إلى بدله فنقول : إن معنى قولنا : مبدأ للحركة ، أى مبدأ فاعلى (٢٠) يصدر عنه التحريك فى غيره وهو الجسم المتحرك. ومعنى قولنا : أول ، أى قريب لا واسطة بينه وبين التحريك ، فعسى أن تكون النفس مبدأ لبعض حركات الأجسام التي هى فيها (٢١) ولكن بوساطة (٢٢).

وقد ظن قوم أن النفس تفعل حركة الانتقال بتوسط الطبيعة ، ولا أرى الطبيعة تستحيل محركة للأعضاء خلاف ما توجبه ذاتها طاعة للنفس فلو استحالت الطبيعة كذلك لما حدث الإعياء عند تكليف النفس إياها غير مقتضاها ، ولما تجاذب مقتضى النفس ومقتضى الطبيعة. وإن (٢٣) عنى بذلك أن النفس تحدث ميلا وبالميل

__________________

(١) يستهزأ : يهزأ ط (٢) إذ : لأنه م.

(٣) شاقة : + فى سا ، م (٤) مفيدنا : يفيدنا سا.

(٥) بوجود : لوجود ط (٦) الطبيعة : + يعد ط

(٧) يكلم : يتكلم ط (٨) ينكرها : ينظرها م.

(٩) تحقيق : يتحقق ط (١٠) حدت : وجدت م.

(١١) لكل : الكل طا (١٢) للشيء : لشيء سا.

(١٣) يستقصى : استقصى ب ، استقصر بخ ، سا ، م ؛ استبعض د

(١٤) ويوخى : ويوحى سا. م. (١٥) لا على جوهوها : لا جوهرها سا. م.

(١٦) للطبيعة : الطبيعة سا ، م (١٧) الصور والخلق : الصورة والخلقة د ، ط.

(١٨) موضحين : موضحا د ، سا

(١٩) روى : رأى ب. (٢٠) فاعلى : ساقطة من سا.

(٢١) فيها : منها سا (٢٢) بواسطة : بوساطة د ، م.

(٢٣) وإن : فان ط ، م.

٣١

تحرك ، فالطبيعة تفعل ذلك أيضا ، على ما سيتضح لك. وكان مثل هذا الميل ليس هو المحرك (١) ، بل أمر به يحرك المحرك ، فإن كان للنفس متوسط في التحريك فذلك (٢) غير التحريكات المكانية ، بل في تحريك الكون والإنماء. وإذا أريد أن يكون (٣) هذا الحد عاما لكل تحريك ، زيد فيه الأول فإن النفس قد تكون في المتحرك وتحرك ما هى فيه تحريكها الإنماء والإحالة ولكن لا أولا ، بل باستخدام الطبائع والكيفيات ويبين (٤) هذا لك بعد ، وقوله :

ما يكون (٥) فيه ليفرق بين الطبيعة والصناعة والقاسرات. وأما قوله : بالذات فقد حمل على وجهين : أحدهما بالقياس إلى المحرك ، والآخر بالقياس إلى المتحرك. ووجه حمله على الوجه الأول أن الطبيعة يحرك لذاتها حين ما يكون بحال تحريك لا عن تسخير قاسر ، فيستحيل (٦) أن لا تحرك إن لم يكن مانع حركة مباينة للحركه القاسرة. وحمله على الوجه الثاني أن الطبيعة تحرك (٧) لما يتحرك عن ذاته لا عن خارج. وقوله لا بالعرض قد حمل أيضا على وجهين : أحدهما بالقياس إلى الطبيعة ، والآخر بالقياس إلى المتحرك. ووجه حمله بالقياس إلى الطبيعة

أن الطبيعة مبدأ لما كانت (٨) حركته (٩) بالحقيقة لا بالعرض ، والحركة بالعرض مثل حركة الساكن في السفينة بحركة السفينة. والوجه الآخر أنه إذا حركت الطبيعة صنما (١٠) فهى تحركه بالعرض ، لأن تحريكها (١١) بالذات للنحاس لا للصنم ، فليس الصنم من حيث هو صنم متحركا (١٢) بالطبيعة كالحجر (١٣). فلذلك (١٤) لا يكون الطب (١٥) طبيعة. إذا عالج الطبيب نفسه وحرك الطب (١٦) ما هو فيه ، لأنه فيه لا من حيث هو مريض ، بل من حيث هو طبيب ، فإن الطبيب إذا عالج نفسه فبرئ لم يكن برؤه لأنه طبيب ، ولكن (١٧) لأنه متعالج ، فإنه من حيث هو (١٨) معالج (١٩) شيء ومن حيث هو متعالج (٢٠) شيء فإنه (٢١) من حيث هو معالج صانع العلاج (٢٢) عالم به (٢٣) ، ومن حيث

هو متعالج قابل للعلاج مريض. فأما الزيادة التي رأى بعض اللاحقين بالأوائل (٢٤) أن يزيدها ، فقد فعل باطلا ، فإن القوة التي جعلها كالجنس فى رسم الطبيعة هو القوة الفاعلية ، واذا حدّت حدّت بأنها مبدأ الحركة من آخر في آخر بأنه آخر. وليس معنى القوة إلا مبدأ تحريك يكون من (٢٥) الشيء ، وليس معنى السريان إلا الكون في الشيء ، وليس معنى التخليق

__________________

(١) المحرك : المتحرك م. (٢) فذلك : بذلك سا.

(٣) يكون : لا يكون ط. (٤) ويبين : ويتبين سا ، ط.

(٥) ما يكون : ما هو د ، سا ، ط ، م. (٦) فيستحيل : ويستحيل ط.

(٧) تحرك : محرك د. (٨) كانت : كان ب ، د ، سا ، ط (٩) حركتة : + حركة ط.

(١٠) صنما : + من نحاس ط (١١) تحريكها : تحريكه سا ، ط.

(١٢) متحركا : متحركة. ط. (١٣) كالحجر : كما للحجرد (١٤) فلذلك : وكذلك ط.

(١٥) الطب : للطبيب سا ؛ الطبيب م. (١٦) الطب : الطبيب م.

(١٧) ولكن : بل د ، ط (١٨) هو : ساقطة من م

(١٩) معالج : متعالج ط. (٢٠) متعالج (الأولى) : معالج ط

(٢١) فانه : وذلك لأنه ط. (٢٢) العلاج : للعلاج ط

(٢٣) به : ساقطة من سا ، م. (٢٤) بالأوائل : الأوائل سا ، م.

(٢٥) من : فى سا ، م.

٣٢

والتشكيل (١) إلا داخلا في معنى التحريك ، وليس معنى حفظ الخلق والأشكال إلا في التسكين.

ولو كان هذا الرجل قال : إن الطبيعة هى مبدأ موجود في الأجسام لتحريكها إلى كمالاتها وتسكينها (٢) عليها هو مبدأ أول لحركة ما هو فيه وسكونها (٣) بالذات لا بالعرض ، لم يكن إلا مكررا لأشياء كثيرة من غير حاجة إليها فكذلك (٤) إذا أورد بدل طائفة من كلامه لفظا مفردا مواطئا لتلك الطائفة فيكون قد كرر أشياء كثيرة وهو لا يشعر. ومع ذلك فإن هذا المتدارك لخلل هذا الرسم بزعمه (٥) قد حسب (٦) أنه إذا قال قوة فقد (٧) دل على ذات غير مضافة إلى شيء وما فعل ، فإن المفهوم من القوة هو مبدأ التحريك والتسكين لا غير ، والقوة لا ترسم (٨) إلا من جهة النسبة الإضافية ، فلا يكون ما ظنه حقا من أنه قد هرب من ذلك بإيراد (٩) القوة فما عمله هذا الرجل باطل فاسد ، ثم معنى قول : الحاد الأول إنه مبدأ للحركة والسكون ليس يعنى المبدأ (١٠) الذي للحركة المكانية دون المبدأ الذي للحركة في الكيفية (١١) بل كان (١٢) مبدأ لأى (١٣) حركة كانت بالذات ، فهو طبيعة كالمبدإ للحركة التي في الكم والتي (١٤) في الكيف والتي في المكان ، وفي غير (١٥) ذلك إن كان (١٦) حركة وسيتضح لك بعد أصناف الحركات. فأما كونه مبدأ للحركة في الكم فهو حال الطبيعة الموجبة لزيادة تخلخل وانبساط في الحجم ، أو تكاثف وانقباض فى الحجم ، فإن هذا تحريك عن كمية ، وإن شئت أن تجعل النمو بالطبيعة ، وتطاق اسم الطبيعة على ذلك ، وتأخذ الطبيعة على أحد المعانى المذكورة ، فافعل.

وأما كونه مبدأ للحركة في الكيف فمثل حال طبيعة الماء إذا عرض للماء إن استفاد كيفية غريبة لم تكن مقتضى طبيعته لكون (١٧) البرودة مقتضى طبيعته. فإن العائق إذا زال ، ردته طبيعته إلى كيفية وأحالته إليها وحفظته عليها (١٨) ، وكذلك الأبدان إذا ساءت أمزجتها وقويت طبيعتها ردتها إلى المزاج الموافق.

وأما في المكان فظاهر ، وهو (١٩) حال طبيعة (٢٠) الحجر إذا حركته إلى أسفل وحال طبيعة النار إذا حركتها (٢١) إلى فوق

__________________

(١) والتشكيل : والتشكيك م. (٢) وتسكينها : وتسكنها ب ، د ، ط.

(٣) وسكونها : وسكونه سا ، م.

(٤) فكذلك : وكذلك م. (٥) بزعمه : لزعمه ط ؛ ساقطة من سا

(٦) حسب : حب ط (٧) فقد : ساقطة من ب.

(٨) لا ترسم : لا ترتسم سا ، م.

(٩) بايراد : بارادة م. (١٠) المبدأ (الأولى) : بالمبدإ ط.

(١١) الكيفية : الكيف ط ، م

(١٢) كان : كل سا ، م

(١٣) لأى : لأية م. (١٤) والتي : ساقطة من د

(١٥) وفي غير : وغير م.

(١٦) كان : كانت ط. (١٧) لكون : كون سا ؛ ككون ط.

(١٨) عليها : عنها م.

(١٩) وهو : + مثل ط

(٢٠) وحال طبيعة : وطبيعة سا ، م.

(٢١) حركتها : حركت النار د ، ط.

٣٣

وأما كونه مبدأ للحركة فى الجواهر فمثل حال الطبيعة التي تحرك إلى الصورة معدة (١) بإصلاح الكم والكيف على ما تعلم (٢). وأما حصول الصورة فعسى أن (٣) لا تكون الطبيعة مفيدتها (٤) ، بل (٥) تكون مهيئة لها ، وتستفاد مواضع آخر. والأولى أن يعلم هذا من صناعة أخرى ، فهذا (٦) هو حد الطبيعة التي هى كالجنسية (٧) وتعطى كل واحدة (٨) من الطبائع التي تحتها معناها.

[الفصل السادس]

و ـ فصل (٩)

فى نسبة الطبيعة الى المادة والصورة والحركة

إن (١٠) لكل (١١) جسم طبيعة ومادة وصورة وأعراضا. وطبيعته (١٢) هى القوة التي يصدر عنها تحركه (١٣) أو تغيره الذي يتكون (١٤) عن ذاته ، وكذلك سكونه وثباته. وصورته هى ماهيته التي بها هو. ما هو ومادته هى المعنى الحامل (١٥) لماهيته والأعراض هى الأمور التي إذا تصورت مادته بصورته وتمت نوعيته لزمته أو عرضت له من خارج. وربما كانت طبيعة (١٦) الشىء هى بعينها صورته ، وربما لم تكن. أما فى البسائط فإن الطبيعة هى الصورة بعينها ، فإن طبيعة الماء (١٧) هى بعينها الماهية التي بها الماء هو ، ما هو لكنها إنما تكون طبيعة باعتبار وصورة باعتبار. فإذا الحركات قيست إلى الحركات والأفعال الصادرة عنها سميت طبيعة وإذا قيست إلى تقويمها لنوع الماء ، وإن لم يلتفت إلى ما يصدر عنها من الآثار والحركات سميت صورة. فصورة الماء مثلا قوة أقامت هيولى الماء نوعا ، وتلك

__________________

(١) معدة : بعده سا.

(٢) على ما تعلم : ساقطة من د ، سا

(٣) أن : ساقطة من د

(٤) مفيدتها : مفيدة إياها ط.

(٥) بل : قيل د.

(٦) فهذا : وهذا سا ، م

(٧) كالجنسية : كالجنس ط

(٨) واحدة : واحد ب ، سا.

(٩) فصل : فصل ب ؛ الفصل السادس ط ، م ؛ ساقطة من د.

(١٠) إن : ساقطة من د ، سا

(١١) إن لكل : اعلم أن لكل م

(١٢) وطبيعته : فطبيعته سا

(١٣) تحركه : تحرك د ؛ تحريكه م.

(١٤) يتكون : يكون م

(١٥) الحامل : الحاصل سا.

(١٦) طبيعة : طبيعتة م.

(١٧) الماء : + هو ط.

٣٤

غير محسوسه وعنها تصدر الآثار المحسوسة من البرودة المحسوسه والثقل الذي هو (١) الميل بالفعل الذي لا يكون للجسم وهو فى حيزه الطبيعى ، فيكون فعلها (٢) مثلا فى جوهر الماء ، إما بالقياس إلى المتأثر عنه فالبرودة وإما بالقياس إلى المؤثر فيه المشكل له فالرطوبة ، وبالقياس إلى مكانه القريب (٣) فالتحريك وبالقياس (٤) إلى مكانه المناسب فالتسكين.

وهذه البرودة والرطوبة أعراض تلزم هذه الطبيعة ، إذا لم يكن هناك عائق. وليس كل الأعراض تتبع الصورة (٥) فى الجسم ، بل ربما كانت الصورة معدة للمادة لأن تنفعل عن سبب خارج يعرض ، كما يعد لقبول الأغراض الصناعية ولكثير (٦) من الأعراض الطبيعية ، وأما فى الأجسام المركبة فالطبيعة كشىء من الصورة ولا تكون كنه الصورة ، فإن الأجسام المركبة لا تصير هى ما هى بالقوة المحركة لها بالذات إلى جهة وحدها وإن كانت (٧) لا بد لها فى أن تكون هى ما هى من تلك القوة (٨) ، فكأن تلك القوة (٩) جزء من صورتها ، وكأن صورتها تجتمع من عدة معان فتتحد كالإنسانية فإنها تتضمن قوى الطبيعة وقوى النفس النباتية والحيوانية والنطق.

وإذا اجتمعت هذه كلها نوعا من الاجتماع أعطت (١٠) الماهية الإنسانية. وأما كيفية نحو هذا الاجتماع ، فالأولى أن (١١) يبين فى الفلسفة الأولى ، اللهم إلا أن يعنى الطبيعة لا هذا الذي حددناه (١٢) ، بل كل ما يصدر عنه أفاعيل الشىء على أى نحو كان على الشرط المذكور (١٣) فى الطبيعة أو لم يكن. فعسى أن تكون طبيعة كل شىء صورته.

ولكن غرضنا هاهنا في إطلاق اسم الطبيعة هو ما حددناه. ومن هذه الأعراض ما يعرض من خارج ، ومنها ما يعرض (١٤) من جوهر الشىء. وقد يتبع بعضها المادة كالسواد فى الزنجى وآثار القروح وانتصاب القامة ، وقد يتبع بعضها الصورة كالذكاء والفرح وغير ذلك فى الناس وقوة الضحك فإن هذه وإن لم يكن بد فى وجودها عن أن تكون (١٥) مادة موجودة ، فإن منبعثها (١٦) من الصورة ومبتدأها منها ، وستجد أعراضا تلزم الصورة (١٧) تنبعث عنها (١٨) أو تعرض لها بوجه آخر لا يحتاج إلى مشاركة المادة ، وذلك إذا حقق لك علم النفس وقد تكون أعراض مشتركة تبتدئ من الجهتين جميعا ، كالنوم واليقظة ، وإن كان قد يكون بعضها أقرب إلى الصورة

__________________

(١) الذي هو : هو الذي م.

(٢) فعلها : فعل الطبيعة بخ.

(٣) القريب : الغريب سا ، م

(٤) وبالقياس : وإما بالقياس ط.

(٥) الصورة (الأولى) : للصورة ط ؛ + التي م.

(٦) ولكثير : ولكنه سا. (٧) كانت : كان ط

(٨) القوة (الأولى والثانية) : القوى سا ، م

(٩) فكأن تلك القوة : ساقطة من د.

(١٠) أعطت : أعطيت د. (١١) أن : بأن ط.

(١٢) حددناه : حددنا ط. (١٣) الشرط المذكور : الشرط المشروط سا ، م ؛ الشروط لمشروط ط.

(١٤) من خارج ومنها ما يعرض : ساقطة من د.

(١٥) تكون : + فى سا.

(١٦) منبعثها : منبعها ط

(١٧) تلزم الصورة : للصورة م.

(١٨) عنها : منها؟؟؟ سا ، م.

٣٥

مثل اليقظة ، وبعضها أقرب إلى المادة مثل النوم. والأعراض اللاحقة من جهة المادة قد تبقى (١) بعد الصورة كأنداب القروح وسواد الحبشى إذا مات. فالطبيعة الحقيقية هى التي أومأنا إليها (٢) ، والفرق بين الصورة وبينها ما أشرنا إليه ، والفرق بين الحركة وبينها أظهر بكثير ، لكن لفظ الطبيعة قد يستعمل على معان كثيرة أحق (٣) ما يذكر منها هو ثلاثة منها فيقال طبيعة للمبدإ الذي ذكرناه (٤) ، ويقال طبيعة لما يتقوم به جوهر كل شيء ، ويقال طبيعة لذات كل شيء. وإذا أريد بالطبيعة ما يتقوم (٥) به جوهر كل شيء حق أن يختلف فيها بحسب اختلاف المذاهب والآراء. فمن رأى أن يجعل الجزء الأحق (٦) من كل جوهر بأن يقومه هو عنصره وهيولاه ، قال : إن طبيعة كل (٧) شيء عنصره ومن رأى أن يجعل الصورة أحرى بذلك ، جعلها طبيعة الشيء. وعسى أن يكون فى أهل البحث قوم ظنوا أن الحركة هى المبدأ الأول لإفادة الجواهر قواماتها ، فجعلوها طبيعة كل شيء ، ومن جعل طبيعة كل شيء صورته جعلها في البسائط ماهيتها البسيطة وفي المركبات المزاج. وستعلم بعد (٨) أن المزاج ما هو ونرشدك الآن إليه يسيرا ، فنقول.

إن المزاج هو كيفية تحصل (٩) من تفاعل كيفيات متضادة في أجسام متجاورة ، وقد كان الأقدمون من الأوائل شديدى الشغف بتفضيل المادة والقول بها وتصيرها طبيعة ، ومنهم أنطيقون (١٠) الذي يذكره المعلم الأول ويحكى عنه أنه أصر على أن المادة هى الطبيعة ، وأنها هى المقومة للجواهر (١١) ، ويقول لو كانت الصورة هى الطبيعة في الشيء لكان السرير إذا عفن وصار بحيث يفرع غصنا وينبته فرع سرير ، أو ليس كذلك ، بل يرجع إلى طبيعة الخشبية (١٢) فينبت (١٣) خشبا. كأن هذا الرجل رأى أن الطبيعة هى المادة ، ولا كل مادة ، بل المحفوظ ذاتها في كل تغير ، وكأنه لم يفرق بين الصورة الصناعية وبين الطبيعية (١٤) ، بل لم يفرق بين العارض وبين الصورة ولم يعرف أن مقوم (١٥) الشيء يجب أن لا يكون منه بد عند وجود الشيء ، ليس أنه الذي لا بد منه عند عدم الشيء

__________________

(١) قد تبقى : قد بقيت بخ.

(٢) إليها : إليه م.

(٣) أحق : وأحق ط.

(٤) ذكرناه : ذكرنا ط.

(٥) ما بتقوم : ما ينفق ط.

(٦) الأحق : اللاحق م.

(٧) طبيعة كل : الطبيعة لكل م.

(٨) بعد : ساقطة من د.

(٩) تحصل : تحدث د.

(١٠) انطيقون : لانطيقون سا ؛ انطيغون ط.

(١١) للجواهر : للجوهر سا.

(١٢) الخشبية : الخشب ط

(١٣) فينبت : وينبت ط.

(١٤) الطبيعية : الطبيعة سا.

(١٥) مقوم : مفهوم د ؛ يقوم سا.

٣٦

أو يكون ثابتا (١) عند عدم الشيء. وما يغنينا أن يكون الشيء ثابتا في الأحوال (٢) ، ووجوده لا يكفى في أن يحصل الشيء بالفعل مثل هذا الذي هو الهيولى التي لا تفيد وجود الشيء بالفعل ، بل إنما تفيد قوة وجوده ، بل (٣) الصورة هى التي تجعله بالفعل. ألا ترى (٤) أن الخشب واللبن إذا وجدا كان للبيت (٥) كون بالقوة ، ولكن كونه بالفعل مستفاد من صورته حتى لو جاز أن تقوم صورته لا في المادة لاستغنى عنها. وهذا الرجل ذهب عليه أيضا أن الخشبية صورة ، وأنها عند الإثبات محفوظة ، فإن (٦) كان الذي يهمنا (٧) في مراعاة شرائط كون الشيء طبيعة (٨) هو أن تكون مفيدة للشيء جوهريته ، فالصورة أولى بذلك.

ولما كانت الأجسام البسيطة هى ما هى بالفعل بصورتها (٩) ، ولم تكن هى ما هى بموادها وإلا لما اختلفت.

فبين أن الطبيعة ليست هى المادة ، وأنها (١٠) هى الصورة في البسائط ، وأنها في نفسها (١١) صورة من الصور ليست (١٢) مادة من المواد. أو ما في المركبات فغير خاف عليك أن الطبيعة المحدودة (١٣) وحدها لا تعطى ماهياتها ، بل هى مع زوائد ، إلا أن تسمى صورتها الكاملة طبيعة على سبيل الترادف ، فتكون الطبيعة تقال حينئذ على هذه (١٤) وعلى الأول بالاشتراك. وأما الحركة فهى أبعد من أن تكون طبيعة للأشياء ، فإنها كما يتضح طارئة في حالة النقص وغريبة عن (١٥) الجوهر.

__________________

(١) أو يكون ثابتا : ولا انفكاك ويكون ثبتا بخ ؛ ويكون ثابتا سا.

(٢) الأحوال : الأقوال د.

(٣) بل : قبل د.

(٤) ألا ترى : لا ترى د

(٥) للبيت : البيت سا ، م.

(٦) فان : وإن ط

(٧) يهمنا بيناب.

(٨) كون الشيء طبيعة : الطبيعة د ، سا ؛ طبيعة ط ؛ كون الشيء طبيعته م.

(٩) بصورتها : بصورها ط.

(١٠) وأنها : + هى ط

(١١) نفسها : أنفسها ط

(١٢) ليست : وليست م.

(١٣) المحدودة : ساقطة من سا.

(١٤) هذه : هذا ط.

(١٥) عن : من ط.

٣٧

[الفصل السابع]

ز ـ فصل (١)

فى الفاظ مشتقة من الطبيعة وبيان احكامها

هاهنا (٢) ألفاظ تستعمل ، فيقال الطبيعة والطبيعى وماله الطبيعة وما بالطبيعة وما بالطبع وما يجرى المجرى الطبيعى (٣). فالطبيعة قد عرفتها ، وأما الطبيعى فهو كل منسوب إلى الطبيعة ، والمنسوب إلى الطبيعة هو إما ما فيه الطبيعة (٤) ، وإما ما عن الطبيعة. والذي فيه الطبيعة فالمتصور (٥) بالطبيعة أو الذي الطبيعة كالجزء من صورته ، وأما ما عن الطبيعة فالآثار (٦) والحركات وما يجانس (٧) ذلك من الزمان والمكان وغيره ، وأما ماله الطبيعة فهو (٨) الذي (٩) فى نفسه مثل هذا المبدأ وهو الجسم المتحرك بطباعه (١٠) ، وأما ما بالطبيعة فهو كل ما وجوده (١١) بالفعل من (١٢) الطبيعة أو قوامه بالفعل (١٣) عن (١٤) الطبيعة بالوجود الأول كالأشخاص الطبيعية أو بالوجود الثاني كالأنواع الطبيعة. وأما ما (١٥) بالطبع فهو كل ما يلزم الطبيعة كيف كان على مشاكلة القصد ، كالأشخاص والأنواع الجوهرية ، أو لازما لها ، كالأعراض اللازمة والحادثة. وأما ما يجرى مجرى (١٦) الطبيعى ، فمثل الحركات والسكونات التي توجبها الطبيعة بنفسها لذاتها لا خارجة عن مقتضاها ، والخارج عن مقتضاها (١٧) ربما كان بسبب غريب وربما كان عنها نفسها (١٨) بسبب (١٩) قابل فعلها وهو المادة ، فإن الرأس المسفط والأصبع الزائدة ليسا جاريين (٢٠) على (٢١) المجرى الطبيعى ، ولكنهما (٢٢) بالطبع وبالطبيعة إذ سببهما (٢٣) الطبيعة ، ولكن ليس لنفسها ، بل لعارض ، وهو كون المادة بحال في كيفيتها (٢٤) أو كميتها تقبل ذلك.

__________________

(١) فصل : فصل ز ب ؛ الفصل السابع م ؛ ساقطة من م. (٢) هاهنا : وهاهنا ط.

(٣) المجرى الطبيعى : مجرى الطبيعة ط. (٤) الطبيعة (الأولى) : ساقطة من ط

(٥) فالمتصور : والمتصور د. (٦) فالآثار : بالآثار سا

(٧) يجانس : يجالس م. (٨) فهو : وهو ط

(٩) الذي : + له سا. (١٠) بطباعه : + والساكن بطباعه سا ، م

(١١) ما وجوده : ما كان وجوده سا

(١٢) من : عن م. (١٣) بالفعل : ساقطة من د ، م

(١٤) عن : من ط (١٥) وأما ما : وما سا ؛ وأما م.

(١٦) مجرى : الجرى د ، سا ، م. (١٧) مقتضاها (الثانية) : مقتضاه ط.

(١٨) نفسها : ساقطة من د (١٩) بسبب : لسبب ط.

(٢٠) ليسا جاريين : ليس جاريا ب ، د سا ، م ؛ + ما ط

(٢١) على : ساقطة من د سا ، م.

(٢٢) ولكنهما : ولكنه د ، سا ، م

(٢٣) سببهما : سببه ب ، د ، سا ، م.

(٢٤) كيفيتها : كيفها د.

٣٨

والطبيعة تقال على وجه جزئى ، وتقال على وجه كلى. فالتى (١) تقال على وجه جزئى هى الطبيعة الخاصة بشخص شخص (٢) ، والطبيعة التي تقال على وجه (٣) كلى فربما كانت كلية بحسب (٤) نوع ، وربما كانت كلية على الإطلاق ، وكلاهما لا وجود لهما في الأعيان ذواتا قائمة إلا في التصور ، بل لا وجود إلا للجزئى (٥). أما أحدهما فهو ما تعقله من مبدأ مقتضى (٦) التدبير الواجب في استحفاظ نوع نوع (٧) ، والثاني ما نعقله من مبدأ مقتضى (٨) التدبير الواجب في استحفاظ الكل على نظامه.

وقد ظن بعضهم أن كل واحد (٩) منهما قوة موجودة ، أما الأولى فسارية في أشخاص النوع ، وأما الأخرى (١٠) فسارية في الكل. وظن بعضهم أن كل واحد منهما هو (١١) في ذاته وفيضانه عن المبدأ الأول واحد ومنقسم (١٢) بانقسام الكل ويختلف (١٣) في القوابل. وليس من هذا شيء يجب أن يصغى إليه ، فإنه (١٤) لا وجود إلا للقوى المختلفة التي في القوابل ولم تكن البتة متحدة ثم انقسمت. نعم لها نسبة إلى شيء واحد ، والنسبة إلى الشيء الواحد الذي هو المبدأ لا يرفع الاختلاف الذاتى عن الأشياء ولا يقوّم المنسوبات (١٥) مجردة بأنفسها ، بل لا وجود للطبيعة (١٦) بهذا المعنى لا في ذات المبدأ الأول ، فإنه من المحال أن يكون في ذاته شيء (١٧) غير (١٨) ذاته كما تعلم بعد ، ولا في طريق السلوك إلى الأشياء كأنه فائض ، لكنه (١٩) بعد لم يصل ولا له وجود في الأشياء متحدا بلا اختلاف ، بل طبيعة كل شيء (٢٠) آخر بالنوع أو بالنوع أو بالعدد. ولا أيضا ما يمثلونه من شروق الشمس كذلك ، فإن الشمس لا ينفصل (٢١) عنها شيء يقوّم واحدا لا جسم ولا عرض ، بل إنما يحدث شعاعها (٢٢) في القابل ويحدث (٢٣) في كل قابل آخر بالعدد وليس لذلك الشعاع وجود في غير القابل ، ولا هو (٢٤) من جملة شعاع جوهر الشمس قد انحدر منه إلى المواد فغشيها. نعم لو لم يختلف القابل وكان واحدا ، لكان الأثر واحد بحسبه (٢٥) حينئذ ، ويتبين (٢٦) لك تحقيق هذا كله في غير هذه الصناعة.

__________________

(١) فالى : فالشيء د. (٢) شخص : ساقطة من د

(٣) على وجه : بوجه ب ، د ، سا ، م

(٤) بحسب .... كلية : ساقطة من د.

(٥) للجزئى : لجزئى ط. (٦) مقتضى : يقتضى ط

(٧) نوع نوع : نوع د ، سا ، م.

(٨) مقتضى : يقتضى ط. (٩) واحد : واحدة ط

(١٠) وأما الأخرى : والأخرى د ، سا ، م.

(١١) هو : ساقطة من د. (١٢) ومنقسم : وينقسم سا ، ط ، م.

(١٣) ويخلف : ساقطة من د.

(١٤) فإنه : وإنه م. (١٥) المنسوبات : النسوبات د.

(١٦) للطبيعة : لطبيعة م. (١٧) شيء : + غريب بخ ، ط ، م

(١٨) غير : عن ط ، م. (١٩) لكنه : ساقطة من سا.

(٢٠) شيء : + شيء ط. (٢١) لا ينفصل : لا يفصل سا.

(٢٢) شعاعها : شعاعا د ، سا ؛ شعاعهما ط

(٢٣) ويحدث : ويجذب م. (٢٤) ولا هو : + شيء ط.

(٢٥) بحسبه : يحسب سا

(٢٦) ويتبين : وتبين سا ، م.

٣٩

لكن إن كانت طبيعة كلية (١) من هذا الجنس ، فلا تكون على أنها طبيعة ، بل على أنها (٢) أمر معقول عند الأوائل والمبادئ التي يفيض منها تدبير الكل أو على أنها طبيعة جرم أول من (٣) الأجرام (٤) السماوية التي بتوسطها يستحفظ (٥) النظام ولا يكون البتة طبيعة واحدة الماهية سارية في الأجسام الأخرى (٦).

فهكذا (٧) يجب أن تتصور الطبيعة الكلية والجزئية ، ثم تعلم أن كثيرا مما هو خارج عن مجرى الطبيعة الجزئية ليس بخارج عن مجرى الطبيعة الكلية (٨) ، فإن الموت وإن كان غير مقصود في الطبيعة الجزئية التي (٩) في زيد ، فهو مقصود في الطبيعة الكلية من وجوه : أحدها لتخلص النفس عن البدن للسعادة في السعداء ، وهى المقصودة ولها خلق البدن ، وإذا (١٠) أخلفت (١١) فليس (١٢) لسبب من الطباع ، بل لسوء الاختيار. وليكون لقوم آخرين حالهم في استحقاق الوجود حال هذا الشخص وجودا ، فإنه إن خلد هؤلاء لم يسع للآخرين (١٣) مكان ولا قوت. وفي قوة المادة فضل للآخرين وهم يستحقون مثل هذا الوجود ، وليسوا أولى بالعدم الدائم من هؤلاء بالخلود ، فهذه وغيرها (١٤) مقاصد في الطبيعة الكلية. وكذا الأصبع الزائدة فهى (١٥) مقصودة (١٦) الطبيعة الكلية التي يقتضى أن تكسى كل مادة ما يستعد لها من الصور (١٧) ولا تعطل ، فإذا فضلت (١٨) مادة تستحق الصورة (١٩) الإصبعية لم تحرم ولم تضيع.

__________________

(١) كلية : كلينه م

(٢) على أنها طبيعة بل : ساقطة من سا.

(٣) جرم أول من : جرم من أول من سا

(٤) الأجرام ط.

(٥) يستحفظ : استحفظ ط

(٦) الأخرى : الأخر ط.

(٧) فهكذا : فكذا سا ، هكذا م.

(٨) الكلية : ساقطة من ب ، د ، ط.

(٩) التي : ساقطة من م.

(١٠) وإذا : فإذا د ؛ وإذ سا ، ط ، م

(١١) أخلفت : اختلف د ؛ اختلفت سا ، ط ، م

(١٢) فليس : فليست ط ؛ وليست م.

(١٣) للآخرين : الآخرين سا ، م.

(١٤) وغيرها : ساقطة من د ، سا

(١٥) فهى : هو سا ؛ هى م

(١٦) مقصودة : مقصود في د ، سا ؛ مقصودة في م.

(١٧) الصور : الصورة د ، سا ، ط.

(١٨) فضلت : صلت سا ؛ فضلت م

(١٩) الصورة : الصور د ؛ للصورة ط.

٤٠