الشّفاء ـ طبيعيّات - ج ١

أبو علي حسين بن عبد الله بن سينا [ شيخ الرئيس ابن سينا ]

الشّفاء ـ طبيعيّات - ج ١

المؤلف:

أبو علي حسين بن عبد الله بن سينا [ شيخ الرئيس ابن سينا ]


المحقق: سعيد زايد
الموضوع : العلوم الطبيعيّة
الناشر: منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٣٤

[الفصل الأول]

١ ـ فصل (١)

فى الأغراض التي تشتمل عليها هذه المقالة

يجب أن نحقق فى هذه المقالة أن الحركة كيف تكون واحدة ، وكيف تكون (٢) كثيرة ، وأن الحركة كيف تكون مضامة مطابقة لحركة أخرى تقايسها فى السرعة والبطء ، وكيف لا تكون ، وكيف تكون (٣) الحركة مضادة لحركة (٤) أخرى ، وكيف (٥) لا تكون ، وأن الحركة هل تعرض لكل جسم أو لبعض الأجسام ، وأن الحركة كيف تكون طبيعية ، وأن المكان هل يكون طبيعيا وكيف يكون طبيعيا ، وهل لكل جسم مكان طبيعى ، وأن الحركات (٦) كيف تكون غير (٧) طبيعية ، وكم أقسام غير الطبيعية ، وأن نجمع جميع فصول الحركة ، وأن نعرف مناسبات ما بين القوى المحركة (٨) والحركات.

__________________

(١) فصل : فصل أب ؛ الفصل الأول م.

(٢) واحدة وكيف تكون : ساقطة من د.

(٣) وكيف لا تكون وكيف تكون : وكيف تكون د ؛ وكيف لا تكون سا.

(٤) لحركة : كحركة سا

(٥) وكيف : فكيف ب.

(٦) الحركات : الحركة ط.

(٧) غير : الغير ب ، د ، سا ، ط.

(٨) المحركة : والمحركة م.

٢٦١

[الفصل الثاني]

ب ـ فصل (١)

فى وحدة (٢) الحركة وكثرتها (٣)

الحركة تكون واحدة على وجوه : فإنها إما أن تكون واحدة بالعدد وإما أن تكون واحدة بالنوع ، وإما أن تكون واحدة بالجنس ، إما بالجنس (٤) الأقرب ، وإما بالجنس الأبعد. فلنحقق الواحد بالعدد قبل غيره.

فنقول : إن قوما من آل برمانيدس ومن شايعهم من أصحاب (٥) أفلاطن منعوا كل المنع أن تكون الحركة توصف بالوحدة بل بالهوية ، وقالوا : كيف توصف الحركة بالهوية ولا يحصل منها شيء موجودا حاصلا ، وقالوا سائر ما قد فرغنا عنه فيما سلف (٦) من الشكوك فى باب الحركة والزمان ، مثل قولهم : كيف توصف الحركة بالوحدة ، ولا حركة (٧) إلا منقسمة إلى ماض ومستقبل ، ولا حركة إلا ولها زمانان (٨). ومثبتو وحدة الحركة يشترطون أن يكون زمانها واحدا ، فكيف (٩) تكون الحركة واحدة ، وكل واحد فإنه تام فيما هو فيه واحد ، وكل تام فهو قار الوجود حاضر الأجزاء إن كانت له ، والحركة لا وجود قار لها مع أن لها أجزاء.

ونحن فيما سلف قد بينا الحال فى وجود الحركة بيانا لا يلتفت معه إلى هذه الشكوك ، والآن فيحق علينا أن نبين الحال فى وحدة الحركة ، ونبين أن الشبهة التي (١٠) أوردوها منحلة ، فنقول : قد بينا نحن أن الحركة تقال للكمال الأول الذي وصفناه ، وتقال لقطع المسافة. فالكمال الأول وحدته (١١) بوحدة الموضوع له مع وحدة زمان وجوده فيه ، التي هى اتصال ، وكسائر الصفات التي لا يكفى فى كونها واحدة بالشخص كون موضوعها واحدا فقط.

فإن الموضوع الواحد إذا (١٢) عرض فيه بياض ، ثم عدم ثم عرض فيه بياض ، لم يكن هذا البياض هو بعينه الأول بالشخص ، فتكون الحركة بالمعنى الذي أشرنا إليه واحدة ، إذا كان الموضوع واحدا بعينه فى زمان واحد بعينه.

__________________

(١) فصل : فصل ب ب ؛ الفصل الثاني م.

(٢) وحدة : حده م.

(٣) فى وحدة الحركة وكثرتها : الحركة الواحدة بالعدد د

(٤) إما بالجنس : ساقطة من ط.

(٥) أصحاب : آل ط.

(٦) فيما سلف : ساقطة من ب ، د ، ط ، م.

(٧) ولا حركة : فلا حركة سا

(٨) زمانان : زمان م.

(٩) فكيف : وكيف د : سا ، ط ، م.

(١٠) التي : ساقطة من م.

(١١) وحدته : وحدة م.

(١٢) إذا : إذ د ؛ وإذا ط.

٢٦٢

ووحدة الزمان هى اتصاله ، فكل (١) حركة بهذه الصفة فهى واحدة بالشخص ، وتكون (٢) لا محالة فى متحرك فيه واحد ، مثل مسافة واحدة بالاتصال ، ومثل (٣) بياض يتوجه إليه المتحرك بالاستحالة اتجاها لا يقف (٤) عند حد زمانا. ومثل كم واحد ، أو غير (٥) ذلك. وليس هذا المعنى بأولى فى أن يدخل شرطا لوحدة الحركة من معنى الزمان ، وإن كان لا بد من (٦) ذكر معنى الزمان. وإن كان معنى الزمان يكفى ذكره ، فذلك ليس لأنه يتضمن جميع الشروط التي بها تكون الحركة واحدة ، بل لأنه يقتضى الشرط الباقى ، وينتقل الذهن منه إليه ويلتزمه (٧) ، وأنت تعلم الفرق بين المتضمن والمقتضى الملتزم (٨).

وأما الحركة التي هى بمعنى القطع ، فهذا المعنى أولى بأن يكون شرطا فيها ، فالأمور التي يجب أن تكون واحدة حتى تكون الحركة واحدة ، هى المتحرك ، والمسافة وما يجرى مجراها والزمان. فيجب أن يكون المتحرك واحدا ، والمسافة أو ما فيه (٩) الحركة واحدا ، والزمان واحدا أى (١٠) واحدا بالعدد فى جميعه ، فإن كثرة الحركة تتبع كثرة الأشياء التي تفيد الحركة كما ما ونمطا من الانقسام. وهذه الأشياء هى هذه الثلاثة بالمتحرك ، وما فيه ، والزمان (١١) (١٢). فإن تكثر المتحرك وكان الزمان واحدا بعينه ، أو تكثر المتحرك وكانت المسافة (١٣) واحدة بعينها ، تكثرت الحركات. وإذا تكثر المتحرك (١٤) والزمان واحد (١٥) بعينه ، لزم تكثر المسافات وما فيه الحركة بالعدد. وإذا تكثر المتحرك والمسافة واحدة (١٦) ، لزم تكثر الزمان ، فإنه لا يتكثر المتحرك (١٧) والمسافة واحدة ، إلا وتكون المتحركات تتعاقب على تلك المسافة ، إذ لا يقطع جسمان معا مسافة واحدة بعينها ، كما لا يكونان (١٨) فى مكان واحد معا ، ولا يجوز أن يتكثر المتحرك فى أزمنة كثيرة وما فيه واحد بالعدد البتة إلا فى المسافات ، فإنها يجوز أن تبقى بعد القطع واحدة بعينها.

وأما الكم والكيف وغير ذلك فلا يكون كيف واحد بعينه أو كم واحد بعينه بالعدد ، يتحرك (١٩) فيه متحركون (٢٠) عدة فى زمان بعد زمان (٢١) (٢٢) ، لأن الكيفية (٢٣) التي لهذا المتحرك من حيث هى واحدة بالعدد لا يشاركه (٢٤) فيها المتحرك (٢٥) الآخر

__________________

(١) فكل : وكل ط (٢) وتكون : فيكون ط.

(٣) ومثل : فمثل ط (٤) لا يقف : فيه سا ، ط ، م.

(٥) أو غير : وغير د. (٦) لا بد من : + ذكره مع ط.

(٧) ويلتزمه : ويلزمه د. (٨) الملتزم : المستلزم سا.

(٩) أو ما فيه : واحدة وما فيه ط

(١٠) أى : ساقطة من ط. (١١) وما فيه والزمان : والزمان وما فيه م

(١٢) والزمان : ولحركة الزمان ط. (١٣) وكانت المسافة : والمسافة م.

(١٤) المتحرك (الأولى): + كان سا ، ط

(١٥) واحد : واحدا ط. (١٦) بعينها ... واحدة : ساقطة من م.

(١٧) المتحرك : للتحرك ط ، م.

(١٨) لا يكونان : لا يكون سا. (١٩) يتحرك : يتحرك د ، ط

(٢٠) متحركون : متحرك م. (٢١) زمان (الأولى) : زمن سا

(٢٢) بعد زمان : ساقطة من م (٢٣) غير ذلك الكيفية : ساقطة من د.

(٢٤) لا يشاركه : ولا يشاركه ط (٢٥) المتحرك (الثانية) : متحرك سا.

٢٦٣

بوجه لا كالمسافة ، ونظن أنه يلزم هذا كله أن يكون المحرك واحدا بالعدد ، وأن العدة إذا اجتمعت على تحريك شيء فإنما هى كشيء واحد ، إذ تصير الجملة محركا واحدا ، إذ ولا (١) واحد منها يحرك (٢) وحده. لكنه إن أمكن ، أن يكون شيء يحرك (٣) ، وقبل أن ينقطع (٤) تحريكه ، أو مع انقطاع تحريكه ، تقع هناك (٥) مناسبة للجسم المتحرك مع محرك (٦) آخر ، كما يتخلص حديد مثلا من تأثير مغناطيس لو توهمناه (٧) استحال إلى غير طبيعته دفعة ، وحصل الحديد حيث ينجذب إلى مغناطيس آخر ، ولم يكن بين تعطل الأول وابتداء تأثير الثاني زمان ، واتصل الزمان والمسافة ، فبالحرى (٨) أن يكون هذا المتحرك واحدا بحركة واحدة. وكذلك لو سخن (٩) ماء بنار تلحقه عقيب نار من غير وقوع فتور ، حتى بلغ حدا من السخونة ، فبالحرى (١٠) أن لا تكون هذه الحركة متكثرة ، بل تكون واحدة إلا على جهة المقايسة. فإن الشيء المتحد بالاتصال قد يعرض له التكثر ، على ما قلنا مرارا ، تارة من جهة التفكيك والقطع بالفعل ، وتارة (١١) من جهة المقايسات ، فإن الزمان أيضا ينقسم بالفعل على هذه الجهة. وذلك إذا قيس بمبادئ أمور كائنة (١٢) فيه ، وغاياتها (١٣) ، فارتسم فيه بحسب ذلك آنات ، فيكون فى مسئلتنا أيضا يفرض (١٤) عند كل ورود محرك آن أول من زمانه يفرض (١٥) فى الزمان بالمقايسة ، فيعرض من ذلك أن يتكثر (١٦) الزمان ، فيعرض من ذلك أن تتكثر الحركة ، ولا تكون حينئذ الحركة واحدة الزمان من هذه الجهة ، ومن حيث أن (١٧) الزمان واحد فى ذاته تكون الحركة واحدة فى ذاتها. وهذا مثل (١٨) ما يعرض لحركات الفلك بالقياس إلى الشروق والغروب ، فينقسم الزمان وتنقسم الحركة بحسب ذلك انقساما لا يقطع الاتصال. ويشبه أن يكون كون (١٩) الصوت المسموع من الوتر المنقور بنقرة واحدة ، الباقى زمانا ، الذي يسمى نغمة ، هو من هذا القبيل ، فإن هذه النغمة ستعلم فى جزئيات الطبيعيات ومشاهدة أحوالها أنها ليست تحدث عن وقع المضراب على الوتر ، بل إنما (٢٠) تحدث من قرع (٢١) الوتر المدفوع بالمضراب عن وصفه المنصرف ، عند مفارقة المضراب إلى وضعه ، انصرافا بقوة وحمية (٢٢) تقرع ما زحمه من الهواء فيصوت. ثم لا يزال مهتزا كذلك ، فيحدث

__________________

(١) ولا : لا سا ، م (٢) يحرك : يتحرك سا.

(٣) يحرك : يتحرك سا (٤) ينقطع : انقطع ب ، د ، سا ، م

(٥) هناك : هناط (٦) محرك : متحرك د ، سا.

(٧) لو توهمناه : وتوهمناه سا. (٨) فبالحرى : وبالحرى د.

(٩) لو سخن : إن يسخن سا.

(١٠) فبالحرى : وبالحرى سا.

(١١) وتارة : تارة د. (١٢) كائنة : كأنه د ؛ كانت ط

(١٣) وغاياتها : أو غاياتها ط. (١٤) يفرض (الأولى) : تفترض سا

(١٥) يفرض (الثانية) : يفترض ط. (١٦) أن يتكثر : أو يتكثر ط.

(١٧) أن : ساقطة من ب ، د ، سا ، م (١٨) مثل : مثلا ط.

(١٩) كون : ساقطة من سا ، ط ، م. (٢٠) إنما : إنها ط ، م

(٢١) قرع : وقوع ط. (٢٢) حمية : زحمته ط.

٢٦٤

قرع بعد قرع إلى أن يهدأ ، أو تكون تلك (١) القروع مستحفظة لصوت مسموع على الاتصال إن (٢) كان بالحقيقة متصلا كما يسمع ولم تكن القطوع من الصغر (٣) بحيث لا تحس.

واعلم أن نفس الاشتراك فى الآن الواحد لا توجب أن تكون الحركات متحدة ، فإن آنا واحدا قد يكون منتهى نقلة ومبتدأ (٤) استحالة ، كلاهما لجسم واحد ، ولا تكون الحركتان (٥) واحدة. وأيضا (٦) فإن اشتراط (٧) ما منه أو ما إليه وحده غير كاف فى وحدة الحركة (٨) ، فإن (٩) ما منه قد يفارق لا إلى الذي إليه ، بل إلى العدم من (١٠) غير سلوك (١١) واسطة ، وما إليه يواصل دفعة (١٢) من غير سلوك واسطة ، فلا تكون الحركتان (١٣) واحدة بالنوع ، فضلا عن العدد. وأيضا فإن (١٤) اشتراطهما (١٥) معا غير كاف فى ذلك ، لأن ما منه قد يفارق إلى ما إليه من متوسطات شتى. أما فى المسافة فقد يقصد (١٦) ما إليه مما منه (١٧) على الاستقامة ، وقد يقصد على تقويس وتحنية (١٨) ، ولا تكون الحركتان حركة واحدة ، بالنوع فضلا عن العدد ، وكذلك قد توجد من السواد إلى البياض من طريق الدكنة ، وقد توجد من طريق الصفرة ، ثم الحمرة ، ثم القتمة ، وقد توجد من طريق الفستقية ، ثم الخضرة. وإن اشترطا (١٩) مع الشرائط المذكورة كان اشتراطهما (٢٠) فضلا (٢١) ، فإن الطريق إذا جعل واحدا لم يكن إلا عن مبدأ واحد ومنتهى (٢٢) واحد. ويضمن ذلك هذا المعنى ، فالحركة الواحدة بالعدد هى المتصلة فى زمانها ، ومسافتها واحدة ، وموضوعها واحد. وأولى (٢٣) ذلك المستوية التي لا اختلاف فيها (٢٤) ، وقل ما توجد فى المكانية ، فإن الطبيعية (٢٥) تشتد أخيرا والغريبة القسرية (٢٦) تفتر أخيرا. وأولى (٢٧) الحركات المتصلة بالوحدة هى التي على الاستقامة أو الاستدارة (٢٨) إن توهم للمتصلة على الزاوية وجود. وأولى ذلك ما تم ولم ينقص ، فإن من صفات الواحد أن يكون تاما ، والناقص بعد الواحد. وأولى بأن يكون (٢٩) تاما ما ليس من شأنه أن يراد عليه بلا تكرر ، وهو

__________________

(١) تلك : ساقطة من م (٢) إن : إذ م.

(٣) الصغر : الصغير ط. (٤) ومبتدأ : مبدأ ط

(٥) الحركتان : الحركات سا (٦) أيضا : أيضا م

(٧) اشتراط : اشتراك طا. (٨) الحركة : الحركات له سا ؛ الحركات ط ، م

(٩) فإن : وإن ط (١٠) من : ومن ط

(١١) سلوك : شكوك سا. (١٢) دفعة : + أيضا سا ، ط ، م

(١٣) الحركتان : حركتان ط ؛ حركات م

(١٤) فإن : ساقطة من ط. (١٥) اشتراطهما : اشتراكهما طا

(١٦) يقصد : يفعل سا. (١٧) منه : فيه م

(١٨) وتحنية : تنحية ط. (١٩) اشترطا : اشترط سا ، ط ؛ أشرط م

(٢٠) اشتراطهما : اشتراطه م (٢١) فضلا : فصلا ب ، د.

(٢٢) ومنتهى : منتهى ب ، د. (٢٣) وأولى : وأول سا

(٢٤) فيها : فيه سا ، ط. (٢٥) الطبيعية : الطبيعة سا ، ط

(٢٦) القسرية : القريبة سا (٢٧) وأولى : وأول سا.

(٢٨) أو الاستدارة : إذ الاستدارة سا.

(٢٩) بأن يكون : ما يكون سا ، ط ، م.

٢٦٥

الحركة المستديرة إذا تممت الدورة ، فلا يزاد (١) عليها بل (٢) تكرر ، ولا كذلك المستقيمة من حيث هى مستقيمة ، فإن المستقيمة (٣) إذا تمت فليس تمامها لأنها مستقيمة ، بل لأجل أن المسافة لم تبق كقطر العالم.

ويسقط من تحقق (٤) هذا قول من قال : إن الخط المستقيم أولى بالتمام ، لأن له ابتداء ووسطا وانتهاء ، ولا شيء من ذلك للدائرة (٥). فإنه (٦) وإن (٧) كانت الدائرة تامة ، فليس يجب أن تكون الحركة عليها تامة ، لأن الحركة على المستقيمة تتناهى وتتم ، وعلى المستديرة لا تتناهى ولا تتم. فأما أولا فليس كل ما هو (٨) تام فهو ذو ابتداء وانتهاء ووسط ، بل الواحد فى الجملة أتم من الكثرة التي لا يوجد هذا التثليث إلا فيها ، بل هذا نوع من التمام. ولا يعتبر هذا التمام إلا فى ذى عدد. والدائرة وحدانية (٩) الصورة (١٠) ، وإنما لا تقبل الزيادة لا لشيء ، غير أنها خط دائرة. والمستقيم إن لم يقبل فليس لأنه مستقيم ، بل لسبب آخر. وأما الحركة المستديرة فإنها إذا تمت (١١) دورة ابتدأت من رأس فتكون كل دورة واحدة ، وكلامنا فى دورة واحدة.

فهذا (١٢) ما نقوله فى الحركة الواحدة (١٣) بالعدد ، ولنتكلم (١٤) الآن فى الحركة الواحدة بالجنس والنوع.

__________________

(١) يزاد : يزداد ط

(٢) بل : بلا ط.

(٣) من .... المستقيمة : ساقطة من م.

(٤) تحقق : تحقيق ط.

(٥) للدائرة : الدائرة م ؛ ساقطة من سا

(٦) فإنه : وإنه سا ، م

(٧) وإن : إن ط ، م.

(٨) ما هو : هو د.

(٩) وحدانية : وحدانيتها ط ، م

(١٠) الصورة : للصورة ط ، م.

(١١) تمت : تممت ط.

(١٢) فهذا : وهذا ط ، م

(١٣) وكلامنا .... الواحدة : ساقطة من م.

(١٤) ولنتكلم : فلنتكلم سا ، ط ، م.

٢٦٦

[الفصل الثالث]

ج ـ فصل (١)

فى الحركة الواحدة بالجنس والنوع

ولما كانت الحركة مشاركة لسائر الأعراض فى الأحكام التي تتبع العرضية ، كان تكثرها وتوحدها (٢) يشاكل تكثر الأعراض الأخرى وتوحدها ، فكما أن البياض مثلا إنما يكون متكثرا بالعدد ، إذا تكثر موضوعه أو زمانه ، فكذلك الحركة. وكما (٣) أن البياض لا يكون متكثرا بالنوع أو متكثرا بالجنس لنفس تكثر الموضوع بالنوع أو بالجنس ، بل يكون بياض الثلج وبياض الققنس إذا (٤) لم يختلفا بمخالطة لون آخر واحدا بالنوع ، بل بياض الثلج والحجارة ، فكذلك نفس (٥) تكثر الموضوع بالنوع أو بالجنس (٦) يوجب (٧) تكثر الحركة بالنوع أو بالجنس. وذلك (٨) لأن تكثر الشيء بالنوع يتبع تكثر الفصول ، وإضافات الأعراض إلى (٩) موضوعاتها من جملة الأحكام العرضية للأعراض.

فقد (١٠) علمت أن العرضية لماهيات الأعراض إنما هى من المعانى العارضة (١١) اللازمة دون المقومة ، وإضافات الذوات العرضية إلى موضوعاتها المختلفة أمور عارضة لها لا مقومة إياها تقويم الفصول. وأما تكثر الأشخاص فليس متعلقا بالفصول الذاتية ، بل بالعوارض. وأما الأزمنة فلا تختلف من حيث هى أزمنة بالنوع البتة ، بل بالشخص إن كان لا بد ، لأنها أقسام (١٢) متصل واحد. ومقارنة ما يختلف بالشخص دون النوع لا توجب البتة مخالفة فصلية (١٣) منوعة. فعسى الحركة يختلف نوعها (١٤) باختلاف الأمور التي تقوم ماهية الحركة ، وهى ما هى فيه ، وأيضا ما منه وما إليه.

فإذا اختلف (١٥) نوع واحد من هذه اختلفت (١٦) الحركة فى النوع ، فإنه إذا اختلف ما فيه ، واتفق ما منه وما إليه ، اختلف نوع الحركة ، مثل أن تكون إحدى (١٧) الحركتين من مبدأ إلى منتهى على (١٨) الاستقامة ، والأخرى منه إليه على الاستدارة.

__________________

(١) فصل : فصل ج ب ؛ الفصل الثالث م.

(٢) وتوحدها : + مما ط.

(٤) إذا : أن سا

(٣) وكما (الثانية) : فكما ط.

(٥) نفس : ليس د

(٦) بالجنس (الأولى) : الجنس سا ، م

(٧) يوجب : لا يوجب م

(٨) وذلك : ساقطة من م.

(٩) إلى : التي ب. (١٠) فقد : وقد ط ، م

(١١) العارضة : العارضية م.

(١٢) أقسام : + زائدة د (١٣) فصلية : فضيلة سا.

(١٤) نوعها : نوعيتها سا ، ط ؛ عينتها م.

(١٥) اختلف (الأولى) : اختلفت د

(١٦) اختلف (الثانية) : اختلفت م.

(١٧) إحدى : أحد سا ، ط (١٨) على : وعلى سا.

٢٦٧

وكذلك إذا اتفق ما فيه واختلف ما منه وما إليه مثل الصاعد والهابط ، فيجب أنه إذا اختلف شيء من هذه فى النوع فى نفسه أو فى شرائط وأحوال داخلة فى تعلق الحركة بها ، كانت الحركة واحدة فى النوع ، فإن كانت كلها مكانية أو كلها كيفية أو كمية (١) ، كانت واحدة فى الجنس (٢) لأعلى ؛ وإن اتفقت فى جنس أسفل كما فى اللونية ، كانت واحدة فى الجنس الأسفل (٣) : لكنه قد يشكل الحال فى أنه هل الحركة المكانية المستديرة تخالف المستقيمة فى النوع أو تخالفها (٤) بعرض ، فإنه يشبه أن يظن (٥) أن الاستقامة والانحناء من الأمور التي تعرض للخط لا من الأمور التي هى فصول. ويسبق إلى الظن أن الخط الواحد يصلح أن يوضع للاستقامة والانحناء ، وإذا كان كذلك فكيف يكون نوع الخطوط المستقيمة مخالفا لنوع (٦) الخطوط المنحنية ، اللهم إلا أن يجعل تركيبها مع الاستقامة نوعا ومع الانحناء نوعا آخر ، فيكون كل عرض من شأنه أن يقوم نوعا. وليس الأمر كذلك ، فإذا كان الخط المستقيم لا يخالف المستدير فى النوع ، فكيف تكون الحركة على المستقيم (٧) تخالف الحركة على (٨) المستدير (٩) بالنوع (١٠) لأجل اختلافها (١١) فيهما. وهذا الاعتبار فى المستقيمة والمستديرة التي تكون مكانية ، لا المستديرة التي تكون وضعية ، على ما علمت.

ونقول : وكذلك يشكل الحال فى أمر الصاعد والهابط. ويشبه أن يظن أن (١٢) الصاعد لا يخالف الهابط بالنوع فى المبدأ والمنتهى من حيث هما طرفان لبعد ، بل من (١٣) حيث هما جهتان : إحداهما (١٤) تلى علوا ، والأخرى (١٥) سفلا. والحركة لا تتعلق بالمبدإ والمنتهى إلا من حيث هما طرفا (١٦) مسافة ، وأما من حيث (١٧) عرض أن كان أحد طرفى المسافة في جهة والآخر فى جهة (١٨) أخرى ، فذلك ليس مما تتعلق به الحركة ، فإن الحركة تتم حركة إذا ابتدأت فى هذا البعد من مبتدئه (١٩) إلى منتهاه ، ولو لم يكن المبدأ بحيث يكون علوا وهو أن يلى السماء ، والمنتهى بحيث يكون سفلا وهو أن يلى الأرض. فإذا كان الأمر كذلك ، كان هذا من الأعراض اللازمة للحركة ، لا من الأمور الداخلة فى ماهيتها ، فلم يكن الاختلاف به اختلافا فى نوعها (٢٠). وكذلك الاختلاف الذي بين الحركات فى أن تكون طبيعية أو قسرية (٢١)

__________________

(١) أو كمية : أو كلها كمية ط (٢) فى الجنس : بالجنس ط.

(٣) الأسفل : ساقطة من د. (٤) تخالفها : تخالفه سا ، ط

(٥) أن يظن : ساقطة من سا ، م.

(٦) لنوع : للنوع ط. (٧) المستقيم (الثانية) : المستقيمة ط

(٨) على : ساقطة من م (٩) المستدير (الثانية) : المستديرة سا ، ط

(١٠) بالنوع : فالنوع سا. (١١) اختلافها : اختلافه سا.

(١٢) أن : ساقطة من م. (١٣) من : ساقطة من م

(١٤) إحداهما : أحدهما د ، سا ، ط

(١٥) والأخرى : والآخر سا ، ط ، م.

(١٦) هما طرفا : هو طرف ب ، د ، سا ، م

(١٧) حيث : + هو ط. (١٨) جهة : ساقطة من ب ، د ، سا.

(١٩) مبتدئة : مبدئه ط ، م. (٢٠) نوعها : نوعه ط ، م.

(٢١) أو قسرية : وقسرية سا.

٢٦٨

فإنه (١) أيضا اختلاف فى أمور خارجة عن ماهية الحركة وإن كان لازما (٢). فهذه (٣) هى الشكوك التي يظن أنها تسبق إلى الذهن.

وأما (٤) نحن فنقول : إن هذه الشكوك لا تعرض فى غير النقلة ، فإنه لا يعرض فى مثل الحركات التي فى الكيف : والحركات التي فى الكم (٥) ، وغير ذلك. فإن التسود معلوم من حاله عند كل أحد أنه مخالف للتبيض بالنوع ، لأجل مخالفة ما إليه (٦) ، وما عنه ، وإن كان الطريق كأنه واحد ومسلوك فى كل بالعكس من الآخر. وكذلك (٧) التصفر إلى التحمر إلى التسود ، مخالف للتخضر إلى النيلية إلى التسود فى النوع ، وإن كان فى (٨) حال المبدأ والمنتهى واحدا إنما (٩) يشكل هذا فى أمر النقلة ، ويقتضى أن لا تكون النقلة جنسا. بل تكون نوعا فقط ، ويكون النزول يخالف (١٠) للصعود بأعراض تحت نوع واحد ، كما يخالف الكاتب الأمى. وإنه كما فى الإنسان مأخوذ فى حد الكاتب والأمى ، ومحمول عليهما ، وليس جنسا لهما ، بل موضوع ، كذلك النقلة محمولة على ذلك الوجه على النزول والصعود ، فكان (١١) أصل الموضوع فى النزول هو (١٢) حركة مستقيمة من مبدأ إلى منتهى ، ويتم بذلك كونه حركة (١٣). لكن عرض لهذا المبدأ أن كان فوق ، فعرض للحركة أن صارت نزولا. وكذلك الحال فى التشكل (١٤) الأول مثلا إنه عرض أن كانت النقلة تارة فى مستقيم (١٥) وتارة فى مستدير (١٦) ، فإن الحركة ليست تتحقق (١٧) حركة بما يعرض لها من طول ما تتحرك فيه كالمسافة المستديرة ، وقصره كالمستقيمة ، حتى تختلف بذلك (١٨) ماهيتا حركتين اختلافا منوعا.

فهذه هى الظنون التي يمكن أن تظن (١٩) فى هذا الباب ، فيجب أن نحلها ، ويلزمنا (٢٠) أولا أن نبين أن النقلة جنس وأن الأمر ليس على هذه الصورة. فنقول : إن الخط المستقيم بالحقيقة والمستدير ، لا يصح أن يستحيل (٢١) أحدهما إلى الآخر فى الوجود وذلك لأن هوية (٢٢) الخط فى الوجود أن يكون طرف السطح ، وهوية السطح أن يكون طرف الجسم ، فما لم يعرض للجسم زوال عن هيأة (٢٣) لم يعرض للسطح (٢٤) ، فلم يعرض للخط البتة والجسم إذا كان يابسا لم يقبل

__________________

(١) فإنه : فإنها سا ، ط (٢) كان لازما : كانت لازمة سا ، ط ؛ كانت الأزمنة م

(٣) فهذه : وهذه م. (٤) وأما : أما سا ، ط ، م.

(٥) الكيف .... الكم : الكم والكيف ط.

(٦) ما إليه : + الحركة ط.

(٧) وكذلك : فكذلك ط ، م.

(٨) فى (الثانية) : ساقطة من سا.

(٩) إنما : وإنما ط (١٠) يخالف : مخالفا ط ، م.

(١١) فكان : وكان سا ، ط ، م.

(١٢) هو : وهو ط (١٣) حركة (الثانية) : ساقطة من د.

(١٤) التشكل : التشكك ب ، سا ، م ؛ التشكيك ط.

(١٥) فى مستقيم : مستقيمة ط (١٦) فى مستدير : مستديرة ط

(١٧) تتحقق : ساقطة من سا.

(١٨) بذلك : ساقطة من م.

(١٩) تظن : الظن د (٢٠) ويلزمنا : أو يلزمنا ط.

(٢١) يستحيل : يستعمل م. (٢٢) هوية : هواية م.

(٢٣) هيأة : هيئته سا ، م (٢٤) للسطح : المسطح م ط.

٢٦٩

الثحنية ، وإذ كان رطبا قبل الثحنية ، بأن (١) يكون اتصال الحدية يتفرق ، أو يكون اتصال الحدية يمتد. والتقعير بالعكس ، فإن تفرق اتصال الحدية فقد انقسم الخط خطوطا ، وإن امتد فقد بطل أيضا ذلك الخط بعينه وحدث (٢) خط آخر ، فإن الخط الواحد لا يصير أطول مما هو بالمد. فإذا كان هذان الخطان ، يستحيل انتقال طبيعة أحدهما إلى (٣) الآخر ، ولا فى الوهم أيضا ، فإن الوهم إن فعل ذلك مفردا للخط عن السطح ، جعل الخط ذا جهتين وجانبين لا فى امتداده فلم يأخذه (٤) طرف سطح ، فإن (٥) ذا الجهتين سطح ، لا طرف (٦) الذي هو خط فيه ، فيكون الوهم قد أخذ غير الخط ، بل أخذ جسما دقيقا فتخيله خطا. فالذى ظن أن الخط هو واحد بعينه موضوع للأمرين. فقد ظن باطلا.

وأشخاص النوع الواحد من الأعراض ، تختلف بموضوعاتها (٧) أو بأعراض تقارنها. وهذا على قسمين ، وذلك لأنه إما أن لا تكون (٨) تلك الأعراض تلحقها لحوقا أوليا مثل كتابة تجتمع مع موسيقى ، وإما أن (٩) تلحقها لحوقا أوليا كالبياض يجتمع مع السطح ، ومفارقة الخط المستقيم للمستدير ليس لأجل كثرة الموضوع فقط ، فإن هذه المفارقة موجودة بين مستقيمين وبين مستديرين ، وليس لعرضين آخرين كيف اتفق. فإن الاستقامة والاستدارة تنال طبيعة الخط نيلا أوليا ، فلذلك إنما يمكن أن يكونا (١٠) إما فصولا وإما أعراضا (١١) أولية. فإن كانت فصولا فقد نوعت ، وإن كانت أعراضا أولية فالأعراض الأولية إن كانت لازمة لطبيعة المعروض له (١٢) استوى فيه (١٣) أشخاص النوع ، وإن كانت تعرض فى حال من غير لزوم ، فتعرض لانفعال يلحق المادة (١٤) لا يبعد توهم زواله عن المعروض له أولا وجوده له ، فلا يبعد توهم زوال العارض التابع له (١٥) ، فيجوز أن يكون المعروض له يوجد ولا يخالف الآخر بهذا (١٦) العارض الأول التابع للانفعال وليس كذلك الحال فى الخط المستقيم والمستدير ، فإنه إن لم تكن المادة فى كل واحد منهما على هذه الصفة التي بها صار خطا (١٧) مستقيما أو مستديرا ، لم يكن نفس ذلك الخط موجودا ، لأنه قد أثبت فيما تقدم أنه (١٨) مع اليبوسة بعدم الاستقامة ويحدث الانحناء ، بل يعدم الخط الذي كان مستقيما (١٩) ويوجد خط آخر منحنى ، ولو (٢٠) كان تغيرهما يعرض لكان الخط لا يعدم (٢١) ، فليس إذن الخلاف بينهما بعارض (٢٢) غير أولى أو بعارض

__________________

(١) بأن : فإن ط. (٢) وحدث : وحدث م.

(٣) إلى : + طبيعة ط. (٤) يأخذه : يأخذ ط ، م

(٥) فإن : لأن ط (٦) لا طرف : لا طرفه سا ، ط.

(٧) بموضوعاتها : موضوعاتها م. (٨) لا تكون : تكون م

(٩) وإما أن : وأن ط. (١٠) أن يكونا : ساقطة من سا

(١١) وإما أعراضا : وأعراضا ط. (١٢) له : ساقطة من سا

(١٣) فيه : فيها سا ، م. (١٤) المادة : المال م.

(١٥) له (الثالثة) : ساقطة من سا. (١٦) بهذا : لهذا سا ؛ هذا م.

(١٧) خطا : خطه ب ، د ، سا ، م. (١٨) قد ... أنه : ساقطة من د ...

(١٩) لأنه .... مستقيما : ساقطة من ب ، سا ، م

(٢٠) ولو : فلو د. (٢١) ويوجد .... لا يعدم : ساقطة من ط.

(٢٢) بعارض (الأولى والثانية) : لعارض ط.

٢٧٠

أولى غير لازم. فإذن الاستقامة والاستدارة متعاندان تعاند الفصول أو لواحق الفصول اللازمة ، التي يدل (١) تعاندها (٢) على اختلاف (٣) الأشياء فى النوع ، ولأن الحركة فى نوع السواد غير الحركة فى نوع البياض ، لاختلاف ما فيه الحركة ، فكذلك المستقيمة والمستديرة.

ويسقط من تصور هذا القانون قول من ظن أن فى طبائع الأمور (٤) السماوية تضادا ، لأن فيها تقبيبا وتقعيرا ، فإنه إن (٥) كان الموضوع الأول للتقبيب والتقعير (٦) هو الجسم نفسه واجتمعا فى كرة واحدة فليسا بمتضادين ، وإن كان موضوعهما سطحين متفرقين يمتنع أن يقبل المقعر (٧) منهما (٨) التقبب (٩) والمقبب التقعر (١٠) على ما أوضحناه. فليسا بمتضادين إذ ليس موضوعاهما (١١) ذلك يقبلان تعاقبهما ولا موضوع آخر البتة ، على ما بيناه (١٢). وأما التشكك (١٣) المورد من حال الصاعد والهابط (١٤) فسنحققه (١٥) بعد ، وأما السرعة والبطء (١٦) فلا تختلف بهما الحركات البتة اختلافا بالنوع ، وكيف (١٧) وهما يعرضان لكل صنف من الحركات ، وهما مما يقبل الأشد والأضعف ، وانفصل لا يقبلهما ، بل تكون الحركة الواحدة بالاتصال تتدرج من سرعة إلى بطء ، فهما (١٨) من الأمور التي تكون للحركة بالإضافة إلى حركة لا من الأمور التي يكون لها فى ذاتها. وقد ظن أن السرعة إذا قيلت على المستقيمة والمستديرة كانت باشتراك (١٩) الاسم ، وليس كذلك ، وإن كان النظر ربما أوجب أنه لا تصح المقايسة بينهما ولا المناسبة فيهما ، كما لا تصح بين الخط والسطح مع قول المقدار عليهما بالتواطؤ. أما أنه ليس يقال باشتراك الاسم فلأن حد السرعة والبطء فيهما واحد ، وهو (٢٠) أن السريع فى كل واحد منهما هو الذي يقطع مقدارا أطول (٢١) فى الزمان الواحد. وكما أن المستقيم مقدار ، فكذلك (٢٢) المستدير ، وكما أن الأطول فى المستقيم ما فيه الميل بالقوة والزيادة ، فكذلك الأطول فى المستدير والزمان غير مختلف. فليس إذن هذا باشتراك الاسم ، بل الحد يتناولها معا (٢٣). وإذ قد تكلمنا فى وحدة الحركات ، فحرى بنا أن نحل الشكوك المقولة فيها (٢٤).

__________________

(١) يدل : يعدل د. (٢) تعاندها : معاندها م

(٣) اختلاف : خلاف سا.

(٤) طبائع الأمور : طباع أمور ط.

(٥) إن : إذ سا ؛ فإن ط

(٦) والتقعير : والتقعر د. (٧) المقعر : المتقعر ط

(٨) منهما : ساقطة من سا

(٩) التقبب : التقبيب سا ، ط

(١٠) التقعر : التقعير د ، سا ، ط ، م.

(١١) موضوعاهما : موضوعهما ط

(١٢) ما بيناه : ما بينا ب ، د ، سا

(١٣) التشكك : التشكيك ط. (١٤) الصاعد والهابط : الصاعدة والهابطة ط

(١٥) فسنحققه : + من سا ، ط ، م

(١٦) والبطء : والنطق سا (١٧) وكيف : فكيف م.

(١٨) فهما : فيهما د. (١٩) بالاشتراك : بالاشتراك د.

(٢٠) وهو : وهى ب ، د ، سا ، ط. (٢١) أطول : الأطول م.

(٢٢) فكذلك (الأولى) : وكذلك ط. (٢٣) معا : ساقطة من م.

(٢٤) المقولة فيها : ساقطة من سا.

٢٧١

[الفصل الرابع]

د ـ فصل (١)

فى حل الشكوك الموردة (٢) على (٣) كون الحركة واحدة

أما (٤) قول أولئك : إن لا حركة (٥) إلا وهى منقسمة إلى (٦) ماض ومستقبل ، فهو قول (٧) غير صحيح. فإنك تعلم أن الحركة على النحو الذي نحققها نحن (٨) ليست مما ينقسم إلى ماض ومستقبل (٩) ، بل هى (١٠) دائما بين ماض ومستقبل. وأما الحركة التي بمعنى القطع فإنها لا تحصل حركة وقطعا إلا فى زمان ماض ، ومع ذلك إن كانت الحركة تنقسم (١١) إلى ماض ومستقبل ، فإنها (١٢) تنقسم بالقوة فإنه إذا فرض فى الزمان الذي يطابقها آن (١٣) ، عرض لها أن تنقسم ، لا أن يكون (١٤) حاصلا بالفعل. وبالجملة فإنها إذا انقسمت ، فإنما (١٥) تنقسم بالعرض ، ولأجل انقسام الزمان أو انقسام (١٦) المسافة. وإنما الشرط فى وحدة الحركة ، هو أن لا يكون زمانها ومسافتها منقسمين بالفعل ، لا أن يكونا بحيث لا ينقسمان ولا بالقوة ، بل ولا هذا شرط فى وحدة الكميات ، وكثير من الأشياء. وأما قولهم : إنها كيف تكون واحدة ولا تكون تامة ، فأول ما يجلبون به عن ذلك أن الواحد بمعنى التام غير الواحد الذي بمعنى الاتصال ، فلا يجب (١٧) أن لا يكون الشيء واحدا بمعنى ، إذا لم يكن واحد بمعنى آخر. وأيضا فإن الحركة التي شرحنا (١٨) حدها لا تنقسم ، وهى (١٩) محفوظة فى المتحرك تامة ثابتة بعينها إلى أن تنتهى. وأما الحركة بمعنى القطع إن استوفت البعد المستقيم فهى تامة وإن أتمت دائرة فهى تامة لا مزيد (٢٠) عليها ، إذ (٢١) كان التام ما ليس منه شيء خارجا عنه وكان وجود الحركة بمعنى القطع ، هو (٢٢) على أن القطع حصل فإذا كان ليس شيء منه إلا وقد حصل ، ولم يبق خارجا منتظرا (٢٣) ، فهو تام ، وهو حينئذ واحد من

__________________

(١) فصل : فصل د ب ؛ الفصل الرابع م.

(٢) الموردة : المقولة سا (٣) على : فى سا.

(٤) أما : وأما ط (٥) لا حركة : الحركة سا

(٦) إلى : ساقطة من د (٧) قول : ساقطة من ط.

(٨) نحن : ساقطة من ط

(٩) فهو .... إلى ماض ومستقبل : ساقطة من د.

(١٠) بل هى : هو سا. (١١) تنقسم : منقسمة ط.

(١٢) فإنها : فإنما سا (١٣) آن : أن د ، سا ، ط ، م

(١٤) لا أن يكون : لا أن الآن يكون سا ، م ؛ أن لا يكون ط.

(١٥) فإنما : فإنها ب ، د ، م (١٦) أو انقسام : وانقسام ط.

(١٧) فلا يجب : ولا يجب ط ، م.

(١٨) شرحنا : شرحناها سا (١٩) وهى : وعن سا.

(٢٠) لا مزيد : لا تزيد ب (٢١) إذ : إذا سا ، ط ، م

(٢٢) هو : وهو ب. (٢٣) خارجا منتظرا : خارج ينتظر م.

٢٧٢

وجهين (١). وقد أجاب بعضهم عن هذا بأن قال : إن مثل الحركة فى أنها قد تعدم منها أشياء ، وتكون الصورة مع عدم تلك الأشياء محفوظة ، هو مثل صورة البيت التي تستحفظ واحدة بعينها ، مع نقص (٢) لبنة لبنة ، وسد الخلل الواقع عند النقص (٣) بما يقوم مقامها ، فتكون الصورة واحدة بالعدد ، وإن استحفظت بمواد متعاقبة ، وكذلك صورة كل شخص من النبات والحيوان. وكذلك تبقى الملكات النفسانية محفوظة (٤) واحدة بعينها ، مع التحلل والاستبدال (٥) وتغير المزاج وإنما تبطل الانفعالات وتتجدد ، وكذلك صورة الظل تبقى واحدة بعينها (٦) فى النهر الجارى المتغير المادة.

قال (٧) : لأن مبدأ الفيض وهو البارى تعالى واحد ، والصورة وهو (٨) الفيض الصادر واحد (٩) ، بالقياس إلى صدوره عنه. فما دامت المادة فى حد القبول ، ولو بالتعاقب ، كانت تلك الصورة هى بعينها مستحفظة.

وليس يعجبنى أمثال هذه الأجوبة ، ولا يصح عندى أن يكون للكائنات الفاسدة (١٠) صورة ثابتة لا تستحيل البتة (١١) ، اللهم إلا أن يقضى بثبات أجزاء وجدت فى الكائنات من أول الكون ، محفوظة إلى وقت الفساد لا تفارق ولا تبطل ، وتكون مقارنة لصورة واحدة أو قوة واحدة (١٢) (١٣) ، تلك الصورة أو القوة (١٤) تستحفظ التحلل الواقع فى سائر (١٥) تلك الأجزاء وتسد (١٦) مسده بما تورده من البدل.

ونقول : إنه ليس يكفى فى ثبات الفيض واحدا كون مبدئه المفيض واحدا ، فإن المبدأ المفيض الواحد (١٧) إذا أفاض على أشياء كثيرة ، كان (١٨) الفيض يتكثر (١٩) بتكثرها (٢٠) ، سواء كانت متكثرة حاصلة فى زمان واحد ، أو كانت (٢١) متعاقبة التكثر. فإنه يعلم يقينا أن الصورة القائمة فى اللبنة الثابتة (٢٢) من التركيب ، والصورة الإضافية التي لها بعينها إلى اللبن الموجود ، ليست هى (٢٣) بعينها ما كان يقوم باللبنة الأولى المنتزعة ، ويعرض لها بعينها من الإضافة إذا كانت هذه الأحوال لا تنتقل من موادها ، بل تفسد أشخاصها بفساد أشخاص حواملها. فإذا كان كذلك لم تكن صورة اللبنة الآن هى بعينها التي كانت قبل ، بل تكون شبيهة بتلك ، تسد مسدها. فكما أنه لو لم يتدارك النوع بالالتئام (٢٤)

__________________

(١) وجهين : جهتين ط. (٢) نقص : نقض ب ، سا ، م.

(٣) النقص : النقض م. (٤) محفوظة : ساقطة من سا.

(٥) والاستبدال : والاستدلال م (٦) بعينها : بعينه سا ؛ ساقطة من د.

(٧) قال : وقال ط (٨) وهو (الثانية) : وهى ط

(٩) واحد : واحدة ط. (١٠) الفاسدة : ساقطة من د

(١١) البتة : ساقطة من ب ، د ، سا ، م.

(١٢) أو قوة واحدة : ساقطة من م (١٣) واحدة (الثانية) : ساقطة من د

(١٤) أو القوة : وتلك القوة سا ؛ والقوة م

(١٥) سائر : غير سا. (١٦) وتسد : يسد م.

(١٧) فإن المبدأ المفيض الواحد : ساقطة من ط.

(١٨) كان : وكان م (١٩) يتكثر : متكثرا سا ، م

(٢٠) بتكثرها : لتكثرها ب ، د (٢١) أو كانت : وكانت د.

(٢٢) الثابتة : البانية سا ، م ؛ الثانية ط. (٢٣) هى : ساقطة من سا.

(٢٤) بالالتئام : بالالتقام ط.

٢٧٣

حتى يتقوض (١) ، لكانت الصورة تبطل. ثم إن أخذ فى إعادة (٢) لبنة لبنة على ذلك النظم بعينه ، تكون الصورة قد حدثت وتكون صورة أخرى بالنوع ، حتى لو لم يشاهد الانتقاص (٣) المستمر زمانا إلى أن يرد إلى العمارة ، لكان مشاهد الصورة الحادثة (٤) يظن أنها هى الصورة الأولى ، وإن كانت أخرى ، وكذلك إن لم يهمل (٥) العمارة إلى الانتقاص (٦) ، بل لم يزل المسترم يرم ، ظن أن الثانية هى الأولى من غير حدوث أمر

فهذا القول منهم غير صحيح البتة ، اللهم (٧) إلا أن يكون فى جملة الأعراض عرض من شأنه أن ينتقل من موضوع إلى موضوع ، أو ينتقل إليه موضوع بعد موضوع ، كما عسى أن يظن من أمر الضوء والظلمة. فإن المضيء والمظلم إذا انتقلا ، انتقلا (٨) فى ظاهر الأمر معه ، وإذا انتقل القابل وسكن المضيء أو المظلم (٩) ، انتقلا فى القابل.

لكن يشبه أن لا يكون الضوء والظلمة أو الظل (١٠) فى الماء السائل ، واحدا بعينه بالشخص ، إذ كان الضوء الواقع هو صفة أو حال (١١) لقابل (١٢) غير (١٣) فاعل ، فإذا استحال القابل لم تبق صفته فإن استحال القابل مطلقا لم تبق الصفة والحال مطلقة ، وإذا استحال هذا القابل لم تبق هذه الصفة وهذه الحال ، وإذا لم تبق هذه الصفة وهذه الحال لم يكن الباقى ثابتا بالشخص ، بل يكون كل آن شخصا آخر من جملة نوع مستحفظ على الاتصال. وهذا كما يعرض للسيال مع الساكن من أمر الموازاة والمحاذاة ، فإنه ليس إذا كان لا يزال يوجد فى السائل جزء مواز بعد جزء أو محاذ ، يلزم (١٤) من ذلك أن الموازاة التي فى السائل تكون محفوظة بالشخص. كذلك ما يتبع الموازاة والمحاذاة من إضاءة وإظلام (١٥) ، إلا أن الحس إذا شاهد فى كل وقت ضوءا كالذى كان حسب (١٦) ذلك شيئا واحدا بعينه واهنا (١٧) ، كالحال فى بيت مظلم متحرك الهواء. فإنا نعلم أن الهواء الذي فيه إذا تحرك ، تحرك (١٨) فيه (١٩) ظلمته فتكون الظلمة متحركة ومنتقلة بالعرض. لكن إذا كان إنما يعقبها مثلها ، لم يحس به. وكذلك لو كان (٢٠) بدل الظلمة حمرة ، وكان لا يحس بالحركة من جهة اللمس أو غيره ، فإن البصر لا يدل حينئذ على حركة (٢١) البتة ، ويحسب أن كل ما يلقاه من الحمرة كل وقت هى الأولى ويكون غيرها لأنها فى جزء غير (٢٢) ، بل لو اتفق أن كان نهر (٢٣) غير مختلف (٢٤) الشطوط بارتفاع

__________________

(١) يتقوض : تقويض بخ ، سا (٢) إعادة : إعلاه د.

(٣) الانتقاص : الانتقاض سا ، م. (٤) الحادثة : ساقطة من ط

(٥) يهمل : يهتمل سا ؛ يهمل ط ، م (٦) الانتقاص : الانتقاض سا ، م.

(٧) اللهم إلا : لا سا. (٨) انتقلا انتقلا : انتقل انتقلا د ، سا ؛ انتقلا م

(٩) أو المظلم : والمظلم سا ، ط. (١٠) أو الظل : والظل ط ؛ أو للظل م.

(١١) أو حال : أو هو حال د (١٢) لقابل : القابل م

(١٣) غير : عن سا ، م. (١٤) يلزم : ويلزم ط.

(١٥) وإظلام : أو إظلام ط ، م (١٦) حسب : + أن م

(١٧) واهنا : راهنا ط. (١٨) تحرك : ساقطة من د ، م

(١٩) فيه : وفيه سا ؛ فى م. (٢٠) لو كان : إذا سا.

(٢١) حركة : الحركة ط. (٢٢) غير : غيره ط

(٢٣) نهر : نهره ط (٢٤) مختلف : مختلط م.

٢٧٤

وانحدار ، وأسفله مستو متشابه مسطح أو مقبب ، وفيه ماء يسيل ، من غير أن تكون هناك علة تموج من ريح أو اختلاف أجزاء قرار ، أو غير ذلك ، فإنك تحسب ذلك الماء ماء واحدا بعينه راكدا ساكنا ، إذ لا يمكنك (١) أن تحس بفصول بين (٢) جزء (٣) عداك وجزء (٤) وصل إلى سمتك. وكذلك إذا لم يحس بفصول الاستحالة فى الظلمة أو الضوء (٥) لاتصال الأمر ، حسبت أن الظلمة والضوء هو ذلك بعينه. وأما التشكك الذي يقال فى هذا ، وهو أنه إن لم يكن واحدا فهو إذن كثير ، ولا يجوز أن يكون (٦) كثيرا غير متناه يكون كثيرا متناهيا ، فلا يخلو (٧) إما أن يكون كل واحد من ذلك الكثير لا يبقى إلا آنا وقد كان يرى موجودا على الاتصال ، فتكون الآنات المتناهية يتألف منها زمان متصل واحد ، وهذا محال. أو يكون (٨) كل واحد منها يبقى زمانا مع سيلان الموضوع ، هذا ما ينكرونه (٩) ، فيجب أن نعرف حله من الأصول التي تحققتها (١٠).

وبعد هذا فقد تشكك (١١) فى أمر الحركة السماوية بتشكك (١٢) يناسب الشكوك التي ذكرناها ، وإن كان متغير (١٣) عنها يسيرا ، فقيل (١٤) إنها لا تخلو إما أن تكون واحدة أو تكون كثيرة (١٥) ، فإن كانت واحدة فكيف تكون واحدة وليست بتامة ، فإنا نجد منها شيئا خارجا منها لم يحصل بعد وكل واحد تام ، وإن كانت كثيرة فكيف نقول عددها وما آحادها (١٦). فنقول : أما الحركة بالمعنى الذي نقوله فهى واحدة باقيه فيه أبدا ما تحرك ، وأما الذي (١٧) بمعنى القطع فيشبه أن تكون كل دورة حركة واحدة (١٨) ، إلا أن الدورات (١٩) لا تتحدد إلا بالوضع.

وإذ قد فرغنا من الكلام فى وحدة الحركة ، فبالحرى أن نتكلم فى التقايس الذي يكون بين الحركات فى سرعتها وبطؤها ، وهو المعنى الذي يسمى مضام (٢٠) الحركات.

__________________

(١) إذ لا يمكنك : ولا يمكنك ط.

(٢) بين : عن ط

(٣) جزء : + جزء ط

(٤) وجزء : + جزء ط.

(٥) أو الضوء : والضوء سا ، ط ، م.

(٦) يكون (الأولى) : فيكون سا ، ط ، م

(٧) فلا يخلو : ولا يخلو ط ، م.

(٨) أو يكون : أن يكون سا

(٩) ما ينكرونه : مما ينكرونه ط ، م.

(١٠) تحققتها : تحققها د ، سا ، م ؛ حققتها ط. تشكك : شكك ط.

(١١) تشكك : شكك ط

(١٢) بتشكك : بتشكيك ط

(١٣) متغيرا : مغيرا ط.

(١٤) فقيل : فقد قيل سا

(١٥) أو تكون كثيرة : أو كثيرة سا ، ط ، م.

(١٦) وما آحادها : وإما آحادها م

(١٧) الذي : التي م.

(١٨) واحدة : ساقطة من م

(١٩) الدورات : الدوران د.

(٢٠) مضام : مضامة سا ، ط ، م.

٢٧٥

[الفصل الخامس]

ه ـ فصل (١)

فى مضامة الحركات ولامضاتها

من عادة الناس أن يقولوا مرة فى كل حركة تتم فى زمان أقصر ، إنها أسرع. فيقولون : إن هذه الاستحالة كانت أسرع من (٢) هذه النقلة ، فيكون معنى الأسرع فى هذا الموضع هو الذي ينتقل إلى الغاية فى زمان أقصر ، وأن يمتنعوا مرة أخرى عن أن يقولوا : إن (٣) حركة السلحفاة من مبدأ شبر (٤) إلى منتهاه فى ربع ساعة ، هى أسرع من حركة الفرس فرسخا فى ساعة ، بل يعدون حركة السلحفاة بطيئة ، وإن (٥) كانت تبلغ المقصد أو تنتهى إلى السكون فى زمان أقصر ، ويعدون حركة الفرس سريعة ، وإن كانت طويلة الزمان إلى المنتهى. فيجب أن يكون لهذه (٦) السرعة وهذا البطء معنى آخر غير الأول ، وهو أن السريع هو الذي يقطع من المسافة أو مما يجرى (٧) مجرى المسافة ما هو (٨) أطول فى زمان مثل (٩) ، أو الذي (١٠) يقطع المثل فى زمان أقصر. فيجب إذا أردنا (١١) أن نقايس بين حركتين فى السرعة والبطء ، أن يكون ما فيه الحركة مراعى ، فإن أمكن بين الشيئين اللذين فيهما الحركة مقايسة بالزيادة والنقصان والاشتداد والضعف ، أمكنت المقايسة بين الحركتين فى السرعة والبطء ، والمقايسة بين الشيئين فى الزيادة والنقصان. والمساواة فى الكمية (١٢) هى (١٣) على وجهين : أحدها بالفعل ، والآخر بالقوة ، أما الذي بالفعل فأن (١٤) يكون انطباق (١٥) أحدهما ممكنا بالآخر ، حتى ينطبق كله على كله ، وينطبق (١٦) الطرفان إن كان لها طرفان على الطرفين بالفعل ، أو يفصل أحدهما على مطابق الآخر ، فيكون فى الأول مساواة ، وفى الثاني تفاوت بزيادة ونقصان. والوجه (١٧) الثاني الذي بالقوة وهو أن لا يكون المقداران (١٨) بحيث يمكن أن يكون بينهما مطابقة وفصل ، مثل مستقيم ومستدير ومثل مثلث ومربع. فظاهر أنه لا ينطبق المثلث على المربع هذا الانطباق ، ولا المستقيم على المستدير ، لكن قد يظن

__________________

(١) فصل : فصل ٥ ب ؛ الفصل الخامس م.

(٢) من : عن د. (٣) يقولوا إن : ساقطة من سا

(٤) شبر : سير سا ، م. (٥) وإن : فإن سا ، م.

(٦) لهذه : بهذه د (٧) مما يجرى : ما يجرى ط.

(٨) ما هو : مما هو ط (٩) مثل : مثلا ط

(١٠) أو الذي : والذي ط (١١) أردنا : أوردنا ط.

(١٢) فى الكمية : الكمية سا ؛ الكمى ط ، م

(١٣) هى : هو سا ، ط ، م

(١٤) فأن : فبأن ط.

(١٥) انطباق : إطباق ط ، م

(١٦) وينطبق : فينطبق سا.

(١٧) والوجه : وإلى الوجه ط.

(١٨) المقداران : المقدار د ، سا ، م.

٢٧٦

أن هذا الانطباق فيهما بالقوة. أما (١) المثلث فهو بحيث يمكن أن يقطع (٢) قطوعا يرد (٣) إلى نظام يكون منه مربع ، فحينئذ يمكن أن يركب (٤) ذلك المثلث على ذلك المربع ، فينطبق عليه فيساويه (٥) بالفعل ، أو يفضل عليه فيزيد (٦) عليه (٧) بالفعل ، وقبل ذلك لم يكن (٨) مساويا ولا زائدا بالحقيقة بالفعل (٩) الصريح. فمن هذا القبيل يقال : إن المثلث مساو للمربع ، وكذلك المستدير ، لو أمكن أن يعمل به ما يغيره إلى الاستقامة لكان (١٠) يكون بحيث يزيد على المستقيم ، أو ينقص عنه ، أو يساويه بالانطباق عليه. فما دام مستديرا فليس يمكن أن يعمل به هذا الانطباق ، بالفعل اللهم إلا (١١) بالقوة إن أمكن ذلك. والشيء إذا لم يكن منطبقا على غيره ، ونهاياته على نهاياته ، لم يكن مساويا له بالفعل ، وإذا لم يكن فيه ما يساويه على الوجه الذي قيل ، وزيادة (١٢) على ما يساويه ، لم يكن زائدا عليه بالفعل ، ولا الآخر ناقصا عنه بالفعل.

وما سلف بيانه لك يحكم أن المستقيم ليس فى قوته أن يتغير إلى أن ينطبق على المستدير وهو موجود بعينه ، فليس (١٣) حكمه فى هذا إذا رجعت إلى التحقيق حكم المثلث والمربع. فإن (١٤) قال قائل : إنا (١٥) نعلم يقينا أن القوس أعظم من الوتر ، والوتر أصغر منه (١٦) ، فإذا وجد تفاوت فى الصغر والكبر ، فبالحرى أن يكون هناك مساواة. وقد أجاب عن هذا بعض المحصلين (١٧) فقال (١٨) : قد (١٩) يكون بين شيئين تناسب الزيادة والنقصان ، مع استحالة أن يقع بينهما مناسبة المساواة ، فإنا نعلم يقينا أن (٢٠) زاوية مستقيمة الخطين حادة ، هى أعظم من زاوية حادة عن قوس ومستقيم (٢١) ، وأصغر من أخرى ، ويستحيل أن تكون من قبيل مستقيمة الخطين (٢٢) زاوية مستقيمة لشيء من قبيل الأخرى. وإنما قلنا إن الحادة المستقيمة الخطين أعظم من زاوية منهما ، لأن الزاوية (٢٣) القوسية توجد بالفعل فى تلك (٢٤) وزيادة أخرى.

وانما كانت الأخرى أعظم من مستقيمة الخطين ، لان مستقيمة الخطين (٢٥) توجد بالفعل (٢٦) فيها وزيادة. فهذا جواب ، ومع ذلك فكيف نسلم أن القوس أعظم بالفعل من الوتر ، وليس يمكن أن يوجد (٢٧) فى القوس ما ينطبق عليه المستقيم

__________________

(١) أما : وأما د (٢) يقطع : ينقطع م

(٣) يرد : يؤدى ط. (٤) يركب : يتركب ط

(٥) فيساويه : أو يساويه ب ، د (٦) فيزيد : ويزيد د ؛ فزيد ط

(٧) عليه : ساقطة من م.

(٨) يكن : + ذلك ط (٩) بالفعل : وبالفعل ط.

(١٠) لكان : + أن ط. (١١) إلا : + أن ط.

(١٢) وزيادة : وزيادته د ؛ ساقطة من سا.

(١٣) فليس : وليس ط (١٤) فإن : وإن سا

(١٥) إنا : فإنا ب ، د. (١٦) منه : ساقطة من ب ، د.

(١٧) المحصلين : المخلصين م

(١٨) فقال : وقال سا (١٩) قد : فقد ط.

(٢٠) أن : ساقطة من م (٢١) ومستقيم : مستقيم د ، م.

(٢٢) حادة .... الخطين : ساقطة من سا.

(٢٣) الزاوية : ساقطة من د ، م (٢٤) فى تلك : ساقطة من ب.

(٢٥) لأن مستقيمة الخطين : ساقطة من م

(٢٦) بالفعل : ساقطة من ب ، د. (٢٧) يوجد : يكون د.

٢٧٧

انطباقا مع انطباق النهايتين ، وكيف يكون بينهما مقايسة البتة بالفعل ، عسى أن يكون ذلك بالقوة ، أو عسى أن يكون ذلك التوهم بحيث أن المستدير لو أمكن استقامته لكان حينئذ يوجد فيه مثل وزيادة (١) ، فيكون إذن اعتبار التفاوت والمساواة مرة بالفعل ومرة بالقوة المستندة (٢) إلى (٣) الوجود كالحال بين المثلث والمربع ، ومرة باعتبار بعيد وهو أن يكون الشيء بحيث لو كان يقبل التغير لصار إلى صفة الزيادة لا غير أو النقصان (٤) لا غير أو المساواة لا غير.

وهذا اعتبار بعيد ، فالحركات المقايسة المكانية هى التي يكون ما يتحرك فيه متقايسا ، فإن كان المثل يقطع فى زمان مثل (٥) ، فالسرعة متساوية ، وإن كان الأطول يقطع فى زمان مثل أو المثل يقطع فى زمان أطول ، فالحركات غير متساوية ، بل متفاوتة بالزيادة والنقصان ، فإن لم يكن ما (٦) يتحرك فيه متقايسا (٧) بالفعل ولا بالقوة ، فالحركات غير متقايسة بالفعل ولا بالقوة ، وتكون (٨) المستقيمة والمستديرة لا تقايس (٩) بينهما بالتحقيق إلا المقايسة المذكورة البعيدة جدا.

وأما المقايسة المعتبرة (١٠) فى الحركات الكيفية فمنها (١١) وجه قريب ، ومنها وجه بعيد ، فالوجه القريب هو أن يكون ما يتحرك فيه قابلا لقياس المشابهة الحقيقية ، مثل سواد وسواد وحرارة وحرارة. فإذا كان متحرك ما قد (١٢) ابتدأ من كيفية شبيهة لكيفية (١٣) أخرى ابتدأ (١٤) منها متحرك آخر ، ثم انتهى إلى شبيه ما انتهى إليه الآخر فى زمان واحد ، وكان كل موقف متوهم يتوافيان فيه متشابهين لو وقفا عليه فهو (١٥) مساو له فى السرعة ، وإن (١٦) كان لم ينته إليه بعد. ولو وقفا جميعا فى وسط الزمان ، كانت كيفيته أضعف ، وبقى زمان (١٧) فهو أبطأ منه ، فيكون (١٨) الآخر أسرع منه. فيجب أن يكون المتحرك فيه واحدا ، والمنتهى والمبدأ واحدا (١٩) ، أى فى النوع (٢٠). وأما الوجه البعيد ، فأن يكون الاعتبار بالضد ، حتى إن كان أحد المنتهى إليهما أو المبتدأ (٢١) منهما طرفا فى التضاد ، والآخر ذلك الطرف الآخر لنظيره. أو إن كان (٢٢) دون الطرف وأقرب إلى الوسط ، كان الآخر من ذلك الجانب كذلك ، وعلى مثل ذلك القرب من الوسط. فيكون الاعتبار مثلا ، أن هذا وهو يبيض ، أسرع من هذا وهو يسود أو مساو (٢٣) له ، حتى تكون نسبة ما منه ابتداء ، وما إليه

__________________

(١) وزيادة : أو زيادة م. (٢) المستندة : المستديرة م

(٣) إلى : فى د. (٤) أو النقصان : والنقصان د.

(٥) زمان مثل : الزمان المثل ط. (٦) يكن ما : ساقطة من م

(٧) متقايسا : متقايسة ط. (٨) وتكون : فتكون سا

(٩) لا تقايس : لا تغاير ط. (١٠) المعتبرة : ساقطة من سا

(١١) فمنها : فمنهما م. (١٢) قد : ساقطة من سا.

(١٣) لكيفية : بكيفية ط (١٤) ابتدأ : ساقطة من ط.

(١٥) فهو : ساقطة من ط (١٦) وإن : فإن سا ، ط.

(١٧) زمان : زمانا م (١٨) فيكون : ويكون سا.

(١٩) واحدا (الثانية) : واحدان ط (٢٠) أى فى النوع : ساقطة من سا.

(٢١) أو المبتدأ : والمبتدأ سا ، م. (٢٢) كان (الثانية) : فكان سا.

(٢٣) مساو : مساويا سا ، ط.

٢٧٨

انتهاء (١) ، وما كان فيه إلى البياض كنسبة نظرائها (٢) من ذلك الجانب إلى السواد. وهذا وجه غير متحقق (٣) بحسب الأصول.

وقد يعرض أن يكون شيئان متقايسين على الإطلاق ، ولا يكونان (٤) متقايسين بالنسبة إلى شيء ، فإن الكبير والصغير فى الماء من حيث هو ماء ، غير الكبير والصغير فى الهواء من ـ ـ حيث هو هواء ، لأن غاية الكبر فى الماء ليس مثل غاية الكبر (٥) فى الهواء ، وكذلك فى الصغر. وإذا (٦) تخلخل الماء إلى كبر الهواء كان للحركة حد دون (٧) حد تخلخل (٨) الهواء إلى كبر النار. فإذا أخذت هذه الحركات فى الكبر مطلقا وفى الصغر مطلقا كان ذلك متقايسا (٩). وأما مقايسة (١٠) الكبر النارى إلى الكبر الهوائى فليس بجائز ، فالتخلخل الهوائى وهو الحركة إلى الكبر لا يقاس بالتخلخل المائى ، ولا تكاثفه بتكاثفه. فإن كبر هذا ليس من نوع كبر ذلك ، ولا صغره من نوع صغره ، بل المقايسة تجرى بين نخلخلى هوائين أو تخلخلى ماءين ؛ وكذلك حال الطيران والمشي. اما (١١) من حيث الحركة فى مسافة مستقيمة ، فقد يصح التقايس ؛ وأما من حيث هذا طيران النسر وهذا طيران العصفور فضلا عن المشي ، فلا يتقايس طيران نسرى وطيران (١٢) عصفورى ، بل الطيران النسرى يقايس (١٣) بالطيران النسرى ، والعصفورى بالعصفورى (١٤) وكذلك النحلى العسلى بالنحلى العسلى والنحلى العنبى بالنحلى العنبى. فيجب أن يراعى فى هذا الباب معنى ما فيه (١٥) الحركة ويراعى أخذه مطلقا أو بشرط (١٦) ثم ينظر إلى الزمان ، فإن لم يختلف ذلك فى النوع صح التقايس فيهما (١٧) ، فربما (١٨) كانت (١٩) المقايسة لا لطبيعة (٢٠) النوع ، بل لطبيعة النوع مع عرض (٢١). فأما (٢٢) المتحرك فلا تأخذه شرطا فى هذا الباب ، إذ لا يغير اختلافه اختلاف الحركة ، اللهم إلا أن يكون مأخوذا شرطا فى هيئة الحركة وفيما فيه الحركة ، كالعصفور للطيران العصفورى ، فإن مسافة حركات العصفور (٢٣) فى طيرانه غير مسافة حركات ما ليس بعصفور (٢٤).

وقد يغلط فى هذا الباب اشتراك الاسم واشتباهه (٢٥) ، مثل أنه يظن أن هذا (٢٦) السكين يحد أسرع وأبطأ (٢٧) مما يحد هذا الصوت ، ولكن (٢٨) الحدة فيهما لمعنى (٢٩) مختلف. وكذلك يظن أن هذه العين الرمدة قد صحت أسرع مما صحت

__________________

(١) انتهاء : انتهى سا ، ط ، م (٢) نظرائها : نظيرتها ط

(٣) متحقق : محقق ط ، م. (٤) متقايسين على .... ولا يكونان : ساقطة من د.

(٥) الكبر : الكبير ط (٦) وإذا : فإذا سا ، ط (٧) دون : ودون د (٨) تخلخل : (الثانية) : يتخلخل ط.

(٩) متقايسا على : مقايسة م (١٠) مقايسة : المقايسة ط.

(١١) أما : وأما ط. (١٢) وطيران : بطيران ط

(١٣) يقايس : يقاس ط (١٤) بالعصفورى : ساقطة من م.

(١٥) ما فيه : + من باب سا. (١٦) أو بشرط : وبشرط ط

(١٧) فيهما : ساقطة من سا (١٨) فربما : ساقطة من ب ، د ، م

(١٩) كانت : وكانت ب ، د ، وكان سا. (٢٠) لطبيعة : بطبيعة سا

(٢١) عرض : + ما ط (٢٢) فأما : وأما سا.

(٢٣) العصفور : العصفورى ط (٢٤) بعصفور : بعصفورى ط.

(٢٥) واشتباهه : أو اشتباهه سا ، ط ؛ وأشباهه م (٢٦) هذا : هذه م

(٢٧) وأبطأ : وأبطأ ط ، م. ولكن : لكن سا. (٢٨) ولكن : لكن سا

(٢٩) لمعنى : بمعنى د ؛ معنى سا ، ط ، م.

٢٧٩

هذه اليد المفلوجة (١) ، فإنه كما أن مزاج العين وفعله غير فعل اليد فى النوع ، فكذلك سلامة فعله أو فساد (٢) فعله ، غير الذي ما منهما (٣) لليد فى النوع. فلا تكون الحركة فيهما من نوع واحد ، اللهم إلا أن تعتبر الصحة مطلقا ، فلا تكون الحركتان واحدتين (٤) فى النوع ، بل فى الجنس ، فقد (٥) علمنا أن ذلك التقايس الجنسى ليس بالحقيقى (٦) ، وهاهنا مسألة ربما سأل (٧) عنها سائل وقال : متحرك قطع مسافة ، وكانت تلك المسافة تبتدئ تستحيل (٨) مع ابتداء حركته ، حتى انتهت الاستحالة إلى الحد الذي تقف عنده وتتم لديه (٩) ، فوقفت النقلة معها ؛ فهل من الممكن أن يقال : إن هذه الاستحالة مساوية لهذه الحركة؟ فالجواب أن ذلك (١٠) خطأ ، ولا يجوز أن يقال ، وذلك لأن المسافة مساوية للمستحيل ، وأما الحركة فليست بمساوية (١١) للاستحالة إلا فى الزمان فقط ، ولا النقلة قطعت شيئا مما قطعته (١٢) الاستحالة (١٣). وذلك لأن الحركة قطعت مسافة ، إذ كانت تغيرا من مبدئها إلى منتهاها ؛ والاستحالة قطعت ما بين كيفيتين ، إذ كانت تغيرا لا من حد مسافة إلى أخرى ، بل (١٤) من كيفية إلى أخرى ، إذا المستحيل من حيث هو لم يخرج من حد مسافة إلى حد آخر ، بل خرج من كيف إلى كيف ، إلا أنه لم يزل يتجدد فيه كيف بعد كيف ، لا على استقرار تجدد الشيء فى محله.

[الفصل السادس]

و ـ فصل (١٥)

فى تضاد الحركات وتقابلها

وإذ (١٦) قلنا فى (١٧) تساوى الحركات وتفاوتها فأولى ما نتكلم فيه هو حال (١٨) تضاد الحركات. فنقول : أما أولا فإن الحركات المختلفة الأجناس مثل النقلة والاستحالة والنمو فقد تجتمع معا ، فإن امتنع بعضها عن الاجتماع مع

__________________

(١) المفلوجة : المفلوحة م (٢) أو فساد : وفساد م.

(٣) منهما : ما فيهما سا ، ط ، م.

(٤) واحدتين : واحدة م (٥) فقد : وقد سا ، ط ، م

(٦) بالحقيقى : بحقيقى ط.

(٧) سأل : يسأل د

(٨) تستحيل : فيستحيل ط.

(٩) لديه : لذاته د.

(١٠) وذلك : ذلك ط.

(١١) بمساوية : مساوية سا

(١٢) قطعته : تقطعه سا ، ط.

(١٣) إلا فى .... الاستحالة : ساقطة من سا

(١٤) بل : ساقطة من م.

(١٥) فصل : فصل وب ؛ الفصل السادس د.

(١٦) وإذ : وإذا ط

(١٧) فى : ساقطة من ط

(١٨) حال : ساقطة من د.

٢٨٠