الشّفاء ـ طبيعيّات - ج ١

أبو علي حسين بن عبد الله بن سينا [ شيخ الرئيس ابن سينا ]

الشّفاء ـ طبيعيّات - ج ١

المؤلف:

أبو علي حسين بن عبد الله بن سينا [ شيخ الرئيس ابن سينا ]


المحقق: سعيد زايد
الموضوع : العلوم الطبيعيّة
الناشر: منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٣٤

كذلك ، فقولهم فى المركبات التي ترى متشابهة الأجزاء كاللحم والعظم بذلك أحكم (١). وقد قالت جماعة منهم إنه إن لم يكن الأمر كذلك فجائز أن يكون من كل صغير منها ما هو أصغر دائما ، وإذا كان يجوز ذلك فى الماء والهواء والنار والأرض (٢) وفى اللحم والعظم وغير ذلك ، فسيجوز (٣) أن نأخذ أجزاء البسائط بأي حد كان فيكون منها ما يكون (٤) بالمزاج ، كالأشياء التي تتكون (٥) عن الماء والهواء والنار والأرض ، وما تكون بالتركيب ، كالحيوانات التي تتكون عن تركيب اللحم والعظم. فجاز (٦) أن تكون المتكونات الحيوانية والنباتية على أى قدر شئنا. فيكون من الممكن أن يحصل فيل فى قدر البعوضة.

ولهم أن يقولوا : ولا يلزم من مقابل هذا أن تكون بعوضة فى قدر الفيل ، إذ الامتزاج يقتضى صغر الأجزاء لاكبرها ، فإن الأجزاء إذا كبرت وتلاقت وهى كبيرة لم تفعل من الامتزاج ما يفعله الصغر (٧) ولهذا ما كانت المعاجين (٨) التي تمزج (٩) ، قد (١٠) يعين على تكوينها (١١) حد من الدق ، وكان (١٢) كبر الأجزاء فيها يمنع أن تنفذ قوى بعضها فى بعض.

ولهم أن يقولوا أو عسى (١٣) قائل منهم قال : إن هذا الإمكان لو كان صحيحا فى تكون الحيوانات عن اسطقساتها (١٤) ، لم يكن إمكانا مطلقا ، بل كان يجب أن يكون أكثر بالقياس إلى الموجود (١٥) (١٦) إمكانا أكثريا (١٧) ، وذلك لأن امتزاج الأقل قبل امتزاج (١٨) الأكثر فإن الأكثر يحصل عن الأقل وكذلك القول فى التركيب ووجود ما هو قبل أولى من وجود (١٩) ما هو بعد ، فتكون الامتزاجات عن أصغر الأجزاء أولى بالوجود ، فكان (٢٠) يجب أن يكون وجود فيلة على قدر السنانير ، فضلا عن قدر البعوض (٢١) ، أمرا لا يندر ندورا يلحق بالممتنع. وعلى أنا كيف نسمى ما يكون على قدر البعوض (٢٢) فيلا ، إلا باشتراك الاسم ، فإن الأفعال الفيلية لا تصدر عن هذا القدر.

فهذا (٢٣) ما يقولونه ، ووجه (٢٤) ما يقولونه ، وأما الحكم على هذا القول فيجب أن يكون منا على هذه الصفة ، إما فى

__________________

(١) أحكم : + وأجدر سا. (٢) والأرض : ساقطة من د

(٣) فسيجوز : فيجوز ط (٤) ما يكون : + هو ط ؛ + ما هو م.

(٥) تتكون : تكون م. (٦) فجاز : فجائز سا ، ط ، م.

(٧) الصغر : الصغير ط ، م. (٨) المعاجين : المعجونات سا

(٩) تمزج : تمترج ط (١٠) قد : وقد سا ، ط

(١١) تكوينها : تكونها سا ، ط (١٢) وكان : فكان م.

(١٣) أو عسى : وعسى م. (١٤) اسطقسانها : اسطقساتهم ط

(١٥) إمكانا ... الموجود : ساقطة من د (١٦) الموجود : الوجود سا

(١٧) إمكانا أكثريا : ساقطة من سا. (١٨) الأقل قبل امتزاج : ساقطة من م.

(١٩) ما هو قيل أولى من وجود : ساقطة من د. (٢٠) فكان : وكان وكان د ، ط.

(٢١) البعوض : البعوضة د ، ط. (٢٢) البعوض : البعوضة ط.

(٢٣) فهذا : قدر مما سا

(٢٤) ووجه : ووجهة ط.

٢٤١

مناقضة انكساغورس ، وفى قوله بالخليط ، وإنه مؤلف من الأجرام المتشابهة الأجزاء ، وأن (١) تميزها على نحو ما يقتضى ضربا من الاختلاط دون ضرب ، يكون به شيء دون شيء ، فهذا القول لازم لا محيص لانكساغورس عنه ، فإنه ينسب التكون كله إلى الاختلاط والتميز ، وإما على لأصول التي (٢) للمشاءين فإن هذا غير لازم ، وذلك (٣) لأنه (٤) لا يجوز (٥) على أصولهم أن امتزاج الأقل قبل امتزاج الأكثر ، وذلك لأن (٦) الأقل إن عنى به الأقل فى العدد صح ، ولم ينفعهم ، لأن كلامهم فى الأقل فى المقدار ، وليس يجب ، إذا كان الأقل فى العدد مزاجه قبل امتزاج الأكثر فى العدد ، أن يكون الأقل فى المقدار امتزاجه قبل امتزاج الأكثر فى المقدار ، فإن (٧) وجود الأقل مقدارا فى الأكثر مقدارا وجود (٨) بالقوة المطلقة ، ووجود الأقل عددا فى الأكثر عددا وجود بالفعل. وإذا كان الأقل فى المقدار معدوم بعد بالفعل لم يجب له امتزاج بتة (٩) ، بل لأولى فى المقدار أن يكون لأكثر فى المقدار امتزاجه قبل امتزاج الأقل ، إذ (١٠) الأكثر محصور (١١) فى المقدار محصل ، وأما الأقل فغير محصور ولا محصل ، فإن كل أقل من المقدار أقل بالقوة وأيضا ليس واجبا على أصول المشائين ، أن يكون المزاج الحاصل عن أجزاء صغار إن حصل كافيا فى حصول الصورة النوعية ، فعسى أن يكون العظم شرطا مع المزاج. وذلك لأن النفس الفاعلة بحصولها (١٢) مقارنة لجسم ما نوعا ، إنما يستعد لها الجسم تمام الاستعداد بعد أن يكون بحيث يصلح استعمالها إياه (١٣) آلة لأفاعيلها وحركاتها مثلا. فإن الإنسان لن يتخلق (١٤) إنسانا ، إلا أن يكون بدنه بحيث (١٥) يفى بالأفعال الإنسانية. ولا أقل من أن تكون له قوة وآلة يتمكن بها ، إن لم (١٦) يكن عائق من اتخاذ الكن وإحداثه ، ويتمكن بها من إعداد الملبوس وسائر ما لا بد للإنسان من وجوده له ، وأن لا يكون بحيث تسفيه السوافى وتحيله أدنى الكيفيات التي تغلب عليه. فيشبه أن تكون النفس الإنسانية لا تحصل صورة إلا لبدن من شأن مثله ، إن لم يعقه عائق أن ينهض بالحركات الإنسانية ، وإذا كان كذلك فالمزاج نفسه (١٧) غير كاف حصوله فى (١٨) أن يحصل (١٩) النوع الإنسانى (٢٠) ، وعلى (٢١) أن لحصول المزاج المستعد لنوع (٢٢) ما مكانا ومعدنا (٢٣) فى مثله يحصل ويتولد ، ومادة عن مثلها يتولد ، وقوة نفسانية تفعل بآلات (٢٤) قوية على التحريك والتسكين ولو كانت

__________________

(١) وأن : + لم د. (٢) التي : ساقطة من سا

(٣) وذلك : + لا يجوز سا (٤) لأنه : ساقطة من د

(٥) لا يجوز : لا يحق ب. (٦) لأن : ولأن سا.

(٧) فان : وإن سا. (٨) وجود (الأولى) : ووجود م.

(٩) بتة : البتة سا. (١٠) إذ : إذا م

(١١) محصور : بمحصور م. (١٢) بحصولها : لحصولها د.

(١٣) إياه : ساقطة من سا.

(١٤) لن يتخلق : أن يتخلق د ؛ لم يتخلق سا ؛ لا يمكن أن يحلق يخلق ط.

(١٥) بحيث : يحدث ث سا. (١٦) لم : + يكن د.

(١٧) نفسه : بنفسه ط ، م (١٨) فى : ساقطة من م

(١٩) يحصل : يجعل م (٢٠) الإنسانى : الإنسانية م

(٢١) وعلى : على ط (٢٢) النوع : ولنوع سا

(٢٣) مكانا ومعدنا : مظان مكان ومعدن سا ؛ مظان ومعدنا م. (٢٤) بآلات : بالآلات ط.

٢٤٢

هذه المادة مع استعدادها المزاجى نزرة يسيرة ، لانفعلت (١) عن الكيفية (٢) الحاضرة دفعة ، ولم تحفظ صورتها المزاجية ريثما تبلغها الحركات الطبيعية إلى صورتها الكمالية ، بل مثل هذه المادة لا تتعلق بها قوة نفسانية مازجة (٣).

فبين أن هذا القياس إنما ينتفع به فى الرد (٤) على انكساغورس لا غير. وأما نحن فنقول (٥) : إن الجسم يمعن فى الانقسام على وجهين : أحدهما على سبيل الانفصال والانفكاك ، والثاني لا على سبيل الانفصال والانفكاك (٦) ، وقد علمت كلا الوجهين. فالذى يكون انقسامه لا على سبيل الانفصال والانفكاك وتباين الأجزاء ، بل العرض (٧) يختص ببعضه. أو إضافة ما تختص به ، مثل مماسة أو موازاة أو غير ذلك ، فليس يجب من ذلك أن يكون الجسم البسيط يبلغ به الانقسام إلى حد (٨) ، يكون فى (٩) ذلك الحد فاقد للصورة ، لأن تلك الصورة فاشية فى جميعه (١٠) مطابقة له ، ولو كان من أجزاء الجسم ما لا قسط له من صورته لصغره ، لكان بعد (١١) أمثال (١٢) له فى حكمه يفنى الجسم ، أو يبقى أصغر منه وأبعد من احتمال تلك الصورة ، وكان حينئذ هذا الجسم منتظما من أجزاء ، ليس ولا واحد (١٣) منها على هذه الصورة ، وإنما تحصل هذه الصورة باجتماعها. والاجتماع بما هو اجتماع ، لا يفيد إلا العدد (١٤) وخواصه ، وبما هو اجتماع أجسام لا تفيد زيادة على (١٥) ما يفيده الاجتماع مطلقا ، إلا المقدار ولواحقه من الشكل (١٦) والوضع. وليس شيء من ذلك نارية (١٧) ولا أرضية (١٨) حتى تكون غير موجودة فى الأفراد ، وموجودة فى الجملة للاجتماع (١٩) ، ولا هو أيضا كالمزاج ، فإن ذلك عن مختلفات الطبائع. ومع ذلك فالمزاج أيضا فاش عند ما يستقر فيما فيه يستقر وحكمه حكم الصورة البسيطة ، وهذا مما لا يحتاج فى إيضاحه إلى كثير سعى.

وإذا كان الأمر على هذه الصفة ، فواضح بين أن كل جزء من الماء ففيه مائية وأن الانقسام على هذا الوجه (٢٠).

لا يجعل الجزء الصغير مخالفا للكل ، وأما الانقسام على النحو الآخر ، وهو على سبيل الانفصال والتباين ، فيشبه أن يكون الإفراط فى الصغر (٢١) يصير (٢٢) سببا لأن لا يحفظ الجسم صورته. فإن الأجسام كلما صغرت ، ازدادت ، استعدادا (٢٣) لأن يفعل فيها غيرها بسرعة ، وهذا شيء سيتضح لك.

فيشبه أن من الجسم إذا أفرط صغره وباين كليته استحال أن يبقى على صورته زمانا ، بل يستحيل من

__________________

(١) لا تفعلت : لانتقلت د ؛ لا نفعل م (٢) الكيفية : الكيفيات ط. (٣) مازجة : خارجة طا.

(٤) الرد : المرد م (٥) فتقول : تقول م. (٦) والانفكاك (الثانية) : ساقطة من ب ، د ، سا ، م.

(٧) العرض : يعرض د. (٨) حد : وجه سا (٩) فى (الأولى) : ساقطة من سا ، ط ، م

(١٠) جميعه : جميعها ط. (١١) بعد : ببعد سا (١٢) أمثال : أمثالا سا ، م.

(١٣) واحد : واحدا سا ، م. (١٤) العدد : للعدد سا.(١٥) على : ساقطة من م

(١٦) من الشكل : والشكل م. (١٧) نارية : ناريا سا (١٨) ولا أرضية : ولا أرضيا سا

(١٩) للاجتماع : فى الاجتماع ط. (٢٠) هذا الوجه : هذه الوجوه سا.

(٢١) الصغر : الصغير ط (٢٢) يصير : تكون ط

(٢٣) استعدادا : استعدادها ط.

٢٤٣

الأجسام المحيطة (١) به إليها ، ويتصل بها ، فلا يكون (٢) بحيث يثبت (٣) على صورته (٤) إلى أن يمزج. فإن كان الأمر على هذا فيجب أن لا يحق ما يقال من أن أصغر جسم هو حافظ للصورة الأرضية ، هو أكبر من أصغر جسم هو حافظ للصورة النارية ، وذلك لأن أصغر ما يمكن أن يوجد نارا لا محالة هو قابل من الكون والفساد ما تقبله طبيعة النار ، وعسى أن يكون هو أولى بذلك. وإذا (٥) كان كذلك ، فمن شأنه أن يستحيل أرضا ، وإذا (٦) كان من شأنه أن يستحيل أرضا ، كانت الأرض التي استحال إليها أصغر (٧) من حجم النار المستحيلة ، إذ النار إذا استحالت أرضا صارت أصغر حجما ، وهذا هو أصل المشائين ، وهو الحق. اللهم إلا أن يقال إن تلك النار الصغيرة ليس من (٨) شأنها أن تستحيل أرضا مفردة ، بل على نحو الاتصال بأن تصير حينئذ جزأ أرض (٩) ، لا منفصلة (١٠) بالعدد عنه (١١) ، موجودا بالفعل دونه (١٢) ، بل كما تتصل قطرة من الماء بالماء الغمر ، بحيث يذهب وجوده بالفعل قطرة منفردة ، وإنما يكون منها زيادة فى جملته الغمر (١٣) ، وتكون هى (١٤) بحيث لنا أن نفرضها منفردة ، ولا تكون كذلك بالانفصال والانفراد.

فإن قال هذا قائل (١٥) : فقد أجحف فى التحكم ، وليس يجب لا محالة أن تقع استحالته ، حيت تصادف (١٦) كلية الأرض ، فإن كثيرا من أجزاء العناصر يستحيل إلى غيره (١٧) ، لا فى نفس ذلك الحيز الذي يخص (١٨) كله ، وهو جزء كبير محسوس القدر ، فكيف الصغير السريع الاستحالة. ومع ذلك فلا يجب أن يتصل لا محالة ، بل قد يجوز أن يستحيل إلى تلك الطبيعة ويبقى مماسا.

فلينظر الآن فيما يقال ، من أن فى الحركات حركة لا يمكن اتخاذ الأقل (١٩) منها ، فتكون فيها مسافة أيضا لا أقل منها ، وزمان كذلك (٢٠) ، وأيضا متحرك لا أصغر منه.

فنقول : أما امتناع وجود حركة لا أقل منها ، على أنها جزء من حركة متصلة ، فأمر ظاهر مما سلف ، وكذلك فى المسافة والزمان. وأما على سبيل الانفصال والانفراد ، فغير بعيد أن يظن بهذه الأشياء أنها (٢١) تستحق التناهى فى الصغر

__________________

(١) المحيطة : المحيط ط ، م (٢) فلا يكون : ولا يكون سا ، ط ، م

(٣) يثبت : ينسب م (٤) صورته : صورتها سا ، ط. (٥) وإذا (الأولى) : فإذا سا

(٦) وإذا (الثانية) : فإذا ط. (٧) أصغر : + حجما ط.

(٨) من : ساقطة من ب ، د. (٩) أرض : الأرض ط

(١٠) لا منفصلة : لا منفصلا سا ، ط ، م (١١) عنه : عنها سا ، طا ، م.

(١٢) دونه : دونها سا ، ط ، م. (١٣) بحيث ... الغمر : ساقطة من م.

(١٤) هى : ساقطة من د ، ط. (١٥) قائل : ساقطة من د

(١٦) تصادف : تصادفت ط. (١٧) غيره : غير د

(١٨) يخص : يختص د. (١٩) الأقل : أقل م.

(٢٠) كذلك : وكذلك ب.

(٢١) أنها : إنما م.

٢٤٤

وأما الأولى والحق ، فهو أن يكون حكم الحركة حكم المقدار فى أن (١) الصغر لا يخرجه عن طبيعة (٢) المقدارية ، كما يخرجه عندهم مثلا عن طبيعة (٣) النارية. فإنا (٤) إذا فرضنا أصغر مسافة ، فنحن نعلم أنه (٥) فى نفسه (٦) بحيث يمكن أن تعرض (٧) له قسمة بغير جهة التفكك (٨) ، فإنه (٩) يفرض فيه حد مشترك لجزئه (١٠) ، وإن (١١) متحركا إذا ابتدأ يتحرك من ابتدائه ، فإنه لا محالة يوافى ذلك الحد المشترك ، وأنه لا يمتنع أن يعرض له مانع ومسكن (١٢) عند موافاته ذلك الحد ، إذ من شأنه السكون فتكون تلك أصغر من أصغر (١٣) الحركات. وهذا أشد إمكانا من تفكك المقادير ، فإن المقادير لا يبعد أن تبلغ حدا يعجز المفكك عن (١٤) تفكيكه ، لصغره (١٥) وقوته ، لأن (١٦) يصيبه الفاصل بقسمته (١٧) الفاصلة ، وإن كان فى نفسه منقسما. لكنه لا يمتنع (١٨) ، إذا كان (١٩) مسافة ، أن تلحقه القسمة المذكورة ، وأن تلحق (٢٠) عند حد القسمة علة مسكنة ، فليس أن يمتنع ذلك فيه دون آن.

وقد بقى علينا من هذا الجنس بحث ، وهو أنه : هل كما فى الحركات الطبيعية حركة لا أسرع ، منها (٢١) فكذلك فيها حركة (٢٢) لا أبطأ منها (٢٣) ، وإن كان يمكن أن يكون فى التوهم أبطأ منها.

فنقول : إنه إن كان فى الوجود فى الحركات الطبيعية مثل هذا ، فهو حركة أصغر ما يمكن أن يحفظ صورته من أبطأ الأجرام المستقيمة الحركة حركة (٢٤).

__________________

(١) فى أن : فإن سا

(٢) طبيعة : طبيعته سا ، ط ؛ طبعه م.

(٣) طبيعة : طبيعة سا ، م (٤) فانا : وأما سا

(٥) أنه : أنها ب (٦) نفسه : نفسها ب

(٧) تعرض : يفرض ب ، د.

(٨) التقكك : التفكيك ط

(٩) فإنه (الأولى) : إنه سا

(١٠) لجزئه : لجزئيه ط

(١١) وإن : فإن م ؛ + كان ب ، د ، م.

(١٢) ومسكن مسكن ط.

(١٣) من أصغر : ساقطة من م.

(١٤) عن : ساقطة من ، سا م

(١٥) لصغره : لصغر م.

(١٦) لأن : أن د ؛ عن أن سا

(١٧) بقسمتة : بقسمة د ، م.

(١٨) لا يمتنع : لا يمنع د

(١٩) كان : كانت ط (٢٠) تلحق : تلحقه ط.

(٢١) منها : ساقطة من سا ؛ + فى الوجود ط.

(٢٢) حركة (الثانية) : جهة م

(٢٣) منها (الأولى): + فى الوجود ط.

(٢٤) حركة : ساقطة من م.

٢٤٥

[الفصل الثالث عشر]

م ـ فصل (١)

فى جهات (٢) الأقسام

وإذ قد (٣) عرفنا (٤) حال ما يعرض للأجسام الطبيعية وقواها من التناهى وغير التناهى (٥) فى الزيادة والنقصان (٦) ، فحرى بنا أن نتكلم فى جهات الأجسام ، وجهات حركاتها ، إذ كانت الجهات من جملة اللواحق بسبب (٧) الكمية. فنقول (٨) : إنا (٩) إذا فرضنا بعدا ، فإما أن نفرضه على الاستقامة ، أو على جهة أخرى. فإن فرضناه على الاستقامة ، واستحال ذهابه إلى غير التناهى (١٠) ، افترضت له نهايتان ، وافترض له إليهما (١١) جهتان ، إلى كل نهاية جهة. وإن كان مستديرا أو منحنيا ، ففرض (١٢) له قطع ، كان للحد المشترك إلى كل واحد من القسمين جهة على هيئة. وأعنى بالبعد كل امتداد ، سواء كان يمكن أن يفرض فيه امتداد آخر ، أو لا يمكن (١٣). أما (١٤) الذي لا يمكن فهو الخط ، وأما الذي يمكن فالسطح (١٥) والجسم. فإن السطح له فى انبساطه امتداد واحد ، والجسم له فى ثخنه امتداد واحد. والخط (١٦) هو امتداد واحد بالقوة والفعل ، وأما السطح فإنه يجوز أن يوجد هو بعينه (١٧) ، ويعتبر له امتدادان (١٨) ، مثلا إن كان مربعا ، كان (١٩) له امتداد من ضلع إلى مقابله ، وامتداد آخر (٢٠) من الضلع الثالث إلى مقابله. والموضوع واحد يعينه ، لكنه بحسب (٢١) الإضافة إلى مبدأ عنه ، يمتد إلى منتهى هو غيره ، بحسب (٢٢) الإضافة إلى مبدأ غير ذلك المبدأ ، يأخذ عنه إلى منتهى غير ذلك المنتهى.

وبالجملة كلما (٢٣) افترض (٢٤) امتداد ، عرض منه أن تصاب (٢٥) له من حيث هو كذلك جهتان لا غير. والمشهور عند الجمهور ، أو عند أهل الظاهر من النظر ، أن للخط جهتين لا غير ، وللسطح أربع جهات ، وللجسم ست جهات.

__________________

(١) فصل : فصل م ب ؛ الفصل السابع ط ؛ الفصل الثالث عشر م.

(٢) جهات : جهة م. (٣) قد : ساقطة من م

(٤) عرفنا : عرفناك ب ، د ، م (٥) التناهى (الثانية) : المتناهى م

(٦) والنقصان : وفى النقصان سا ، م.

(٧) بسبب : ساقطة من م (٨) فنقول : تقول سا.

(٩) إنا : ساقطة من سا. (١٠) التناهى : النهاية د ، ط

(١١) له إليهما : لما بينهما سا ، ط ؛ بينهما م.

(١٢) ففرض : فعرض د ؛ فيفرض ط.

(١٣) آخر أو الا يمكن : آخر ولا يمكن د ؛ أجزاء ولا يمكن سا ، م

(١٤) أما : وأما ط (١٥) فالسطح : فهو السطح ط.

(١٦) والخط : فالخط سا ، ط ، م. (١٧) بعينه : بعضه سا

(١٨) امتدادان : امتدادات سا ، ط ، م (١٩) كان (الثانية) : لكان ط.

(٢٠) وامتداد آخر : وامتدادا كل سا

(٢١) بحسب : فحسب د. (٢٢) بحسب : وبحسب ط.

(٢٣) كلما : كما م (٢٤) اقترض : فرض ط

(٢٥) تصاب : يضاف ط.

٢٤٦

أما (١) رأيهم فى الخط فصحيح مطابق للموجود (٢) ، وفى سائر ذلك نظر. وأما (٣) الذي للسطح (٤) بما هو سطح من النهايات ، فإنه إن كان السطح مربعا ، اعتبرت (٥) نهاياته (٦) الأولى التي هى الخطوط دون النقط (٧) ، فالأمر على ما ظن. فإن (٨) لم يكن مربعا أو كان مربعا (٩) ولم يعتبر ذلك ، فإن جهاته أكثر من ذلك ، فإنه إن كان مثلا مسدسا ، فلا حد (١٠) أولى من غيره بأن يكون جهة ، فيعرض (١١) للسطح المحاط به من حيث هو كذلك أن تكون له ست جهات ، وإن (١٢) كان أكثر من ذلك عرض أكثر من ذلك. وإن كان أيضا مربعا ولم نعتبر تناهيه إلى الخط المستقيم فقط ، بل اعتبر له (١٣) جميع أنواع التناهى حتى إلى الزاوية ، كانت له جهات ثمان : أربع إلى الخطوط ، وأربع إلى الزوايا ، والدائرة (١٤) فلا جهة له (١٥) بالفعل إلا واحدة ، وأما بالقوة (١٦) فيعرض لها (١٧) جهات لا نهاية لها بالقوة ، فلا جزء من المحيط ولا نقطة فيه من حيث هو دائرة فقط هو أولى بأن يلى جهة (١٨) دون غيرها.

وإذ قد (١٩) عرفت هذا فى السطح فقد عرفت فى الجسم ، وعلمت أن الجهات الست كيف تكون فى المكعب والمستطيل (٢٠) الشبيه بالمكعب وما يجرى مجراها. وعرفت (٢١) كيف لا يكون وأنه (٢٢) كيف تنقص جهات المخروط الذي يحيط به أربع سطوح مثلثات عن جهات المكعب وكيف الحال فى الكرة.

وأما السبب فى اشتهار هذه المقدمة ، وهو أن لكل جسم ست جهات ، فأمران (٢٣) : أحدهما رأى عامى ، والآخر اعتبار خاصى. فالذى سببه رأى عامى ، فهو (٢٤) أنه لما سبق إلى أوهام (٢٥) العامة أن الحيوان ، وخصوصا الإنسان ، يحيط به جنبان عليهما اليدان وظهر وبطن ورأس وقدم ، وكان (٢٦) له يمين ويسار ، أما اليمين فالجهة القوية منه فى ابتداء الحركة ، واليسار ما يقابله ، وكان (٢٧) له فوق وأسفل ، أما الفوق للإنسان فالجهة التي تلى رأسه ، والسفل منه (٢٨) فالجهة التي تلى (٢٩) قدمه (٣٠). وأما فى سائر الحيوان ذوات الأربع ، فالفوق منه الجهة (٣١) التي تلى ظهره ، والأسفل منه الذي (٣٢) يلى بطنه (٣٣) وقدمه ، وكان له قدام وخلف ، فالقدام هو الجهة التي (٣٤) إليها يتحرك بالطبع. وهناك حاسة الإبصار والخلف ما يقابله

__________________

(١) أما : وأما ط (٢) للموجود : للوجود ط (٣) وأما : أما ب ، د (٤) للسطح : فى السطح م.

(٥) اعتبرت : واعتبرت سا ؛ فاعتبرت ط ؛ اعترف م (٦) نهاياته : نهايته د ؛ نهايات ط (٧) النقط : النقطة م

(٨) فإن : وإن سا. (٩) أو كان مربعا : ساقطة من م

(١٠) حد : يجد ط. (١١) فيعرض : ساقطة من م

(١٢) وإن : فإن د. (١٣) له : لها سا. (١٤) والدائرة : وأما الدائرة ط (١٥) له : لها سا ، ط.

(١٦) بالقوة : لقوة د (١٧) لها : ساقطة من سا.

(١٨) جهة : الجهة سا ، ط ، م. (١٩) وإذ قد : وإذ سا ؛ وإذا م.

(٢٠) والمستطيل : المستطيل سا (٢١) وعرفت : وقد عرفت ط (٢٢) وأنه : فإنه م.

(٢٣) ست جهات فأمران : قامتان سا. (٢٤) فهو : وهو سا

(٢٥) أوهام : أذهان سا ؛ الأوهام ط. (٢٦) وكان : فكان ، ط ، م.

(٢٧) وكان (الثانية) : فكان سا (٢٨) منه : ساقطة من م.

(٢٩) تل (الأولى) : ساقطة من سا

(٣٠) قدمه : قدامة ط (٣١) الجهة : فالجهة ب

(٣٢) الذي : التي سا (٣٣) بطنه : بطينه سا.

(٣٤) التي : ساقطة من سا.

٢٤٧

ولم يكن (١) عندهم له جهة غير هذه ، جعلوا طوله من رأسه إلى قدمه ، وعرضه من يمينه إلى (٢) يساره ، وعمقه من قدامه (٣) إلى خلفه. فكأنه (٤) لما افترضت هاهنا (٥) هذه النهايات أولا ، افترض بعدها بحسبها هذه الأبعاد ، إذ الأبعاد بالحقيقة (٦) لا تفترض إلا بافتراض النهايات التي عنها إليها تمتد.

فلما كان هكذا ، وقع فى الأوهام أن الجهات ست (٧) ، ولم يشعر بغيرها ، إذ لم تكن الأسماء إلا لهذه ، فوقفت الأوهام على مبلغ هذا (٨) العدد ، وأعان على (٩) ذلك نوع من الاعتبار خاصى (١٠) ، وهو أن الأجسام يوجد فيها (١١) إمكان وقوع مقاطعات ثلاث على قوائم ولا يجوز غيرها ، وتنتهى (١٢) كل مقاطعة إلى طرفى (١٣) الخط الذي (١٤) عليه (١٥) المقاطعة ، فتكون ستة أطراف ، فتكون ست جهات. لكن إنما تكون هذه المقاطعات ثلاثا (١٦) لا غير ، إذا فرض امتداد واحد أصلا ، ووضع وضعا من غير أن يكون الطبع يوجبه ، ورتبت (١٧) عليه المقاطعات بقوائم. ولو فرض مكان ذلك الامتداد الأول (١٨) غيره مما ليس موازيا له ، لوقعت ثلاث مقاطعات أخرى على قوائم (١٩) غير تلك (٢٠) بالعدد ، ووقعت جهات غير تلك بالعدد. ثم مع ذلك فلا يجب أن تختلف نوعية الجهات (٢١) فى كل (٢٢) جسم ، حتى يكون فى كل جسم من حيث هو جسم جهة هى بعينها يمين وجهة هى (٢٣) بعينها يسار ، إنما يجب ذلك فى الحيوان ، أعنى بذلك تميز الجهات الست بعضها عن بعض تميزا بالقوة والطبع والنوع. نعم (٢٤) يشبه أن يكون لكل جسم من التي تلينا علو وسفل إما عارض وإما بالطبع ، أما العارض فعلى ما يتفق من وضعه فيكون ما يلى الأرض منه هو (٢٥) الجهة السافلة وما يلى الفلك أو ما يقابل ما يلى الأرض إن لم يكن فوق ذلك الجسم فلك هو الفوق. لكن هذا عسى أن لا يوجد فى الأرض وهى فى موضعها الطبيعى ، فيشبه أن لا تكون لها جهة إلا الفوق ، إن (٢٦) عنى بالجهة ما يلى نهاية الشيء ، ونهاية الأرض سطح ، وسطحها يلى السماء ، فعسى أن يكون الاعتبار للجهات لا يقتضى (٢٧) النسبة إلى السطح ، بل إلى كل طرف لبعد يفرض (٢٨) فى (٢٩) الجسم. وإذا كان كذلك ، كان للبعد المفروض فى الأرض جهة عند مركز كرته (٣٠) الذي هو مركز الكل وعليه

__________________

(١) يكن : يمكن سا ، ط ، م (٢) إلى (الثانية) : وإلى د (٣) قدامة : أقدامه ط. (٤) فكأنه : وكأنه د ، م

(٥) هاهنا : هنا سا (٦) بالحقيقة : فى الحقيقة سا.

(٧) ست : الست سا. (٨) هذا : فهذا ط

(٩) على : ساقطة من سا (١٠) خاصى : الخاصى ط ، م

(١١) فيها : فيه م. (١٢) وتنتهى : ومنتهى سا

(١٣) طرفى : طرف م (١٤) الذي : التي سا (١٥) عليه : عليها سا. (١٦) ثلاثا : ثلاثة ب ، د ، سا.

(١٧) ورتبت : فرتبت سا ، ثم رتبت ط ؛ فرتب م (١٨) الأول : + الواحد د ، سا ، م.

(١٩) قوائم : قوام م (٢٠) تلك : ذلك سا. (٢١) الجهات : بالجهات م (٢٢) كل : كل م.

(٢٣) هى (الثانية) : وهى د ؛ ساقطة من م. (٢٤) نعم : ساقطة من م. (٢٥) هو : بين سا.

(٢٦) إن : وإن سا. (٢٧) لا يقتضى : لا بلى مضى سا

(٢٨) يفرض : الأرض سا. (٢٩) فى (الأولى والثانية) : إلى سا.

(٣٠) كرتة : كرتها ب ، د.

٢٤٨

الدور ، وجهة عند سطحه (١) وهما نهايتا البعد النافذ فيه (٢) ، فيكون للأرض أيضا جهة (٣) سفل وجهة علو ، وتكون جهة السفل للأرض ليس وجوده لما يقاس إليه كوجود (٤) جهة العلو ، وذلك لأن جهة العلو سطح موجود بالفعل ، وجهة السفل نقطة موهومة أو لا تكون أيضا كذلك ، بل تكون جهة الفوق وأيضا طرف البعد المتصل بالمركز فى السطح وهو نقطة ما. فإن كان كذلك فكيف تكون له جهتان بالفعل ، بل تكونان بالقوة.

لكنا قد جعلنا أحد أسباب انقسام المتصل المسامتات (٥) والمحاذيات وهو انقسام بالفعل إذ (٦) يتعين المماس والمسامت (٧) والمحاذى بالمماسة والمسامتة (٨) والمحاذات (٩) كما بالإشارة ، فيكون إذن المركز والطرف لآخر مما يصير معين الوجود لمسامتة البعد المفروض ، لكن الشأن فى (١٠) هذا البعد المفروض أنه كيف يفرض (١١).

فنقول (١٢) : لا تعدم الأرض وجود أفق لها ، لوجود قائم عليها. وجميع ذلك من أسباب فرض الأبعاد الذاهبة فيه ، فكأن الأرض (١٣) لو انفردت أيضا ولم تكن لها نسبة إلى (١٤) أجسام خارجة ، لم يكن لها بالفعل فوق وأسفل بهذا الوجه ، بل فوق فقط من جهة انتهائه إلى سطحه (١٥) ، بل هذا حق. فإنه لو لا السماء لم يكن لها علو البتة بوجه (١٦) من الوجوه.

فبقى الآن أن نحل (١٧) ما يتشكك (١٨) به على هذا ، فيقال : لو توهمنا أن الأرض ليس لها إلا السماء ، أفكان (١٩) يكون لها علو ، والعلو لا يكون علو إلا بالقياس إلى السفل ، أو كان (٢٠) لها سفل وقد فرضتم أن السفل ليس بمتعين إلا بتعين بعد وأن البعد لا يتعين لوجود السماء وحده ، بل باعتبار قائم يجعل للأرض (٢١) أفقا أو سببا (٢٢) آخر يجرى مجراه ، فيلزم (٢٣) من هذا أنه يتعين العلو لوجود السماء ولا يتعين ، وهذا خلف. فالجواب أن العلو يعنى به شيئان : أحدهما المقابل للسفل والثاني الجهة التي تلى السماء. كما (٢٤) أن الخفيف يعنى به أمران : أحدهما الذي بالقياس إلى الثقيل (٢٥) ، والآخر (٢٦) الذي يريد فى حركته ملاقاة سطح الفلك. فأحد العلوين مقول بالقياس إلى السفل ، وكذلك أحد الخفيفين مقول بالقياس إلى الثقيل ، والثاني معقول (٢٧) بنفسه ، لا يحوج تعقله إلى اعتبار وجود مقابله ، فإنه ليس يلزم لمن (٢٨) فرض جهة

__________________

(١) سطحه : سطحها ب ، د (٢) فيه : فيها ط

(٣) جهة : بجهة ط. (٤) كوجود : لوجود سا.

(٥) وهو نقطة ... المسامتات : ساقطة من م.

(٦) إذ : + قد ط (٧) والمسامت : المسامت سا.

(٨) والمسامتة : ساقطة من م (٩) والمحاذات : بالمحاذات ط.

(١٠) فى : إلى سا (١١) يفرض : يفترض سا. (١٢) فتقول : ليقول ط ؛ + إنه سا ، ط ، م.

(١٣) الأرض : للأرض ط (١٤) إلى : التي سا.

(١٥) سطحه : لسطحه سا (١٦) بوجه : وجه م.

(١٧) نحل : تنحل ط ؛ انحل م (١٨) ما يتشكك ، ما تشكك سا

(١٩) أفكان : فكان ب ؛ وكان د ؛ أكان ط. (٢٠) أو كان : أفكان ب ، د ، سا ، م.

(٢١) للأرض : الأرض سا ، م (٢٢) سبيا : سبب ب ، سا ، م

(٢٣) فيلزم : فلزم م. (٢٤) كما : فكلما سا

(٢٥) إلى الثقيل : ساقطة من م (٢٦) والآخر : والثاني سا.

(٢٧) معقول : مقول ط

(٢٨) لمن : من م.

٢٤٩

بالفعل تلى السماء أن يكون تعقل ذلك لأجل جهة لا تلى (١) السماء ، وكذلك (٢) لا يلزم من فرضنا شيئا يتحرك إلى ملاقاة سطح الفلك ، أن يحكم أن شيئا آخر يتحرك إلى المركز. فللأرض (٣) بالقياس إلى السماء وحدها (٤) من غير (٥) اعتبار آخر جهة تلى السماء ، فإن سميت هذا المعنى علوا فلها علو (٦) ، وإن لم تسمه علوا وعنيت بالعلو ما يقال بالقياس إلى السفل ، فليس للأرض من حيث هى مقيسة بالسماء بلا اعتبار آخر علو.

ونبتدئ من رأس ، ونقول (٧) : إن الفوق والسفل بالطبع قد (٨) يوجدان للنبات والحيوان ، فإن للنبات (٩) جهة أغصان وجهة أصول ، وإحداهما (١٠) بالطبع فوق والأخرى (١١) بالطبع أسفل ، لكن يعرض أن يصير الفوق أسفل والأسفل فوقا (١٢) ، ويكون الفوق مع ذلك حافظا لمعنى أنه بالطبع فوق ، وكذلك (١٣) يكون السفل حافظا لمعنى أنه بالطبع سفل.

كما أن الماء وإن سخن فهو حافظ لمعنى (١٤) أنه بالطبع بارد. وأما القدام والخلف فليس إلا للحيوان كان ساكنا أو متحركا ، وللأجسام المتحركة غير الحيوان حين تكون متحركة ، فإن الجهة التي إليها تتحرك هى قدامها والجهة المتروكة هى (١٥) خلفها ، لكنها إن تغيرت (١٦) حركتها تغير قدامها وخلفها. ولا كذلك للحيوان ، لأن القدام الذي للحيوان ليس بحسب كل حركة ، بل بحسب الحركة الإرادية التي إلى جهة أعضاء مخصوصة له ما دام على النهج الطبيعى لا كالقهقرى ، فإن ذلك غير طبيعى ، بل متكلف. فالأجسام غير الحية تارة يوافق فوقها وسفلها (١٧) قدامها خلفها وذلك إذا تحركت إلى فوق أو إلى أسفل ، وتارة يخالف فوقها وسفلها قدامها وخلفها ، وذلك إذا لم تكن حركاتها (١٨) إلى فوق أى (١٩) نحو جهة الفلك أو أسفل أعنى (٢٠) نحو جهة الأرض ، وإن (٢١) تحركت عرضا لم تدخل جهة فى جهة.

فحرى بنا الآن أن نبحث عن أحوال هذه الجهات فى الكرات المتحركة على أنفسها ، بل فى الفلك ، وهى ما قيل (٢٢) : إن الفلك فوقا وسفلا ويمينا (٢٣) ويسارا وقداما وخلفا ، هو (٢٤) بالمعنى المقول للحيوانات الأخرى أو باشتراك الاسم ، وأن هذه الجهات كيف تكون هناك. وقبل ذلك ينظر فى الجهات الطبيعية للمتحركات الطبيعية على الاستقامة وأنها كيف تكون.

__________________

(١) لا تلى : تلى ط (٢) وكذلك : ولذلك سا.

(٣) فللأرض : فالأرض سا ، ط (٤) وحدها : وحده سا ، ط ، م

(٥) غير : ساقطة من م (٦) علو : سفل سا.

(٧) ونقول : فنقول ط (٨) قد : فقد ط

(٩) للنبات : للنباتات ط. (١٠) وإحداهما : وأحدهما سا ، ط

(١١) والأخرى : والآخر د ، سا ، ط ؛ الآخر م.

(١٢) فوقا : فوق ب ، د ، سا

(١٣) وكذلك : فكذلك م. (١٤) لمعنى : المعنى ط.

(١٥) هى : هو ط (١٦) تغيرت : تعرف د. (١٧) وسفلها : أو سفلها د ؛ ساقطة من ب ، سا ، م.

(١٨) حركاتها : حركتها ط. (١٩) أى : إلى ب ، سا

(٢٠) أعنى : على ط (٢١) وإن : فإن م.

(٢٢) ما قبل : ما يقال م (٢٣) ويمينا : يمينا د ، م

(٢٤) هو : ساقطة من م.

٢٥٠

[الفصل الرابع عشر]

ن ـ فصل (١)

فى النظر فى أمر جهات الحركات الطبيعية وهى المستقيمة (٢)

ومما (٣) يجب علينا نحقق (٤) القول فيه أمر جهات الحركات الطبيعية وأنها كيف تتحد ونبدأ بجهات الحركات المستقيمة ، فنقول : قد سلف من قولنا : إن الجهة لا محالة متحددة فى البعد ، وتحددها لا يخلو أما أن يكون عند جسم أو عند لا جسم ، ومحال كما بينا أن يكون فى الخلاء تحدد لجهة (٥) ، فيجب أن يكون التحدد عند جسم. ولأن المتحرك على الاستقامة يخلف جهة ويقصد جهة فلا يخلو (٦) إما أن يكون كل واحد (٧) من الجهتين يتحدد بجسم على حدة ، أو تكون الجهتان تتحددان بجسم واحد. والتحدد إنما يكون تحددا متقابلا (٨) بجسم واحد ، إذا كان أحد الحدين فى غاية القرب منه والآخر فى غاية البعد منه. ولا تتحدد (٩) غاية البعد (١٠) من الجسم كما تتحدد غاية القرب منه إلا بأن تكون على جهة إحاطة (١١) ومركز (١٢) ، حتى يكون الجسم الواحد يوجب الحدين جميعا. ويجب (١٣) أن يكون الجسم المحدد محيطا لا جسما موضوعا كالمركز ، وذلك لأنه إن كان موضوعا كالمركز تحدد (١٤) القرب منه ولم يتحدد البعد ، بل المحيط هو الذي يحدد القرب منه (١٥) والبعد عنه. وأما إذا كان التحدد بجسمين فلا يخلو إما (١٦) أن يكون أحدهما كالمحيط والآخر كالمركز ، وإما أن لا يكون كذلك. فإن كان أحدهما كالمحيط والآخر كالمركز ، كان المحيط كافيا فى أن يجعل للبعد حدين ، وإن لم يكن الذي فى المركز فيكون التحدد بالذى فى المركز بالعرض.

فأما إذا كان التحدد بجسمين فنقول أولا : إنه لا يجب حينئذ أن يكون بعض سطح الجسم الواحد البسيط

__________________

(١) فصل : الفصل الثامن ط ؛ الفصل الرابع عشر م.

(٢) فى النظر ... المستقيمة : فى الجهات الطبيعية والحركات المستقيمة ب ؛ فى الجهات للحركات المستقيمة د.

(٣) ومما : وما سا

(٤) نحقق : يتحقق م.

(٥) لجهة : الجهة ط.

(٦) فلا يخلو د

(٧) واحد : واحدة م.

(٨) متقابلا : مقابلا د.

(٩) ولا تتحدد : + عنه سا

(١٠) البعد : للبعد سا.

(١١) جهة إحاطة : جملة إحاطته سا

(١٢) ومركز : ومؤلف سا

(١٣) ويجب : ويوجب سا.

(١٤) تحدد : يتحدد ط.

(١٥) ولم يتحدد ... منه : ساقطة من سا.

(١٦) إما (الأولى) : ساقطة من ب ، د.

٢٥١

يستحق بطبعه أن يكون التوجه إليه وإلى القرب منه ، وبعضه الآخر ليس كذلك ، وهو فى نفسه سطح واحد متشابه من جسم (١) واحد متشابه ، نسبته إلى ما هو خارج عنه نسبة واحدة متشابهة (٢) ، بل يجب أن يكون حاله إلى ما هو خارج عنه من جميع الجهات (٣) سواء (٤) ، ويجب (٥) أن يكون له بالطبع خارج من كل جهات ذلك السطح ، ليس فى جهة بعينها دون جهة ، حتى تكون جهة منه تلى أمكنة وأجساما تتحرك فيها إليه (٦) ، وجهة نهاية ليس لها خارج لا خلاء ولا ملاء ، بل يجب إما أن يكون لا خارج له البتة ، أو يكون الخارج المملو أو الخالى إن كان محيطا به ، وأن (٧) يكون بحيث يجوز أن يتوهم فى كل مكان من الخارج الذي له جسم يتحرك إليه بالطبع الحركة المقربة منه ، وهذا يوجب إحاطة متشابهة. فإذا كانت الحركة إلى كل واحد من هذين الجسمين تطلب الجهة التي هى قربة (٨) ، وجب أن يكون لو توهمنا المتحرك واقعا من أحد الجسمين إلى الجهة التي لا تلى الجسم الآخر فيتحرك (٩) إلى قرب الجسم الأول ، أن يكون إنما يتحرك إلى تلك الجهة بعينها لا من مقابلها. لأنها تؤدى إلى الجسم الآخر ، وهو محدد الجهة المقابلة للجسم الأول ، ويستحيل أن تكون الحركة إلى جهة إلا من مقابلها.

فقد بان أن ما فرضناه من تحدد الجهتين بجسمين محال. وليس يجوز أن يقال إنه من جانب يحدد جهة ومن جانب يحدد أخرى ، وأن الجهتين متضادتان بالطبع ، فإن كلامنا فى الشيء من حيث هو مبدأ جهة واحدة بالنوع ومحددها (١٠). فإن كان المحدد يحدد الجهة الواحدة بالنوع لكونها قربا منه ، فيجب أن يكون كل قرب منه هو جهة واحدة بالنوع ، فيجب أن يكون ضدها (١١) كل بعد منه ، فيعود إلى أن يكون ضدها محيطا. لأن البعد المقدر من سطح الجسم الأول إما أن يقتضى تحددا بطبيعة (١٢) ذلك الجسم الآخر (١٣) أو لا يقتضى ، فإن اقتضى تحددا بطبيعة (١٤) ذلك الجسم (١٥) (١٦) ، فليس أنه يقتضيه قطعة من سطحه منه (١٧) أولى من أن يقتضيه قطعة أخرى منه ، بل يجب (١٨) أن يقتضيه (١٩) من كل جهة. فيكون البعد متحددا من كل جانب بجسم من ذلك الطبع (٢٠). وإن لم يكن كذلك ، كان (٢١) التحدد يقع بأجسام كثيرة كيف اتفقت ويكون التحدد بكل واحد منها يقتضى جهة أخرى ، ويكون القرب تحدد جهة واحدة والبعد تحدد جهات ، ويكون مقابل الواحد بالعدد (٢٢) كثيرا بالنوع (٢٣) ، وهذا كله محال. فإن كانت الأجسام

__________________

(١) من جسم واحد متشابه : ساقطة من م (٢) متشابهة : متسامتة سا. (٣) من جميع الجهات : ساقطة من سا (٤) سواء : ساقطة من سا (٥) ويجب : فيجب سا ، ط ، م.

(٦) إليه : البتة د ، م. (٧) وأن : أى أن سا ؛ أى ط ، م.

(٨) قربة : قوية سا (٩) فيتحرك : فيحرك ب.

(١٠) ومحددها : وحددها سا. (١١) ضدها : ضد سا ؛ ساقطة من ط.

(١٢) بطبيعة : لطبيعة د ، ط (١٣) الآخر : ساقطة من سا.

(١٤) بطبيعة : لطبيعة سا ، ط (١٥) أو لا يقتضى .... الجسم : ساقطة من سا.

(١٦) الجسم : + الآخر ط ؛ ساقطة من م (١٧) من سطحه منه : فى سطحه سا

(١٨) يجب : ساقطة من م. (١٩) قطعة من ... يجب أن يقتضيه : ساقطة من م.

(٢٠) الطبع : بالطبع ط (٢١) كان : وكان سا ، ط ، م. (٢٢) بالعدد : ساقطة من د

(٢٣) بالنوع : بالفرع سا.

٢٥٢

التي تفرض (١) حواليه بذلك البعد وتفرض (٢) من جهات شيء ، أيها (٣) كان بدل صاحبه حدد الجهة التي يحددها (٤) الآخر لو كان مكانه ، بتحديده طرف بعد واصل بينه وبين الجسم الأول ، وتكون متشابهة فى أنها بالطبع تحدد البعد. لأن لها وضعا ما هو فى غاية البعد ، ولم يكن بينها فى هذه (٥) الجهة خلاف وكانت هذه الجهة تحدد البعد. وكانت الجهات التي ترتسم (٦) بأوضاعها من الجسم الآخر (٧) جهات لا يختلف بالنوع ، بل بالعدد ، وكانت (٨) تلك الأجسام كجسم واحد محيط بالجسم الأول ، فيكون حدوث الجهتين على سبيل مركز ومحيط.

وقد قلنا : إنه إذا كان على سبيل مركز ومحيط كفى (٩) المحيط فى تحديد الجهتين جميعا. وكان (١٠) الجسم الموضوع فى المركز (١١) داخلا فى الأمر بالعرض.

ونقول : إنه ليس يصلح أن يكون كل جسم محدد للجهة ، وذلك لأن الجسم الذي من شأنه أن يتحرك بالطبع على الاستقامة لا يصلح (١٢) أن يحدد (١٣) الجهة ، لأنه لا يخلو إما أن تقتضى طباعه الكون فى تلك (١٤) الجهة أو لا تقتضى ، فإن (١٥) لم تقتض ، فكيف تتحدد به الجهة ، وجائز أن لا يكون هو عندها. وإن (١٦) اقتضى طباعه الكون فى تلك الجهة ، وكان مع ذلك جائزا أن يعرض له أن لا يكون فى تلك الجهة وهو بالطبع يطلبها ، فإن كان فى طبيعة ذلك الجسم إمكان أن (١٧) يعرض له طلب تلك الجهة ، فكان (١٨) لا جزء لذلك الجسم إلا وفى طبيعته (١٩) إمكان طلب تلك الجهة (٢٠). ولكنه (٢١) من المستحيل أن يوصف بأن فيه إمكان طلب تلك الجهة ، إلا وتلك الجهة حاصلة ، فيكون لا جزء لذلك الجسم إلا ويمكن فى طباعه أن يعرض له أن لا يكون فى تلك الجهة ، وتكون تلك (٢٢) الجهة حاصلة فى نفسها يطلبها كل جزء جزء (٢٣) منها (٢٤). فإن لم يوجد هذا الممكن ، فإنما لا يوجد ، لا لأنه فى طباع (٢٥) جزء جزء من الجسم ، إلى آخر أجزائه المعدودة بحسب عدد تلك لتجزية ، بل بسبب من خارج وهو فقدان (٢٦) ناقل عن موضعه الطبيعى ، وإذا كان كذلك فالجهة غير متحددة الذات بهذا الجسم (٢٧) لذات هذا الجسم ، بل متحددة بشيء آخر ، وقد فرض بهذا الجسم ، هذا خلف.

__________________

(١) تفرض : تفترض سا (٢) وتفرض : وتفترض سا

(٣) أيها : أنها ب ، د ، م (٤) يحددها : يحدده سا.

(٥) هذه : بهذه سا ، ط ، م. (٦) ترتسم : ترسم ط

(٧) الآخر : الأول سا ، ط ، م (٨) وكانت : كانت م ؛ + تكون ط ، م.

(٩) كفى : كناب (١٠) وكان : فكان سا ، م.

(١١) المركز : تلك الجهة سا. (١٢) لا يصلح : فيصلح ط

(١٣) يحدد : تتحدد ط (١٤) تلك : ساقطة من سا.

(١٥) فإن : وإن سا ، ط ، م (١٦) وإن : فإن سا.

(١٧) أن : ساقطة من م (١٨) فكان : وكان د

(١٩) طبيعته : طبعه طبيعته سا (٢٠) فكان .... الجهة : ساقطة من م

(٢١) ولكنه : نكنه ط. (٢٢) تلك : ساقطة من د.

(٢٣) جزء جزء : جزء ط ، م (٢٤) منها : منه د ، ط ، م

(٢٥) طباع : طباعه ط. (٢٦) وهو فقدان : ساقطة من سا.

(٢٧) لذات هذا الجسم : ساقطة من م.

٢٥٣

فقد (١) بان أنه ليس يجوز (٢) أن يكون أى (٣) جسم اتفق محددا للجهة المعينة وتبين من ذلك أيضا (٤) أن الجهة الواحدة بالنوع تتحدد بجسم واحد (٥) بالطبع ، ليس من شأنه الزوال على الاستقامة البتة. فإن (٦) المحدد بالإحاطة لا يصلح أن يكون منتظما من أجسام شيء (٧) ، فإنه ليس يجب أن يكون بعض تلك الأبعاد يستحق أن يوجد فيها جسم بعينه يلزمه ، وبعض آخر (٨) يستحق جسما آخر مخالفا له بالطبع يلزمه ، ولا يجوز أن يكون قد اتفق انقسام تلك (٩) الجهة المحيطة (١٠) إلى أجسام مختلفة الأنواع اتفاقا من غير وجوب ، وبقى كذلك.

وليس لك أن تقول مثل هذا إذا كان المحدد بالإحاطة جسما واحدا ، فإن الجسم الواحد لا أجزاء له بالفعل وإن عرض له تجزئة ما فبأسباب (١١) من خارج غير ثابتة. وأما ترتيب (١٢) الأجسام المختلفة فى النوع (١٣) فى إحاطة أبعد البعد عن الجسم المحاطة به فليس مما يطرأ (١٤) أو يزول (١٥) ، وإلا لكانت (١٦) تلك الأجسام (١٧) تحصل فى تلك الإحاطة ويخرج عنها ، ويكون (١٨) تحدد (١٩) الجهة حاصلا (٢٠) قبلها.

فنعلم من هذا أن المحدد بالإحاطة يجب أن يكون جسما واحدا لا يزول ، اللهم إلا بالاستدارة (٢١) (٢٢). فإذا (٢٣) كان كذلك لم يكن فى ضمنه جهات بالطبع ، إلا التي تأخذ نحوه من المركز ، أو التي (٢٤) تأخذ عنه نحو المركز ، واللواتى تعارضها فإن نهاياتها لا تختلف بالطبع (٢٥) ، فإنها تنتهى إلى أجسام واحدة بأعيانها ، ولا (٢٦) تتحدد بأطرافها بحدود مختلفة يكون بعضها غاية قرب وبعضها غاية بعد ، على نحو ما وجب (٢٧) أن نقول به هذا. ونقول : إن غاية القرب من الجسم المحدد المطلوب قربه بالحركة ، ليس يجب أن تكون غاية قرب من كل جزء منه ، فإنه يستحيل أن يكون لمتحرك واحد على بعد واحد كخط (٢٨) واحد وصول (٢٩) إلى كل جزء من المقرب (٣٠) إليه وأما غاية البعد فيجوز أن تكون غاية (٣١) بعد من جميع الأجزاء إذا حصل عند المركز ، وإذا انتهى خط من المحيط إلى المركز ثم عداه فإن الطرف الذي ابتدأ منه هو فى غاية القرب ، والطرف الآخر ليس فى غاية البعد ، فإنه يلى المحيط ، وإن (٣٢) كان لا يلى كله. فقد قلنا

__________________

(١) فقد : ساقطة من د (٢) يجوز : ساقطة من ط

(٣) أى : كل سا (٤) أيضا : ساقطة من سا. (٥) واحد : ساقطة من سا (٦) فإن : وإن ط ، م.

(٧) شيء : ساقطة من سا. (٨) آخر (الأولى) : الآخر سا

(٩) تلك : ذلك ط (١٠) المحيطة : المحيط د.

(١١) فبأسباب : فبأشياء ب ، د ، م ؛ + له ط (١٢) ترتيب : ترتيب سا

(١٣) فى النوع : النوع سا ، م ؛ بالنوع ط. (١٤) مما يطرأ : مما يمكن أن يطرأ ط

(١٥) أو يزول : ويزول ب ، سا ، ط ، م (١٦) لكانت : كانت د ، سا

(١٧) الأجسام : أجسام ط. (١٨) ويكون : فيكون سا

(١٩) تحدد : + تلك ط ، م (٢٠) حاصلا : حاصلة سا.

(٢١) إلا بالاستدارة : بالاستدارة م (٢٢) بالاستدارة : باستدارة : د ، سا

(٢٣) فإذا : وإذا سا ، ط ، م. (٢٤) أو التي : أو الذي سا.

(٢٥) بالطبع : بالطبائع سا ؛ بالطباع م (٢٦) ولا : لا سا.

(٢٧) ما وجب : ما يجب ط. (٢٨) كخط : خط سا (٢٩) وصول : وصوله سا

(٣٠) المقرب : المقترب ب ، م (٣١) البعد ... غاية : ساقطة من م. (٣٢) وإن : وإذا سا.

٢٥٤

إنه ليس شرط (١) القرب من المحيط أن يكون قريبا من كله ، بل من شيء (٢) منه ، وإن كان غاية البعد من شيء آخر (٣) منه وذلك لأنه لا يقرب من شيء منه (٤) غاية القرب إلا صار على غاية البعد من مقابله بالوضع وليس (٥) بالطبع ، فإن أجزاء المستدير لا مقابلة لها إلا (٦) بالعرض الوضعى الإضافى المسافى ، فإنها وإن كانت (٧) من حيث المسافة غاية البعد فليس من حيث الطبع ومن حيث القرب والبعد الذي فى الطبع بغاية البعد ، بل لا بعد هناك من هذه الجهة ، بل هناك (٨) اتفاق من حيث أنها تلى طبيعة واحدة وجسما واحدا.

فبهذا نعلم صورة الجهات التي تتحرك إليها الأجسام الطبيعية. فلنتكلم الآن فى جهات الأجسام المتحركة على الاستدارة. وأما المتحرك بالاستدارة (٩) فهو على (١٠) قسمين : أحدهما المتحرك لا على مركز نفسه ، بل على مركز خارج فهذا يمكن أن تعين له جهة إليها يتحرك ، وجهة عنها يتحرك ، ويشبه أن يكون أحدهما قداما له والآخر خلفا. وأما جهة اليمين واليسار فيشبه أن (١١) يكون الجهة التي لو كان هذا حيوانا كان ذلك يمينا له أولى أن يسمى يمينا من مقابلها (١٢) على التشبيه ، وإن كان لا شيء فى طبيعة ذلك الجسم توجب أن نختلف به الجهتان ، كما يوجب جانبا الحيوان (١٣) ذلك فى الحيوان. وأما فوق هذا المتحرك المفروض وأسفله (١٤) ، فيشبه (١٥) أن يكون ما بلى ناحية الأرض جهته (١٦) السافلة ، وما يقابلها (١٧) جهته (١٨) العالية فتعين (١٩) ذلك له ، لا من (٢٠) ذاته بعينه كما للحيوان ، ولا من حركته بعينه كما للمتحركات الثقيلة والخفيفة ، بل بالقياس إلى أجسام أخرى. وأما المتحرك بالاستدارة على مركز فى داخله ويشتمل هو عليه ، فيشبه أن لا يكون ما قيل فيه من أنه قد تتحدد له جهات ست كما للحيوان أمرا على الجهة التي قبل ، بل أول ما يتحدد فيه وعن (٢١) ذاته قطبان ومنطقة ، ولا يحتاج فى (٢٢) تحدد القطبين والمنطقة إلى شيء غير جسميته وحركته التي على الصفة المذكورة. فإن (٢٣) كان محتويا على جسم آخر تحددت له جهة تلى (٢٤) ما يشتمل عليه ، وجهة أخرى بخلافها ، تحددا ليس يحتاج فى ذلك إلى أن يكون متحركا الحركة (٢٥) التي له ، بل وإن كان ساكنا كان له ذلك ، لكن إذا اعتبر حركته على ما يشتمل عليه منها ونوسب بين أجزائه أو نقط (٢٦) تفرض فيه ، وبين أمثالها من المشتمل

__________________

(١) شرط : بشرط سا (٢) من شيء (الأولى) : بجزء سا (٣) آخر : آخر ط.

(٤) منه : ساقطة من ط (٥) وليس : ليس ب ، د ، سا ، م. (٦) إلا : ساقطة من ط

(٧) كانت : كان سا. (٨) من هذه .... هناك : ساقطة من م. (٩) وأما المتحرك بالاستدارة : ساقطة من م

(١٠) على (الثانية) : ساقطة من م. (١١) أن : بأن ط. (١٢) مقابلها : تقابلها م.

(١٣) الحيوان : لحيوان م (١٤) وأسفله : وسفله ط (١٥) فيشبه : فيشتبه د

(١٦) جهته : جهة سا. (١٧) وما يقابلها : وما يقابله م (١٨) جهته : ساقطة من د

(١٩) فتعين : يتعين سا ، م (٢٠) لا من : لأنه من ط. (٢١) وعن : عن ط

(٢٢) فى : ساقطة من م التي : + هى ط ، م. (٢٣) فإن : وإن ط (٢٤) تلى : بل سا ، م.

(٢٥) الحركة : بالحركة ط. (٢٦) نقط : نقطة ط.

٢٥٥

عليه المتحرك حوله ، فقد تتحدد له جهات أخرى. وذلك لأنه إذا فرضت فى طول حركته لا فى عرضها الذي هى بين قطبيه ثلاث نقط ، وكانت الوسطى تنحو إحداهما وتتباعد (١) عن الأخرى ، وتكون الجهة التي كان (٢) فيها الوسطى بالقياس إلى الأفق الذي (٣) هذه النقطة (٤) طالعة (٥) عليها (٦) ، هى جهة عنها ابتداء الحركة بالطبع ، ومقابلها مقابل هذه الجهة ، فتتحدد هناك جهة مشرق وجهة مغرب ، وكذلك (٧) تتحدد هناك جهة تلى خط الزوال وجهة تلى ما تحت الأرض ، فتكون الجهة التي تلى خط الزوال (٨) هى التي (٩) إليها الحركة الآخذة فى الارتفاع ، وتلك غاياتها ، لأنها تكون هناك أقرب ما يكون من المطلوع عليه ، ثم تأخذ فى مفارقته قليلا قليلا والبعد عنه إلا أن تغرب (١٠) عنه. والغاية التي إليها يتوجه المتحرك هو القدام ، وما يقابله هو (١١) الخلف ، فخط الزوال بالقياس إلى الحركة الشارقة الطالعة قدام ، وما يقابله (١٢) خلف. ولما كانت جهة المشرق الجهة التي عنها مبدأ الحركة ، فأولى ما يشبه بها (١٣) من جهات (١٤) الحيوان اليمين ، فيكون المغرب هو اليسار وبقى القطبان يحددان البعد الذي هو غير البعد المحدد بالقدام والخلف الذي هو أولى بأن يكون عمقا ، وغير البعد المحدد باليمين واليسار الذي هو أولى أن (١٥) يكون عرضا ، فليس له إلا أن يكون بعد الطول. وأولى القطبين بأن يكون على جهة المقايسة علوا هو الجنوبى فى الحركة الفلكية الأولى ، والشمالى فى الحركة الثانية ، فإنا لو (١٦) توهمنا إنسانا يتحرك على نفسه مستديرا ، وتنبعث حركته من يمينه ، لكان يكون قدامه ما يلى وجهه وهو ما بين يمينه ويساره وذلك عند (١٧) خط الزوال ، وخلفه ما يلى يظهره. وإذا (١٨) أطبقنا (١٩) بين يمينه وجهة المشرق ، وبين يساره وجهة المغرب وبين وجهه وجهة خط الزوال ، انطبق رأسه مع القطب الجنوبى لا غير. ولو دار على نفسه مثل دور السماء ، لكان الرأس يلزم الجنوبى والوجه يلزم وسط السماء ، وحيث (٢٠) اليمين يلزم المشرق (٢١). إلا أن يكون أحد القطبين علوا والآخر سفلا ، ليس لاختلاف البته فى أمر القطبين ، بل بالمقايسة الصرفة إلى الحيوان ، بعد أن تتحدد جهات لأمور (٢٢) أخرى فتختلف (٢٣) حال القطبين حينئذ بالقياس إلى تلك الجهات. وأما (٢٤) كون المشرق يمينا ، فهو لأمر فى الحركة مقيسة إلى

__________________

(١) عليه .... وتتباعد : ساقطة من م. (٢) كان : كانت د.

(٣) الذي : التي د ، سا (٤) النقطة : الصفة م

(٥) طالعة : طالعا سا (٦) عليها : عليه ط ، م.

(٧) وكذلك : ولذلك سا ، م. (٨) وجهة .... الزوال : ساقطة من م.

(٩) هى التي : + تلى سا. (١٠) تغرب : يقرب ط.

(١١) هو (الثانية) : فهو د ؛ ساقطة من ط (١٢) وما يقابله : ويقابله م.

(١٣) بها : به ب ، د ، سا (١٤) من جهات : أن كون سا.

(١٥) أن (الأولى) : بأن م. (١٦) فإنا لو : فلو سا.

(١٧) وذلك عند : وعند ذلك م (١٨) وإذا : فإذا سا

(١٩) أطبقنا : طبقنا د ؛ طبقناه ط. (٢٠) وحيث : حيث سا ، م

(٢١) المشرق : الشرق ط. (٢٢) لأمور : الأمور ط. (٢٣) فتختلف : فيلزم سا

(٢٤) وأما : فأما ب ، د.

٢٥٦

الأفق (١) وإن لم يكن حيوان (٢) يقايس (٣) به فإن جهة المشرق من كونها (٤) ، عنها تنبعث الحركة ، وكذلك حال جهة وسط السماء (٥) لذاتها إليها الحركة. فإذا كانت حركته غير المشرق والمغرب ووسط السماء بالقياس إلى الأفق ، ثم إذا تميزت (٦) هذه الحدود ، لزم فى القطبين أن يعرض لهما (٧) تميز ما لا لأمر يتعلق (٨) بالقطبين تعلقا أوليا ، بل لنسبة (٩) تلحقه بسبب ما عرض لغيرهما من التميز هذا.

وأما إن (١٠) أخذت جزءا من الفلك متحركا واعتبرته (١١) بنفسه ، وجدت بين المشرق والمغرب طول المسافة ، وحصل لك ما بين القطبين عرضا لذلك الطول. فانظر إلى حال هذه الجهات كيف تختلف. أما القطبان فيحددان (١٢) جهتين لذات (١٣) الجسم وحركته ، ولا يحددان (١٤) بذاتيهما فوقا وأسفلا (١٥) ، ولا يكون (١٦) فيهما تضاد ، إذ لا تضاد فى طباع ما هى فيه ، بل إنما يحددان (١٧) فوقا وأسفلا (١٨) بمقايسة ونسبة إلى حيوان (١٩). وأما المشرق والمغرب وكذلك وسط السماء فليسا يحددان جهتين لذات الجسم وحده ولا لذات (٢٠) مأخوذة مع حركته ، بل بمقايسته (٢١) إلى الأفق ، ثم بعد المقايسة فإن نفس الحركة يوجب تمييز (٢٢) بعضها من (٢٣) بعض بالقياس إلى الأفق ، إذ يوجب أن تكون متخالفة ، فيكون بعضها عنه وبعضها (٢٤) إليه وبعضها منبعث الحركة وبعضها متجه الحركة (٢٥) ، ولكل واحد مقابل. ولا يحتاج (٢٦) فى ذلك إلى أن يراعى مقايسة ومحاذاة (٢٧) مع حيوان البتة ، ومع ذلك يقع بينهما بنوع ما مضادة أو مقابلة. ومع هذا كله فإن اليمين واليسار تقع على جهات الحركة التي للفلك والتي للحيوان باشتراك الاسم أو باشتباهه والفوق والسفل أولى بذلك. وأما القدام والخلف فيشبه أن يكون الجزء الطالع من الفلك قد يوجد له قدام بمعنى يعمه وغيره (٢٨) وذلك لأنا إن عنينا بالقدام نهاية ما يتحرك إليه الجزء الطالع مطلقا لم يكن للفلك قدام ، فإنه ليس لحركته نهاية إليها تقصد ، وإن (٢٩) عنينا نهاية ما يتحرك إليه الجزء الطالع وهو طالع (٣٠) على شيء ، فتلك النهاية هى (٣١) مسامتة الشيء الذي حدد (٣٢) الأفق فحدد الطلوع بتحديد الأفق. فإنه إذا طلع عليه لا يزال ينحو نحوه إلى أن يسامته فى خط الزوال

__________________

(١) الأفق : الحركة سا (٢) حيوان : حيوانا د (٣) يقايس : يقاس ط ، م (٤) من كونها : لذاتها سا ، ط ، م.

(٥) من كونها ... وسط السماء : ساقطة من د. (٦) تميزت : تميز ب ، د ، سا ، ط.

(٧) لهما : لها سا ، ط (٨) يتعلق : متعلق ب ، سا

(٩) لنسبة : كنسبة ما م. (١٠) إن : إذا ط

(١١) واعتبرته : أو اعتبرته د. (١٢) فيحددان : فيتحددان سا ، ط ، م

(١٣) لذات : لذلك سا (١٤) ولا يحددان : ولا يتحددان سا ، م

(١٥) وأسفلا : أو سفلا د ؛ وأسفل سا ، م

(١٦) ولا يكون : فلا يكون سا. (١٧) يحددان : يتحددان سا ، ط

(١٨) وأسفلا : أو سفلا د ؛ وسفلا سا ، ط ؛ وأسفل م (١٩) حيوان : الحيوان د ، ط ، م.

(٢٠) وسط ... لذات : ساقطة من م. (٢١) بمقايسته : ساقطة من م.

(٢٢) تميز : تميز ط ، م (٢٣) من : عن سا ، ط.

(٢٤) وبعضها (الثانية) : ساقطة من د (٢٥) وبعضها منبعث .... الحركة : متجه سا

(٢٦) ولا يحتاج : فلا يحتاج سا. (٢٧) ومحاذاة : محاذاة ط.

(٢٨) وغيره : ساقطة من م. (٢٩) وإن : فإن ط ، م (٣٠) طالع : الطالع ط

(٣١) هى : من سا. (٣٢) حدد : حدده ط.

٢٥٧

ثم يعرض عنه إلى أن يغرب (١) عنه مائلا إلى (٢) الأفق بعينه. فإن لم يكن محددا للأفق ، لم يكن أفق ، فلم (٣) يكن طلوع عليه (٤) ، ولا كان خط زوال ، فلما كان محددا تحددت هذه الجهات بالقياس إليه.

فهكذا يجب أن يتصور أمر هذه الجهات ، ويعلم أن هذه الجهات (٥) الست تتحدد للفلك من حيث هو متحرك على الاستدارة. وأما جهة السطح التي تلى الأرض والتي تقابلها. فذلك له من حيث هو جسم على شكله ووضعه ، لا من (٦) حيث هو متحرك (٧).

__________________

(١) يغرب : يقرب ط

(٢) مائلا إلى : فى ذلك سا ، م ؛ ذلك فى ط

(٣) يكن أفق فلم : ساقطة من م.

(٤) عليه : ساقطة من م.

(٥) ويعلم ... الجهات : ساقطة من م.

(٦) لا من : من د

(٧) متحرك : + تمت المقالة الثالثة ط ؛ تمت المقالة الثالثة من الفن الأول والحمد لله رب العالمين وصلواته على سيدنا محمد وآله أجمعين م.

٢٥٨

المقالة الرابعة

فى عوارض هذه الأمور الطبيعية

ومناسبات بعضها من بعض

والأمور التي تلحق مناسباتها

وهى (١) خمسة عشر فصلا (٢)

الفصل الأول فى الأغراض التي تشتمل عليها هذه المقالة.

الفصل الثاني فى وحدة الحركة وكثرتها.

الفصل الثالث فى الحركة الواحدة بالجنس والنوع.

الفصل الرابع فى حد الشكوك الموردة على كون الحركة واحدة.

الفصل الخامس فى مضامة الحركة ولا مضامتها.

الفصل السادس فى تضاد الحركات وتقابلها.

الفصل السابع فى تقابل الحركة والسكون.

الفصل الثامن فى بيان حال الحركات فى جواز أن يتصل بعضها ببعض اتصالا موجودا وامتناع ذلك فيها حتى يكون بينهما سكون لا محالة.

الفصل التاسع فى الحركة المتقدمة بالطبع وفى إيراد فصول الحركات على الجميع (٣).

__________________

(١) وهى : ساقطة من ب ، م

(٢) وهى .... فصلا : ساقطة من د ، سا.

(٣) الفصل الأول ... على الجميع : ساقطة من ب ، د ، سا ، م.

٢٥٩

الفصل العاشر فى كيفية كون الخير طبيعيا للجسم وكذلك كون أشياء أخرى طبيعية له.

الفصل الحادى عشر فى إثبات أن لكل جسم حيزا واحدا طبيعيا وكيفية وجود الحيز لكلية الجسم ولأجزائه وللبسيط وللمركب.

الفصل الثاني عشر فى إثبات أن لكل جسم طبيعى مبدأ حركة وضعية أو مكانية.

الفصل الثالث عشر فى الحركة التي بالعرض.

الفصل الرابع عشر فى الحركة القسرية وفى التي من تلقاء المتحرك.

الفصل الخامس عشر فى أحوال العلل المحركة والمناسبات بين العلل المحركة والمتحركة (١).

__________________

(١) الفصل العاشر ... والمتحركة : ساقطة من ب ، د ، سا ، م.

٢٦٠