وسائل الشيعة - ج ١١

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]

وسائل الشيعة - ج ١١

المؤلف:

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٣
ISBN: 964-5503-11-6
ISBN الدورة:
964-5503-00-0

الصفحات: ٥٥٤
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

[ ١٥١٥٥ ] ٣ ـ وعنه ، عن عيسى بن هشام (١) ، عن أبي إسماعيل الفرّاء ، عن زيد الشّحام ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : تدعو للضالة : اللهم إنّك إله من في السماء وإله من في الأَرض ، وعدل فيهما ، وأنت الهادي من الضالة ، وتردّ الضالة ، ردّ عليّ ضالتي فإنّها من رزقك وعطيتك ، اللهم لا تفتن بها مؤمناً ، ولا تعن بها كافراً ، اللهم صلّ على محمّد عبدك ورسولك وعلى أهل بيته .

٤٠ ـ باب استحباب اتخاذ السفرة (*) في السفر والتنوق (*) فيها ، وكون حلقها حديداً لا صفراً

[ ١٥١٥٦ ] ١ ـ محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن نصر الخادم قال : نظر العبد الصالح موسى بن جعفر ( عليه السلام ) إلى سفرة عليها حلق صفر ، فقال : انزعوا هذه ، واجعلوا مكانها حديداً فإنّه لا يقرب شيئاً ممّا فيها شيء من الهوام .

[ ١٥١٥٧ ] ٢ ـ قال : وقال الصادق ( عليه السلام ) : إذا سافرتم فاتخذوا سفرة وتنوقوا فيها .

ورواه البرقي في ( المحاسن ) مرسلاً (١) .

______________________

٣ ـ المحاسن : ٣٦٣ / ١٠٠ .

(١) في المصدر : عبيس بن هشام .

الباب ٤٠ فيه حديثان

(*) السفرة بالضم : طعام يصنع للمسافر ، والجمع سُفَر كغرفة وغرف ، وسمّي الجلدة التى يوضع فيها الطعام سفرة مجازاً . ( مجمع البحرين ـ سفر ـ ٣ : ٣٣٣ ) .

(*) التنوق : التأنق والاعتناء : أنظر ( الصحاح ـ نوق ـ ٤ : ١٥٦٢ ) .

١ ـ الفقيه ٢ : ١٨٤ / ٨٢٧ .

٢ ـ الفقيه ٢ : ١٨٤ / ٨٢٦ .

(١) المحاسن : ٣٦٠ / ٨٢ .

٤٢١

أقول : ويأتي ما يدلّ على ذلك (٢) .

٤١ ـ باب كراهة حمل الزاد الطيب كاللحم والحلوى في طريق زيارة الحسين ( عليه السلام ) ، واستحباب الاقتصار فيه على الخبز واللبن ونحوه

[ ١٥١٥٨ ] ١ ـ محمّد بن علي بن الحسين قال : قال الصادق ( عليه السلام ) : بلغني أنّ قوماً إذا زاروا الحسين ( عليه السلام ) حملوا معهم السفرة فيها الجداء والأَخبصة (١) وأشباهه ، لو زاروا قبور أحبّائهم ما حملوا معهم هذا .

ورواه جعفر بن محمّد بن قولويه في ( المزار ) عن أبيه وعلي بن الحسين وجماعة مشائخه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) مثله (٢) .

[ ١٥١٥٩ ] ٢ ـ وعن محمّد بن أحمد بن الحسين ، عن الحسن بن علي بن مهزيار ، عن أبيه ، عن الحسين بن سعيد ، عن زرعة بن محمّد ، عن المفضل بن عمر قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : تزورون خير من أن لا

______________________

(٢) يأتي في الباب ٤٢ من هذه الأبواب .

الباب ٤١ فيه حديثان

١ ـ الفقيه ٢ : ١٨٤ / ٨٢٩ ، وأورده عن كامل الزيارات وثواب الأعمال في الحديث ٤ من الباب ٧٧ من أبواب المزار .

(١) الأخبصة : جمع خبيص ، وهو نوع من الطعام يتخذ من التمر والزبيب والسمن . ( مجمع البحرين ـ خبص ـ ٤ : ١٦٧ ) .

(٢) كامل الزيارات : ١٢٩ / ١ .

٢ ـ وكامل الزيارات : ١٣٠ / ٤ ، وأورده في الحديث ٥ من الباب ٧٧ من أبواب المزار .

٤٢٢

تزوروا ، ولا تزورون خير من أن تزوروا ، قال : قلت : قطعت ظهري ، قال : تالله ، إنّ أحدكم ليذهب إلى قبر أبيه كئيباً حزيناً وتأتونه أنتم بالسفر ، كلّا حتّى تأتونه شعثاً غبراً .

أقول : ويأتي ما يدل على ذلك في الزيارات (١) .

٤٢ ـ باب استحباب حمل المسافر إلى الحج والعمرة وغيرهما إلّا زيارة الحسين ( عليه السلام ) أطيب الزاد كاللوز والسكر ونحوه ، والإِكثار من حمل الماء

[ ١٥١٦٠ ] ١ ـ محمّد بن علي بن الحسين قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : من شرف الرجل أن يطيب زاده إذا خرج في سفر .

ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن النوفلي عن السكوني ، عن أبي عبدالله عن آبائه ( عليهم السلام ) (١) .

ورواه الكليني عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي مثله (٢) .

[ ١٥١٦١ ] ٢ ـ قال : وكان علي بن الحسين ( عليهما السلام ) إذا سافر إلى مكّة للحجّ (١) أو العمرة تزوّد من أطيب الزاد من اللوز والسكر والسويق والمحمص (٢) والمحلى .

______________________

(١) يأتي في الباب ٧٧ من أبواب المزار .

الباب ٤٢ فيه ٥ أحاديث

١ ـ الفقيه ٢ : ١٨٤ / ٨٣٠ .

(١) المحاسن : ٣٦٠ / ٨١ .

(٢) الكافي ٨ : ٣٠٣ / ٤٦٧ .

٢ ـ الفقيه ٢ : ١٨٤ / ٨٣١ .

(١) في نسخة : إلى الحج ( هامش المخطوط ) .

(٢) في نسخة : المحمض ( هامش المخطوط ) .

٤٢٣

ورواه البرقي في ( المحاسن ) مرسلاً (٣) .

ورواه أيضاً عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن سنان ، ومحمّد بن أبي عمير جميعاً عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) (٤) .

ورواه الكليني عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير مثله (٥) .

[ ١٥١٦٢ ] ٣ ـ قال : وقال الصادق ( عليه السلام ) : إنّ من المروءة في السفر كثرة الزاد وطيبه وبذله لمن كان معك .

[ ١٥١٦٣ ] ٤ ـ أحمد بن أبي عبدالله البرقي في ( المحاسن ) عن بعض أصحابنا ، رفعه قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : تبرك بأن تحمل الخبز في سفرك في زادك .

[ ١٥١٦٤ ] ٥ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن صالح بن السندي ، عن بعض رجاله ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : كنّا عنده فذكروا الماء في طريق مكّة وثقله ، فقال : الماء لا يثقل إلّا أن ينفرد به الجمل فلا يكون عليه إلّا الماء .

______________________

(٣) المحاسن : ٣٦٠ / ٨٣ .

(٤) المحاسن : ٣٦٠ / ذيل الحديث ٨٣ .

(٥) الكافي ٨ : ٣٠٣ / ٤٦٨ .

٣ ـ الفقيه ٢ : ١٩٢ / ٨٧٧ ، وأورده بتمامه في الحديث ١ من الباب ٤٩ من هذه الأبواب .

٤ ـ المحاسن : ٣٦٠ / ٨٤ .

٥ ـ الكافي ٤ : ٥٤٢ / ٨ .

وتقدم ما يدل علىٰ الاستثناء في الباب ٤١ من هذه الأبواب .

٤٢٤

٤٣ ـ باب استحباب حمل المسافر معه جميع ما يحتاج اليه من السلاح والآلات والأدوية ، وخصوصاً السيف والترس ورماح القنا والقسي (*) العربية لا الفارسية ، وجواز دفع اللص ونحوه ولو بالقتل

[ ١٥١٦٥ ] ١ ـ محمّد بن علي بن الحسن بإسناده عن سليمان بن داود المنقري ، عن حمّاد بن عيسى ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال في وصيّة لقمان لابنه : يا بني ، سافر بسيفك وخفّك وعمامتك وحبالك (١) وسقائك وخيوطك ومخرزك ، وتزوّد معك من الأَدوية ما تنتفع به أنت ومن معك ، وكن لأَصحابك موافقاً إلّا في معصية الله عزّ وجلّ ، وزاد فيه بعضهم : وفرسك .

ورواه الكليني عن علي ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد وعلي بن محمّد القاساني ، عن سليمان بن داود مثله (٢) .

أحمد بن محمّد البرقي في ( المحاسن ) عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان بن داود ، مثله ، إلّا أنّه قال : وابرتك (٣) .

[ ١٥١٦٦ ] ٢ ـ وعن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن

______________________

الباب ٤٣ فيه ٨ أحاديث

(*) القِسيّ : جمع قوس ، وهو آلة من آلات الحرب سابقاً ترمى منها السهام أنظر ( الصحاح ـ قوس ـ ٣ : ٩٦٧ ) .

١ ـ الفقيه ٢ : ١٨٥ / ٨٣٤ .

(١) في الكافي والمحاسن : خبائك ( هامش المخطوط ) .

(٢) الكافي ٨ : ٣٠٣ / ٤٦٦ .

(٣) المحاسن : ٣٦٠ / ٨٥ .

٢ ـ المحاسن : ٣٦٠ / ٨٦ .

٤٢٥

رجل ، عن الحلبي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : اللصّ المحارب فاقتله ، فما أصابك فدمه في عنقي .

[ ١٥١٦٧ ] ٣ ـ عليّ بن موسى بن طاوس في ( أمان الأَخطار ) وفي ( مصباح الزائر ) قال : ذكر صاحب كتاب ( عوارف المعارف ) أنّ النبي ( صلّى الله عليه وآله ) كان إذا سافر حمل معه خمسة أشياء : المرآة ، والمكحلة ، والمذري (١) ، والسواك .

[ ١٥١٦٨ ] ٤ ـ قال : وفي رواية أُخرى والمقراض .

[ ١٥١٦٩ ] ٥ ـ وروى ابن طاووس أيضاً أحاديث في استصحاب سورة المائدة والزخرف والجاثية ومحمّد ( صلّى الله عليه وآله ) وعبس وثواب استصحابها في السفر والخوف ، نقله من كتاب ( السعادات ) عن الصادق ( عليه السلام ) .

[ ١٥١٧٠ ] ٦ ـ ونقل من كتاب ( الولاية ) لابن عقدة بإسناده عن عبدالله بن بشير ، عن النبي ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه بعث إلى علي ( عليه السلام ) فعمّمه ـ إلى أن قال ـ ورسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) معتمد على قوس له عربيّة ، وبصر برجل في آخر القوم وبيده قوس فارسيّة ، فقال : ملعون حاملها ، عليكم بالقِسِيّ العربيّة ، ورماح القنا ، فإنّها بها أيد الله لكم دينكم ، ويمكّن لكم في البلاد .

______________________

٣ ـ أمان الأخطار : ٥٤ ، ومصباح الزائر : ٧ ، ٨ .

(١) في المصدرين : المدرىٰ ، وهو المشط ( الصحاح ـ درى ـ ٦ : ٢٣٣٥ ) .

٤ ـ أمان الأخطار : ٥٥ ، ومصباح الزائر : ٧ ، ٨ .

٥ ـ أمان الأخطار : ٨٩ .

٦ ـ أمان الأخطار : ١٠٣ ، وأورد صدره في الحديث ١١ من الباب ٣٠ من أبواب الملابس .

٤٢٦

[ ١٥١٧١ ] ٧ ـ العيّاشي في ( تفسيره ) عن محمّد بن عيسى ، عمّن ذكره ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله : ( وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ ) (١) قال : سيف وترس .

[ ١٥١٧٢ ] ٨ ـ وعن عبدالله بن المغيرة ، رفعه قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : ( وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ ) (١) قال : الرمي .

أقول : ويأتي ما يدلّ على ذلك (٢) .

٤٤ ـ باب استحباب استصحاب التربة الحسينية في السفر وتقبيلها ووضعها على العينين والدعاء بالمأثور

[ ١٥١٧٣ ] ١ ـ علي بن موسى بن طاوس في ( أمان الأَخطار ) وفي ( مصباح الزائر ) عن الصادق ( عليه السلام ) أنّه قيل له : تربة قبر الحسين ( عليه السلام ) شفاء من كل داء ، فهل هي أمان من كل خوف ؟ فقال : نعم ، إذا أراد أحدكم أن يكون آمناً من كل خوف فليأخذ السبحة من تربته ، ويدعو بدعاء المبيت على الفراش ثلاث مرات ، ثم يقبلها ويضعها على عينيه

______________________

٧ ـ تفسير العياشي ٢ : ٦٦ / ٧٣ .

(١) الأنفال ٨ : ٦٠ .

٨ ـ تفسير العياشي ٢ : ٦٦ / ٧٤ .

(١) الأنفال ٨ : ٦٠ .

(٢) يأتي ما يدلّ علىٰ بعض المقصود في الباب ٤٦ من أبواب جهاد العدو ، وفي الباب ٧ من أبواب حدّ المحارب .

وتقدم ما يدلّ عليه في الحديث ٨ من الباب ٨ من أبواب وجوب الحج .

الباب ٤٤ فيه حديثان

١ ـ أمان الأخطار : ٤٧ ، ولم نعثر عليه في مصباح الزائر .

٤٢٧

ويقول : اللّهم إنّي أسألك بحق هذه التربة ، وبحق صاحبها ، وبحقّ جدّه وبحقّ أبيه ، وبحقّ أُمّه وأخيه ، وبحقّ ولده الطاهرين اجعلها شفاء من كلّ داء ، وأماناً من كلّ خوف ، وحفظاً من كلّ سوء ، ثمّ يضعها في جيبه فإن فعل ذلك في الغداة فلا يزال في أمان الله حتى العشاء وإن فعل ذلك في العشاء فلا يزال في أمان الله حتى الغداة .

[ ١٥١٧٤ ] ٢ ـ قال : وروي أن من خاف سلطاناً أو غيره وخرج من منزله واستعمل ذلك كان حرزاً له .

أقول : ويأتي ما يدلّ على ذلك في الزيارات (١) .

٤٥ ـ باب استحباب استصحاب الخواتيم العقيق والفيروزج في السفر

[ ١٥١٧٥ ] ١ ـ علي بن موسى بن طاووس في ( أمان الأَخطار ) عن القاسم بن العلا ، عن خادم لعلي بن محمّد ( عليهما السلام ) قال : استأذنته في الزيارة إلى طوس فقال : يكون معك خاتم فصّه عقيق أصفر عليه : ما شاء الله لا قوة إلّا بالله أستغفر الله ، وعلى الجانب الاخر : محمّد وعلي ، فإنّه أمان من القطع ، وأتم للسلامة ، وأصون لدينك ـ إلى أن قال : ـ ليكن معك خاتم آخر فيروزج ، فإنّه يلقاك في طريقك أسد بين طوس ونيسابور فيمنع القافلة من المسير ، فتقدم إليه وأره الخاتم وقل له : مولاي يقول لك : تنح عن الطريق ، ثم قال : ليكن نقشه ، الله الملك ، وعلى الجانب الآخر ،

______________________

٢ ـ أمان الأخطار : ٤٧ ، ومصباح الزائر : ١٠ .

(١) يأتي في الباب ٧٠ من أبواب المزار .

الباب ٤٥ فيه حديث واحد

١ ـ أمان الأخطار : ٤٨ .

٤٢٨

الملك لله الواحد القهّار ، فإنّه خاتم امير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ إلى أن قال : ـ وكان فصّه فيروزج ، وهو أمان من السباع خاصّة ، وظفر في الحروب . . . الحديث ، فيه إعجازان له ( عليه السلام ) .

اقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك في الملابس (١) .

٤٦ ـ باب استحباب معونة المؤمن المسافر وخدمة الرفيق في السفر

[ ١٥١٧٦ ] ١ ـ محمّد بن علي بن الحسين قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : من أعان مؤمناً مسافراً فرج الله عنه ثلاثا وسبعين كربة ، وأجاره في الدنيا والآخرة من الغم والهم ونفس كربه العظيم يوم يغص الناس بأنفاسهم .

قال ـ وفي حديث آخر ـ : حيث يتشاغل الناس بأنفاسهم (١) .

ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن محمّد بن سنان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) نحوه (٢) .

ورواه أيضاً عن عبدالرحمن بن حمّاد ، عن عبدالله بن إبراهيم ، عن أبي عمرو الغفاري ، عن جعفر بن إبراهيم الجعفري ، عن أبي عبدالله عن آبائه ( عليهم السلام ) نحوه (٣) .

______________________

(١) تقدم في الأبواب ٥١ و ٥٢ و ٥٣ و ٥٦ من ابواب الملابس .

الباب ٤٦ فيه حديثان

١ ـ الفقيه ٢ : ١٩٢ / ٨٧٥ .

(١) الفقيه ٢ : ١٩٢ / ٨٧٦ .

(٢) المحاسن : ٣٦٢ / ٩٥ .

(٣) المحاسن : ٣٦٢ / ٩٦ .

٤٢٩

[ ١٥١٧٧ ] ٢ ـ وفي ( عيون الأَخبار ) عن الحسين بن أحمد البيهقي ، عن محمّد بن يحيى الصولي ، عن محمّد بن زكريا الغلابي ، عن أحمد بن عيسى بن زيد بن علي ـ وكان مستتراً ستّين سنة عن عمّه ، عن جعفر بن محمّد الصادق ( عليهما السلام ) قال : كان علي بن الحسين ( عليه السلام ) لا يسافر إلّا مع رفقة لا يعرفونه ، ويشترط عليهم أن يكون من خدّام الرفقة فيما يحتاجون إليه ، فسافر مرّة مع قوم فرآه رجل فعرفه ، فقال لهم : أتدرون من هذا ؟ قالوا : لا ، قال : هذا علي بن الحسين ( عليه السلام ) ، فوثبوا إليه فقبّلوا يديه ورجليه ، فقالوا : يابن رسول الله أردت أن تصلينا نار جهنّم لو بدرت إليك منّا يد أو لسان أما كنا قد هلكنا آخر الدهر ؟ فما الذي حملك على هذا ؟ فقال : إنّي كنت سافرت مرّة مع قوم يعرفونني فأعطوني برسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ما لا أستحقّ ، فأخاف أن تعطوني مثل ذلك ، فصار كتمان أمري أحبّ إليّ .

أقول : ويأتي ما يدلّ على ذلك (١) .

٤٧ ـ باب أنه يستحب أن يخلف الحاج والمعتمر بخير في الأهل والمال

[ ١٥١٧٨ ] ١ ـ أحمد بن أبي عبدالله البرقي في ( المحاسن ) عن عمرو بن عثمان ، عن علي بن عبدالله ، عن خالد القلانسي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال علي بن الحسين ( عليه السلام ) : من خلف حاجّاً في أهله وماله كان له كأجره حتى كأنّه يستلم الأَحجار .

______________________

٢ ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ٢ : ١٤٥ / ١٣ .

(١) يأتي في الباب ٥٢ من هذه الأبواب ، وفي الباب ٣٤ من أبواب فعل المعروف .

الباب ٤٧ فيه حديث واحد

١ ـ المحاسن : ٧٠ / ١٤١ .

٤٣٠

أقول : ويأتي ما يدلّ على ذلك في الجهاد (١) .

٤٨ ـ باب كراهة التعريس على ظهر الطريق ، والنزول في بطون الأودية ، والاختلاف في ارتياد المنزل

[ ١٥١٧٩ ] ١ ـ محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن السكوني ، بإسناده ـ يعني : عن جعفر بن محمّد ـ ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : إياكم والتعريس على ظهر الطريق ، وبطون الأَودية فإنّها مدارج السباع ، ومأوى الحيّات .

أحمد بن أبي عبدالله البرقي في ( المحاسن ) عن النوفلي ، عن السكوني مثله (١) .

[ ١٥١٨٠ ] ٢ ـ وعن أبيه ، عن صفوان بن يحيى ، عن معاوية بن عمّار قال : قال لي أبو عبدالله ( عليه السلام ) : إنّك ستصحب أقواماً فلا تقولنّ انزلوا ها هنا ولا تنزلوا ها هنا ، فإنّ فيهم من يكفيك .

[ ١٥١٨١ ] ٣ ـ وعن بعض أصحابنا ، عن علي بن أسباط ، عن عمّه

______________________

(١) لاحظ الباب ٣ من أبواب جهاد العدو وما يناسبه ، ويأتي في الحديث ١ من الباب ٥٧ ، وفي الأحاديث ٨ ، ٩ ، ١٠ ، ١٣ ، ١٩ ، ٢٢ ، ٢٤ ، من الباب ١٢٢ من أبواب أحكام العشرة .

وتقدم ما يدلّ عليه في الحديث ١ من الباب ٥١ من أبواب الدعاء .

الباب ٤٨ فيه ٥ أحاديث

١ ـ الفقيه ٢ : ١٩٣ / ٨٧٨ .

(١) المحاسن : ٣٦٤ / ١٠٣ .

٢ ـ المحاسن : ٣٦٤ / ١٠٢ .

٣ ـ المحاسن : ٣٦٤ / ١٠٤ .

٤٣١

يعقوب ، رفعه قال : قال علي ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : لا تنزلوا الأَودية ، فإنّها مأوى السباع والحيّات .

[ ١٥١٨٢ ] ٤ ـ وعن أبيه ، عمّن ذكره ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جدّه ( عليهم السلام ) ، قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) يا علي ، إذا سافرت فلا تنزلن الأَودية ، فإنّها مأوى الحيّات والسباع .

[ ١٥١٨٣ ] ٥ ـ وعن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن المفضل بن عمر قال : سرت مع أبي عبدالله ( عليه السلام ) إلى مكّة فصرنا إلى بعض الأَودية ، فقال : انزلوا في هذه الموضع ولا تدخلوا الوادي ، فنزلنا فما لبثنا أن أظلتنا سحابة ، وهلّلت علينا حتى سال الوادي فأذى من كان فيه (١) .

٤٩ ـ باب خصال الفتوة والمروءة واستحباب ملازمتها في السفر والحضر

[ ١٥١٨٤ ] ١ ـ محمّد بن علي بن الحسين قال : تذاكر الناس عند الصادق ( عليه السلام ) أمر الفتوة فقال : تظنّون أنّ الفتوّة بالفسق والفجور إنما الفتوة والمروءة طعام موضوع ، ونائل مبذول بشيء معروف (١) ، وأذى مكفوف ،

______________________

٤ ـ المحاسن : ٣٦٤ / ١٠٥ .

٥ ـ المحاسن : ٣٦٤ / ١٠٦ .

(١) فيه إعجاز له ( عليه السلام ) ( منه . قده ) .

الباب ٤٩ فيه ١٦ حديثاً

١ ـ الفقيه ٢ : ١٩٢ / ٨٧٧ ، وأورد قطعة منه في الحديث ٣ من الباب ٤٢ من هذه الأبواب .

(١) في أمالي الصدوق : واصطناع المعروف ( هامش المخطوط ) .

٤٣٢

وأمّا تلك فشطارة وفسق ، ثمّ قال : ما المروّة ؟ فقال الناس : لا نعلم ، قال : المروءة والله أن يضع الرجل خوانه بفناء داره ، والمروءة مروءتان : مروءة في الحضر ، ومروءة في السفر ، فأمّا التي في الحضر تلاوة القرآن ، ولزوم المساجد ، والمشي مع الإِخوان في الحوائج ، والنعمة ترى على الخادم أنّها تسرّ الصديق ، وتكبت العدوّ ، وأمّا التي في السفر ، فكثرة الزاد وطيبه وبذله لمن كان معك ، وكتمانك على القوم أمرهم بعد مفارقتك إيّاهم وكثرة المزاح في غير ما يسخط الله عزّ وجلّ ، ثم قال ( عليه السلام ) : والذي بعث جدّي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) بالحقّ نبيّاً ، إنّ الله عزّ وجلّ ليرزق العبد على قدر المروءة ، وإن المعونة تنزل على قدر المؤونة ، وإن الصبر ينزل على قدر شدّة البلاء .

ورواه في ( معاني الأَخبار ) عن أبيه ، عن علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد بن خالد البرقي ، عن أبي قتادة القمي ، رفعه إلى أبي عبدالله ( عليه السلام ) مثله إلى قوله : فناء داره (٢) .

[ ١٥١٨٥ ] ٢ ـ قال : وقال الصادق ( عليه السلام ) : ليس من المروءة أن يحدث الرجل بما يلقى في السفر من خير أو شر .

وفي ( المجالس ) عن محمّد بن موسى بن المتوكل ، عن علي بن الحسين السعدآبادي ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن أبي قتادة القمّي ، عن عبدالله بن يحيى ، عن أبان الأَحمر ، عن الصادق ، عن آبائه ( عليهم السلام ) مثل الأَول (١) .

ورواه الطوسي في ( الأمالي ) عن أبيه ، عن الحسين بن عبيدالله

______________________

(٢) معاني الأخبار : ١١٩ / ١ .

٢ ـ الفقيه ٢ : ١٨٠ / ٨٠١ .

(١) أمالي الصدوق : ٤٤٣ / ٣ .

٤٣٣

الغضائري ، عن هارون بن موسى التلعكبري ، عن محمّد بن همام ، عن علي بن الحسين الهمداني ، عن أبي قتادة القمّي قال : كنت عند أبي عبدالله ( عليه السلام ) وذكر مثله (٢) .

[ ١٥١٨٦ ] ٣ ـ ثم قال : وبهذا الإِسناد عن أبي قتادة قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) للمعلّى بن خنيس : عليك بالسخاء وحسن الخلق ، فإنّهما يزينان الرجل كما تزين الواسطة القلادة .

[ ١٥١٨٧ ] ٤ ـ قال : وبهذا الإِسناد عن أبي قتادة قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) لداود بن سرحان : إن خصال المكارم بعضها مقيّد ببعض يقسّمها الله ، حيث تكون في الرجل ، ولا تكون في ابنه ، وتكون في العبد ولا تكون في سيّده ، صدق الحديث وصدق البأس (١) وإعطاء السائل ، والمكافاة على الصنائع ، وأداء الأَمانة ، وصلة الرحم ، والتودد إلى الجار والصاحب ، وقري الضيف ، ورأسهنّ الحياء .

[ ١٥١٨٨ ] ٥ ـ وفي كتاب ( معاني الأَخبار ) أيضاً : عن محمّد بن الحسن ، عن الصفّار ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن عبدالرحمٰن بن العبّاس ، عن صباح بن خاقان ، عن عمرو بن عثمان التميمي قال : خرج أمير المؤمنين ( عليه السلام ) على أصحابه وهم يتذاكرون المروءة ، فقال : أين أنتم من كتاب الله ، قالوا : يا أمير المؤمنين ، في أيّ موضع ؟ فقال في قوله : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ) (١) فالعدل الإِنصاف ، والإِحسان التفضل .

______________________

(٢) أمالي الطوسي ١ : ٣٠٧ .

٣ ـ أمالي الطوسي ١ : ٣٠٨ .

٤ ـ أمالي الطوسي ١ : ٣٠٨ ، وأورد نحوه في الحديث ٤ من الباب ٤ من أبواب جهاد النفس .

(١) في المصدر : الناس .

٥ ـ معاني الأخبار : ٢٥٧ / ١ .

(١) النحل ١٦ : ٩٠ .

٤٣٤

[ ١٥١٨٩ ] ٦ ـ قال عبدالرحمٰن ورفعه : سأل معاوية الحسن بن علي ( عليهما السلام ) عن المروءة ؟ فقال : شحّ الرجل على دينه ، وإصلاحه ماله ، وقيامه بالحقوق (١) .

[ ١٥١٩٠ ] ٧ ـ وعن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن إسماعيل بن مهران ، عن أيمن بن محرز ، عن معاوية بن وهب ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : كان الحسن بن علي ( عليه السلام ) عند معاوية فقال له : أخبرني عن المروءة ؟ فقال : حفظ الرجل دينه ، وقيامه في إصلاح ضيعته ، وحسن منازعته ، وإفشاء السلام ، ولين الكلام ، والكفّ والتحبب إلى الناس .

[ ١٥١٩١ ] ٨ ـ وبالإِسناد عن أحمد بن محمّد ، عن بعض أصحابنا ، رفعه إلى سعد بن طريف ، عن الأَصبغ بن نباتة ، عن الحارث الأَعور قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للحسن ابنه : يا بني ما المروءة ؟ قال : العفاف وإصلاح المال .

[ ١٥١٩٢ ] ٩ ـ وبالإِسناد عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن حفص ، عن رجل (١) قال : سئل الحسن ( عليه السلام ) عن المروءة ؟ فقال : العفاف في الدين ، وحسن التقدير في المعيشة ، والصبر على النائبة .

[ ١٥١٩٣ ] ١٠ ـ وعنه ، عن إسماعيل بن مهران ، عن صالح بن سعيد ، عن

______________________

٦ ـ معاني الأخبار : ٢٥٧ / ٢ .

(١) في المصدر زيادة : فقال معاوية : أحسنت يا أبا محمّد ، أحسنت يا أبا محمّد ، قال : فكان معاوية يقول بعد ذلك : وددت أنّ يزيد قالها ، وإنه كان أعور .

٧ ـ معاني الأخبار : ٢٥٧ / ٣ .

٨ ـ معاني الأخبار : ٢٥٧ / ٤ .

٩ ـ معاني الأخبار : ٢٥٨ / ٥ .

(١) في المصدر زيادة : من الكوفيين من أصحابنا يقال له : إبراهيم .

١٠ ـ معاني الأخبار : ٢٥٨ / ٦ .

٤٣٥

أبان بن تغلب ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : المروءة استصلاح المال .

[ ١٥١٩٤ ] ١١ ـ وعنه ، عن محمّد بن عيسى ، عن عبدالله بن عمر بن حمّاد الأَنصاري ، رفعه قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : تعاهد الرجل ضيعته من المروءة .

[ ١٥١٩٥ ] ١٢ ـ وعنه ، عن الهيثم بن عبدالله النهدي ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : المروءة مروءتان : مروءة في السفر ، ومروءة في الحضر ، فأمّا مروءة الحضر ، فتلاوة القرآن ، وحضور المساجد ، وصحبة أهل الخير ، والنضر في الفقه ، وأمّا مروءة السفر ، فبذل الزاد ، والمزاح في غير ما يسخط الله عزّ وجلّ ، وقلّة الخلاف على من صحبك ، وترك الرواية عليهم إذا أنت فارقتهم .

[ ١٥١٩٦ ] ١٣ ـ وعن أبيه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد بن خالد البرقي ، عن أبي قتادة القمّي ، رفعه إلى أبي عبدالله ( عليه السلام ) أنّه قال : ما المروءة ؟ فقلنا : لا نعلم ، فقال : المروءة أن يضع الرجل خوانه بفناء داره ، والمروءة مروءتان ، وذكر نحو الحديث الذي تقدّم .

[ ١٥١٩٧ ] ١٤ ـ وفي ( عيون الأَخبار ) بأسانيد تقدّمت في إسباغ الوضوء (١) عن الرضا ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : ستّة من المروّءة ، ثلاثة منها في الحضر ، وثلاثة منها في

______________________

١١ ـ معاني الأخبار : ٢٥٨ / ٧ .

١٢ ـ معاني الأخبار : ٢٥٨ / ٨ .

١٣ ـ معاني الأخبار : ٢٥٨ / ٩ .

١٤ ـ عيون أخبار الرّضا ( عليه السلام ) ٢ : ٢٧ / ١٣ .

(١) تقدمت في الحديث ٤ من الباب ٥٤ من أبواب الوضوء .

٤٣٦

السفر ، فأمّا التي في الحضر ، فتلاوة كتاب الله ، وعمارة مساجد الله واتخاذ الإِخوان في الله ، وأمّا التي في السفر فبذل الزاد ، وحسن الخلق ، والمزاح في غير المعاصي .

وفي ( الخصال ) بالإِسناد مثله (٢) .

[ ١٥١٩٨ ] ١٥ ـ وعن أبيه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عمّن ذكره ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لمحمّد بن الحنفية : واعلم أنّ مروءة المرء المسلم مروءتان : مروءة في حضر ، ومروءة في سفر ، فأمّا مروءة الحضر ، فقراءة القرآن ، ومجالسة العلماء ، والنظر في الفقه والمحافظة على الصلوات في الجماعات ، وأما مروءة السفر ، فبذل الزاد ، وقلّة الخلاف على من صحبك ، وكثرة ذكر الله في كلّ مصعد ومهبط ونزول وقيام وقعود .

[ ١٥١٩٩ ] ١٦ ـ أحمد بن أبي عبدالله البرقي في ( المحاسن ) عن القاسم بن محمّد ، عن المنقري ، عن حفص بن غياث (١) قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : ليس من المروءة أن يحدّث الرجل بما يلقى في سفره من خير أو شرّ .

أقول : ويأتي ما يدلّ على ذلك (٢) .

______________________

(٢) الخصال : ٣٢٤ / ١١ .

١٥ ـ الخصال : ٥٤ / ٧١ .

١٦ ـ المحاسن : ٣٥٨ / ٧٠ ، وأورده في الحديث ٦ من الباب ٢ من أبواب أحكام العشرة .

(١) في نسخة : جعفر بن غياث ( هامش المخطوط ) .

(٢) يأتي في الأبواب ٥٢ ، ٦٤ ، ٦٧ من هذه الأبواب .

٤٣٧

٥٠ ـ باب استحباب الاستعاذة والدعاء بالمأثور عند خوف السبع

[ ١٥٢٠٠ ] ١ ـ محمّد بن علي بن الحسين قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : من نزل منزلاً يتخوّف فيه السبع فقال : أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كلّ شيء قدير ، اللّهمّ إنّي أعوذ بك من شرّ كلّ سبع ، إلّا آمن من شرّ ذلك السبع حتى يرحل من ذلك المنزل إن شاء الله .

ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن موسى بن القاسم ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن الحسن بن عطيّة ، عن عمر بن يزيد ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) (١) .

٥١ ـ باب استحباب النسل (*) في المشي

[ ١٥٢٠١ ] ١ ـ محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن منذر بن جيفر ، عن يحيى بن طلحة النهدي قال : قال لنا أبو عبدالله ( عليه السلام ) : سيروا وانسلوا فإنّه أخفّ عليكم .

[ ١٥٢٠٢ ] ٢ ـ قال : وروي أنّ قوماً مشاة أدركهم النبي ( صلى الله عليه وآله

______________________

الباب ٥٠ فيه حديث واحد

١ ـ الفقيه ٢ : ١٩٣ / ٨٧٩ .

(١) المحاسن : ٣٦٧ / ١١٧ .

وتقدم ما يدلّ على ذلك في الباب ٢٣ من هذه الأبواب .

الباب ٥١ فيه ٧ أحاديث

(*) النسل : الإِسراع في المشي ( الصحاح ـ نسل ـ ٥ : ١٨٣٠ ) .

١ ـ الفقيه ٢ : ١٩٣ / ٨٨٠ ، والمحاسن : ٣٧٧ / ١٥١ .

٢ ـ الفقيه ٢ : ١٩٣ / ٨٨١ .

٤٣٨

وسلم ) فشكوا إليه شدّة المشي فقال لهم : استعينوا بالنسل .

أحمد بن أبي عبدالله البرقي في ( المحاسن ) عن جعفر بن محمّد ، عن ابن القداح ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) مثله (١) .

وعن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن منذر بن جيفر ، وذكر الذي قبله .

[ ١٥٢٠٣ ] ٣ ـ وعن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : جاءت المشاة إلى النبي ( صلّى الله عليه وآله ) فشكوا إليه الإِعياء فقال : عليكم بالنسلان ، ففعلوا فذهب عنهم الإِعياء ، فكأنّما نشطوا من عقال .

[ ١٥٢٠٤ ] ٤ ـ وعنه ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) مثله ، إلّا أنّه قال : عليكم بالنسلان فإنّه يذهب بالإِعياء ويقطع الطريق .

[ ١٥٢٠٥ ] ٥ ـ وعن ابن فضّال ، عن ابن القدّاح ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) عن أبيه ، أنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) رأى قوماً قد اجهدهم المشي ، فقال : خببوا (١) انسلوا ، ففعلوا فذهب عنهم الإِعياء .

[ ١٥٢٠٦ ] ٦ ـ وعن محمّد بن علي ، عن عبدالرحمٰن بن أبي هاشم ، عن إبراهيم بن أبي يحيى المديني ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : راح

______________________

(١) المحاسن : ٣٧٧ / ١٥٠ .

٣ ـ المحاسن : ٣٧٧ / ١٥٣ .

٤ ـ المحاسن : ٣٧٧ / ذيل الحديث ١٥٣ .

٥ ـ المحاسن : ٣٧٧ / ١٥٢ .

(١) الخبب نوع من العدو ، وهو خطوات واسعة دون الركض . ( المصباح المنير ١ : ١٦٢ ) .

٦ ـ المحاسن : ٣٧٨ / ١٥٤ .

٤٣٩

النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) من كراع الغميم فصفّ له المشاة وقالوا نتعرض لدعوته ، فقال ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : اللهمّ أعطهم أجرهم وقوّهم ، ثمّ قال : لو استعنتم بالنسلان لخفّف أجسامكم ، وقطعتم الطريق ، ففعلوا فخفّ أجسامهم .

[ ١٥٢٠٧ ] ٧ ـ وعن الحجّال ، عن أبي إسحاق المكّي قال ، تعرضت المشاة للنبي ( صلّى الله عليه وآله ) بكراع الغميم (١) ليدعو لهم ، فدعا لهم وقال خيراً ، ثمّ قال : عليكم بالنسلان والبكور وشيء من الدلج فإنّ الأَرض تطوى بالليل .

أقول : ويأتي في حديث سرعة المشي يذهب ببهاء المؤمن ، فهو محمول على زيادة السرعة ، لأَنّ أقل مراتبها لا يذهب بالبهاء أو يخصّ بغير السفر ، أو بغير الإِعياء (٢) .

٥٢ ـ باب جملة مما يستحب للمسافر استعماله من الآداب

[ ١٥٢٠٨ و ١٥٢٠٩ ] ١ و ٢ ـ محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن سليمان بن داود المنقري ، عن حمّاد بن عيسى ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال لقمان لابنه : إذا سافرت مع قوم فأكثر استشارتهم في

______________________

٧ ـ المحاسن : ٣٧٨ / ١٥٥ .

(١) كراع الغميم : موضع في الحجاز بين مكة والمدينة ، وهو وادٍ أمام عسفان بثمانية أميال ( معجم البلدان ٤ : ٤٤٣ ) .

(٢) يأتي في الحديث ١ من الباب ٦٣ من هذه الأبواب .

وتقدم ما يدلّ علىٰ ذلك في الحديث ١ من الباب ١١ من أبواب وجوب الحج .

الباب ٥٢ فيه حديثان

١ و ٢ ـ الفقيه ٢ : ١٩٤ / ٨٨٤ ، وأورد صدره في الحديث ١ من الباب ٤ من أبواب أحكام الخلوة ، وقطعة منه في الحديث ٩ من الباب ١٠ من هذه الأبواب .

٤٤٠