وسائل الشيعة - ج ١١

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]

وسائل الشيعة - ج ١١

المؤلف:

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٣
ISBN: 964-5503-11-6
ISBN الدورة:
964-5503-00-0

الصفحات: ٥٥٤
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

أبي عمير ، عن الحسين الأَحمسي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : لو ترك الناس الحجّ لما نوظروا العذاب ، أو قال : لنزل (١) عليهم العذاب .

[ ١٤١٣٩ ] ٢ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحجّال ، عن حمّاد ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : كان علي ( صلوات الله عليه ) يقول لولده : يا بني ، انظروا بيت ربّكم فلا يخلونّ منكم فلا تُناظروا .

[ ١٤١٤٠ ] ٣ ـ وعنه ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه قال : ذكرت لأبي جعفر ( عليه السلام ) البيت فقال : لو عطّلوه سنة واحدة لم يناظروا .

ورواه الصدوق بإسناده عن حنان بن سدير مثله (١) .

[ ١٤١٤١ ] ٤ ـ ثمّ قال : وفي حديث آخر لنزل (١) عليهم العذاب .

[ ١٤١٤٢ ] ٥ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيّوب ، عن أبي المعزا ، عن أبي بصير ـ يعني المرادي ـ ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : لا يزال الدين قائماً ما قامت الكعبة .

ورواه الصدوق مرسلاً (١) .

______________________

(١) في المصدر : اُنزل .

٢ ـ الكافي ٤ : ٢٧٠ / ٣ .

٣ ـ الكافي ٤ : ٢٧١ / ٢ .

(١) الفقية ٢ : ٢٥٩ / ١٢٥٧ .

٤ ـ الفقيه ٢ : ٢٥٩ / ١٢٥٨ .

(١) في المصدر : لينزل .

٥ ـ الكافي ٤ : ٢٧١ / ٤ .

(١) الفقيه ٢ : ١٥٨ / ٦٨٠ .

٢١

ورواه في ( العلل ) عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن أبي المعزا مثله (٢) .

[ ١٤١٤٣ ] ٦ ـ محمّد بن علي بن الحسين قال : روي أنّ الكعبة شكت إلى الله عزّ وجلّ في الفترة بين عيسى ومحمّد ( صلّى الله عليه وآله ) ، فقالت : يا ربّ ، مالي قل زوّاري ؟ مالي قلّ عوّادي ؟ فأوحى الله إليها : إنّي منزل نوراً جديداً على قوم يحنّون إليك كما تحنّ الأَنعام إلى أولادها ، ويزفّون إليك كما تزفّ النسوان إلى أزواجها ـ يعني أُمّة محمّد ( صلّى الله عليه وآله ) ـ .

[ ١٤١٤٤ ] ٧ ـ وفي ( العلل ) : عن محمّد بن علي ماجيلويه ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم ، عن محمّد بن علي الهمداني ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : أما إنّ الناس لو تركوا حجّ هذا البيت لنزل بهم العذاب وما نوظروا .

[ ١٤١٤٥ ] ٨ ـ  وعن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد ، عن ربعي ، عن عبد الرحمٰن بن أبي عبدالله قال : قلت لأَبي عبدالله ( عليه السلام ) : إنّ ناساً من هؤلاء القصّاص يقولون : إذا حجّ الرجل حجّة ثمّ تصدّق ووصل كان خيراً له ؟ فقال : كذبوا ، لو فعل هذا الناس لعطّل هذا البيت ، إن الله عزّ وجلّ جعل هذا البيت قياماً للناس .

______________________

(٢) علل الشرائع : ٣٩٦ / ١ .

٦ ـ الفقيه ٢ : ٦٨٣ .

٧ ـ علل الشرائع : ٥٢٢ / ٤ .

٨ ـ علل الشرائع : ٤٥٢ / ١ ، وأورد صدره في الحديث ١٤ من الباب ٤٢ من هذه الأبواب .

٢٢

[ ١٤١٤٦ ] ٩ ـ وفي ( عقاب الأَعمال ) عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبدالله بن ميمون (١) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : كان في وصيّة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : لا تتركوا حجّ بيت ربّكم فتهلكوا ، وقال : من ترك الحجّ لحاجة من حوائج الدنيا لم تقض حتى ينظر إلى المحلقين .

ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن ابن القداح مثله (٢) .

[ ١٤١٤٧ ] ١٠ ـ محمّد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في وصيّته للحسن والحسين ( عليهما السلام ) : أُوصيكما بتقوى الله ـ إلى أن قال : ـ والله الله في بيت ربّكم لا تخلوه ما بقيتم فإنّه إن ترك لم تناظروا .

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (١) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٢) .

٥ ـ باب وجوب إجبار الوالي الناس على الحجّ وزيارة الرسول ( صلّى الله عليه وآله ) والإِقامة بالحرمين كفاية ، ووجوب الإِنفاق عليهم من بيت المال إن لم يكن لهم مال

[ ١٤١٤٨ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن

______________________

٩ ـ عقاب الأعمال : ٢٨١ / ١ .

(١) في نسحة زيادة : عن أبيه ( هامش المخطوط ) .

(٢) المحاسن : ٨٨ / ذيل حديث ٣١ .

١٠ ـ نهج البلاغة ٣ : ٨٦ / ٤٧ .

(١) تقدم في الحديثين ١٦ و ٣٦ من الباب ١ من أبواب مقدمة العبادات ، وفي الأحاديث ١٥ و ١٨ و ٢٠ من الباب ١ من هذه الأبواب .

(٢) يأتي في الأبواب ٥ و ٦ و ٧ من هذه الأبواب .

الباب ٥ فيه حديثان

١ ـ الكافي ٤ : ٢٧٢ / ٢ ، وأورده في الحديث ١ من الباب ٤٣ من هذه الأبواب .

٢٣

محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : لو عطّل الناس الحجّ ( لوجب على الإِمام ) (١) أن يجبرهم على الحجّ ، إن شاؤوا وإن أبوا ، فإنّ هذا البيت إنّما وضع للحج .

ورواه الصدوق في ( العلل ) عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد (٢) .

ورواه الشيخ بإسناده عن الحسين بن سعيد مثله (٣) .

[ ١٤١٤٩ ] ٢ ـ محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه بأسانيده عن حفص بن البختري وهشام بن سالم ومعاوية بن عمّار وغيرهم ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : لو أنّ الناس تركوا الحجّ لكان على الوالي أن يجبرهم على ذلك وعلى المقام عنده ، ولو تركوا زيارة النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) لكان على الوالي أن يجبرهم على ذلك وعلى المقام عنده ، فإن لم يكن لهم أموال أنفق عليهم من بيت مال المسلمين .

ورواه الكليني عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حفص بن البختري وهشام بن سالم ومعاوية بن عمّار وغيرهم (١) .

ورواه الشيخ بإسناده عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن حفص بن البختري وهشام بن سالم وحسين الأَحمسي وحمّاد وغير واحد ومعاوية بن عمّار ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) (٢) .

______________________

(١) في نسخة : كان ينبغي للإِمام ( هامش المخطوط ) .

(٢) علل الشرائع : ٣٩٦ / ١ .

(٣) التهذيب ٥ : ٢٢ / ٦٦ .

٢ ـ الفقيه ٢ : ٢٥٩ / ١٢٥٩ .

(١) الكافي ٤ : ٢٧٢ / ١ .

(٢) التهذيب ٥ : ٤٤١ / ١٥٣٢ .

٢٤

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (٣) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٤) .

٦ ـ باب وجوب الحجّ مع الاستطاعة على الفور ، وتحريم تركه وتسويفه

[ ١٤١٥٠ ] ١ ـ محمّد بن الحسن الطوسي ( رضي الله عنه ) بإسناده عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيّوب ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال الله تعالى : ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) قال : هذه لمن كان عنده مال وصحة ، وإن كان سوّفه للتجارة فلا يسعه ، وإن مات على ذلك فقد ترك شريعة من شرائع الإِسلام إذا هو يجد ما يحج به . . . الحديث .

[ ١٤١٥١ ]٢ ـ وبإسناده عن موسى بن القاسم ، عن معاوية بن عمّار قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن رجل له مال ولم يحجّ قطّ ؟ قال : هو ممّن قال الله تعالى : ( وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ ) (١) قال : قلت : سبحان الله ، أعمى ؟! قال : أعماه الله عن طريق الحق (٢) .

ورواه علي بن إبراهيم في ( تفسيره ) عن أبيه ، عن ابن أبي عمير

______________________

(٣) تقدم في الباب ٤ من هذه الأبواب .

(٤) يأتي في الحديث ١ من الباب ٤٣ من هذه الأبواب .

الباب ٦ فيه ١٢ حديثاً

١ ـ التهذيب ٥ : ١٨ / ٥٢ ، وأورد ذيله في الحديث ٢ من الباب ٧ ، وقطعة منه في الحديث ٣ من الباب ١٠ من هذه الأبواب .

(١) آل عمران ٣ : ٩٧ .

٢ ـ التهذيب ٥ : ١٨ / ٥٣ .

(١) طه ٢٠ : ١٢٤ .

(٢) في نسخة : بدل ( الحق : الجنة ) ( هامش المخطوط ) .

٢٥

مثله ، إلَّا أنّه قال : عن طريق الجنّة (٣) .

ورواه الصدوق بإسناده عن معاوية بن عمّار مثله ، إلّا أنّه قال : لم يحجّ قط وله مال ، وقال في آخره : عن طريق الخير (٤) .

[ ١٤١٥٢ ] ٣ ـ وعنه ، عن ابن أبي عمير ، عن حمّاد ، عن الحلبي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إذا قدر الرجل على ما يحجّ به ثمّ دفع ذلك وليس له شغل يعذره به فقد ترك شريعة من شرائع الإِسلام . . . الحديث .

[ ١٤١٥٣ ] ٤ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي الصباح الكناني ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قلت له : أرأيت الرجل التاجر ذا المال حين يسوّف الحج كلّ عام وليس يشغله عنه إلّا التجارة أو الذين ؟ فقال : لا عذر له يسوّف الحجّ ، إن مات وقد ترك الحجّ فقد ترك شريعة من شرائع الإِسلام .

وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حمّاد ، عن الحلبي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) مثله (١) .

[ ١٤١٥٤ ] ٥ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي

______________________

(٣) تفسير القمي ٢ : ٦٦ .

(٤) الفقيه ٢ : ٢٧٣ / ١٣٣٢ .

٣ ـ التهذيب ٥ : ٤٠٣ / ١٤٠٥ ، ١٨ / ٥٤ ، وأورد قطعة منه في الحديث ٢ من الباب ٢٤ ، واُخرى في الحديث ٣ من الباب ٢٥ ، وفي الحديث ٣ من الباب ٢٨ من هذه الأبواب .

٤ ـ الكافي ٤ : ٢٦٩ / ٤ .

(١) الكافي ٤ : ٢٦٩ / ذيل حديث ٤ .

٥ ـ الكافي ٤ : ٢٦٨ / ٢ .

٢٦

بصير قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ : ( وَمَن كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا ) (١) ؟ قال : ذلك الذي يسوف نفسه الحجّ ـ يعني : حجة الإِسلام ـ ، حتى يأتيه الموت .

[ ١٤١٥٥ ] ٦ ـ وعن علي ، عن أبيه ، عن عبد الرحمٰن بن أبي نجران ، عن أبي جميلة ، عن زيد الشحام قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : التاجر يسوّف (١) الحجّ ؟ قال : ليس له عذر ، فإن (٢) مات فقد ترك شريعة من شرائع الإِسلام .

ورواه المفيد في ( المقنعة ) عن عبد الرحمٰن بن أبي نجران نحوه (٣) .

[ ١٤١٥٦ ] ٧ ـ وعن حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عن أحمد بن الحسن الميثمي ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : من مات وهو صحيح موسر لم يحجّ فهو ممّن قال الله عزّ وجلّ : ( وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ ) (١) قال : قلت : سبحان الله ، أعمى ؟! قال : نعم ، إنّ الله عزّ وجلّ أعماه عن طريق الحقّ .

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب (٢) ، وكذا الذي قبله .

[ ١٤١٥٧ ] ٨ ـ محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن محمّد بن الفضيل

______________________

(١) الإِسراء ١٧ : ٧٢ .

٦ ـ الكافي ٤ : ٢٦٩ / ٣ ، والتهذيب ٥ : ١٧ / ٥٠ .

(١) في المصدر : : يسوّف نفسه .

(٢) في نسخة : وإن ( هامش المخطوط ) .

(٣) المقنعة : ٦١ .

٧ ـ الكافي ٤ : ٢٦٩ / ٦ .

(١) طه ٢٠ : ١٢٤ .

(٢) التهذيب ٥ : ١٨ / ٥١ .

٨ ـ الفقيه ٢ : ٢٧٣ / ١٣٣١ .

٢٧

قال : سألت أبا الحسن ( عليه السلام ) عن قول الله عزّوجلّ : ( وَمَن كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا ) (١) فقال : نزلت في من سوّف الحجّ حجة الإِسلام وعنده ما يحجّ به ، فقال : العام : أحجّ ، العام أحجّ ، حتّى يموت قبل أن يحجّ .

[ ١٤١٥٨ ] ٩ ـ وبإسناده عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) أنّه قال : من قدر على ما يحجّ به وجعل يدفع ذلك وليس له عنه شغل يعذره الله فيه حتى جاءه (١) الموت فقد ضيّع شريعة من شرائع الإِسلام .

[ ١٤١٥٩ ] ١٠ ـ جعفر بن الحسن بن سعيد المحقّق في ( المعتبر ) عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إذا قدر الرجل على الحجّ فلم يحج فقد ترك شريعة من شرائع الإِسلام .

[ ١٤١٦٠ ] ١١ ـ محمّد بن مسعود العيّاشي ( في تفسيره ) عن إبراهيم بن علي ، عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني ، عن الحسن بن محبوب ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، في قول الله عزّ وجلّ : ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) (١) قال : هذا لمن كان عنده مال وصحّة ، فإن سوّفه للتجارة فلا يسعه ذلك ، وإن مات على ذلك فقد ترك شريعة من شرائع الإِسلام إذا ترك الحجّ وهو يجد ما يحجّ به ، وإن دعاه أحد إلى أن يحمله . فاستحيى فلا يفعل ، فإنّه لا يسعه إلّا أن

______________________

(١) الإِسراء ١٧ : ٧٢ .

٩ ـ الفقيه ٢ : ١٧٣ / ١٣٣٤ .

(١) في المصدر : جاء .

١٠ ـ المعتبر : ٣٢٦ .

١١ ـ تفسير العياشي ١ : ١٩٠ / ١٠٨ .

(١) آل عمران ٣ : ٩٧ .

٢٨

يخرج ولو على حمار أجدع أبتر ، وهو قول الله عزّ وجلّ : ( وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ) (٢) قال : ومن ترك فقد كفر ، قال : ولمَ لا يكفر وقد ترك شريعة من شرائع الإِسلام ، يقول الله : ( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ) (٣) فالفريضة التلبية والإِشعار والتقليد ، فأيّ ذلك فعل فقد فرض الحجّ ، ولا فرض إلّا في هذه الشهور التي قال الله : ( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ) (٤) .

[ ١٤١٦١ ] ١٢ ـ وعن كليب ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : سأله أبو بصير وأنا أسمع فقال له : رجل له مائة ألف فقال : العام أحجّ ، العام أحجّ ، فأدركه الموت ولم يحجّ حجّ الإِسلام ؟ فقال : يا أبا بصير ، أما سمعت قول الله : ( وَمَن كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا ) (١) أعمى عن فريضة من فرائض الله .

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك ، ويأتي ما يدلّ عليه (٣) .

٧ ـ باب ثبوت الكفر والارتداد بترك الحجّ وتسويفه استخفافاً أو جحوداً

[ ١٤١٦٢ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن أبي علي الأشعري ، عن محمّد بن

______________________

(٢) آل عمران ٣ : ٩٧ .

(٣) و (٤) البقره ٢ : ١٩٧ .

١٢ ـ تفسير العياشي ٢ : ٣٠٦ / ١٣٠ .

(١) الإِسراء ١٧ : ٧٢ .

(٢) تقدم في الأبواب ١ و ٣ و ٤ من هذه الأبواب

(٣) يأتي في الأبواب الاتية من هذه الأبواب .

الباب ٧ فيه ٥ أحاديث

١ ـ الكافي ٤ : ٢٦٨ / ١ .

٢٩

عبدالجبّار ، عن صفوان بن يحيى ، عن ذريح المحاربي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ومن مات ولم يحجّ حجّة الإِسلام ، لم يمنعه من ذلك حاجة تجحف به ، أو مرض لا يطيق فيه الحجّ ، أو سلطان يمنعه ، فليمت يهوديّاً أو نصرانيّاً .

ورواه المفيد في ( المقنعة ) عن ذريح المحاربي مثله (١) .

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله ، إلّا أنّه قال : إن شاء يهوديّاً وإن شاء نصرانيّاً (٢) .

ورواه أيضاّ بإسناده عن محمّد بن الحسين ، عن صفوان بن يحيى (٣) .

ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن محمّد بن علي ، عن موسى بن سعدان ، عن الحسين بن أبي العلا ، عن ذريح ، مثل رواية الكليني (٤) .

ورواه المحقق في ( المعتبر ) عن ذريح (٥) .

ورواه الصدوق بإسناده عن صفوان بن يحيى (٦) .

ورواه في ( عقاب الأَعمال ) عن محمّد بن علي ماجيلويه (٧) ، عن محمّد بن علي الكوفي ، عن موسى بن سعدان مثله (٨) .

______________________

(١) المقنعة : ٦١ .

(٢) التهذيب ٥ : ١٧ / ٤٩ .

(٣) التهذيب ٥ : ٤٦٢ / ١٦١٠ .

(٤) المحاسن : ٨٨ / ٣١ .

(٥) المعتبر : ٣٢٦ .

(٦) الفقيه ٢ : ٢٧٣ / ١٣٣٣ .

(٧) في المصدر : زيادة : عن عمّه .

(٨) عقاب الأعمال : ٢٨١ / ٢ .

٣٠

وعن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن أحمد النهدي ، عن محمّد بن الوليد ، عن أبان بن عثمان ، عن ذريح المحاربي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) مثله (٩) .

[ ١٤١٦٣ ] ٢ ـ محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيّوب ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال الله : ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) (١) قال : هذه لمن كان عنده مال ـ إلى أن قال : ـ وعن قول الله عزّ وجل : ( وَمَن كَفَرَ ) يعني : من ترك ـ .

[ ١٤١٦٤ ] ٣ ـ محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن حمّاد بن عمرو وأنس بن محمّد ، عن أبيه جميعاً ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ـ في وصية النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) ـ قال : يا علي ، كفر بالله العظيم من هذه الأُمّة عشرة : القتّات ، والساحر ، والديّوث ، وناكح المرأة حراماً في دبرها ، وناكح البهيمة ، ومن نكح ذات محرم ، والساعي في الفتنة ، وبايع السلاح من أهل الحرب ، ومانع الزكاة ، ومن وجد سعة فمات ولم يحجّ .

يا علي ، تارك الحجّ وهو مستطيع كافر ، يقول الله تبارك وتعالى : ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ) (١) .

______________________

(٩) الكافي ٤ : ٢٦٩ / ٥ .

٢ ـ التعذيب ٥ : ١٨ / ٥٢ ، وأورد صدره في الحديث ١ من الباب ٦ ، وقطعة منه في الحديث ٣ من الباب ١٠ من هذه الأبواب .

(١) و (٢) آل عمران ٣ : ٩٧ .

٣ ـ الفقيه ٤ : ٢٥٧ ـ ٢٦٦ / ٨٢١ .

(١) آل عمران ٣ : ٩٧ .

٣١

يا علي ، من سوّف الحجّ حتى يموت بعثه الله يوم القيامة يهوديّاً أو نصرانيّاً .

ورواه في الخصال بإسناده الاتي (٢) عن أنس بن محمّد مثله ، إلى قوله : فمات ولم يحج (٣) .

[ ١٤١٦٥ ] ٤ ـ أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في ( الاحتجاج ) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في احتجاجه على الخوارج قال : وأمّا قولكم إنّي كنت وصيّاً فضيّعت الوصيّة فأنتم كفرتم وقدّمتم عَليّ ، وأزلتم الأَمر عنّي وليس على الأَوصياء الدعاء إلى أنفسهم إنّما يبعث الله الأَنبياء فيدعون إلى أنفسهم ، والوصي (١) فمدلول عليه ، مستغن عن الدعاء إلى نفسه (٢) ، وقد قال الله عزّ وجلّ : ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) (٣) ولو ترك الناس الحج لم يكن البيت ليكفر بتركهم إيّاه ولكن كانوا يكفرون بتركهم ايّاه ، لأَنّ الله قد نصبه لكم علماً ، وكذلك نصبني علماً حيث قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : يا علي ، أنت (٤) بمنزلة الكعبة تؤتىٰ ولا تأتي .

[ ١٤١٦٦ ] ٥ ـ جعفر بن الحسن بن سعيد المحقّق في ( المعتبر ) عن النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) قال : من مات ولم يحجّ فلا عليه أن يموت يهوديّاً أو نصرانيّاً .

______________________

(٢) يأتي في الفائدة الاُولى من الخاتمة برمز (د) .

(٣) الخصال : ٤٥١ / ٥٦ .

٤ ـ الاحتجاج : ١٨٨ .

(١) في المصدر : وأمّا الوصي .

(٢) في المصدر زيادة : وذلك لمن آمن بالله ورسوله .

(٣) آل عمران ٣ : ٩٧ .

(٤) في المصدر : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى ، وأنت منّي .

٥ ـ المعتبر : ٣٢٦ .

٣٢

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك هنا (١) ، وفي مقدّمة العبادات (٢) ، وغيرها (٣)

٨ ـ باب اشتراط وجوب الحجّ بوجود الاستطاعة من الزاد والراحلة مع الحاجة إليها ، وتخلية السرب ، والقدرة على المسير ، وما يتوقف عليه ، ووجوب شراء ما يحتاج اليه من أسباب السفر

[ ١٤١٦٧ ] ١ ـ محمّد بن الحسن بإسناده عن موسى بن القاسم بن معاوية بن وهب (١) ، عن صفوان ، عن العلاء بن رزين ، عن محمّد بن مسلم قال : قلت لأَبي جعفر ( عليه السلام ) : قوله تعالى : ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) (٢) ؟ قال : يكون له ما يحجّ به . . . الحديث .

[ ١٤١٦٨ ] ٢ ـ ورواه الصدوق في كتاب ( التوحيد ) عن أبيه ومحمّد بن موسى بن المتوكّل ، عن سعد بن عبدالله وعبدالله بن جعفر جميعاً ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن العلاء بن رزين

______________________

(١) تقدم في الحديث ١ من الباب ٢ من هذه الأبواب .

(٢) تقدم في البابين ١ و ٢ من أبواب مقدمة العبادات .

(٣) تقدم في الحديث ١٧ من الباب ٥ من أبواب صلاة الجنازة .

ويأتي ما يدل عليه في الحديث ٥٠ من الباب ١٠ من أبواب حدّ المرتدّ .

الباب ٨ فيه ١٣ حديثاً

١ ـ التهذيب ٥ : ٣ / ٤ ، والاستبصار ٢ : ١٤٠ / ٤٥٦ ، وأورد ذيله في الحديث ١ من الباب ١٠ من هذه الأبواب .

(١) في التهذيبين : موسى بن القاسم ، عن معاوية بن وهب .

(٢) آل عمران ٣ : ٩٧ .

٢ ـ التوحيد : ٣٤٩ / ١٠ .

٣٣

قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) وذكر مثله ، وزاد : قلت : فمن عرض عليه فاستحيى ؟ قال : هو ممّن يستطيع .

[ ١٤١٦٩ ] ٣ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن حماد بن عثمان ، عن الحلبي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ : ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) ، ما السبيل ؟ قال : أن يكون له ما يحجّ به . . . الحديث .

[ ١٤١٧٠ ] ٤ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن محمّد بن يحيى الخثعمي قال : سأل حفص الكناسي أبا عبدالله ( عليه السلام ) وأنا عنده عن قول الله عزّ وجلّ : ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) (١) ، ما يعني بذلك ؟ قال : من كان صحيحاً في بدنه مخلّى سربه ، له زاد وراحلة ، فهو ممّن يستطيع الحجّ ، أو قال : ممّن كان له مال ، فقال له : حفص الكناسي : فإذا كان صحيحاً في بدنه ، مخلّى في سربه ، له زاد وراحلة ، فلم يحجّ ، فهو ممّن يستطيع الحجّ ؟ قال : نعم .

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب (٢) ، وكذا الذي قبله .

[ ١٤١٧١ ] ٥ ـ وعن محمّد بن أبي عبدالله ، عن موسى بن عمران ، عن الحسين بن يزيد ، النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام )

______________________

٣ ـ الكافي ٤ : ٢٦٦ / ١ ، والتهذيب ٥ : ٣ / ٣ ، والاستبصار ٢ : ١٤٠ / ٤٥٥ ، وأورد ذيله في الحديث ٥ من الباب ١٠ من هذه الأبواب .

(١) آل عمران ٣ : ٩٧ .

٤ ـ الكافي ٤ : ٢٦٧ / ٢ .

(١) آل عمران ٣ : ٩٧ .

(٢) التهذيب ٥ : ٣ / ٢ ، والاستبصار ٢ : ١٣٩ / ٤٥٤ .

٥ ـ الكافي ٤ : ٢٦٨ / ٥ .

٣٤

قال : سأله رجل من أهل القدر فقال : يا بن رسول الله ، أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ : ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) (١) أليس قد جعل الله لهم الاستطاعة ؟ فقال : ويحك إنّما يعني بالاستطاعة الزاد والراحلة ، ليس استطاعة البدن . . . الحديث .

[ ١٤١٧٢ ] ٦ ـ محمّد بن علي بن الحسين في ( عيون الأَخبار ) بإسناده الآتي (١) عن الفضل بن شاذان ، عن الرضا ( عليه السلام ) ـ في كتابه إلى المأمون ـ قال : وحجّ البيت فريضة على من استطاع إليه سبيلاً ، والسبيل : الزاد والراحلة مع الصحة .

[ ١٤١٧٣ ] ٧ ـ وفي كتاب ( التوحيد ) عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قوله عزّ وجلّ : ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) (١) ما يعني بذلك ؟ قال : من كان صحيحا في بدنه ، مخلّى سربه ، له زاد وراحلة .

[ ١٤١٧٤ ] ٨ ـ وفي ( الخصال ) بإسناده الآتي (١) عن علي ( عليه السلام ) ـ في حديث الأربعمائة ـ قال : إذا أردتم الحجّ فتقدّموا في شراء الحوائج لبعض ما يقوّيكم على السفر ، فإنّ الله يقول : ( وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً ) (٢) .

______________________

(١) آل عمران ٣ : ٩٧ .

٦ ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ٢ و : ١٢٤ / ١ .

(١) يأتي في الفائدة الاُولى من الخاتمة برمز (ب) .

٧ ـ التوحيد : ٣٥٠ / ١٤ .

(١) آل عمران ٣ : ٩٧ .

٨ ـ الخصال : ٦١٧ .

(١) يأتي في الفائدة الاُولى من الخاتمة برمز (ر) .

(٢) التوبة ٩ : ٤٦ .

٣٥

[ ١٤١٧٥ ] ٩ ـ الحسن بن علي بن شعبة في ( تحف العقول ) عن الرضا ( عليه السلام ) ـ في كتابه إلى المأمون ـ قال : و ( حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) (١) والسبيل : زاد وراحلة .

[ ١٤١٧٦ ] ١٠ ـ العيّاشي في ( تفسيره ) : عن عبد الرحمٰن بن سيّابة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قوله : ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) (١) قال : من كان صحيحاً في بدنه ، مخلّى سربه ، له زاد وراحلة فهو مستطيع للحج .

[ ١٤١٧٧ ] ١١ ـ قال وفي رواية الكناني عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : وإن كان يقدر أن يركب بعضاً ويمشي بعضاً فليفعل ، ( وَمَن كَفَرَ ) (١) قال : ترك .

[ ١٤١٧٨ ] ١٢ ـ وعن عبد الرحمٰن بن الحجّاج قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن قوله : ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) (١) قال : الصحّة في بدنه والقدرة في ماله .

[ ١٤١٧٩ ] ١٣ ـ قال : وفي رواية حفص الأَعور عنه ( عليه السلام ) قال : القوة في البدن واليسار في المال .

______________________

(٩) تحف العقول : ٤١٩ .

(١) آل عمران ٣ : ٩٧ .

١٠ ـ تفسير العياشي ١ : ١٩٢ / ١١١ .

(١) آل عمران ٣ : ٩٧ .

١١ ـ تفسير العياشي ١ : ١٩٢ / ١١٢ .

(١) آل عمران ٣ : ٩٧ .

١٢ ـ تفسير العياشي ١ : ١٩٣ / ١١٧ .

(١) آل عمران ٣ : ٩٧ .

١٣ ـ تفسير العياشي ١ : ١٩٣ / ١١٨ .

٣٦

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (١) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٢) .

٩ ـ باب اشتراط وجوب الحج بوجود كفاية عياله حتى يرجع إليهم وإلّا لم يجب ، وحكم الرجوع إلى كفاية ، وتقديم الحجّ على التزويج

[ ١٤١٨٠ و ١٤١٨١ ] ١ و ٢ ـ محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد ابن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن خالد بن جرير ، عن أبي الربيع الشامي قال : سُئل أبو عبدالله ( عليه السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ : ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) (١) ؟ فقال ما يقول الناس ؟ قال : فقلت له : الزاد والراحلة ، قال : فقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : قد سُئل أبو جعفر ( عليه السلام ) عن هذا ؟ فقال : هلك الناس إذاً ، لئن كان من كان له زاد وراحلة قدر ما يقوت عياله ويستغني به عن الناس ينطلق إليهم فيسلبهم إيّاه لقد هلكوا إذاً ، فقيل له : فما السبيل ؟ قال : فقال : السعة في المال إذا كان يحج ببعض ويبقي بعضاً لقوت عياله (٢) ، أليس قد فرض الله الزكاة فلم يجعلها إلّا على من يملك مائتي درهم .

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب (٣) .

______________________

(١) تقدم في الاحاديث ١٢ و ٢٤ و ٣٣ من الباب ١ من أبواب مقدمة العبادات ، وفي الحديثين ٢ و ٥ من الباب ١ وفي الحديثين ١ و ٧ من الباب ٢ وفي الباب ٦ من هذه الأبواب .

(٢) يأتي في الأبواب ٩ و ١٠ و ١١ وفي الحديثين ٥ و ٩ من الباب ١٦ وفي الحديثين ١ و ٥ من الباب ٢١ من هذه الأبواب .

الباب ٩ فيه ٥ أحاديث

١ و ٢ ـ الكافي ٤ : ٢٦٧ / ٣ .

(١) آل عمران ٣ : ٩٧ .

(٢) في المصدر : يقوت به عياله .

(٣) التهذيب ٥ : ٢ / ١ ، والاستبصار ٢ : ١٣٩ / ٤٥٣ .

٣٧

ورواه الصدوق بإسناده عن أبي الربيع الشامي (٤) .

ورواه في ( العلل ) عن محمّد بن موسى بن المتوكل ، عن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب مثله (٥) .

ورواه المفيد في ( المقنعة ) عن أبي الربيع ، مثله ، إلّا أنّه زاد بعد قوله : ويستغنى به عن الناس : يجب عليه أن يحج بذلك ثمّ يرجع فيسأل الناس بكفّه ؟ لقد هلك إذاً ، ثمّ ذكر تمام الحديث ، وقال فيه : يقوت به نفسه وعياله (٦) .

[ ١٤١٨٢ ] ٣ ـ أحمد بن محمّد بن خالد البرقي في ( المحاسن ) عن أبيه ، عن عباس بن عامر ، عن محمّد بن يحيى الخثعمي ، عن عبد الرحيم القصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : سأله حفص الأَعور وأنا أسمع عن قول الله عزّ وجلّ : ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) (١) ؟ قال : ذلك القوّة في المال واليسار ، قال : فإن كانوا موسرين فهم ممّن يستطيع ؟ قال : نعم . . . الحديث .

[ ١٤١٨٣ ] ٤ ـ محمّد بن علي بن الحسين في ( الخصال ) بإسناده عن الأَعمش ، عن جعفر بن محمّد ( عليه السلام ) ـ في حديث شرائع الدين ـ قال : وحجّ البيت واجب ( على من ) (١) استطاع إليه سبيلاً ، وهو الزاد والراحلة مع صحّة البدن ، وأن يكون للإِنسان ما يخلفه على عياله ، وما يرجع إليه من (٢) حجّه .

______________________

(٤) الفقيه ٢ : ٢٥٨ / ١٢٥٥ .

(٥) علل الشرائع : ٤٥٣ / ٣ .

(٦) المقنعة : ٦٠ .

٣ ـ المحاسن : ٢٩٥ / ٤٦٣ .

(١) آل عمران ٣ : ٩٧ .

٤ ـ الخصال : ٦٠٦ / ٩ .

(١) في المصدر : لمن .

(٢) في نسخة : بعد ( هامش المخطوط ) .

٣٨

[ ١٤١٨٤ ] ٥ ـ الفضل بن الحسن الطبرسي في ( مجمع البيان ) في قوله تعالى : ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) (١) قال : المروي عن أئمّتنا ( عليهم السلام ) انّه الزاد والراحلة ونفقة من تلزمه نفقته ، والرجوع إلى كفاية إمّا من مال أو ضياع أو حرفة ، مع الصحّة في النفس ، وتخلية الدرب (٢) من الموانع وإمكان المسير (٣) .

أقول : لا يبعد أن يكون فهم الرجوع إلى كفاية من رواية المفيد ، وليست بصريحة مع كونها مخالفة للاحتياط وبقيّة النصوص ، وكذا رواية الخصال مع إجمالهما واحتمال إرادة الرجوع إلى كفاية يوم واحد أو أيّام يسيرة ، والله أعلم .

ويأتي ما يدلّ على تقديم الحجّ على التزويج في النذر والعهد (٤) .

١٠ ـ باب وجوب الحج على من بُذل له زاد وراحلة ولو حماراً ، ووجوب قبوله وان استحيى ، ويجزيه عن حجّة الإِسلام

[ ١٤١٨٥ ] ١ ـ محمّد بن الحسن بإسناده عن موسى بن القاسم بن معاوية بن

______________________

٥ ـ مجمع البيان ١ : ٤٧٨ .

(١) آل عمران ٣ : ٩٧ .

(٢) في المصدر : السرب .

(٣) لا يخفىٰ أن شرط الرجوع ألى كفاية أمر مجمل مجهول غير منضبط ولا يمكن تحققه لاحتمال تلف المال الباقي وتعذر الصنعة والحرفة فيما بعد ، ولا يعلم أنّه يشترط الرجوع إلى كفاية يوم أو شهر أو سنة أو سنتين أو عشرة أو مائة أو ألف وذلك يلزم منه القول بعدم وجوب الحج بالكلّية أو تخصيصه بغير دليل معقول ، والله أعلم . ( منه . قدّه ) .

(٤) يأتي في الباب ٧ من أبواب النذر والعهد .

الباب ١٠ فيه ١٠ أحاديث

١ ـ التهذيب ٥ : ٣ / ٤ ، والاستبصار ٢ : ١٤٠ / ٤٥٦ ، وأورد صدره في الحديث ١ من الباب ٨ من هذه الأبواب .

٣٩

وهب (١) ، عن صفوان بن يحيى ، عن العلاء بن رزين ، عن محمّد بن مسلم ـ في حديث ـ قال : قلت لأَبي جعفر ( عليه السلام ) : فإن عرض عليه الحجّ فاستحيى ؟ قال : هو ممّن يستطيع الحجّ ، ولمَ يستحيي ؟! ولو على حمار أجدع أبتر ، قال : فإن كان يستطيع أن يمشي بعضاً ويركب بعضاً فليفعل .

ورواه الصدوق في ( التوحيد ) كما مرّ (٢) .

[ ١٤١٨٦ ] ٢ ـ وبإسناده عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيّوب ، عن معاوية بن عمّار قال : قلت لأَبي عبدالله ( عليه السلام ) : رجل لم يكن له مال فحجّ به رجل من إخوانه ، أيجزيه ذلك عن حجّة الإِسلام ، أم هي ناقصة ؟ قال : بل هي حجة تامّة .

[ ١٤١٨٧ ] ٣ ـ وبهذا الإِسناد عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : فإن كان دعاه قوم أن يحجّوه فاستحيى فلم يفعل فإنّه لا يسعه إلّا ( أن يخرج ) (١) ولو على حمار أجدع أبتر .

[ ١٤١٨٨ ] ٤ ـ محمّد بن محمّد المفيد في ( المقنعة ) قال : قال ( عليه السلام ) : من عرضت عليه نفقة الحج فاستحيى فهو ممّن ترك الحج مستطيعاً إليه السبيل .

[ ١٤١٨٩ ] ٥ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن

______________________

(١) في التهذيبين : موسى بن القاسم ، عن معاوية بن وهب .

(٢) مرّ في الحديث ٢ من الباب ٨ من هذه الأبواب .

٢ ـ التهذيب ٥ : ٧ / ١٧ ، والاستبصار ٢ : ١٤٣ / ٤٦٨ .

٣ ـ التهذيب ٥ : ١٨ / ٥٢ ، وأورد صدره في الحديث ١ من الباب ٦ وذيله في الحديث ٢ من الباب ٧ من هذه الأبواب .

(١) في المصدر : الخروج .

٤ ـ المقنعة : ٧٠ .

٥ ـ الكافي ٤ : ٢٦٦ / ١ ، والتهذيب ٥ : ٣ / ٣ ، والاستبصار ٢ : ١٤٠ / ٤٥٥ ، وأورد

٤٠