وسائل الشيعة - ج ١١

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]

وسائل الشيعة - ج ١١

المؤلف:

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٣
ISBN: 964-5503-11-6
ISBN الدورة:
964-5503-00-0

الصفحات: ٥٥٤
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

الحجّ والعمرة سوقان من أسواق الآخرة ، العامل بهما في جوار الله ، إن أدرك ما يأمل غفر الله له ، وإن قصر به أجله وقع أجره على الله عزّ وجلّ .

ورواه الصدوق مرسلاً عن أبي جعفر ( عليه السلام ) نحوه (١) .

[ ١٤٣٤٨ ] ٢٢ ـ وعنهم ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن المفضّل بن صالح ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : الحاجّ ثلاثة : فأفضلهم نصيباً رجل غفر له ذنبه ما تقدّم منه وما تأخّر ، ووقاه الله عذاب القبر ، وأمّا الذي يليه فرجل غفر له ذنبه ما تقدّم منه ، ويستأنف العمل فيما بقي من عمره ، وأمّا الذي يليه فرجل حفظ في أهله وماله .

ورواه الصدوق مرسلاً (١) .

[ ١٤٣٤٩ ] ٢٣ ـ ثم قال : وروي أنّه هو الذي لا يقبل منه الحج .

[ ١٤٣٥٠ ] ٢٤ ـ وعن أبي علي الأَشعري ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن صفوان ، عن أبي المغرا ، عن سلمة بن محرز قال : كنت عند أبي عبدالله ( عليه السلام ) فقال له أبو الورد : رحمك الله ، إنّك لو كنت أرحت بدنك من المحمل ، فقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : يا أبا الورد ، إنّي اُحبّ أن أشهد المنافع التي قال الله عزّ وجلّ : ( لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ ) (١) إنَه لا

______________________

(١) الفقيه ٢ : ١٤٢ / ٦٢٢ .

٢٢ ـ الكافي ٤ : ٢٦٢ / ٣٩ .

(١) الفقيه ٢ : ١٤٦ / ٦٤١ .

٢٣ ـ الفقيه ٢ : ١٤٦ / ٦٤٢ .

٢٤ ـ الكافي ٤ : ٢٦٣ / ٤٦ .

(١) الحج ٢٢ : ٢٨ .

١٠١

يشهدها أحد إلّا نفعه الله ، أمّا أنتم فترجعون مغفوراً لكم ، وأمّا غيركم فيحفظون في أهاليهم وأموالهم .

[ ١٤٣٥١ ] ٢٥ ـ محمّد بن علي بن الحسين قال : سئُل الصادق ( عليه السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ : ( فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ ) (١) قال : ( أَصَّدَّقَ ) : من الصدقة ، ( وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ ) : أي أحجّ .

[ ١٤٣٥٢ ] ٢٦ ـ قال : وقال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : كلّ نعيم مسئول عنه صاحبه إلّا ما كان في غزو أو حجّ .

[ ١٤٣٥٣ ] ٢٧ ـ وروي أنّ الحاجّ والمعتمر يرجعان كمولودين مات أحدهما طفلاً لا ذنب له وعاش الآخر ما عاش معصوماً .

[ ١٤٣٥٤ ] ٢٨ ـ قال : وقال الصادق ( عليه السلام ) : الحجّ جهاد الضعفاء ، ونحن الضعفاء .

[ ١٤٣٥٥ ] ٢٩ ـ قال : وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ضمنت لستّة الجنّة : رجل خرج بصدقة فمات فله الجنّة ، ورجل خرج يعود مريضاً فمات فله الجنّة ، ورجل خرج مجاهداً في سبيل الله فمات فله الجنّة ، ورجل خرج حاجّاً فمات فله الجنة ، ورجل خرج للجمعة فمات فله الجنّة ، ورجل خرج في جنازة رجل مسلم فمات فله الجنّة .

______________________

٢٥ ـ الفقيه ٢ : ١٤٢ / ٦١٨ .

(١) المنافقين ٦٣ : ١٠ .

٢٦ ـ الفقيه ٢ : ١٤٢ / ٦٢١ .

٢٧ ـ الفقيه ٢ : ١٤٥ / ٦٤١ .

٢٨ ـ الفقيه ٢ : ١٤٦ / ٦٤٣ .

٢٩ ـ الفقيه ١ : ٨٤ / ٣٨٧ ، وأورده بتمامه في الحديث ٧ من الباب ٢ من أبواب آداب السفر ، وقطعة منه في الحديث ٨ من الباب ١٠ من أبواب الاحتضار ، وفي الحديث ٥ من الباب ٢ من أبواب الدفن .

١٠٢

[ ١٤٣٥٦ ] ٣٠ ـ وفي ( العلل ) عن محمّد بن الحسن ، عن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين ، عن حمّاد بن عيسى ، عن أبان بن عثمان ، عمّن أخبره ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قلت له : لم سمي الحجّ حجّاً ؟ قال : حجّ فلان ، أي : أفلح فلان .

وفي ( معاني الأَخبار ) عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن حمّاد ابن عيسى نحوه (١) .

[ ١٤٣٥٧ ] ٣١ ـ وفي ( ثواب الأَعمال ) عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إنّ الله عزّ وجلّ ليغفر للحاج ولأَهل بيت الحاجّ ولعشيرة الحاجّ ولمن يستغفر له الحاجّ بقيّة ذي الحجّة والمحرّم وصفر وشهر ربيع الأَوّل وعشر من شهر ربيع الآخر .

[ ١٤٣٥٨ ] ٣٢ ـ وعن محمّد بن موسى بن المتوكّل ، عن علي بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي عمير ، عن حمّاد بن عثمان ، عن عمر بن يزيد قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : الحاجّ إذا دخل مكة وكّل الله به ملكين يحفظان عليه طوافه وصلاته وسعيه ، فإذا وقف بعرفة ضربا على منكبه الأَيمن ، ثمّ قالا : أمّا ما مضى فقد كفيته ، فانظر كيف تكون فيما تستقبل .

ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن يحيى بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) نحوه (١) .

______________________

٣٠ ـ علل الشرائع : ٤١١ / ١ .

(١) معاني الأخبار : ١٧٠ / ١ .

٣١ ـ ثواب الأعمال : ٧٠ / ١ .

٣٢ ـ ثواب الأعمال : ٧١ / ٦ .

(١) المحاسن : ٦٣ / ١١٢ .

١٠٣

[ ١٤٣٥٩ ] ٣٣ ـ عن محمّد بن موسى بن المتوكّل ، عن محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن موسى بن عمران ، عن الحسن (١) بن يزيد ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) قال : الحجّ جهاد الضعفاء وهم شعيتنا .

[ ١٤٣٦٠ ] ٣٤ ـ وبهذا الإِسناد عن الحسين بن يزيد ، عن سيف بن عميرة ، عن منصور بن حازم قال : قلت لأَبي عبدالله ( عليه السلام ) : ما يصنع الله بالحاجّ ؟ قال : مغفور والله لهم لا أستثني فيه .

[ ١٤٣٦١ ] ٣٥ ـ وفي ( عقاب الأَعمال ) بإسناد تقدّم (١) في عيادة المريض عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال في خطبة له : ومن خرج حاجّاً أو معتمراً فله بكلّ خطوة حتى يرجع مائة (٢) ألف ألف حسنة ، ويُمحا عنه ألف ألف سيئة ، ويرفع له ألف ألف درجة ، وكان له عند الله بكلّ درهم (٣) ألف ألف درهم ، وبكلّ دينار ألف ألف دينار ، وبكلّ حسنة عملها في وجهه ذلك ألف ألف حسنة حتى يرجع ، وكان في ضمان الله إن توفّاه أدخله الجنّة وإن رجع رجع مغفوراً له ، مستجاباً له ، فاغتنموا دعوته ، فإن الله لا يردّ دعاءه إذا قدم (٤) فإنّه يشفّع في مائة ألف رجل يوم القيامة ، ومن خلّف حاجّاً أو معتمراً في أهله بخير بعده كان له مثل أجره كاملاً من غير أن ينقص من أجره شيء .

[ ١٤٣٦٢ ] ٣٦ ـ وفي ( معاني الأخبار ) عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن

______________________

٣٣ ـ ثواب الأعمال : ٧٣ / ١٤ .

(١) في المصدر : الحسين .

٣٤ ـ ثواب الأعمال : ٧٣ / ١٥ .

٣٥ ـ عقاب الأعمال : ٣٤٥ .

(١) تقدم في الحديث ٩ من الباب ١٠ من أبواب الاحتضار .

(٢) ليس في المصدر .

(٣) في المصدر زيادة : يحملها في وجهه ذلك .

(٤) في نسخة زيادة : قبل أن يصيب الذنوب ( هامش المخطوط ) .

٣٦ ـ معاني الأخبار : ٢٢٢ / ١ .

١٠٤

محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قوله تعالى ( فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ) (١) قال : حجّوا إلى الله .

[ ١٤٣٦٣ ] ٣٧ ـ وعن أبيه ، عن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي ابن الحكم ، عن كليب الأَسدي قال : قلت لأَبي عبدالله ( عليه السلام ) : شيعتك تقول : الحاج أهله وماله في ضمان الله ، ويخلف في أهله ، وقد أراه يخرج فيحدث على أهله الأَحداث فقال : إنّما يخلف فيهم بما كان يقوم به فأمّا ما إذا كان حاضرا لم يستطع دفعه فلا .

[ ١٤٣٦٤ ] ٣٨ ـ أحمد بن أبي عبدالله البرقي في ( المحاسن ) عن يحيى بن إبراهيم ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : إنّ العبد المؤمن إذا أخذ في جهازه لم يرفع قدماً ولم يضع قدماً إلا كتب الله له بها حسنة ، حتى إذا استقلّ لم يرفع بعيره خفّاً ولم يضع خفّاً إلّا كتب الله له بها حسنة ، حتى إذا قضى حجّه مكث ذا الحجّة والمحرّم وصفر تكتب له الحسنات ولا تكتب عليه السيئات إلّا أن يأتي بكبيرة .

[ ١٤٣٦٥ ] ٣٩ ـ وعن الحسن بن علي الوشّاء ، عن المثنّى بن راشد الخيّاط (١) عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، عن أبيه ( عليه السلام ) قال : إنّ المسلم إذا خرج إلى هذا الوجه يحفظ الله عليه نفسه وأهله ، حتى إذا انتهى إلى المكان الذي يحرم فيه وكّل ملكان يكتبان له أثره ، ويضربان على منكبه ويقولان : أمّا ما قد مضى فقد غفر لك فاستأنف العمل .

______________________

(١) الذاريات ٥١ : ٥٠ .

٣٧ ـ معاني الأخبار : ٤٠٧ / ٨٥ .

٣٨ ـ المحاسن : ٦٣ / ١١٣ .

٣٩ ـ المحاسن : ٦٤ / ١١٥

(١) في المصدر : الحنّاط .

١٠٥

[ ١٤٣٦٦ ] ٤٠ ـ وعن الوشّاء ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : إذا أفاض الرجل من منى وضع يده ملك في (١) كتفيه ثم قال : استأنف .

[ ١٤٣٦٧ ] ٤١ ـ عبدالله بن جعفر الحميري في ( قرب الإِسناد ) عن الحسن بن ظريف ، عن الحسين بن علوان ، عن جعفر ، عن أبيه ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : للحاجّ والمعتمر إحدى ثلاث خصال : إمّا يقال له : قد غفر لك ما مضى وما بقي ، وإمّا يقال له : قد غفر لك ما مضى فاستأنف العمل ، وإما يقال له : قد حفظت في أهلك وولدك ، وهي أخسهنّ (١) .

[ ١٤٣٦٨ ] ٤٢ ـ محمّد بن الحسن بإسناده عن موسى بن القاسم ، عن صفوان بن يحيى ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : الحاجّ حملانه وضمانه على الله ، فإذا دخل المسجد الحرام وكّل الله به ملكين يحفظان طوافه وصلاته وسعيه ، وإذا كان عشيّة عرفة ضربا على منكبه الأَيمن ويقولان له : يا هذا ، أمّا ما مضى فقد كفيته فانظر كيف تكون فيما تستقبل .

ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن يحيى بن إبراهيم ـ يعني : ابن أبي البلاد ـ ، عن أبيه ، عن معاوية بن عمّار مثله (١) .

[ ١٤٣٦٩ ] ٤٣ ـ وبهذا الإِسناد عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال

______________________

٤٠ ـ المحاسن : ٦٦ / ١٢٣ .

(١) في المصدر : وضع ملك يده بين .

٤١ ـ قرب الإِسناد : ٥١ .

(١) في المصدر : أحسنهن .

٤٢ ـ التهذيب ٥ : ٢١ / ٥٨ .

(١) المحاسن : ٦٣ / ١١٢ .

٤٣ ـ التهذيب ٥ : ٢١ / ٦٠ ، وأورد ذيله في الحديث ٧ من الباب ٤٣ من هذه الأبواب .

١٠٦

رسول لله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : الحجّ والعمرة ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد .

ورواه الصدوق مرسلاً (١) .

[ ١٤٣٧٠ ] ٤٤ ـ وبإسناده عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان بن يحيى ، والقاسم بن محمّد وفضالة بن أيّوب جميعاً ، عن الكناني قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يذكر الحجّ فقال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : هو أحد الجهادين ، وهو جهاد الضعفاء ونحن الضعفاء .

[ ١٤٣٧١ ] ٤٥ ـ وعنه ، عن ابن بنت إلياس ، عن الرضا ( عليه السلام ) قال : إنّ الحجّ والعمرة ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير الخبث من الحديد .

[ ١٤٣٧٢ ] ٤٦ ـ وعنه ، عن ابن أبي عمير ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : من مات في طريق مكّة ذاهباً أو جائياً أمن من الفزع الأكبر يوم القيامة .

ورواه الكليني عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير (١) .

وروى المفيد في ( المقنعة ) عدّة من الأَحاديث السابقة وجملة أخرى بمعناها (٢) .

[ ١٤٣٧٣ ] ٤٧ ـ محمّد بن مسعود العياشي ( في تفسيره ) عن إسحاق بن

______________________

(١) الفقيه ٢ : ١٤٣ / ٦٢٨ .

٤٤ ـ التهذيب ٥ : ٢٢ / ٦٤ .

٤٥ ـ التهذيب ٥ : ٢٢ / ٦٥ .

٤٦ ـ التهذيب ٥ : ٢٣ / ٦٨ .

(١) الكافي ٤ : ٢٦٣ / ٤٥ .

(٢) راجع المقنعة : ٦١ « الجوامع الفقهيّة » .

٤٧ ـ تفسير العياشي ٢ : ٢٨٩ / ٦٢ .

١٠٧

عمّار ، عن أبي إبراهيم ( عليه السلام ) قال : لا يملق حاجّ أبداً ، قلت : وما الإِملاق ، قال : قول الله : ( وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ) (١) .

[ ١٤٣٧٤ ] ٤٨ ـ وعنه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : الحاجّ لا يملق أبداً ، قلت : وما الإِملاق ؟ قال : الإِفلاس ، ثمّ قال : ( وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ) (١) .

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٣) .

٣٩ ـ باب استحباب الحج بالمؤمنين

[ ١٤٣٧٥ ] ١ ـ محمّد بن علي بن الحسين في ( الخصال ) وفي ( عيون الأَخبار ) عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن سلمة بن الخطّاب ، عن أحمد بن علي ، عن الحسن بن علي الديلمي مولى الرضا ( عليه السلام ) قال : سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول : من حجّ بثلاثة من المؤمنين فقد اشترى نفسه من الله عزّ وجلّ بالثمن ، ولم يسأله من أين اكتسب ماله من حلال أو حرام .

______________________

(١) الإِسراء ١٧ : ٣١ .

٤٨ ـ تفسير العياشي ٢ : ٢٩٠ / ٦٣ .

(١) الأنعام ٦ : ١٥١ .

(٢) تقدم في الحديثين ٣ و ٥ من الباب ٢ من أبواب المواقيت ، وفي الحديث ٣٤ من الباب ١ من أبواب الصوم المندوب ، وفي الأبواب ١ و ٤ و ٥ من الأبواب .

(٣) يأتي في الأبواب ٤٠ ـ ٤٣ ومن ٤٥ ـ ٥١ من هذه الأبواب ، وفي الأحاريث ١ و ٢ و ٣ و ٦ من الباب ١ وفي الحديثين ١ و ٩ من الباب ٢ من أبواب آداب السفر .

الباب ٣٩ فيه حديث واحد

١ ـ الخصال : ١١٨ / ١٠٣ ، وعيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ١ : ٢٥٧ / ١٢ ، وأورده عن الفقيه في الحديث ١٦ من الباب ٤٥ من هذه الأبواب .

١٠٨

ورواه في ( الفقيه ) مرسلاً (١) .

قال الصدوق : يعني لم يسأل عما وقع في ماله من الشبهة ، ويرضى عنه خصماءه بالعوض .

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٣) .

٤٠ ـ باب وجوب الإِخلاص في نية الحج وبطلانه مع قصد الرياء

[ ١٤٣٧٦ ] ١ ـ محمّد بن علي بن الحسين في ( ثواب الأَعمال ) عن محمّد بن موسى بن المتوكّل ، عن محمّد بن جعفر (١) ، عن محمّد بن موسى بن عمران ، عن الحسين بن يزيد ، عن صندل الخادم (٢) ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : الحجّ حجّان : حجّ لله ، وحجّ للناس ، فمن حجّ لله كان ثوابه على الله الجنّة ، ومن حجّ للناس كان ثوابه على الناس يوم القيامة .

[ ١٤٣٧٧ ] ٢ ـ وبهذا الإِسناد عن الحسين بن يزيد ، عن عبدالله بن وضّاح ، عن سيف التمّار ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول : من حجّ يريد (١) الله عزّ وجلّ لا يريد به رياء ولا سمعة غفر الله له البتّة .

______________________

(١) الفقيه ٢ : ١٣٩ / ٦٠٦ .

(٢) تقدم في الحديث ١ من الباب ١٧ من هذه الأبواب .

(٣) يأتي في الحديث ٢ من الباب ١ من أبواب النيابة .

الباب ٤٠ فيه حديثان

١ ـ ثواب الأعمال : ٧٤ / ١٦ .

(١) ( عن محمد بن جعفر ) : ليس في المصدر .

(٢) في المصدر : مندل الخادم .

٢ ـ ثواب الأعمال : ٧٤ / ١٧ .

(١) في نسخة : يريد به ( هامش المخطوط ) .

١٠٩

وعن أبيه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن سهل بن زياد ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) وذكر مثله (٢) .

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك في مقدّمة العبادات (٣) وغيرها (٤) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٥) .

٤١ ـ باب استحباب اختيار الحج المندوب على غيره من العبادات المندوبة إلّا ما استثنى

[ ١٤٣٧٨ ] ١ ـ محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان ، عن العلاء ، عن محمّد بن مسلم ، عن أحدهما ( عليهما السلام ) قال : ودّ من في القبور لو أنّ له حجّة واحدة بالدنيا وما فيها .

ورواه الصدوق مرسلاً عن الصادق ( عليه السلام ) (١) .

[ ١٤٣٧٩ ] ٢ ـ محمّد بن يعقوب ، عن أبي علي الأَشعري ، عن محمّد بن عبدالجبّار ، عن صفوان بن يحيى ، ( عن عبدالله بن سنان ) (١) عن عبدالله بن يحيى الكاهلي قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : ويذكر الحج

______________________

(٢) ثواب الأعمال : ٧٠ / ٢ .

(٣) تقدم في الأبواب ٨ و ١١ و ١٢ من أبواب مقدمة العبادات .

(٤) تقدم في الحديث ١٩ من الباب ١ من أبواب المواقيت .

(٥) يأتي في الحديث ٢٢ من الباب ٤٩ من أبواب جهاد النفس .

الباب ٤١ فيه ٧ أحاديث

١ ـ التهذيب ٥ : ٢٣ / ٦٧ ، وأورده في الحديث ١٢ من الباب ٤٢ من هذه الأبواب .

(١) الفقيه ٢ : ١٤٥ / ٦٤٠ .

٢ ـ الكافي ٤ : ٢٥٣ / ٧ ، وأورد قطعة منه في الحديث ٣ من الباب ١٠ من أبواب أعداد الفرائض .

(١) مابين القوسين ليس في الكافي المطبوع .

١١٠

فقال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : هو أحد الجهادين ، هو جهاد الضعفاء ونحن الضعفاء ، أما إنّه ليس شيء أفضل من الحجّ إلّا الصلاة ، وفي الحجّ ههنا صلاة ، وليس في الصلاة قبلكم حجّ ، لا تدع الحجّ وأنت تقدر عليه أما ترى أنّه يشعث فيه رأسك ويقشف (٢) فيه جلدك ، وتمتنع فيه من النظر إلى النساء ، وإنّا نحن ههنا ونحن قريب ولنا مياه متّصلة ما نبلغ الحجّ حتى يشق علينا ، فكيف أنتم في بعد البلاد ، وما من ملك ولا سوقة يصل إلى الحج إلّا بمشقة في تغيير مطعم أو مشرب ، أو ريح أو شمس لا يستطيع ردّها ، وذلك قوله عزّ وجلّ : ( وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَىٰ بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ ) (٣) .

ورواه الصدوق في ( العلل ) عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان وفضالة ، عن القاسم بن محمّد ، عن الكاهلي مثله (٤) .

[ ١٤٣٨٠ ] ٣ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابنا ، عمر بن يزيد قال . سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : حجّة أفضل من سبعين رقبة لي (١) ، قلت : ما يعدل الحجّ شيء ؟ قال : ما يعدله شيء ، والدرهم في الحجّ أفضل من ألفى ألف (٢) فيما سواه في سبيل الله . . . الحديث .

[ ١٤٣٨١ ] ٤ ـ وعن محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، وعن

______________________

(٢) القشف : قذر الجلد ، ورثاثة الهيئة وسوء الحال . ( القاموس المحيط ـ قشف ـ ٣ : ١٨٥ ) .

(٣) النحل ١٦ : ٧ .

(٤) علل الشرائع : ٤٥٧ / ٢ .

٣ ـ الكافي ٤ : ٢٦٠ / ٣١ ، وأورده بتمامه في الحديث ٣ من الباب ٤٣ من هذه الأبواب .

(١) كلمة ( لي ) : ليس في المصدر .

(٢) في المصدر زيادة : درهم .

٤ ـ الكافي ٤ : ٢٦٢ / ٤١ .

١١١

علي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعاً ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ما من سفر أبلغ في لحم ولا دم ولا جلد ولا شعر من سفر مكّة ، وما أحد يبلغه حتى تناله المشقّة .

[ ١٤٣٨٢ ] ٥ ـ محمّد بن علي بن الحسين قال : روي أنّ الحجّ أفضل من الصلاة والصيام ، لأَنّ المصلّي إنّما يشتغل عن أهله ساعة ، وإن الصائم يشتغل عن أهله بياض يوم ، وإنّ الحاجّ يشخص (١) بدنه ، ويضحى نفسه وينفق ماله ، ويطيل الغيبة عن أهله لا في مال يرجوه ولا إلى تجارة (٣) .

[ ١٤٣٨٣ ] ٦ ـ قال : وروي أنّ صلاة فريضة خير من عشرين حجّة وحجّة خير من بيت مملوء ذهباً يتصدّق منه (١) حتى يفنى .

قال الصدوق : هذان الحديثان متّفقان ، وذلك أنّ الحجّ فيه صلاة ، والصلاة ليس فيها حجّ ، فالحجّ بهذا الوجه أفضل من الصلاة ، وصلاة فريضة أفضل من عشرين حجّة مجرّدة عن الصلاة .

[ ١٤٣٨٤ ] ٧ ـ وفي ( العلل ) عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان ، عن سيف التمار ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : كان أبي يقول : الحجّ أفضل من الصلاة والصيام ، وذكر مثله ، وزاد : وكان أبي يقول : وما أفضل من رجل يقود بأهله والناس وقوف بعرفات يميناً وشمالاً ، يأتي بهم الفجاج (١) ، فيسأل الله بهم .

______________________

٥ ـ الفقيه ٢ : ١٤٣ / ٦٢٦ .

(١) في المصدر : ليشخص .

(٢) في المصدر زيادة : للدنيا .

٦ ـ الفقيه ٢ : ١٤٣ / ٦٢٧ ، وأورده في الحديث ٤ من الباب ١٠ من أبواب أعداد الفرائض .

(١) في نسخة : يتصدق به ( هامش المخطوط ) .

٧ ـ علل الشرائع : ٤٥٦ / ١ .

(١) في المصدر : يأتي بهم الحج .

١١٢

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٣) ، وعلى استثناء بعض العبادات (٤) .

٤٢ ـ باب استحباب اختيار الحج المندوب على الصدقة بنفقته وبأضعافها ، وعدم اجزاء الصدقة عن الحج الواجب

[ ١٤٣٨٥ ] ١ ـ محمّد بن الحسن بإسناده عن موسى بن القاسم ، عن صفوان وابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) أنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) لقيه أعرابي فقال له : يا رسول الله ، إنّي خرجت أريد الحجّ ففاتني وأنا رجل ممّيل (١) ، فمرني أن أصنع في مالي ما أبلغ به مثل أجر الحاجّ ، فالتفت إليه رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) فقال : انظر إلى أبي قبيس فلو أنّ أبا قبيس لك ذهبة حمراء أنفقته في سبيل الله ما بلغت (٢) ما يبلغ الحاجّ ، ثمّ قال : إنّ الحاجّ إذا أخذ في جهازه لم يرفع شيئاً ولم يضعه إلّا كتب الله له عشر حسنات ، ومحا عنه عشر سيّئات ، ورفع له عشر درجات ، فإذا ركب بعيره لم يرفع خفّاً ولم يضعه إلّا كتب الله له مثل ذلك ، فإذا طاف بالبيت خرج من ذنوبه ، فإذا سعى بين الصفا والمروة خرج من ذنوبه ، فإذا وقف

______________________

(٢) تقدم في الباب ٣٢ من هذه الأبواب ، وفي الباب ١ من أبواب مقدمة العبادات .

(٣) يأتي في الأبواب ٤٢ و ٤٣ و ٤٤ من هذه الأبواب .

(٤) يأتي في الحديث ١٧ من الباب ٤٢ من هذه الأبواب .

ويأتي ما يدل على استحباب اختيار زيارة الحسين ( عليه السلام ) على الحج والعمرة المندوبين في الباب ٤٥ وعلى جميع الأعمال في الباب ٦٥ من أبواب المزار .

الباب ٤٢ فيه ١٧ حديثاً

١ ـ التهذيب ٥ : ١٩ / ٥٦ .

(١) في نسخة : ميّل ( هامش المخطوط ) .

الميّل : الرجل الكثير المال . ( القاموس المحيط ـ مول ـ ٤ : ٥٢ ) .

(٢) في نسخة زيادة : به ( هامش المخطوط ) .

١١٣

بعرفات خرج من ذنوبه ، فإذا وقف بالمشعر الحرام خرج من ذنوبه ، فإذا رمى الجمار خرج من ذنوبه ، قال : فعد رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) كذا وكذا موقفا إذا وقفها الحاج خرج من ذنوبه ، ثمّ قال : أنّى لك أن تبلغ ما يبلغ الحاج ، قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ولا تكتب عليه الذنوب أربعة أشهر وتكتب له الحسنات إلّا أن يأتي بكبيرة .

ورواه المفيد في ( المقنعة ) مرسلاً واقتصر على صدره (٣) .

[ ١٤٣٨٦ ] ٢ ـ وعنه عن صفوان ، عن عبدالله بن مسكان ، عن إسماعيل بن جابر ، عن أبي بصير ، وعن إسحاق بن عمّار ، عن أبي بصير ، وعثمان بن عيسى ، عن يونس بن ظبيان كلّهم عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : صلاة فريضة أفضل من عشرين حجّة ، وحجّة خير من بيت من ذهب يتصدّق به حتّى لا يبقى منه شيء .

[ ١٤٣٨٧ ] ٣ ـ وعنه ، عن صفوان ، وابن أبي عمير ، عن نصر بن كثير (١) ، عن أبي بصير قال سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : درهم في الحجّ أفضل من ألفي ألف درهم (٢) فيما سوى ذلك من سبيل الله .

[ ١٤٣٨٨ ] ٤ ـ وعنه ، عن ابن أبي عمير ، عن حمّاد ، عن الحلبي قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن امرأة أوصت أن ينظر قدر ما يحجّ به فسأل فإن كان الفضل أن يوضع في فقراء ولد فاطمة ( عليها السلام ) وضع فيهم ، وإن كان الحجّ أفضل حجّ به عنها ، فقال : إن كان عليها حجّة

______________________

(٣) المقنعة : ٦١ .

٢ ـ التهذيب ٥ : ٢١ / ٦١ ، وأورد صدره في الحديث ٩ وتمامه بطريق آخر في الحديث ٤ من الباب ١٠ من أبواب أعداد الفرائض .

٣ ـ التهذيب ٥ : ٢٢ / ٦٢ .

(١) في نسخة : نصر بن كثير ( هامش المخطوط ) .

(٢) كلمة ( درهم ) : ليس في المصدر .

٤ ـ التهذيب ٥ : ٤٤٧ / ١٥٥٩ .

١١٤

مفروضة فليجعل ما أوصت به في حجها (١) أحبّ إليّ من أن يقسم في فقراء ولد فاطمة ( عليها السلام ) .

[ ١٤٣٨٩ ] ٥ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن زكريّا المؤمن ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : درهم تنفقه في الحجّ أفضل من عشرين ألف درهم تنفقها في حقّ .

[ ١٤٣٩٠ ] ٦ ـ وعنه ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال ، عن يونس بن يعقوب ، عن خاله عبدالله بن عبدالرحمٰن ، عن سعيد السمّان ، أنّه قال لأبي عبدالله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ أيّهما أفضل ، الحجّ أو الصدقة ؟ فقال : ما أحسن الصدقة ثلاث مرّات ، قال : قلت : أجل ، فأيّهما أفضل ؟ قال : ما يمنع أحدكم من أن يحجّ ويتصدّق ؟ قال : قلت : ما يبلغ ماله ذلك ولا يتّسع ، قال : إذا أراد أن ينفق عشرة دراهم في شيء من سبب الحجّ أنفق خمسة وتصدّق بخمسة ، أو قصّر في شيء من نفقته في الحجّ فيجعل ما يحبس في الصدقة فإنّ له في ذلك أجراً ، قال : قلت : هذا لو فعلناه لاستقام ، قال : ثمّ قال : وأنّى له مثل الحجّ ؟ فقالها ثلاث مرّات ، إنّ العبد ليخرج من بيته فيعطى قسماً حتى إذا أتى المسجد الحرام طاف طواف الفريضة ، ثمّ عدل إلىٰ مقام إبراهيم ( عليه السلام ) فصلّى ركعتين ، فيأتيه ملك فيقف عن يساره ، فإذا انصرف ضرب بيده على كتفه فيقول : يا هذا ، أمّا ما (١) مضى فقد غفر لك ، وأمّا ما تستقبل فخذ (٢) .

______________________

(١) في المصدر : حجّتها .

٥ ـ الكافي ٤ : ٢٥٥ / ١٥ .

٦ ـ الكافي ٤ : ٢٥٧ / ٢٣ ، وأورد قطعة منه في الحديث ٣ من الباب ٥٣ من هذه الأبواب .

(١) في نسخة : ما قد ( هامش المخطوط ) .

(٢) في نسخة : فجد ( هامش المخطوط ) .

١١٥

[ ١٤٣٩١ ] ٧ ـ وعن علي ، عن أبيه وعن محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمّار قال : قال : لمّا أفاض رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) تلقّاه أعرابي بالأَبطح فقال : يا رسول الله ، إنّي خرجت أريد الحجّ ففاتني وأنا رجل مئل (١) ، يعني كثير المال ، فمرني أصنع في مالي ما أبلغ به ما يبلغ به الحاجّ ، فالتفت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) إلى أبي قبيس فقال : لو أنّ أبا قبيس لك زنته ذهبة حمراء أنفقته في سبيل الله ما بلغت (٢) ما بلغ الحاج .

ورواه الصدوق مرسلاً نحوه (٣) .

ورواه في ( ثواب الأعمال ) عن حمزة بن محمّد ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن صفوان وابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) نحوه (٤) .

[ ١٤٣٩٢ ] ٨ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن علي بن أبي حمزة ، عن إبراهيم بن ميمون قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : إنّي أحجّ سنة وشريكي سنة قال : ما يمنعك من الحجّ يا إبراهيم ؟ قلت : لا أتفرّغ لذلك جعلت فداك ، أتصدّق بخمسمائة مكان ذلك قال : الحج أفضل ، قلت : ألف ؟ قال : الحجّ أفضل ، قلت : ألف وخمسمائة ؟ قال : الحجّ أفضل ، قلت : ألفين ؟ قال : في ألفيك طواف البيت ؟ قلت : لا ، قال : أفي ألفيك سعي

______________________

٧ ـ الكافي ٤ : ٢٥٨ / ٢٥ .

(١) في نسخة : مليء ( هامش المخطوط ) .

(٢) في نسخة زيادة : به ( هامش المخطوط ) .

(٣) الفقيه ٢ : ١٤٥ / ٦٣٦ .

(٤) ثواب الأعمال : ٧٢ / ٨ .

٨ ـ الكافي ٤ : ٢٥٩ / ٢٩ .

١١٦

بين الصفا والمروة ؟ قلت : لا ، قال : أفي ألفيك وقوف بعرفة ؟ قلت لا ، قال : أفي ألفيك رمي الجمار ؟ قلت : لا ، قال : أفي ألفيك المناسك ؟ قلت : لا ، قال : الحجّ أفضل .

[ ١٤٣٩٣ ] ٩ ـ وعن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حسين الأَحمسي ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : حجّة خير من بيت مملوء ذهباً يتصدّق به حتّى يفنى .

[ ١٤٣٩٤ ] ١٠ ـ محمّد بن علي بن الحسين قال : قال الصادق ( عليه السلام ) : من أنفق درهماً في الحجّ كان خيراً من مائة ألف درهم ينفقها في حق .

[ ١٤٣٩٥ ] ١١ ـ قال : وروي أنّ درهماً في الحجّ خير من ألف ألف درهم في غيره ، ودرهم يصل إلى الإِمام مثل ألف ألف درهم في حجّ .

[ ١٤٣٩٦ ] ١٢ ـ قال : وقال الصادق ( عليه السلام ) : ودّ من في القبور لو أنّ له حجّة بالدنيا وما فيها .

[ ١٤٣٩٧ ] ١٣ ـ وروي أنّ درهماً في الحجّ أفضل من ألفي ألف فيما سواه في سبيل الله .

[ ١٤٣٩٨ ] ١٤ ـ وفي ( العلل ) عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد ، عن ربعي ، عن عبدالرحمن أبي عبدالله قال : قلت لأَبي عبدالله ( عليه السلام ) : إنّ ناساً من

______________________

٩ ـ الكافي ٤ : ٢٦٠ / ٣٢ .

١٠ ـ الفقيه ٢ : ١٤٥ / ٦٣٧ .

١١ ـ الفقيه ٢ : ١٤٥ / ٦٣٨ .

١٢ ـ الفقيه ٢ : ١٤٥ / ٦٤٠ ، وأورده في الحديث ١ من الباب ٤١ من هذه الأبواب .

١٣ ـ الفقيه ٢ : ١٤٥ / ٦٣٩ .

١٤ ـ علل الشرائع : ٤٥٢ / ١ ، وأورده بتمامه في الحديث ٨ من الباب ٤ من هذه الأبواب .

١١٧

القصّاص يقولون : إذا حجّ رجل حجّة ثمّ تصدّق ووصل كان خيراً له ، فقال : كذبوا . . . الحديث .

[ ١٤٣٩٩ ] ١٥ ـ وفي ( ثواب الأعمال ) عن حمزة بن محمّد ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن صفوان بن يحيى ، ومحمّد بن أبي عمير ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : الحاجّ يصدرون على ثلاثة أصناف : صنف يعتقون (١) من النار ، وصنف يخرج من ذنوبه كهيئة يوم ولدته أُمّه ، وصنف يحفظه (٢) أهله وماله ، فذلك أدنى ما يرجع به الحاجّ (٣) .

[ ١٤٤٠٠ ] ١٦ ـ أحمد بن أبي عبدالله البرقي في ( المحاسن ) عن عمرو بن عثمان ، عن حسين بن عمرو ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : لو كان لأَحدكم مثل أبي قبيس ذهب ينفقه في سبيل الله ما عدل الحجّ ، ولدرهم ينفقه الحاجّ يعدل ألفي ألف درهم في سبيل الله .

[ ١٤٤٠١ ] ١٧ ـ جعفر بن محمّد بن قولويه في ( المزار ) عن محمّد بن الحسن ، عن الصفّار ، عن العبّاس بن معروف ، عن عبدالله بن عبدالرحمٰن الأَصم ، عن جدّه (١) قال : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : أيّما أفضل ، الحجّ أو الصدقة ؟ فقال : هذه مسألة فيها مسألتان ، قال : كم المال ؟ يكون ما يحمل صاحبه إلى الحجّ ؟ قال : قلت : لا ، قال إذا كان مالاً يحمل إلى الحجّ

______________________

١٥ ـ ثواب الأعمال : ٧٢ / ٩ ، وأورده في الحديث ٢ من الباب ٣٨ من هذه الأبواب .

(١) في المصدر : يعتنق .

(٢) في المصدر : يحفظ .

(٣) هذا الحديث لم يرد في نسختنا الخطية .

١٦ ـ المحاسن : ٦٤ / ١١٤ .

١٧ ـ كامل الزيارات : ٣٣٥ .

(١) في نسخة : حيدرة ( هامش المخطوط ) .

١١٨

فالصدقة لا تعدل الحجّ ، الحجّ أفضل ، وإن كانت لا تكون إلّا القليل فالصدقة قلت : فالجهاد ؟ قال : الجهاد أفضل الأَشياء بعد الفرائض في وقت الجهاد ، ولا جهاد إلّا مع الإِمام . . . الحديث .

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٣) وتقدّم ما يدلّ على أنّ بعض أفراد الصدقة أفضل من الحجّ (٤) .

٤٣ ـ باب استحباب اختيار الحج المندوب على العتق

[ ١٤٤٠٢ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال لي إبراهيم بن ميمون : كنت جالساً عند أبي حنيفة فجاء رجل فسأله فقال : ما ترى في رجل قد حجّ حجّة الإِسلام ، الحجّ أفضل أم يعتق رقبة ؟ قال : لا ، بل يعتق رقبة ، فقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : كذب والله وأثم ، لحجّة أفضل من عتق رقبة ورقبة ورقبة ، حتى عد عشراً ثمّ قال : ويحه في أيّ رقبة طواف بالبيت ، وسعي بين الصفا والمروة ، والوقوف بعرفة ، وحلق الرأس ، ورمي الجمار ؟ ولو كان كما قال لعطّل الناس الحجّ ، ولو فعلوا كان ينبغي للإِمام أن يجبرهم على الحجّ ، إن شاؤوا وإن أَبوا ، فإن هذا البيت إنّما وضع للحجّ .

______________________

(٢) تقدم في الباب ٤١ من هذه الأبواب .

(٣) يأتي في الحديث ٣ من الباب ٤٣ من هذه الأبواب .

(٤) تقدم في الحديث ١ من الباب ٢ من أبواب الصدقة .

ويأتي ما يدلّ علىٰ أن قضاء حاجة امرىء مؤمن أفضل من الحج في الحديث ١١ من الباب ٤ من أبواب الطواف .

الباب ٤٣ فيه ٩ أحاديث

١ ـ الكافي ٤ : ٢٥٩ / ٣٠ ، وأورد ذيله في الحديث ١ من الباب ٥ من هذه الأبواب .

١١٩

ورواه الشيخ بإسناده عن الحسين بن سعيد نحوه (١) .

[ ١٤٤٠٣ ] ٢ ـ وعنهم ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن خلف بن حمّاد (١) ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : لئن أحجّ حجّة أحبّ إليّ من أن أعتق رقبة ورقبة ورقبة ، حتّى انتهى إلى عشرة ، ومثلها ومثلها حتى انتهى إلى سبعين . . . الحديث .

ورواه الصدوق في ( ثواب الأَعمال ) كما مرّ في أحاديث الصدقة (٢) .

[ ١٤٤٠٤ ] ٣ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابه ، عن عمر بن يزيد قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : لحجّة أفضل من عتق سبعين رقبة ، فقلت : ما يعدل الحجّ شيء ؟ قال : ما يعدله شيء ، ولدرهم في الحجّ أفضل من ألفي ألف درهم فيما سواه من سبيل الله ، ثمّ قال : خرجت على نيّف وسبعين بعيراً وبضع عشرة دابّة ولقد اشتريت سوداً اكثّر بها العدد ، ولقد آذاني أكل الخلّ والزيت حتى أنّ حميدة أمرت بدجاجة فشويت لي فرجعت إليَّ نفسي .

[ ١٤٤٠٥ ] ٤ ـ محمّد بن علي بن الحسين قال : روي أن حجّة واحدة أفضل من عتق سبعين رقبة .

[ ١٤٤٠٦ ] ٥ ـ وفي ( ثواب الأعمال ) عن أبيه ، عن عبدالله بن جعفر

______________________

(١) التهذيب ٥ : ٢٢ / ٦٦ .

٢ ـ الكافي ٤ : ٢ / ٣ .

(١) في المصدر زيادة : عن إسماعيل الجوهري .

(٢) مرّ في الحديث ١ من الباب من أبواب الصدقة .

٣ ـ الكافي ٤ : ٢٦٠ / ٣١ ، وأورد صدره في الحديث ٣ من الباب ٤١ من هذه الأبواب .

٤ ـ الفقيه ٢ : ١٤٥ / ٦٣٥ .

٥ ـ ثواب الأعمال : ٧٢ / ١٠ .

١٢٠