الفرقان في تفسير القرآن بالقرآن والسنّة - ج ١٢

الشيخ محمد الصادقي

الفرقان في تفسير القرآن بالقرآن والسنّة - ج ١٢

المؤلف:

الشيخ محمد الصادقي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: انتشارات فرهنگ اسلامى
المطبعة: اسماعيليان
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٠

بتحفة سقاه من ماء زمزم» (١).

(الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ (٢٠) يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ (٢١) خالِدِينَ فِيها أَبَداً إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) (٢٢).

تتمة من المواصفات للمفضّلين على سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام ، وهنا (أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ) بالنسبة لمن دونهم من المؤمنين حقيقة التفضيل ، ولغير المؤمنين مجارات في التفضيل ، أن لو كانت مجرد السقاية والعمارة فضلا فهؤلاء المؤمنون هم (أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ) الذي تسقون حاجّه وتعمّرون بيته ، ففي مثلث المتحملات بين الإيمان وشروطه وغير الإيمان هو أعظم من سواه ، دون مساوات فضلا عن تفضيل اللّاإيمان على الإيمان ، ثم الإيمان الأكمل أفضل من سواه مهما حمل سواه من فضائل متخيلة.

وهنا «رحمة ورضوان» قبل وقبال «جنات» تدل أنهما فوق هذه الجنات ، فهي جنات معرفية «رحمة» لنا منا بفضل الله ، وأخرى روحية من الله فينا «رضوان» (وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (٩ : ٧٢) (قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ) (٣ : ١٥).

ذلك ، فهنا «رضوان» بعد «رحمة» هو أفضل مصاديق الرحمة الطليقة ، فالمعرفة هي سبيل الرضوان ، فهو أصل الرحمة وأثافيّها ، وهنا المعرفة للعبودية والعبودية هي سبيل الرضوان (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ). ثم و (خالِدِينَ فِيها) تعم هذه الثلاثة وبقمّتها «رضوان» من الله.

وهنا (نَعِيمٌ مُقِيمٌ) هو قضية فضله تعالى ، فليس العذاب ـ إذا ـ

__________________

(١) المصدر أخرج أبو نعيم عن ابن عباس أن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) :

٣٨١

مقيما لأنه قضية عدله حيث : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها).

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آباءَكُمْ وَإِخْوانَكُمْ أَوْلِياءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)(٢٣).

فإنما الولاية هي ولاية الله بكل أبعادها اللائقة بالله ، ثم وفي سبيل ومرضاته ولاية أولياء الله ، وقضية الإيمان بالله أن (لا تَتَّخِذُوا آباءَكُمْ وَإِخْوانَكُمْ أَوْلِياءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمانِ) فولايتهم أولاء انتقاض للإيمان أو انتقاص من الإيمان (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) المنتقضون الإيمان ، أو المنتقصون من الإيمان.

وهنا (إِنِ اسْتَحَبُّوا) تعم إلى كفارهم منافقيهم حيث الاستحباب لا يعني مقولة اللفظ فقط ، بل هو مقولة القلب ثم القالب له مظهر ، فاستحباب الكفر في ثالوثه أم ضلع من أضلاعه استحباب ، مهما كان الجمع أغلظ ، فإنه للإيمان أرفض.

وليس فقط «لا تتخذوا أولياء» بل وحاربوهم على ولاية الله كما تحاربون سائر الكفار دون تمييز ، وكما يروى عن الإمام علي (عليه السلام): «ولقد كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نقتل آبائنا وأبناءنا وإخواننا وأعمامنا ما يزيدنا ذلك إلا إيمانا وتسليما ومضيا على اللقم وصبرا على مضض الألم وجدا على جهاد العدو» (١).

أجل وفي مسرح الإيمان بآصرة القلب الواعي تتقلب سائر الأواصر من الدم والنسب والحسب ، وتبطل ولاية القرابة في أسرة وسواها ، فلله الولاية الأولى وعلى هامشها ولاية أولياء الله ، قدر ما قدره الله ، بعيدة عن ولاية الله نفسه حيث هي تخصه ربوبية ، كما ولاية الخلق تخصهم عبودية دونما خلط ولا غلط.

(قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ

__________________

(١) نهج البلاغة للسيد الشريف الرضى عنه (عليه السلام).

٣٨٢

وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ)(٢٤).

رغبات ثمان تعرض بمسرح الحب أمام الله ورسوله وجهاد في سبيله ، فقضية الإيمان هي أن الأحب إلى صاحبه هو الله أصيلا ، ثم الرسول فصيلا لرسالته عن الله ، و (جِهادٍ فِي سَبِيلِهِ) وسيلا وصيلا لمرضاته.

فمخمس «آباءكم ـ أبناءكم ـ إخوانكم ـ أزواجكم ـ عشيرتكم» يحلّق على كافة الصّلات النسبية والسببية أماهيه من صلات حيوية ، فإن «آباءكم» تشمل الوالدين ، بل والأعمام والأخوال والعمات والخالات ، و «أبناءكم» تشمل البنات إلى الأولاد والأحفاد منهما أو أحدهما ، و «أزواجكم» تشمل إلى البعولة الزوجات في مثلثة الزواجات دائمة ومنقطعة وأمة ، ثم «وعشيرتكم» تعم كل الوصائل والفصائل البعيدة نسبيا وسببيا وودّيا.

ومثلث (أَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها ـ وَتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها ـ وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها) تعم كافة الرغبات المالية ، حاضرة ك (أَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها) ومستحضرة لمستقبل : (تِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها) ثم أمكنة لكم بمن يتصلون بكم ، أم لأموالكم ، أم لتجاراتكم : (وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها).

فقد حلّقت تلك الثمانية على كل الرغبات الحيوية لنا حيث نعيشها ونعيّش بها ، ونحن في وسط بينها أن نبصر إليها دون نفاذ عنها إلى مرضات الله فتعمينا : (فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) أو أن نبصر بها فتبصّرنا فإيمانا بالله وهجرة في الله وجهادا في سبيل الله ، وعلى حد المروي عن الإمام علي (عليه السلام) بشأن الدنيا و «من أبصر بها بصرته ومن أبصر إليها أعمته».

هناك في حقل الولاية المحظورة يذكر فقط «الآباء والإخوان» دون البقية المذكورة هنا ، لأنهما ـ فقط ـ مسرح الولاية والنفاذ في أمور

٣٨٣

الإنسان دون الملحقين به العائشين على هامشه ، وهنا في حقل الحب يأتي دور البقية مع الآباء والإخوان.

ولأن الحب الأعلى هو للأغلى فليكن الله ورسوله أحب إلى المؤمن حتى من نفسه فضلا عما سواها ، فحين يقول عمر : والله لأنت يا رسول الله أحب إلي من كل شيء إلّا من نفسي ـ يجيبه : «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه» (١).

ولأن الحب ليس إلّا نحو الكمال فالمحبوب ـ إذا ـ ليس إلا الكمال بمن يحمله ، فالأحب هو الأكمل ، ففي مثلث حب الإنسان نفسه ، وسواها من خلق ، وربه ، لا ميزان لأصله ولا فصله إلا أصل الكمال وأكمله ، إذا فحب من سوى الله أو ما سواه دونه إلحاد حادّ ، ثم كون غير الله أحب إليك من الله إلحاد وسط بإشراك ، ومن ثم التسوية في الحب بين الله وسواه إشراك خالص ، والتوحيد هو أن يكون الله أحب إليك مما سواه ، ولكلّ دركات ولتوحيد الحب درجات (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) (٢ : ١٦٥) قالا وحالا وأعمالا ، والتوحيد الحق في حب الله هو أن لا تحب إلّا إياه ، ثم تحب ممن سواه من يحبه الله فتحبه في حب الله قدره ، وأدنى درجات حب الله هو الرجاحة القلبية لحبه على من سواه ، فالرجاحة العملية لحب من سواه أو ما سواه ضعف في مظهر الإيمان ، كاشفا عن ضعفه في القلب.

ولأن المؤمنين بصورة طليقة تشمل إلى المعصومين العدول والفساق الذين دخل الإيمان في قلوبهم ، والذين أسلموا ولمّا يدخل الإيمان في قلوبهم ، بل والمنافقين ، فالتنديد هنا موجه أولا إلى الأخيرين ، حيث المنافق يحب غير الله أكثر منه علما وتقصيرا ، والمسلم الساذج قبله يحب هكذا قصورا عن تقصير وجهالة ، ثم إلى فساق المؤمنين حيث الفسق عمليا

__________________

(١) الدر المنثور ٣ : ٢٢٣ ـ أخرج أحمد والبخاري عن عبد الله بن هشام قال كنا مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب فقال : والله فقال (صلّى الله عليه وآله وسلم) : لا يؤمن.

٣٨٤

ترجيح لغير الله على الله في المظهر ، كاشفا عن ضعف الإيمان.

ومحور التنديد في مراتب الحب هنا أن يكون غير الله أحب إليك منه ، لا لأن التسوية غير محظورة ، وإنما لعناية مظاهر الحب بين الله وما سواه ، حيث الفسوق عمليا هو مظهر من مظاهر الترجيح لغير الله على الله ، وأما الحب قلبيا فأقل درجاته في حقل الإيمان أقل رجاحة لحب الله على ما سواه ومن ثم درجات إلى حب العصمة وعصمة الحب.

ذلك ف «من الإيمان كون الله ورسوله أحب إلى المرء من سواهما» (١) تقديما لحب الله وعلى ضوءه حب النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) وهكذا يكون «حب النبي من الإيمان» (٢).

ذلك حب الله أصالة وحب رسوله رسالة ، ومن لزامات ثاني الحبين حب الأئمة من أهل بيته (عليهم السلام) وكما يروى عنه متواترا : «عنوان صحيفة المؤمن حب علي»(٣)«حب علي براءة من النار» (٤) و «من مات على حب آل محمد مات شهيدا» (٥) «أساس الإسلام حبي وحب أهل بيتي» (٦).

وهذه الآية تنديدة شديدة مديدة بهؤلاء الذين ظلوا بعد الفتح بمكة

__________________

(١) مفتاح كنوز السنة نقلا عن بخ ـ ك ٢ ب ٩ و ١٤ ، ك ٧٨ ب ٤٢ ، ك ٨٩ ب ١ ، ك ٩٣ ب ١٠ ، مس ـ ك ١ ح ٦٦ ـ ٦٨ ، ك ٤٥ ح ١٦١ ـ ١٦٥ ، تر ـ ك ٣٨ ب ١٠ ، ك ٣٤ ب ٥٠ ، نس ـ ك ٤٨ ب ٢ ـ ٤ ، حم ـ ثالث ص ١٧٢ و ١٧٤ و ١٩٢ و ٢٠٠ و ٢٠٢ و ٢٠٧ و ٢٠٨ و ٢١٣ و ٢٢٦ و ٢٢٧ و ٢٢٨ و ٢٣٠ و ٢٥٥ و ٢٧٥ و ٢٧٦ و ٢٧٨ و ٢٨٣ و ٢٨٨ ط ـ ح ٢١٣١.

(٢) المصدر نقلا عن بخ ـ ك ٢ ب ٨ ، ك ٨٩ ب ١ ، ك ٩٣ ب ١٠ ، مس ـ ك ١ ح ٦٦ ـ ٧٠ ، تر ـ ك ٣٤ ب ٥٠ ك ٣٨ ب ١٠ ، نس ـ ك ٤٦ ب ٣ ـ ٤ و ١٩ و ٢٠ ، مى ـ ك ٢٠ ب ٢٩ ، حم ـ ثالث ص ١٧٢ و ١٧٤ و ١٧٧ و ١٩٢ و ٢٠٠ و ٢٠٢ و ٢٠٧ و ٢٠٨ و ٢١٣ و ٢٢٦ و ٢٢٧ و ٢٢٨ و ٢٣٠ و ٢٥٥ و ٢٧٥ و ٢٧٦ و ٢٧٨ و ٢٨٣ و ٢٨٨ ، رابع ص ٢٣٣ و ٢٣٦ ، خامس ص ١٧٠ و ٢٣٣ و ٢٣٦ و ٢٩٣ ط ـ ح ٢١٣١.

(٣ ، ٤ ، ٥ ، ٦). هي متواترة في عشرات من الروايات عن الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) كما في ملحقات إحقاق الحق فليراجع.

٣٨٥

مصلحية الحفاظ على أموالهم وأهليهم خوف تهدّرهما رغم التهدّر من دينهم واستمرارية السلطة المشركة عليهم.

ذلك ، ثم «لا تجعلن أكثر شغلك بأهلك وولدك ، فإن يكن أهلك وولدك أولياء الله فإن الله لا يضيع أولياءه ، وإن يكونوا أعداء الله فما همك وشغلك بأعداء الله» (١).

وهنا سير تنازلي في الولاية أمام الله ، ألّا تولوا الكافرين من هؤلاء ، ثم لا يكونوا أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله وإن كانوا مؤمنين ، فالآية السابقة للأولى ، والأخرى للأخرى ، توحيدا وطيدا لولاية الله ورسوله وحبه والجهاد في سبيله ، تفضيلا فضيلا له على من سواه من نفس أو نفيس ، فإن كل متعلق دون الله نحيس بخيس.

ثم (فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ) توعيد بمن يحب غير الله أكثر من الله مهما كان مؤمنا ، فضلا عن حب الكافرين من الأقارب أو تولّيهم فإنهم ـ إذا ـ حيّات وعقارب.

و «أمره» المتوعد هنا يعم أمر الحياة لهم إلى أن يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) (٥ : ٥٤) (وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ) (٩ : ٣٩).

ومن هؤلاء ـ إلى الذين يأتون في آخر الزمان ـ هم الذين فتح الله بهم مكة المكرمة ، فحين لم يهاجر جماعة من المؤمنين إلى المدينة تحببا إلى أموالهم وأهليهم وتحفظا عليهم فليتربصوا (حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ) بمن يفتح الله بهم عاصمة الدعوة وأنتم بعد لازقون بها مخلدين إليها لازمين ، رغم كرور الأمر بالهجرة عنها.

وذلك التجرد عن كل آصرة أمام حب الله يطالب به الفرد والجماعة

__________________

(١) نهج البلاغة (٣٥٢ ح / ٦٣٦ عن الإمام علي (عليه السلام).

٣٨٦

المؤمنة ، أن يتصبّغوا بصبغة الله ، فرغم أنه شاقّ حسب الطبيعة البشرية ، ولكنه سهل يسير على المؤمن الذي يخشى الله ، ولا يخشى أحدا إلّا الله.

فالتجرد في الله عن كل آصرة ووسيلة ووصيلة وفصيلة ، عن كل نفس ونفيس ، هو قضية الإيمان الصادق الأمين بالله ورسوله ، فجهاد في سبيله.

٣٨٧
٣٨٨

الفهرس

التمسيك بالكتاب هو الاصلاح.............................................. ٨ ـ ١٢

الذرية وهي الفطرة في قول فصل ـ العلوم غير الفطرية المتناقضة حتى المنطق فضلاً عن سواه؟ (٦٦) تناقضاً بين المنطقين  ١٤ ـ ٤٩

آتناه آاتنا! فانسلخ منها ... كلام حول قصص القرآن........................ ٤٩ ـ ٥٧

الأسماء الحسنى؟........................................................... ٦١ ـ ٦٨

يسألونك عن الساعة ـ ولو كنت أعلم الغيب؟................................ ٧٩ ـ ٨١

آدم وفرية الاشتراك في قول فصل ـ خذ العفو بكل معانيه؟....................... ٨٤ ـ ٩٠

وجوب استماع القرآن والاتصات له؟..................................... ١٠٤ ـ ١١١

«سورة الأنفال»

ما هل الأنفال؟........................................................ ١١٦ ـ ١٢٤

«أخرجك ربك من بيتك»؟............................................. ١٢٧ ـ ١٣٢

تلتيكات الحروب الاسلامية في القرآن ـ حديثة النوم؟ وما رميت اذ رميت ..؟... ١٣٣ ـ ١٦٢

حيلولات الله بين المرء وقلبه؟............................................. ١٦٦ ـ ١٧٦

مكر كافر ضد النبي (ص).............................................. ١٩٣ ـ ١٩٧

حياة الرسول والاستغفار يمنعان العذاب؟.................................. ٢٠٤ ـ ٢٠٥

الايمان بعد الكفر يغفر؟................................................ ٢٠٩ ـ ٢١١

قتال دائب اسلامي حتى................................................ ٢١١ ـ ٢١٤

٣٨٩

آية الخمس في قول فصل فقهي واسع؟.................................... ٢١٤ ـ ٢٤٤

«واعدو لهم ما استطعتم ..» تشمل واجب التقدمات الحيوية في مظاهرها كلها. ٢٧٩ ـ ٢٧٨

«وان جنحو للسلم ..»؟............................................... ٢٧٨ ـ ٢٨٣

«ان يكن منكم عشرون ..» منسوخة أم مستمرة حسب الظروف؟........... ٢٨٥ ـ ٢٩٢

تهافات رسالة آات من البرامقن أبي بكر وعلي؟.......................... ٣٠٩ ـ ٣٢٢

استجاره المشرك تجير فضلاً عن سواه...................................... ٣٤٠ ـ ٣٤٥

شروط الأخوة في الدين ـ الثلاثة ـ؟........................................ ٣٥٣ ـ ٣٥٤

قتال أئمة الكفر واجب بأسبابه؟ فإنكم لا تُتركون!......................... ٣٥٥ ـ ٣٦٧

أهلية عمران مساجد الله؟ سقاية الحاج والايمان بالله؟........................ ٣٦٨ ـ ٣٨٢

الحب والبغض في الله من أصول الايمان.......................................... ٣٨٢

٣٩٠