وسائل الشيعة - ج ١٠

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]

وسائل الشيعة - ج ١٠

المؤلف:

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ٣
ISBN: 964-5503-10-8
ISBN الدورة:
964-5503-00-0

الصفحات: ٥٦٦
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

أهل الإِسلام ، واليوم الذي يتشاءم به أهل الإسلام لا يصام ولا يتبرّك به ، ويوم الاثنين يوم نحس قبض الله فيه نبيّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وما أُصيب آل محمّد إلّا في يوم الاثنين ، فتشاءمنا به ، وتبرّك به عدوّنا ، ويوم عاشوراء قتل الحسين ( عليه السلام ) وتبرّك به ابن مرجانة ، وتشاءم به آل محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فمن صامهما أو تبرّك بهما لقي الله تبارك وتعالى ممسوخ القلب ، وكان محشره مع الذين سنّوا صومهما والتبرّك بهما .

[١٣٨٤٩] ٤ ـ وعنه ، عن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن زيد النرسي قال : سمعت عبيد بن زرارة (١) يسأل أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن صوم يوم عاشوراء ؟ فقال : من صامه كان حظّه من صيام ذلك اليوم حظّ ابن مرجانة وآل زياد ، قال : قلت : وما كان حظّهم من ذلك اليوم ؟ قال : النار ، أعاذنا الله من النار ومن عمل يقرّب من النار .

ورواه المفيد في ( المقنعة ) مرسلاً نحوه (٢) .

[١٣٨٥٠] ٥ ـ وعنه ، عن محمّد بن موسى ، عن يعقوب بن يزيد ، عن الحسن بن علي الوشاء قال : حدّثني نجيّة (١) بن الحارث العطّار قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن صوم يوم عاشوراء ؟ فقال : صوم متروك بنزول شهر رمضان ، والمتروك بدعة ، قال نجيّة : فسألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) من بعد أبيه ( عليه السلام ) عن ذلك ؟ فأجابني بمثل جواب أبيه ثم قال : أما إنّه صوم يوم ما نزل به كتاب ، ولا جرت به سُنّة ، إلّا سنّة آل زياد بقتل الحسين بن علي ( عليهما السلام ) .

___________________

٤ ـ الكافي ٤ : ١٤٧ / ٦ ، والتهذيب ٤ : ٣٠١ / ٩١٢ ، والاستبصار ٢ : ١٣٥ / ٤٤٣ .

(١) في التهذيب والاستبصار : حدثني عبيد بن زرارة قال : سمعت زرارة ( هامش المخطوط ) .

(٢) المقنعة : ٦٠ .

٥ ـ الكافي ٤ : ١٤٦ / ٤ ، والتهذيب ٤ : ٣٠١ / ٩١٠ ، والاستبصار ٢ : ١٣٤ / ٤٤١ .

(١) في المصدر : نجبة .

٤٦١

[١٣٨٥١] ٦ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن نوح بن شعيب النيسابوري ، عن يٰس الضرير ، عن حريز ، عن زرارة ، عن أبي جعفر وأبي عبد الله ( عليهما السلام ) قالا : لا تصم في يوم عاشوراء ولا عرفة بمكّة ، ولا في المدينة ، ولا في وطنك ، ولا في مصر من الأمصار .

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب (١) ، وكذا كلّ ما قبله إلّا حديث عبد الملك .

أقول : يأتي الوجه في النهي عن صوم يوم عرفة (٢) .

[١٣٨٥٢] ٧ ـ محمّد بن الحسن في ( المجالس والأخبار ) عن الحسين بن إبراهيم القزويني ، عن محمّد بن وهبان ، عن علي بن حبشي ، عن العبّاس بن محمّد بن الحسين ، عن أبيه ، عن صفوان بن يحيى ، عن الحسين بن أبي غندر ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : سألته عن صوم يوم عرفة ؟ فقال : عيد من أعياد المسلمين ويوم دعاء ومسألة ، قلت : فصوم عاشوراء ؟ قال : ذاك يوم قتل فيه الحسين ( عليه السلام ) ، فإن كنت شامتاً فصم ، ثم قال : إنّ آل أُميّة (١) نذروا نذراً إن قتل الحسين ( عليه السلام ) (٢) أن يتّخذوا ذلك اليوم عيداً لهم يصومون فيه شكراً ، ويفرحون أولادهم ، فصارت في آل أبي سفيان سنّة إلى اليوم (٣) ، فلذلك يصومونه ويدخلون على عيالاتهم أهاليهم الفرح ذلك اليوم ، ثمّ قال : إنّ الصوم لا يكون للمصيبة ، ولا يكون إلّا

___________________

٦ ـ الكافي ٤ : ١٤٦ / ٣ .

(١) التهذيب ٤ : ٣٠٠ / ٩٠٩ . والاستبصار ٢ : ١٣٤ / ٤٤٠ .

(٢) يأتي في ذيل الحديث ٢ من الباب ٢٣ من هذه الأبواب .

٧ ـ أمالي الطوسي ٢ : ٢٧٩ .

(١) في المصدر زيادة : عليهم لعنة الله ومن أعانهم علىٰ قتل الحسين من أهل الشام .

(٢) في المصدر زيادة : وسلم من خرج إلى الحسين ( عليه السلام ) وصارت الخلافة إلى آل أبي سفيان .

(٣) في المصدر زيادة : في الناس واقتدى بهم الناس جميعاً .

٤٦٢

شكراً للسلامة ، وإنّ الحسين ( عليه السلام ) أُصيب يوم عاشوراء فإن كنت فيمن أُصيب به فلا تصم ، وإن كنت شامتاً ممّن سرّه سلامة بني أُميّة فصم شكراً لله تعالى .

أقول : ويأتي ما يدلّ على ذلك في الزيارات (٤) .

٢٢ ـ باب جواز صوم يوم الاثنين لا على وجه التبرّك به

[١٣٨٥٣] ١ ـ محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن الزهري ، عن علي بن الحسين ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ إن صوم يوم الاثنين من الصوم الذي صاحبه فيه بالخيار ، إن شاء صام وإن شاء أفطر .

ورواه الكليني والشيخ كما مر (١) .

[١٣٨٥٤] ٢ ـ وفي ( الخصال ) عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن العبّاس بن معروف ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن أبي حمزة ، عن عقبة بن بشير الأزدي قال : جئت إلى أبي جعفر ( عليه السلام ) يوم الاثنين فقال : كل ، فقلت : إنّي صائم ، فقال : وكيف صمت ؟ قال : قلت : لأنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولد فيه ، فقال : أمّا ما ولد فيه فلا يعلمون ، وأمّا ما قبض فيه فنعم . ثم قال : فلا تصم ولا تسافر فيه .

أقول : وتقدم المنع من صومه تبرّكاً (١) ، وتقدّم الإِذن فيه (٢) ، ويأتي مثله

___________________

(٤) يأتي في الحديثين ٧ ، ٢٠ من الباب ٦٦ من أبواب المزار .

الباب ٢٢ فيه حديثان

١ ـ الفقيه ٢ : ٤٨ / ٢٠٨ .

(١) مرّ في ذيل الحديث ١ من الباب ٥ من هذه الأبواب .

٢ ـ الخصال : ٣٨٥ / ٦٦ .

(١) تقدم في الحديث ٣ من الباب ٢١ من هذه الأبواب .

(٢) تقدم في الحديثين ٥ ، ٢٣ من الباب ٧ ، وفي الحديث ٢ من الباب ١٢ من هذه الأبواب .

٤٦٣

في أحاديث صوم شعبان (٣) ، ويأتي في السفر وغيره ما يدلّ على ذمّه وشؤمه (٤) .

٢٣ ـ باب استحباب صوم يوم عرفة لمن لا يضعفه عن الدعاء مع عدم الشكّ في الهلال ، وكراهة صومه مع أحد الأمرين

[١٣٨٥٥] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن صفوان بن يحيى وعلي بن الحكم جميعاً ، عن العلاء بن رزين ، عن محمّد بن مسلم ، عن أحدهما ( عليهما السلام ) ، أنّه سُئل عن صوم يوم عرفة ؟ فقال : أنا أصومه اليوم وهو يوم دعاء ومسألة .

[١٣٨٥٦] ٢ ـ وعنه ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن محمّد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يصم يوم عرفة منذ نزل صيام شهر رمضان .

أقول : هذا لا ينافي الاستحباب بوجه ، ويمكن حمله على أنّه كان يضعفه عن الدعاء ، أو على وقت الشك في الهلال لما مضى (١) ويأتي (٢) ، ذكر ذلك الشيخ وغيره (٣) ، يمكن الحمل على أنّه ما كان يصومه على وجه الوجوب بقرينة

___________________

(٣) يأتي في الحديث ٢٦ من الباب ٢٨ من هذه الأبواب .

(٤) يأتي في الأحاديث ١ ، ٣ ، ٤ ، ٦ من الباب ٤ ، وفي الحديثين ٢ ، ٣ من الباب ٦ ، وفي الحديث ٩ من الباب ٧ من أبواب آداب السفر .

الباب ٢٣ فيه ١٣ حديثاً

١ ـ الكافي ٤ : ١٤٥١ .

٢ ـ الكافي ٤ : ١٤٦ / ٢ .

(١) مضىٰ في الحديث ١ من هذا الباب ، وفي الأحاديث ٣ ، ٤ ، ٥ ، ٦ ، من الباب ١٨ ، وفي الحديث ٧ من الباب ٢١ من هذه الأبواب .

(٢) يأتي في الأحاديث ٣ ، ٤ ، ٥ ، ٦ ، ١٠ ، ١١ ، من هذا الباب .

(٣) راجع روضة المتقين ٣ : ٢٥٣ .

٤٦٤

ذكر شهر رمضان ، ويحتمل النسخ .

[١٣٨٥٧] ٣ ـ محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد ، عن سليمان الجعفري قال : سمعت أبا الحسن ( عليه السلام ) يقول : كان أبي ( عليه السلام ) يصوم يوم عرفة في اليوم الحارّ في الموقف ، ويأمر بظلّ مرتفع فيضرب له فيغتسل ممّا يبلغ منه (١) الحرّ .

[١٣٨٥٨] ٤ ـ وعنه ، عن فضالة ، عن أبان بن عثمان ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : سألته عن صوم يوم عرفة ؟ فقال : من قوى عليه فحسن ، إن لم يمنعك من الدعاء ، فإنّه يوم دعاء ومسألة فصمه ، وإن خشيت أن تضعف عن ذلك فلا تصمه .

[١٣٨٥٩] ٥ ـ وبإسناده عن علي بن الحسن بن فضّال ، عن يعقوب بن يزيد ، عن أبي همّام ، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال : صوم يوم عرفة يعدل السنة ، وقال : لم يصمه الحسن وصامه الحسين ( عليهما السلام ) .

[١٣٨٦٠] ٦ ـ وعنه ، عن عمرو بن عثمان ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : سألته عن صوم يوم عرفة فقلت : جعلت فداك ، إنّهم يزعمون أنّه يعدل صوم سنة ؟ فقال : كان أبي لا يصومه ، قلت : ولم ذاك ، جعلت فداك (١) ؟ قال : إنّ يوم عرفة يوم دعاء ومسألة وأتخوّف أن يضعفني عن الدعاء ، وأكره أن أصومه ، وأتخوّف أن يكون يوم

___________________

٣ ـ التهذيب ٤ : ٢٩٨ / ٩٠١ ، والاستبصار ٢ : ١٣٣ / ٤٣٣ ، وأورد صدره في الحديث ٣ من الباب ١٢ من أبواب من يصح منه الصوم .

(١) في نسخة : من ( هامش المخطوط ) .

٤ ـ التهذيب ٤ : ٢٩٩ / ٩٠٤ ، والاستبصار ٢ : ١٣٤ / ٤٣٦ .

٥ ـ التهذيب ٤ : ٢٩٨ / ٩٠٠ ، والاستبصار ٢ : ١٣٣ / ٤٣٢ .

٦ ـ التهذيب ٤ : ٢٩٩ / ٩٠٣ ، والاستبصار ٢ : ١٣٣ / ٤٣٥ .

(١) « جعلت فداك » : زيادة من الفقيه ( هامش المخطوط ) .

٤٦٥

عرفة يوم أضحى وليس بيوم صوم .

ورواه الصدوق بإسناده عن حنان بن سدير (٢) .

ورواه في ( العلل ) عن أبيه ، عن سعد ، عن محمّد بن الحسين ، عمّن ذكره ، عن حنان (٣) .

ورواه المفيد في ( المقنعة ) مرسلاً نحوه (٤) .

[١٣٨٦١] ٧ ـ وعنه ، عن محمّد وأحمد ابني الحسن ، عن أبيهما ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن محمّد بن قيس قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يصم يوم عرفة منذ نزل صيام شهر رمضان .

أقول : وتقدّم الوجه فيه (١) .

[١٣٨٦٢] ٨ ـ محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن يعقوب بن شعيب قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن صوم يوم عرفة ؟ فقال : إن شئت صمت وإن شئت لم تصم .

[١٣٨٦٣] ٩ ـ قال : وذكر أنّ رجلاً أتى الحسن والحسين ( عليهما السلام ) فوجد أحدهما صائماً والآخر مفطراً ، فسألهما فقالا : إن صمت فحسن وإن لم تصم فجائز .

[١٣٨٦٤] ١٠ ـ قال : وروي أن في تسع من ذي الحجّة أُنزلت توبة

___________________

(٢) الفقيه ٢ : ٥٣ / ٢٣٥ .

(٣) علل الشرائع : ٣٨٥ / ١ .

(٤) المقنعة : ٦٠ .

٧ ـ التهذيب ٤ : ٢٩٨ / ٩٠٢ ، والاستبصار ٢ : ١٣٣ / ٤٣٤ .

(١) تقدم في ذيل الحديث ٢ من هذا الباب .

٨ ـ الفقيه ٢ : ٥٢ / ٢٣٣ .

٩ ـ الفقيه ٢ : ٥٢ / ٢٣٣ .

١٠ ـ الفقيه ٢ : ٥٢ / ٢٣٢ ، وأورده في الحديث ٥ من الباب ١٨ من هذه الأبواب .

٤٦٦

داود ( عليه السلام ) فمن صام ذلك اليوم كان كفارة تسعين سنة .

[١٣٨٦٥] ١١ ـ قال : وقال الصادق ( عليه السلام ) : صوم يوم التروية كفّارة سنة ، ويوم عرفة كفّارة سنتين .

[١٣٨٦٦] ١٢ ـ وبإسناده عن الزهري ، عن علي بن الحسين ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ إنّ من الصوم الذي صاحبه فيه بالخيار إن شاء صام وإن شاء أفطر صوم يوم عرفة .

ورواه الشيخ والكليني كما مر (١) .

[١٣٨٦٧] ١٣ ـ وبإسناده عن عبد الله بن المغيرة ، عن سالم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : أوصى رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) إلى علي ( عليه السلام ) وحده ، وأوصى علي ( عليه السلام ) إلى الحسن والحسين ( عليهما السلام ) جميعاً ، فكان الحسن ( عليه السلام ) إمامه ، فدخل رجل يوم عرفة على الحسن ( عليه السلام ) وهو يتغدى والحسين ( عليه السلام ) صائم ، ثم جاء بعد ما قبض الحسن ( عليه السلام ) فدخل على الحسين ( عليه السلام ) يوم عرفة وهو يتغدّى وعلي بن الحسين ( عليهما السلام ) صائم ، فقال له الرجل : إنّي دخلت على الحسن ( عليه السلام ) وهو يتغدّى وأنت صائم ، ثمّ دخلت عليك وأنت مفطر ؟! فقال : إنّ الحسن ( عليه السلام ) كان إماماً فأفطر لئلّا يُتَّخذ صومه سُنّة ، وليتأسّى به الناس ، فلمّا أن قبض كنت أنا الإِمام فأردت أن لا يتّخذ صومي سنّة فيتأسّىٰ الناس بي .

ورواه في ( العلل ) عن جعفر بن علي ، عن أبيه ، عن جدّه الحسن بن

___________________

١١ ـ الفقيه ٢ : ٥٢ / ٢٣١ ، وأورده في الحديث ٤ من الباب ١٨ من هذه الأبواب .

١٢ ـ الفقيه ٢ : ٤٦ / ٢٠٨ .

(١) مرّ في الحديث ١ من الباب ١ من أبواب بقية الصوم الواجب .

١٣ ـ الفقيه ٢ : ٥٣ / ٢٣٤ .

٤٦٧

علي ، عن جدّه عبد الله بن المغيرة (١) .

أقول : المقصود دفع توهم الناس وجوب صوم عرفة لا استحبابه ، وتقدّم ما يدلّ على النهي عن صومه (٢) ، وقد عرفت وجهه (٣) .

٢٤ ـ باب استحباب صوم يوم النيروز ، والغسل فيه ، ولبس أنظف الثياب ، والطيب

[١٣٨٦٨] ١ ـ محمّد بن الحسن في ( المصباح ) عن المعلّى بن خنيس ، عن الصادق ( عليه السلام ) ، في يوم النيروز قال : إذا كان يوم النيروز فاغتسل والبس أنظف ثيابك ، وتطيّب بأطيب طيبك ، وتكون ذلك اليوم صائماً الحديث .

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك في الصلاة (١) .

٢٥ ـ باب استحباب صوم أوّل يوم من المحرّم ، وصوم الخميس والجمعة والسبت في كلّ شهر حرام ، وصوم المحرّم أو بعضه ، والمواضع التي يستحبّ الإِمساك فيها وإن لم يكن صوماً

[١٣٨٦٩] ١ ـ محمّد بن علي بن الحسين قال : روي أنّ في أوّل يوم من المحرّم

___________________

(١) علل الشرائع : ٣٨٦ / ١ .

(٢) تقدم في الحديث ٦ من الباب ٢١ من هذه الأبواب .

(٣) تقدم في ذيل الحديث ٢ من هذا الباب .

الباب ٢٤ فيه حديث واحد

١ ـ مصباح المتهجد : ٧٩٠ ، وأورده بتمامه في الحديث ١ من الباب ٤٨ من أبواب الصلوات المندوبة ، وصدره في الحديث ١ من الباب ٢٤ من أبواب الأغسال المسنونة .

(١) تقدم في الباب ٤٨ من أبواب بقية الصلوات المندوبة .

الباب ٢٥ فيه ١٠ أحاديث

١ ـ الفقيه ٢ : ٥٥ / ٢٤١ .

٤٦٨

دعا زكريّا ( عليه السلام ) ربّه عزّ وجلّ ، فمن صام ذلك اليوم استجاب الله له كما استجاب لزكريّا ( عليه السلام ) .

ورواه المفيد في ( المقنعة ) عن أبان بن أبي عيّاش ، عن أنس ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نحوه (١) .

[١٣٨٧٠] ٢ ـ وفي ( المجالس ) و ( عيون الأخبار ) عن محمّد بن علي ماجيلويه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الريّان بن شبيب قال : دخلت على الرضا ( عليه السلام ) في أوّل يوم من المحرّم ، فقال لي : يابن شبيب أصائم أنت ؟ فقلت لا ، فقال : إنّ هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زكريّا ( عليه السلام ) ربّه فقال : ( رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ) (١) فاستجاب الله له ، وأمر الملائكة فنادت زكريّا وهو قائم يصلّي في المحراب ( أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ ) (٢) فمن صام هذا اليوم ثمّ دعا الله عزّ وجلّ استجاب الله عزّ وجلّ له كما استجاب لزكريّا ( عليه السلام ) . . . الحديث .

[١٣٨٧١] ٣ ـ محمّد بن محمّد المفيد في ( المقنعة ) عن النعمان بن سعد ، عن علي ( عليه السلام ) أنه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لرجل : إن كنت صائماً بعد شهر رمضان فصم المحرّم فإنّه شهر تاب الله فيه على قوم ، ويتوب الله تعالى فيه على آخرين .

[١٣٨٧٢] ٤ ـ وعن راشد بن محمّد ، عن أنس قال : قال رسول الله ( صلى الله

___________________

(١) المقنعة : ٥٩ .

٢ ـ أمالي الصدوق : ١١٢ / ٥ ، وعيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ١ : ٢٩٩ / ٥٨ .

(١) آل عمران ٣ : ٣٨ .

(٢) آل عمران ٣ : ٣٩ .

٣ ـ المقنعة : ٥٩ .

٤ ـ المقنعة : ٥٩ .

٤٦٩

عليه وآله وسلم ) : من صام من شهر حرام الخميس والجمعة والسبت كتب الله له عبادة تسعمائة سنة .

[١٣٨٧٣] ٥ ـ علي بن موسى بن طاوس في كتاب ( الإِقبال ) عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : من صام يوماً من المحرّم فله بكلّ يوم ثلاثون يوماً .

[١٣٨٧٤] ٦ ـ قال : وروي من طرقهم ( عليهم السلام ) ، أنّ من صام يوماً من المحرّم محتسباً جعل الله تعالى بينه وبين جهنّم جُنّة كما بين السماء والأرض .

[١٣٨٧٥] ٧ ـ وبإسناده عن المفيد في كتاب ( حدائق الرياض ) عن الصادق ( عليه السلام ) قال : من أمكنه صوم المحرّم فإنّه يعصم صائمه من كلّ سيّئة .

[١٣٨٧٦] ٨ ـ وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : إنّ أفضل الصلاة بعد الصلاة الفريضة الصلاة في جوف الليل ، وإنّ أفضل الصيام من بعد شهر رمضان صوم شهر الله الذي يدعونه المحرّم .

[١٣٨٧٧] ٩ ـ وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنّ من صام اليوم الثالث من المحرّم استجيبت دعوته .

[١٣٨٧٨] ١٠ ـ وعن ابن عبّاس قال : إذا رأيت هلال المحرّم فأعدد ، فإذا أصبحت من تاسعه فاصبح صائماً ، قال : قلت : كذلك كان صوم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ قال : نعم .

___________________

٥ ـ إقبال الأعمال : ٥٥٣ .

٦ ـ إقبال الأعمال : ٥٥٣ .

٧ ـ إقبال الأعمال : ٥٥٤ .

٨ ـ إقبال الأعمال : ٥٥٤ .

٩ ـ إقبال الأعمال : ٥٥٤ .

١٠ ـ إقبال الأعمال : ٥٥٤ .

٤٧٠

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك في الصلوات المندوبة (١) ، وتقدّم ما يدلّ على مواضع الإِمساك وإن لم يكن صوماً في من يصحّ منه الصوم (٢) .

٢٦ ـ باب استحباب صوم رجب كلّه أو بعضه ، وخصوصاً الأيّام البيض ، والخامس والعشرين ، والسادس والعشرين ، والسابع والعشرين

[١٣٨٧٩] ١ ـ محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن أبان بن عثمان ، عن كثير النوا ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إنّ نوحاً ركب السفينة أوّل يوم من رجب ، فأمر ( عليه السلام ) من معه أن يصوموا (١) ذلك اليوم ، وقال : من صام ذلك اليوم تباعدت عنه النار مسيرة سنة ، ومن صام سبعة أيّام أُغلقت عنه أبواب النيران السبعة ، ومن صام ثمانية أيّام فتحت له أبواب الجنان الثمانية ، ومن صام خمسة عشر يوماً أُعطي مسألته ، ومن زاد زاده الله عزّ وجلّ .

ورواه في ( المقنع ) مرسلاً (٢) .

وكذا المفيد في ( المقنعة ) (٣) .

ورواه الشيخ في ( المصباح ) عن كثير النوا (٤) .

ورواه الصدوق في ( ثواب الأعمال ) عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن

___________________

(١) تقدم في الحديث ١ من الباب ٥٠ من أبواب بقية الصلوات المندوبة .

(٢) تقدم في الأبواب ٧ ، ٢٣ ، ٢٨ من أبواب من يصح منه الصوم .

الباب ٢٦ فيه ٢٦ حديثاً

١ ـ الفقيه ٢ : ٥٥ / ٢٤٣ ، وأورد ذيله عن الأمالي في الحديث ٤ من الباب ١٥ من هذه الأبواب .

(١) في نسخة : يصوم ( هامش المخطوط ) .

(٢) المقنع : ٦٥ .

(٣) المقنعة : ٥٩ .

(٤) مصباح المتهجد : ٧٣٤ .

٤٧١

محمّد ، عن البزنطي ، عن أبان ، وعن محمّد بن الحسن ، عن الحسن بن الحسين بن عبد العزيز بن المهتدي ، عن سيف بن المبارك بن زيد مولى أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) عن أبيه المبارك ، عن أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) مثل حديث كثير النوا حرفاً بحرف (٥) .

ورواه في ( الخصال ) بالإسناد الثاني (٦) .

ورواه فيه أيضاً عن محمّد بن الحسن ، عن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد (٧) .

[١٣٨٨٠] ٢ ـ ورواه الشيخ بإسناده عن علي بن الحسن بن فضّال ، عن محمّد بن عبد الله بن زرارة ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن أبان بن عثمان نحوه ، إلّا أنّه قال : ومن صام عشرة أيّام أُعطي مسألته ، ومن صام خمسة وعشرين يوماً منه قيل له : استأنف العمل فقد غُفر لك ، ومن زاد زاده الله ، وكذا عبارة ( المقنع ) (١) ، وزاد المفيد في ( المقنعة ) بعد قوله : مسيرة سنة ومن صام اليوم الأوّل والثاني تباعدت عنه النار مسيرة سنتين (٢) .

ورواه الطوسي في ( الأمالي ) عن أبيه ، عن المفيد ، عن ابن قولويه ، عن محمّد بن الحسن الجوهري ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر نحوه (٣) .

[١٣٨٨١] ٣ ـ قال الصدوق : وقال أبو الحسن موسى بن

___________________

(٥) ثواب الأعمال : ٧٧ / ١ ، وفيه : عن ابي عبد الله ، بدل (ابي الحسن موسى) .

(٦) الخصال : ٥٠٣ / ذيل الحديث ٦ .

(٧) الخصال : ٥٠٢ / ٦ .

٢ ـ التهذيب ٤ : ٣٠٦ / ٩٢٣ .

(١) المقنع : ٦٥ .

(٢) المقنعة : ٥٩ .

(٣) أمالي الطوسي ١ : ٤٣ .

٣ ـ الفقيه ٢ : ٥٦ / ٢٤٤ ، وثواب الأعمال : ٧٨ / ٢ ، وفضائل الأشهر الثلاثة : ٢٣ / ١٠ .

٤٧٢

جعفر ( عليه السلام ) : رجب نهر في الجنّة أشد بياضاً من اللبن ، وأحلى من العسل ، فمن صام يوماً من رجب سقاه الله من ذلك النهر .

ورواه المفيد في ( المقنعة ) مرسلاً (١) .

وكذا الشيخ في ( المصباح ) (٢) .

[١٣٨٨٢] ٤ ـ قال : وقال أبو الحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) : رجب شهر عظيم يضاعف الله فيه الحسنات ، ويمحو فيه السيئات ، ومن صام يوماً من رجب تباعدت عنه النار مسيرة سنة ، ومن صام ثلاثة أيّام وجبت له الجنّة .

وفي ( ثواب الأعمال ) بالإِسناد الثاني من إسنادي الحديث الأوّل مثله (١) ، وكذا الذي قبله .

[١٣٨٨٣] ٥ ـ وفي ( المجالس ) عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبد العزيز بن يحيى البصري ، عن المغيرة بن محمّد ، عن جابر بن سلمة ، عن حسين بن حسن (١) ، عن عامر السرّاج ، عن سلام الخثعمي (٢) ، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر ( عليه السلام ) قال : من صام من رجب يوماً واحداً من أوّله أو وسطه أو آخره أوجب الله له الجنّة ، وجعله معنا في درجتنا يوم القيامة ومن صام يومين من رجب قيل له : استأنف العمل فقد غفر لك ما مضى ، ومن صام ثلاثة أيّام من رجب قيل له : قد غفر لك ما مضى وما بقي فاشفع لمن شئت من مذنبي إخوانك وأهل معرفتك ، ومن صام سبعة أيّام من

___________________

(١) المقنعة : ٥٩ .

(٢) لم نعثر عليه في مصباح الشيخ ، ولكن وجدناه في التهذيب ٤ : ٣٠٦ / ٩٢٤ .

٤ ـ الفقيه ٢ : ٥٦ / ٢٤٥ ، وفضائل الأشهر الثلاثة : ٢٣ / ١١ .

(١) ثواب الأعمال : ٧٨ / ٣ .

٥ ـ أمالي الصدوق : ١٤ / ١ ، وفضائل الأشهر الثلاثة : ١٩ / ٤ .

(١) في الفضائل : حسن بن حسين .

(٢) في الفضائل : سلام الجعفي . . .

٤٧٣

رجب أُغلقت عنه أبواب النيران السبعة ، ومن صام ثمانية أيّام من رجب فتحت له أبواب الجنّة الثمانية فيدخلها من أيّها شاء .

[١٣٨٨٤] ٦ ـ وعن عبد الرحمن بن محمّد بن حامد (١) ، عن محمّد بن درستويه الفارسي ، عن عبد الرحمن بن محمّد بن منصور ، عن أبي داود الطيالسي ، عن شعبة ، عن حمّاد بن أبي سليمان ، عن أنس قال : سمعت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : من صام يوماً من رجب إيماناً واحتساباً جعل الله بينه وبين النار سبعين خندقاً (٢) ، عرض كلّ خندق ما بين السماء إلىٰ الأرض .

[١٣٨٨٥] ٧ ـ وعن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفي ، عن علي بن الحسن بن علي بن فضّال ، عن أبيه ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) قال : من صام أوّل يوم من رجب رغبة في ثواب الله عزّ وجلّ وجبت له الجنّة ومن صام يوماً في وسطه شُفّع في مثل ربيعة ومضر ، ومن صام يوماً في آخره جعله الله عزّ وجلّ من ملوك الجنّة ، وشفّعه في أبيه وأُمّه وابنه وابنته وأخيه وأُخته وعمّه وعمّته وخاله وخالته ومعارفه وجيرانه وإن كان فيهم مستوجب النار .

وفي ( عيون الأخبار ) بالإِسناد مثله (١) .

___________________

٦ ـ أمالي الصدوق : ١٨ / ١ . وفضائل الأشهر الثلاثة : ١٧ / ٢ .

(١) في الفضائل : عبد الرحمن بن محمّد بن خالد .

(٢) فيه جواز الإتيان بالعبادة بفصد حصول الثواب ، ومثله كثير جداً قد تجاوز حد التواتر ، وقد خالف في صحة هذه العبادة ابن طاوس وجماعة من الصوفية وهو ضعيف جداً لا وجه له ، نعم بعض الغايات أفضل من ذلك كما مرّ في مقدمة العبادات « منه قده » . راجع الباب ٩ من أبواب مقدمة العبادات .

٧ ـ أمالي الصدوق : ١٨ / ٢ ، وفضائل الأشهر الثلاثة : ١٧ / ١ .

(١) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ١ : ٢٩١ / ٤٠ .

٤٧٤

[١٣٨٨٦] ٨ ـ وفي ( المجالس ) عن محمّد بن أحمد السناني ، عن محمّد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد ، عن علي بن سالم ، عن أبيه قال : دخلت على الصادق جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) في رجب وقد بقيت منه أيّام فلمّا نظر إليّ قال لي : يا سالم ، هل صمت في هذا الشهر شيئاً ؟ قلت : لا والله يا بن رسول الله ، فقال لي : لقد فاتك من الثواب (١) ما لا يعلم مبلغه إلّا الله عزّ وجلّ ، إنّ هذا شهر قد فضّله الله ، وعظّم حرمته ، وأوجب للصائم فيه كرامته ، قال : فقلت : يا بن رسول الله فإن صمت ممّا بقي شيئاً ، هل أنال فوزاً ببعض ثواب الصائمين فيه ؟ فقال : يا سالم ، من صام يوماً من آخر هذا الشهر كان ذلك أماناً له من شدّة سكرات الموت ، وأماناً له من هول المطّلع وعذاب القبر ، ومن صام يومين من آخر هذا الشهر كان له بذلك جواز على الصراط ، ومن صام ثلاثة أيّام من آخر هذا الشهر أمن يوم الفزع الأكبر من أهواله وشدائده ، وأُعطى براءة من النار .

[١٣٨٨٧] ٩ ـ وفي ( المجالس ) و ( ثواب الأعمال ) عن محمّد بن إسحاق الليثي (١) ، عن محمّد بن الحسين الرازي (٢) ، عن علي بن محمّد بن علي المفتي ، عن الحسن بن محمّد المروزي ، عن أبيه ، عن يحيى بن عيّاش ، عن علي بن عاصم ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ألا إنّ رجباً شهر الله الأصم وهو شهر عظيم ، وإنّما سمي الأصم لأنّه لا يقاربه شيء من الشهور حرمة وفضلاً

___________________

٨ ـ أمالي الصدوق : ٢٣ / ٧ ، وفضائل الأشهر الثلاثة : ١٨ / ٣ .

(١) في نسخة : الأجر ( هامش المخطوط ) .

٩ ـ أمالي الصدوق : ٤٢٩ / ١ ، وثواب الأعمال : ٧٨ / ٤ ، وفضائل الأشهر الثلاثة : ٢٤ / ١٢ ، باختلاف ، وأورد ذيله في الحديث ١ من الباب ٢٧ من هذه الأبواب .

(١) في الأمالي والثواب : محمد بن أبي إسحاق الليثي .

(٢) في الثواب : محمد بن الحسن الرازي .

٤٧٥

عند الله ، وكان أهل الجاهليّة يعظّمونه في جاهليّتهم ، فلمّا جاء الإِسلام لم يزدد إلّا تعظيماً وفضلاً ، ألا إنّ رجب شهر الله ، وشعبان شهري ، ورمضان شهر أُمتي .

ألا فمن صام من رجب يوماً إيماناً واحتساباً استوجب رضوان الله الأكبر ، ومن صام من رجب يومين لم يصف الواصفون من أهل السماوات والأرض ماله عند الله من الكرامة ، ومن صام من رجب ثلاثة أيّام جعل الله بينه وبين النار خندقاً أو حجاباً طوله مسيرة سبعين عاماً ، ومن صام من رجب أربعة أيّام عوفي من البلايا كلّها من الجنون والجذام والبرص وفتنة الدجّال ، ومن صام من رجب خمسة أيّام كان حقّاً على الله أن يرضيه يوم القيامة .

ومن صام من رجب ستّة أيّام خرج من قبره ولوجهه نور يتلألأ ، ويُبعث من الآمنين ، ومن صام من رجب سبعة أيّام فإن لجهنّم سبعة أبواب يغلق الله عنه بصوم كلّ يوم باباً من أبوابها ، ومن صام من رجب ثمانية أيّام فإن للجنّة ثمانية أبواب يفتح الله له بصوم كلّ يوم باباً من أبوابها ، ويقال له : أُدخل من أي أبواب الجنّة شئت ، ومن صام من رجب تسعة أيّام خرج من قبره وهو ينادي : لا إله إلّا الله ، ولا يصرف وجهه دون الجنّة ، ومن صام من رجب عشرة أيّام جعل الله له جناحين أخضرين يطير بهما كالبرق الخاطف إلى الجنان .

ومن صام أحد عشر يوماً من رجب لم يواف يوم القيامة عبد أفضل ثواباً منه إلّا من صام مثله أو زاد عليه ، ومن صام من رجب اثني عشر يوماً كُسي يوم القيامة حلّتين خضراوين من سندس واستبرق يحبر بهما ، ومن صام من رجب ثلاثة عشر يوماً وضعت له يوم القيامة مائدة من ياقوت أخضر في ظل العرش فيأكل منها والناس في شدّة شديدة ، ومن صام من رجب أربعة عشر يوماً أعطاه الله من الثواب ما لاعين رأت ولا أُذن سمعت ولا خطر على

٤٧٦

قلب بشر ، ومن صام من رجب خمسة عشر يوماً وقف يوم القيامة موقف الآمنين .

ومن صام من رجب ستّة عشر يوماً كان من أوائل من يركب على دواب من نور تطير بهم في عرصة الجنان ، ومن صام من رجب سبعة عشر يوماً وضع له على الصراط سبعون ألف مصباح من نور حتى يمرّ بتلك المصابيح إلى الجنان ، ومن صام من رجب ثمانية عشر يوماً زاحم إبراهيم في قبّته ، ومن صام من رجب تسعة عشر يوماً بنى الله له قصراً من لؤلؤ رطب بحذاء قصر آدم وإبراهيم ( عليهما السلام ) ومن صام من رجب عشرين يوماً فكأنّما عبد الله عشرين ألف عام .

ومن صام من رجب أحد وعشرين يوماً شفّع يوم القيامة في مثل ربيعة ومضر ، ومن صام من رجب إثنين وعشرين يوماً نادى مناد من السماء ابشر يا ولي الله بالكرامة العظيمة ، ومن صام من رجب ثلاثةً وعشرين يوماً نودي من السماء : طوبى لك يا عبد الله ، نصبت قليلاً ، ونعمت طويلاً ، ومن صام من رجب أربعةً وعشرين يوماً هوّن عليه سكرات الموت ، ويرد حوض النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ومن صام من رجب خمسةً وعشرين يوماً فهو من أوَّل الناس دخولاً في جنّات عدن مع المقرّبين ، ومن صام من رجب ستّةً وعشرين يوماً بنى الله له في ظلّ العرش مائة قصر يسكنها ناعماً والناس في الحساب ، ومن صام من رجب سبعةً وعشرين يوماً أوسع الله عليه القبر مسيرة أربع مائة عام ، ومن صام من رجب ثمانية وعشرين يوماً جعل الله بينه وبين النار سبعة خنادق ، ومن صام من رجب تسعة وعشرين يوماً غفر الله له ولو كان عشّاراً ، ولو كانت امرأة فجرت سبعين مرّة ، ومن صام من رجب (٣) ثلاثين يوماً نادى مناد من السماء : يا عبد الله أمّا ما مضى فقد غفر لك فاستأنف العمل فيما بقي ، هذا لمن صام رجب كلّه . . . الحديث .

___________________

(٣) قوله : من رجب «من» ، للتبعيض فيما عدا الأخيرة وأمّا فيها فهي بيانية بناء علىٰ جواز

٤٧٧

أقول : قد اختصرت الحديث وهو طويل وفيه ثواب جزيل .

[١٣٨٨٨] ١٠ ـ وفي ( المجالس ) عن علي بن عبد الله الورّاق ، عن سعد بن عبد الله ، عن الهيثم بن أبي مسروق ، عن إسماعيل بن مهران ، عن محمّد بن زيد (١) ، عن سفيان الثوري عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن علي ( عليهم السلام ) ، قال : من صام يوماً من رجب في أوّله أو في وسطه أو في آخره غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر ، ومن صام : ثلاثة أيّام من رجب في أوّله وثلاثة أيّام في وسطه وثلاثة أيّام في آخره غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر ، ومن أحيى ليلة من ليالي رجب أعتقه الله من النار ، وقبل شفاعته في سبعين ألف رجل من المذنبين ، ومن تصدّق بصدقة في رجب ابتغاء وجه الله أكرمه الله يوم القيامة في الجنّة من الثواب بما لا عين رأت ، ولا أُذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر .

[١٣٨٨٩] ١١ ـ وعن علي بن أحمد بن موسى (١) ، عن محمّد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي (٢) ، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن مالك بن أنس ، عن جعفر بن محمّد ( عليه السلام ) ، عن أبيه ، عن جدّه ( عليهم السلام ) ـ  في حديث ـ قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من صام يوماً من رجب إيماناً واحتساباً غُفر له .

___________________

تقدمها علىٰ المبيّن ، ويحتمل كونها تبعيضية بناء علىٰ عدم دخول الليالي في مفهوم الأيام في الثلاثون يوماً نصف الشهر لا كلّه ، ومثله ما يأتي في شعبان وشهر رمضان من هذه العبارة «منه قده» .

١٠ ـ أمالي الصدوق : ٤٣٥ / ١ ، وفضائل الأشهر الثلاثة : ٣٧ / ١٥ .

(١) في نسخة : محمد بن يزيد ( هامش المخطوط ) وكذلك الفضائل .

١١ ـ أمالي الصدوق : ٤٣٥ / ٢ .

(١) في الفضائل : علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق . . .

(٢) في الأمالي : موسىٰ بن عمران الحنفي .

٤٧٨

قال : وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من صام يوماً من شعبان إيماناً واحتساباً غُفر له .

ورواه في كتاب ( فضائل رجب ) بالإِسناد المذكور (٣) ، وكذا جميع الأحاديث التي قبله .

[١٣٨٩٠] ١٢ ـ وفي كتاب ( فضائل رجب ) أيضاً عن المظفر بن جعفر العلوي ، عن جعفر بن محمّد بن مسعود العيّاشي ، عن أبيه ، عن الحسين بن إشكيب ، عن محمّد بن علي الكوفي ، عن أبي جميلة المفضّل بن صالح ، عن أبي رمحة الحضرمي ، عن جعفر بن محمّد ( عليه السلام ) قال : إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش : أين الرجبيون ؟ فيقوم أُناس تضيء وجوههم لأهل الجمع ، على رؤوسهم تيجان الملك ، ـ وذكر ثواباً جزيلاً إلى أن قال : ـ هذا لمن صام من رجب شيئاً ولو يوماً من أوّله أو وسطه أو آخره .

[١٣٨٩١] ١٣ ـ وعن تميم بن عبد الله بن تميم (١) ، عن أبيه ، عن أحمد بن علي الأنصاري ، عن عبد السلام بن صالح الهروي ، عن الرضا ( عليه السلام ) قال : من صام أوّل يوم من رجب رضي الله عنه يوم يلقاه ، ومن صام يومين من رجب رضي الله عنه يوم يلقاه ، ومن صام ثلاثة أيّام من رجب رضي الله عنه وأرضاه وأرضى خصماءه يوم يلقاه ، ومن صام سبعة أيّام من رجب فتحت أبواب السماوات السبع لروحه إذا مات حتى يصل إلى الملكوت الأعلى ، ومن صام ثمانية أيام من رجب فتحت له أبواب الجنّة الثمانية ، ومن صام من رجب

___________________

(٣) فضائل الأشهر الثلاثة : ٣٨ / ١٦ ، وعلق في هامش المخطوط ما نصه : « جملة احاديث كتاب فضائل رجب ثمانية عشر ، بخطه » .

١٢ ـ فضائل الأشهر الثلاثة : ٣١ / ١٣ .

١٣ ـ فضائل الأشهر الثلاثة : ٣٩ / ١٨ .

(١) في المصدر : عثمان بن عبدالله بن تميم .

٤٧٩

خمسة عشر يوماً قد قضى الله له كلّ حاجة إلّا أن يسأله في مأثم أو قطيعة رحم ، ومن صام رجب كلّه خرج من ذنوبه كهيئة يوم ولدته امّه واعتق من النار وأُدخل الجنّة مع المصطفين الأخيار .

[١٣٨٩٢] ١٤ ـ أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في ( الاحتجاج ) عن محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن صاحب الزمان ( عليه السلام ) أنّه كتب إليه : إنّ قِبلنا مشايخ وعجايز يصومون رجباً منذ ثلاثين سنة وأكثر ، ويصلون شعبان بشهر رمضان ، وروى لهم بعض أصحابنا أنّ صومه معصية ؟ فأجاب ، قال : الفقيه يصوم منه أيّاماً إلى خمسة عشر يوماً ثم يقطعه ، إلّا أن يصومه عن الثلاثة الأيّام الفائتة ، للحديث : أنّ نعم شهر القضاء رجب .

أقول : هذا محمول على نفي تأكد الاستحباب لما مضى (١) ويأتي (٢) .

[١٣٨٩٣] ١٥ ـ محمّد بن محمّد المفيد في ( المقنعة ) عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : من صام رجباً كلّه كتب الله له رضاه ، ومن كتب له رضاه لم يعذّبه .

[١٣٨٩٤] ١٦ ـ وفي كتاب ( مسار الشيعة ) قال : روي عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّه كان يصوم رجباً ، ويقول : رجب شهري ، وشعبان شهر رسول الله ، ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وشهر رمضان شهر الله عزّ وجلّ .

ورواه الشيخ في ( المصباح ) مرسلاً (١) .

___________________

١٤ ـ الاحتجاج : ٤٨٨ .

(١) مضىٰ في الأحاديث ١ ، ٣ ، ٥ ، ٧ ، ٨ ، ٩ ، ١٠ ، ١٢ ، ١٣ من هذا الباب .

(٢) يأتي في الأحاديث ١٥ ـ ١٩ ، ٢٣ ـ ٢٦ من هذا الباب .

١٥ ـ المقنعة : ٥٩ .

١٦ ـ مسار الشيعة : ٣٢ .

(١) مصباح المتهجد : ٧٣٤ .

٤٨٠