الفرقان في تفسير القرآن بالقرآن والسنة - ج ٧

الشيخ محمد الصادقي

الفرقان في تفسير القرآن بالقرآن والسنة - ج ٧

المؤلف:

الشيخ محمد الصادقي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: انتشارات فرهنگ اسلامى
المطبعة: اسماعيليان
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٧٦

وقد نبحث حوله في آية المائدة هذه والتوبة (وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (٣١) فإليهما التفصيل (١) وهنا إجمال كما تقتضيه آيتنا.

إنهم يغالون في المسيح ما لم يقله أو يغله في عباراته أو إشاراته ، فقد يصرح بأنه عبد الله في ثمانين موضعا كما درسناه في مريم (٢) ويزيف أسطورة

__________________

ـ بدع النصارى ـ : من ذلك بدعة كان أصحابها يقولون بالوهية العذراء مريم ويعبدونها كأنما هي الله ويقربون لها أقراصا مضفورة من الرقاق يقال لها (كلّيرس) وبها سمي أصحاب هذه البدعة (كلّيريين) وهذه المقالة بالوهية مريم كان يقول بها بعض أساقفة المجمع النيقاوي حيث كانوا يزعمون أن مع الله الأب إلهين هما عيسى ومريم ، ومن هذا كانوا يدعون المريمين وكان بعضهم يذهب إلى أنها تجردت عن الطبيعة البشرية وتألهت وليس هذا ببعيد عن مذهب قوم من نصارى عصرنا قد فسدت عقيدتهم حتى صاروا يدعونها تكملة الثالوث ناقص لولاها وقد أنكر القرآن هذا الشطط لما فيه من الشرك ثم اتخذه محمد ذريعة للطعن في عقيدة التثليث».

ويذكر (ابيقان) الفلسطيني في كتابه : الشامل في الهرطقات : بدعة عربية يسميها (الكلّيرين) من (كلّيرس) قرص خبز من طحين الشعير كانت تتعاطاها بعض نساء العرب النصارى فيقدّمن من تلك الأقراص قرابين عبادة لأم المسيح على مثال ما كانت تقدمه نساء العرب الجاهليات للإلهة (اللات).

والمجمع المسكوني الثالث عام ٤٣١ يلقب مريم «أم الله» أليس هذا دليلا على أنهم كانوا يؤلهون المسيح وأمه من دون الله.

وفي كتاب اللاهوت العقائدي ٢ : ١٠٨ ل (لودويغ أوث) : أن مريم هي حقا أم الله تقول الكنيسة في قانون الرسل بأن ابن الله ولد من مريم العذراء فهي أم الله من حيث هي أم ابن الله!.

أقول : والتفصيل راجع إلى كتابنا (عقائدنا).

(١) راجع أيضا «عقائدنا» ٦٥ ـ ١٤٥ و «حوار» ٣٨٣ ـ ٣٩٩ وج ٣٠ الفرقان على ضوء سورة التوحيد ، فلا نعيد هنا تفصيلا إلّا على ضوء آيتي المائدة والتوبة.

(٢) ج ١٦ الفرقان ص ٣٠٥.

٤٦١

الثالوث وألوهيته كما يقول : «إن الحياة الأبدية معرفة الله بالوحدانية وأن المسيح رسوله» (يوحنا ١٧ : ٣) و «أول الأحكام أن نعرف أن إلهنا واحد» (مرقس ١٢ : ٢٩) وكما يقول له الكاتب : لقد قلت حسنا إن الله إله واحد وليس غيره من إله ولما رآه المسيح عاقلا في جوابه وكلامه خاطبه قائلا : لست بعيدا عن ملكوت الله» (مرقس ١٢ : ٣٢ ـ ٣٣).

ومن ثم يندّد ببطرس ويعتبره شيطان حين غلى إذ قال له «حاشاك يا رب! فالتفت إليه وقال : اذهب عني يا شيطان أنت معثرة لي لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس» «متى ١٦ : ٢٢ ـ ٢٣) (١).

وقد يندد علماء الإنجيل ببطرس هذا القائل الغالي (٢).

وقد يعتبر السيد المسيح من يظنه إلها او ابن الله من المجانين : «...

__________________

(١) وأخرج برنابا الحواري هذه القصة كالتالي : وانصرف يسوع من أورشليم بعد الفصح ودخل حدود قيصرية فيلبس. فسأل تلاميذه بعد أن أنذره الملاك جبرائيل بالشغب الذي نجم بين العامة قائلا ماذا يقول الناس عني؟.

أجابوا : يقول البعض أنك إيليا وآخرون أرميا أحد الأنبياء ، أجاب يسوع : وما قولكم أنتم في؟ أجاب بطرس إنك المسيح ابن الله ، فغضب حينئذ يسوع وانتهره بغضب قائلا : اذهب وانصرف عني لأنك أنت شيطان وتحاول أن تسيء إلى ، ثم هدد الأحد عشر قائلا : ويل لكم إذا صدقتم هذا لأني ظفرت بلعنة كبيرة من الله على كل من يصدق هذا .. فبكى بطرس وقال : يا سيد لقد تكلمت بغباوة فأضرع إلى الله أن يغفر لي» (برنابا ٧٠ : ١ ـ ٧) «وأراد المسيح أن يخرج بطرس فشفع له التلاميذ ثم هدده ثانيا ألا يكرر مقالته الكافرة هذه» (برنابا ٨ : ١١).

(٢) يقول مستر فلك والدكتور كود وبرنتس وهو الملقب بالمرشد الفاضل في لسان «جويل» أن بطرس رئيس الحواريين غالط فيما كتبه وجاهل بالإنجيل وقد ضل عن الإيمان الصحيح بعد نزول روح القدس ، لا فحسب بل ويصرح «جان كالدين» أن بطرس ابتدع في الكنيسة بدعا جارفة وأخاف المسيحية بها واستلب منها حريتها وجعل التوفيق المسيحي تحت رجليه».

٤٦٢

فلما عرفوه أخذوا يصرخون مرحبا بك يا إلهنا! وأخذوا يسجدون له كما يسجدون لله. فتنفس الصعداء وقال : انصرفوا عني أيها المجانين لأني أخشى أن تفتح الأرض فاها وتبتلعني وإياكم لكلامكم الممقوت. لذلك ارتاع الشعب وطفقوا يبكون» (برنابا ٩٢ : ١٩ ـ ٢٠) (١).

والحق ان المسيح (عليه السّلام) لم يدع الألوهية ولا أنه ابن الله ولم يخلد بخلده هذه الدعوة العارمة ، ولا يوجد في الكتب المقدسة صريح ولا ظاهر في هذه الدعوى إلّا بعض المتشابهات ك «أنا والآب واحد؟؟؟؟» (لوقا ١٠ : ٣٠) وهنا «الآب» اليونانية بمعنى الخالق دون الأب بمعنى الوالد ، وقد تعنى الوحدة بالغ مقام التسليم للخالق ، حيث الوحدة في الكيان ذاتيا أو صفاتيا أو بين الخالق والمخلوق مستحيلة ذاتيا.

ذلك وكما في محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) (ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى. فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى) (٥٣ : ٩) فإن مقام التدلي أرقى مقامات القرب.

وأما «هذا هو الذي أتى بماء ودم يسوع المسيح. لا بالماء فقط بل بالماء والدم. والروح هو الذي يشهد لأن الروح هو الحق ، فإن الذين يشهدون (في السماء) هم ثلاثة (الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد.

__________________

(١) وهكذا يشهد على عبوديته لله الأرض والسماء قائلا : «أشهد أمام السماء وأشهد كل شيء على الأرض إني برىء من كل ما قد قلتم ، لأتي إنسان مولود من امرأة فانية بشرية وعرضة لحكم الله ، مكابد شقاء الأكل والمنام وشقاء البرد والحر كسائر البشر لذلك متى جاء الله ليدين يكون كلامي كحسام يخترق كل من يؤمن بأني أعظم من إنسان» (برنابا ٩٣ : ١٠ ـ ١١ و ٩٤ : ١ ـ ٣).

ويعتبر من يدعوه إلها ضالا مستحقا للمقت : «إنكم قد ضللتم ضلالا عظيما أيها الإسرائيليون لأنكم دعوتموني إلهكم وأنا إنسان ، وإني أخشى لها أن ينزل الله بالمدينة المقدسة وباء شديدا مسلما إياها لاستبعاد الغرباء ، لعن الله الشيطان الذي أغراكم بهذا ألف لعنة» (برنابا ٩٢ : ٢ ـ ٤).

٤٦٣

والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة) الروح والماء والدم والثلاثة هم واحد» (الرسالة الاولى ليوحنا ٥ : ٦ ـ ٨).

أما هذه فليست ككل من الآيات الإنجيلية ، فإن بين الهلالين منها ـ الذي هو من مستندات التثليث ـ مقحمة ملحقة من المثلثين كما يشهد له أقدم النسخ وكبار وعلماء الإنجيل (١).

__________________

(١) هنا (في السماء) و (الآب .. ـ إلى ـ هم ثلاثة) لا توجد في أقدم النسخ وكما تصرح بذلك الترجمة العربية عن الأصل اليوناني ـ التي هي مدار النقل في كتبنا كلها ـ فإن التنبيه الموجود في أول الكتاب المقدس هكذا» والهلالان () يدلان على أن الكلمات التي بينها ليس لها وجود في أقدم النسخ وأصحها ١.

إذا فتصريحة التثليث هنا الحاقية زيدت بأيدي الدساسين وكما يقول كبار المحققين من علماء الإنجيل أمثال كريسباج ـ شولز ـ هورن ـ المفسر الإنجيلي الكبير رغم تعصبه في الحفاظ على الأناجيل حيث يقول : هذه الجملة الحاقية يجب حذفها عن الإنجيل ، وقد تبعه جامعوا تفسير هنيري ـ اسكات آدم كلارك ، ثم اكستائن وهو من أعلم علماء التثليث ومرجعهم حتى الآن لا ينقل هذه العبارة في رسالاته العشر التي كتبها حول هذه الرسالة الإنجيلية ، إذا فلم تكن عبارة التثليث هذه في الإنجيل حتى القرن الرابع زمن اكستائن.

ذلك وقد تكلف اكستائن في إثبات الثالوث في مناظرته مع فرقة ايرين المنكرين له تكلفه في الآية (٨) قائلا : إن الماء هنا هو الآب والدم هو الابن والروح هو روح القدس.

فلو كانت تصريحة التثليث موجودة في زمنه في هذه الرسالة الإنجيلية لما اضطر إلى ذلك التكلف البارد ، والصحيح أن القصة من هذه الثلاثة نفس المسيح بجزئية الجسماني والروحاني.

وممن صرح بذلك الإلحاق القسيس الدكتور فندر الإلماني في ميزان الحق ، ويكتب المفسر الشهير هورن ١٢ صحيفة في التفتيش عن هذه الجملة وقد لخصها جامعوا تفسير هنري واسكات كالتالي :

لا توجد هذه العبارة في النسخ اليونانية قبل القرن ١٦ م فهي إذا ملحقة في نفس القرن ٢ لا توجد في المطبوعات الأولى ثم نراها بعدها ٣ لا توجد في شيء من التراجم إلّا اللاتينية بقلة ٤ لم يستدل لها أحد من القدماء والمؤرخين الكنيسيين ٥ زعماء بروتستانت الروحيون هم بين مسقط لهذه العبارة ومبق لها علامة بضميمة علامة الشك والتزييف.

٤٦٤

وأما «في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله. هذا كان في البدء عند الله. كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان. فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس. والنور يضيء في الظلمة والظلمة لم تدركه» (يوحنا ١ : ٥). (١) فمن قال لكم إن «الكلمة» هو المسيح حتى يكون هو الله؟ فقد تعني كلمة التكوين كما و :

(إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (٣٦ : ٨١) والقول وهو الكلمة يرمز إلى نفاذ أمره في كل خلقه.

وهذه الكلمة لها واجهتان ، الأولى هي القدرة الذاتية فهي هي الله : «وكان الكلمة الله» والثانية هي القدرة الفعلية فهي فعل الله : «والكلمة كان عند الله» حيث القدرة الفعلية ناشئة عن القدرة الذاتية ، فالقدرة الفعلية هي عند القدرة الذاتية لأنها ناشئة عنها كما أن الصفات الفعلية كلها ناشئة عن الصفات الذاتية وهي الحياة والعلم والقدرة.

إذا ف «في البدء كان الكلمة» هي القدرة الذاتية عبارة أخرى عن الذات ، و «الكلمة كان عند الله» هي القدرة الفعلية التي كانت عند الذاتية.

ذلك ف (لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ) ترفيعا للمسيح الرسول الى محمّد الله المعبود المرسل ، وهنا ينبري رسولنا العظيم قائلا : «لا تطروني كما أطرت النصارى

__________________

(١) من ميزات هذه النسخة ما يلي : الكتاب المقدس أي كتب العهد القديم والجديد ـ معارف عمومية نظارت جليلة ٦ شباط ٢٢١ تاريخبلو و ٤٧٩ و ١٦٨٧ نومرولي رخصتنامة سيله طبع أو لنمشدر ـ BI ٢٨١.bLe ٢ ndet.Ref وقد ترجم من اللغة اليونانية طبع في المطبعة الامريكانية في بيروت سنة ١٩٠٦.

٤٦٥

عيسى بن مريم (عليهما السلام) ، فإنما أنا عبد فقولوا : عبد الله ورسوله» ، (وَلا تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَّ) كما هو حق في واقعه عقليا وكتابيا.

(إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ) لا ابن الله ، هو (رَسُولُ اللهِ) كسائر الرسل فما هو بدعا من الرسل (وَكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ) الكلمة التكوينية تصديقا لما وعده في كلمة تدوينية ، ومثالا مثيلا لآية منه علما وقدر ، (أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ) إلقاء للنطفة الرجولية دون أن ترى صلبا ، كما وأن آدم لم ير صلبا ولا رحما و (إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (٣ : ٥٩) (١).

(وَرُوحٌ مِنْهُ) من فعله لا من ذاته فإن ذاته سبحانه لا روح ولا جسم ولا مبعض أيا كان ، فإنما «منه» صدورا خلقيا لا ولاديا ولا تبدّلا لذاته التجردية إلى ذات مادية (٢) ف

«هي روح مخلوقة خلقها الله في آدم وعيسى» (٣).

__________________

(١) للاطلاع على المسيح الكلمة وروح منه راجع الفرقان ٢٨ : ٤٥٢ ـ ٤٥٥ و ١٦ : ٢٩١.

(٢) الدر المنثور ٢ : ٣٤٩ ـ أخرج البخاري عن عمر قال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله سلّم) قال : من شهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبد ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق أدخله الله من أبواب الجنة الثمانية من أيها شاء على ما كان من العمل.

(٣) نور الثقلين ١ : ٥٧٧ في أصول الكافي عن حمران قال سألت أبا عبد الله (عليه السّلام) عن قول الله عز وجل (وَرُوحٌ مِنْهُ) قال : هي ..

وفيه في كتاب التوحيد بإسناده إلى أبي جعفر الأصم قال : سألت أبا جعفر عليهما السّلام عن الروح التي في آدم والتي في عيسى ما هما؟ قال : «روحان مخلوقان اختارهما واصطفاهما روح آدم وروح عيسى صلوات الله عليهما».

أقول ذلك الاختيار والاصطفاء يعم بعديهما : آية خارقة للعادة وفضيلة ، وروح محمد وآله الطاهرين مفضّلة على روحيهما في الفضيلة وكما فيه عن إكمال الدين وتمام النعمة بإسناده إلى المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السّلام قال قال ـ

٤٦٦

ذلك وكما أن روح آدم (عليه السّلام) منه : (فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي) (١٥ : ٢٩) وكذلك أرواح بنيه ككل : (.. وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ. ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ. ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ) (٣٢ : ٩).

ف «روح منه» كما «روحنا» (١٩ : ١٧ و ٢١ : ٦٦ : ١٢) ك «من روحه» هنا مهما امتازت روح المسيح (عليه السّلام) بميزتي خرق العادة والمحتد الروحي الرسالي ، ولكن روح محمد وأرواح المحمديين من عترته هي روح الأرواح كلها ، محلقة على الروحيات والروحانيات كلها.

ويعجب الإنسان ـ وهو يرى وضوح القضية بكاملها ـ من فعلة الهوى ورواسب الوثنية التي عقّدت قضية المسيح هكذا الوقيح أن ألهوه ثم اختلفوا فيما اختلقوه.

(فَآمِنُوا بِاللهِ) أنه الله «ورسله» أنهم رسل الله ، دونما تداخل بين الرسالة والألوهية ولا تبدل «ولا تقولوا» آلهة «ثلاثة» على مختلف التفسير الثلاثي : أنها إله واحد أو (ثالِثُ ثَلاثَةٍ) إله الأصل أو المسيح ، أو الثنوية المريمية تناسيا عن الإله الأصل «انتهوا» عن هذه الهرطقات يك (خَيْراً لَكُمْ) من ذلك الشر الطليق الحميق.

(إِنَّمَا اللهُ إِلهٌ واحِدٌ) في ذاته وصفاته ومعبوديته وسائر شؤون ألوهيته

__________________

ـ رسول الله (صلّى الله عليه وآله سلّم): «لما أسري بي إلى السماء أوحى إلى ربي جل جلاله فقال : يا محمد! إني اطلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها فجعلتك نبيا وشققت لك من اسمي اسما فأنا المحمود وأنت محمد ثم اطلعت ثانية فاخترت منها عليا وجعلته وصيك وخليفتك وزوج ابنتك وأبا ذريتك وشققت له اسما من أسمائي فأنا العلي الأعلى وهو علي وخلقت فاطمة والحسن والحسين من نوركما ثم عرضت ولايتهم على الملائكة فمن قبلها كان عندي من المقربين».

٤٦٧

وربوبيته (سُبْحانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ) ولماذا يتخذ ولدا ، ألكي يتخلص عن غربة إلى معين يرثه و (لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً) عن نفسه وعن كل خلقه فلا يحتاج إلى وكيل.

ولن تستقيم تصورات الناس وحيوياتهم إلّا بتمحيص حقيقة التوحيد من كل غبش أن يعرفوا الصلة بينهم وبين ربهم ، وكذا الانفصالة في هذا البين ، فهو باين عن خلقه وخلقه باين منه ، لا هو في خلقه ولا خلقه فيه ، فكلما عند الله لا يوجد عند خلقه وجدان الألوهية والربوبية ، وما عند الخلق لا يوجد عند الخالق ذاتية او صفاتية أو افعالية ، اللهم ألّا عندية التخليق لا من ذاته ، إنما لا من شيء أو من شيء هو أبدعه.

واما الصلة فهي انه إلههم وهم المألوهون ، وهو ربهم وهم مربوبون ، هو خالقهم وهم مخاليق ، هو مالك لهم وهم مماليك ، وهم كلهم سواء في أصل العبودية له والحاجة إليه ، وإنما يتفاضلون في درجات العبودية لا سواها.

(لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَلَا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً) (١٧٢).

واين الاستنكاف وهذه الأناجيل على ما فيها من تحريفات وتجديفات تصرح عشرات المرات أن المسيح عبد لله خالصا مخلصا له الدين (وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبادَتِهِ) أيا كان مسيحا أو الملائكة المقربين (وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً).

وهنا التعبير عن عيسى ب «المسيح» وتوصيف الملائكة ب «المقربين» تلميح إلى سبب في «لن» استنكافا واستكبارا ، حيث المسيح ممسوح برحمة خاصة من الله والملائكة مقربون بما قربهم الله ، ومن الجهل ذلك التكريم العظيم بالنسبة لمن يستنكف عن عبادة المكرّم ويستكبر!.

٤٦٨

ومن ثم (وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ) صيغة عامة تشمل كافة المستنكفين عن عبادته والمستكبرين ، ممسوحين أو مقربين كالمسيح والملائكة ، أو مغرّبين كالطواغيت ، (فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً) صالحين وطالحين دون أن يفلت منهم فالت ومن ثم :

(فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذاباً أَلِيماً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً) (١٧٣).

فالإيمان بالله ورسله وعمل الصالحات التي تصلح لساحة الربوبية هما الضمانان الوافيان ل (فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ) (١) ثم الاستنكاف عن عبادته والاستكبار ضمانات لأليم العذاب ثم (وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً).

(يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً) (١٧٤).

«برهان» بيان للحجة وتبيان للمحجة ، فهو القرآن ومعه رسول القرآن فإنه بيان للقرآن تفسيرا وتأويلا علميا وعمليا وبلاغيا ، ثم (نُوراً مُبِيناً) هو القرآن : (ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (٤٢ : ٥٢).

كما وهو نبي القرآن الذي ينير الدرب في الاستنارة بأنوار القرآن : (يا

__________________

(١) الدر المنثور ٢ : ٢٤٩ عن ابن مسعود قال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله سلّم) في قوله (فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ) قال : أجورهم يدخلهم الجنة ويزيدهم من فضله الشفاعة فيمن وجبت لهم النار ممن صنع إليهم المعروف في الدنيا.

٤٦٩

أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتابِ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ. يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (٥ : ١٦).

أجل وإن الرسول هو النور المنزل من ساحة الربوبية كما القرآن نور : (فَاتَّقُوا اللهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً. رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللهِ مُبَيِّناتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) (٦٥ : ١١).

(فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِراطاً مُسْتَقِيماً) (١٧٥).

الاعتصام بالله تعم الاعتصام بشرعته إلى الاعتصام بتوفيقه ، والمعتصم الأوّل هو القرآن ومعه على ضوءه رسول القرآن ، برهان من ربكم ونور مبين.

و (رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِراطاً مُسْتَقِيماً) ذلك المثلث البارع هو نتيجة الإيمان بالله والاعتصام به ، حيث يدخلهم الله فيه في مثلث النشآت دنيا وبرزخا وعقبى.

(يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَها نِصْفُ ما تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُها إِنْ لَمْ يَكُنْ لَها وَلَدٌ فَإِنْ كانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كانُوا إِخْوَةً رِجالاً وَنِساءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (١٧٦).

لقد لمحّنا إلى هذه عند البحث عن آية الكلالة الأولى وأن هذه تخص كلالة الأبوين والأولى تعم كلالة الأب إلى الأم قضية آية (وَأُولُوا الْأَرْحامِ) فإن

٤٧٠

المنتسب بالأبوين أقرب وأولى من المنتسب بأحدهما ، ثم المنتسب بالأب أو الأم هما سيان في قرب النسبة لو لم يقدم المنتسب بالأم.

وهنا «يستفتونك» بحذف مورد الفتوى قد تتقيد بأنها في الكلالة قضية الجواب : (قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ).

ولأن السؤال والجواب من الكلالة ليس إلّا عمن بعد الطبقة الأولى التي هي الأصيلة غير الكليلة ولا الكلالة ، وأن «له أخت» تختص الوارث ب «أخت» في طبقتها ، بذلك كله نعرف أن هذا الميراث لا يعني إلّا عند فقدان الطبقة الأولى ولدا كما ذكر ووالدين كما يفهم (١) اللهم إلّا الزوجان فإنهما لا طبقة لهما خاصة ، بل يرثان بصورة طليقة حسب الآية التي تبين ميراثهما.

ثم الظاهر من «أخت ـ هو ـ إخوة» ما لم تتقيد ، أنهم الإخوة من الأبوين ، ثم آية الكلالة الأولى تؤكد هذا لظاهر وتجعله نصا في الإخوة من الأبوين ، لمكان الفرق بين الفرضين ، وآية اولوا الأرحام تقرر كضابطة أن الأقرب إلى المورث هو الأولى ، فمن الأولوية مزيد الميراث كما هنا حيث يزيد على الميراث المقرر للكلالة في الآية الأولى.

ومنها أن في مجتمع الكلالة من أبوين ومن أحدهما يختص الميراث بكامله بالأولين لمكان الأقربية والأولوية ، كما في مجتمع الكلالة من أب والكلالة من أم يرثان مع بعضهما البعض ، مهما كان لكلّ نصيب من ينتسب إليه.

وضابطة (لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ) كما هي ثابتة (فِي أَوْلادِكُمْ) كذلك في الكلالة من الأبوين ، ثم في غير هذه الكلالة والأولاد بحاجة إلى دليل آخر.

__________________

(١) نور الثقلين ١ : ٥٧٩ في الكافي بسند متصل عن جميل بن دراج عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليهما السّلام قال : إذا ترك الرجل أباه أو أمه أو ابنه أو ابنته إذا ترك واحدا من هؤلاء الأربعة فليس هم الذين عنى الله في كتابه (قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ).

٤٧١

و «ولد» هنا كما في (يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ) تعم الأنثى إلى الذكر ، فحتى إذا خص بالأنثى لا يعبر عنها ب «ولدة» فكيف يدعى أنه فقط الذكر.

ثم «ولد» كما تعني الولد دون وسيط كذلك الولد بوسيط أو وسطاء ، فالأولاد ما نزلوا كما الآباء ما علوا هم من الطبقة الأولى مهما لم يرث البعيد ما كان القريب حيّا.

فالأخت تأخذ النصف فرضا إذا كانت واحدة وتأخذ الباقي ردا إن لم تكن هنا زوجة فإنها تأخذ الربع والباقي يرد عليها ، وفرض الواحدة لرعاية الزوج إن كان ، وكذا إن لم يكن أجداد أو جدات.

ثم (وَهُوَ يَرِثُها إِنْ لَمْ يَكُنْ لَها وَلَدٌ) لم يحدد بالنصف لأن الأخ يرث كل ما يرثه فرضا ، فإن كان للأخت زوج فله نصف ما تركت والباقي للأخ ، وإن لم يكن لها زوج ولا أجداد أو جدات فله المال كلّه لذلك (وَهُوَ يَرِثُها) طليقة دون نصف أم سواه.

ثم (وَإِنْ كانُوا إِخْوَةً رِجالاً وَنِساءً) تعم الإثنين فما زاد كما أن «ما فوق اثنتين» في حقل البنات شملت الاثنتين فما فوقهما ، وهنا (لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ) من المال كله إن لم يكن للمورث زوج أو زوجة أو جد أو جدة ، وإلا فبقية ما ترك حيث الأزواج يرثون من الأصل.

وضابطة (حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ) هنا ثابتة في عديد الكلالة المختلفين وأما المتفقين فالثلثان للأختين والأخوات فرضا والباقي ـ ان كان ـ ردا ، وأما الأخوان أو الإخوة فلهم المال كله أمّا تبقى بعد زوج أو زوجة كما (وَهُوَ يَرِثُها).

والظاهر من ناصية الآية أنها تقسيم ميراث الإخوة والأخوات إذا انحصر

٤٧٢

وراثهم بأمثالهم ، دون المشاركين الآخرين أزواجا وجدودا وجدات ، وإذا يستقيم التقسيم دون أي تقدير كالتالي :

لأخت واحدة النصف فرضا والباقي ردا ، ولأخ واحد المال كله ، ولأختين فصاعدا الثلثان بالسوية فرضا والباقي ردا ، وللإخوة دون أخت أو أخوات المال كله بالسوية ، ثم (وَإِنْ كانُوا إِخْوَةً رِجالاً وَنِساءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ) من المال كله.

وأما عند المشاركة مع الوارثين الآخرين في نفس الطبقة أو مع أحدهما فلكل نصيبه حسب ما فرض الله.

٤٧٣
٤٧٤

الفهرس

محظور الاكل بالباطل في مترامي أطرافه وأعرافه «إلاّ أن تكون تجارة من تراض منكم» وما أِشبه ـ قول فصل حول شروط التجارات وسائر المعاملات.................................................................. ٨ ـ ٢١

كيف ترك كبائر السيآت کفر السآت؟.................................... ٢١ ـ ٢٩

هل يرث موال من متروكات؟................................................ ٣٤ ـ ٣٦

لا تعني «الرجال قوامون على النساء» فضلهم عليهن إنما هوواجب الحراسة عليهن.. ٣٦ ـ ٤٨

نشوز كلَّ من الزوجين وأحكامه العادلة بينهما في وقل فصل..................... ٤٨ ـ ٦٠

«لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى ..» في بحوث فاسحة......................... ٧٥ ـ ٩٠

ما هو حدود الشرك غير المغفور واين هو في قول فصل........................ ٩٨ ـ ١٠٩

تزكية النفس المحظورة والمحبورة وما بينهما؟................................... ١١٠ ـ ١١٣

كيف يفضَّلون المؤمنين على الكافرين!.................................... ١١٥ ـ ١١٨

كيفية دائم العذاب في النار بنفسج الجلود ،فما هي الجلود؟................. ١٢٢ ـ ١٢٦

من هم «أولي الامر منكم» على ضوء آته ف حوار بن المذاهب............ ١٣٢ ـ ١٤٨

شفاعة الرسول في حقل الاستغفار وأبعادها؟............................... ١٥٢ ـ ١٥٦

هولاء الأربح هم اللذين انعم الله عليهم................................... ١٦٠ ـ ١٦٨

واجب القتال في سبيل الله والمستضعفين................................... ١٧٩ ـ ١٨١

كيف «كلَّ من عند الله»؟ و «ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك»   ١٨٨ ـ ١٩٥

«أفلا يتدبرون القرآن»؟ فکف فتدبره.................................... ١٩٨ ـ ٢٠٣

كلام حول صالح الاستنباط وطالحه...................................... ٢٠٣ ـ ٢٠٨

شفاعة حسنة وشفاعة سيئة : أو ليس بيع العشب ممن يعملع خمرا من شفاعة سيئة؟! ٢١٠ ـ ٢٢٧

التحيات الاسلامية في قول فصل .. يجوز او يجب ـ رد السلام على الكفار إلاً. ٢١٥ ـ ٢٢٧

أقسام قتل المؤمن خطا وعمدا ، وهل دية الخطأ على العاقلة؟! هل يعم «تحرير رقبة مؤمنة»

تحرير سجناءهم؟ ما هو قتل المؤمن متعمدا الذي عليه اشد العذاب؟.......... ٢٣٧ ـ ٢٥٧

٤٧٥

في حقل الجهاد........................................................ ٢٦٤ ـ ٢٧٣

المستضعفون الثلاثة صالحون وطالحون وعوان بينهما في قول فصل............. ٢٧٣ ـ ٢٨٤

صلاة الخوف والسفر في بحوث فقهية ، هل نقصر اليوم من الصلاة في ثمانية فراسخ وبهذه الوسائل السريعة؟!  ٢٨٨ ـ ٣١٤

أبعاد حاكمية الرسول (ص) بما أراد الله؟.................................. ٣١٧ ـ ٣٢٤

النجوى المحظورة والمحبورة؟................................................ ٣٣١ ـ ٣٣٦

ماهي «سبيل المؤمين»؟ وليس للنبي نفسه سبيل؟........................... ٣٣٦ ـ ٣٣٩

كيف «إن يدعون من دونه إلا إناثاُ» وهن طرف ضئيل من المعبودين من دون الله؟! ٣٤١ ـ ٣٤٢

ما ذا تعنى «فليثيرن خلق الله»؟ هل تشمل حلق اللحى وما أشبه؟............ ٣٤٤ ـ ٣٥٢

ليس الجزاء ثوابا وعقابا بالجنسية الطائفية او ذكورة وانوثة قائما «من يعمل سوء يجز به أيأ كان ٣٥٣ ـ ٣٥٧

يتامى النساء نشوز البعولة ـ استحالة عدل بين النساء وامكانية الآخر وهو المفروض ٣٦٠ ـ ٣٧١

«کونوا قوامن بالقسط ولو .. على الوالدين» خلا فاللفتوى الشهيرة.......... ٣٧٦ ـ ٣٨٢

حظر القعود مع الظالمين إلاّ............................................. ٣٨٨ ـ ٣٩٠

«لن يجعل الله الكافرين على المؤمنين سبيلاً» في بحث فصل.................. ٣٩٢ ـ ٣٩٧

الجهر بالسوء من القول محظورا ومحبورا وما بينهما ـ الموارد المستثناة من حرمة الاغتياب ٤٠٨ ـ ٤١٦

«وما قتلوه وما صلبوه» في حوار اسلامي مسيحي ـ استمرارية حياة المسيح حتى يقوم وفي الأمر الحجة بن الحسن المهدي عليه السلام ـ عشرة كاملة من مقربات طول حياته (ع)....................................... ٤٢٣ ـ ٤٤٤

أسطورة الأقاليم لها أبعاد وثنية ـ حوار اسلامي مسيحي حول كيان المسيح...... ٤٦٠ ـ ٤٧٠

حكم كلالة الاب او الاتم أمام كلالة الابوين.............................. ٤٧٠ ـ ٤٧٣

٤٧٦