نهر الذّهب في تاريخ حلب - ج ٢

كامل البالي الحلبي [ الغزي ]

نهر الذّهب في تاريخ حلب - ج ٢

المؤلف:

كامل البالي الحلبي [ الغزي ]


المحقق: الدكتور شوقي شعث ومحمود فاخوري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: منشورات دار القلم العربي ـ حلب
المطبعة: مطبعة الصباح
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥١٨

وله رحبة فسيحة وقبلية واسعة في جهته الشرقية وكان استولى عليه بعض الفرنج واستعمله مربطا لدوابه فتنبه له بعض المسلمين واستخلصه بمعونة (الفاضل الشيخ أحمد شنون) في يوم مشهود وهو الآن متوهن وقبليته يعلم فيها الأطفال وتصلى فيه الأوقات السرية والظاهر أنه كان مشتملا على بعض حجرات في جهته الجنوبية لما يرى من آثاره.

مسجد زقاق الشيخ نعسان

وهو صغير عامر تصلى فيه الأوقات الجهرية ومحله الزقاق المذكور الكائن في جنوبي الجادة الموصلة إلى باب أنطاكية تجاه الزقاق الذي يصعد منه إلى الجامع الكيزواني.

مسجد الحرام

محله في الصف الجنوبي من الجادة الكبرى النازلة من تجاه خان الطاف ، وهو مسجد صغير ملاصق مدار محرم وكان استولى عليه بعض الناس واستعمله مصيفا للمدار المذكور ثم شعر به أهل المحلة فاستردوه وعمروه وأقاموا فيه الصلاة.

مسجد تحت باب أنطاكية

على يمين الداخل وهو قبلية فقط تقام فيه الصلاة وفوقه بقليل مسجد يقام فيه ذكر. ويقال إن الشيخ علي الرومي مدفون فيه وأظن أن المدفون فيه هو (محمد بدر الدين) المتوفى سنة ٧٤٢ وهو باني المكانين.

مسجد القمري

محله في زقاق عربي كاتبي وهو صحن وقبلية. مكتوب على قبليته : جدد هذا المكان المبارك الفقير شمس الدين سنة ٩٩٠ من الهجرة. وفيه حجرة لتعليم الأطفال

المسجد العمري

محله بوابة الصفصاف وهو كسابقه وقد دثر وعمر من وصية بعض أهل الخير.

٦١

مسجد جادة البرقة

محله الجادة المذكورة التي هي أول جادة تصعد للجلوم مما يلي باب أنطاكية على يمنة الداخل وكانت تعرف قديما بدرب البزارة وهو مسجد صغير مشتمل على صحن وقبلية.

سميت هذه الجادة بجادة البرقة إضافة إلى حجرة البرقة وهي حجرة مرصوفة بالأرض في الصف الشرقي من هذه الجادة طولها ذراع وعرضها نصف ذراع وثخانتها كذلك تقريبا وفي أعلى الجدار المقابل لها كوة وراءها جدار آخر مرصوف في أعلاه صخرة مكتوبة بخط غير مقروء يزعمون أن من كان بظهره برقة أي تشنج وجلس على الحجرة الأولى ونظر في الكوة إلى الحجرة المكتوبة في الجدار الذي وراءها فإنه يشفى من تشنجه لوقته قلت : ولا يبعد ذلك لأن الجالس على الحجرة المذكورة لا يمكنه أن يرى الحجرة المكتوبة من الكوة حتى يقيم ظهره ويمططه ملصقا إياه في الجدار فيتخلخل ظهره بهذا العمل وينفك تشنجه.

مسجد الزيتونة

هو زقاق الصليبة صغير مشتمل على سماوي وقبلية تصلى فيه الأوقات الجهرية وفيه زيتونة.

مسجد الزيتونة

هو زقاق الزيتونة وهو غير الأول صغير مشتمل على سماوي وقبلية وتصلى فيه الجهرية وفيه زيتونة أيضا.

جامع الكميني

في أواخر سوق السقطية في الصف الموجه غربا وهو رحبة صغيرة وقبلية تصلى فيها الأوقات السرية والجمعة. ونفقة هذا الجامع من دالية فيه معرشة على سطحه تحمل مقدارا عظيما من الحصرم فيباع وتعطى من ثمنه وظيفة الإمام والخادم وباقي حوائجه.

٦٢

المدرسة اليشبكية

برأس سوق النشابين المعروف الآن بسوق العبي. بناها الأمير (يشبك بن عبد الملك) في سنة ٨٢٤ ووقف عليها السوق الذي بناه بقربها وغيره وهي الآن معطلة ومسجدها معمور تقام فيه السرية والجمعة.

وكان في جانب هذه المدرسة مكتب من بناء يشبك المذكور لا أثر له.

مسجد الشيخ معروف

محله في أواسط سوق الضرب بالصف المتجه شمالا. وهو ليس بمسجد إنما هو مدرسة كانت تعرف باسم الشادبختية نسبة إلى منشئها الأمير جمال الدين شادبخت الخادم الهندي الأتابكي ، كان نائبا عن نور الدين محمود بن زنكي بحلب. وعرفت أيضا بالعديمية نسبة إلى أحد مدرسيها من بني العديم. وأما الشيخ معروف المنسوبة إليه في عصرنا فهو رجل يقول الناس عنه إنه أحد الأبطال الفداوية ولم أر له ترجمة. وعلى وجه الإجمال فإن هذه المدرسة معطلة فيها بعض خلوات ولها قبلية في وسطها ضريح يعرف بضريح الشيخ معروف ، وتقام فيها حلقة ذكر على الطريقة البدوية بعد صلاة عصر يوم الجمعة ولها أربعة حوانيت في جوارها في سوق الضرب.

كان يوجد تجاه هذه المدرسة مكتب أنشأه ناصر الدين الطواشي وفي قربها خانقاه أنشأها نور الدين بن زنكي سنة ٥٥٣.

كنيسة الرهبنة الفرنسيسكانية

وهي خاصة باللاتين

هذه الكنيسة باتصال خان الطاف من شرقية وهي من أعظم الكنائس النصرانية في حلب سعة ومتانة وشكلا وفي داخلها المكتب الذي تكلمنا عليه في الفصل الذي أثبتناه في المعارف في مقدمة الكتاب وقد بني سنة ١٢٧٦ ه‍ ـ ١٨٥٩ م على اسم القديس أنطون

٦٣

دي بارو صاحب التمثال القائم في وسط سماوي المكتب وكان الساعي به الراهب برنادو من أورليان.

يتصل بهذه الكنيسة من جهتها الشمالية دير عظيم يفصل بينهما الجادة ويوصلها ببعضهما قنطرة معقودة على الجادة يعلوها غرفتان فوق بعضهما.

كان ابتدئ بتأسيس هذه الكنيسة عن يد الرهبنة الفرنسيسكانية في حدود سنة ١٢٧٠ ه‍ ١٨٥٣ م ثم ظهر لهم من عارضهم في إتمامها فوقفوا عن العمل مدة ثم شرعوا به وانتهى بناؤها في حدود سنة ١٢٩٠ ه‍ ١٨٧٣ م وفي حدود سنة ١٣٢٠ ه‍ ١٩٠٢ م بنت هذه ، الرهبنة ديرا فسيحا عظيما في شمالي حلب باتصال مقابر اليهود القديمة ثم في أثناء الحرب العامة وضع الأتراك يدهم على هذا الدير وجعلوه مكتبا للصنائع وبنوا فيه من اللبن خلوات فسيحة أعدت لجلوس الأطفال ومحلا للأعمال وبعد خروج الأتراك من حلب أعيد إلى الرهبنة فأعادته ديرا كما كان.

المشهور بين الناس أن الكنيسة قد دخل في عمارتها حمّام قديم كان يعرف بحمام البنات ودار مضافة لأحمد موتياب باشا ، أما الحمام فمن المحتمل أن يكون داخلا في عمارة الكنيسة. وأما دار الحديث فسنبحث عنها في الكلام على محلة سويقة علي.

ومما له علاقة في هذه الكنيسة مكتب إناث حافل باتصال جامع العدلية من شماليه الغربي ، فتح في حدود سنة ١٢٧٩ ه‍ / ١٨٦٤ م.

مجيء الرهبنة الفرنسيسكانية إلى حلب

كان قدوم هذه الرهبنة إلى حلب سنة ٩٨٩ ه‍ ١٥٧٠ م وقد أقاموا في قاسارية الشيباني التي اتخذوها ديرا لهم.

السبلان

سبيل الأصفر وسبيل البهرامية وسبيل ملاصق دار الجلبي والسبيل الجديد لصيق المدرسة الأحمدية وسبيل جامع أبي يحيى في الجلوم الجواني وكلها سبق الكلام عليها في محلها وسبيل في الجادة الكبرى في جدار خان المركوبلي المعروف بالباكية من جهته الشمالية وهو قديم

٦٤

وجدده صاحب الخان المذكور. وقسطل في زقاق خان التوتن وحنفية في جدار جامع محرم لصيق المدار في الجادة الكبرى من جهتها الجنوبية وقسطل خان الكمرك في حضرته وسبيل في رأس سوق النشابين المعروف الآن بسوق العبي لصيق مدرسة (يشبك بن عبد الله) وهو من آثاره وقد جددته امرأة يقال لها رقية سنة ١٢٤٠ كما يفهم من الكتابة المحررة في أعلاه. وسبيل في آخر هذا السوق عند المفارق الأربعة ، مكتوب في صدره أبيات تركية بيت تاريخها ، مهلقا عائشة خانم روحيجون تاريخيله بيلانللي مصطفى باشا إيلدي بوسبيله دلكشاي سنة ١٢٣٦.

خاناتها وقياصرها

أعظم خاناتها بل خانات حلب وأعمرها خان الكمرك القديم المعروف بخان باشا الشهيد الصدر الأسبق إبراهيم خان زاده وهو من جملة أوقافه مدخله فيما بين سوق العفص وسوق الهواء. طوله من ظاهره مائة ذراع في عرض مثلها. وفي وسط رحبته جامع عظيم تقام فيه الأوقات السرية وفي جهاته الأربع حجرات واسعة ذات مخادع ومرافق على أسطحتها بيوت للأجانب الأوربيين وغيرهم يتصرفون بها بطريق الأجارتين ، باب هذا الخان عظيم مرتفع كأنه حصن مشيد مبني بالحجر الأصفر والأسود صفا صفا.

وخان الشيباني تجاه حمام عتاب جار في أوقاف بني الحسبي وخان الطاف لصيق الكنيسة الفرنسيسكانية جار في أوقاف موتياب أحمد باشا المتقدم ذكره وهو الذي قبله يتصرف الناس في بعض علوهما على طريق المرصد وخان المركوبلي المعروف بالبايكه لصيق البيمارستان النوري جار في أملاك بني المركوبلي ، وخان بني صولا في الصف المتجه إلى الجنوب على الجادة الكبرى النازلة من تجاه الكنيسة وكان هذا الخان دارا لبني الجلبي ثم اشتراها منهم بنو صولا وعملوها خانا وذلك في حدود سنة ١٣١٠ وخان الشيخ إبراهيم في زقاق المخازن وهو بايكه وخان الجورة في سوق الهواء ويعرف الآن بسوق باب انطاكية وخان الجورة وراء سوق الدهيشة قرب خان خيري بك.

حماماتها

حمّام عتاب ، كان ثلثاه جاريا في أوقاف المدرسة البزازية وعتاب المذكور كان شرابيا

٦٥

فباع لشخص شرابا وأمره أن يضع فيه ماء باردا ويشربه فلما فعل ذلك مات في الحال فرفع أمره إلى كافل حلب فأمر بإحضاره وإحضار البرنية (١) التي أخذ منها الشراب فارتاع لذلك وسقاه الوالي من الشراب الذي في البرنية فلم يعمل فيه شيئا ، فعند ذلك سألهم عتاب : من أي موضع أخذتم الماء؟ فقالوا : من جب في دارنا. فحضر رجال الدولة إلى هذه الدار ونظروا إلى الجب فإذا فيه حية عظيمة. وحينئذ عمد عتاب إلى إبطال صنعته وعمر هذا الحمام وصار يأكل من ريعه.

مدرها

وهي الأرحيّ التي تدار بالدواب

مدار (٢) الصليبة في زقاق الدرويش إسماعيل جار في أوقاف الزاوية الهلالية. ومدار محرم على الجادة الكبرى لصيق جامع محرم جار في أوقاف الحاج محرم. ومدار الماركوبلي في الجادة الكبرى لصيق خانه من غربيها. ومدار السودان في زقاق السودان. ومدار أبي شالة في زقاق خان التوتن. ومدار في ساحة الحبالين في الجلوم الجواني. وهناك مدار آخر.

أفرانها

فرن جادة البرقة وفرن المعصرة في الجادة الكبرى قرب مدار المار كوبلي وفرن الأصفر قرب جامع الأصفر وفرن الصليبة.

كرخاناتها (٣)

وهي المحلات التي تطبع فيها المناديل الحلبية

وتعرف أيضا بالبصمه خانه وهي كرخانة واحدة في زقاق السودان في الجلوم البراني.

__________________

(١) البرنية إناء من الخزف تستخدم للشراب.

(٢) المدار : تعني الطواحين.

(٣) وهي «المعمل». ويستعملها بعضهم تجاوزا للدلالة على بيت البغاء.

٦٦

بيوت القهوة

قهوة باب أنطاكية أمام الشعيبية ، وقهوة خان التوتن ، وقهوة البهرامية ، والقهوة الجديدة أمام السبيل الجديد وقهوة الكميني لصيق جامعه في السقطيّة ، وقهوة زقاق يبرق وتعرف بقهوة زقاق الشخاخ.

بقية الآثار القديمة التي كانت في هذه المحلة

مما كان في هذه المحلة من الآثار القديمة التي درست معالمها وجهل محلها حمام كان يعرف بحمام الزجاجين علمت ذلك من عبارة كتاب وقف الشيباني المؤرخ في سنة ٨٦٧ حيث قال في تحديد الخان والقاسرية (وجميع الخان الكائن تجاه حمام عتاب والقاسرية الملاصقة له الكائنة تجاه حمام الزجاجين).

المدرسة الزجاجية

المدرسة الزجاجية من الآثار القديمة التي درست معالمها وجهل محلها وقد بحثت عن موضعها كثيرا فلم يظهر لي على وجه التحقيق ولعلها كانت في هذه المحلة قرب زاوية مسجد أبي الدرجين. فقد ذكر بعض المؤرخين أنها خربت في حادثة التتار ثم نقلت أكثر حجارتها إلى المسجد المذكور وبنى بعض اليهود في موضع من عرصتها دارا ثم عمر فيها عدة دور وجهل محلها ولم يبق لها أثر.

هذه المدرسة أول مدرسة شافعية بنيت في حلب أنشأها بدر الدولة أبو الربيع بن عبد الجبار بن أرتق صاحب حلب وابتدأ بعمارتها سنة ٥١٦ ومنعه الحلبيون الشيعة عن إتمامها إلى أن استعان عليهم الشريف زهرة بن علي بن محمد بن إبراهيم الإسحاقي الحسيني فأتمها ودرس بها عدة أفاضل من علماء الشافعية وغيرهم.

وكان مدفونا في هذه المدرسة آق سنقر أبو سعيد بن عبد الله الملقب قسيم الدولة

٦٧

المعروف بالحاجب جد البيت الأتابكي المتوفي سنة ٤٨٧ وكان قبل ذلك مدفونا في قرنبيا (١) ثم نقله والده الى هذه المدرسة.

الأسر الشهيرة في هذه المحلة

من الأسر الشهيرة القديمة التي كانت في هذه المحلة أسرة بني الخشاب وهي مما لم يبق منهم أحد ينتسب إليها.

ومن الأسر التي لم يزل يوجد منها رجال محترمون موصوفون بالنباهة والمزايا الحسنة ، أسرة بني الكواكبي وقد ذكرنا في باب التراجم عدة رجال من نوابغهم. وممن كان مقيما في هذه المحلة من هذه الأسرة العالم الفاضل (أحمد بن مسعود) الكواكبي والد فقيد الوطن (عبد الرحمن بن أحمد) الكواكبي وأخيه السيد النبيه الكامل مسعود أفندي.

ومن الأسر القديمة أيضا في هذه المحلة أسرة بني طه المعروفين ببني الجلبي. وقد ذكرنا في باب التراجم عدة من رجالهم. ومن المتأخرين منهم الذين يستحقون الذكر المرحوم عبد القادر أفندي بن طه بن عباس المتوفى سنة ١٣٣٨ فهو الذي بنى العمارة على رأس جبل الجوشن قرب مشهد الشيخ محسن في شماليه ، وأنشأ في هذا الجبل عدة مناهل وحفر البئر السبيل قرب نهر الفيض وبنى عليها قنطرة ، وهذه الأسرة تنتسب إلى ولي الله الكليباتي المضافة إليه المقبرة الكائنة قرب محلة الكلاسة.

ومن الأسر المشهورة في هذه المحلة كذلك أسرة بني السياف المعروفين ببيت الجزار ، ومنهم المرحوم إبراهيم آغا الذي كان متسلما حلب في أيام الدولة العثمانية قبل دخول المرحوم إبراهيم باشا المصري إلى حلب. وأسرة بني الركبي وكانوا من سراة تجار حلب.

ومن الأسر المسيحية الشهيرة في هذه المحلة أسرة بني صولا وهي طليانية الأصل وقد وجد فيها عدة نوابغ. وكانوا من أعيان التجار والمزارعين.

__________________

(١) مشهد يقع بين حلب وقرية النيرب ، يعتقد أن الكلمة محرفة عن «مقر الأنبياء» ، هناك مسجد يحمل نفس الاسم عمر عام ٦٥٨ ه‍ ووسع عام ١٢٩٠ ه‍.

٦٨

الدور العظام في هذه المحلة

أكثر الدور العظام في هذه المحلة من الدرجة الأولى جارية في أوقاف بني الجلبي ومنها ما هو جار في أملاكهم وأعظمه الدار المعروفة بسراي الجلبي المتقدم ذكرها وقد أدركناها وهي عامرة فسيحة ذات غرف ومقاصير وحديقة كل غرفة منها تضاهي دارا عظيمة ولها في جانبها حديقة فسيحة فيها حوض يجري إليه الماء من دولاب في قربه وكانت الحكومة استعارتها مدة سنتين ونقلت إليها جميع مجالسها وداوينها فلم تضق عنها واستوعبتها كلها. ثم في هذه الأيام استخرج منها أهلها خانا تجاريا وعدة دور وذهب منها ذلك الرونق العظيم.

ومن الدور العظام في هذه المحلة من الدرجة الثانية دور بني الكواكبي ودور بني السياف ودور بني الركبي. انتهى الكلام على محلتي الجلوم الكبرى والصغرى.

٦٩

محلة العقبة (د) عدد

بيوتها ١١٠

الذكور

الإناث

المجموع

الأقوام

١٩٦

١٨٧

١٨٣

المسلمون

٩

١٦

٢٥

الروم الكاثوليك

٢

٠

٢

الأرمن الكاثوليك

٨

١١

١٩

الروم

١٣٣

١١٦

٢٤٩

الأرمن

٢

٠

٢

الكلدان

٥

٦

١١

السريان

٦

٧

١٣

الموارنة

٥٣

٦٧

١٢٠

اليهود

١٠٠

٤٥

١٤٥

الأجانب

٥١٤

٤٥٥

٩٦٩

الجمع

عقبة بني المنذر ، وسميت عقبة لنشوزها عن بقية أرض حلب ولا أدري وجه إضافتها لبني المنذر. ولعلهم أول من نزلها بعد الفتح. قال بعض مؤرخي حلب : إن الفضل بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس ، سكن حلب واختار هذه المحلة فبنى دوره فيها. وهي من أشرف نواحي حلب وأفضلها. حدها جنوبا سوق الهواء الممتد من باب انطاكية إلى تجاه جامع البهرامية وشرقا زقاق الميخانات (١) وشمالا بوابة قيس وتمامه

__________________

(١) وهي جمع ميخانه ، كلمة تركية أصلها فارسي تتألف من مقطعين «مي» وتعني الخمر و «خانه» وهي البيت ومدلولها الخمّارة.

٧٠

زقاق الهواء قرب باب الجنان وغربا جادة الخانات الكائنة وراء السور الممتدة من باب انطاكية إلى باب الجنان. وهي محلة طيبة المناخ لارتفاعها وخلوها من الماء الجاري وآبارها مالحة سحيقة وفيها آبار يجمع ماؤها من المطر ويكثر فيها البعوض في فصل الصيف والخريف وهي أسرع محلات حلب تأثرا بالزلازل وقل أن يوجد فيها غرفة عالية يسلم بناؤها من الخلل وسبب ذلك ارتفاع المحلة وعمق أسس البناء فيها بحيث يستغرق إتقانها نفقة طائلة قل من يستطيعها.

آثارها

جامع التوتة

داخل باب أنطاكية وهو أول مسجد اختطه المسلمون بحلب ، ولما فتحوها ودخلوا إليها من الباب المذكور وقفوا في موضع هذا المسجد وحفوا حوله بالتراس ثم بنوه مسجدا. وكان يعرف بالعمري لحدوثه في زمن سيدنا عمر رضي الله عنه ، ثم بالغضايري نسبة إلى عبد الحميد الغضائري نسبة إلى الغضائر وهي الأواني التي يؤكل فيها تعمل من خزف وغيره. وهذا الرجل أحد الأولياء من أصحاب السري السقطي وحج من حلب ماشيا أربعين حجة ، ثم عرف بمسجد شعيب نسبة إلى شعيب بن أبي الحسين بن أحمد الأندلسي الفقيه الزاهد وكان نور الدين يعتقده فعمر له المسجد مدرسة حين وروده إلى حلب ووقف عليها وقفا ورتبه فيها مدرسا على المذهب الشافعي ولم يزل مدرسا فيها حتى توفي سنة ٥٩٦ في طريق الحجاز. قلت : هذا المسجد الآن سماوي صغير مشتمل على حوض في غربيه ينفذ منه الماء إلى القسطل الذي على بابه أحدثه أهل المحلة وله منارة قصيرة فوق بابه وفيه قبلية صغيرة في شرقيها شبه حجرة فيها قبر لأحد الصالحين وبعض جدرانه باقية من آثار نور الدين رحمه الله والقدم ظاهر عليها ، وهو عامر تقام فيه الصلوات والجمعة وأوقافه جزئية قائمة بضرورياته.

وفي هذه المحلة أيضا مسجد في رأس زقاق الخواجه موجه شرقا تقام فيه الصلاة السرية ويوجد بعد بضع خطوات سبيل تجاه جنينة كان محلها حمام الخواجه ثم يكون جامع الخواجه وله منارة وتقام فيه الصلوات والجمعة مكتوب على حجر مرصوف بظاهر جدار قبليته

٧١

مما يلي الزقاق (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر (الآية) بسم الله الرحمن الرحيم جدد هذا المسجد المبارك ... العبد الفقير إلى الله تعالى عز الدين بن عبد الله الشماع رحمه الله وذلك في شهر رمضان المعظم سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة وتوفي سنة أربع وخمسين ... وسبعمائة) وعلى بابه (قد وقف لهذا الجامع خمس دكاكين واقعة في سوق الهواء المشهور بسوق خان التوتن) (في جنوبه) وفي جانب الباب على يمنة الداخل سبيل مستخرج من الجامع وعلى صفه بعد بضع عشرة خطوة مسجد يقال مسجد ديك العرش له رحبة وقبلية صغيرة يسكنه بعض الفقراء. وفي زقاق الأربعين مسجد يقال له مسجد الأربعين له باب على الزقاق المذكور وآخر من غربيه رحبة وقبلية متوهنة تصلى فيه الجهرية مكتوب. على باب القبلية :

أنعم بطيب معبد موطد للمتقين

أخلص في إنشائه فنعم أجر العاملين

نالوا من الله بأن يذكر فيه في كل حين

جدده آل التقى والبر والخير المبين

وقد أتى تاريخه في بيت شعر مستبين

كان لوجه الله تجديد مقام الأربعين

سنة ١١٤٧

وفي شرقي الرحبة منه قبور. وفي قبليته مقام يعرف بمقام الأربعين. وفي شرقي الرحبة بئر يقال إن ماءها ينفع من عضة الكلب وفي جنوبه الشرقي مغار يقال إنه أصل مقام الأربعين وله من الأوقاف دار في الزقاق المذكور وقفها من عهد قريب بعض أهل الخير ونصف دكان ودكان من وقفه القديم في سوق خان التوتن ويوجد في زقاق جامع الكيزواني مسجد خراب يقال له مسجد بيت عباتي استولى عليه بعض الناس واستنقذه منه أهل الخير سنة ١٣٠٤.

جامع القيقان

يوجد على حافة السور الموجه غربا مسجد يقال له جامع القيقان. وهو قديم ذكره صاحب كنوز الذهب ، قيل إن هذا المسجد كان مرقبا يقيم فيه اقاق الذي تكلمنا عليه في الكلام على النصارى في جزء المقدمة ثم جعل مسجدا وكان يصلي فيه الفضل بن صالح وبنوه الذين اختاروا السكنى في هذه المحلة وهو الآن رحبة صغيرة وقبلية وفي وسط رحبته

٧٢

بئر وفي ظاهر جداره الشمالي مما يلي الزقاق حجر منقوش بخط هروكليفي (١) يزعم الناس أن النظر فيه يزيل اليرقان.

جامع الكيزواني

هو في زقاقه. وهو جامع مرتفع عال له رحبة وقبلية فسيحتان. وله منارة مقطوعة من نصفها تقريبا. وكان له باب جميل يوجه جنوبا هدمه بعض الناس وأعاده على غير صورته الأولى والظاهر أن هذا الجامع قديم بدليل حجرة ظهرت في بئره مكتوب فيها أن نصف سوق الحرير في سرمين وقف عليه ونسبته إلى الكيزواني حادثة بسبب سكنى الشيخ (علي) الكيزواني فيه وهو الآن معمور تقام فيه الصلاة والجمعة. مكتوب على حجرة تحت منارته :

طلب الغفران من ربّ رحيم

يوسف في مصره عدل أمين

ابن أحمد الحافظ في عصره

قد حوى فضلا وعلما ودين

صاحب الخيرات في أيامه

جدد بيتا لقوم عابدين

أنزل الرحمن في آياته

ادخلوها بسلام آمنين

في دولة سلطان الزمان

سليمان له فتح مبين

كتب تاريخها بالأبجدية

الألف واللام والطاسين

الزاوية الكمالية

محلها الزقاق قرب جامع الكيزواني في شرقيه وهي سماوي متوسط السعة وقبلية بنسبته ولها منارة. ولشريف بن مصطفى السمان وقف تاريخ كتابه سنة ١١٨٧ شرط فيه عشرة قراء في هذه الزاوية يدفع لهم في الشهر ثمانية قروش من غلة وقفه.

سبلانها

سبيل زيدان قرب حمام بزدار : مكتوب على بابه (إن الأبرار يشربون (الآية) أنشأ هذا السبيل المبارك الحاج زيدان وسبيل العصافير في سوق باب أنطاكية وسبيلا تجاه زيدان) وهو بئر لها كوة على الجادة وكوة أخرى على دكان مدخلها من سوق الهواء موقوفة على

__________________

(١) هي هيروغليفية حثية وهي في غير مكانها الأصلي.

٧٣

مسجد إزدمر المعروف في زماننا بمسجد الحاج صديق أفندي الجابري بمحلة الفرافرة حفر البئر المذكورة في هذا المكان المرأة الحاجة كلفدان حظية محمد أفندي الجابري ووقفت له نصف دكان في سوق الباطية ونصفا آخر في سويقة علي وهي التي وقفت الدكان الموجود فيها البئر السبيل على المسجد المتقدم ذكره : سبيل جامع التوبة وسبيل جامع زقاق الخواجه وتقدم الكلام عليهما.

خاناتها وقاسارياتها

خان التوتن القديم وخان التتن الجديد في سوق الهواء ومجدد الثاني أحد الأغنياء اليهود وقاسارية في زقاق الأربعين.

حمّاماتها

لا يوجد في هذه المحلة سوى حمام واحد وهو حمام بزدار بذيل العقبة من جهة القبلة وكان بها حمام يقال له حمام الخواجه في زقاقه قد انهدم وصار في محله جنينة لبعض الناس.

مدرها

مدار واحد في زقاق الأربعين وفرن في هذا الزقاق أيضا. وفيها أيضا كرخانة واحدة ونحو سبع عشرة مصبغة نيل لكن نحو نصفها تابع الجلوم الكبرى وفي زقاق الهواء من العقبة الكائن قرب باب الجنان مزار لأحد الصالحين يعرف بالشيخ إسماعيل أبي السباع ويقال إنه أخو الشيخ معروف المدفون في المدرسة الكائنة في سوق الضرب وابن الدفين بالحوشنيه.

(الآثار المندرسة في هذه المحلة) كان في ذيل العقبة في الدرب المتوجه إلى جب أسد الله خانقاه تعرف بالتنبيه أنشأها الأمير جمال الدين أبو الثناء عبد القاهر بن عيسى المعروف بابن المتنبي كان يسكنها فوقفها عند وفاته في رابع عشر المحرم سنة ٦٣٩ وكان في هذه الخانقاه قبر لعله قبره. قلت : لا أثر للخانقاه الآن.

٧٤

الأسر الشهيرة في هذه المحلة

من الأسر الإسلامية الشهيرة في هذه المحلة أسرة بني مهروسة وعميدهم وجيه هذه المحلة.

ومن الأسر المسيحية الشهيرة التي كانت في هذه المحلة ، ثم انتقلت منها إلى غيرها من عهد قريب : أسرة بني سابا عائدة وكانوا من أعيان التجار المسيحيين.

الدور العظام في هذه المحلة

في هذه المحلة عدة دور عظيمة من الدرجة الثانية أكثرها مما بنته وأسسته أسرة بني سابا. وهي الآن جارية في ملك جماعة متعددين آلت إليهم بطريق الشراء من أفراد الأسرة المذكورة.

٧٥

محلة قلعة الشريف (د)

عدد بيوتها ١٣٢

الذكور

الإناث

المجموع

الأقوام

٤٩٠

٤٦٧

٩٥٧

المسلمون

 أسلفنا البيان عن هذه القلعة في الكلام على أسوار حلب فراجعه. وهي الآن محلة عامرة بالسكان جيدة الهواء جدا غير أن ماءها المعين سحيق الينابيع مر الطعم كما أشرنا إلى ذلك في الكلام على ماء حلب. حدها الآن قبلة وغربا وشرقا الخندق الذي فيه مغاير بعضها مستعمل مسلخا أي مذبحا للغنم وبعضها الآخر مستعمل لعمل الأوتار ومن غربي شماليها محلة داخل باب قنسرين وشرقيه سراي إسماعيل باشا التابعة محلة ساحة بزه.

آثارها

جامع العاشورية على حافة الخندق غربي المحلة وهو جامع عامر يدخل من بابه الخارجي إلى مدفن ومنه يرقى في درجات لتصل بالباب الداخلي وفوقه منارة قصيرة وله صحن متوسط في السعة في جنوبيه رواق داخله قبلية عامرة تقام فيها الجمعة. وفي غربي الصحن مصيف فسيح حسن المنظر تقام فيه الجهرية صيفا وفيه صهريج يجمع ماؤه من المطر وهذا المسجد قديم وفيه بعض جهات حديثة عهد عمرها المرحوم نيشنجي محمد باشا. مكتوب على بابه الداخلي قوله تعالى (في بيوت أذن الله أن ترفع الى آخره سنة ١٢٤٤) وعدة عرصات في المحلة وقف ذلك محمد باشا المذكور.

مسجد الشيخ سعيد الأسمر

محله ساحة الأعرج وهو مسجد صغير فيه قبلية في غربي شماليها قبر يقولون أن فيه رجلا

٧٦

يقال له الشيخ سعيد الأسمر يعتقده أهل المحلة ويروون له عدة كرامات والمسجد تقام فيه الجهرية.

مسجد العلمي

محله زقاق القسطل وهو خراب داثر.

مسجد الغندورة

محله زقاق الغندورة تقام فيه الجهرية وله ثلاث دور وقف عليه وعلى سبيل الغندورة الآتي ذكره.

مسجد الشيخ محمد التابتي

محله الزقاق المنسوب إليه تصلي فيه الجهرية وله دار وبعض أحكار.

قسطل عين البقرة

محله الزقاق المنسوب إليه وهو قسطل حافل عامر ينزل إليه ببضع وثلاثين دركة وقد سعى أهل الخير بتوسيع حوضه فصار أكثر من عشر بعشر وذلك سنة ١٣١١ وله من الأوقاف أربع دور في المحلة المذكورة وأحكار عديدة في جبل السن الكائن في المحلة أيضا ويوجد على الرأس الجنوبي من درج هذا القسطل صهريج يساق إليه الماء من قناة القسطل واسع عميق يبرد فيه الماء جدا حفر وعمر من مال المرحوم (محمد راجي بن محمد علي بيازيد) سنة ١٢٨١.

سبيل الغندورة

ملاصق جامع الغندورة من غربيه والوقف المذكور مشترك بينهما.

٧٧

محلة داخل باب قنسرين (د)

عدد بيوتها ١٩٣

الذكور

الإناث

المجموع

الأقوام

٦١١

٦٥٩

١٣٠٦

المسلمون

 قبلة حارة قلعة الشريف وخندق باب قنسرين وغربا الجلوم الكبرى والصغرى وشمالا ساحة بزي وهذا الحد يمتد من المفارق الأربعة الكائنة تجاه قهوة المحمص الملاصقة جامع العدلية مارا من وراء كنيسة الرهبنة الفرنسيسكانية حتى ينتهي إلى أواسط زقاق أبي الدرجين وشرقا ساحة بزّي.

آثارها

جامع الديري في درب ساحة بزّي على يسرة السائر إليها من هذه المحلة تقام فيه الجهرية وله بستان في خط السعدي وداران في محلة ساحة بزي وله بابان أحدهما في قبليه على الدرب المذكور والثاني في غربي صحنه على بوابة الديري والظاهر عليه القدم.

مسجد الشيخ شريف

في زقاق الشيخ جوده قديم سعى بتجديده شيخنا الحافظ الصالح (شريف بن إبراهيم الأعرج) تقام فيه الجهرية وفيه حجرة صغيرة.

جامع الكختلي

تجاه الحمام المالح تقام فيه الجهرية وله قبلية وفي شمالي صحنه ضريح الشيخ أحمد الكختلي ويقال فيه إنه الولي المشهور (عبد الرزاق بن عبد المسلم) المعروف عندنا بالشيخ نمير.

٧٨

جامع الكريمية

محله تجاه حمام الجوهري قرب سوق باب قنسرين وكان يعرف بمسجد المحصب ، يقال إنه بني في أيام أحد العمرين وجدد عن يد عبد الرحمن بن عبد الرحيم من بني العجمي واسمه مكتوب عليه ومنارته بناها ابن سوادة وجدده أيضا ووسعه وزاد فيه زيادة كثيرة الشيخ (عبد الكريم الصوفي بن عبد العزيز الخافي) ثم توهن وأشرف على الخراب إلى أن جدد جدار قبليته مما يلي الصحن سنة ١٣٠٢ من غلة وقفه بسعي أهل المحلة وجصص داخلها ، ورمم كثير من جهاته وهو فسيح القبلية والصحن وفيه حوض فوق عشر بعشر وفي شرقيه رواق وغربيه حجرة واسعة تعلم فيها الأطفال وفي شرقي شمالي القبلية مزار الشيخ عبد الكريم الذي جدده وفي الجدار الجنوبي من القبلية في شرقي المحراب رخامة صفراء مرصوفة في الجدار بارزة السطح في وسطها حجر فيه صورة قدم غائض يقولون إنه أثر قدم النبي عليه الصلاة والسلام فيزار ويتبرك الناس به وينقلون عنه الكرامات وإن الذي أظهر هذا القدم هو الشيخ عبد الكريم المذكور وذلك أنه رأى في منامه قائلا يقول له : في اليوم الفلاني تسمع على باب الجامع شقشقة بعير فاخرج إليه وفتش حمولته تجد فيها أثر قدم النبي صلى الله عليه وسلم فلما كان اليوم المذكور سمع بعيرا يهدر على باب الجامع فخرج إليه هو وتلامذته فرأوه باركا تجاه باب الجامع ورجل من الأعجام خلفه يثيره وهو لا ينهض وحينئذ تحقق الشيخ صدق رؤياه وهجم مع تلامذته على الحمولة ففتشوها ووجدوا فيها هذا القدم فأخذوه وقرروه عن شأنه فأخبرهم بأنه سرقه من أحد بيوت مكة المكرمة بقصد أن يضعه في أحد جوامع بلدته لتحرز شرفا جديدا هذا ما أشتهر عندنا في قصة هذا القدم والله أعلم.

هذا الجامع له في جهته الغربية بابان أحدهما من شماليها وهو الباب القديم والآخر في جنوبيها وهو حديث وأظن أن الذي فتحه الشيخ عبد الكريم. مكتوب على شباك الحجرة المدفون فيها الشيخ المذكور (أنشأ هذا المكان بعون الله وحسن توفيقه العبد الفقير إلى الله تعالى الراجي عفو ربه مؤملا فضله العميم السالك على المسلك القويم أبو الخير الشيخ عبد الكريم بن عبد العزيز بن عبد الله الحنفي مذهبا الخوافي معتقدا أمتعنا الله ببركته ونفعنا والمسلمين بصالح أدعيته في الدار في سنة ٨٥٥) وعلى الباب الشمالي الموجه غربا (بسم الله الرحمن الرحيم جددت هذه البنية المباركة في دولة مولانا السلطان الأعظم والملك المعظم

٧٩

مالك رقاب الأمم سيد ملوك العرب والعجم العالم العادل المجاهد المرابط المظفر المنصور الملك الناصر صلاح الدنيا والدين حافظ بلاد الله ناصر عباد الله معين خليفة الله يوسف بن المظفر محمد خليل أمير المؤمنين خلد الله ملكه وأعز أنصاره بمحمد وآله بتولي مملوكه العبد الفقير إلى رحمة الله عبد الرحيم (بن عبد الرحيم) بن العجمي الشافعي في شهور سنة ٦٥٤ من الهجرة النبوية) وعلى باب القبلية شعر :

بعد الدثور له أتيح تجدّد

وغدت نضارة حسنه تتوقد

بخلافة المنصور سلطان الورى

عبد الحميد له الثنا والسؤدد

وبسعي والينا جميل من له

فينا جميل صنائع لا تنفد

ونظارة الندب الهمام العادلي

مولي المكارم والمفاخر أحمد

مذ صح بعد الوهن أرخ مدحه

بمحرّم قد جدّ هذا المسجد

سنة ١٣٠٢

ومعنى هذه الأبيات تتضمنه السطور التركية المحررة على باب الجامع الحديث.

خلاصة وقف جامع الكريمية الذي وقفه الشيخ عبد الكريم بن زين الدين بن عبد العزيز ابن جمال الدين بن عبد الله الخوافي الحنفي وقف ثلاث دكاكين داخل باب قنسرين بحضرة باب الأسدية واثني عشر فدانا وثلثي الفدان من أربعين من قرية تعوم في قضاء سرمين ونصف خان الجشارية في ظاهر باب انطاكية ونصف اصطبلات متصلات ببعضهما في محلة باب قنسرين بالصف الشرقي الجارية بقيتها بوقف جامع الخليل ظاهر حلب وأربع دكاكين داخل باب انطاكية ودارين بمحلة باب قنسرين ودارا تجاه جامعه ودارا بالبندرة وإحدى وثلاثين حبة من رام وخمس عدسات وثلاثين حبة من أرض معرة مصرين.

شروطه

شرط وقفه على نفسه ثم على مصالح مسجده وأن يصرف في كل شهر من الدراهم الفضية الخالصة الجديدة معاملة حلب : ثلاثون للخطيب ومائة وخمسون لمدرس البخاري في رجب وشعبان ورمضان وتسعون للإمام ومائة وعشرون لأربعة حفظة يقرأ كل واحد منهم جزءا في كل يوم ويجاورون في جامعه ومائتان وخمسون لأربعة مؤذنين لكل اثنين

٨٠