نهر الذّهب في تاريخ حلب - ج ٢

كامل البالي الحلبي [ الغزي ]

نهر الذّهب في تاريخ حلب - ج ٢

المؤلف:

كامل البالي الحلبي [ الغزي ]


المحقق: الدكتور شوقي شعث ومحمود فاخوري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: منشورات دار القلم العربي ـ حلب
المطبعة: مطبعة الصباح
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥١٨

ووقفها معبدا لله سبحانه وتعالى فيها الصلوات والذكر والعبادات ويأوى إليها الفقراء من أمة سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم المشتملة على حوش سماوي به بيتان وصهريجان وبئر ماء معين وبئر ماء من قناة حلب بسربس وبغل يدور به ويسقي به أشجار الزاوية وتعين سبيل المسلمين وغير ذلك وحرم مشتمل على بوابة مقنطرة وبوابة مربعة وأربعة أواوين متقابلات وأربع خلاوي سفلية وخلوة علوية بدرج وسقف معلق من نحيت ومحراب وقبة ومائة قنديل بسلاسل نحاس وأعلام وسرج وشبابيك حديد وأبواب ومنافع ولكاملها حدود أربع من القبلة مقام سيدي الشيخ أغلغان خليفة الشيخ يبرق وأخيه الشيخ محمد البراقي وقبره من حجر مكتوب عليه آية الكرسي ويليه ساحة سماوية وشرقا أراضي كشف وتمامه بئر ماء وشمالا أرض خال عن الغراس ذرعها ثمانون ذراعا بالذراع النجاري وغربا طريق سالك وإليه يفتح أغلاق الزاوية المباركة وما فيها من الفرش والتنوير وسماط في ليالي الجمعة وغير ذلك للفقراء الساكنين فيها من أمة محمد صلّى الله عليه وسلّم.

وشرط الواقف أسبغ الله سبحانه فضله عليه أن يبدأ المتولي من ريعه بعمارته وما فيه النماء ومصالح الزاوية النفيسة والعمارة الأنيسة حرست آثارها عن الدروس وحفظت أنجمها عن الطموس وما فضل بعد ذلك من ريع الوقف فيصرفه في مصالح الزاوية والفقراء وتنوير القناديل وغير ذلك من لوازم أمور الزاوية وإطعام الفقراء الساكنين بها وما فضل من ذلك يدفعه لأولاد الشيخ المنوه بذكره يستوي فيه الذكور والإناث قرنا بعد قرن ونسلا بعد آخر فمن فعل خلاف ذلك فالله طليبه وحسيبه وآخذه إليه ومخاصم به لديه يوم الطامة يوم الآزفة يوم التناد يوم عطش الأكباد يوم تبيض وجوه الأتقياء الأبرار وتسود وجوه الأشقياء الفجار يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار يوم يتجلى فيه الجبار لعباده المصطفين الأخيار ويجزيهم جنات تجري من تحتها الأنهار فنعم عقبى الدار وكتب ما هو الواقع في الثامن من شهر رجب الفرد من شهور سنة إحدى وسبعين وستمائة. وفي هذه المحلة حمامان أحدهما يقال له حمام الأفندي جار في أوقاف التكية المولوية والآخر يقال له الحمام الجديد عمره خاص بك ابن يوسف سنة ٨١٠ ووقفه على الخيرات وفيها أربعة مدر وخان يعرف بخان سنو يقال إنه كان في محله المحكمة الشرعية الشافعية وفيها خان آخر اسمه خان الزهر.

٣٢١

تنبيه : يلحق بهذه المحلة مقبرة إعرابي وتربته التي ألمعنا إليها في الكلام على هذه المحلة ويلحق بها أيضا قرية بابلي المعروفة الآن ببستان الخربة الجاري في أملاك ورثة المرحوم (محمد أفندي الجابري) وهو يشتمل على مسجد كان هو مسجد القرية قبل خرابها وله عدة أوقاف منها ما وقفته الحاجة زليخا بنت الحاج أحمد ابن الحاج خير الدين وهو ست كدنات من ستة بساتين متصلات ببعضها وهي في مزرعة كوكرد ظاهر حلب والخرائر بسهم الغول والدكة وسهم الحاج علي وكلها في مزرعة البريكات تاريخ كتاب وقفها سنة ١١٥٩.

ويلحق بهذه المحلة مشهد الشيخ فارس وقد تكلمنا عليه في ترجمة (أبي بكر النصيفة) فراجعه.

٣٢٢

محلة الملندي (خ)

يحدها قبلة حارة المشاطية وشرقا حارة الدلالين وشمالا برية إعرابي وغربا حارة ابن يعقوب عدد بيوتها ١١١ ونفوسها :

الذكور

الإناث

المجموع

الأقوام

٤٢٢

٤٥٩

٨٨١

مسلمون

١٢

١١

٢٣

روم كاثوليك

٤٣٤

٤٧٠

٩٠٤

المجموع

آثارها

مسجد الملندي وفيه مزار للملندي وسبيل صهريج عليه بناء يعرف بسبيل سيف الدين داخل الحارة ومزار سيف الدين هذا داخل دار مملوكة وسبيل الملندي في سوق المشاطية صهريج عليه بناء وخان يعرف بخان البصل لبيع الغلات وخانان لربط الدواب.

٣٢٣

محلة أغير (خ)

عدد بيوتها ٣١٣

يحدها قبلة حارة الماجي وكوجك كلاسه وشرقا وشمالا البرية وغربا العاشور. ولفظة أغير محرفة عن آق يول وهي كلمة تركية مركبة من كلمتين آق معناها الأبيض ويول معناها الطريق وتركيبها العربي الدرب الأبيض وسميت هذه المحلة بهذا الاسم لأنها كانت قبل عمرانها طريقا أبيض من الحوار وقيل أصل أغير آغايولى أي طريق الآغا والمراد به أمير سكان تلك المحلات من الأتراك وهي محلة مرتفعة جيدة المناخ كثيرة الماء يجري إليها من قناة حلب والغالب على أهلها الثروة وأكثر باعة الفحم وتجاره في حلب من أهل هذه المحلة وهم يشاركون الأكراد ويجلبون بواسطتهم المبالغ الوافرة من الفحم وهم أهل عصبية وكلمة نافذة أما عدد سكان هذه المحلة فهم :

الذكور

الإناث

المجموع

الأقوام

٦٦١

٦٧٦

١٣٣٧

مسلمون

٤٠٩

٣٧١

٧٨٠

روم كاثوليك

١١٧

١٠٤

٢٢١

أرمن

١٢

٩

٢١

روم

١٩

١٩

٣٨

أرمن

١٤

٧

٢١

لاتين

١

٢

٣

كلدان

١٠٧

٩٥

٢٠٢

سريان

٥٨

٤٢

١٠٠

موارنة

٢٨٢٣

المجموع

٣٢٤

آثارها

تكية بابا بيرام

خارج المحلة في شماليها تجاه المقبرة وهي تكية قديمة مشروطة لأهل الطريقة القلندرية عمرت سنة ٧٦٤ وبابا بيرام هو أحد مشاهير مشايخ هذه الطريقة توفي في السنة المذكورة ودفن في شمالي هذه التكية وعمل على قبره حجرة وكتب على بابها هذا مشهد قطب العارفين بيرام بابا ابن الخواجه أحمد اليسوي ابن يوسف الهمداني انتقل في سنة ٧٦٤ ورأيت في جانب قبره شمعدانا من النحاس الأصفر منقوشا بعض كلمات بقلم فضى منها (اللهم أبد وخلد دولة السلطان الأعظم والخاقان الأعدل أبو النصر سلطان بهادر) ورأيت أيضا فرمانا من أحد سلاطين العراق الحيدرية مذيلا بتوقيع السلطان حسن الطويل محررا باللغة الفارسية فآثرت تعريبه وإثباته وهو «المقر الحكم ميرزا أبو النصر بهادر» وبعد هذه العبارة (حالا شيخ تكية بابا بيرام) وبعدها. قد أمرنا الدرويش محمد بالرجوع إلى ما عيناه به من طعام الفقراء القلندرية ورفقناه بالدرويش عيسى ليكونا يدا واحدة في حسن القيام ويمن التوجه والسعي كي تدوم الخانقاه معمورة كما كانت ويبقى الفقراء والدراويش محفوظين في الأمان ويكونا كالأخوين في خدمتها فاسعوا باكتساب مرضاتنا ولا تخرجوا عن حدود إشارتنا واعتمدوا على آثار تحريرنا الواصل إليكم المؤرخ في غرة محرم الحرام سنة ٨٧٧ الختم «الواثق بالملك الرحمن حسن بن علي بن عثمان» ومكتوب على باب التكية «هذه تكية باب بيرام اليسوى أنشأها على ضريحه ملك العراقين وخرسان وفارس جنتمكان السلطان حسن بن علي شاه ابن عثمان خان عليهما رحمة الرحمن في محرم سنة ٨٧١» أقول هذه التكية الآن معمورة وهي عبارة عن صحن واسع يبلغ خمسين ذراعا في مثلها تقريبا حجرتان في جنوبيه قبلية يسمونها الميدان وهي محل إقامة الذكر جددت سنة ١٠٤٦ وفي غربيها حجرتان للدراويش وفي شرقيها بيت لجلوس الشيخ وفي شماليها صفة فيها بعض القبور في غربيها عرصة فيها أشجار وشرب التكية من دولاب في هذه العرصة ماؤه من قناة حلب يأتي في سرداب رأسه من قناة بردبك وللتكية من الأوقاف مزرعة قرية عندان وقليل من الحوانيت في حلب وتبلغ غلة وقفها زهاء خمسة عشر ألف قرش وكان الذي يتولى هذه التكية ووقفها ومشيختها دروايش الطريقة القلندرية فكان أمرها مهملا عند الحلبيين لا يتردد إليها سوى قليل منهم ثم في سنة ١٢٢٠ اتصل ببعض شيوخها (هاشم ابن الحاج يوسف الكلاسي) وصار بينهما

٣٢٥

مصاهرة ثم تولى هاشم أمر التكية وبعد وفاته آلت مشيختها لأولاده الذين منهم المرحوم (الشيخ عبد الحميد دده) ففرغ المشيخة على ابن بنته الذي هو شيخها المتوفي هذه السنة وهي سنة ١٣٤١.

واعلم أن طائفة القلندرية تنسب إلى الشيخ جمال الدين محمد الساوجي الزاهد قدم دمشق وقرأ القرآن والعلم وسكن بجبل قاسيون بزاوية الشيخ عثمان الرومي وصلى بالشيخ عثمان مدة ثم حصل له زهد وفراغ من الدنيا فترك الزاوية والمجلس وأقام بمقبرة باب الصغير قرب موضع القبة التي بنيت لأصحابه وبقي مدة مديدة في قبة زينب بنت زين العابدين فاجتمع فيها بالجلال الدر كزيني والشيخ عثمان كوهي الفارسي الذي دفن بالقنوات بمكان القلندرية ثم أن الساوجي حلق وجهه ورأسه فانطلى على أولئك حاله فوافقوه وحلقوا ثم فتش أصحاب الشيخ عثمان الرومي على الساوجي فوجدوه فسبوه وقبحوا فعله فلم ينطق بشيء ولا رد عليهم ثم اشتهر وتبعه جماعة وحلقوا وذلك في حدود سنة ٦٢٠ ثم ليس دلق الشعر وسافر إلى دمياط فأنكروا حاله وزيه المنافي للشرع فبقى بينهم ساعة مطرقا ثم رفع رأسه وإذا هو بشيبة كبيرة بيضاء فاعتقدوه وافتتنوا به حتى قيل إن قاضي دمياط وأولاده وجماعة حلقوا لحاهم وصحبوه ثم توفي في دمياط ودفن بها وقبره مشهور وذكر ابن إسرائيل الشاعر أن هذه الطائفة ظهرت بدمشق بعد سنة ٦١٠ والله أعلم.

ومن آثار هذه المحلة : مدفن يقال له مشهد الصوفية في جنوبي التكية المتقدم ذكرها باتصاله جدد بابه الشيخ عبد الحميد المذكور آنفا سنة ١٢٩٧ وفيه عدة قبور منها قبر الشيخ محمد بن قاسم بن أوس الصوفي الأربلي ورأيت فرمانا مذيلا بتوقيع صورته (الواثق بالملك الظاهر عبده إسماعيل الملك الظاهر) تاريخه سنة ٨٠٨ وهو يتضمن أن ثلاثة أرباع قرية تل حبش وقف على هذه التربة. ومن آثار هذه المحلة جامعها الشهير وهو جامع الأجه بك أنشأه المذكور في حدود سنة ٩٦٦ وأنشأ تحته قسطلا عمل له مجرى وحول إليه ماء القسطل الأسود الآتي ذكره ثم أعاد فائضه إلى القسطل الأسود في مجرى وحول إليه ماء القسطل الأسود الآتي ذكره ثم أعاد فائضه إلى القسطل الأسود في مجرى جدده وهو جامع فسيح عال يصعد إليه بدرجات وله منارة ومحله قرب السوق الجنوبي من المحلة في شرقي الجادة وله من الأوقاف ما يقوم بكفايته وفي زلزال سنة ١٢٣٧ انهدم معظمه وجدد من أوقافه بمعونة من أهل الخير وهو جامع المحلة.

ومن آثارها أيضا مسجد التينة وهو من أقدم مساجد هذه المحلة وله من الأوقاف كفايته

٣٢٦

وهو في غربي المحلة ويقال أن بانيه هو خالد ابن أبي بكر ابن محمد ابن العالم المشهور بالولاية الشيخ عبس الريحاوي السرجي الصوفي الخرقة نزيل حلب وبيت الطباخ الآن ينتسبون إليه وإن قدوم خالد من سرجه إلى حلب كان في أواخر القرن التاسع وقد توطن هذه المحلة وهو أول من عمر بها وكانت قبل ذلك برية. ومن آثارها أيضا القسطل الأسود لحجرة سوداء مبنية فيه وهو قسطل قديم جدا كان موجودا قبل عمران المحلة حتى قيل أنه كان يسمى قسطل المرجه لما كان يوجد حوله من المرج المنبسط أيام كان موضع هذه المحلة برية وكان مجرى هذا القسطل مختصا به ثم حوله ألاجه بك إلى قسطله كما تقدمت الإشارة إليه. وفي جانب هذا القسطل مسجد كان قبلا مصلى مكشوفا ثم عمره أهل الخير. وفي السوق الجنوبي من هذه المحلة زاوية يفتح بابها إلى الغرب تعرف بزاوية المصريين لها قبلية تعلم فيها الأطفال ولا يعلم لها وقف. وفي هذا السوق أيضا سبيل ينسب لبيت الوتار له من الأوقاف كفايته. ومما يلحق بهذه المحلة مسجد البختي وهو خارج بابها في البرية شرقي تكية بابا بيرم إلى الشمال بينهما قدر غلوة والمشهور أنه من آثار المرحوم السلطان الملك الظاهر البندقداري وكان أشرف على الخراب وكادت تنطمس معالمه إلى أن أمر بعمارته السلطان عبد الحميد خان الثاني وعمل له منبرا ومنارة وصارت تقام فيه الجمعة إلا أنه ليس له من الريع شيء معلوم وقد كتب على بابه بعد انتهاء عمارته تاريخ من نظم أخي الشيخ بشير رحمه الله :

انظر إلى آثار رحمة ربنا

أحيا الموات وعاد بالإحسان

وإلى صنيع مليكنا الغازي الذي

سعد الزمان به وكل مكان

فلأمة المختار جدد جامعا

حتى تقام عبادة الرحمن

فلتغتبط إذ أرخوه بعيدها

قد شاده الملك الحميد الثاني

والجهة التي يوجد فيها مسجد البختي كانت تسمى الرمادة وكانت محلة كبيرة كالمدينة متصلة بها وقد ذكر فيها عن ابن شداد أنها كانت تشتمل على ٣٤ مسجدا ومن آثار هذه المحلة مسجد قديم داثر في جنوبي جامع ألاجه بك يعرف بمسجد بلنكو وقيل هو مسجد بكتوت سعى بتعميره أهل الخير. وفي هذه المحلة أربعة بيوت قهاوي ومداران وثلاثة أفران وخمسة خانات وحمام جار بأوقاف ابن عيد. وذكر ابن الحنبلي في تاريخه در الحبب في ترجمة (عز الدين بن يوسف الكردي) أن داخل محلة آق يول حوض كبير من آثار عز الدين المذكور ومحله هو القسطل الأسود الذي تكلمنا عليه.

٣٢٧

حارة الألماجي (خ)

عدد بيوتها ١٠٨

يحدها قبلة تراب الغربا وشرقا الماوردي وشمالا أقيول وكوجك كلاسه وغربا قسطل المشط والشرعسوس عدد سكانها :

الذكور

الإناث

المجموع

الأقوام

٢٠٣

٢١٠

٤١٣

مسلمون

١٧٥

١٤٦

٣٢١

روم كاثوليك

٥٠

٣٥

٨٥

أرمن كاثوليك

١٤

١٨

٣٢

روم

٢٦

٣٣

٥٨

أرمن

٤

٢

٦

بروتستان

٤

٩

١٣

لاتين

٦

٧

١٣

كلدان

٦٦

٥٥

١٢١

سريان

٢٥

١٤

٣٩

موارنة

٥٧٣

٥٢٨

١١٠١

المجموع

آثارها

جامع الميداني

أكبر جوامع هذه المحلة تقام فيه الصلوات والجمعة وهو جامع واسع معمور يوجد في دهليزه مدفن فيه مزار ولي اسمه الشيخ عبد الله وباني هذا الجامع هو (حسين بن محمد

٣٢٨

الحلبي الشهير بابن الميداني) لأن أباه كان قيم الميدان الأخضر المتوفي سنة ٩٣٤ وقد وقف على جامعه هذا أوقافا جليلة وعمر له حوضا في داخله وآخر على بابه وكانت منارة الجامع فوق الحوض الخارجي فلما آلت إمامة الجامع وتوليته إلى العارف بالله (محمد بن خليل المعروف بابن قنبر) المتوفي سنة ٩٦١ رأى المنارة قد اختل نظامها فنقضها دورا إلى أن انتهى بها ثم أمر المعمار أن يبنيها دورا إلى تمامها داخل الجامع تجاه باب قبليته. وهو الآن عامر الشعائر وله من الأوقاف ما يقوم بضرورياته ولكنه متوهن البناء محتاج للترميم. وفي سنة ١٣٢٤ سخر الله له أناسا من أهل الخير فسعوا بجمع إعانة من المسلمين صرفوها على توسيع حوضه وتجديد بابه وفي سنة ١٢٢١ وقف الحاج عبد الرزاق ملحيس ثلاث دور ودكان شرطها بعد انقراض ذريته لهذا الجامع.

ومن آثار هذه المحلة : مسجد سيه جان (١) في زقاقه أنشأه الخواجه أحمد وجدده ابن ابنه الحاج أحمد ناصر الدين ابن الشيخ إسحاق المعروف بابن سيه جان وشرط له عدة خيرات في وقف كبير وقفه عليه سنة ٩٨٥ وهو الآن معمور بذكر الله تعالى تقام فيه الصلوات الجهرية وتتلى فيه ربعة بعد صلاة الصبح وهي مما شرطه الواقف المذكور. وهناك عدة شروط خيرية معطلة والوقف لم يبق على حالته بل لعبت به أيدي المغتصبين والمتغلبين. ومن الآثار في هذه المحلة ، مسجد الفرّاء المتخذ زاوية لخلفاء الشيخ الأنجق وهو مسجد أنشئ في حدود الألف وله من الأوقاف كفايته وقد وقف عليه سنة ١٢٠١ علي بن إبراهيم ابن الحاج طه المشهدي وقفا حافلا شرط أن يصرف من غلته في كل شهر ١٥ قرشا إلى ٣٠ قارئا يختمون القرآن في كل يوم بعد صلاة الصبح في المسجد الزاوية المذكور وشرط نصف القرش في كل شهر لنقطه جي وهو الإمام وقرشا للجابي وما فضل بعد التعمير والترميم يصرف في وجوه البر والصدقات ومن جملتها طعام للمختلين خلوة الأربعينية في المسجد الزاوية المذكورة وشرط التولية على وقفه هذا لنفسه مدة حياته وبعده لأولاده ثم لأعقابه وأنسالهم فإذا انقرضوا فلشيخ الزاوية وإذا انهدم المسجد فتنقل القراء لجامع قسطل الحرامي ويتولى الوقف إمام جامع قسطل الحرامي وهو النقطه جي وبانهدامه يتولى الوقف حاكم الشرع بحلب. في هذه المحلة حمام يعرف بحمام الألماجي تجاه مسجد الفرا بميلة إلى

__________________

(١) مسجد سيه جان بالقرب من باب قنسرين وهو مندثر اليوم.

٣٢٩

الشمال وهو أي الحمام وقاسارية في حارة المحب مما وقفه سنة ٩٥٥ وسنة ٩٩٢ الحاج بدر الدين ابن الخواجكي الكبير العريقي الصارمي ابن الحاج رجب بن حميد وشرط في وقفه هذا أن يدفع في كل شهر من العثمانيات ٦٠ لقارئين يقرآن ما تيسر من القرآن في تربة والده بمحلة البندرة و ٣٠ للمتولي ويعمل في كل سنة خمسون رطلا من السميد أقراصا بالسمن والعسل وتفرق على الفقراء ويشتري في عيد الأضحى عدة أضاحي. ومن الآثار في هذه المحلة أيضا مسجد قرب باب محلة الشرعسوس من شرقيه يقال له مسجد الفتال له من الأوقاف كفايته وتقام فيه الجهرية. وفي هذه المحلة أربعة قساطل وهي قسطل الميداني تجاه جامعه وقسطل البازرباشي وقسطل الفرا تجاه مسجده على صف الحمام وقسطل الفتال شرقي مسجده وفيها فرنان ومدار وعدة قياصر.

٣٣٠

حارة الشرعسوس (خ)

عدد بيوتها ٩٩

يحدها قبلة الألماجي وحارة قسطل المشط وشرقا الألماجي وشمالا قسطل الحرامي وغربا حارة البساتنه وعدد سكانها :

الذكور

الإناث

المجموع

الأقوام

٥٥

٥٣

١٠٨

المسلمون

١٩٦

١٩٠

٣٨٦

الروم الكاثوليك

٩٢

٨٨

١٨٠

الأرمن الكاثوليك

٩

٣

١٢

الروم

٤

١

٥

الأرمن

٤

١

٥

البروتستانت

١٢

٩

٢١

اللاتين

٦٦

٤٤

١١٠

السريان

٩

١٩

٢٨

المورانة

٨٥٥

المجموع

لا أعرف وجه تسمية هذه المحلة بهذا الاسم قيل هو محرف عن كلمة شريعتلى أي المتشرع والصحيح أن هذه اللفظة كانت تطلق على جميع المحلات الكائنة بين أقيول وساحة التنانير. وأما آثار هذه المحلة فهي قسطل في وسطها يعرف بها. وذكر في بعض الأوراق السلطانية بقسطل بنقوس ولا يعلم له وقف ، وفيها أيضا مسجد يعرف بزاوية الشيخ عبد الله محله شمالي المحلة تصلى فيه الجهرية ولا يعلم له وقف. وفيها كنيسة قرب المسجد المذكور لطائفة الروم الكاثوليك بنيت في حدود سنة ١٢٥٠ على اسم القديس جرجس المعروف بالمار جرجس يزوره جميع طوائف النصارى في يوم معلوم من نيسان وينذرون له النذور وبعض النساء يمشين إليه حفاة.

٣٣١

حارة قسطل المشط (خ)

عدد بيوتها ٥٣

يحدها قبلة حارة جسر الكعكة وشرقا الألماجي والقواس وشمالا الشرعسوس والبساتنه وغربا حارة الأكراد وعدد سكانها :

الذكور

الإناث

المجموع

الأقوام

٩٨

١١٦

٢١٤

المسلمون

٢٩

٤٢

٧١

الروم الكاثوليك

٢٣

١٨

٤١

الأرمن الكاثوليك

١٥

١٣

٢٨

الروم

١٦

١٠

٢٦

الأرمن

٣

٢

٥

البروتستان

٢

١

٣

اللاتين

١٤

٨

٢٢

السريان

١٥

١٠

٢٥

الموارنة

٤٣٥

المجموع

لا يوجد في هذه المحلة من الآثار الخيرية سوى قسطل المشط الذي تضاف المحلة إليه ولا يعرف له وقف ومسجد قسطل المشط تجاهه وله من الوقف ما يقوم بضرورياته وباني المسجد والقسطل واحد وفي المسجد تقام الصلوات الخمس وهو مشتمل على حوض استحدث سنة ١٣١٢ من وصية امرأة من المسلمين مكتوب على باب القبلية ما صورته :

بنى قاسم بن المشط أكرم ماجد

ومن يرتقى العليا به والمكارم

بصدق لوجه الله أشرف مسجد

ومن يفعل الخيرات فالله عالم

٣٣٢

وهذا له عند الكريم ذخيرة

وأعظم أجر للقيامة دائم

دليل قبول الخير جاء مؤرخا

بنى مسجد التقوى وللدين قاسم

١٠٤٧

وفي غربي هذا المسجد داخل المحلة مغار كبير يؤجر للفتالين وتؤخذ غلته للمسجد. وفي شهر رجب سنة ١٣١٣ أحدثت في هذا المسجد منبرا وحصلت على إذن الحاكم الشرعي بإقامة الجمعة فيه.

٣٣٣

حارة البساتنة (خ)

عدد بيوتها ٩٠

وعدد سکانها

الذكور

الإناث

المجموع

الأقوام

٢٤٨

٢٤٠

٤٨٨

مسلمون

٥٧

٥٨

١١٥

روم كاثوليك

٤٧

٤٥

٩٢

أرمن كاثوليك

١١

١٣

٢٤

روم

١٣

٩

٢٢

أرمن

٧

٨

١٥

كلدان

٣٨

٤١

٧٩

سريان

١٤

١٨

٣٢

موارنة

٨٦٧

المجموع

يحدها قبلة حارة قسطل المشط وشرقا الشرعسوس وشمالا قسطل الحرمي وغربا حارة الأكراد : لا آثار فيها سوى مسجد على الجادة في الصف المتجه إلى الشرق يقال له مسجد قنبر لا نعرف له ترجمة أوقافه دار في المحلة وحصة من بستان في النهريات يبلغ ريعهما السنوي خمسين ذهبا عثمانيا تقريبا ويقال أن له غير ذلك من الأوقاف غير إننا لا نعرفها. وفي هذه المحلة حمام يعرف بحمام البساتنه وهو قديم وكان جاريا في أملاك السلطان عبد الحميد خان الثاني وبعد الانقلاب الدستوري العثماني الحق بالأملاك الأميرية. وفي هذه المحلة عدة بيوت يعاني أهلها سياسة المعزى وهم يعرفون بالمعازة وكل دار قريبة من دورهم يكون فيها الهواء أوخم والبعوض أكثر. وفيها مدار واحد وعدة مصانع لنسيج الأقمشة. وفي هذه المحلة من مهاجري الأرمن وغيرهم ضعفا أهلها الوطنيين.

٣٣٤

محلة قسطل الحرامي (خ)

عدد بيوتها ٣١٦

وعدد سكانها الوطنيين

الذكور

الإناث

المجموع

الأقوام

٢٨٥

٢٧٥

٥٦٠

مسلمون

٦٨٨

٦٥٢

١٣٤٠

روم كاثوليك

٢٩٦

٢٤٤

٥٤٠

أرمن كاثوليك

٣٢

٢٦

٥٨

روم

٤٥

٣١

٧٦

أرمن

١٤

١٤

٢٨

لاتين

٧

٣

١٠

كلدان

١٨٢

١٢٠

٣٠٢

سريان

١١٤

١١١

٢٢٥

موارنة

٣١٣٩

المجموع

حد هذه المحلة قبلة حارة البساتنه وشرقا أغيور وشمالا مقبرة جب النور وغربا الغطاس وهي محلة عظيمة ومهاجرو الأرمن فيها يبلغ عددهم أضعاف المواطنين. أعظم أثر فيها جامع بردبك المعروف بجامع قسطل الحرامي أو الحرمي. وهو جامع واسع عظيم معمور الشعائر واسع القبلية والصحن في جهته المتجهة إلى الغرب حجرة جميلة لجلوس الإمام في شماليها ميضأة يجري إليها الماء دائما وفي جهته المتجهة إلى الجنوب رواق في شرقيه حجرة واسعة سقفها قبة تعلم فيها الأطفال مكتوب على بابها ما يفهم منه أنها بنيت سنة ٨٩٧ وفي غربي الرواق قبر كتب على نصبة رأسه : هذا قبر المرحوم بردبك التاجر الشهير ابن عبد الله

٣٣٥

منشئ القسطل ومجري ماءها تغمده الله برحمته. وعلى نصبة الرجل توفي إلى رحمة الله تعالى في شهر رمضان المعظم سنة ٨٩٧ من الهجرة. وعلى صدر القبر :

تعاظم بي ذنبي فلما قرنته

بعفوك ربي كان عفوك أعظما

ولما دنت وفاتي وحانت منيتي

جعلت رجائي نحو عفوك سلما

وعلى باب الجامع تحت منارته مما يلي الجادة : في أيام المقر الكريم السيفي أزدمر مولانا ... ملك الأمراء كافل حلب المحروسة جدد هذه المنارة ... بردبك تاجر المماليك السلطانية أثابه الله الجنة بتاريخ شهر رجب سنة ٨٩٦ ، وعلى باب القبلية :

جدد حقا مخلصا

معبدنا الزاكي حسن

يا محسنا بالخير دم

مانح الخير الحسن

سنة ١١٣٢

وعلى طراز المحراب داخلا (آية الكرسي) وعلى دائر قنطرته (البسملة ثم الآية ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم) وعلى قنطرته :

قد أذن الله برفع بيته

للذكر بالآصال والاشراق

قد وعد الحسنى عليه أرخوا

فحسن جدد خيرا باقي

سنة ١١٣٣

هذا المحراب من المحاريب التي انفردت بين محاريب جوامع مدينة حلب بالجمال وبداعة الصنعة وحسن الخطوط والنقوش وجوهر الحجر وهو محراب المدرسة الرمضانية التي نتكلم عليها قريبا نقل إلى هذا الجامع سنة ١١٣٣. قلت المفهوم مما كتب على باب الجامع تحت منارته إن هذا الجامع قديم لا يعرف من أنشأه وأن بردبك إنما جدد منارته وأنشأ فيه مكتبا وجر إليه الماء من قناة حلب بقناة خاصة ، وعلى باب الجامع قسطل يجري إليه الماء دائما من قسطل وراءه في غربي الجامع كلاهما من إنشاء بردبك. ومن الآثار القديمة في هذه المحلة مكان شبيه بالبستان يبلغ طوله ٦٠ ع في عرض ٥٠ تقريبا له باب صغير مهجور متجه إلى الجنوب داخل دار صغيرة قد كتب على نجفته ما يفهم منه أن هذا المحل أنشئ في أيام السلطان الملك الظاهر خشقدم وله باب آخر مستعمل يفتح إلى الجادة متجه إلى

٣٣٦

الشرق يظهر أنه حادث وفي هذا المحل حوض كبير يجري إليه الماء من فائض قسطل بردبك الذي على باب الجامع وفي شماليه الشرقي قبر كتب على صدر نصبته يا زائرا قبري بالله ترحم عليّ. واقرأ القرآن عندي. صدقة منك إليّ (وعلى النصبة الأخرى) كم وقفت حول قبر وأنا مثلك حي. لا تأمن من الدنيا. إنما الدنيا كفي. وعلى نصبة الرأس (إلى) ـ (الله) : هذا ضريح المهدي المرحوم شرف الدين حسن المشهدي. (وعلى النصبة الأخرى) في شهر شوال المبارك سنة ٨٦٥. وعلى سنام القبر يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان إلخ الآية. والظاهر أن هذا المحلة كان تربة وكان فيه عدة قبور باق أثر بعضها. وفي غربي هذه التربة مسجد لا نعرف له ترجمة في هذه المحلة أيضا جامع يعرف بجامع الابن قديم فوق بابه منارة بناها ثلاثة أخوة وهم حسين وشهاب الدين أحمد وعلاء الدين أولاد الحاج ناصر الدين محمد ابن كونج السارين أحد أمراء حلب والمشهور بين أهل المحلة أن منشئ هذا الجامع هو ابن منشئ جامع قسطل الحرامي ولهذا اشتهر اسمه عندهم بجامع الابن. في صحن هذا الجامع حوض يهبط إليه بدركات يجزى إليه الماء دائما من قناة بردبك ثم يجري منه الماء إلى قسطل محلة الشرعسوس ومنه إلى قسطل المشط. وفي هذه المحلة أيضا مسجد تقام فيه الجهرية يقال له مسجد العاشور لأنه في زقاق العاشور مكتوب في جانب محرابه الصيفي «جدد هذا المسجد المبارك الحاج رسول ابن الحاج علاء الدين الشهير بابن الرسول الكائن بزقاق المزرعة ابتغاء لوجه الله تعالى وذلك بتاريخ شهر رجب سنة ٩٢٩» وفيها أيضا زاوية تعرف بزاوية الشيخ جاكير مشرفة على الخراب. وفيها مخفرة للشرطة في حضرة جامع قسطل الحرمي وخان تباع فيها الغلة أنشأه (عطاء الله بن عبد الرحمن آل المدرس) في حدود سنة ١٣٠٠ وخان آخر مستعمل الآن من قبل بلدية حلب مستودعا للمواد الملتهبة أنشأه في حدود هذا التاريخ أحد تجار النصارى. وفيها ١٣ مدارا وعدة قياصر لنسج الأقمشة وفي أحد المدر مطحنة تدور بقوة الغاز الفقير تستعمل لطحن الحبوب وعمل الجليد.

تنبيه : يلحق بهذه المحلة قسطل الرمضانية وهو مما أنشأه بردبك في حدود سنة ٨٩٠ يجري إليه الماء من قناة بردبك التي رأسها من قناة حلب الكبرى عند القبر الطويل فيخرج من جنوبي قناة بردبك هذه فرع يجري إلى بستان الأقباعي المعروف بجنينة يمش ثم يخرج من شماليه فرع إلى تكية الشيخ بابا بيرم ثم من شماليه أيضا فرع إلى قسطل الرمضانية ومنه يؤخذ

٣٣٧

مجرى مغتصب إلى مستشفى الرمضانية المتقدم ذكره ويجري من هذا المجرى ماء يصب في بستان الرمضانية عصبا ثم يصب ماء أصل مجرى قناة بردبك في جرن قرب جامع قسطل الحرمي يسمى المقسم فيخرج منه فرعان (أحدهما) يجري إلى جامع الابن ومنه إلى قسطل الشرعسوس ومنه إلى قسطل الفتال ومنه إلى قسطل نازي ويخرج فرع آخر من قسطل الشرعسوس ينتهي إلى قسطل المشط ومنه إلى جامع قسطل المشط و (الآخر) يجري إلى جرن آخر يسمى المقسم الثاني يخرج منه أربعة فروع.

أولها : يجري إلى جامع بشير باشا ومنه إلى قسطل السلطان تحت برج الساعة في حضرة باب الفرج ومنه إلى قسطل المصابن ومنه إلى قسطل أبي خشبة في سوق باب الجنان قرب خان الزيت.

وثانيها : يجري إلى جامع شرف ومنه إلى قسطل جامع شرف ومنه إلى قسطل رجب باشا ومنه إلى قسطل محلة بحسيتا ومنه إلى سبيل الألتنجي.

وثالثها : إلى جادة التدريبة ومنها إلى سبيل محلة الشمالي ومنه إلى حمام بهرام.

ورابعها : إلى جامع الحرمي ومنه إلى حمام البساتنه ومن جامع الحرمي يخرج فرع آخر إلى قسطل جامع الحرمي الكائن على بابه ومنه إلى تربة المعظم ويخرج من قسطل جامع الحرمي فرع آخر إلى مسجد خير الله ومنه إلى قسطل الأكراد ومنه إلى قسطل جادة التدريبة.

تنبيه : كان يوجد تجاه قسطل الرمضانية مدرسة أنشأها أحد أمراء الأسرة الرمضانية التي عددناها في جملة الدول التي لها علاقة بحلب غير أن هذه المدرسة بعد انقراض الدولة الرمضانية أهملت وعطلت شعائرها ثم أخذت بالخراب فنقل محرابها إلى جامع قسطل الحرمي الذي تكلمنا عليه ونقلت منارتها إلى تكية الشيخ أبي بكر الوفائي وزالت معالم المدرسة عن آخرها وصارت من جملة بستان يجري في تصرف أشخاص معلومين. وهو البستان الكائن في غربي المستشفى العسكري المعروف بمستشفى الرمضانية الآتي ذكره وفي شرقي شمالي هذا البستان قبر على ضريحه كتابة لم أتمكن من قراءتها. ومما يلحق بهذه الملحة المستشفى العسكري الكائن في غربي تكية الشيخ أبي بكر الوفائي بينهما عرض الطريق.

٣٣٨

هذا المستشفى أنشأه المرحوم إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا خديوي مصر حينما استولى على حلب وباقي البلاد السورية وقد حمل الناس على العمل به طوعا وكرها ونقل حجارته من القلعة وأسوار البلدة وغيرها من المباني القديمة المتداعية إلى الخراب. ثم في أيام الدولة العثمانية أنشئ تجاهه في غربيه حديقة تسقى من دولاب في جنوبيه متصل به عذب يجري ماؤه إليه من قسطل الرمضانية ثم في أيام الحرب العامة زيد في هذه الحديقة زيادة عظيمة أصبحت بستانا كبيرا وعمر في أطرافها عدة خلاوي على طرز جميل زيدت بها غرف المستشفى فصار من أعظم مستشفيات سوريا بسعته وكثرة غرفه وخلواته وبستانه وحسن موقعه ولطف مناظره وله في جهته الجنوبية حمام كان يفتح في بعض الأحيان إلى الناس غير العساكر. أما الآن فقد هجر واستعمل محلا للأعتاد العسكرية وأثقالها وكانت أسطحة هذا المستشفى مفروشة بالقرميد الذي كان يصنع في معمل مبني في شماله ثم في الأيام الأخيرة رفع القرميد وفرش بدله بنوع من الصفيح. اه.

٣٣٩

حارة زقاق الأربعين (خ)

عدد بيوتها ٩١

وعدد سكانها

الذكور

الإناث

المجموع

الأقوام

١٦

١٣

٣٩

مسلمون

١٨٤

١٧٤

٣٤٨

روم كاثوليك

١٦

٢٤

٤٠

أرمن كاثوليك

٤

٢

٦

روم

٥

٥

١٠

لاتين

١١

١٨

٢٩

سريان

٦

٦

١٢

كلدان

٢٣٢

٢٥٢

٤٨٤

المجموع

يحدها قبلة حارة عبد الرحيم وشمالا الهزازة وغربا عبد الحي وشرقا محلة الأكراد. يقال إن هذه المحلة مما أسس في أيام السلطان سليم خان العثماني بعد استيلائه على حلب أحضر إليها أربعين أسرة من المسيحيين ليقوي بهم تجارة حلب على ما ذكرناه في المقدمة في الكلام على النصارى فبنت تلك الأسر في هذا الموضع أربعين دارا اتخذوها لسكناهم وسميت المحلة بعددهم. لا آثار خيرية في هذه المحلة.

٣٤٠