نهر الذّهب في تاريخ حلب - ج ٢

كامل البالي الحلبي [ الغزي ]

نهر الذّهب في تاريخ حلب - ج ٢

المؤلف:

كامل البالي الحلبي [ الغزي ]


المحقق: الدكتور شوقي شعث ومحمود فاخوري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: منشورات دار القلم العربي ـ حلب
المطبعة: مطبعة الصباح
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥١٨

الجميلية (خ)

عدد بيوتها ٢٠ ٢

عدد سكانها

الذکور

الإناث

المجموع

الأقوام

٥٢٣

٢٧٠

٢٥٣

المسلمون

١٣٣٢

٧٠٠

٦٣٢

اليهود

٦٥

٣٥

٣٠

الروم الكاثوليك

٨

٥

٣

الأرمن الكاثوليك

٢٨

١٥

١٣

السريان الكاثوليك

٧

٦

١

الروم

١٧

١٢

٥

الأرمن

١٤

٨

٦

الموانة

٣

٢

١

اللاتين

١

 ـ

١

البروتستان

٤٥٠

 ـ

٤٥٠

الأجانب

٣٤٠

 ـ

٣٤٠

مهاجرو ماردين

٢٧٨٨

١٠٥٣

١٧٣٥

المجموع

هذه الخطة أسست سنة ١٣٠٠ وعرفت بالجميلية نسبة إلى المرحوم جميل باشا الذي أسست في أيامه واسمها في سجلات الحكومة (سليمية) نسبة إلى سليم أفندي ابن السلطان عبد الحميد خان ثاني. أول بناء أسس في هذه الخطة المكتب الإعدادي المعروف الآن بالمكتب السلطاني ثم بنى فيها جميل باشا قصره تجاه دار المعلمات الكائنة في جنينة بيت

٢٤١

الناقوس وهو أول قصر بني في هذه الخطة والقصر الثاني قصر المرحوم علي باشا المشتمل على حديقة واسعة تجاه المكتب السلطاني في شماليه ثم تتابعت المباني والقصور حتى بلغت الآن العدد الذي ذكرناه وأصبحت هذه الخطة من أجمل محلات حلب وأوسعها شوارع ومهايع وأجودها هواء وبناء.

تعتبر أرضها من شماليها من خط النصيبي ومن قبليها من أرض الحلبة بفتح الحاء التي تسمى أيضا أرض العقيقة لاحمرار تربتها أو لأن الشقيق يغلب على نباتها أيام الربيع فتبدو للعين من بعد كأنها قطعة عقيق حمراء وهي واقعة غربي مدينة حلب في واد وراء جبل الجوشن وجبل قطيش من شرقيهما يحدها قبلة نهر الفيض وغربا الجبلان المذكوران وشمالا الجادة الكبرى الآخذة إلى محطة الشام. والمفهوم من كتب التواريخ الحلبية وبعض قصائد أبي الطيب المتنبي أن قصر سيف الدولة ابن حمدان كان في هذه الأرض وإن قسما عظيما منها كان مشتملا على عدة مدارس وحمامات ومنازل مما لم يبق له أثر ولا يدل عينه خبر وإن هذا الوادي سمي أرض الحلبة لأن سيف الدولة كان يجري فيه سباق الخيل. ماء هذه المحلة فيه ملوحة يسيرة وبعض أجزاء من تراكيب الحديد وفي كثير من بيوتها صهاريج يجمع فيها الماء من المطر. وكلما اقتربت إلى جهتها الجنوبية كانت الآبار فيها عميقة وربما صادف البئر بقعة صخرية لا يتوصل فيها إلى منبع الماء إلا بعد مشقة وصرف مبلغ يربو على مائة ذهب عثماني. وعمق البئر يتراوح بين عشرة أبواع إلى عشرين باعا. كانت هذه المحلة في نشأتها الأولى أيام دولة السلطان عبد الحميد خان ثاني مختصة بسكنى الأغراب من الموظفين بالحكومة والمنفيين من قبل هذا السلطان ، وكان الحلبيون يتحامون السكنى فيها للخوف من اللصوص لبعدها وانقطاعها عن المدينة.

وبعد الانقلاب الدستوري العثماني وإطلاق سراح المنفيين تهافت الحلبيون على السكنى فيها لزوال الخوف بسبب اتصالها بالبلدة ولبناء مخفر فيها للشرطة. وكان الذراع المربع من أرض هذه المحلة يباع بقرش إلى عشرة قروش على تقدير الذهب العثماني بمائة وخمسة وعشرين قرشا فصار الآن يباع من نصف ذهب إلى ذهب تام أكبر آفات هذه المحلة كثرة البعوض المنبعث عن الكنف (١) إذ لا مصارف جارية لقاذوراتها ولأن قسم الفيض من نهر قويق ينقطع عنه الماء في أواخر فصل الربيع فيبقى مستنقعا ينشأ منه البعوض. أما آثار هذه المحلة

__________________

(١) المراحيض.

٢٤٢

فهي المكتب الإعدادي الذي أسس فيها سنة ١٣٠٠ وانتهت عمارته سنة ١٣١٦ وهو مكتب عظيم لا يضاهيه في البلاد العثمانية غير إستانبول مكتب بسعته وكثرة غرفه وحسن هندامه وانتظامه أحاط به من جهاته الثلاث فسحات عظيمة منها ما هو بستان يسقى من دولابه معد لزرع الخضر والبقول ومنها ما هو ميدان يقيم فيه التلامذة ألعابا ترييضية. مساحة عرصته تزيد على ستين ألف ذراع مربع وهي محتكرة من وقف المدرسة الرضائية المعروفة بالعثمانية تدفع عنها جهة المعارف إلى متولي المدرسة مؤجلة مبلغا معلوما.

وقد بلغت النفقة على بنائه زهاء عشرين ألف ذهب عثماني في تلك الأيام لا جرم أن لو كان بناؤه في هذه الأيام لبلغت ثمانين ألف ذهب. إدارة هذا المكتب ومكتب دار المعلمين والمعلمات الآتي ذكره واحدة وتلامذتهما ذكورا وإناثا يبلغ عددهم أربعمائة منهم ثمانون تلميذا ليليون والباقون نهاريون فالليليون من طلبة المكتب الإعدادي يقدم لهم طعام الفطور والغداء والعشاء ويؤخذ من واحدهم في السنة سبعة آلاف وخمسمائة قرش على حساب الذهب العثماني مائتين وثمانين قرشا ومنهم من لا يؤخذ منه شيء إذا كان فقيرا والنهاريون يقدم لهم طعام الغداء فقط ويؤخذ من واحدهم في السنة خمسمائة قرش والفقير منهم يقبل مجانا ، وهو يقبل طلبة الملل الثلاث غير أن طلبة المسلمين فيه أكثر من غيرهم. وهو معدود من المكاتب الثانوية التجهيزية فالعلوم التي تقرأ فيه هي العلوم التي تقرأ في تلك المكاتب. وهو مكتب ناجح منتظم الأحوال سيما في أيام نظارة مفتش المعارف الشاب النجيب النبيه الأديب جميل بك ابن العالم العامل الشيخ عبد القادر الشهير بالدهان. كما أن مدير هذا المكتب السيد الماجد توفيق بك آل الجابري حقيق بالثناء الجزيل لما يبديه من العناية والاهتمام في ترقية هذا المكتب وتحسين أحواله.

ومن الآثار العظيمة المستحدثة في هذه المحلة

جامع الحميدي

أنشأه المغفور له السيد (عبد الرحمن زكي باشا آل المدرس) وهو جامع حافل على طراز جامع المدرسة الرضائية إلا أنه أصغر منه وأنشأ في صحنه بعض حجرات لإقامة أرباب الشعائر وعمل له منبرا لإقامة صلاة الجمعة والعيدين غير أن هذا المنبر بقي معطلا بلا خطيب

٢٤٣

مدة إحدى عشرة سنة لعدم صدور الإذن السلطاني بالخطبة فيه جريا على ما كان معتادا عليه السلطان عبد الحميد من عدم إعطاء الإذن بالخطب الدينية على المنابر المستحدثة إلى أن كتب عبد الرحمن زكي باشا الواقف المشار إليه إلى السيد الفاضل محمد بهاء الدين بك الأميري يلتمس منه السعي بالحصول على إذن سلطاني بالخطبة في جامعه المذكور وكان محمد بهاء الدين بك أحد المبعوثين عن حلب في إستانبول فسعى بذلك وحصل على إرادة سلطانية بإقامة الخطبة في هذا الجامع.

وكان أخي بشير هو الذي عينه الواقف خطيبا فيه فخطب مدة ثم أنابني عنه فقمت بالخطبة مدة ثم تركتها لبعد الجامع فوكل غيري ولم تزل الخطبة وبقية الشعائر تقام فيه. ولما عزم الواقف على تسجيل وقف هذا الجامع كلفني إنشاء خطبة لكتاب هذا الوقف فقلت بعد البسملة حمدا لمن وقف أهل السبق في عنايته على شروط محبته وولائه. وألهمهم العمل بمقتضاها فحازوا شرف قربه واصطفائه. وأمدهم بالتوفيق فانتهجوا مناهج أحبابه وأوليائه. وأعد لهم الهداية إلى سواء الطريق فابتهجوا بالوقوف على مجالي جلاله وبهائه.أولئك الذين أدناهم مولاهم إلى حضرته. وأولاهم ما أولاهم من رضائه وخيرته. وسجل ما وقفوه من الإخلاص على مرضاته في ديوان أهل ولايته وصفوته. فنالوا منه العطاء الأوسع. ونزلوا من حظائر قدسه المحل الأرفع. حيث بسط لهم الدنيا موائد نعمته. ومهد للقائهم في الآخرى مهاد كرامته ورحمته. فعاشوا مغتبطين بفضل هباته. وقضوا فائزين بمشاهدة كريم ذاته. لا يحزنهم الفزع الأكبر يوم القيامة : ولا تلحقهم فيه حسرة ولا ندامة. وصلاة وسلاما على الشافع المشفع. المنزل عليه في محكم الذكر في بيوت أذن الله أن ترفع. القائل لما أسس مسجده الأنوار. هذا الحمال لا جمال خيبر. هذا أبر ربنا وأطهر. وعلى آله بدور التمام. ومصابيح الظلام. وأصحابه الأعلام هداة الأنام. وحفظة الأحكام. وقدوة الحكام. وسلم تسليما كثيرا : أما بعد فإن إنشاء مساجد المسلمين. ومعابد الموحدين من أسنى ما يتقرب به المتقربون. وأسمى ما يتوصل بواسطته المتوصلون. كيف لا وهي الأماكن المطهّرة. والبقاع المقدسة المنورة. التي يوجه بها المصلى وجهة قصده مخلصا إلى مولى الملك والملكوت صاحب العزة والكبرياء والجبروت فيؤدي فيها الصلاة التي هي مفتاح الفلاح وعنوان النجاح وتنويها بعظيم فضل عمار المساجد. الذين أخلصوا لله المآرب والمقاصد.

٢٤٤

أنزل الله في كتابه العزيز والذهب الإبريز على قلب إمام المرسلين وسيد الأولين والآخرين إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين. وقال السيد الأعظم والكنز المطلسم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتا في الجنة. وقال سيد الأنام عليه الصلاة والسلام من بنى مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة إلخ وقف عبد الرحمن زكي باشا في هذا الكتاب جميع بناء الجامع على عرصة محتكرة من وقف جامع بواكب مساحتها ١٤٦٠ ذراعا مربعا أجرتها المؤجلة السنوية ٧٣ قرشا يشتمل هذا الجامع على قبلية وعلى رواق ومنارة وثلاث حجرات صغيرة ورابعة كبيرة تعلم فيها الأطفال وقسطل يملأ من جب بواسطة مضخة وعلى ثلاث أخلية وفي جانب هذا الجامع سبيل يملأ من ماء المطر حد ذلك قبلة طريق عام وإليه الباب الصغير أحد بابي الجامع وشرقا طريق وإليه باب الجامع وباب السبيل وغربا العرصة الجارية باستحكار الواقف ووقف عليه أبنية أربع دور متصلات ببعضها قرب الجامع من قبليه حدها قبلة جنينة موقوفة على الجامع أيضا وشرقا طريق سالك وغربا دار جارية بملك أحمد بك أخي الواقف وشمالا طريق سالك ودارا في هذه المحلة أيضا حدها قبلة عرصة جارية باستحكار الواقف وشرقا العرصة المتقدم ذكرها وشمالا دار شاكر أفندي الجراح وغربا طريق سالك وبناء وغراس الجنينة التي تقدم ذكرها وإصطبلا في جوارها.

شروطه

شرط هذا الوقف لنفسه مدة حياته ثم من بعده فعلى الجامع على أن يبدأ المتولي عليه بتعميره وترميمه بعد دفع الأحكار وما فضل بعد ذلك يدفع في كل شهر ١٥٠ قرشا للإمام في جامعه و ١٢٠ لمؤذن فيه حسن الصوت و ٥٠ لخطيبه و ١٢٠ لخادمه وبوابه و ٥٠ لمعلم أطفال في مكتبه و ٢٠ لقارىء سورة الكهف على سدة القبلية جهرا قبل صلاة الجمعة و ٢٠ لقارىء دلائل الخيرات ومشارق الأنوار يوم الجمعة في أي مكان تيسر وأن يشتري المتولي القدر الكافي من الزيت والقناديل والبسط والأباريق وباقي اللوازم و ١٣٠ قرشا كل شهر يأخذها المتولي لنفسه وفي كل سنة ٥٠٠ قرش يشتري بها المتولي خاما وطرابيش ونعالا يفرقها على فقراء أيتام مكتبه فإن لم يوجد فيه يتيم فقير يصرف هذا المبلغ لفقراء أرحام الواقف وما فضل بعد ذلك من الغلة يشتري به عقار أو تبنى به الجنينة ويلحق ذلك

٢٤٥

بالوقف وشرط تولية وقفه هذا لنفسه مدة حياته ثم من بعده فعلى ابنه محمد فؤاد بك ثم من بعده فعلى ما سيحدثه الله للواقف من الأولاد ثم من بعدهم فعلى الأرشد فالأرشد من أولاد أولاد الواقف الذكور المتولدين من الظهور ثم على الأرشد فالأرشد من أولاد أولاد إلخ تاريخ الكتاب ١٨ ذي العقدة سنة ١٣١٨ ومن الآثار العظيمة المستحدثة في هذه الخطة مستشفى مار لويس أحد ملوك فرنسا أسسته رهبنة مار يوسف في حدود سنة ١٣٢٥ وقبل أن يتم بناؤه حدثت الحرب العامة فوضعت العسكرية التركية يدها عليه وأتمت فيه بناء عدة جهات واستخدمته في مصالحها ولما انتهت الحرب عاد إلى تصرف الرهبنة المذكورة فأتمت نواقصه واستعملته فيما بني من أجله. محله في شمالي الجامع الحميدي على مقربة منه وهو مستشفى عظيم لا نظير له في ديارنا بعد مستشفى الرمضانية العسكري والدخول إليه بأجرة زهيدة والفقراء يدخلون إليه مجانا وفيه أطباء وجراحون ماهرون.

ومن الآثار في هذه المحلة أيضا : محطة السكة الحديدية المعروفة بمحطة الشام محلها في غربي هذه الخطة تمتد من الجنوب إلى الشمال مسافة كيلومتر وراء جبل قطيش المتصل بجبل الجوشن من شماليه وهي محطة عظيمة ذات غرف ومقاصير وأبهاء وأهراء ومعامل ومصانع قد أنبض فيها بئر واسعة ماؤها النبع على أحسن ما يكون من العذوبة والصفاء. هذه المحطة هي السبب الأعظم في ترقي قيم الأرض في محلة الجميلية وإقبال الناس على تعمير المنازل فيها. وكانت الجهات القريبة منها قفرا منقطعا يلجأ إليه اللصوص ويباع الجريب منها المساوي ١٦٠٠ ذراع مربع بخمسمائة قرش. أما الآن فإن الذراع المربع الواحد يباع في قرب المحطة بذهب عثماني إلى خمس ذهبات. وقد تكلمنا على تأسيس هذه المحطة في حوادث سنة ١٣٢٣ وسنة ١٣٢٤ فراجعها.

ومن الآثار المستحدثة في هذه المحلة : مكتب دار المعلمات محله في جنينة بيت الناقوس تجاه قصر جميل باشا كانت أنشأتها البلدية لسكنى ولاة حلب في حدود سنة ١٣١١ وهي دار عظيمة ذات طبقات عليا وسفلى مشتملة على حمام لطيف قد أحاط بها حديقة فسيحة وكان ولاة حلب أيام الدولة العثمانية يسكنون فيها بأجرة زهيدة يدفعونها إلى جهة البلدية لكن يكلفونها من الإصلاحات ما تزيد نفقته على أجرتها أضعافا مضاعفة. ثم في أيام الحرب العامة اشترتها جهة العسكرية من البلدية وتنازلت بها إلى المعارف فجعلتها دار معلمات

٢٤٦

باسم سليمان الحلبي وهي ما زالت دار معلمات حتى الآن تحت إدارة مدير المكتب السلطاني.

ومن الآثار في هذه المحلة : الميتم الإسلامي. محله في جنوبي دار المعلمات في دار بيت الناقوس جار في تصرف البلدية وكان افتتاحه في غير هذا المحل سنة ١٣٣٦ تجمع له النفقات من أهل الخير ثم في سنة ١٣٣٩ نقل إلى هذا المحل وخصص له مبلغ من صندوق البلدية وآخر من صندوق الحكومة وله مدير ولجنة خصوصية تقوم بتدبير شؤونه وجمع باقي نفقاته من الفطرة وجلود الأضاحي وما تسمح به نفوس أهل الخير. عدد الأيتام فيه ١٨٠ يتيما يقدم لهم الطعام والكسوة والفرش للمنامة ويعلمون فيه مبادئ الكتابة والحساب والأخلاق والآداب والعلوم الدينية والعربية. ومن الآثار الجاري إنشاؤها في هذه المحلة كنيسة لليهود عمر منها قسم صغير وفي عزمهم أن يتوسعوا بتعميرها تدريجا والنفقات عليها تجمع من الطائفة الموسوية وستكون بعد انتهاء عمارتها كنيسة حافلة. وللموسويين في هذه المحلة خمسة منازل اتخذت كنائس وقتيا يقيمون فيها شعائر دينهم. وفيها منزل مستأجر مستعمل فرعا من مدرسة إليانس التي تقوم بإسعافها وإكمال نفقاتها جمعية حبراه في باريس وهي مدرسة ناحجة محلها في المدينة منازل تستأجرها لها مفتوحة أبوابها للملل الثلاث إلا أن أكثر تلامذتها موسويون ثم مسلمون وأحسن ما يبرع به طلبتها اللغة الفرنسية وهي نهارية فقط لا طعام فيها تأخذ من التلامذة أجرة زهيدة والفقير منهم تقبله مجانا يزيد عدد طلبتها الذكور والإناث في جميع فروعها على خمسمائة طالب وطالبة.

تنبيه : في هذه المحلة خان جار في تصرف بيت نحمات أحد وجهاء اليهود وهو خان كبير مشتمل على أروقة عظيمة ومخازن واسعة وسماوي فسيح كان بناؤه سنة ١٣٠٠ وكان مشتركا بين (حسام الدين أفندي القدسي) وبين الخواجه عزرا نحمات ثم اختص به عزرا وحده. وفي هذه المحلة ثلاثة أفران ويعمر فيها الآن فرن رابع. والأسر الشهيرة في هذه المحلة بعض أسرة آل الجابري وآل المدرس والجزماتي وميسر وفنصة من الأسر الإسلامية وآل كوهن ونحمات وصفرا وساسون وديان وشعيو وشماع ودويك وجمال وشامه وشلم وبيجوتو وبيجو من الأسر الموسوية. والدور العظام في هذه المحلة هي دور هذه الأسر.

٢٤٧

محلة قارلق (خ)

عدد بيوتها ٢٥٢

هذه المحلة في شرقي البلدة خارج باب بنقوسا يحدّها قبلة حارة تاتارلر (١) والفرايين التحتاني وغربا الدلالين وشمالا برية الصفا وشرقا البرية. وكلمة قارلق تركية معناها المثلجة فكأن موضعها كانت تعمل فيها المثالج وسكانها ٢٣٦٨ منهم ١١٠٦ ذكور و ١٢٦٤ إناث كلهم مسلمون.

آثارها

جامع قارلق فسيح عامر في جنوبي صحنه قبلية جميلة جددت سنة ١٣٠٧ وفي غربي القبلية زاوية أنشأها أحد أغنياء المحلة سنة ١٢٠٧ وفي شرقي الشمالي من الصحن قسطل عميق واسع يجري ماؤه دائما. وفي غربي الشمالي منارة جميلة المنظر في أسفلها حجر مكتوب في بعد البسملة (أنشأ هذا الجامع المبارك العبد الفقير إلى رحمة ربه القدير الأمير سيف الدين اسم بك أمير دوا دار المقام العالي المولوي المخدومي السيفي ... كافل المملكة الحلبية المحروسة في غرة صفر الخير من شهور سنة إحدى وسبعين وسبعمائة) يقال إن الذي أنشأ الجامع اسم بك المذكور والذي عمر المنارة أخوه أسن بك ولهذا الجامع من الأوقاف ما تبلغ غلته نحو عشرين ألف قرش سنويا.

بقية آثارها

مسجد الطيبي في الزقاق المنسوب إليه ، زاوية الحربلي في زقاق الشيخ على ابن الشيخ أحمد الحربلي أنشأها سنة ١٣١٢ الشيخ علي المذكور. زاوية الشيخ طه بطيخ أنشئت في

__________________

(١) التاتارلر وهي الحارة التي سكنها من تخلف من التاتار الذين اشتركوا في الحملات ضد حلب والبلاد الإسلامية الأخرى في غرب آسيا.

٢٤٨

حدود سنة ١٢٨٠ ، سبيل الملك الظاهر بيبرس في سوق قارلق على الجادة في الصف الشمالي قيل لما أنشأه في هذه البقعة كانت برية لم يكن فيها عمارة ، سبيل ملاصق جامع قارلق من جهة شماليه موجه غربا وفيها مداران وفرن وقهوة وخانان لربط الدواب.

تنبيه : الأسر الشهيرة القدية المحترمة في هذه المحلة أسرة الحربلي وأسرة البابنسي وأسرة كعدان. والدور العظام في هذه المحلة دار عبد الله بك البابنسي الشهير زعيم الفتنة المعروفة باسم قومة حلب.

٢٤٩

محلة تاتارلر (خ)

عدد بيوتها ١٢٥

وعدد سكانها :

الذکور

الإناث

المجموع

الأقوام

٣٩٩

٤٥٢

٨٥١

المسلمون

٦٩

٧٦

١٤٥

الروم الكاثوليك

ليس فيها من الآثار سوى مسجدين يقال لأحدهما مسجد الشيخ جوهر في زقاق هاشم آغا وللآخر مسجد البوابة الصغيرة كلاهما في جنوبي المحلة موجهان شمالا ولهما وقف واحد مشترك بينهما يبلغ ريعه سنويا نحو ستة آلاف قرش وفيها شبه تكية يقال لها تكية الحدادا في قبلي المحلة موجهة شرقا معطلة فيها مزار للشيخ الحداد وفيها فرن واحد.

٢٥٠

محلة الدلالين (خ)

عدد بيوتها ١٩٥

وعدد سكانها

الذکور

الإناث

المجموع

الأقوام

٧٩٤

٩٠٢

١٦٥٦

المسلمون

١٥

٢٧

٤٢

الروم الكاثوليك

٨٠٩

٩٢٩

١٧٣٨

المجموع

يحدها قبلة الفرايين التحتاني وشرقا قارلق وشمالا البرية وغربا المشاطية.

آثارها

جامع الأحمدي

كان مسجدا قديما مائلا إلى الخراب ثم في سنة ١٢٩٤ وسعه وزاد فيه زاوية وعمل له قسطلا للوضوء السيد الفاضل الشيخ (أحمد بن أحمد بن عبد القادر) الصديق. وهذه خلاصة كتاب وقفه الذي وقفه عليه أوله بعد البسملة(الحمد لله الذي وقف جناته على من حبس نفسه لمرضاته إلخ). ثم وقف جميع الأرض الكائنة في هذه المحلة الملاصقة هذا الجامع التي طولها من الشمال إلى الجنوب ستة عشر وعرضها اثنا عشر ذراعا الكائنة في جنوبي الدكان الجارية وفي وقف الجامع والسبيل وغربي الجامع وشرقي الطريق ووقف معها البناء الذي بناه فيها وجعل ما سامت منها للمسجد القديم جامعا وما زاد منها عن مساحة المسجد زاوية للخلوتية أي أن الرأس الغربي من قبلية الجامع من طرفيه الجنوبي والشمالي علاوة هي الزاوية ووقف البناء الذي بناه فوق بعض الزاوية من الجهة الشمالية وجعله زاوية

٢٥١

ومدرسة لتدريس العلوم وقراءة ختم الخواجكان النقشبندي. ووقف في هذه المدرسة مكتبة حافلة تشتمل على عدد عظيم من الكتب المسطرة في العلوم والفنون العقلية والنقلية مشترطا عدم إخراج كتاب إلا لأعقابه وأعقاب أخيه الشيخ عبد القادر إن كانوا طلبة وأن تكون تحت يد من يكون متوليا على هذا الوقف. وبانقراض العقبين المذكورين وخراب المدرسة الزاوية تؤخذ الكتب لمكتبة الحرم المكي. وشرط النظر على الزاويتين والحصة المسامتة للجامع القديم والمكتبة لخليفته الشيخ محمد بن يوسف بن موسى الشويحنة وأذن له أن يخرج ما شاء من الكتب لينتفع به من طلبه وأن لا يبقى الكتاب خارجا عن المدرسة أكثر من ثلاثين يوما وإن مشيخة الخلوتية في الزاوية التحتانية للشيخ محمد المذكور وبعده فإلى من يخلفه وهكذا من يكون بعده واحدا بعد واحد. وبانقطاع الخلافة يعود أمرها لأرشد أولاد الواقف الذكور. وبانقراضهم فلمن يكون متوليا على الوقف أهلا للإمامة وبعده فلمن يراه الحاكم أهلا للإمامة المذكورة من أهل حلب إلى آخر ما شرط.

٢٥٢

محلة الصفا (خ)

عدد بيوتها ٨٥

هذه المحلة جديدة في شرقي الرباط العسكري سكانها أخلاط من عرب البقارة وغيرهم وكان أكثرهم فيها تحت بيوت الشعر وعددهم ٣٢٢ منهم ١٢٩ ذكر و ١٩٣ أنثى وليس فيها شيء من الآثار سوى مسجد صغير له على بابه دكان موقوفة من أهل الخير.

محلة المشاطية (خ)

عدد بيوتها ٧٣

يحدها قبلة وشرقا محلة الفرايين التحتاني وشمالا محلة الدلالين وغربا الملندي عدد نفوسها ذكورا ٢٨٧ وإناثا ٢٦١ فالمجموع ٥٤٨ كلهم مسلمون.

آثارها

جامع المشاطية مشهور قديم يبلغ صحنه ثلاثين ذراعا في مثلها تقريبا. في شماليه مصيف للصلاة كان مسجدا عمره الحاج محرم بن فتح الله سنة ١١٣١ وفي جنوبيه قبلية واسعة بنسبة الصحن في غربيها مزار الشيخ سعد اليماني. وفي شرقي الصحن رواق فيه حجرتان تجاههما قبر إبراهيم المشاطي وفي غربيه زاوية يقيم فيها الأذكار خلفاء الشيخ سعد من بني الناشد وفي غربيه شبه حجازية للصلاة فيها حوض. غلة وقفه في السنة نحو عشرة آلاف قرش. وفي هذه المحلة أيضا سبيل الحاج محرم المذكور محله ساحة المشاطية موجه قبلة وفيها خان يعرف بخان الجلبي أنشأه الحاج عبد القادر الجلبي طه زاده سنة ١٣٠١ يوافقها من الجمل هذه الشطرة وهي (خان سما سعدا بعبد القادر) وهو من بيتين طلبا مني مكتوبين على بابه. وفيها خان آخر يعرف بخان التكمجي ومدار وفرن.

٢٥٣

محلة الفرايين الفوقاني (خ)

عدد بيوتها ٧٠

يحدّها قبلة الفرايين التحتاني وشرقا محلة قاضي عسكر ومحلة تاتارلر وشمالا محلة الدلالين وغربا المشاطية. عدد سكانها ٢٧٥ ذكرا و ٢٧٣ أنثى جملتهم ٥٤٨ نسمة كلهم مسلمون. ليس فيها من الآثار سوى مسجد قاسم النونو مكتوب على حجر فوق شباك مدفن فيه مطل على الجادة من شرقيه (هذا المسجد المبارك عمره العبد الفقير المحتاج إلى رحمة الله تعالى الحاج علي بن محمد غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين في سلخ شهر ذي القعدة سنة ٧٧٠).

محلة الفرايين التحتاني (خ)

عدد بيوتها ٧٤

يحدها قبلة محلة قاضي عسكر وشرقا محلة تاتارلر وشمالا محلة الفرايين الفوقاني وغربا قاضي عسكر وحمزه بك : عدد سكانها ٢٨٧ ذكرا و ٣١٦ أنثى جملتهم ٦٢٣ نسمة كلهم مسلمون. ليس فيها من الآثار سوى مسجد علم الشرق. وجيه هذه المحلة الحاج شاهين الختام.

٢٥٤

محلة شاكر آغا (خ)

عدد بيوتها ١٠٧

يحدها قبلة حارة الأبراج وشرقا صاجليخان الفوقاني وشمالا حمزه بك وغربا جقور جق ، عدد سكانها ٣٣٠ ذكرا و ٣٣٠ أنثى جملتهم ٦٦٠ نسمة كلهم مسلمون.

آثارها جامع شاكر آغا وهو عامر وله من الأوقاف كفايته وسبيل شاكر آغا وفيها مدار واحد وفرن يعرف بفرن ميريك.

محلة حمزه بك (خ)

عدد بيوتها ١٣١

يحدها قبلة حارة شاكر آغا وقاضي عسكر وشرقا قاضي عسكر والفرايين التحتاني وشمالا المشاطية وغربا شاكر آغا وابن يعقوب. عدد سكانها ٥٢٥ ذكرا و ٥٢٤ أنثى جملتهم ١٠٤٩ نسمة كلهم مسلمون.

آثارها

مسجد حمزة بك ويعرف قديما بمسجد باباجان في أواسط المحلة. والمسجد الصغير ويعرف قديما بمسجد محمد الباش في زقاق بيت البيطار. أوقافهما مشتركة تقوم بضرورياتهما.

وسبيل قرب مسجد حمزة بك متصل به من غربيه ، وسبيل آخر في زقاق حمزة بك قرب دار الحاج أحمد العزيزي.

٢٥٥

محلة ابن يعقوب (خ)

عدد بيوتها ١٦٧

ويقال لها حارة الصغار تسمية لها باسم أحد أزقتها. حدّها قبلة سوق بانقوسا وشرقا القوزلية وشمالا برية إعرابي وغربا الشميصاتية : عدد نفوسها ذكورا ٥٤١ وإناثا ٥٦٣ جملتهم ١١٠٤ كلهم مسلمون.

آثارها

مسجد الحمداوي في سوق بانقوسا في الصف الموجه شمالا ، ومسجد الطبقة في سوق بانقوسا تجاه زقاق الصغار ، وجامع المصلى في ورشة الفعول في السوق المذكور ، ومسجد في طليعة اعرابي وآخر في زقاق الصغار ، وقسطل الجاويش في بانقوسا ينزل إليه بخمس وثلاثين درجة مكتوب عليه (أنشأ هذا السبيل المبارك العبد الفقير إلى رحمة الله تعالى حمزة الجعفري في أيام مولانا السلطان الملك الظاهر أبي سعيد برقوق ناصر أمير المؤمنين سنة ٧٩٢) وفي غربي جامع المصلى إلى شماليه سبيل رقبان ومكتب فوقه وقفهما الحاج حسن بن الحاج حسن بن رقبان سنة ٩٨١ ووقف لهما جميع الحمام المعروف به الكائن قرب سبيله وجميع الدكاكين الثمان المتلاصقات في المحلة وثمانية مخازن راكبة على الدكاكين كل يوم ستة أجزاء بعد صلاة الفجر ستة قراء يدفع لهم في الشهر مائة وثمانون قطعة فضية ولعشرين من أيتام الفقراء مائتا قطعة ولمربي الأيتام في مكتبه ستون ولبوابه ثلاثون وللمتولي وللجابي ستون ولأحكار الوقف عشرون وما فضل بعد ذلك يشتري بنصفه خبز جيد يفرق على الأيتام والنصف الآخر يدفع للفقراء من ذريته وعتقائه وشرط التولية بعده لأعقابه وبانقراضهم فلقاضي حلب. اه. وفي هذه المحلة الحمام المذكور وثلاث خانات لبيع الغلات ومدار واحد وثلاثة أفران.

٢٥٦

والأسر الشهيرة في هذه المحلة : أسرة آل الزرقا وجيهها عالم حلب وفقيهها الأوحد أستاذنا الشيخ (محمد بن عثمان الزرقا) ، وأسرة آل النعساني المتصل نسبهم بولي الله الشيخ رسلان ووجيه هذه الأسرة الأديب الناظم الناثر الأستاذ (بدر الدين النعساني) ، وأسرة بني القباني المنتسبين إلى بيت منقار ووجيه هذه الأسرة الأديب (السيد الحاج ربيع).

٢٥٧

محلة البلاط التحتاني (خ)

عدد بيوتها ١٤٦

وتعرف بالقطانة. حدّها قبلة البرّية. وحارة تلعران وغربا محلة الضوضو وشمالا البلاط الفوقاني وشرقا البرية المعروفة بتربة لالا. عدد سكانها ذكورا ٥١٧ وإناثا ٥٣٣ فالمجموع ١٠٥٠ كلهم مسلمون.

آثارها

جامع القطانة شرقي الساحة طول سماويه ٣٠ ذراعا في مثلها عرضا تقريبا في جنوبيه قبلية لها منبر وفي سنة ١٣٠٥ زيد في قبليته زيادة من وصية أهل الخير وفي غربي الصحن قبلية أخرى تصلى فيها السرية ويقام فيها ذكر وعلى بابه منارة وله من الأوقاف ما يقوم بكفايته ..

ومن آثار هذه المحلة مقام الشيخ بلال : محله في جنوبي هذه المحلة وراءه البريّة وهو ساحة فسيحة في شرقيها الجنوبي بنية عامرة بالحجارة الهرقلية في صدرها الجنوبي محراب وفي شماليها قبر الشيخ بلال. وفي السجل أن مزرعة تربة لالا المحدودة قبلة بالعمود ومقر الأنبياء شرقي حلب في ظاهرها وشرقا بأراضي نيرب حلب وأراضي بتياس وشمالا بأراضي باب الله وبتياس وغربا بالدرب الأبيض وجدار البلد والحجر الأسود وقفها بما فيها السيد شمس الدين محمد هلال أفندي الطيار الكيلاني ابن السيد عز الدين أحمد أفندي ابن السيد محمد الطيار الكيلاني المنسوب إلى قطب العارفين الشيخ فخر الدين الأمير ابن الغوث الطاهر محيي الدين السيد عبد القادر الكيلاني سنة ٨٨٠ ، وشرط أن يصرف ثلاثة أرباع غلتها على ذريته والربع الرابع على قبره وقبر والده وعلى مقبرتهم بزاويتهم المذكورة المعروفة بزاوية الشيخ بلال الحبشي.

٢٥٨

بقية آثارها

في وسط ساحة القطانة صهريج سبيل ، وفي جنوبيها قسطل ينزل إليه بدرجات هجر وأخذ ماؤه للصهريج المذكور في أوائل القرن الثاني عشر تقريبا ، وفي هذه المحلة مدار واحد.

٢٥٩

محلة خان السبيل (خ)

عدد بيوتها ٦٧

يحدها قبلة حارة ابن نصير وشرقا جب قرمان وشمالا جقور جق وسوق بانقوسا وغربا خندق بالوجه عدد سكانها ٢٨٥ ذكور و ٣٠٦ إناث جملتهم ٥٩١ نسمة كلهم مسلمون.

آثارها

جامع بانقوسا

هذا الجامع شهير كبير معمور تقام فيه الشعائر في الأوقات الخمس لا سيما في وقت السحر فإنه لا يضاهيه بحلب جامع في ذلك الوقت من جهة قراءة الأوراد وكثرة المصلين ولما كان الحاج (صالح بن مرعي بن حسن الملاح) قيما عليه أثر فيه أثارا حسنة فرمّه وفرشه بالبلاط وزاد في أوقافه. في صدر قبليته من شرقيها إثر باب عال مكتوب على نجفته (أنشأ ... الفقير إلى رحمة ربه أحمد بن موسى السعدي على مذهب .... الفقراء الأفاقية بتاريخ شهور سنة ٨٢٨) والظاهر أنه كان باب مدرسة. ويوجد في شرقي محرابه خزانة مغلقة على حجر مرصوف مدور يبلغ قطره نصف ذراع محاطا ببيتين صورتهما :

لأصابع المختار في هذا الحجر

آثار خيرات تعاين بالبصر

فالثم مواضع كفه إن كنت من

أهل المحبة مرتج كلأ الضرر

وعلى الباب الخارجي الموجه غربا الذي يدخل منه إلى الفسحة التي ينزل منها إلى الميضأة(أنشأ هذا المعروف المقر الأشرفي العالي المولوي المخدومي السيفي الآمر كافل المملكة الحلبية المحروسة يلبغا الناصري عز نصره سنة ٧٨٨) فالظاهر أنه أراد بالمعروف هو الفسحة المذكورة وتحويلها إلى الميضأة وفتح باب لها ، وفي شمالي الرواق الغربي من الصحن قبر كتب عليه فوق سنامه : (يا حضرة نبي الله بانقوس على نبينا وعليه أفضل الصلاة

٢٦٠