نهر الذّهب في تاريخ حلب - ج ٢

كامل البالي الحلبي [ الغزي ]

نهر الذّهب في تاريخ حلب - ج ٢

المؤلف:

كامل البالي الحلبي [ الغزي ]


المحقق: الدكتور شوقي شعث ومحمود فاخوري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: منشورات دار القلم العربي ـ حلب
المطبعة: مطبعة الصباح
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥١٨

ومما يلحق بهذه المحلة عمارة الهروي : محلها في جنوبي الفردوس بميلة إلى الشرق على بعد غلوة منه أنشأها الشيخ أبو الحسن (علي بن أبي بكر الهروي) السائح ثم في فتنة التتار خرب بعضها ولم يبق بها ساكن وخرب وقفها لأنه كان سوقا بالحاضر وهي الآن خراب لم يبق فيها سوى حجرة الضريح التي على مثال الكعبة وجميع حجارتها مكتوبة حكما ومواعظ وغير ذلك وقد رأيت في كتاب الإشارات في معرفة الزيارات لصاحب هذا القبر صورة ما كتبه على تربته فأحببت نقله. قال رحمه [الله] : نسخة ما على تربة العبد الفقير إلى الله تعالى مؤلف هذا الكتاب (كتاب الاشارات) وهي التي أنشأها لنفسه ظاهر محروسة حلب على الجادة الآخذة إلى محروسة دمشق على نهر غربي هذه التربة منقورة في الصخرة ما هذه صورته (بسم الله الرحمن الرحيم سبحان مشتت العباد في البلاد وقاسم الأرزاق سير قوما إلى الآجال وقوما إلى الأرزاق هذه تربة العبد الفقير الغريب الوحيد علي بن أبي بكر الهروي عاش غريبا ومات وحيدا لا صديق يرثيه ولا خليل يبكيه ولا أهل يزورونه ولا إخوان يقصدونه ولا ولد يطلبه ولا زوجة تندبه آنس الله وحدته ورحم غربته وهو القائل سلكت القفار وطفت الديار وركبت البحار ورأيت الآثار وسافرت البلاد وعاشرت العباد فلم أر صديقا ولا رفيقا موافقا فمن قرأ هذا الخط فلا يغتر بأحد قط :

طفت البلاد مشارقا ومغاربا

ولكم صحبت لسائح وحبيس

ورأيت كل عجيبة وغريبة

ولقيت هولا في رخاء وبؤسي

أصبحت من تحت الثرى في وحدة

أرجو إلهي أن يكون أنيسي

(وعليه) بنوا وعلوا ومضوا وخلوا (وعليه) لا ذاك دام ولا ذا يدوم (وعليه) كن من الفراق على حذر (وعليه) هذا الوداع فمتى الاجتماع (وعليه) السلامة في الوحدة والراحة في العزلة (وعلى الجانب الشمالي) لا مفر مما قضاه ولا مهرب مما أمضاه فالسعيد من سلم إليه وتوكل عليه ، (وعلى الجانب الشرقي) ما هذه صورته : بسم الله الرحمن الرحيم هذه تربة العبد الفقير إلى رحمة ربه علي بن أبي بكر الهروي وهو القائل ابن آدم دع الاحتيال فما يدوم حال ولا تغالب التقدير فلن يفيد التدبير ولا تحرص على جمع مال يتنقل إلى غيرك من لا ينفعك شكره ويبقى عليك وزره (وعلى عضادة الباب) ما هذه صورته بسم الله الرحمن الرحيم ما مر الزمان على شيء إلا غيره ولا على حي إلّا قبره ولا رفيع إلّا وضعه ولا على قوي إلّا وضعضعه (وعلى الباب) بسم الله الرحمن الرحيم عمر هذه التربة لنفسه

٢٢١

العبد الفقير إلى رحمة ربه علي بن أبي بكر الهروي تقبل الله منه ورحمه ورحم المسلمين وذلك في سنة اثنتين وستمائة (وداخل الباب) الطمع يذل الأنفس العزيزة ويستخدم العقول الشريفة (وعلى القبر) بسم الله الرحمن الرحيم إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم هذا قبر الشيخ علي بن أبي بكر الهروي رضي الله عنه ورحمه ورحم جميع المسلمين. (وعلى فرشة اللحد) بسم الله الرحمن الرحيم إلهي ليس لي عمل أتقرب به إليك ولا حسنة أدل بها عليك غير فقري وفاقتي وذلي ووحدتي فأرحم غربتي وكن أنيسي في حفرتي فقد التجأت إليك وتوكلت عليك وأنت أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.(وعلى القبة) الآيتان آخر سورة لقمان وآخر سورة البقرة (وعلى القبر بعد البسملة) يا باقي ارحم الفاني يا حي ارحم الميت يا عزيز ارحم الذليل يا قادر ارحم العاجز (وعليه) اللهم إني ضيفك ونزيلك وفي جوارك وفي حرمك وأنت أولى من أكرم ضيفه ورحم جاره وأجار نزيله فمن غير تربتي أو بدل حفرتي فأنت خصمه يا رب استعنت بك عليه يا رب يا مغيث أنت الله (وعلى أبواب حرم التربة) ما صورته منقورا في الصخر على باب منها داو أمراضك ودع اعتراضك (وعلى آخر) كم ذا العنا ومصيرك إلى الفنا (وعلى آخر) الدنيا مزبلة (وعلى آخر) لو أراد الله بخيرك ما تعبت لغيرك (وعلى آخر) الحذر لا ينفع القدر (وعلى آخر) لو رأيت ما اقتنيت (وعلى آخر) في الموت كفاية (وعلى آخر) الأجل أصدق من الأمل (وعلى آخر) دع الارتياب فمصيرك إلى التراب (وعلى آخر) اتق الله يكفك الله (وعلى آخر) انظر في عيب نفسك ودع أبناء جنسك (وعلى الطهارة) لو تفكرت ما افتخرت (وعلى الحمام) طهارة الجسد إزالة الحسد (وعلى آخر) يا أشعب لمن تتعب (وعلى آخر) ما انتظارك والقبر دارك (وعلى أبواب الرباط وهي المدرسة التي أنشأها لصيق هذه التربة) (وعلى باب منها) استعد للرحيل فقد بقي القليل (وعلى آخر) الحسد يضر بصاحبه (وعلى آخر) الاحتمال موت حاضر (وعلى آخر) اللذة في الخمول (وعلى آخر) العزلة مركب السلامة (وعلى آخر) دعهم واحذرهم (وعلى آخر) من زهد في الدنيا قل تعبه (وعلى آخر) عز القانع وذل الطامع (وعلى آخر) الورع زمام العمل (وعلى آخر) زينة العلم العمل (وعلى آخر) الراحة في الوحدة (وعلى آخر) فرّ من الخلق فرارك من الأسد (وعلى آخر) انتفع بالناس انتفاعك بالنار تنج منهم (وعلى آخر) دع الترهات واستعد للممات (وعلى الطهارة) بيت المال في بيت الماء (وعلى باب التربة) عمر هذه التربة لنفسه العبد الفقير إلى رحمة الله تعالى علي بن أبي بكر الهروي

٢٢٢

وذلك في سنة اثنتين وستمائة (وعلى البئر التي ظهرت في هذه التربة ونسبت إلى إبراهيم الخليل) أظهر الله هذه البئر المباركة سنة اثنتين وستمائة.

بقية آثار هذه المحلة

في جنوبي هذه المحلة خان منقور في الحوار ينزل إليه بدرجات يقال له خان النقر (١) وهو صحن مربع يبلغ أربعين ع في مثلها تقريبا في جهاته الأربع أروقة نافذة إلى بعضها شبيهة بالأروقة المقبوة بالحجارة وكان يضرب المثل في حلب بكثرة دخل هذا الخان وأما الآن فهو معطل وصحنه بستان يشتمل على شجر التين والفستق وكان على مقربة من هذا الخان مدرسة يقال لها الجمالية محلها الآن تل من تراب وهي تنسب لمنشئها جمال الدولة إقبال الظاهري عتيق ضيقة خاتون وفي تلك الجهات أيضا عمارة يسمونها الدرويشية أظنها تربة وهي مشرفة على الخراب أنشأها الملك الناصر سنة ٦٢١.

__________________

(١) شوه هذا الخان تشويها كبيرا وذهبت معالمه قبل سنوات قليلة واستخدام دكاكين وأمكنة لأغراض حديثة.

٢٢٣

محلة المقامات (خ)

عدد بيوتها ٨٦

الذکور

الإناث

المجموع

الأقوام

٣٣٧

٣٣٦

٦٧٣

كلهم مسلمون

 وهي بين حارة المعادي والفردوس الأولى في شماليها والثانية في جنوبيها سميت مقامات لكثرة ما اشتملت عليه من الترب والمدافن ومقامات الصالحين كما سنبينه.

آثارها

التربة الكمالية محلها في كرم الحشاش شرقي هذه المحلة بينها وبين تربة السفيري الكرم المذكور وجادة الصالحين وهي صحن واسع وقبلية في غربيها قبر كمال الدين الدمنهوري وهو الذي بناها بعد حادثة تيمور وفيها إيوان مدفون فيه خديجة بنت الباني المذكور وهي مشرفة على الخراب يسكنها بعض الفقراء ، جامع قراسنقر هو جامع المحلة الكبير كان في الأصل رباطا بناه (قراسنقر الجو كندار المنصوري) وهو صحن متسع مشتمل على أروقة وله بابان واحد من شماليه وآخر من غربيه وقبلية مبنية بالحجارة العظيمة كأنها حصن في غربيها قبر مكتوب عليه (هذه تربة العبد الفقير إلى رحمة ربه ورضوانه الأمير ناصر الدين محمد ابن الأمير شمس الدين قراسنقر الجوكندار المنصوري توفى في الليلة المسفرة عن الخميس سلخ جمادى الأخيرة سنة ٧٠٩ غفر الله له ولوالديه) هذه التربة كانت تعرف بالمهمازية في شرقيها قبر آخر مكتوب عليه (هذا قبر المقر المرحوم السيفي قتمر المنصوري مولانا الملك الآمر بحلب المحروسة كان توفى إلى رحمة الله تعالى في يوم الجمعة سابع عشر ذي الحجة الحرام سنة ٧٧٠) وفي الجانب الشرقي من باب الجامع الشمالي جرنان عظيمان مدفون بعضهما في الأرض أحدهما أسود والآخر أصفر مكتوب على الجدار فوقهما بعد

٢٢٤

البسملة (أمر بإنشاء هذا السبيل المبارك المولى الأمير الكبير المجاهد المرابط الخاضع لربه المنان المفتقر إلى عفو الله والرضوان شمس الدنيا والدين (قرا سنقر الجو كندار المنصوري الناصري نائب السلطنة الشريفة بحلب المحروسة أثابه الله تعالى وضاعت له الحسنات وجعل زخره الباقيات الصالحات كتب في المحرم سنة ٧٠٣ من الهجرة النبوية).

تربة شهاب الدين الأدرعي وهي غربي الجادة إيوان كسروي في جانبه الشرقي قبة معتبرة قائمة على جدران جميلة البناء وراء هذه القبة من شرقيها قبر «أحمد بن حمدان شهاب الدين الأدرعي» صاحب التربة مكتوب على نصبة قبره :

عاهد قبور الصالحين مسلّما

بحسن اعتقاد وانقياد مع الأدب

وصاحب هذا القبر أتحفه دائما

بخير دعاء فهو مما له وجب

فهذا الإمام الأدرعي أحمد الذي

سما وإلى حمدان حقا قد انتسب

وهذا أبو العباس يعرف كنية

وهذا شهاب الدين يشهر باللقب

لقد ساد أهل العصر علما وعفة

وزان بلاد الشام لا سيما حلب

فمولده قد كان في عام وارث

ومدرجه لله صحبته قرب

وتجديد هذا القبر في السنة التي

بخمسين بعد الألف فيما يلي رجب

وفيها من الأمراء «عبد الله بن إبراهيم بن أحمد» وراء هذه التربة من غربيها تربة أخرى جميلة فيها قبلية في شرقيها بعض قبور وفي شرقي الجادة تربة حافلة لها شبابيك مطلة على الجادة مبنية بحجارة جميلة بديعة التركيب والنقش وفي تربة «عثمان بن أحمد بن أحمد بن أغلبك» لا أثر لقبره في داخلها مع أنه مدفون فيها كما ستراه في ترجمته وهي الآن مشرفة على الخراب يسكنها بعض الفقراء وفي غربي الجادة قسطل سعى بعمارته الحاج صديق أفندي ابن عبد الحميد الجابري سنة ١٢٨٥.

وفي غربيه سبيل صهريج يجري إليه الماء من هذا القسطل ، وفي الجهة الجنوبية الشرقية من المحلة مدرسة تعرف بالظاهرية ذكرها ابن شداد في باب المدارس الشافعية في ظاهر حلب وقال أنشأها السلطان الملك الظاهر غياث الدين غازي صاحب حلب وانتهت عمارتها سنة ٦١٦ وشرطها للشافعية ووقف عليها نصف سوق الظاهرية شركة جقمق ولها غالب

٢٢٥

قرية عين رزه من عمل الباب ، وأنشأ إلى جانبها تربة أرصدها ليدفن فيها من يموت من الملوك والأمراء.

هذه المدرسة حافلة جدا عظيمة الباب واسعة الرحاب شبيهة بالمدرسة السلطانية الكائنة تجاه باب القلعة كأنما أفرغتا في قالب واحد سوى أن السلطانية أصغر منها وفي شمالي صحنها حوض كبير جميل الصنعة لا يهتدي إلى تركيبه إلا الحذاق وفيها نحو عشرين حجرة للمجاورين ما بين عليا وسفلى وقبليتها طويلة عريضة ولها محراب جميل الصنعة تجاه قبليتها رواق عال وكلها متوهنة المباني وبعضها يسكنها بعض الفقراء والتربة التي في جانبها دثرت ولم يبق منها سوى محراب وصارت شبه دار يسكنها بعض الفقراء وكان يوجد قرب هذه المدرسة مسجد ، ورباط ، وتربة عمرت في أيام الملك الناصر يوسف ابن الملك العزيز كما يدل عليه كتابة على حجرة وجدتها مكسورة قطعتين مرصوفتين في عضادتي باب التربة الظاهرية وصورة الكتابة (بعد البسملة إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلّا الله) إلخ. عمر هذا المسجد المبارك والرباط والتربة المباركة في دولة مولانا السلطان ابن السلطان الملك الناصر أبي المحاسن يوسف أدام الله أيامه ونشر في الخافقين أعلامه على يد أضعف خلق الله تعالى وأحوجهم إلى مغفرة ربه الرحيم العبد الفقير إلى عفو ربه عبد الكريم عفا الله تعالى عنهم : وفي الجهة الغربية من المدرسة الظاهرية صهريجان يجري الماء إليهما من قسطل صديق أفندي المتقدم ذكره ، وعلى غربي الجادة إيوان في صدره محراب مكتوب على أعلاه بعد البسملة إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر أنشأ هذا المكان الفقير لعفو الله على نية الصلاة وشرط أن لا يدفن في هذا الإيوان ميت ومن دفن ميتا كان خصمه الله وتم بتاريخ سنة ٩١١ وفي شرقي الجادة سبيل صهريج مبني فوقه باب أنشأه الحاج ياسين ابن السيد أحمد جاسر سنة ١٢٨٥.

تنبيه : في هذه الحارة كثير من الترب والمدارس والمزارات فمن ذلك تربة ابن الصاحب بالقرب من الظاهرية من شماليها بينهما تربة بني سوادة وكانوا شيعة ، وتربة ابن الصاحب أنشأها الأمير شهاب الدين أحمد بن يعقوب الصاحب والتربة القليجية وتربة شمس الدين ابن العجمي وتربة أيدمر الظاهري العزيزي الناصري والي حلب وقفها في ثاني شهر ربيع الأول سنة ٦١٨ ولها وقف بقرية دارة عزة ، وتربة (موسى الحاجب) قرب باب المقام أنشأها موسى بن عبد الله الناصري في حدود سنة ٧٥٠ وزاوية الحاج بلاط دوادار الحاج إينال

٢٢٦

كافل حلب وهي زاوية وتربة ومدرسة وقف عليها ربع سوق الملح وربع قرية معرة دبسه ونصف باسوفان من جبل سمعان وحصة من النيرب قرب حلب ، والخلاصة أن هذه المحلة كانت كثيرة المدارس والترب والمساجد والربط بحيث لا يخلو منها بقعة إلا وفيها أثر من ذلك غير أنه لم يبق من تلك الآثار سوى ما أفردناه بالذكر مع كونه مشرفا على الخراب والبقية خربت وخفي مكانها وصار في محلاتها بساتين الفستق والتين وكان كثير من تلك الترب مدافن لملوك حلب وأمرائها وحكامها حتى إني شاهدت عدة قبور في تلك البساتين أصحابها ملوك قد اتخذت معالف للدواب ومنها ما هو مطمور في التراب لا يظهر منه سوى قليل من نصباته ومنها ما اتخذ في جانبه مرحاض تتطرق إليه الأقذار ومنها ما نبت في حويضه شجرة فستق عظيمة ومنها ما هو في أرض قفراء تسفى عليه الرياح فسبحان من أسكنهم هذه القبور بعد القصور وحكم عليهم بالعدم وتفرد بالكبرياء والقدم وجعلهم عبرة لأولي الأبصار.

٢٢٧

محلة المعادي (خ)

عدد بيوتها ١٠٩

الذکور

الإناث

المجموع

الأقوام

٤٤٤

٤٤١

٨٨٥

كلهم مسلمون

 هي منفصلة عن البلدة واقعة تجاه باب المقام من ظاهره محاطة بالبرية.

آثارها

جامع المعادي

في جنوبي باب المقام وهو جامعها الكبير له بابان أحدهما من شماليه والآخر من شرقيه وله منارة وفي صحنه حوض فوق عشر بعشر عمره الحاج (عبد القادر بن عمر بن سليم) وقبلية واسعة بالجملة لكنها دون كفاية أهل المحلة خصوصا في الجمعة والعيدين ويوجد وراء قبليته في جنوبيها ساحة مستطيلة في غربيها ثلاثة قبور وله وقف جزىء وفي جانب باب هذا الجامع من شرقيه باب مسدود عليه حجرة مكتوب فوقها «جدد هذا السبيل المبارك العبد الفقير إلى الله تعالى كمال الدين ابن الدغيم ووقف عليه جميع الدكان الكائنة في رأس سوق محلة القلعة المعروفة ... وجعل دخلها للقنوي سنة ٩٠٤.

تربة الشيخ علي شاتيلا

هي تربة «خيري بك ابن عبد الله الجركسي» صحن واسع فيه عدة قبور من جملتها قبر الشيخ علي المجذوب والمعروف بشاتيلا وهي قبة عالية مبنية بالرخام الأصفر من غربيها شباكان مطلان على الطريق مكتوب فوقهما بعد البسملة «أنشأ هذه التربة المباركة المقر الأشرفي الكريم العالي المولوي الكافلي السيفي خاير بك الأشرفي كافل الممالك الحلبية

٢٢٨

المحروسة أعز الله تعالى أنصاره بتاريخ شهر ربيع الأول عام ٩٢٠» والشيخ علي شاتيلا المذكور مجذوب معتقد ينقل عنه عدة كرامات في حياته ومماته وقبره تجاه قبة التربة المذكورة في شماليها وكانت وفاته سنة ١١٦٣.

المدرسة البولادية

محلها الصف الموجه غربا من الجادة وهي الآن معطلة مائلة للدثور يسكن قبليتها بعض الفقراء.

بقية آثار هذه المحلة

سبيل صهريج في حضرة جامع المعادي أنشأه «الحاج علي ابن الحاج عبد الله بن محمد علي بيازيد» ، وسبيل الشاوي نسبة «لرجل من خيار أهل المحلة اسمه حسين بن محمد بن حسن الشاوي أنشأه سنة ١٢٨٨» ، قسطل البولادية لصيقها من جنوبيها موجه غربا ، وسبيل ملاصق تربة خيري بك من شرقيها موجه شرقا عمرته إحدى الخواتين سنة ١٠٣٠ ، وفيها قهوة واحدة بحضرة جامعها ومن آثار هذه المحلة الخفية مغارة يهبط إليها من فوهة في جبانة الشعلة قرب قبر الشيخ قاسم الخاني في شمالي مقبرة السفيري إلى الشرق وهي مغارة شاسعة لا يكاد يدرك منتهاها وقد نزلناه وصحبنا معنا عدة مصابيح وسرنا فيها من شماليها حتى وصلنا إلى تحت دور حارة المعادي ووجدنا آبار الدور قد اخترقت سقفها ثم أرضها وثخانة سقفها نحو ثمانية أبواع ولما أدركنا العياء من كثرة سيرنا فيها عدنا لنخرج منها ونحن بضعة أشخاص منهم من نزل إليها مرارا فضللنا الطريق عدة مرات والظاهر أن هذه المغارة وما شاكلها من المغائر حارة المغاير كانت مقالع للحوار الذي كانت تبنى به مباني حلب كلها أو بعضها كما هو الحال الآن في مباني عينتاب وأورفه وغيرهما من البلاد التي كانت تتبع ولاية حلب والله أعلم.

٢٢٩

محلة جسر السلاحف

وتعرف بالوراقة (خ)

عدد بيوتها ٧٠

يحدها قبلة حارة الكلاسة وشرقا حارة العقبة وشمالا حارة العينين وغربا نهر قويق عدد سكانها ٥٤٥ منهم ٢٨١ ذكرا و ٢٦٤ أنثى كلهم مسلمون وهي حارة معرضة للغرق حين طغيان نهر قويق وتمتد من باب الجنان إلى باب أنطاكية فالجهة الشرقية من هذه الجادة على ضفة النهر كلها خانات معدة لبيع الغلات وفيها يكون طاحون عريبة والغربية الكائنة على حافة النهر أيضا تشتمل على دور وحوانيت ولا آثار في هذه المحلة سوى مسجد واحد ويلحق بها مسجد في أواسط الجادة الممتدة من باب أنطاكية إلى جسر الدباغة على يسرة المتوجه إلى الجسر وهو من آثار المرحوم محمد باشا المعروف وقفه بإبراهيم خان وسنتكلم على هذا الوقف ويعرف الآن بمسجد الدباغة له منارة مربعة الشكل مبنية بالحجارة الهرقلية معطل عن الشعائر يسكنه بعض الفقراء ومسجد في قرب جسر الدباغة على طرفه الشرقي يعرف بمسجد أولاد أبي بكر له من الأوقاف كفايته وتصلى فيه السرية وكان يعرف بمسجد الفوعي فاضل غلة وقفه مشروطة للإشراف وسبيل في سوق باب أنطاكية تجاه حمام الويوضي وحمام الويوضي هذا جار نصفه في وقف جامع الزينبية الكائن في محلة الفرافرة وتقدم الكلام عليه قيل إن هذه المحلة كان فيها عدد كبير من المعامل التي تصنع الورق الذي كان لا يضاهيه في جودته ما يعمل منه في غير حلب كما يدل على ذلك وجود كتب مخطوطة قديمة اطلعنا عليها في بعض المكتبات الحلبية القديمة ولأجل هذا سميت هذه المحلة باسمها الحالي.

٢٣٠

محلة الشماعين (خ)

عدد بيوتها ٩٨

عدد سكانها

الذکور

الإناث

المجموع

الأقوام

٣٥٩

٢٤٥

٦٠٤

المسلمون

١٦

٢١

٣٧

الروم الكاثوليك

٣

 ـ

٣

الأرمن الكاثوليك

١٧

١٣

٣٠

الأرمن

١

 ـ

 ـ

البرونستان

 هذه المحلة غربي البلدة وراء نهر قويق يحدها قبلة حارة القوانصه وشرقا الكتاب وشمالا تربة الشيخ اللطيفي وغربا البرية والشماعون المضافة إليهم هذه المحلة جماعة كانوا يصنعون فيها الشمع الشحمي المشهور وفيها من الآثار جامع المطغاني وهو زاوية للشيخ محمد الأطغاني البسطامي بناها الخواجه حسين بن مصطفى وجماعة من التجار في حدود ٧٠٠ وكان الأطغاني أولا يذكر مع جماعته في مسجد كان باتصال الزاوية وفي فتنة تيمور خرب بعض هذه الزاوية وسلمت قبتها فرمها الخواجه عبد الرحمن البلدي وعمر بها إيوانا ودخل نصف المسجد الذي كان يذكر فيه الشيخ أولا في هذا الإيوان ونصفه خارج الإيوان من جهة التربة والزاوية مختصة بجماعة الطريقة البسطامية وكان يتصدى فيها للإرشاد الشيخ حسين البسطامي تلميذ عبد الله البسطامي أحد مشاهير الزهاد.

٢٣١

بقية آثارها

جامع الصفي : في بستان الشهبندر لا أثر له وكان هذا البستان من أوقاف خالصه عثمان فدخل بما فيه تحت يد أحد أغنياء اليهود بطريق الأجارتين وفي هذه المحلة قسطل واحد يعرف بقسطل الشربجي يهبط إليه ببضع عشرة دركة ويلحق بهذه المحلة خانقاه كانت تعرف بالسحلولية لا أثر لها الآن كان محلها على شاطىء نهر قويق قرب بستان حجازي أنشأها رجل يدعى الشقيره من مباشري حلب جعلها منتزها ولم يقفها فوصلت إلى كافل حماة الأسعردي فوقفها على عبد الرحمن بن سحلول وبنى محرابا وجعل لها خلاوي برسم الفقراء وأقام لها منارة وشرط لها مدرسا على المذهب الشافعي وكان ابن سحلول المذكور أميرا رئيسا توفى سنة ٧٨٢ ودفن خارج الخانقاه وكان من جملة أوقافها حصة بقرية كفر متعلا وحصة بحمام أنطاكية وحصة بخان خارج باب أنطاكية بحلب وكانت هذه الخانقاه مشهورة في وقتها بالانتظام واطعام الطعام والعلماء والأفاضل يقصدون زيارة مشايخها لطلاقة أيديهم وحسن مكانتهم ولم تزل كذلك إلى أن كانت حادثة تيمور لنك فهدمت وتفرقت حجارتها وأصبحت أثرا بعد عين.

ومن الأماكن الملحقة بهذه المحلة أيضا زاوية الشيخ خضر تجاه بستان الكتاب من شماليه الغربي في جنوبي بستان إبراهيم آغا لا أثر لها الآن أنشأها الرئيس بدر الدين بن زهره منتزها وحين عمارتها أخرج من أرضها أمواتا منهم امرأة بنقشها لأنها كانت مقبرة فرفع فيه قصة منظومة على لسان الأموات إلى السلطان ثم انتقلت بعد ذلك إلى العجمي زين الدين ثم اغتصبها منه جلبان كافل حلب وجعلها زاوية في حدود سنة ٧٧٠ وشرطها للأحمدية والأدهمية بشرط أن يضاف من نزلها من الطوائف الثلاث ثلاثة أيام وكانت زاوية حافلة بها حوض ليس في حلب مثله في السعة ثم تشعثت في حادثة تيمور فرمها إقباي مملوك المؤيد ووقف عليها وقفا في أنطاكية ثم تقلبت عليها الأيام واستعملت تكية للسادة المولوية واستمرت كذلك إلى حدود الألف وحينئذ أعتيض عنها بتكية المولوية الحاضرة ومن ذلك الوقت أخذت بالخراب ونقلت حجارتها شيئا فشيئا حتى غابت أطلالها.

وفي (سنة ١٣١٢) قام النزاع بين شيخ المولوية وبين متولي المدرسة الرضائية في أرضها كل يدّعي إنها من جملة أوقافه ثم انتهى النزاع بدخولها إلى يد متولي الرضائية وقد حكر

٢٣٢

بعضها إلى أحد تجار اليهود وبنى فيه دارا جميلة ويلحق بهذه المحلة أيضا خانقاه الدورية قرب الزاوية المتقدم ذكرها على شاطىء نهر قويق تجاه الناعورة وكانت لطيفة مفروشة بالرخام ولها مناظر على نهر قويق وهي مما لا أثر له الآن أنشأها الخواجه شمس الدين محمد بن جمال الدين يوسف الشهير بالدوري أحد أفراد التجار بحلب في القرن الثامن ووقفها على ولي الله شمس الدين والأطغاني وعلى من يخلفه بعده ووقف عليها والد الواقف وقفا يقوم بكفايتها.

بقية آثار المحلة

كان بقرب هذه الخانقاه ، قرب المقبرة ، مسجد تسكنه الطائفة الأدهمية لا أثر له الآن وكان على باب هذا المسجد عمارة فيها بئر يستقي منها الناس لا أثر لها الآن.

٢٣٣

محلة العينين (خ)

عدد بيوتها ٠٥٢

يحدها قبلة بستان الكشيفي وشرقا نهر قويق وتمامه البساتين وشمالا نهر قويق وغربا حارة القوانصه ويقال أن العينين محرفة عن العنين وقيل عن عينين من الماء كانتا في هذه المحلة ، عدد سكانها :

الذکور

الإناث

المجموع

الأقوام

٧٥٦

٨٠٨

١٥٦٤

المسلمون

٦

٢

٨

الروم الكاثوليك

٤٩

٥٠

٩٩

الروم

١

٤

٥

الموانة

٨١٢

٧٦٤

١٦٧٦

المجموع

آثارها

جامع الشيخ طوغان على الجادة ومسجد الشيخ إسكندر والمسجد الجديد قربه ومسجد على رأس باب الجنان على يسرة الداخل إلى البلدة وهو زاوية للقادرية تنسب إلى الأمير جلبان أنشأها في حدود ٧٧٠ وقسطل زعيبان في سوق هذه المحلة ولكل أثر منها من الأوقاف ما يقوم بضرورياته وحمام طوغان قرب جسر باب الجنان وكان وقفا على جامع المهمندار وعدة خانات معدة لربط الدواب وبيع الخضر والبقول ومال القبان ويلحق بهذه المحلة تكية الطريقة المولوية المعروفة باسم مولى خان نسبة إلى عظيم أساتذتها مولانا جلال الدين الرومي صاحب كتاب المثنوي ابن بهاء الدين البلخي الصديقي النسب وهو ابن أخت السلطان علاء الدين محمد خوارزمشاه الذي ورد ذكره في كلامنا على أسباب قيام جنكز خان على الإسلام.

٢٣٤

هذه التكية خارج باب الفرج على يسرة الجادة الكبرى الآخذة منه إلى نهر قويق وهي من أعظم تكايا الطريقة المولوية وأجملها موقعا وأنزهها منظرا وأمتنها بناء وأوسعها فناء وأكثرها أوقافا وهي تشتمل على خلوات سفلى قديمة يسكنها الأستاذ والدراويش وعليا حديثة تسكنها أسرة الأستاذ أنشأها أستاذها السابق عامل جلبي وفي جهتها الموجهة إلى الجنوب سبيل ماء تشرب منه المارة من خارجها وله مدخل على يمين الداخل إليها من بابها وباتصال السبيل في أعلاه غرف معدة لجلوس الأستاذ وضيوفه أنشأها عامل جلبي المذكور وفي جهتها الموجهة إلى الغرب عمارة قديمة كانت مطبخا للدراويش ومكانا يعرف باصطلاحهم باسم ميدان أو باسم سماحخانه يقام فيه السماح المعروف عند الناس باسم الفتلة اتخذ هذا المكان عامل جلبي سنة ١٣١٥ مسجدا جامعا وفي جنوبي جهتها الموجهة إلى الشمال مقبرة فسيحة فيها عدة أضرحة لأساتذة الطريقة ووجهاء الموظفين في الحكومة ويلي هذه المقبرة من غربيها الميدان الكبير الذي أنشأه عبد الغني دده في حدود سنة ١٢٥٠ أنفق عليه مبلغا عظيما جمعه باسم إعانة من وجهاء الدولة العثمانية وعظمائها في إستانبول وهو ميدان حافل عظيم يشتمل على مصلى ومحل سماح ومقاصير عليا بعضها مستور يجلس فيه النساء للنظارة إلى السماح وفي جنوبي الميدان إلى الشرق حجرة فيها مكتبة التكية وضريح عبد الغني دده ونائبه يمن أفندي وفي غربي الميدان خارجا عنه عمارة تعرف بالمطبخ أنشأها عامل جلبي في حدود سنة ١٣٢٠ وفي جهة الصحن إلى الجنوب دكة مرخمة للصلاة في صدرها سلسبيل حسن المنظر بديع الصنعة ينحدر منه الماء إلى مجرى لطيف يصب في حوض مكشوف تجاه الدكة مساحته أكثر من عشرة أذرع في مثلها كان الماء يجري إلى هذا السلسبيل من ساقية يصب فيها الماء من ناعورة كانت في غربي التكية أحدثها على نهر قويق أحد أساتذة التكية مضاهاة لناعورة كانت ترفع الماء قديما من هذا النهر إلى الخانقاه الخضرية التي أسلفنا الكلام عليها في محلة الشماعين ثم في حدود سنة ١٣٢٠ تحطمت الناعورة وأبطلت وأعتيض عنها بدولاب في أواسط صحن التكية تديره دابة ويجري ماؤه إلى الحوض المذكور وباقي مرافق التكية وفي سنة ١٣٣٩ هدمت إدارة الأمور الصحية هذا الحوض دفعا للتلويث وأعتيض عنه بحوض مستور يأخذ المتوضؤون ماءه من مباذل في أسفله وبحوض آخر مثله قرب الدولاب : باقي سماوي التكية حديقتان فيهما أنواع الأزهار والأشجار.

٢٣٥

والمفهوم من كتاب سفينة الطائفة المولوية التركي العبارة أن الذي أنشأ هذه التكية اثنان ميرزا فولاد وميرزا علوان وهما فارسيان من وجهاء أتباع إسماعيل شاه الصفوي الذي كان السلطان سليم العثماني حاربه وكسر جيشه فهرب المذكوران من الشاه ولا ذا بالسلطان وتوطنا حلب وسلكا طريقة أهل السنة وكأنهما تأكيدا لبراءتهما من التشيع لازما أحد مشايخ الطريقة المولوية المعروف باسم سلطان ديوان محمد أفندي وأخذا عنه هذه الطريقة وعمرا بالاشتراك هذه التكية من مالهما وكان في محلها تل من التراب حوله عرصات فسيحة اشترياها من ذويها ووقفاها على التكية ثم سعيا لدى الأستاذ الكبير على هذه الطريقة القاطن في مدينة قونيه المعروف بملا خوند كار بتعيين أحمد مقري دده أستاذا لهذه التكية وهو كلزي الأصل وكان من مريدي الشيخ (أحمد القاري) ، حكي عنه في كتاب سماع خانه أدب التركي العبارة أنه كان من شعراء أساتذة هذه الطريقة وأنه كان في مبدأ أمره من كبار أغنياء مدينة كلز ففرق أمواله على الفقراء وتجرد عن الدنيا وسلك هذه الطريقة.

وقد اطلعت على رقعة مستخرجة من سجل هذه التكية ذكر فيها أسماء من تصدى لمشيختها منذ تأسيسها حتى الآن فقال : كان أستاذها سنة ٩٣٧ مقري أحمد دده وسنة ٩٩٤ شاطر دده وسنة ١٠٦٢ حسن دده وسنة ١٠٦٥ حسن دده الآخر وسنة ١١٢٠ موسى دده المدفون في مدخل بابها الحالي وسنة ١١٢٦ عمر دده ابن عثمان بن محمد حسام الدين المولوي وسنة ١١٣٩ محمد دده وسنة ١١٣٤ حسن دده الآخر وسنة ١١٧٢ مصطفى دده وسنة ١١٨٧ محمد علي دده (جد أساتذة تكية الشيخ أبي بكر الوفائي) وسنة ١٢١٩ (عبد الغني دده) وسنة ١٢٩٨ واجد دده وسنة ١٣٠٩ عامل جلبي وسنة ١٣٢٦ سعد الدين جلبي وسنة ١٣٢٧ أحمد رامز دده وسنة ١٣٣٨ سعد الدين جلبي أستاذها الحالي.

تنبيه : هذه الطريقة تسمى الطريقة الصديقية نسبة إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه مؤسسها بهاء الدين البلخي المتقدم ذكره ولعل غرضه من تأسيسها كان مبنيا على مضاهاة الطريقة القلندرية وغيرها من الطرائق التي ابتدعها طوائف الشيعة باسم سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولما انتقل بهاء الدين إلى قونية وحظي عند الدولة السلجوقية على ما حكيناه في أخبار جنكز خان السلطان بنى له علاء الدين السلجوقي التكية المشهورة في قونية وكثرت أتباعه ومريدوه ولما ترعرع ولده مولانا جلال الدين الرومي صاحب كتاب

٢٣٦

المثنوي الشهير ازداد إقبال الناس عليه وعظم اعتقادهم به وصار هو صاحب الحل والعقد في الدولة السلجوقية.

ولما مات علاء الدين السلجوقي عن غير وارث يصلح للقيام بالسلطنة بعده نادى جلال الدين باسم الأمير عثمان الغازي الذي تنتسب إليه أسرة الملوك العثمانيين فسلطنه وقلده بيده سيف السلطنة وصار ذلك سنة متبعة في ملوك آل عثمان كل من تولى منهم السلطنة يقلده سيفها خليفة هذه الطريقة إلى أن أبطلها المرحوم السلطان عبد الحميد خان الثاني ومن ذلك الوقت صار يسمى كل واحد من خلفاء جلال الدين ملا خوند كار أي شيخ السلطان : هذه الطريقة لم تعرف في حلب إلا بعد استيلاء الدولة العثمانية عليها وهي تضارع من بعض الوجوه الرهبانية لأن من أصولها وحدة حال مريديها وانقطاعهم إلى العبادة وشدة الفناء في الله والتواضع والخضوع المفرط ولا سيما إلى أساتذتهم وهم يسمون دراويش واحدهم درويش تحريف در بيش كلمة مركبة من در (في) وبيش (طرف) والمراد منهما المنزوون إلى طرف ولهذا ترى تكاياهم في معتزل عن الناس خارج البلدة كالأديرة : على أن الكثير منها كان سببا لتشريف البقاع التي تكون في جوارها فتنشأ العمارات وتعود مأنوسة بالناس هذه الطريقة لو أضيف إلى أصولها بعض تعاليم علمية فيستفيد منهم العالم الإسلامي فوائد يضيق المقام عن بيانها :. اه. الكلام على محلة العينين.

٢٣٧

محلة القوانصة (خ)

عدد بيوتها ١٤٤

هذه المحلة يحدها قبلة جنينة العودي الجارية في أوقاف الحاج موسى الأميري وشرقا السوق الفاصل بينها وبين محلة العينين وشمالا المشارقة. عدد نفوسها :

الذکور

الإناث

المجموع

الأقوام

٥٨٥

٦٣١

١٢١٦

مسلمون

آثارها

جامع الشيخ جلال الدين وقسطله في السوق ولهما من الأوقاف ما يقوم بضرورياتهما ليس إلّا.

٢٣٨

محلة المشارقة (خ)

عدد بيوتها ٨٣

قبلة جنينة العودي المتقدم ذكرها. وشرقا محلة القوانصة. وشمالا الطريق السالك المؤدي إلى حارة الجميلية وغربا أرض جارية في وقف جامع البواكب وتعرف بأرض البيدر ، عدد نفوسها :

الذكور ٣٩٠ والإناث ٣٧٤ فالمجموع ٧٦٤ نسمة كلهم مسلمون من جملة سكان هذه المحلة جماعة يعانون سياسة القرود والأدباب والحمير والماعز ويعلمونها بعض الألعاب للأسترزاق.

آثارها

جامع البواكب ، ومسجد الشيخ عثمان وفيه زيارته ، زيارة سري الدين الأسدي وهي من الآثار العامرة في أيام دولة الأتراك وسري الدين هذا هو غير سري الدين السقطي المشهور.

٢٣٩

محلة الكتّاب

يحدها قبلة حارة الشماعين وشرقا نهر القويق وشمالا كذلك وغربا البرية. عدد نفوسها :

الذکور

الإناث

المجموع

الأقوام

٣٠

٢١

٥١

المسلمون

٦

 ـ

٦

الروم الكاثوليك

٨

٨

١٦

الأرمن الكاثوليك

٤

٢

٦

الأرمن

١٤

١٠

٢٤

اللاتين

٥

٢

٧

الكلدان

٤

 ـ

٤

السريان

١١

٩

٢٠

الموانة

٨٢

٥٢

١٣٤

المجموع

لا يوجد فيها من الآثار سوى كنيسة تابعة الرهبنة الفرنسيسكانية لأنها محلة غير قديمة.

٢٤٠