نهر الذّهب في تاريخ حلب - ج ٢

كامل البالي الحلبي [ الغزي ]

نهر الذّهب في تاريخ حلب - ج ٢

المؤلف:

كامل البالي الحلبي [ الغزي ]


المحقق: الدكتور شوقي شعث ومحمود فاخوري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: منشورات دار القلم العربي ـ حلب
المطبعة: مطبعة الصباح
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥١٨

محلة بحسيتا (د)

عدد بيوتها ٢٦٤

يحدهاقبلة الدباغة العتيقة ومحلة المصابن وشرقاً جادة باب الفرج وغربا البندرة وشمالا الخندق وعدد سكانها :

الذكور

الإناث

المجموع

الأقوام

١٢٥

٢٣٨

٣٦٣

المسلمون

١٩٧٠

١٨٩٠

٣٨٦٠

اليهود

٢٠٩٥

٢١٢٨

٧٢٢٣

المجموع

 هذه المحلة أكثر سكانها يهود والمشهور أنها كانت في صدر الإسلام مشتملة على كثير من المدارس العلمية الإسلامية وإن اسمها هذا محرف عن باح سيتا أي باح بالسر وهو رجل صالح مدفون بالمسجد الآتي ذكره فنسبت المحلة إليه وقد ذكرها ياقوت في معجمه وسماها باحسيثا وقال هي محلة كبيرة من محال حلب في شماليها ينسب إليها قوم وأهلها على مذهب السنة. اه. أقول هذه الكلمة سريانية مؤلفة من كلمتين هما (بيت حسدا) معناهما محل الرحمة ثم حذفت الباء والياء من الكلمة الأولى وحرفت الكلمة الثانية فصارتا بحسيتا. على أن كل كلمة سريانية تضاف إلى (با) مثل باصفره وبانقوسا تكون مضافة إلى بيت والظاهر من اسم هذه المحلة أنها كان فيها زمن الكلدانيين مكان مقدس عندهم يقصدونه للاعتراف بخطايهم.

آثارها

مسجد سيتا

داخل باب الفرج على يسرة الداخل منه وهو مسجد عامر له منارة جميلة الصنعة جدا

١٦١

بنيت سنة ٧٥١ وفي سنة ١٢٤٤ وقفت عليه آمنة بنت الحاج أحمد المصري الأرمنازي دارا وفي السنة المذكورة وقفت عليه بعض دار شرف بنت الحاج أحمد ابن السيد عبد القادر وفي سنة ١٢٠١ وقف عليه الحاج علي آغا بن عبد الله بن عبد الرحمن دارا وفي سنة ١١٧٥ وقف عليه دارا أخرى محمد بن عبد الرحمن وكلها في المحلة ويقال أن فيه مزارا لرجل اسمه سيتا وفي سنة ١٣٣٠ هدمت البلدية الجهة الشمالية التي تلي الجادة من هذا المسجد ورجعت بها إلى الوراء توسعة للطريق وكانت المئذنة في غربي هذه الجهة فنقصت دورا دورا وأعيدت كما كانت دون خلل في شرقي الجهة المذكورة وطلب مني ما يكتب على بابه فقلت :

جدار سما حسنا وجدد بعد ما

غدا معطيا حق الطريق متمما

ومئذنة عادت كما هي أنشئت

بسالف تاريخ وبالخير تمما

سنة ١٣٣٠

مكتوب على دائر موقف المؤذن تحت الدرابزون (أنشأ هذه المنارة المباركة فقير عفو الله راجي رحمة الله مستجير من عذاب القبر والنار متوسلا بسيد المرسلين أن يمن عليه بالتوبة قبل الموت ويثبته على كلمة التوحيد والإيمان في الدنيا والآخرة تحت رحمة الله محمد بن عبد الله القاري وذلك في اليوم التاسع من شهر شعبان المعظم قدره سنة ٧٥١ من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل التحية) ومكتوب على زنار هذه المنارة الأول (أنشأ هذه المنارة المباركة العبد الفقير إلى مولاه القدير المقر بالعجز والتقصير محمد بن عبد الله متوسلا بسيد المرسلين وشفيع المذنبين أن يكون خالصة لوجهه الكريم وسببا للفوز بجنات النعيم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ومكتوب على الزنار الثاني بقلم كوفي (يا قومنا أجيبوا داعي الله) إلخ الآية.

بقية آثارها

الجامع العمري (١) قديم فسيح نير معمور بالصلوات ومحله قرب سراي رجب باشا في رأس السوق على يسرة الداخل إليه من جهة البندرة وله أوقاف تقوم بكفايته إلا أنها داخلة في محاسبة الأوقاف وفي شمالي صحنه مدفن واسع فيه عدة قبور منها قبر الشيخ حسن المغربي

__________________

(١) عند البدء بتنفيذ مشروع باب الفرج حوفظ على هذا الجامع وقد وضعت الخطط لترميمه.

١٦٢

يعتقده أهل المحلة. وفي كنوز الذهب أن فيه رجلا اسمه الشيخ سوار يعتقده أهل المحلة اعتقادا عظيما. قلت وهو غير مشهور في زماننا ، مدرسة في شرقيه مائلة إلى الخراب يسكنها بعض الفقراء فيها زيارة الشيخ حسن الفول ، مدرسة نصر الله تجاه كنيسة اليهود الكبرى في زقاق المدرسة معطلة متوهنة البناء ، مسجد القاموسي على الجادة ، المدرسة القرموطية على يسرة الداخل إلى السوق من جهة البندرة وهي مستعملة لتربية الأطفال مكتوب على بابها الغربي (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر : أنشأ هذا المكان المبارك العبد الفقير عبد القادر بن قرموط سنة ٨٨٢ وجدده عبد الرحمن بن قرموط سنة ٩٧٨ ، جامع القرمانية تجاه حمام التل (أنشأه إبراهيم بن خضر القرماني) وهو جامع عامر حسن المنظر فيه عدة قبور لبني العلبي وفيه قبر مدفون فيه إبراهيم بن أحمد بن الجانبلاط سنة ٩٧١ وفي غربي صحن هذا الجامع حجرة كبيرة تعلم فيها الأطفال وله أوقاف داخلة في محاسبة الأوقاف وقد تكلمنا على هذا المسجد في ترجمة منشئه المذكور فراجعه.

مسجد القطان في زقاق القلاية ، مسجد الشماع في سوق بحسيتا القبلي وكان مشرفا على الخراب ثم في سنة ١٣٠٠ سعى بتعميره وترميمه الحاج عبد القادر ابن السيد شعبان ابن السيد أحمد الشعباني المشهور بالأخلاص وحب الخير وقد حج ستا وعشرين حجة وسعى بتعمير خمس دكاكين وجعلها وقفا على المسجد المذكور. ثم في سنة ١٣٢٥ سعى ولده المرحوم السيد محمد بتعمير غرفة عليا في هذا المسجد لتعليم الأطفال وأخذ له ماء من قناة حلب وكان من الشبان المخلصين توفي سنة ١٣٣٨ والدكاكين المذكورة مستخرجة من المسجد.

وفي هذه المحلة من السبلان والقساطل ، قسطل رجب باشا صاحب السراي والي حلب سنة ١١٣٢ والقسطل المذكور تجاه باب سرايه ، سبيل في سوق بحسيتا القبلي قرب مسجد الشماع وكان في قربه أيضا سبيل العجيمي لكنه الآن مجهول المحل ، قسطل بيت العلبي في زقاق المدرسة قرب كنيسة اليهود قبالة المدرسة ، قسطل السلطان خارج باب الفرج على مقربة منه عمره السلطان سليمان خان سنة ٩٤٠ حين قدومه إلى حلب بسعي معتقده الشيخ (روح الله بن عبد الله) كان مكتوبا في صدره بعد البسملة(أمر بإنشاء هذا السبيل المعظم السلطان الأعظم والخانقان الأفخم الآمر أبو المظفر السلطان سليمان خان بن سليمان شاه خان بن بايزيد خان بن محمد خان خلد الله ملكه وسلطانه) ولهذا القسطل

١٦٣

من الأوقاف جنينة التوينة تجاهه في جنوبيه وأربع دكاكين في باب الجنان وغير ذلك من الأحكار وكانت غلة هذه الجهات تصرف على هذا السبيل وعلى قسطل أبي خشبة في محلة جب أسد الله وعلى سبيل أبي الدرج في محلة المصابن ثم سنة ١٣١٦ هدم قسطل السلطان المذكور وجدد في مكانه حوض مستور بنى عليه برج الساعة وقد بلغت النفقة على ذلك زهاء ألف وخمسمائة ليرا عثمانية جمع نحو نصفها من أهل الخير وبقيتها من صندوق البلدة وقد تكلمنا على برج الساعة في حوادث السنة المذكورة فراجعه.

وفي سنة ١٣٢٥ وضعت المعارف يدها على جنينة التوينة لأنها اعتبرتها من الأوقاف المندرسة أي أن ما وقفت عليه الجنينة غير معلوم لعدم وجود كتاب وقف يشعر بذلك وبعد أن جزأتها المعارف باعتها بالمزاد العلني لجماعة متعددين فبنوها دورا وغيرها. وفي هذه المحلة من الزيارات غير ما ذكرناه ، زيارة الشيخ محمد السمرقندي تجاه خان الدوه لك في حجرة لها شباك مطل على الجادة من دار مملوكة لبعض الناس وفيها من الحمامات ، حمام التل تجاه جامع القرمانية وفيها بضعة أفران وأما آثار اليهود فيها فهي عدة أماكن تعرف بالمدارش ومكان يعرف بيت الدين وكنيستهم المعروفة عندهم بالكنيسة الصفراء وهي عمارة مستطيلة من الغرب إلى الشرق يبلغ طولها نحو ٩٠ ع في عرض ٤٠ ع تقريبا مسقوفة كلها بأزج سوى أواسطها فإنه سماوي قد رفعت أزجها على عضادات كل عضادة منها عمودان مزدوجان مع بعضهما جملتها اثنان وسبعون عمودا قواعدها العليا بديعة الصنعة والجهة القبلية هي التي يصلون إليها وفي كل ثلث من هذه الجهة حجرة لها باب جميل مرخم بالحجارة المهندمة الصفر البعادينية قد حفظ فيها نسخة من التوراة القديمة المكتوبة في درج على رق يقولون إن إحداها أقدم توراة في العالم (١) مع أنه ليس لها تاريخ وفي الثلث الأخير الشرقي من هذه المحلة حجرة فيها مقام للخضر عليه السلام يوقدون فيه القناديل وينذرون له الزيت وفي الجهة الغربية بضعة شبابيك مطلة على بستان جار في أوقاف الكنيسة والجهة الشمالية فيها بابان عظيمان أحدهما من غربي هذه الجهة والآخر من شرقيها وهما حادثان بدلا عن أبوابها القديمة التي جهل محلها والجدار الكائن في شرقي هذه الجهة قديم جدا يظهر أنه من بقايا جدرانها التي بنيت أول مرة وهكذا الأعمدة المرفوع عليها سقفها وأما جهتها الشرقية فخالية من الآثار إلا أنها في أعلاها غرف يسمونها المدارش لها مدخل مستقل بها

__________________

(١) هربت هذه المخطوطات إلى خارج البلاد ونشر قسم منها في الكيان الصهيوني.

١٦٤

وفي أواسط كل ثلث من صحن الكنيسة شبه سدة معدة لوقوف رئيس دينهم يسمونها تبه (١) وفي أواسط الجهة الجنوبية شبه محراب صغير مرتفع يقولون أنه عمر ذكرى للمرحوم السلطان مراد خان لما زار كنيستهم ولهذه الكنيسة من الأوقاف ما يقوم بكفايتها وهو البستان المتقدم ذكره وبضع دور في المحلة.

تنبيه : هذه الكنيسة من أقدم الآثار العامرة التي اطلعت عليها في مدينة حلب وبعض اليهود يدعون إنها من آثار أيوب بن سيرويا قائد جيش داود عليه السلام يقولون إنه بناها حينما ضرب داود الآراميين بحلب ووادي الملوحة واستولى عليها تحت راية قائد جيشه المذكور وهو قول يحتاج إلى برهان تاريخي (٢) وقد قرأت في حجر مبني في أواخر جهتها الغربية من الشمال عبارة لفظها سرياني وقلمها آشوري ونكتبها نحن بالقلم العربي وهي :

ب ش ه ن و : مه شهتندب ببنيان الوهبنيوت وهتبه مور ور أبراهام هكوهين بر يعقوب هكوهين ن ع شنة (أ ت ش ي ط) لشيطاروت (بروخ مصيب جبول المانه). اه. وتعريبها بسم الله وبه نستعين وهي ترجمة الحروف المكتوبة في صدرها لأنها رموز يراد منها نحو ذلك وبقية تعريب العبارة هي المتبرع ببناء هذه البنايات وألتبه السيد الرباني إبراهيم كوهن بن يعقوب كوهن (ن ع) دعاء له بالمغفرة سنة ٧٢٠ لشيطاروت سبحان مجدد ما أندثر. اه. أقول فعلى هذا الحساب يكون قد مضى على عمارة البنايات وألتبه المذكورة ٥١٥ سنة إلى عامنا هذا وهو سنة ١٣٤١.

تنبيه : اصطلح اليهود على أن يؤرخوا بالحروف الأبجدية بدل الأرقام الهندية وهم يطرحون الألف ويؤرخون بما زاد عنها فالحروف التي هي (أ ت ش ي ط) تجمع على (٧٢٠) فإذا أضيف إليها الألف صار مجموعها (١٧٢٠) وهكذا يقال في باقي التواريخ الآتي بيانها في الكلام على مخطوطات أحجار هذه الكنيسة. اه. وقرأت على حجرة أخرى تدل على تجديد بعضها بعد ذلك بخمسة أعوام وتلك الحجرة ظاهرة أيضا مرصوفة في أعلى إحدى عضاداتها الكائنة في جهتها الشرقية تجاه الهيكل الأول ولفظها على ما ذكرناه هكذا (مه شهتندب ببنيان الوششه هلعموديم هر كبود مور العازار هلوي بر كبود موراليا هلوي سط م ممونو ويروشة بنو يوسف ويشماعيل وهبت هكله رع (ا ت ش ك د)

__________________

(١) تبه ، وهي على الغالب تركية وتعني الأرض المرتفعة.

(٢) لا توجد براهين علمية تؤيد هذا ونحن نتفق مع المؤلف فيما ذهب إليه.

١٦٥

لشيطاروت ، وتعريبها : المتبرع ببنيان هذه العواميد الست السيد العازار اللاوي بن القديس السيد إليا اللاوي (سط) من ماله وورثة بنيه يوسف وإسماعيل والبنت الفتاة (ن ع) دعا له بالمغفرة بتاريخ أتشكد لشيطاروت أي سنة ٧٢٥ لشيطاروت وذلك ٥١٠ سنين مضت على بناء العمد الست المذكورة إلى عامنا هذا وهو سنة ١٣٤١ ورأيت حجرة على إحدى شبابيك الجهة الشرقية فيها كتابة تدل على أنها بنيت قبل ذلك بكثير ولفظها كذلك (ذوها قبه بنه مور على برناثان برمبسر بر حادم ميكيعو وم ممونوشنة ، تهلخ صدكمه ، لشيطاروت. اه. وتعريبها هذه القبة بناها علي بن ناثان بن مبشر بن حادم من تعبه ومن ماله سنة ه ص د ك م ه لشيطاروت وذلك بحساب الجمل ٢٠٤ وهي بعض الحروف المرادة من كلمتي (تهلخ صدكمه) فيكون مضى على عمارة هذه القبة ١٠٣١ سنة ومكتوب على القنطرة الوسطى من مصيف الكنيسة الموجه إلى الشمال وهو الهيكل (بشمه دي راحمانه وأحانينه ما شيهنداب بيبنان ألوها عموديم ويهتكبود ويهتقرا أحارها حربان .... سعدايل ها سوفري رح سيوان شنه أ ت ش ي ولشيطاروت) تعريب هذه العبارة باسم الرحمن والحنون الذي انتدب لبناء هذه الأعمدة والقناطر والسقف بعد خرابها سعد الله الكاتب في شهر حزيران سنة ٧١١ لشيطاروت (تذييل) لفظة شيطاروت يريدون منها السطور أي الصكوك التي كتبها عليهم إسكندر المكدوني حين دخل بيت المقدس وأراد أى يضع فيه الأوثان التي يعبدها ليبقى له فيه ذكرى فالتمسوا منه أن يعرض عن ذلك وعاهدوه بأن يعوضوه عن تلك الذكرى بجعل دخوله إلى بيت المقدس مبدأ تاريخ لهم وسموه باسم شيطاروت وقد مضى على هذا التاريخ عندهم إلى عامنا هذا وهو عام ١٣٤١ هجرية ٢٢٣٥ سنة.

تنبيه : الأسر الإسلامية القديمة في هذه المحلة أسرة رجب باشا وأسرة آل الشعباني وأسرة آل عابدين آغا. والأسر الإسرائيلية فيها هي أسرة بني الجداع وأسرة بني نحمات وأسرة ساسون وأسرة دويك وغيرهم. على أن جميع الأسر الأسرائيلية الغنية التي كانت في هذه المحلة قد انتقلت إلى محلة الجميلية بعد إنشائها ولم يبق في محلة بحسيتا سوى فقراء الأسرائيليين وقليل من أغنيائهم. والدور العظام في هذه المحلة مضافة للأسر المذكورة وكان أعظم دار فيها دار رجب باشا التي كانت تشتمل على أبنية ضخمة جميلة وبستان كبير فيه حوض يبلغ عشرين ذراعا في مثلها ثم أنها قسمت إلى دور متعددة وبنى في بستانها منازل كثيرة وفقد منها ذلك الرواء والجمال. انتهى الكلام على هذه المحلة.

١٦٦

محلة جب أسد الله (د)

عدد بيوتها ٢٤٣

حدها قبة الجلوم الكبرى وغربا العقبة والمشارفة شمالا سويقة حاتم والمصابن وشرقا سويقة على عدد سكانها :

الذكور

الإناث

المجموع

الأقوام

٣٨٨

٤١٦

٨٠٤

المسلمون

٧

١٤

٥٢١

الروم الکاثولک

٢٤

٢٨

٥٢

الأرمن الكاثوليك

٧

٦

١٣

الروم

١٥٨

١١٥

٢٧٣

الأرمن

٢

٤

٦

البروتستان

٣

٦

٩

الاتين

٥

٢

٧

السريان

١٠

١١

٢١

الموارنة

١٠٤

١٢٤

٢٢٨

اليهود

١٥٠

٧٦

٢٢٦

الأجانب

٨٥٨

٨٠٢

١٦٦٠

المجموع

آثارها

المدرسة الحلاوية

ذكر في التاريخ أن هذه المدرسة كانت كنيسة عظيمة بنتها هيلانه أم قسطنطين وكانت

١٦٧

معظمة عند النصارى حتى قيل إنه كان يقف على بابها يوم الأحد كذا كذا بغلة لرؤساء النصارى من الكتاب والمتصرفين ولم تزل على ذلك إلى أن حاصر الفرنج الصليبيون حلب سنة ٥١٨ وملكها يومئذ إيليغازي بن أرتق صاحب ماردين فهرب منها وقام بأمر البلد ومن فيه القاضي أبو الحسن محمد بن يحيى بن الخشاب وكان خروج دبيس وجوسلين من أنطاكية فكان بغدوين من الجانب الغربي وجوسلين من الشرقي ويليه دبيس وسلطان شاه رضوان وباغي سنان بن عبد الجبار صاحب بالس مقابلهم وكانت الخيم مائة للمسلمين ومأتين للفرنج فأقاموا يزحفون على حلب ويعيثون فيها فسادا ويفعلون من الفظائع ما نجل كتابنا عن ذكره فلما بلغ القاضي المذكور مع المقدمين ذلك عمد إلى أربع كنائس داخل حلب فهدمها وصيرها مساجد وجعل فيها محاريب منها الحلوية وصارت مسجدا وعرف بمسجد السراجين واستمرت على ذلك إلى أن ملك الملك العادل نور الدين محمود زنكي فجدد فيها إيوانا وبيوتا وجعلها مدرسة لتدريس مذهب أبي حنيفة ووقف عليها أوقافا.

وكان انتهاء عمارتها سنة ٥٤٤ وجلب إليها من أفامية مذبحا من الرخام الملكي الشفاف الذي إذا وضع تحته ضوء بان من وجهه ووضعه فيها وعليه كتابة باليونانية ترجمت فإذا هي عمل هذا الملك دقليطيانوس والنسر الطائر في أربع عشرة درجة من برج المشتري فيكون مقدار ذلك على رأي أصحاب النجوم ثلاثة آلاف سنة إلى زمن الترجمة قال بعض مؤرخي حلب ليست هذه الحجر جرنا إنما هي رخامة بسيطة طويلة عريضة مربعة إلى الطول أقرب إلا أنها لها حافات عالية عنها مقدارا يسيرا نحو ثلاث أصابع وقال أبو اليمن البتروني أن الكتابة التي على حافتها لو فرضناها حروفا أو كلمات لم يبلغ عددها عدد حروف تعريبها ولا عدد كلماته وقد وقع عليه أحد جدران المدرسة فانكسر وصار قطعا وأسف الناس عليه. اه. ويقال إن الملك العادل كان يملأ هذا الجرن في الليلة السابعة والعشرين من رمضان قطائف محشوة ويجمع إليه الفقهاء المرتبين بالمدرسة وهي من أعظم المدارس صيتا وأكثرها طلبة وأغزرها جامكية (١) وقد شرط الواقف أن يحمل للمدرس في كل رمضان من وقفها ثلاثة آلاف درهم يصنع بها الفقهاء طعام وفي ليلة النصف من شعبان يصنع حلواء معلومة وفي الشتاء ثمن بياض لكل فقيه شيء معلوم وفي أيام شرب الدواء من فصلي الربيع والخريف ثمن ما يحتاج إليه من الدواء والفاكهة وفي المواليد أيضا الحلو وفي الأعياد ما ينفقونه دراهم

__________________

(١) جامكيه وجمعها جوامك وهي مرتّب خدم الدولة من العساكر والموظفين.

١٦٨

معلومة وفي أيام الفاكهة ما يشترون به بطيخا ومشمشا وتوتا ولما فرغ من بنائها استدعى إليها من دمشق الفقيه الإمام برهان الدين أبا الحسن البلخي الذي قام بإبطال النداء بحي علي خير العمل في الأذان بحلب بأمر نور الدين الشهيد وبرهان الدين أحمد بن علي الأصولي السلفي ليجعله نائبا عن البرهان البلخي فامتنع فطلبه ثانيا فأجابه بكتاب افتتحه بالبسملة ثم بقوله :

ولو قلت طأ في النار أعلم أنه

رضى لك أو مدن لنا من وصالك

لقدمت رجلي نحوها فوطئتها

هدى منك لي أو ضلة من ضلالك

ولم يزل نائبا إلى أن مات فتولى التدريس بعده الامام الفاضل رضي الدين محمد بن محمد أبو عبد الله السرخسي كان قدم حلب فولاه محمود زنكي التدريس وكان في لسانه لكنة فتعصب عليه جماعة من الفقهاء الحنفية فصغروا أمره عند نور الدين فمات يوم الجمعة آخر جمعة من رجب سنة ٥٧١ فتولى مكانه إسماعيل الحنفي الغزنوي البلقي وكان بالموصل ثم وليه صاحب التصانيف البديعة في أحكام الشريعة علاء الدين ثم وليه الإمام افتخار الدين عبد المطلب بن الفضل صاحب الرواية العالية الفاخرة والدراية الزاهية الزاهره شرح الجامع الكبير شرحا لطيفا مستوفيا وقام بما شرط ثم وليه العلامة تاج الدين أبو المعالي وكان جامعا بين العلم والكرم خلع في يوم تدريسه عشرين خلعة على من حضر درسه من متميزي الفقهاء واستمر مدرسا إلى أن مات فوليه الإمام العلامة كمال الدين أبو القاسم قاضي القضاة نجم الدين أحمد بن أبي جرادة المعروف بابن العديم ولم يزل المدرسون يتنقلون بها إلى أن آلت إلى محب الدين بن الشحنة.

قال ابن شداد في ذكر ما كانت الأمم السابقة تعظمه من الأماكن بمدينة حلب يقال إنه كان بحلب نيف وسبعون هيكلا للنصارى منها الهيكل المعظم عندهم الذي بنته هيلانة أم قسطنطين وهي التي بنت كنائس الشام كلها وبيت المقدس وهذا الهيكل كان في كنيستها العظمى التي هي الآن المدرسة الحلاوية المتقدم ذكرها وكان لهذه الكنيسة بيت مذبح في موضع حمام موغان والدار التي كانت تعرف بدار كوره وكلاهما من إنشاء ذكاء الدين الذي كان متوليا على حلب سنة ٢٩٢ وكان بين هذا المذبح والكنيسة ساباط معقود البناء تحت الأرض يخرج منه إلى المذبح وكان النصارى يعظمون هذا المذبح ويقصدونه من سائر

١٦٩

البلاد وقد صار حمام موغان حماما للهيكل وكان حوله قريب من مائتي قلاية تنظر إليه وكان في وسطه كرسي ارتفاعه أحد عشر ذراعا من الرخام الملكي الأبيض وذكر ابن شراره النصراني في تاريخه أن المسيح عليه السلام جلس عليه وقيل جلس موضعه لما دخل حلب وذكروا أيضا أن جماعة من الحواريين دخلوا الهيكل وكان في ابتداء الزمان معبدا لعباد النار ثم صار إلى اليهود وكانوا يزورنه ثم صار إلى النصارى ثم صار إلى المسلمين وذكروا أيضا أنه كان لهذا الهيكل قس يقال له برسوما تعظمه النصارى وتحمل إليه الصدقات من سائر الأقاليم قالوا وسبب تعظيمهم إياه أنه حصل في أيام الروم وباء في حلب فلم يسلم منهم غيره.

الكلام على تشخيصها في الحالة الحاضرة

هي الآن عمارة واسعة بابها موجه شرقا كان مكتوبا فوقه (بسم الله الرحمن الرحيم من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها. جدد هذه المدرسة البنية السعيدة المباركة وأنشأها مدرسة للفقهاء على مذهب الامام أبي حنيفة رضى الله عنه مولانا الأمير الأسفهسلار (١) الأجل السيد الكبير الملك العالم العارف العادل المجاهد المؤيد المنصور المظفر الأغر الكامل مؤيد الدين ومظهر الملة الإسلامية بسيفه صفي الأنام بنصره قسيم الدولة وعماد ما اختاره الأنام رضي الخلافة تاج الملوك والسلاطين وجلالها حافظ بلاد المسلمين شمس المعالي وفلكها قاهر المشركين وقامع الملحدين وقاتل الكفرة والمشركين .... أبو القاسم محمود زنكي ابن آق سنقر ناصر أمير المؤمنين على يد عبد الصمد الطرسوسي الفقير لرحمة الله في شوال سنة ٥٤٣) وعلى حجرة النجف :

وأخلص أحمد في الخير فعلا

وظل لكل محمدة يروم

وجدد باب مدرسة تسامت

فخارا إذ بها تتلى العلوم

وأحيا رسمها العالي فأرخ

جزاه ربنا خيرا يدوم

سنة ١١٤٠

ولهذا الباب عتبة طول فضائها ٣ ع و ٩ ط وعرضه ٢ ع و ٧ ط ثم تدخل من الباب

__________________

(١) الاسفهسلار وهي وظيفة من وظائف أرباب السيوف وعامة الجند وإليه يعود أمر الجند ويقابلها بالعربية قائد الجيوش وقد سبقت الإشارة إليها.

١٧٠

إلى دهليز طول فضائه ١١ ع و ٧ ط وعرضه ٣ ع و ٣ ط وينضم إلى طول الدهليز من جهته الجنوبية جهة زائدة على جهته الشمالية ذراع و ١٩ ط وهي مع الجهة الجنوبية المذكورة تتألف من عرض بنية فيها محل للتدريس وميضأة المدرسة وحجرة في جانبها أما صحن المدرسة السماوي فطوله من الجنوب إلى الشمال ٣٨ ع و ١٢ ط وعرضه ٢٦ ع وتنخفض أرض الصحن من تجاه الدهليز عن أرض الزقاق الكائن تجاه باب المدرسة ٢ ع و ١٢ ط ثم إن الجهة الغربية من هذا الصحن تشتمل من جهتها الشمالية على إيوان طول فضائه ٩ ع و ١٥ ط وعرضه ٦ ع و ١٣ ط وفيه محراب فتحته ١ ع و ١٦ ط وتقعيره ١ ع و ٧ ط مخشب ظاهره وباطنه بخشب مصنع جميل منقوش حفرا بنقوش لم تر العين أجمل منها مكتوب على دائرة ما صورته (بسم الله الرحمن الرحيم جدد هذا المحراب في أيام مولانا السلطان الملك الغازي المجاهد المرابط المؤيد المنصور الملك الناصر صلاح الدنيا والدين سلطان الإسلام والمسلمين منصف المظلوم من الظالمين رافع ألوية العدل في العالمين قامع الكفرة والملحدين أبي المظفر يوسف بن محمد ناصر أمير المؤمنين خلد الله ملكه وأعز أنصاره وأعلا رايته وأنار برهانه بولاية الفقير إلى رحمة الله تعالى عمر بن أحمد بن هبة الله بن محمد ابن أبي جرادة غفر الله له ولوالديه سنة ٦٤٣) ومكتوب تحت سقف المحراب (صنعة أبي الجيش محمد ابن الحراني) وتحته (نجارة العبد الفقير إلى رحمة ربه ...) وفي جانب الإيوان من جنوبه قبلية المدرسة وهي عمارة قديمة يظهر أنها من عمارة الروم وطول فضائها من الشمال إلى الجنوب ٢٧ ع وعرضها ١١ ع و ٤ ط وسقفها قبة في طرفيها قبو مشادة على أربع قناطر تحت رجلي كل قنطرتين عمود من الرخام الأصفر البعاديني محيطه ٢ ع و ٦ ط وطول الظاهر منه ٤ ع و ٨ ط وفوقه قاعدة من الحجر الأحمر السماقي مؤزرة بتأزير عديمة النظير في زاوية من زواياها دائرة منقوش فيها صورة صليب ثم أنه يوجد في الجهة الغربية من هذه القبلية مكان شبيه بالإيوان يقال أنه كان هو الهيكل الغربي طول فضائه ١٥ ع و ١٨ ط وعرضه ١٠ و ٤ ط وسقفه قبة نصف دائرة مرفوعة على ستة عواميد من العواميد المتقدم ذكرها وفي الجانب الشمالي والجنوبي من هذا المكان إيوانان طول فضاء كل واحد منهما من الغرب إلى الشرق ٥ ع و ٢١ ط وعرضه ٣ ع و ١٣ ط والذي يظهر أن الجهة الشرقية من هذه القبلية كانت مثل جهتها الغربية أي أنها كانت مشتملة على مكان شبيه بالإيوان في جانبيه إيوانان أيضا ويوجد في جنوبي هذه القبلية محراب وباب هذه القبلية من ظاهره جميل مبني بالرخام الأصفر

١٧١

والأسود. مكتوب في أعلاه (بسم الله الرحمن الرحيم جددت هذه المدرسة المباركة في أيام مولانا السلطان الأعظم والخاقان المكرم الأكرم مالك رقاب الأمم سلطان العرب والعجم مولانا السلطان الغازي محمد خان ابن السلطان إبراهيم خان أعز الله أنصاره بإشارة الدستور المكرم المشير المفخم نظام العالم مدبر أمور الجمهور بالرأي الصائب متمم مهام الأنام بالفكر الثاقب الوزير أبو النور محمد باشا حافظ الديار الحلبية حفظه الله سنة ١٠٧١).

وكان في هذه القبلية مغارة تعرف بالخشخاشة (١) معدة لدفن الموتى فهدمها أحد المتولين على المدرسة في أيامنا وملأها ترابا أما الجهة الجنوبية من الصحن فهي جدار يلوح عليه أثر القدم في وسطه محراب وفي أعلاه منافذ مسدودة كأنها تشرف على خان محمد باشا النيشانجي المعروف الآن بخان الحبال وهذه الجهة كانت محل قبلية الجامع التي هي من تأسيس المسلمين وأما الجهة الشرقية ففيها محل للتدريس والميضأة كما تقدم ذكره وقد جدد محل التدريس متولي المدرسة ومدرسها الأسبق حضرة العالم الفاضل الشيخ مصطفى ابن الشيخ محمد ابن الشيخ مصطفى طلس.

ويقال إن هذا المحل كان فيه الهيكل الشرقي وطول هذه البنية ٢٤ ع و ١٥ ط ويوجد في الدهليز على يمنة الداخل باب دار في العلو تابعة وقف المدرسة ويوجد في بقية الجهة الشرقية في جانب الدهليز على يمنة الداخل حجرة هي إحدى الحجرات الثمانية الشمالية والثانية في الإيوان السالف ذكره والحجرة الأخيرة من الجهة الشمالية فيما يلي الإيوان يوجد في صدرها خزانة يظهر أنها في سرداب ولعله هو السرداب الذي كان متصلا من الهيكل إلى المذبح المتقدم ذكرهما ثم أنه يوجد في الجهة المشالية من السماوي حوض مربع فوق عشر بعشر يجري إليه الماء فائضا من حوض في الجامع الكبير ويوجد فوق الحجرات الست وفوق ما وراءها من الأرض داران لكل منهما باب على حدته في الجهة الشمالية الكائن فيها الحجرات المذكورة.

__________________

(١) الخشخاشة وهي المدفن الجماعي الذي يدفن فيه عدد من الناس غالبا ما تربطهم قرابة معينة وجمعها خشخاشات.

١٧٢

الكلام على أوقافها

إن الكلام على أوقافها مفصلا مما يطول شرحه بحيث لو ذكرنا كل مسقف أو أرض وأتبعناهما بحدودهما لاستغرق ذلك مجلدا على حدته ولذا اكتفينا بإيراد إجمال في هذا المعنى استخلصناه من دفترين وقعا إلينا مفتتح أحدهما بما نصه .. بيان أحكار بيوت ودكاكين وبساتين أوقاف المدرسة الحلاوية الكائنة بمدينة حلب بمعرفة ذخر الفضلاء والمدرسين مولانا محمد أفندي الكشاف بحلب وتخمين الحاج فتح الله ابن الحاج المعمار السلطاني بحلب وجماعة من المسلمين أهل الخبرة والوقوف وحرر في أوائل ربيع الثاني سنة ١٠٧٩ مختتم بقوله (صورة الدفتر السلطاني بالتوقيع الرفيع الخاقاني نقلت عن أصل صحيح من غير تعلل ولا ترجيح بعد ما عرضت عليّ وقوبلت لديّ وأنا الفقير إليه تعالى نقيب زاده السيد محمد سعيد الحجازي المولى خلافة محكمة الشافعية بحلب الشهباء) وأما الدفتر الآخر فمفتتح بقوله (بيان إيراد المدرسة الحلاوية في حلب سنة ١٢١٩) ثم إن كلا من الدفترين ذكر كل عقار وأرض على حدتهما وأتبع كل واحد منهما بأجرته أو حكره السنوي ونوع النقد في ذلك كله الكسر العثماني وهاك خلاصة ما فيها فأقول : المفهوم منهما أن أوقاف المدرسة الحلاوية أربع دور ، يدخل إليها من صحن المدرسة لأنها في علو حجراتها ثلاث منها في الصف الشمالي وواحدة في الصف القبلي قلت الدار الكائنة في الصف القبلي دائرة لا أثر لها وجميع الصف الغربي من سوق البودقجية والمسامرية المتصل به وبعض دكاكين من سوق النحاسين وست في سوق الذراع وخان قرب باب المقام وعشر دكاكين وفرن وبيت قهوة وعشر دور وغير ذلك مما يبلغ ٩٤ بابا في محلة باب المقام ومحلة جامع عبيس.

قلت : جميع هذه العقارات الآن مملوكة للغير وعليها أحكار معينة ولم يبق جاريا منها في الوقف سوى بضع دكاكين في سوق المسامرية وجميع قرية فركيا في جبل الزاوية ومزرعة تل عامود قرب قرية تركمان وقرية شغيدله قرب قرية عبطين وقرية أراضي تادف ومزارع تجاه مناشر الزبل خارج باب الفرج (هي التي كانت تعرف بتلات باب الفرج وقد نسفت هذه التلال وعمرت دورا وحوانيت وفتح فيها جادة تعد في الرتبة الأولى من جادات حلب) وأما الأحكار فهي حكر دكان في سوق المسامرية في الصف الغربي ودكان في قفاها الصف القبلي من سوق الحبال وفي زابوق سوق الحبال ودكان تحاذيه في الصف المرقوم وخان محمد

١٧٣

باشا النيشانجي وخان البنادقة الجاري في أوقاف جامع العدلية ودكاكين في سوق الأروام وجنينة في الكلاسة ظاهر حلب جارية في وقف بني الكوراني وجنينة ابن الزائغ الحاج حجازي في المحلة المذكورة وجنينة بنت السحار في هذه المحلة وقهوة ابن علوان مع دكاكين في قربها في سوق السقطية ودكان قرب باب سوق الطرابيشية بالصف القبلي وثلاث دكاكين بالصف القبلي من السوق المذكور وجميع الدور والدكاكين والقيصريات والمصابغ والمساجد الجوامع والكنائس والأبنية كلية كانت أو جزئية الكائنة في المحلة الجديدة وما اتصل بها أو قاربها من المحلات والأزقة والشوارع كالصليبة والشمالي وبوابة أم بطرس وزقاق البالي والنازوك وزنده والزقاق التحتاني والمبلط والعطوي الكبير والصغير وزقاق الأربعين والغوري والغطاس والكعكه وعبد الحي وعبد الرحيم وتدريبة عبد الحي ومحلة الأكراد والهزازه والتومايات وساحة التنانير والزقاق الصغير وزقاق مردجان وزقاق المملكات وزقاق بانقوس وزقاق عريان والشابورة والقير والشوربجي وغير ذلك من الأزقة والبوابات.

وجميع قطع الأراضي الثلاث المتلاصقات الشهيرات بتلال باب الفرج المحدودات قبلة بالطريق العام وشرقا كذلك ويليه الخانات الجاريات بوقف الحاج عبد القادر أفندين الجابري وشريكه السنيور موسى وتمامه ببوابة القصب وتمامه الآخر بمحلة الصليبة ومحلة التومايات وشمالا بقبور النصارى وغربا ببعض قبور النصارى وتمامه بأرض جارية بأرض المشنقة الجارية بوقف المدرسة التي نحن في صددها وتمامه الآخر بتربة المسلمين المعروفة بالعبارة والفاصل بينهما الطريق وتمامه الآخر ببستان الكلاب الجاري بوقف بوينى إكرى محمد باشا والفاصل بينهما الطريق وقلت إن هذه التلال هي التي كانت تعرف بمناشر الزبل لأنها كان ينشر عليها زبل حمام الواساني والأبرية والبيلوني والجديدة والتل والقواس وبهرام والقاضي وغيرها من الحمامات وهذه التلال الثلاث كان استولى عليها جماعة فاستخلصها منهم المتولي الشيخ مصطفى بعد محاكمة يطول شرحها استمرت نحو عشرة أعوام ثم حكرها بأجرة معجلة ومؤجلة فكان يصرف المعجلة على شراء عقارات يقفها على المدرسة كما سنبينه قريبا وقد عمر منها فيها اثنتي عشرة حجرة ورواقا عظيما في جنوبي المدرسة كان قبله رواق اندثر منذ مائة سنة وأعلى أرض المدرسة وجدد بلاطها وأجرى غير ذلك من الإصلاح في هذا الوقف رحمه الله وأما النفقات المشروطة حسبما اطلعت عليه من الدفتر الطغرائي المؤرخ في شعبان سنة ١١٨٩ فهي أربعة عثمانيات للمدرس وثلاثة للجابي وثمانية لثمانية

١٧٤

طلاب وثلاثة للأمام وأربعة للكاتب واثنان للفراش يوميا وللقناواتي ثلاثة عشر في كل شهر ووظيفة المتولي حسبية فجملة النفقات شهريا ألف ومائة واثنا عشر عثمانيا.

أما الأوقاف الجديدة التي وقفت على هذه المدرسة فقد حرر بها أحد عشر كتابا.

الأول : الواقف فيه (مصطفى بن محمد بن مصطفى) طلس. وقف دارا في محلة البندرة في زقاق الجرن الأسود ودارا في محلة جب أسد الله في زقاق عقيبة الياسمين ودارا ودكانا في الشمالي من المحلة الجديدة وربع قاسارية ابن ميرو في محلة باب قنسرين ودكانا ودارا في محلة جب أسد الله ودارا في محلة الجلوم ودكانين في محلة ابن يعقوب في بانقوسا ودكانا في محلة خراب خان ودكانين في القصيلة ودكانين في محلة الأكراد ودكانين في سوق أبي ركاب ونصف دكان في سوق الصابون ودكانا في سوق البادستان ودارا داخل المدرسة الحلوية : تاريخ هذا الكتاب ٦ ربيع الأول سنة ٣١٣.

الثاني : الواقف فيه ورثة الشيخ مصطفى المتقدم ذكره أقروا لدى الحاكم الشرعي بأن الموقوف الآتي ذكره كان مورثهم اشتراه من مال الوقف للوقف وهو بناء خمس عشرة دكانا متصلة ببعضها في سوق المسامرية باتصال المدرسة الحلوية وثلث فرن في ساحة التنانير في المغربلية تاريخ هذا الكتاب ٨ محرم سنة ١٣٢٢.

الثالث : الواقف فيه الشيخ محمد ابن الشيخ مصطفى المتقدم ذكره : وقف أبنية الدور الأربع المتصلات ببعضهن في محلة التلل تاريخه ٧ جمادى الأولى سنة ١٣١٩.

الرابع : الواقف فيه الشيخ محمد المومى إليه. وقف دكاكين في سوق الطاربيشية إحداهما في الصف القبلي والأخرى في الصف الشمالي ودارا في زقاق الشيخ غريب من محلة المرعشي تاريخها ٣ محرم سنة ١٣٢١.

الخامس : الواقف فيه الشيخ محمد المذكور. وقف بناء دار في محلة التلل. تاريخه ٢٨ شوال سنة ١٣٢٥.

السادس : الواقف فيه الشيخ محمد أيضا. وقف دارا عليا في خان الحبال من محلة جب أسد الله. تاريخه ٩ محرم سنة ١٣٢٦.

السابع : الواقف فيه الشيخ عبد الوهاب ابن الشيخ مصطفى المتقدم ذكره. وقف

١٧٥

دارين في بستان كل آب. تاريخه ١٧ جمادى الأولى سنة ١٣٣٦.

الثامن : الواقف فيه الشيخ عبد الوهاب وقف بناء دكان لها بابان في سوق المسامرية تاريخه ١٩ جمادى الأولى سنة ١٣٣٦.

التاسع : الواقف فيه الشيخ عبد الوهاب وقف بناء دارين متلاصقتين في كرم حجازي من محلة العزيزية وربع دكان في سوق الصابون. تاريخه ٢٣ رمضان سنة ١٣٣٦.

العاشر : الواقف فيه الشيخ عبد الوهاب. وقف بناء دار في الكرم المذكور. تاريخه ١٢ ذي العقدة سنة ١٣٣٦.

الحادي عشر : الواقف فيه الشيخ عبد الوهاب. وقف بناء دار في محلة التلل المذكورة. تاريخه ٢٧ ربيع الثاني سنة ١٣٣٧.

هذا وإن المدرسة بعد أن أشرفت على الخراب ولم يبق لها من ريع أوقافها سوى ما يقدر بعشر ذهبات أصبحت الآن غلة وقفها تقدر بألف ذهب عثماني وزيادة وذلك بسعي مدرسها ومتوليها الشيخ مصطفى وولديه المومى إليهم وبعناية القدرة الإلهية التي حببت إلى قلوب الناس البناء في الأراضي الموقوفة على هذه المدرسة وهي مناشر الزبل وأراضي المشنقة التي عهدناها ميدانا لسباق الخيل ليس لها قيمة ولا يلتفت إليها أحد فأصبحت الآن من أهم البقاع التي تعمر فيها الدور والمنازل وبلغ البدل المعجل للذراع منها ذهبين عثمانيين فسبحان القدير الذي يحي الأرض بعد موتها.

بقية آثارها

مسجد صغير موجه شمالا في جانب الفرن الكائن في الزقاق النازل من سوق سويقة حاتم الآخذ إلى المفارق الأربعة تجاه طلعة العقبة ومسجد الأستاذ المرحوم الشيخ حسن أفندي ابن الشيخ طه أفندي الكيالي سعى بتعميره فنسب إليه وكان يعرف بمسجد المعراوي وهو في أول طلعة العقبة قرب المفارق الأربعة المتقدم ذكرها. وزاوية البيلوني صغيرة معطلة يسكنها بعض الفقراء أنشأها أحد بني البيلوني ووقف (الشيخ فتح الله بن محمود بن محمد البيلوني) وقفا هو حمام موغان المعروف بحمام البيلوني وقد هدمته الحكومة في سنة ١٣٣٧ توسعة للطريق ثم في هذه السنة وهي سنة ١٣٤١ شرعت مديرية الأوقاف تبني على ما

١٧٦

فضل من عرصته حوانيت عظيمة تؤجر بأضعاف ما كان يؤجر به الحمام المذكور.

ومن جملة أوقاف بني البيلوني أيضا دكان على باب الجامع الكبير من جهة النحاسين وعدة دور في هذه المحلة وشرط هذا الوقف لزاويته بعد انقراض ذريته وقد وقف على هذه الزاوية جميع كتبه والمفهوم من كتاب وقفه أن جده لأمه هو الشيخ (موسى ابن الشيخ الريحاوي) قلت قد ضاعت الكتب وصارت أكثر الدور ملكا ويوجد في دهليز الزاوية المذكورة الداخل حجرة فيها قبر الشيخ فتح الله المذكور ، مسجد شريف في زقاق البيلوني في الصف الموجه غربا خراب معطل ، ومسجد اليتامى المحول عن أصل قديم ملاصق أقميم حمام البيلوني وهو مسجد صغير كان خربا فعمر سنة ١٣١٠ واستخرج منه ثلاث دكاكين وقفت عليه وصارت تجبى عن يد محاسبة الأوقاف بحلب.

ثم في سنة ١٣٤٠ هدمت مديرية الأوقاف هذا المسجد وأنشأت على أرضه حوانيت عظيمة بنت فوقها مسجدا عوض المسجد المذكور ، ومسجد (الشيخ شريف) الأعرج نسب إليه لأنه كان يربي فيه الأطفال وهو مسجد قديم عامر مشتمل على قبلية عامرة إلا أنه معطل من الصلوات لخلو جواره من السكان المسلمين وهو في شمالي خان أبرك المعروف بخان القصابية وبابه في الصف الغربي على جادة المخازن والخانات ، وجامع بش قبه قرب جب أسد الله وسمي بهذا الاسم لأن سقف قبليته مشتمل على خمس قباب وهو جامع عامر حافل له بابان أحدهما جنوبي والآخر شمالي وكان يعرف قديما بجامع الحوارنه والظاهر أنه من مباني القرن العاشر وقد وقف عليه السيد إبراهيم ابن السيد جمال الدين الهاشمي أحد أعيان المملكة الحلبية سنة ٩٩٩ دارا بزقاق هذا الجامع وأخرى في زقاق الحكيم وأخرى في زقاق ابن الموصل ودارا ومربعا على قبة إيوان الواقف ودارا في زقاق قيس وكلها في المحلة وهذا الجامع الآن عامر تقام فيه الجهرية ، وجامع القصر في رأس سوق باب الجنان على يسرة السالك إلى الباب عامر تقام فيه الصلوات والجمعة وهو صغير قديم رأيت له ذكرا في كتاب وقف الشهابي أحمد بن الزيني عمر المرداسي الشافعي الموقوف سنة ٨٦٦ وزاوية محي الدين بقربه من جهة الغرب ، والجامع العمري في باب الجنان وأظنه كان داخل السور بدليل الحجر الموجود في جداره من غربيه وهو جدار السور والحجر مكتوب فيه (جدد هذا البرج المبارك السلطان المالك الملك قانصوه الغوري عز نصره بتولي المقر السيفي برسباي الأشرفي نائب القلعة بحلب المحروسة سنة ٩٢٠) وكل هذه المساجد لها من الأوقاف

١٧٧

ما يقوم بكفايتها ، ومسجد في بوابة قيس له دكان في سوق الصيلة ، والجاولية في جانب عقيبة الياسمين بناها محمود بن عفيف الدين سنة ٥٦٦ وأول من درس بها أبو بكر بن أحمد الكاساني صاحب كتاب البدائع وهي مدرسة واسعة لكنها معطلة وكانت أشرفت على الخراب وكادت تكون تل تراب.

ثم في سنة ١٣٠٠ عمر فيها بضع حجرات وتركت وهي مشروطة على الحنفية وشرط واقفها لمدرسها كفايته وكفاية عياله والآن يسكنها بعض الفقراء وأوقافها مزرعة تل عنب من عزاز وفدانان ونصف من أطعانا من عزاز ونصف مزرعة (لفحار) من عمل معرة مصرين وبستان بأصفرا ظاهر حلب شماليها وحصة من قرية المحطبه من عزاز وثلث طاحون الحارثي خارج باب أنطاكية وغير ذلك من الأراضي وقد ضاعت كلها ولم يبق لها سوى قليل من أراض تجبى من قبل المالية وفيها من الزيارات ، زيارة الشيخ محمد التنبي على الجادة شرقي بوابة قيس ، وزيارة الشيخ علي الجاولي تجاه مدرسته.

ومن السبلان ، قسطل أبي خشبة قرب سوق باب الجنان من شرقيه وهو آخر ما ينتهي إليه ماء فرض برد بك وأظنه من آثار المرحوم رجب باشا صاحب السراي المشهورة ، وقسطل تجاه جب أسد الله ، وسبيل في جدار جامع بش قبه شرقي بابه الشمالي مشروط له في كل يوم ٢٤ عثمانيا في وقفية شريفة بنت عبد القادر أفندي حجازي المؤرخة سنة ١١٢٠ وهو وقف عظيم شرطته بعد انقراض ذريتها لأموي حلب ، وقسطل القهوة المعلقة في جانب بيت قنصلية فرانسه جنوبي بابه ، وسبيل البيلوني في حائط حمامه الشمالي ، وسبيل (لويس فيلكروز) على باب خانه.

وفيها من الخانات ، خان القصابية وكان يعرف بخان أبرك مكتوب على بابه ...(أنشأ هذا الخان المبارك في أيام مولانا السلطان الملك الأشرف أبي النصر قانصوه الغوري عز نصره المقر الأشرفي عين مقدمي الألوف بالديار المصرية وشاد الشراب خانات الشريفة بها ونائب القلعة الحلبية المنصورة المحروسة أعز الله أنصاره ابتغاء لوجه الله تعالى ومن تعرض إليه كان الله ورسوله خصمه وذلك في شعبان المكرم سنة ٩١٦) والظاهر أن هذا الخان عمر على أن يكون وقفا على أبناء السبيل فلم يتم للواقف ما أراد فإن غرفه وخلواته الآن يملكها الناس ويبتاعونها من بعضهم بصكوك فيما بينهم دون اطلاع الحكومة ولا أخذ وثيقة منها وهو خان عظيم يضاهي محلة وتجاه هذا الخان ، أوتيل جبل لبنان ومنها ، خان

١٧٨

الحبالين في سوق القطن وهو من إنشاء محمد باشا الذي جدد الميضأة الكائنة في جنوبي الحلاوية وكانت عمارته سنة ١٠٠٣ كما هو مسطور على بابه ، وخان الحرير الموجه شرقا وخان الجاكي تجاهه ، وخان (لويس بن فيلروس) ، وخان السيد قرب وخان السيد قرب باب الجنان وخان ميسر أنشأه الحاج محمد والحاج أحمد ابنا (عبد القادر بن عمر ميسر) في حدود سنة ١٣٣٠ وهو خان جميل عظيم ويعرف أيضا بخان البنك لأن المصرف العثماني فيه وخان باقي جاويش واقفه الحاج عبيد الله ابن الحاج أحمد ابن الحاج إبراهيم غنام سنة ١١٦٠ شرط أن تقسم غلة وقفه ثلاثة أقسام قسم لنفسه ولعقبه من بعده وقسمان لمؤذن الجامع الكبير وعشرة قراء تجاه حضرة زكريا عليه السلام ، وخان دار كوره كان مما وقفه الحاج زين الدين ابن الحاج رجب ابن الخواجه الكبير الحاج جمال الدين عبد الله الخواجكي ووقف معه قاسارية تحت القلعة قبلي أقميم حمام الناصري (حمام اللبابيدية) وشرط فيه أن يفرق عشرة دراهم فضية على مؤذن في جامع الخواجكي خاصبك ببانقوسا كل شهر وذلك في سنة ٨٧٧ وخان الصوفي تجاه خان دار كوره وكان مما وقفه أحمد ابن الزيني عمر المرداسي سنة ٨٦٦ وكل هذه الخانات عامرة بالتجار والتجارة كل خان منها يضاهي محلة وفي هذه المحلة قاسارية قرب خان أبرك كانت مما وقفته فاطمة بنت قاضي القضاة عفيف الدين محمد ابن القاضي علاء الدين سنة ٩٦٦ وفيها مداران ، وفرن ، وقهوتان.

تنبيه : في هذه المحلة كان قصر مرتضى الدولة وهو أبو نصر بن لؤلؤ أحد موالي بني حمدان وقد تداعى هذا القصر للخراب وبني مكانه دور خربت ثم آلت لعلم الدين قيصر الظاهري فهدمها وبنى فيها قيسارية وصهاريج للزيت وحوانيت انتقلت إلى ورثته ثم انتقل بعضها إلى ملك بدر الدين الخازندار الظاهري سنة ٦٧٢ ولم يبق من آثار هذا القصر سوى بستان صغير يعرف في زماننا بجنينة شمس لؤلؤ جارية في وقف بني السفاح. والأسر الشهيرة في هذه المحلة هي أسرة بني غنام ووجيهها السيد عبد الرحمن وأسرة آل طلس والدور العظام فيها دور بني البيلوني ودور بني غنام.

١٧٩

محلة سويقة حاتم (د)

عدد بيوتها

الذکور

الإناث

المجموع

الأقوام

٣١٢

٤٢٣

٧٣٦

المسلمون

٣٣

٣٠

٦٣

الروم الكاثوليك

١٦

٢٦

٤٢

الأرمن

٧

٦

١٣

الروم

٢٦٢

٤٧٩

٨٤١

المجموع

حدها قبلة الجلوم الكبرى وغربا جب أسد الله وشمالا الدباغة العتيقة وشرقا سويقة علي وهي من أشهر حارات حلب وأعمرها وماؤها في آبار وحياض من قناة حلب إلا أن مناخها ليس بجيد لتزاحم مبانيها وكانت هذه المحلة تسمى السهيلية وكانت السكنى فيها مرغوبة لقربها من الجامع الكبير.

آثارها

الجامع الكبير الأموي

خلاصة ما قاله قدماء المؤرخين في جامع حلب. قالوا كان موضع الجامع في أيام الروم بستانا للحلوية ولما فتح المسلمون حلب صالحوا أهلها على موضع الجامع وكانت الجهة الشمالية منه مقبرة للحلوية المذكورة وكان في أول أمره يضاهي جامع دمشق في الزخرفة والرخام والفسيفساء والتأنق ويقال إن سليمان بن عبد الملك هو الذي بناه ليضاهي به ما عمله أخوه الوليد في جامع دمشق وقيل إنه من بناء الوليد أيضا لأنه نقل إليه آلة كنيسة

١٨٠