النكت في تفسير كتاب سيبويه

أبي الحجاج يوسف بن سليمان بن عيسى أعلم الشنتمري

النكت في تفسير كتاب سيبويه

المؤلف:

أبي الحجاج يوسف بن سليمان بن عيسى أعلم الشنتمري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٧١٢

وذكر سيبويه أجناس الحروف وسماها بأسماء تشاكل حقيقتها ، فمن ذلك :

المجهورة : سماها بذلك لما فيها من إشباع الاعتماد المانع من جرى النفس معه عند الترديد ؛ لأن قوة الصوت باقية. وأخذه سيبويه من الجهر ، وهو علو الصوت وبيانه. وسمي الحروف الأخر مهموسة ؛ لأنها حروف أضعف الاعتماد فيها وجرى النفس مع ترديد الحرف بضعف.

والهمس : الصوت الخفي ، ويجمع الحروف المهموسة :

" كست شخصه فحث" ، وسائر الحروف المجهورة.

وأعلم أن ترديد الحروف الذي يعلم به المجهور من المهموس لا يمكن إلا بتحريكه ، لأن الساكن لا يمكن تحريكه.

ومعنى قول سيبويه : " إذا أردت اعتبار الحرف" إلى قوله : " وإن شئت أخفيت".

يعني أن ترديد الحرف على الوصف الذي ذكره يعرف به المجهور من المهموس ، سواء رفعت صوتك أو أخفيته. وحروف المد هي : الألف والواو والياء وما فيها يعني الحركات.

ويحتمل أن يكون قوله : " فيها" بمعنى معها ، كأنه قال :

وما معها من الحركات المأخوذة منها ، مثال ذلك أنا نعتبر القاف فندخل عليها ألفا فنقول قاقاقا ، أو : واوا" ، فنقول : قوقوقو. أو ياء ، فنقول : قي قي قي ، فنرفع صوتا بالألف بعد القاف ، وبفتحة القاف ، أو بالواو والضمة أو بالياء والكسرة.

ويحتمل أن يكون الضمير في قوله : " فيها" للحروف المهموسة والمجهورة ، فيكون الترديد مرة بزيادة حرف المد على الحرف الممدود ، وزيادة حركة ، ومرة بزيادة حركة فقط.

كما قلنا : ق ق ق.

قال : " ومن الحروف : الشديد ، وهو الذي يمنع الصوت أن يجري فيه".

ويجمعها : " أجدك قطبت".

قال : " ومنها الرخوة وهي : الحاء ، والهاء ، والغين والخاء ، والشين والصاد ، والضاد ، والزاي ، والسين ، والظاء ، والثاء ، والذال ، والفاء".

والرّخوة ضد الشديدة. والفرق بينهما أن الحرف الشديد إذا وقفت عليه انحصر الصوت عليه. والرخو : إذا وقفت عليه لم ينحصر الصوت. تقول : اق فتجد الصوت مع القاف منحصرا ، وتقول : اش ، واخ فتجده جاريا.

قال : " ومنها المنحرف".

وهو اللام. وإذا تأملت الذي ذكر سيبويه فيه ووصفه به وجدته كما قال.

" ومنها حرف شديد يجري معه الصوت غنّة من الأنف.

وهو النون ، وكذلك الميم ، وإذا تأملت كلام سيبويه فيه ثبتت صحة قوله.

٦٨١

قال : ومنها المكرّر وهو الراء وهو حرف شديد جرى فيه الصوت لتكريره"

وهو في ابتداء النطق به ينحصر الصوت في مكانه ، ولا يجري ، فإذا كرر انحرف إلى اللام فتجافي لجري الصوت.

قال : " ومنها اللينة وهي الواو والياء".

وقد بيّن سيبويه وجه اللين فيها.

ومنها : الهاوي ، وهو الألف ؛ لأنه يخرج بهواء الصوت. وهذه الحروف الثلاثة : الواو والياء والألف ـ لاتساع مخارجها وأن الحركات منها ، ولا يمد في الغناء وسائر الألحان سواهن ـ كل واحدة منهن لها صوت في غير مخرجها من الفم ، فصارت مشبهة للرخوة بالصوت الذي يخرج عند الوقف عليها. وهي الشديدة للزومها مواضعها.

وقال الأخفش : سألت سيبويه عن الفصل بين المهموس والمجهور فقال : المهموس إذا خففته ثم كررته أمكنك ذلك فيه ، وأما المجهور فلا يمكنك ذلك فيه ، ثم كرر سيبويه الثاء بلسانه وأخفى ، فقال : ألا ترى كيف يمكن. وكرر الطاء والدال وهما من مخرج الثاء فلم يمكنا. وأحسبه ذكر ذلك عن الخليل.

وسائر الباب إذا تأملته وحققت النظر فيه ، وجدته بينا من كلامه إن شاء الله.

هذا باب الإدغام في الحرفين اللذين تضع لسانك لهما موضعا واحدا

قال سيبويه : " وإذا التقى الحرفان المثلان وقبل الحرف الأول حرف لين ، فإن الإدغام حسن".

اعلم أن اجتماع الساكنين في الوقف مستقيم ، كقولك : زيد وعمرو ، والدرج غير ممكن ، فإذا كان قبل الأول من الساكنين حرف من حروف المد واللين ، وكان الثاني مدغما في مثله ، جاز كقولك : دابة ، وضالّ وما أشبهه ، وذلك أن زمان الحرف الممدود أطول من زمان غيره ، كما أن زمان الحرف المتحرك أطول من زمان الحرف الساكن فصار الممدود بزيادته وطوله كالمتحرك فحسن لذلك اجتماع الساكنين ، مع أن المدغم في مثله ينحى بالحرفين نحو الحرف الواحد ، فاجتمع في ذلك مد الحرف الذي هو كالحركة ، وكون الحرفين كالحرف الواحد ، وفي الثاني منهما حركة فجاز اجتماع الساكنين لذلك.

وأنشد مستشهدا لما يجوز إخفاؤه ويكون بمنزلة المتحرك لغيلان بن حريث :

* إني بما قد كلّفتني عشيرتي

من الذبّ عن أحسابها لحقيق (١)

الشاهد فيه : إخفاء الباء مع الميم في بما ، ولو أدغم انكسر البيت لأن الياء في إني ساكنة ،

__________________

(١) الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٤٠٨ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ٤٤١ ، رسالة الملائكة ١٠٩.

٦٨٢

وتسكن الباء في بما فيجتمع ساكنان.

وأنشد في مثله :

* وأمتاح منّي حلبات الهاجم

شأو مدل سابق اللهامم (١)

الشاهد فيه إخفاء الميم الأولى ، ولو أدغم فقال : اللهامم لانكسر البيت.

واللهامم : جمع لهموم ، وهو الفرس السريع ، كأنه يلتهم الأرض أي : يبلعها بشدة جريه ، والهاجم : الحالب ، يقال هجمت اللبن أي : حلبته.

يصف فرسا جوادا له شأو يدل فيه ويسبق به السراع من الخيل ، وهي اللهامم ، فشأوه ذلك يحمله أن يسقيه اللبن ويؤثره به على غيره.

وأنشد في مثل هذا :

* وغير سفع مثّل يحامم (٢)

أخفى الميم الأولى في يحامم. واليحامم : جمع يحموم وهو الأسود ، وحذف الياء ضرورة ، والسّفع : السود تضرب إلى الحمرة ، يعني : الأثافي ، والمثل : المنتصبة.

قال : " وتقول هذا ثوب بكر ، فالبيان في هذا أحسن منه في الألف".

اعلم أن الياء والواو إذا كانت ساكنتين وانفتح ما قبلهما ، ففيهما مد دون المد الذي يكون فيهما إذا انضم ما قبل الواو وانكسر ما قبل الياء ، وذلك أن الألف ، هي أوسع حروف المد مخرجا وأبعدها مدا ، ولا يكون ما قبلها إلا مفتوحا ، فإذا كان قبل الواو الساكنة ضمة ، وقبل الياء كسر ، فهما على منهاج الألف ، فلذلك لم يستحسن الإدغام في قولك : هذا ثوب بكر ، وعيب بكر ، كما يستحسن في قولك : المال لك وما أشبهه.

واحتجّ لقيام المد في حرف المد مقام الحركة متحركا عوّض منه حرف مد وجعله ردفا.

وأنشد :

* وما كلّ مؤت نصحه بلبيب (٣)

فلم يجز سيبويه في هذا وما جرى مجراه مما يلزمه الردف على ظاهر الكلام أن يكون ردفه واوا مفتوحا ما قبلها أو ياء مفتوحا ما قبلها ، وقد يأتي مثل ذلك في الشعر وهو قليل.

__________________

(١) الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٤٠٨ ، شرح السيرافي ٣ / ٣٨٨ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ٤٤٠.

(٢) الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٤٠٨ ، شرح السيرافي ٢ / ٤٣٩ ، رسالة الملائكة ١١٠ اللسان" حمم" ١٢ / ١٥٧.

(٣) ديوان أبي الأسود ٣٣ ، الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٤٠٩ ، شرح السيرافي ٣ / ٣٨٩ ، المؤتلف ١٥١ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ٤٣٨ ، شرح عيون الكتاب ٣١٦ ، مغني اللبيب ١ / ٢٦٢ ، شرح شواهده ٢ / ٥٤٢ ، همع الهوامع ٢ / ٢٩ ، الخزانة ١ / ٢٨٣.

٦٨٣

قوله : وقد كسروا قاف يقتّل وقتّل لأنهما ساكنان التقيا فشبّهت بقولهم : ردّ يا فتى.

يعني : أن كسرة دال رد لاجتماع الساكنين.

وزعم أن كسر هذا طلبا للكسر الذي في ألف اقتتل وحملا عليه ، وزعم أنّه لو كسر لاجتماع الساكنين لجاز في يعضّ ويردّ.

فردّ عليه هذا القول وفصل" الرادّ" بيّن يقتّل وبيّن يعضّ ويردّ ، فقال : يقتل : يفتعل ، وليس به بناء آخر ، فإذا قلنا : يقتل فكسرنا ، لا يتوهم أنّه غير يفتعل ، ومتى قلنا : يعض ويرد توهم أنّه يفعل لأن في الكلام يفعل.

قال سيبويه : " ولا يكون في هذا وأشباهه غير إلقاء الحركة على ما قبلها من الساكن".

يعني : في باب يعضّ ويردّ ويفرّ لا يكون فيه غير إلقاء حركة العين على الفاء ، ولا يجوز كسره لاجتماع الساكنين لما ذكرناه من وقوع اللبس.

قال : " وجاز في قاف يقتتلون الفتح والكسر ؛ لأنه يجوز في الكلام فيه الإظهار والإدغام ، فكما جاز فيه وجهان : إلقاء حركة التاء الأولى على القاف وكسرها لالتقاء الساكنين حتى تصرف بإظهار الحرف وتبيينه.

والإخفاء هو إظهار الحرفين مع اختلاس ـ تصرفوا فيها بإلقاء الحركة والكسرة لاجتماع الساكنين ، ولم يتصرفوا في باب يعض ويرد بالإظهار فلم يزيدوه على إلقاء الحركة.

قوله : " فإن قال قائل : ما بالهم قالوا : ألحمر ... فلم يحذفوا الألف حين حركوا" إلى قوله : " لأنه ضارع ـ حين كان الحرفان غير منفصلين ـ احمررت" ولما ذكر سيبويه سقوط ألف الوصل لتحريك ما بعدها في قتل ، وردّ وقل في الأمر وسل ، عارض نفسه بقولهم : لحمر إذا خففوا الهمزة من قولهم الأحمر ، وحذفت ألف الوصل لتحريك اللام.

ومنهم من يقول : ألحمر ، يحرك اللام ولا يسقط ألف الوصل ، ينوي أن تكون اللام على سكونها وإن تحركت لأن الحركة للهمزة.

فإن سأل سائل فقال : لم ثبات ألف الوصل في ألحمر ولم يجر في سل ، فيقال : اسل؟

لأن السين في نية السكون وحركتها حركة الهمزة المحذوفة ففرق سيبويه بينهما بأن الألف لام المعرفة قد ضارعت الألف المقطوعة ، يعني ألف أحمر بانفتاحها إذا ابتدأت وثباتها في الاستفهام في قولك : الرجل حاضر؟

قال : " فلما كانت كذلك قويت ، كما قلت : الجوار حين قلت : جاورت".

أي ثباتها في الاستفهام وفتحها في الابتداء ، أو جبالها قوة ، كما أن الجوار حين كان مصدر فعل لا يعتل ـ وهو جاورت ـ لم يعل ولو كان مصدر فعل معتل لانقلبت الواو ياء كقولك : قام قياما ، وما أشبهه.

٦٨٤

ثم قوّى ذلك بقولهم أفألله ، وبقولهم أي ها ألله.

فأما قولهم : أفألله ، فإنه يهمز بعد الفاء ألف الوصل عوضا من حرف القسم.

وأما : أي : ها الله. فإن الألف تثبت ولا تحذف لاجتماع الساكنين ، كأن الهمزة من ألله باقية ، وإنما حذفت في اللفظ ، كما أن اللام من قولنا : ألحمر كأنها ساكنة وإن حركت بإلقاء حركة ألف أحمر عليها.

وقوله في آخر الباب : " وأما ردّ داود فبمنزلة اسم موسى"

يعني : لو أدغمنا الدال الثانية في دال داود ، لوجب أن تحرك الدال وتغيّر ، كما لو أدغمنا الميم لوجب تحريك السين من اسم موسى.

وقد ذكر فساد ذلك فاعرفه.

هذا باب الإدغام في الحروف المتقاربة التي هي من مخرج واحد

والحروف المتقاربة مخارجها

قوله : ولو كان مع هذه الياء التي ما قبلها مفتوح إلى قوله : لأن الحرفين استويا في اللين.

يعني : أن الياء تدغم في ياء مثلها إذا انفتح ما قبل الأولى نحو : اخشى ياسرا ، وكذلك الواو في نحو قولك : اخشوا واقدا ؛ لأنهما قد استويا في اللين فلا يستطاع إلا ذلك.

وقوله فصارت هذه الياء والواو مع الجيم والياء نحوا من الألف مع المقاربة ؛ لأن فيهما لينا.

يعني : أن الياء مع الجيم ، والواو مع الياء التي من مخرجها في تباين الكيفية والحكم مع الحروف المقاربة لها. لما فيها من اللين وإن لم يبلغا منزلة الألف.

وقوله : ولا يدغمان في هذه الياء والواو ؛ لأنك تدخل اللين في ما لا يكون فيه لين.

يعني : لا تدغم الجيم في الياء ، ولا الميم في الواو فتصير الميم والجيم من حروف المد واللين ؛ لأن تباعد ما بين حروف المد واللين وبين غيرها ، أشدّ من تباعد الحروف المتباعدة المخارج ، ألا ترى أن حروف المد واللين وإن تباعدت مخارجهن ، يجتمعن في أحكام وينقلب بعضهن إلى بعض ؛ لأن ما بينهن في المد واللين ، أقوى مما يكون من المتقارب في المخرج.

فإن اعترض معترض بأن النون تدغم في الياء والواو وليس فيها لين.

فإن الجواب في ذلك : أن النون لما فيه من الغنة ، وأن له مخرجا من الخيشوم أجري مجرى حرف المد واللين في أشياء كثيرة ، منها أنّها علامة الإعراب في يذهبان ويذهبون ، ومنها أن الألف تبدل من التنوين في المنصوب ، ومن النون الخفيفة في قولك : اضربا ، فقربت بذلك من حروف اللين ، وحملت عليها ، وليس كذلك غيرها.

وذكر أن من الحروف حروفا لا تدغم في المقاربة ، وتدغم المقاربة فيها ، وتلك

٦٨٥

الحروف : الميم ، والراء ، والفاء ، والشين.

وإنما امتنعت من أن تدغم لأن لكل واحد منها ضربا من الفضل على غيره.

فكرهوا إذهاب ذلك الفضل بإدغامه في غيره ، فمن ذلك قولك : أكرم به.

ولا تدغم الميم في الباء لأنهم يقلبون النون ميما في نحو العنبر ، وقد تقدمت العلة في ذلك.

فلما وقع مع الباء الحرف الذي يفرون إليه من النون ، لم يغيروه ، وأيضا فإن النون الساكنة بعيدة من الباء في المخرج ، ومباينة لها في الاشتراك في الغنة ، ولم تدغم الميم ـ المنقلبة من النون ـ في الباء فكانت الميم الأصلية أولى أن لا تدغم في الباء.

قال : " وأما الفاء فلا تدغم ... لأنها من باطن الشّفة".

يريد أن حروف الفم أقوى من حروف الشفتين وحروف الحلق. لأن معظم الحروف في الفم للسان ، وهو وسط مواضع النطق. والحلق والشفتان طرفان فصارت الفاء لذلك أقوى من الباء ؛ لأنها من باطن الشفتين وهي من الفم ، والباء من الطرف.

قال : والراء لا تدغم في اللام ولا في النون ؛ لأن الراء مكررة وهي تتفشى ، إذا كان معها غيرها.

فلهذه الفضيلة لم يجز إدغامها في النون واللام ، لئلا تذهب تلك الفضيلة ولذلك لا يختار إدغام الطاء في التاء ؛ لأن الطاء مطبقة ، فيكره ذهاب إطباقها بإدغامها في التاء.

وكذلك الشين لا تدغم في الجيم ؛ لأن فيها استطالة وتفشيا ، فلم يدغموها لئلا يذهب ذلك منها.

قال : ومما أدغمت العرب الهاء فيه في الحاء قول الراجز :

* كأنّها بعد كلال الزّاجر

ومسحي مرّ عقاب كاسر (١)

يريد : " ومسحه".

يصف ناقة ، يقول : كأن مرّها ـ بعد طول السير وكلال الحادي بها الزاجر لها ، ومسحه الأرض أي : ذرعه بالمشي وقطعه لها ـ مرّ عقاب كاسر ، وهي التي كسرت جناحيها للانقضاض ، أي : تضم منهما وتقبضهما.

قال الأخفش : لا يجوز الإدغام في : ومسحه ، ولكن الإخفاء جائز.

وقال غيره : أما إدغام الهاء في الحاء إذا كانت قبلها بأن تقلبها حاء فصحيح ، وأما الاستشهاد بهذا الشعر فسهو وغلط ؛ لأن الإدغام لا يصح في البيت من أجل اجتماع

__________________

(١) الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٤١٣ ، شرح عيون كتاب سيبويه ٣١٨.

٦٨٦

الساكنين ، ولا يدغم حرف بعد ساكن في مثله إلا أن يكون الساكن من حروف المد واللين.

ويبطله أيضا ، أن الإدغام يكسر البيت. ويبطله أيضا أنّه قال : " ومما أدغمت العرب الهاء في الحاء".

وليس الأمر كذلك ؛ لأن الحاء قبل الهاء في الكلمة ، فكيف يدغم الثاني في الأول؟.

وذكر سيبويه : أن العين تضعف عن إدغام الحاء فيها ويحسن إدغام العين في الحاء ، وكذلك يحسن إدغام الغين في الخاء ، والخاء في الغين لأنهما قربا من حروف الفم ، حتى إن من الناس من يجريها مجرى حروف الفم ، فيخفى النون الساكنة معهما ، كما يخفيها مع القاف والكاف وما أشبههما من حروف الفم فصار العين والحاء حيزا مفردا بين حروف الحلق وحروف الفم ، فيدغم أحدهما في الآخر ولا يدغم في واحد منهما ما قبلهما من حروف الحلق ، ولا ما بعدهما من حروف الفم.

وإنما جاز إدغام الخاء في الغين ، ولم يجز إدغام الحاء في العين لأن للحاء فضيلة بالرخاوة والهمس ، وسهولة اللفظ وخفته ، ولأن حروف الحلق ليست بأصل في الإدغام ولا قوى فيها ، والحاء والعين من وسط الحلق ، والخاء والغين قريبتان من حروف الفم ، وقد أجريتا مجراها في إخفاء النون الساكنة عندها في بعض اللغات على ما أعلمتك.

وقوله : " ويدلك على حسن البيان عزّتها في باب رددت".

يريد أن التقاء الغينين أقل من التقاء الخاءين.

ألا ترى أن ما عين فعله ولامه خاء قد جاء منه حروف كثيرة نحو رخ في قفاه ، ورخّها إذا نكحها ، وشخّ البول : إذا أخرجه قليلا قليلا.

والمخّ والفخّ وما أشبهه.

ولا يعلم غينان التقيا عينا ولاما إلا أن يكون بينهما حاجز قالوا : ضغيغة من بقل وعشب ، إذا كانت الروضة ناضرة.

والرّغيغة : لبن يحبس حتى يحمض.

فعلّة التقاء الغينين في باب رددت ، يوجب حسن البيان إذا كانت خاء بعدها غين ، لأنها لو لم تبين وأدغمنا الخاء في العين لالتقت غينان.

وقوله : بعد ذكره النون : " وتدغم في اللام لأنها قريبة منها" إلى قوله : " لأن الذي بعده ليس له في الخياشيم نصيب ، فيغلب عليه الاتفاق" قوله : " لأن الذي بعده" يعني اللام ليس له في الخياشيم نصيب ولو كان له نصيب في الخياشيم لما احتجنا أن نتكلف غنة من أجل النون كما أنا إذا أدغمنا النون في الميم ، استغنينا بما في الميم من الصوت في الخيشوم عن الغنّة التي تتكلف للنون.

٦٨٧

وقوله وهو يعني النون : وإنما منعها أن تقلب مع الواو ميما ـ كما قلبت مع الباء ميما في عنبر وما أشبهه ـ لأن الواو يتجافى عنه اللسان.

يريد باللسان : الشفتين ، وفي الواو أيضا مد ولين فتباعد ما بين الواو والميم ، والميم كالياء في الشدة ولزوم الشفتين ، فمن أجل بعد الميم من الواو ، وشبهها بالباء ، جعلت النون ـ وهي شبيهة الميم ـ مع الباء ميما ولم تجعل مع الواو ميما ، والميم أشبه الحروف من موضع الواو بالنون ، وليس مثلها في التجافي واللين والمد ، كما كانت الميم مثل الباء في الشدة ولزوم الشفتين.

وقوله : فاحتملت الإدغام كما احتملته اللام وكرهوا البدل.

يعني : لم تجعل النون ميما مع الواو واحتملت النون الإدغام في الواو كما احتملت اللام الإدغام لأن اللام وهي من مخرج النون تدغم في ثلاثة عشر حرفا سوى النون ، وكثرة بدل اللام أنّها تبدل إلى الحروف التي تدغم فيها كلها.

قوله : " وتكون النون مع سائر حروف الفم حرفا خفيّا مخرجه من الخياشيم إلى قوله وكان الأصل الإدغام".

جملة قوله في هذا الفصل أن النون تخفى إذا كانت ساكنة قبل خمسة عشر حرفا من حروف الفم وهي : القاف والكاف والجيم والشين والضاد والصاد والسين والزاي والطاء والدال والتاء والظاء والذال والثاء والفاء.

ومن الناس من يخفيها قبل الغين والخاء ، وقد تقدم ذلك.

وإنما أخفيت النون عند هذه الحروف ؛ لأنها من حروف الفم والنون من الفم فصارت هذه الحروف ملابسة للنون باشتراكهن في الفم ، ومع ذلك إن النون تدغم في بعض حروف الفم ، والإخفاء في طلب الخفة ، كالإدغام في طلب الخفة ، فلما أمكن استعمال الخيشوم وحده في النون ، ثم استعمال الفم في ما بعده ، كان أخف من أن يستعملوا في إخراج النون ثم يعودوا إلى الفم في ما بعد النون ، وإنما ساغ هذا في حروف الفم خاصة ـ دون حروف الحلق ـ لقرب مدخل الخيشوم ومخرجه من حروف الفم دون حروف الحلق.

وقوله : " ولم نسمعهم قالوا في هذا : حين سّليمان فأسكنوا النون مع هذه الحروف التي مخرجها معها من الخياشيم".

يعني : إذا تحركت النون قبل السين وأخواتها ـ وسائر الحروف التي تخفى قبلها النون وتخرج من الخياشيم ـ ثم تسكن كما تسكن النون المتحركة قبل الحرف الذي تدغم فيه للإدغام.

وترتيب لفظ سيبويه" ولم نسمعهم قالوا : حين سّليمان" كأنه قال : ولم أسمعهم أسكنوا

٦٨٨

النون المتحركة مع الحروف التي تخفى النون معها : السين والقاف والكاف وسائر حروف الفم سوى ما تدغم فيه.

ومعنى قوله من قبل : " أنها لا تحوّل حتى تصير من مخرج الذي بعدها".

أي : لا تحول النون مع السين وسائر حروف الفم ، كما تحول مع الستة الأخرى وهي : الراء واللام ، والنون والميم والياء والواو.

قال : " وإن قيل لم يستنكر.".

يريد : لو أسكنت النون المتحركة مع الحروف التي تخفى قبلها من حروف الفم لم يستنكر ذلك.

قال : " لأنهم يطلبون ها هنا من الاستخفاف ما يطلبون إذا حولوها".

يريد : أنّهم يطلبون التخفيف بإخراج النون من الخيشوم مع حروف الفم ، فغير مستنكر أن يسكنوا النون المتحركة ليحصل لهم خروجها من الخيشوم وخفاؤها كما يسكنونها إذا أرادوا إدغامها فيحولونها إلى جنس ما تدغم فيه.

ومعنى قوله : فلم يحتمل عندهم حرف ليس من مخرجه غيره للمقاربة أكثر من هذه الستة.

يريد لم يحتمل ـ وهي حرف ليس من مخرجه غيره ـ قلبها قبل حرف سوى هذه الأحرف الستة من المقاربة المناسبة.

وفرق سيبويه بين إدغام التاء في الدال ، وإدغام النون في الراء واللام ، فجعل إدغام التاء في الدال أقوى لأن كل واحد منهما يدغم في الآخر ، والراء لا تدغم في النون ، وإدغام اللام فيها ليس بالقوي ، وهما جميعا من الفم ، وصوتهما منه ، والنون ليست كذلك لأن فيها غنة.

ومعنى قوله : " كما ثقلت التاء مع الدال في ودّ وعدّان"

يريد : في وتد وعتدان فأدغموا.

وقوله : " وإنما احتمل ذلك في الياء والواو"

يعني : احتمل بيان النون معهما في كلمة نحو : كنية وقنر.

وقوله : وليس حرف من الحروف التي تكون النّون معها من الخياشيم يدغم في النون إلى قوله : " فلم يحتمل أن تصير من مخارجهن".

اعلم أنّهم جعلوا الإدغام في النون ضعيفا لخروجها مرة من الفم ومرة من الخيشوم ، وصار ذلك طريقا لإدغامها في ما يعد من مخرجها ، وقلبها إلى غيرها من غير إدغام كنحو قلبها في : عنبر ، ومن بك ، فلم يدغموا فيها شيئا من الحروف التي معها من الخياشيم لبعدهن منها ، ولا النون تدغم فيهن لبعدها منهن.

٦٨٩

وقوله : " وإنما جعل الإدغام في التاء وأخواتها أضعف".

يعني بأخواتها : الطاء والدال.

وفي الظاء وأخواتها أقوى.

وأخوات الظاء : الذال والثاء ؛ لأن اللام لا تسفل إلى أطراف اللسان ، كما لم تفعل ذلك الطاء وأخواتها ، وهذا الذي ذكره إذا اختبرت ذلك في الوقف عليها على اعتلال إخراجها مع طرف اللسان ملصقا بها فوق أصول إحدي الرباعيتين ، وإحدى الثنيتين العليتين غير نازلة إلى الثنايا والرباعيات أو منحرفة إلى الناب أمكن ذلك.

والطاء والتاء والدال من طرف اللسان وأطول الثنايا العلا.

والظاء والثاء والذال من طرف اللسان وأطراف الثنايا.

فعلم أن اللام أقرب إلى الطاء وأختيها ؛ لأنهن اشتركن في أن لم ينزلن إلى أطراف الثنايا.

والذي جوّز الإدغام : اشتراكهما في طرف اللسان ، فهذا الذي ذكره سيبويه من تقوية إدغام اللام في الطاء وأختيها على إدغامها في الظاء وأختيها.

وقد سوّى بين : الطاء والدال والتاء ، وبين : الصاد والسين والزاي.

والصاد وأخواتها أسفل من الطاء وأختيها ، وهما أبعد من اللام من الطاء وأختيها ، فكان ينبغي أن يكون الإدغام في الصاد أضعف.

وللمحتج عن سيبويه أن يقول : إن الصاد والسين والزاي من حروف الصفير ولهن قوة في باب الإدغام حتى يدغم فيهن غيرهن ، ولا يدغمن في غيرهن.

فمن أجل ذلك ألحقهن ـ في إدغام اللام فيهن ـ بما قرب.

وذكر أن إدغام اللام مع الشين أضعف من إدغامها مع سائر الحروف ، وجوزه مع ضعفه.

وأنشد لطريف بن تميم العنبري :

* تقول إذا استهلكت مالا للذّة

فكيهة هشّيء بكفّيك لائق (١)

يريد : هل شيء فأدغم اللام في الشين.

وأنشد محتجا لإدغامها في التاء ، لمزاحم العقيلي :

* فذر ذا ولكن هتّعين متيّما على

ضوء برق آخر اللّيل ناصب (٢)

أراد : " هل تعين".

__________________

(١) الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٤١٧ ، شرح السيرافي ٣ / ٤١٢ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ٤١٧ ، الممتع ٢ / ٦٩٤ ، شرح المفصل ١٠ / ١٤١ ، اللسان ليق ٢ / ٣٣٤.

(٢) الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٤١٧ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ٤٢٢ ، شرح المفصل ١٥ / ١٤١ ، ١٤٢.

٦٩٠

ثم ذكر إدغام اللام في النون وقبحه وأتبع ذلك بكلام مفهوم إلى آخر الباب.

هذا باب الإدغام في حروف طرف اللّسان والثنايا

اعلم أنّ هذه الحروف اثني عشر حرفا ، وهي : الراء واللام والنون والطاء والدال والتاء والصاد والسين والزاي والظاء والذال والثاء.

فأما الراء منها فلا تدغم في شيء من أخواتها لما فيها من التكرير ، وقد روي إدغامها في اللام وهو قبيح جدّا.

وأما اللام والنون فقد تقدم القول فيهما.

وأما الطاء والدال والتاء والظاء والذال والثاء ، فكل واحد من هذه الحروف الستة يدغم في عشرة أحرف منها : الخمسة الباقية من الستة ، وحروف الصفير لا تدغم في غيرها ويدغم بعضها في بعض.

وقد رتب سيبويه إدغام بعض ذلك في بعض ، وبين ما يستحسن ويقوى ، وما يضعف.

واستشهد ـ لإدغام التاء في الصاد ـ بقول ابن مقبل :

* وكأنّما اغتب قصّبير غمامة

بعرّا تصفّقه الرّياح زلالا (١)

فأدغم التاء في الصاد.

والصّبير : السحاب الكثيف ، وأراد به هاهنا : المطر ، والعرى : المكان المنكشف غير المستتر بشجر أو غيره ـ ومعنى تصفّقه : تضربه وتباشره فيبرد.

وذكر في الباب قولهم : ثلاث دراهم.

يريدون : ثلاثة دراهم ، فأدغموا التاء في الهاء من دراهم.

وقوله : " وتدغم الطاء والدال والتاء في الضاد لأنها اتصلت بمخرج اللام إلى قوله وسمعت من يوثق بعربيته" قال :

* ثار فضجّضجّة ركائبه (٢)

فأدغم التاء في الضاد.

جعل سيبويه السبب في إدغام هذه الحروف في الضاد ، أن هذه الحروف قريبة المخرج من اللام ، وأن الضاد قد اتصلت باللام وهي منحطة عن اللام قليلا ، وتشرك اللام هذه الحروف جميعا في أنّهن حروف طرف اللسان.

__________________

(١) ديوانه ٢٦٠ ، الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٤١٩ ، شرح السيرافي ٣ / ٤١٥ ، الممتع في التعريف ٢ / ٧٠٥ ، اللسان صفق ١٠ / ٢٠٢.

(٢) الشاهد للقنائي في شرح ابن السيرافي. وهو أبو خالد القنائي نسبة إلى جبل لبني أسد ، من قعد الجوارح. الكامل ٣ / ١٦٧.

٦٩١

وقد تقدم تحقيق مخارجهن ، فلما كانت اللام تدغم في الضاد أدغمت هذه الحروف فيها.

وذكر إدغام الثاء في التاء بقولهم : متّرد في مثترد. ومثرد ـ وهو مفتعل ـ من الثرد ، وفيه ثلاث لغات :

ـ مثترد : وهو الأصل.

ـ ومتّرد : على إدغام الثاء في التاء وهو القياس والأولى لأن الأول يدغم في الثاني.

ـ ومثرد : تقلب الثاني إلى جنس الأول بإدغام أحدهما في الآخر.

ـ وقد ذكر سيبويه نحو هذا في الحاء والعين ، إذا كانت الحاء أولا والعين ثانيا ، واختير الإدغام وقلبت العين حاء ، وأدغمت الحاء في الحاء.

ـ وذكر سيبويه بدل الطاء من التاء في : مصطبر ونحوه وأصله : مصتبر. فقلبت التاء طاء ، طلب الاستواء في الحروف ؛ لأن الطاء مستعلية مطبقة ، والتاء مستقبلة لا إطباق فيها ، فجعلوا مكانها الطاء ؛ لأنها من مخرج التاء وموافقة للصاد في الإطباق والاستعلاء ، فصار مصطبر.

ولك فيه وجهان :

ـ مصطبر بالبيان لاختلاف الحرفين.

ـ وقال بعضهم : مصّبر فقلب الطاء صادا ، ثم أدغم الصاد في الصاد ، ولا يجوز إدغام الصاد في الطاء فيقال : مصبر ؛ لأن للصاد فضيلة بالصفير ، فلو أدغمت لذهب الصفير.

قال : " ومن قال مصّبر ، قال : مزّان".

يريد : مزدان ، والأصل فيه : مزتان ؛ لأنه مفتعل من الزّين ، فقلبت التاء دالا لأنها من مخرج التاء ، وهي مجهورة كالزاي فأرادوا الاستواء باجتماع المجهورين ، فصار مزدان ، فإن أظهرت ، فالبيان حسن لاختلاف الحرفين وإن أدغمت قلبت الدال زايا ، ثم أدغمت الزاي في الزاي فقلت :

مزّان ، كما تقول في مصطبر : مصّبر.

وأجاز سيبويه في مظطلم : مظلم على قلب الطاء ظاء كما قالوا : مصبر ، وأصله مصطبر على قلب الثاني من جنس الأول.

قال : " أقيسها مطلم"

واحتج لذلك بأن أصل الإدغام أن يتبع الأول الآخر في نحو : ذهب به ، وبيّن ذلك.

ولو كان الثاني ساكنا لم يدغم فيه الأول نحو : ذهب بن زيد ؛ لأن باء ابن ساكنة. فلما كان الثاني ـ إن كان متحركا أدغم فيه ، وإن كان ساكنا لم يدغم فيه ـ دل على أن الثاني يتبعه

٦٩٢

الأول. ومع ذلك : يجوز قلب الأول للثاني كما قيل مترد ، ومصبر.

ومعنى قوله بعد شيء قدمه" ولن يدغموها لأنهم لم يريدوا إلا أن يبقى الإطباق إذا كان يذهب بالانفصال".

يريد : لم يدغموا الطاء في التاء في نحو قولك : اطعنوا والأصل : اطتعنوا.

وقوله : لأنهم لم يريدوا إلا أن يبقى الإطباق أراد أن لا يبقى الإطباق فحذف لا كما قال الله عز وجل : (يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا) [النساء : ١٧٦] ، أي : لا تضلوا ، ولو أدغم الطاء في التاء لذهب الإطباق.

وقوله : إذا كان يذهب في الانفصال.

معناه : أنّهم لم يريدوا أن لا يبقى الإطباق بحسب ما يذهب الإطباق في المنفصل إذا التقى الطاء والتاء في كلمتين.

وجاز فيهما إدغام الطاء في التاء وذهاب الإطباق ، وفي كلمة واحدة لا يجوز ، لقوة الإدغام في كلمة واحدة وفضل الإطباق.

وقوله : " فكرهوا أن يلزموه الإدغام في التاء في كلمة واحدة لذهاب الإطباق" ، فقالوا : اطّعنوا ، ولم يقولوا : اتعنوا ، والأصل : اطتعنوا.

وقوله : " وقد شبه بعض العرب ممن ترضى عربيته هذه الحروف الأربعة : الصاد والضاد والطاء والظاء في فعلت بهن في افتعل إلى قوله : " وخبطّه يريد : خبطته ، وحفطّه ، يريد : حفظته.

يعني : أن من العرب من قلب تاء المتكلم والمخاطب طاء إذا كان قبلها هذه الحروف الأربعة كما فعل بتاء الافتعال لأن التاء لما اتصلت بما قبلها وسكن لها ما قبلها ، صارت ككلمة واحدة ، وأشبهت تاء افتعل.

وأنشد لعلقمة بن عبدة مستشهدا لهذه اللغة :

* وفي كلّ حي قد خبطّ بنعمة

فحقّ لشأس من نذاك ذنوب (١)

أراد : " خبطت" ، فقلب التاء طاء ثم أدغم فيها الطاء الأولى.

وشأس : أخو علقمة بن عبدة ، وكان بعض الملوك قد أسره ، فسار إليه علقمة ومدحه وشفع في أخيه شأس فشفعه. ويروى أنّه لمّا قال : " فحق لشأس من نداك ذنوب".

قال الملك : نعم وأذنبه ، وأمر بإطلاقه وأحسن إليه وأجزل الصلة لعلقمة.

ويروى أن الملك : هو الحارث بن أبي شمر الغساني.

__________________

(١) ديوانه ١٣٢ ، الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٤٢٣ ، المفضليات ٣٩٦ ، الكامل ١ / ١٩٥ ، شرح السيرافي ٣ / ٤٢٠ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ٤٠٠ ، المنصف ٢ / ٣٣٢ ، شرح المفصل ٥ / ٤٨ ، ١٠ / ٤٨.

٦٩٣

قوله : " وأما اصّبروا واظّلموا ويخصمون ومضّجع وأشباه ذلك إلى قوله : فهذه الأشياء ليس فيها التباس يريد أن اصبروا ومضّجع ، وإن كان أصله اصطبروا ومضطجع ، فلا يتوهم أن الصاد المشددة صادان في الأصل ؛ لأنه ليس بناء على حرف مشدد بعد ألف الوصل وهما من جنس واحد في الأصل كما يتوهم ذلك في : وتد ، ووطد إذا أدغمنا فقلنا : ودّ لأنه يلتبس بودّ من : وددت وما أشبه ذلك.

قال وقالوا : " محتد ، فلم يدغموا ؛ لأنه قد يكون في موضع التاء دال"

يريد أنّهم لو أدغموا في : محتد لقالوا : محدّ فيشبه مقرّ ، وما أشبهه مما عينه ولامه من جنس واحد.

قوله : " فإن وقع حرف مع ما هو من مخرجه ، أو قريب من مخرجه مبتدأ أدغموا وألحقوا الألف الخفيفة"

يريد : الفعل الماضي ؛ لأن التاء في الفعل الماضي مبتدأة ليس قبلها شيء.

وقوله : " وأدغموا".

يعني : وإن أرادوا الإدغام ؛ لأن الإدغام غير لازم والألف الخفيفة

يريد بها : ألف الوصل في اطوع وما أشبهه.

وقوله : فأما الأفعال المضارعة فأرادوا أن يخلّصوها من باب فعل وأفعل.

يريد أنّهم لم يدخلوا ألف الوصل على الفعل المستقبل فيشبه فعل ، يعني الفعل الماضى فى : اطّيّروا ، وادارءوا أو يشبه افعل إذا أمرت من : اطير وادرأ ، فقلت : اطير ، وادرأ ؛ لأن أصله في الأمر : تدارأ ، وتطيّر إذا أذهبت ألف الوصل.

وقال ولا يجوز حذف حرف جاء لمعنى المخاطبة والتأنيث.

يريد أنّهم لو حذفوا التاء الأولى لكانوا قد حذفوا حرفا جاء لمعنى ينفرد به وهو الخطاب إذا قلت : يا زيد لا تتكلم ، والتأنيث في قولنا هند تتكلم.

قال : ولم تكن لتحذف الذال وهي من نفس الحرف.

يعني في تدأل إذا قلت : تدل ، وفي تدع ، ولم تكن لتقلب التاء دالا وتدغم فيعسر الحرف بالتغيير ودخول ألف الوصل ، ولم يروا ذلك محتملا إذا كان البيان عربيّا ، فلذلك تركت التاء التي للخطاب والاستقبال وهي الأولى على حالها ولم تغير فاعلمه.

هذا باب الحروف التي يضارع بها حرف من موضعها والحرف الذي يضارع به ذلك

الحرف وليس من موضعه ليقربوه مما بعده

أما الحرف الذي يضارع به فهو الصاد ، والحرف الذي من موضعه الزاي ، وشرطه أن تسكن الصاد وبعدها دال كقولك : مصدر وأصدر والتصدير ، وليس يلزمك أن تجعل الصاد

٦٩٤

الساكنة ، التي بعدها الدال بين الصاد والزاي ، بل لك في ذلك ثلاثة أوجه :

ـ إن شئت جعلتها صادا خالصة.

ـ وإن شئت قلبتها زايا خالصة.

ـ وإن شئت قلبتها حرفا بين الصاد والزاي.

لأن الصاد مهموسة رخوة مطبقة فنبت الصاد عن الدال ـ لما بينهما من هذه

المخالفة ـ بعض النبو ، فجعل مكان الصاد حرف بين الصاد والدال والزاي الذي هو من مخرجها ، يقارب الدال ويوافقها في بعض صفات الدال لتكون أشد ملاءمة للدال وأقل نبوا عنها من الصاد.

وذلك الحرف هو الزاي ، وهي مجهورة غير مطبقة ، فوافقت الدال بالجهر وعدم الإطباق ، ووافقت الصاد بالمخرج والصفير.

فمن قلب الصاد زايا خالصة ، فلما ذكرناه من موافقة الزاي للصاد والدال.

ومن جعلها بين الصاد والزاي ، فإنه كره أن يقلبها زايا خالصة ، فيذهب الإطباق الذي في الصاد ، والإطباق فضيلة فيكون إجحافا بها.

وبين أن الصاد إذا تحركت لم يجز بدلها ؛ لأن الحركة بعد الحرف المتحرك في التقدير ، فصار بين الصاد والدال حاجز ، وصار ما بينهما من التنافر والنبو أخف ، لأنه إنما ينافره وينبو عنه بالاجتماع ، فأجازوا فيه أضعف الأمرين وهو أن ينحى بالصاد نحو الزاي ، وذلك مستمر في كل صاد متحركة بعدها دال ، ولا يجوز قلبها زايا خالصة إلا في ما سمع من العرب.

فإذا فصل بين الصاد والدال بأكثر من حركة ، لم يلزم جواز جعلها بين الصاد والزاي ، ولم يستمر ذلك ، ولم يقل إلا في ما سمع نحو : مصادر والصّراط ؛ لأن الطاء كالدال وقد قلبوها زايا في الصّراط ، وذلك غير مطرد.

والمضارعة بالصاد ، والزاي هاهنا حين بعدت من الدال كقولهم : صويق ، ومصاليق ، فأبدلوا السين صادا كما أبدلوها حين لم يكن بينهما شيء في سقت ونحوها ، وذلك أن القاف إذا كانت بعد السين في كلمة واحدة ، فبعض العرب تقلب السين صادا إن كانت القاف إلى جنب السين ، وإن كان بينهما حاجز كقولك : صقت ، وصبقت ، وصملق في : سقت ، وسبقت وسملق.

فشبهوا الصاد ـ التي بينها وبين الدال بعد في كلمة واحدة بالسين التي بينها وبين القاف بعد في قلب القاف إياها صادا على بعدها ، فصار ، مصادر والصراط ، كصدر كما أن سملق ، وسبق كسقت ، فاعلم ذلك.

هذا باب تقلب فيه السين صادا في بعض اللغات

فرق سيبويه في هذا الباب بين قلب السين صادا مع القاف ، وبين قلب التاء طاء مع

٦٩٥

القاف ، بأشياء منها : أن الذي بين السين والصاد من الموافقة ، أكثر مما بين التاء والطاء والثاء والظاء ؛ لأن السين كالصاد في الهمس والصفير والرخاوة فإنما يخرج من السين إلى الصاد في سقت ونحوه ؛ لأنها مثلها في كل شيء إلا الإطباق.

ثم أبطل قلب التاء في نتق وقلب الثاء ظاء بأن قال : قلب السين صادا قبل القاف ليس بالمختار ، ولا بالكثير في كلامهم.

وإنما يتكلم به بنو العنبر مع أقرب من القاف ، وما بين الصاد والسين من المشابهة والموافقة.

فإذا كان قلب السين صادا ليس بالمختار مع ما بينهما ، كان ما دونه باطلا غير جائز.

ومما فصل به بين السين وبين التاء والثاء ، أن السين قد ضارعوا بها حرفا من مخرجها ـ يعني الزاي ـ لأنها من مخرج السين بما هو غير مقارب لمخرجها يعني : ضارعوا الزاي بالشين والجيم ، وهما غير متقاربين لمخرج السين.

وقوله : " وإنما بينه وبين القاف مخرج واحد".

يعني : بين الشين والجيم ـ وهما من مخرج واحد ـ وبين القاف مخرج واحد وهو مخرج الكاف.

وقوله : " فقربوا من هذا المخرج ما يتصعد إلى القاف".

معناه : قربوا من مخرج الزاي ، السين بأن قلبوا السين صادا ليتصعدوا إلى القاف ، فلما كان في مخرج السين الزاي وهو مضارع بالشين والجيم القريبتين من القاف ، ولم يكن في مخرج التاء والثاء حرف يضارع بما يقرب من القاف ، كان ذلك مما يقوي حكم السين في قلبها صادا مع القاف.

ومما فصل به بين السين وبين التاء خاصة :

أن السين : يجوز أن يبدل منها حرف من مخرجها وهو الزاى ولا يجوز أن يبدل من التاء حرف من مخرجه ، وذلك قولهم في التسدير : التزدير ، ولا يجعل مكان الثاء في قولك : التثدير ، التّزدير فيجعل مكان الثاء ذال.

ووقع في الكتاب : التثدير ، ولم يعرف له معنى في اللغة ، ولو وقع مكانه التثدين ـ وهو كثرة اللحم على الرجل ـ كان أوجب ؛ لأن له معنى مفهوما.

يقال : رجل مثّدن ، إذا كان كثير اللحم فاعلمه.

هذا باب ما كان شاذّا مما خففوا على ألسنتهم وليس بمطرد

كلام سيبويه في هذا الباب بين. وأنا أذكر بعض ما أتى به لأبسطه وأزيده بيانا.

فمن ذلك : ستّ ، وهو شاذ ، وأصله : سدس ، والدليل على شذوذه أنّه لو كان يلزم فيه

٦٩٦

الإدغام لوقوع الدال الساكنة بين السينين لكان يلزم في سدس الشيء ست ، وفي سدس أظماء الإبل : ست ، وذلك لا يقوله أحد ، وإنما شذ ستّ وستة في الإدغام ؛ لأنهما اسمان للعدد وبعدهما في الكلام كثير ، فاستثقلوا السينين المتطرفتين وبينهما دال والدال قريبة المخرج من السين فكأنها ثلاث سينات ، والدال تدغم في السين.

فلو أدغموا على ما يوجبه حكم الإدغام لوجب أن يقال : سسّ ، فكرهوا ذلك. وقد هربوا من سينين بينهما دال وكرهوا أن يقلبوا السين دالا ويدغموا الدال في الدال فرارا من قلب الثاني إلى جنس الأول.

ولو فعلوا ذلك فقالوا : سد لصار كأنهم أدغموا السين في الدال ، والسين لا تدغم في الدال من أجل الصفير ، فقلبوا السين إلى أشبه الحروف بها ـ من مخرج الدال ـ وهو التاء ؛ لأن التاء والسين مهموستان ، فصارت سدت ، ثم أدغموا الدال في التاء لأنهما من مخرج واحد.

ومن الشاذ قولهم : عدّان ، جمع عتود وهو التيس ، وفيه لغتان عتدان ، وعدّان.

فعدّان شاذ كشذوذ ود في : وتد ؛ لأنهما في كلمة ، فيجوز أن يتوهم أن المشدد عين ولام في الأصل.

وقوله : وإنما يفرون بها إلى موضع تتحرك فيه.

يريد : أنّهم يختارون في مصدر وتد ووطد : تدة وطدة ولا يختارون وتدا ولا وطدا لسكون التاء والطاء وبعدهما الدال ، وذلك مستثقل.

وقوله : وهذا شاذ مشّبه بما ليس مثله يعني : ودّ وعدان شاذان وقد شبه بيهدي ويقدي في إدغام تاء يهتدي ، ويقتدى في الدال ـ وتاؤهما زائدة ولا يقع في بابه لبس لأنه يعلم أنّه يفتعل ، وليس كذلك" ودّ" و" عدان".

ومن الشاذ أيضا : تقيت وهو يتقي ويتسع

وأصل تقيت : اتقيت على افتعلت ، فحذفوا التاء الأولى تخفيفا وهي فاء الفعل فبقيت تاء افتعلت ، وهي متحركة فسقطت ألف الوصل.

ومستقبله على هذا الحد : يتقي بحذف التاء الساكنة من يتقي ، والأمر فيه : تق الله ، والأصل : اتقّ الله ، فحذفت التاء الساكنة وسقطت ألف الوصل لتحرك التاء بعدها.

ويتسع مثله ، وأصله : يتسع.

وقوله : " وكانوا على هذا أجرأ لأنه موضع حذف وبدل" يعني أن التاء الأولى من يتقي ويتسع أولى بالحذف من السين الأولى من أحست ، ومست ، واللام الأولى من ظلت. لأن التاء الأولى واو وهي فاء الفعل من : وقى ، ووسع ويقع فيها حذف وبدل :

فأما الحذف ففي المستقبل إذا قلت : تقى ويسع.

٦٩٧

وأما البدل ؛ فإنها تبدل تاء في افتعل إذا قلت : اتقى واتسع. كما تقول : اتّزن واتعد وشبهه.

ومن الشاذ قولهم : استخذ فلان أرضا

وفيه وجهان :

ـ أحدهما : أن يكون اتخذ بتشديد التاء ووزنه افتعل أبدل من التاء الأولى ـ وهي تاء الفعل ـ السين كما أبدلت التاء من السين في ستّ ، وأصلها سدس.

ـ ويقوي هذا : حذفهم التاء الأولى من يتقي ويتسع وليس إبدال السين من التاء على ما بينهما من الاشتراك في الهمس وتقارب المخرجين بأشد من حذفها في تقيت ويتّقي ، وذلك لاستثقال التشديد وكراهيتهم له.

وشبه إبدال التاء الأولى في اتّخذ سينا ـ باتخذ لما بين التاء والسين من الشبه ـ بقلب بعض العرب الضاد لاما في الطجع.

يريد : اضطجع استثقالا للحرفين المطبقين وهما الضاد والطاء ، واختاروا اللام لمشاركتها الضاد في الإعراب والمقاربة.

والوجه الثاني : أن يكون أصله : استخذ على استفعل فحذفوا التاء الساكنة ؛ لأنهم لو حذفوا الأولى اجتمع ساكنان وأخرجهم ذلك إلى تغيير آخر.

وفى بعض النسخ في آخر الباب زيادة ، وذلك قوله : " بلعنبر وبلحارث" وعلماء بنو فلان.

وقال الشاعر :

* وما غلب القيسيّ من سوء سيرة

ولكن طفت علماء غرلة خالد

وقال :

* فما أصبحت علّرض نفس بريّة

ولا غيرها إلّا سلمان بالهاد

يريد : على الأرض.

فأما بلعنبر وبلحارث فأصله : بنو العنبر ، وبنو الحارث فلما تحركت النون وبعدها اللام ساكنة ، وسقطت الواو لاجتماع الساكنين فصار : بنلحارث وبنلعنبر ، كأن تحرك النون وسكون اللام بعدها بمنزلة : مسست في تحريك السين الأولى.

وقوله : " وهذا أبعد".

يريد الإدغام في بلعنبر أبعد منه في مسست من جهتين :

ـ إحداهما : أن اللام في بلعنبر من كلمة والنون من كلمة قبلها ، ومسست كلمة واحدة ، والإدغام في كلمة أقوى منه في كلمتين.

٦٩٨

ـ والجهة الأخرى : أن لام المعرفة مبنية على السكون ، لا تصرف لها في الحركة ، والسينان في مسست قد تتحرك الثانية منهما في قولك : مسّ يمسّ. وإنما يقع الإدغام في متحرك ، والذي لا يكون إلا ساكنا لا يكون فيه إدغام.

ـ واعلم أن هذه النون لا تحذف في مثل بني النجار وبني النمر ، وما أشبهه لأن لام المعرفة إذا ظهرت بان مخرجها ، فظهرت النون واللام كأنها من جنس واحد لما بينهما من التجاور ؛ لأن النون تدغم في اللام فصارتا كأنّهما سينا مسست ، ولاما ظللت.

ـ فإذا أدغمت لام المعرفة في حرف آخر باين ذلك الحرف النون ، وأيضا فإن لام المعرفة إذا أدغمت فأبدلت للإدغام فقد أعلت ، فكرهوا حذف ما قبلها لئلا يدخلوا علة على علة فاعلم ذلك. وصلّى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

* * *

٦٩٩

فهرس الموضوعات

التعريف بصاحب الكتاب

٣

باب الفعل الذي يتعدى اسم الفاعل الى السم المفعول

٦٠

المقدمة

٧

باب ما تخبر فيه بالنكرة عن النكرة

٧٠

باب علم ما الكلم من العربية

١٣

باب ما أجري مجرى ليس في بعض المواضع

٧٠

باب مجاري أواخر الكلم من العربية

١٦

بلغة أهل الحجاز ... وذلك الحرف ((ما))

٧٦

فصل

٢٤

قول سيبويه ـ رحمه الله ـ فسره شارح الكتاب.

٧٨

فصل

٢٧

باب ما يجري على الموضع لا على الاسم الذي قبله

٧٩

فصل

٢٩

باب الإضمار في ليس

٨١

فصل

٣٠

باب ما عمل عمل الفعل ولم يجر مجراه ـ وهو باب التعجب ـ

٨٤

باب المسند والمسند إليه

٣١

باب الفاعلين والمفعولين

٨٨

باب اللفظ للمعاني

٣١

باب ما يكون فيه الاسم مبنيّا على الفعل

٨٨

باب ما يكون في اللفظ من الأعراض

٣٢

باب ما يجري مما يكون ظرفا هذا المجرى

٨٩

باب الاستقامة من الكلام والإحالة

٣٣

باب ما يختار فيه إعمال الفعل

٨٩

باب ما يحتمل الشعر

٣٤

وذلك قولك ... رأيت عبد الله وزيدا مررت به

٩٢

باب الحذف

٣٧

باب ما يحمل الاسم فيه على اسم بني عليه

٩٣

باب البدل

٤١

الفعل مرة ويحمل مرة أخرى على اسم مبني على الفعل

١٠٠

باب التقديم والتأخير

٤٤

باب ما يختار فيه النصب وليس قبله منصوب

١٠٦

باب تغيير الإعراب عن وجهه

٤٥

وهو باب الاستفهام

١١٠

باب تأنيث المذكر وتذكير المؤنث

٤٦

باب ما ينتصب في الألف

١١٤

فصل في تفسير أبيات الباب

٤٦

باب ما جرى في الاستفهام من أسماء الفاعلين والمفعولين مجرى الفعل

١١٧

باب الفاعل الذي لم يتعده فعله إلى مفعول

٥١

باب الأفعال التي تستعمل وتلغى

١١٩

باب الفاعل الذي يتعداه فعله إلى مفعولين مما يجوز فيه الاقتصار

٥٢

هذا الباب من الاستفهام يكون الاسم فيه رفعا

١١٩

باب الفاعل الذي يتعداه فعله إلى مفعولين مما لا يجوز فيه الاقتصار

٥٧

باب الأمر والنهي

١١٤

باب الفاعل الذي يتعداه فعله إلى ثلاثة مفعولين

٥٩

باب حروف أجريت مجرى حروف

١١٧

باب المفعول الذي يتعداه فعله إلى مفعول

٥٩

الاستفهام وهي حروف النفي

١١٧

باب المفعول الذي يتعداه فعله إلى مفعول

٥٩

باب من الفعل الذي يستعمل في الاسم

١١٩

باب ما يعمل فيه فينتصب

٥٩

ثم يبدل مكان ذلك الاسم اسم آخر

١١٩

وهو حال وقع فيه الفعل

٥٩

٧٠٠