النكت في تفسير كتاب سيبويه

أبي الحجاج يوسف بن سليمان بن عيسى أعلم الشنتمري

النكت في تفسير كتاب سيبويه

المؤلف:

أبي الحجاج يوسف بن سليمان بن عيسى أعلم الشنتمري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٧١٢

وتهم مثل ظلم وغرف.

وأما الرطب وما أشبهه من الأسماء الأجناس فهو بمنزلة تمرة وتمر ، وهو اسم يقع للجنس مذكرا فيجري مجرى الواحد ، ولو صغرته لقلت : " رطيب" ، ولو صغرنا تخما لقلت : تخيمات ؛ لأنه جمع مكسر ، فاعلم ذلك.

هذا باب ما يكون واحدا يقع للجمع

هذا الباب في أسماء الأجناس ، وكل اسم منها يقع لنوعه كما يقع الواحد ؛ لأنه نوع يخلقه الله جملة ، ثم يلحق الواحد منه علامة تأنيث.

والباب في هذا النحو أن لا يكون الجمع الكثير منه مكسرا ، وأن يكون اسم النوع الموضوع ، وأن يكون القليل منه بالألف والتاء كقولنا : نملة للواحدة وللكثير نمل ، وللقليل : نملات. وبرة : للواحد ، وبرّ : للكثير ، وبرّات : للقليل.

وما جاء منه مكسرا فهو" مشبه" بما كان من غير هذا الباب مما يصنعه الآدميون ولم يقع الخلق على جملته ، ويكثر ذلك في ما كثر استعمالهم له كقولهم : تمرة وتمر وتمور ، وقالوا : عنبة وعنب وأعناب لأنهم للعنب والتمر أشدّ استعمالا منهم لغيرها.

قال : وقولهم أضاة وهو الغدير بمنزلة أكمة وإكام ، وجذاب في جمع جذبة ، وهي جمارة النخيل.

وجعل سيبويه وقولهم : حلق وفلك في الجمع وفي الواحد : حلقة وفلكة من الشاذ ، وشذوذه مما تغير في الإضافة وهي النسب مما يخفف ، كقولهم : ربيعة وفي النسب : ربعي وياء النسب تشبه في بعض المواضع هاء التأنيث ؛ لأنهم قالوا : زنجي للواحد ، ورومي للواحد ، والجمع : زنج وروم ، فياء النسبة علامة للواحد كما كانت الهاء علامة الواحد في ثمرة وطلحة.

قال : " وزعم أبو الخطّاب أن واحد الطلي : طلاة .. وقالوا الحكاء ، والواحدة : حكاة".

وهي من العظاء ، والمرع والواحد مرع وهي طائر ، وفي الطلاة لغتان : طلية وطلي ، والجمع فيهما جميعا الطلي ، وهي : صفحة العنق.

قال : " وقد قالوا : حقة وحقق".

وأنشد قول المسيب بن علس :

* قد نالني منهم على عدم

مثل الفسيل صغارها الحقق (١)

الفسيل : صغار النخل. والحقق : جمع حقّة ، وهي التي استحقت أن يحمل عليها وأن تركب من الإبل.

__________________

(١) الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ١٨٤ ، شرح السيرافي ٥ / ١٧ ، اللسان حقق ١٠ / ٤٥

٥٤١

هذا باب نظائر ما ذكرنا من بنات الياء والواو

التي الياءات والواوات فيهنّ عينات

ذكر في هذا الباب أن فعلا المعتل العين قد يجمع على فعلان نحو : ثور وثيران ، وقوز وقيزان.

قال : " ونظيره من غير هذا الباب وجذ ووجذان".

والوجذ : نقرة في الجبل ، والقوز : قطعة من الرمل.

وقد ذكر أنّه يجمع على أفعل.

وأنشد :

* لكل عيش قد لبست أثؤبا (١)

فجمع ثوبا على الأصل في" فعل" وإن كان مطروحا في المعتل لثقله.

قال : " وقد يجمع على فعلة ... كقولهم زوج وأزواج وزوجة ، وثور وأثوار وثورة ، وبعضهم يقول : " ثيرة".

قال غيره : والقياس : ثورة ؛ لأن الواو إذا انفتحت وانكسر ما قبلها لم يلزم قلبها ياء.

وفي قولهم : ثيرة وجهان :

ـ أحدهما : أن العرب قد جمعوا ثورا على ثيرة وهي فعلة كما قالوا : فتية وصبية ، فلما أسكنت الواو وانكسر ما قبلها وجب قلب الواو ياء فلما قلبت في ثيرة ، قلبت في ثير ، كما قالوا : ديمة وديم ، فجمعوا ديمة على ديم وأصلها من الدّوام.

والوجه الثاني : أن الثور : القطعة من الأقط ، وجمعه ثورة ، فأرادوا الفصل بين جمع الثور من البقر والثور من الأقط.

قال : " وقد بنوا فعلا من ذوات الياء على أفعل قالوا أعين".

وقال الراجز :

* أنعت أعيارا رعين الخنزرا

أنعتهن آيرا وكمرا

فجمع" أيرا" على" آير" وهو الأصل في فعل ، والمستعمل آيار مثل : عير وأعيار.

وأنشد :

* يا أضبعا أكلت آيار أحمرة

ففي البطون وقد راحت قراقير (٢)

__________________

(١) ديوان حميد ص ٢١ ، الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ١٨٥ معاني القرآن ٣ / ٩٠ ، المقتضب ١ / ٢٩ و ١ / ١٣٢ ، مجالس ثعلب ٢ / ٣٨١ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ٣٩٢ ، المنصف ١ / ٢٨٤ ، ٣ / ٤٧ أوضح المسالك ٣ / ٢٥٥ ، حاشية الصبان ٤ / ١٢٢ ، المقاصد النحوية ٤ / ٥٢٢.

(٢) الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ١٨٦ ، نوادر أبي زيد ٧٦ ، المقتضب ١ / ١٣٢ شرح ابن السيرافي ١ / ٥٦٧ ـ ـ

٥٤٢

فجمعه على أفعال.

وقال الشاعر :

* ولكنّني أغدو عليّ مفاضة

دلاص كأعيان الجراد المنظّم (١)

فجمع" عينا" على" أعيان". المفاضة : الدّرع السابغة.

والدّلاص : البرّاقة ، وشبه الدرع ـ في انتظام حلقها ولمعانها ـ بأعيان الجراد لو نظم.

ومعنى قوله : " فلما ابتز فعال من بنات الواو .. وابتزت الفعول بفعل من بنات الياء".

يعني : أن" أفعالا" و" فعولا" وقد كانا يدخلان على" فعل" من الصحيح ، ويشتركان فيه ، ثم انفرد فعال بفعل من بنات الواو كقولك : سوط وسياط لاستثقال" فعول" فيه ، وانفرد" فعل" من ذوات الياء" بفعول" كما انفرد من ذوات الواو بفعال لأن الضمة في الياء أخف منها في الواو.

ومعنى قوله : " وليست أفعل وأفعال شريكين في شيء كشركة" فعول" وفعال فتعوض الأفعل الثّبات".

يريد أن فعولا وفعالا لما كانا شريكين في جمع فعل من الصحيح ، فأفردوا فعالا بالواو ، وأفردوا شريكه الذي هو فعول بالياء ، لم يجب إذا جمعوا فعلا على أفعال من ذوات الواو كقولهم : أسواط أن يجمعوا ذوات الياء على أفعل ، فيقولوا : أقيد ، ومع ذلك إنّهم لو قالوا في الجمع الكثير من ذوات الياء : " فعالا" نحو بيات وقياد في جمع بيت وقيد ، لالتبس بذوات الواو. فأرادوا أن يفصلوا بينهما. وفي القليل تثبت الياء فتتبين من ذوات الواو إذا قالوا : أبيات وأسواط.

وذكر أن" فعلا" المعتل العين يجمع على فعلان نحو : ساج وسيجان ، والسّاج : الطيلسان الأخضر ، ونظير ذلك من غير المعتل : شبث وشبثان ،. والشبث : دابة كثيرة القوائم.

قال : وقد قالوا : فعلة في بنات الواو وكسّروها على فعل كما كسّروا" فعلا" على بناء غيره وذلك قولهم : نوبة ونوب ، وجوبة وجوب ، ودولة ودول ومثلها : قرية وقرى ، وثروة وثرى.

ولم يذكر" ثروة وثرى" إلّا سيبويه والجرمي.

النوبة : ما ينوب الإنسان ، والجوبة : الدرع تلبسه المرأة.

والثروة : الكثيرة.

وذكر أنّ فعلة من المعتل قد كسرت على فعل ، " قالوا : قامة وقيم ، وتارة وتير.

__________________

ـ اللسان دأير ٤ / ٣٦.

(١) الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ١٨٦ ، المقتضب ١ / ١٣٢ ، ٢ / ١٩٩ ، المنصف ٣ / ٢١ ، ٥١.

٥٤٣

وأنشد للراجز :

* يقوم تارات ويمشي تيرا (١)

" وإنّما احتملت الفعل في بنات الياء والواو لأن الغالب الذي هو حدّ الكلام في فعلة ـ في غير المعتل ـ الفعال".

واعلم أن" الفعال" أولى بالإعلال من" فعلة" ، ألا تراهم قالوا : حوض وحياض ، وسوط وسياط فقلبوا الواو وقالوا : عود وعودة ، وزوج وزوجة ، فجاءوا بالواو فعلم أن الإعلال في فعال أقوى.

قال سيبويه : " إنّما قالوا : قامة وقيم". وأصلها من الواو ؛ لأنه محمول على فعال الذي أصله أن يعمل ، " وفعال" هو الحد في جمع" فعلة" في غير المعتل كقولهم : رقبة ورقاب ورحبة ورحاب ، فاعلمه.

هذا باب ما يكون واحدا يقع على الجمع

من بنات الياء والواو

جملة هذا الباب في ما كان من الثلاثي المعتل من أسماء الأجناس مما بيّنه وبيّن واحده الهاء.

وأنشد للقطامي :

* فكنّا كالحريق أصاب غابا

فيخبو ساعة ويهبّ ساعا (٢)

فجمع" ساعة" على" ساع". والغاب : الشجر الملتف.

وأنشد للعجاج :

* وخطرت أيدي الكماة وخطر

رأي إذا أورده الطّعن صدر (٣)

" فرأى" : جمع" راية". وهو مرفوع بقوله : و" خطر" ، كأنه قال : وخطرت أيدي الكماة وخطرت الرايات ، أي : اضطربت في الحرب.

وسائر الباب مفهوم إن شاء الله.

هذا باب ما هو اسم واحد يقع على جميع

وفيه علامة التأنيث

اعلم أن ما كان من الأجناس فيه ألف التأنيث مقصورة أو ممدودة ، فالباب في واحده

__________________

(١) الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ١٨٨ ، شرح السيرافي ٥ / ٢٠.

(٢) ديوانه ٣٩ ، الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ١٨٩.

(٣) ديوانه ١٨ ، الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ١٨٩ ، المقتضب ١ / ١٥٣ ، شرح السيرافي ٥ / ٢٠ ، المنصف ٣ / ٨٣ ، الخصائص ١ / ٢٦٨.

٥٤٤

أن يكون على لفظ الجميع كقولك : طرفاء وحلفاء وبهمى وشكاعى.

فإذا أردنا الواحد من هذا الجنس قلنا : طرفاء واحدة.

وحلفاء واحدة ، وبهمى واحدة ، ولم يجز إدخال الهاء عليها كما قيل في واحد النخل : نخلة ؛ لأن كون ألف التأنيث فيها يمنع من دخول هاء التأنيث لئلا يجتمع تأنيثان. فاكتفوا بما فيه من التأنيث ، وبينوا الواحد بالوصف.

وقد ذكر أهل اللغة للطّرفاء والحلفاء واحدا على غير هذا اللفظ قالوا : طرفاء وطرفة وقصباء وقصبة واختلفوا في الحلفاء فقال الأصمعي : حلفاء وحلفة بكسر اللام.

وقال أبو زيد والفراء وغيرهما : حلفة على قياس طرفة وقصبة ، وقد كسر حلفاء فقالوا : حلافى وحلافي. ذكره أبو عمر الجرمي.

هذا باب ما كان على حرفين وليست فيه علامة التأنيث

قوله في هذا الباب : وأمّا ما كان من بنات الحرفين وفيه الهاء للتّأنيث إلى قوله : " وبعضهم يقول : قلون فلا يغيّر".

اعلم أن ما كان على حرفين وفيه هاء التأنيث ، فله باب ينفرد به ويشاركه فيه غيره إلا ما شذ مما يشبه به وثبات ذلك أنّه يجمع بالألف والتاء فلا يغير لفظه ، كقولهم : قلة وقلات ، وكرات ، ويجوز جمع ذلك بالواو والنون ؛ لأن هذا الجمع إنما هو لمذكر من يعقل.

وإنّما جمعوا هذا المنقوص بالواو والنون ؛ لأنهم جعلوا ذلك عوضا مما منعه من جمع التكسير ؛ لأن جمع التكسير لا يكاد يجيء فيه وغيروا أوله مع الواو والنون توكيدا للتغيير فيه ، وإعلاما أن هذا الجمع خارج عن قياس نظائر.

وأما قولهم : مائة ومئون ، فقال بعض النحويين : إن هذه الكسرة ليست التي في مائة ، كما أن الألف التي في" تهام" ليست الألف التي كانت في" تهاميّ".

وذكر الجرمي أن الجمع بالألف والتاء في هذا للقليل ، وبالواو والنون للكثير. والدليل على صحة قوله : أنّهم إذا صغروا ، لم يكن تغير الألف والتاء ، تقول : سنيات وبنيات ، ويجوز أن يكون إنما صار التصغير بالألف والتاء لأنا نردّ بالتصغير الحرف الذاهب ، فيصير بمنزلة التام ، وليس الباب في التام مما فيه هاء التأنيث أن يجمع بالواو والنون.

وبعض العرب لا يغير أول ذلك ، فيقولون : ثبون وقلون ، ولم يقل في سنين بغير الكسر.

قال : وزعم يونس أنّهم يقولون : " حرة وإحرّون يعنون الحرار".

وحكى الجرمي أنّهم يقولون : أحرون بفتح الألف.

وكل ذلك شاذ ليس بمطرد ، وإنما شبهوا حرة للإدغام الذي فيها بالمنقوص ؛ لأن النطق بالحرفين في دفعة واحدة صار كحرف واحد ، فجمعوه بالواو والنون لذلك.

٥٤٥

وقال بعضهم في هذا المنقوص إذا جمع بالألف والتاء : يجوز أن تفتح التاء في النصب ، وتقام مقام لام الفعل فيقال : سمعت لغاتهم ، ورأيت ثباتهم ، كما قالوا : سنين ، فأعربوا النون.

والأفصح الأشهر ، ما ذكره سيبويه. وقال الله عز وجل : (خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُباتٍ) [النساء : ٧١].

قال : وقد يجمعون المؤنث الذي ليست فيه هاء التأنيث بالتاء كما يجمع ما فيه الهاء لأنه مؤنث مثله وذلك قولهم : عرسات وأرضات وعير وعيرات.

لأن العير مؤنثة ، قال الله عز وجل : (وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها) [يوسف : ٨٦] ، وكان حقها أن يقال : عيرات لاستثقال الحركة في الياء كما يقال : " تبنات" ، ولكنهم قالوا : " عيرات" فحركوا على مثل لغة هذيل في تحريك الثاني من" تبنات وبيضات" وما أشبهه.

قال : " وقد قالوا : أهلات فثقلوا كما قالوا أرضات".

قال الشاعر وهو المخبل :

* وهم أهلات حول قيس بن عاصم

إذا أدلجوا بالليل يدعون كوثرا (١)

وإنما ثقلوا ؛ لأنه اسم وإن كان قد أشبه الصفة.

والكوثر : الكثير العطية.

قال : وقالوا إموان : جماعة الأمة ، كما قالوا : إخوان ؛ لأنهم جمعوها كما جمعوا ما ليس فيه نقص.

يعني قولهم : خرب وخربان.

" فأمة" أصلها : " فعلة" ، و" فعل" قد يجمع على" فعلان".

وأنشد للقتال الكلابي :

* أما الإماء فلا يدعونني ولدا

إذا ترامى بنو الإموان بالعار (٢)

فجمع أمة على" إموان" تشبيها بأخ وإخوان ؛ لأنّ الزّنة واحدة وليس بينهما إلا الهاء ، وهي تسقط في الجمع.

هذا باب تكسير ما عدته

أربعة أحرف للجمع

ذكر في هذا الباب أن فعالا من ذوات الواو المعتل العين يجمع في الكثير على فعل مخففة العين استثقالا للضم ، ذلك قولهم : خوان وخون ، ورواق ، وبون. والبوان : عمود النخلة.

__________________

(١) الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ١٩١ ، شرح النحاس ٣٦٨ ، شرح السيرافي ٤ / ٢٦ ، شرح المفصل ٥ / ٣٣ ، الخزانة ٨ / ٩٦ ، اللسان أهل ١١ / ٢٨.

(٢) شرح السيرافي ٥ / ٦٢.

٥٤٦

ومعنى قوله بعد ذكر" سماء" و" عطاء" وجمعها على" أفعلة" خاصة : " لأنها أقل الياءات احتمالا وأضعفها".

يعني : أنّها لام الفعل ، ولام الفعل أضعف من عين الفعل.

وقوله : " سماء وأسميّة" يريد المطر لا السماء بعينها ، يقال للمطر : سماء وأسمية في أقل العدد ، وللكثير : سميّ.

وذكر البغاث في ما بني على فعال ، وفيه ثلاث لغات : بغاث بغاث وبغاث وهو حشاش الطير.

قال : وقالوا : " حوار وحيران ، كما قالوا : غراب وغربان" إلى قوله : " جعلوا هذه بمنزلة فعال ، كما أنّهما متفقان في أدنى العدد".

يريد : أن حوارا فيه لغتان : حوار وحوار ، وكذلك صوار ، وصوار ولغة الكسر توجب أن يكون الجمع الكثير على فعلان ، ولغة الكسر توجب أن يكون الكثير على" فعل" كقولهم : خوان وخون ، فاتفقوا في هذين الحرفين على لغة الضم ، فقالوا : حيران وصيران ، كما أن" فعالا" و" فعالا" قد اتفقا في أدنى العدد على أفعلة. وعلى نحو هذا سوار فيه لغتان : سوار وسوار ، وقد اتفقوا فقالوا : جيران وصيران في جمعه الكثير على لغة الكسر فقالوا : سور كما قالوا : خوان وخون.

وذكر أن" فعيلا" قد يكسر على" فعلان" تشبيها" بفعال" كقولهم : ظليم وظلمان ، وعريض وعرضان.

والظّليم : ذكر النعام. والعريض : التيس.

ومعنى قوله : بعد أن ذكر أن العرب تقول : عناق وأعنق وعنوق : " كرهوا أن يجمعوه جمع قصعة لأن زيادته ليست كالهاء".

يعني : أنّهم كرهوا أن يجمعوه جمع" فعالة" ، و" فعالة" لأن التأنيث الذي فيه ، ليس بعلامة ، إنما هو شيء في نفس الحرف ، فأسقطت منه الزيادة ـ يعني الألف في فعال فصار على ثلاثة أحرف ، وبني على" أفعل" كما بني ما كان على ثلاثة أحرف كفعل. ومعنى قوله : فكسروها على فعول كما كسّروها على أفعل بنوه على ما هو بمنزلة أفعل.

يعني : أنّهم لما قالوا : عناق وأعنق فأجروه مجرى فلس جمعوه في الكثير على فعول.

فقالوا : " عنوق" كما قالوا : " فلوس".

وذكر أبو حاتم أنّه يقال : عناق وعنق ، ويقال أيضا : بالتخفيف : عنق وفي بعض الأمثال" العنوق بعد النوق" يضرب مثلا للذي يفتقر ، كأنه يملك العنوق بعد ملكه النوق.

قال : " ونظير عنوق قول بعض العرب في السماء : سميّ".

٥٤٧

وقال أبو نخيلة :

* كنهور كان من أعقاب السّمي (١)

الكنهور : الغيم المتراكب. والسمي : جمع سماء من المطر وهي مؤنثة يقال : أصابتنا سماء.

قال : " وقالوا أسمية والسماء مؤنثة" ، وإنما" أفعلة" جمع للمذكر؟

فالجواب : أنّه يذكر على معنى السقف أو على أنّه جمع للجنس وأصله سماوة للواحد ، وسماء للجمع.

وقد ذكره على هذا الفصل في جملة المذكر فقال : " وذلك قولك : سماء وأسمية وعطاء وأعطية".

وذكر في هذا الموضوع مع المؤنث فقال : " جاءوا به على الأصل".

أي : جاءوا به على ما يجب للمذكر ، والمذكر هو الأصل فيجوز أن يكون سيبويه ذكره في الموضعين ؛ لأنه يذكر ويؤنث ، فاختاروا في جمعه في الموضعين أسمية كراهة" لأفعل" لأنها تعتل إذا قلنا : " أسم" كما قلنا" أدل" فعدلوا إلى ما لا يعتل.

وأنشد للأزرق العنبري :

* طرن انقطاعة أوتار محظربة

في أقوس نازعتها أيمن شملا (٢)

يصف طيرا ثارت من مكان وتفرقت في الطيران فشبهها في التفرق بأوتار محكمة الشد انقطعت في المد.

والذي يمد القوس ، يمينه تنازع شماله ؛ لأن كل واحدة من اليدين تمد إلى خلاف الأخرى ، كأنهما يتنازعان القوس.

قوله : فإن أردت بناء أكثر العدد كسرته على فعلان إلى قوله : " خالفت فعيلا كما خالفتها فعال في أوّل الحرف".

يريد : خالفت" فعيلا" كما خالفت" فعال" فعيلا ، وذلك أن" فعيلا" يجمع على فعلان كقولك : قفيز وقفزان ، وفعال يجمع على" فعلان" ، كقولك : غراب وغربان ، وفعول بمنزلة" فعال" لأنهم قالوا : خروف وخرفان.

ومعنى قوله : " في أول الحرف" يعني : في حركة أوّل الحرف في الجمع على ما تقدم.

قوله : " وكرهوا فعلا بعد ذكر عدوّا وفلوّا إلى قوله : " وعدو وصف ولكنه ضارع الاسم".

يقول : " كرهوا فعلا" لأنه يلزمهم أن يقولوا : عدي وفليّ.

__________________

(١) الكتاب وشرح الأعلم ٣ / ١٩٤ ، المنصف ٢ / ٦٨ ، اللسان كنهر ٥ / ١٥٣.

(٢) الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ١٩٤ ، شرح السيرافي ٥ / ٣٠ ، الإنصاف ١ / ٤٠٥ ، شرح المفصل ٥ / ٣٤ ، ٤١ ، اللسان شمل ١١ / ٣٦٤.

٥٤٨

وكرهوا أيضا" فعلان" لأنهم لو قالوا : عدوان وفلوان ، وقع بين الكسرة والواو حرف ساكن ليس بحاجز حصين. وكان الباب في عدوان الجمع بالواو والنون لأن فعولا إذا كان صفة لمن يعقل جمع جمع السلامة ، ولكنه ضارع الاسم لكثرته حتّى يقال : " هذا عدوّ لزيد" ، و" مررت بعدو لزيد" ، وإن لم يكن قبله منعوت.

قوله بعد أن ذكر أن" فعلى"" أفعل" بجمع على فعل : " وإنما فعلوا هذا ليفرقوا بينهما وبين ما لم يكن فعلى أفعل".

يعني : بينها وبين حبلى وسعدى وما أشبه ذلك.

وقوله : وأما ما كان على أربعة أحرف ، وكان آخره ألف التأنيث إلى قوله : فهم في هذا أجدر أن يقولوه لئلا يكون بمنزلة ما كان آخره لغير التأنيث.

اعلم أن المقصور ، مما هو على أربعة أحرف على ضربين :

أحدهما : تكون الألف فيه للتأنيث ، فإذا كسر ، فإن الباب في ما كان في آخره ألف التأنيث أن يقال فيه فعالى نحو : حبلى وحبالى ، وذفرى وذفارى ، والأصل فيه حبال وذفار ، غير أنّهم يقلبونها ألفا ، لأن الألف أخف من الياء. وقد يقلبون ما ليس للتأنيث فيقولون في مدري : مداري ، فألزموا باب حبال الألف إذا جاز ذلك في مدارى ، وليست هذه الألف في حبال للتأنيث بل هي منقلبة من ياء حبال.

ـ وإذا كانت الألف لغير التأنيث : فإن الباب فيه أن تقلب ياء ، كقولك : أرطى وأراطي ، وملهى وملاهي.

وقد يبدلون من الياء ألفا لخفة الألف. وما كان من الممدود ألفه للتأنيث ، فإنه يجوز فيه أن يجري مجرى حبلى وحبال ، ويجوز أن تقلب ياء. قالوا : صحراء وصحاري ، وقالوا : صحارى ، كأنهم حذفوا الألف التي قبل الهمزة فصار آخره كآخر حبلى ، ليفرقوا بين علباء ونحوه مما ألفه للإلحاق.

وربما قالوا : صحاري فأتوا به على استيفاء الحروف ؛ لأن الألف في الواحدة رابعة ولا يوجب الجمع إسقاطها ولكنهم آثروا التخفيف في صحراء إذا خففوا في قولهم : مهرية ومهاري.

وكان القياس أن يقال : مهاري ، فلمّا كان التخفيف هنا جائزا ، كان في صحارى لازما لثقل التأنيث.

وبين سيبويه أن فعالا قد يكون جمعا كأنهم شبهوه بفعال إذ ليس بينهما إلا الضم والكسر وهو في الجمع قليل ، وإنما جاء في سبعة أسماء ، قالوا : ربيّ ورباب ، والربى : هي الشاة التي تربي ولدها.

٥٤٩

وقالوا : ظئر وظؤار ، والظئر في النوق بمنزلة الرأفة في الناس. ويقال أيضا : أظؤر.

ورخل ورخال ، وفرير وفرار : الفرير الحمل ، وهو أيضا ولد البقرة.

وعرق وعراق ، والعرق : العظم الذي عليه اللحم ، وثني وثناء ، والثني : الناقة التي نتجت مرتين ، ويقال أيضا : ثناء ، وتوأم وتوام ويقال أيضا : توائم.

وقال الراجز :

* قالت ودمع عينها تؤام

كالدر إذ أسلمه النّظام

على الذين ارتحلوا السّلام (١).

قوله : " وقد يقولون : ثلاث صحائف ، وثلاث كتائب ، وذلك لأنها صارت على مثال حضاجر وبلابل وجنادب فأجروهما مجراها".

يعني : أنّهم قالوا : صحائف في القليل ، وقد كان يمكنهم أن يقولوا ثلاث صحيفات ، فتجمع بالألف والتاء لتأنيث الواحدة ، ولكنهم أجروه مجرى : حضجر وحضاجر وبلبل وبلابل ، وجندب وجنادب ، وهذه أسماء مذكرة لا يحسن أن تقول فيها : بلبلات وحضجرات ، فحملوا صحائف على هذا إذا كان رباعيّا مثله.

وذكر سيبويه أضاءة بالمد ولم يذكرها بالمد غيره والمعروف أضاة وأضا مثل حصاة وحصى ، وقد ذكره في ما تقدم مقصورا.

قال" ومثله من بنات الواو والياء عظاءة .. وصلاءة .." إن قال قائل : هما من بنات الياء لأنك تقول : عظاية وصلاية ، فلم قال : من بنات الياء والواو.

قيل له : بنات الياء والواو تجري مجرى واحدا ، فمثّل ببعض ذلك لأن التمثيل جزء يدل على غيره.

وذكر أن الرباعي ، وإن اختلفت حركاته ، يتفق في الجمع ، ومثل ذلك بضفدع وضفادع.

وحبرج وحبارج وجنجن وجناجن.

والحبرج : ذكر الحباري. والجنجن : عظم الصدر ، وبعضهم يقول : جنجن بالفتح.

إن قال قائل : لم قال سيبويه : " وكل شيء من بنات الثلاثة لحقته الزيادة كسر على مثال مفاعل" ثم ذكر" سلما وسلالم ، وجندبا وجنادب". وليس من مذهبه أن في بنات الأربعة" فعلل" وإن كان الأخفش وغيره يقولون إن جندبا فعلل وقد حكوا : برقع وبرقع ، وجؤذر وجؤذر؟

قيل له : هذه الأسماء تجري عندى مجرى الملحق ؛ لأن جندبا حروفه أصلية ، وإنما عدل

__________________

(١) شرح السيرافي ٥ / ٣٣ ، اللسان تأم ١٢ / ٦١.

٥٥٠

أن يجعل أصلا في الرباعي لأنه مخفف من جنادب عنده ، وصار بمنزلة الرباعي الأصلي ؛ لأن حروفه كلها أصلية ، وصار سلم ودمل وجندب ملحقا به.

قوله : " وقد يكسّرون الفاعل على فعلان" إلى قوله : " قلبوها حين صارت الواو بعد الكسرة".

يعني : أن الأصل في غائط وحائط : الواو ؛ لأن الغائط : الأرض المطمئنة ، ويقال لها الغوطة ، وبها سميت الغوطة قرية بدمشق ، وحائط من قولك : حاط يحوط.

والحاجز : أرض مستديرة. والسائل : موضع يكون فيه شجر ، والحاجر : وهو الذي تسميه العامة الجير ، وهو : بطن من الأرض يجتمع فيه الماء.

قال : وقد قالوا : غال وغلان وفالق وفلقان.

والغال : المكان المطمئن. والفالق : المكان المستدير الذي ليس فيه نبت. وقع بعد هذا في النسخ مال وملان ولم يعلم له تفسير.

وقد جمع فاعل اسما على أفعلة ولم يذكره سيبويه ، وذلك قولهم : واد وأودية كأنهم حملوه على فعيل كجريب وأجربة ، وكرهوا فواعل لئلا يجتمع واوان في أول الكلمة وكرهوا أيضا فعلان وفعلان لئلا تضم الواو وتنكسر ، فاعرفه.

هذا باب ما يجمع من المذكر بالتاء لأنه يصير

إلى تأنيث إذا جمع

اعلم أن قولهم سرادق وسرادقات ، وحمام وحمامات جمع مشبه بما في واحده هاء التأنيث. ووجه التشبيه أن جمع المذكر يصير مؤنثا في التكسير ، فجعل سرادقات بمنزلة الجمع المكسر المؤنث ، وجعل تأنيثه الحادث من أجل الجمع بالألف والتاء ، وكذلك سائر ما ذكر.

وإنّما يفعلون أكثر ذلك في ما لم يكسروه ، وربما كسروا وجمعوا بالألف والتاء كقولهم : بوان وبوانات للجمع ، وبون. كما قالوا : عرسات وأعراس في جمع العرس.

ووقع في الباب : السبحل وهو العريض البطن من الضباب والربحل وهو التار الناعم ، وقد يوصف بهما النساء والإبل وغير ذلك.

هذا باب ما جاء بناء جمعه على غير ما يكون

في مثله ولم يكسر هو على ذلك البناء

قوله : " ومثل أراهط أهل وأهال ، وليلة وليال".

يعني : أن ليال ليس بجمع ليلة على لفظها ، ولا أهال جمع أهل وإنما تقديره أهلاة ولم يستعمل. وقالوا : لييلة على ليلاة في التصغير كما جاءت عليه في الجمع.

قال : وزعم أبو الخطاب أنّهم يقولون : أرض وأراض أفعال كما قالوا : أهل وأهال.

٥٥١

وقد ذكر سيبويه في ما تقدم أنّهم لم يقولوا أرض ولا أراض ، فيجب على هذا أن يكون" أراض" غلطا وقع في الكتاب وأن يكون الصواب : أرض وأراض ، كما قالوا : أهل وأهال ، فيكون مثل ليلة وليال ويشاكل الباب على هذا. إلا أنّه إنما ذكر في الباب ما جاء جمعه على غير الواحد ، ونحن إذا قلنا : أرض وأراض وأهل وأهال فهو على الواحد وإن كان شاذّا مثل زيد وأزياد ، وفرخ وأفراخ.

قوله : " بعد أن ذكر جمع توأم على" تؤام" : كأنهم كسروا عليه تئم".

معنى هذا : أن الباب عنده في" فعال" ، أن يكون جمع" فعل" ، لأن أكثره جمع فعل ، وذلك : ظئر وظؤار ، ورخل ورخال ، وثنى وثناء.

قال : " ومثل هذا حمير ... وأطيار ... وأفلاء".

يعني : أن ما كان من جمع الثلاثي مما جاء جمعا لما كان على أربعة أحرف فهو بحذف حرف منه في التقدير وليس ذلك بمطرد ، فكأنهم قدروا : حمارا على حمر. وجمعوه على حمير ، كما قالوا : كلب وكليب ، وعبد وعبيد وجعلوا صاحبا وطائرا على صحب وطير ، ثم جمعوه على" أصحاب" وأطيار ، كما قالوا : بيت وأبيات.

وجعلوا فلوا على فعل أو فعل كما قالوا : عجز وأعجاز.

هذا باب ما عدة حروفه خمسة أحرف

وخامسه ألف التأنيث

ذكر في هذا الباب أن" فاعلاء" يجمع على" فواعل" كما تجمع فاعلة" وذلك قاصعاء وقواصع ، ونافقاء ونوافق وداماء ودوام. وهذه كلها حجرة اليرابع.

وذكر" حانباء" و" حواني" ولا يعلم تفسيره.

هذا باب جمع الجمع

ذكر سيبويه في هذا الباب ثلاثة أشياء ، الباب فيها أن لا تجمع ، وما جمع منها فهو مسلم للعرب ، والباقى على قياسه ، منها الجمع المكسر كقولهم : أيد وأياد وأوطب وأواطب.

قال الراجز :

* تخلب منها ستة الأواطب (١)

وأسقية وأساق".

وقد روى أسماء وأسام. والثاني من الثلاثة المصادر التي يدل بها على نوع المصدر نحو :

__________________

(١) الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٢٠٠ ، شرح السيرافي ٥ / ٣٩ ، شرح المفصل ٥ / ٧٥ ، اللسان وطب ١ / ٧٩٧.

٥٥٢

القتال والشتم والضرب لا تقول قتول ولا شتوم ، وإنما جاء أشغال ، وعقول ، وحلوم ، وألباب فلا يتجاوز ذلك.

وكذلك أسماء الأجناس نحو : التمر والبرّ. وقد ذكر عن المبرد أنّه قال : تمر وأتمر ، وبر وأبرار ، إذا أردت أجناسا مختلفة.

وقد منع سيبويه أن يقال أبرار في جمع بر. وذكر سيبويه أنّهم قالوا : عوذ وعوذات وأعوذ ، جمع عائذ من الإبل : وهي الحديثة العهد بالنتاج.

قال الراعي :

* لها بحقيل فالتثّميرة منزل

ترى الوحش عوذات به ومتاليا (١)

ويروى : " فالنميرة" ، والمتالي : التي تتلوها أولادها.

قال : وقالوا : حشان وحشاشين كما قالوا : مصران ومصارين والحشان : جمع حشّ وحشّ : وهو البستان.

وأنشد للراجز :

* ترعى أناض من جزيز الحمض (٢)

ويروى" أناص" فمن قال : أناض ، جمع النضو أنضاء وجمع الأنضاء أناض. والنضو : الهزيل. والنصي : الرطب من الخلا فجمع نصيا على أنصاء بحذف الزائد ، كما قالوا : شريف وأشراف ثم جمع أنصاء على أناص. وهذا ضعيف لأنه قال : من" جزيز الحمض" ، والنصي : نبت ليس من الحمض.

هذا باب ما كان من الأعجمية على أربعة وقد أعرب

فكسرته على مثال مفاعل

اعلم أن ما كان من الأعجمي والمنسوب ، فإن أكثر ما يأتي جمعه بالهاء ، وهو الباب فيه.

وما لم يأت بالهاء فهو مشبه بالعربي وبغير المنسوب.

ـ فأما المنسوب فمثل : المسامعة ، واحدهم مسمع ، والمهالبة واحدهم : مهلبي.

ـ وأما الأعجمى فنحو : الجواربة والموازجة واحدها جورب وموزج.

ـ فأما دخول الهاء في المنسوب فلوجهين :

أحدهما : توكيد التأنيث فيه كما وكد في بعض ما مضى من الجمع ، كقولنا : ذكر وذكورة وحجر وحجارة.

__________________

(١) ديوان الراعى ٢٢١.

(٢) الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٢٠٠ ، شرح السيرافي ٥ / ٤٠ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ٣٧١.

٥٥٣

والوجه الثاني : أن تكون الهاء في الجمع عوضا من ياء النسبة التي كانت في الواحد ، فالهاء تكون عوضا من ياء النسبة التي كانت في الواحد ، والهاء تكون عوضا من الياء كقولهم : زنادقة وجحاجحة ، والأصل زناديق وجحاجيح. فأما دخولها في الأعجمي فلتوكيد التأنيث في الجمع المكسر والدلالة على أنّه أعجمي.

وذكر أناسية في جمع إنسان ، وفيه وجهان :

أحدهما : أن يجعلوا الهاء عوضا من إحدى ياءي أناسي ، وتكون الياء الأولى من الياءين في أناسي منقلبة من الألف التي بعد السين في إنسان ، والثانية منقلبة من النون كما تنقلب النون منها إذا نسبت إلى صنعاء وبهراء فقلت : صنعاني وبهراني.

والوجه الثاني : أن تحذف الألف والنون من إنسان تقديرا ، وتأتي بالياء التي تكون في تصغيره إذا قلت : " أنيسان" ، فكأنهم ردوا في الجمع الياء التي يردونها في التصغير فيصير : أناسي ، ويدخلون الهاء لتحقيق التأنيث.

وقال المبرد : أناسية جمع إنسي ، والهاء عوض من الياء المحذوفة ؛ لأنه كان يجب" أناسي".

وقولهم : السيابجة واحدهم : سيبجي ، وهم قوم من الهند وقد يقال : سابج بالألف.

والموزج والكربج : الحانوت ، وهما أيضا اسم موضع ، ولعله سمي بحانوت كان فيه.

ومعنى قوله : " فأهل الأرض كالحيّ" ..

يريد : أن البرابرة والسيابجة ـ وهم منسوبون إلى بلادهم ـ بمنزلة المسامعة وهم من أحياء العرب فاعلمه.

هذا باب ما لفظ به ممّا هو مثنى

كما لفظ بالجمع

بين في هذا الباب أن العرب قد تجمع بعض الجمع إلا أن ذلك إذا أرادت تكثيره.

وذكر أن الجمع لا يثنى قياسا على جمع الجمع ، إلا أن العرب قد ثنت بعض ما يذهبون فيه مذهب شيئين مختلفين كقولهم : إبلان إذا أرادوا : إبل قبيلة وإبل قبيلة أخرى أو إبلا سودا وإبلا حمرا ، كأنهم قالوا : قطعتان من الإبل ، وكذلك لقاحان على مذهب سيبويه.

قال أبو النجم :

* تبقّلت في أوّل التبقّل

بين رماحي مالك ونهشل

فثنى" رماحا" ، لأنه أراد رماح هذه القبيلة وهذه القبيلة.

وأنشد للفرزدق :

٥٥٤

* بما في فؤادينا من الشّوق والهوى

فيبرأ منهاض الفؤاد المعذّب (١)

فثنى فؤادا ، وكان القياس أن يجمعه على قياس شيء من شيئين.

والمنهاض : من الهيض وهو الكسر بعد الجبر ويروى المشعف مكان المعذب ، وهو بالفاء أشهر.

وأنشد أبياتا قد تقدم تفسيرها في ما مضى من الكتاب فأمسكنا عن ذكرها لذلك.

وسائر الباب مفهوم من كلام سيبويه.

هذا باب ما هو اسم يقع على الجمع

لم يكسر عليه الواحد

ذكر في هذا الباب أن قولهم في جمع" فاعل" : " فعل" ليس ، بتكسير وإنما هو اسم للجمع كقولهم : ركب وصحب وشرب وكذلك : سفر في جمع مسافر.

وقال الأخفش : هو مكسر. فإذا صغر على مذهب الأخفش رد إلى الواحد فيصغر ثم تلحقه الزوائد للجمع.

وعلى مذهب سيبويه يصغر اللفظ ولا يرد إلى واحده.

واحتج الزجاج لسيبويه أن الجمع المكسر حقه أن يزيد على لفظ الواحد.

وفعل أخف أبنية الواحد ، فليس بجمع مكسر ولا يستمر قياس هذا في الجموع ، لا يقال : جالس وجلس ، ولا كاتب وكتب.

وذكر سيبويه" الكمأة" و" الجبأة" ، وهي ضرب من الكمأة ، وواحدها كمء وجبء. هذا نادر الجمع لأن الهاء تكون في الواحد ، وحذفها علامة للجمع كقولنا : تمرة وتمر ، وهذا" كمء" للواحد و" كمأة للجميع" ، وقدد يجمع" كمء" على" أكمؤ" كما قيل : كلب وأكلب.

ووقع في الكتاب : ومثل ذلك أخ وإخوة ، وسرىّ وسراة ، على أنّهما اسمان للجمع ، والواجب أن يكون أخوة بضم الهمزة ؛ لأن إخوة" فعلة" ، و" فعلة" من الجموع المكسرة نحو صبية وغلمة وفتية.

وأما ضم الهمزة فبمنزلة : " صحبة" و" ظؤرة" وهما اسمان للجمع.

وأنشد لامرئ القيس :

* سريت بهم حتّى تكل غزيّهم

وحتّى الجياد ما يقدن بأرسان (٢)

يريد : أن" غزيا" اسم يقع على الجمع لم يكسر عليه واحد وإنما هو كقولك : قاطن

__________________

(١) ديوانه ٢ / ٥٥٤ ، الكتاب ٢ / ٢٠٢ ، شرح السيرافي ٥ / ٤٣.

(٢) شرح السيرافي ٥ / ٤٦.

٥٥٥

وقطين ، وعازب وعزيب.

هذا باب تكسير الصفة للجمع

اعلم أن الباب في جمع الصفة أن يكون مسلما غير مكسر ؛ لأنها تجري على الفعل ، والفعل يلحقه الضمير للمذكر والمؤنث ، فالجاري عليه تلحقه علامة التذكير والتأنيث وإذا لحقته العلامتان لم يكن بد من السلامة ، كقولك : قائم وقائمة وقائمات ، ويضعف فيه التكسير لأنه لا يضاف إليه ثلاثة وأربعة إلى عشرة إلا بتقديم الموصوف ، لا تقول : ثلاثة قائمين ولا ثلاث قائمات حتى نقول : ثلاثة رجال قائمين ، وثلاث نسوة قائمات فلما كانت الصفة على وصفنا ، كان التكسير فيها أضعف منه في الاسم.

وقد ذكر سيبويه جمعها على الوجهين وبين جمع ذلك.

وأنشد للراجز :

* قالت سليمى : لا أحبّ الجعدين

ولا السّباط إنّهم مناتين

فجمع جعدا مسلما.

وذكر أنّهم قالوا : شاة لجبة ، وشياه لجبات ، وهي التي قد ولّى لبنها وقلّ.

واعتل للتحريك في الجمع بأن من العرب من يقول : شاة لجبة فأجمعوا في الجمع على هذه اللغة.

وبين أن العرب قد تكسر المصادر التي يوصف بها كقولهم : خلق وأخلاق ، وثوب سمل وأسمال ، وهو الخلق أيضا ، ومثل هذا : حدث وأحداث ، وعزب وأعزاب والعزب يقال للذكر والأنثى.

قالت ابنة الحمارس :

* يا من يدلّ عزبا على عزب

على ابنة الحمارس الشّيخ الأزب

وكان لعبد القيس فرس يقال لها هراوة الأعزاب ، يركبها العزب ويعزو عليها ، فإذا تأهل أعطوها عزبا آخر.

ولها يقول لبيد :

* تبدي أوائلهنّ كلّ طمرّة

جرداء مثل هراوة الأعزاب

وقد ذكر عزبة للأنثى.

وقال الجرمي : لا تنكر عزبة ، ولكني لم أسمع به.

وذكر سيبويه أن" فعلا" في الصفات لا يكسر ، وذلك قولك : حذرون وعجلون ، ويقظون ، وندسون.

والندس : هو الذي يبحث عن الأخبار ويكون بصيرا بها.

٥٥٦

ولم يكسر من هذا إلا حرفان وهما : نجد وأنجاد ، والنّجد : المجرب وهو أيضا : الدليل الهادي. ويقظ وأيقاظ.

وبين أن فعلا في الصفات لا يكسر على فعل ، كقولهم : قوم فرقون ، وقوم وجلون وفزعون. وقد قالوا : نكد وأنكاد ، وقال الجرمي : فرح وفرحون وأفراح وقالوا : فراح.

قال الشاعر :

* وجوه النّاس ما عمّرت بيض

طليقات وأنفسهم فراح

هذا باب

تكسير ما كان من الصفات عدة حروفه أربعة أحرف

ذكر في هذا الباب أن فعيلا من المعتل والمضاعف يجمع على" أفعلا" بدلا من" فعلاء" ، وقد جاء حرف نادر من هذا الباب على فعلاء لا يعرف غيره.

وهو : تقى وتقواء ، ولما شذ غيروا الياء فيه إلى الواو وكان حقه أن يكون تقياء ، ولا يعرف غيره في ما حكاه البصريون.

وقد حكى الفراء : سرى وسروات وأسريات.

وبين أن فعيلا قد تجمع على أفعال كما جمعوا عليه فاعلا لاشتراكهما في عدة الحروف والزيادة ، قالوا : يتيم وأيتام ، وشريف وأشراف.

وحكى عن أبي الخطاب أنّهم يقولون : أبيل وآبال والأبيل : القسّ.

قال الشاعر :

* وما سبح الرهبان في كل موطن

أبيل الأبيلين المسيح ابن مريما

وبين أن فعلاء مما يخص بها المذكر في الجمع ، وليس في المؤنث فعلاء الآخر. فإن قالوا : امرأة فقيرة ، ونسوة فقراء ، وسفيهة وسفهاء ، ويقال : سفاهة على القياس.

قال : وزعم الخليل أن قولهم : ... ظروف لم يكسر عليه ظريف ، كما أن المذاكير لم يكسر عليه ذكر.

وقال أبو عبيدة : هو مكسر على غير بابه ، وليس مثل مذاكير ، والدّليل على ذلك أنك إذا صغرت قلت : ظريفون ، ولا تقول ذلك في مذاكير : والخليل يجعل" ظروفا" اسما للجمع في ظريف أو يجعله جمعا لظرف وإن كان لا يستعمل ، ويكون ظرف في معنى : ظريف كما يقال : عدل في معنى عادل.

وقال الجرمي : ظروف جمع لظريف على غير قياس ، بمنزلة قولهم : زيد وأزياد ، وزمن وأزامن.

وذكر أن" فعولا" من صفات المؤنث قد يجمع على فعائل ، قالوا : " جدود وجدائد

٥٥٧

وصعود وصعائد".

شبهوه بصحيحة وصحائح ؛ لأنه مؤنث مثله وإن لم يكن فيه علامة.

والجدود : التي لا لبن لها ، والصعود : التي عطفت على ولد غيرها بعد إسقاطها.

وقالوا للواله : عجول وعجل ، ولم يقولوا : عجائل ، وهي التي فقدت ولدها.

وسلوب وسلب وسلائب ، وهي التي فارقها ولدها بموت أو ذبح أو غير ذلك.

وذكر أن" فعولا" في الصفات لا يجمع مسلما ، والعلة فيه أن : صبورا وشكورا وما أشبههما ، قد استعملت للمؤنث بغير هاء من أجل أنّها لم تجر على الفعل ، فلما طرحت الهاء في الواحدة ـ وإن كان التأنيث يوجب الهاء ـ كرهوا أن يأتوا بجمع يوجب ما كرهوا في الواحد ، فعدل به على السلامة إلى التكسير في المؤنث ، فلما عدل إلى التكسير في المؤنث أجرى المذكر مجراه.

قال : " ومثل هذا : مري وصفي ، قالوا : مرايا وصفايا ، والمري التي يمريها الرجل يستدرها للحلب".

والصفي : الغزيرة اللبن ، ويجوز أن يكون وزنها فعيلا وفعولا.

قال : وقالوا رجل ودود ورجال ودداء.

اعلم أن في هذا مخالفة للقياس من وجهين :

ـ أحدهما : أن" فعولا" لا يجمع على فعلاء وإنما يجمع عليه فعيل ككريم وكرماء.

ـ والثاني : أن" فعيلا" من المضاعف لا يجمع على" فعلاء" لا يقولون : شديد وشدداء ، وإنما قالوا : ودداء لأنه لما خرج عن بابه فشذ في وزن الجمع ، احتملوا شذوذه أيضا في التضعيف وشبهوه مع ذلك بخششاء.

قال : فأما فعال فبمنزلة فعول. وذلك قولك : صناع وصنع" وقالوا جماد وجمد" وكما قالوا : " صبور وصبر".

والصناع : الحاذقة. والجماد : الممسكة ، يقال : سنة جماد وامرأة جماد ، إذا كانت بخيلة.

قال : " وأما فعال فبمنزلة فعال ، ألا ترى أنك تقول : ناقة كناز ... وكنز للجميع ، وقالوا : رجل لكاك".

وامرأة لكاك ، وكذلك الجمل والناقة. وجمعه : لكك وهو الكثير اللحم وجمل دلاث وناقة دلاث : وهو الماضي السريع ، والجمع دلث.

وذكر سيبويه قولهم : " هجان" للواحد و" هجان" للجمع وذكر عن الخليل أنّه مكسر وبين العلة فيه.

وذكر الجرمي أنّه قد يجري مجرى المصدر فيستعمل للواحد والاثنين والجميع بلفظ

٥٥٨

واحد.

قال : وقالوا : " جواد وجياد" للجمع لأن جوادا مشبهة بفعيل فصار بمنزلة قولك : طويل وطوال ، واستعماله بالياء دون الواو كما قال بعضهم : طيال في معنى طوال.

قال : وقالوا" عوار وعواوير".

والعوار : الرجل الجبان ، وكسروه لأنهم أجروه مجرى الأسماء لأنهم ، لا يكادون يقولون للمرأة : عوارة ؛ لأن الشجاعة والجبن في الأغلب من أوصاف الرجال الذين يحضرون الحروب وشبهوا" عوارا" و" عواوير" بنقاز ونقاقيز.

والنقاز : العصفور ، وفي بعض النسخ : نقاز ونقاقير وهو غلط.

ذكر أبو حاتم النقاز وقال : سمي بذلك لأنه ينقز وذكره ابن دريد في باب الزاي والقاف والنون.

وذكر أن" فيعلا" قد يجمع على" أفعال" كما جمع فاعل عليه ، قالوا : ميت وأموات كما قالوا : شاهد وأشهاد. ومثل ذلك : قيل وأقيال وأصل قيل قيل من القول وهو الملك ، وأصله : قيول وإنما قيل له قيل : لأن : قوله نافذ في جميع ما أراد.

وذكر سيبويه : أقيال وكيس وأكياس ، قال : وقد جاء شيء من فيعل في المذكر والمؤنث سواء.

قالوا : ناقة ريض وهي الصعبة التي تراد.

قال الراعي :

* وكأنّ ريّضها إذا باشرتها

كانت معاودة الرّحيل ذلولا

طرحوا الهاء منها كما طرحوها في سديس ، وجديد.

ويجوز أن يكون طرح الهاء منها تشبيها بامرأة قتيل وجريح ؛ لأنها في معنى مروضة.

وذكر أن" أفعل" الذي تلزمه من يجمع مسلما ومكسرا إلا آخر ، فإنهم جمعوه مسلما فقالوا : الآخرون ولم يقولوا : الأواخر كراهة أن يلتبس بجمع آخر.

وذكر أن فعلا إذا كان مذكرها" فعلان" ، تجمع على" فعالى" و" فعالى" كقولهم : رجل رجلان الشعر ، وامرأة رجلى ، وفي الجميع رجالى ورجال وكذلك عجالى وعجال في جمع عجلان وعجلى. ويقال : شاة حرمى وشياه حرام وحرامى ، كما قالوا : عجلي ، وللجميع عجال وعجالى.

ليس لحرمى ذكر لأن الحرام : شهوة الأنثى إلا أنّهم أجروه مجرى ما مذكره حرمان.

وذكر في الباب أنّهم قد يدخلون الهاء في فعيل الذي في معنى : " مفعول" على غير القصد لوقوع الفعل به وحصوله فيه. ومذهبهم في ذلك : الإخبار عن الشيء المتخذ لذلك الفعل

٥٥٩

كقولهم : ضحيّة للمذكر والأنثى ، ويجوز أن يقال ذلك من قبل أن يضحى به ، وذبيحة فلان لما قد اتخذه للذبح.

وقولهم : بئس الرميّة الأرنب.

أي : الشيء الذي يرمي ، وسواء رمى أو لم يرم ، والعلة فيه : أن ما قد حصل فيه الفعل يذهب به مذهب الأسماء ، وما لم يحصل فيه الفعل ذهب به مذهب الصفات فأنث لأنه كالمستقبل ، ألا ترى أنك تقول : " امرأة حائض" ، فإذا قلت : حائضة غدا لم يحسن فيه غير الهاء. وتقول : " زيد مائت غدا" فتجعل فاعلا جاريا على فعلة ، وحمل المذكر على المؤنث لأن أكثر ذلك مؤنث.

قال وقالوا : " عقيم وعقم شبهوه بجديد وجدد".

وعقيم : " فعيل" في معنى" مفعوله" ولكنهم شبّهوه بجديد وجدد في معنى فاعل على ما دل عليه كلام سيبويه. وبعض الناس يجعل جديدا في معنى مفعول ، ويقال : جد الشيء : إذا قطع ، وجدّ الحائك الثوب : إذا قطعه. واستدل أيضا بأنه يقال : ملحفة جديد كما يقال : امرأة قتيل.

وقال المحتج عن سيبويه : إنّه قد يتفق لفظ المؤنث والمذكر في الشيء الذي يكون فيه إدخال الهاء على المؤنث ، كقولهم للرجل : صديق ، وللمرأة : صديق وكقولهم ميت للرجل والمرأة ، وإن كان باب فيه ميتة.

قال : " وقالوا : طلحت الناقة ، وناقة طليح شبّهوها بحسير ؛ لأنها قريبة من معناها" إلى قوله : ولكن المعنى أنّه فعل بها : يعني قولهم : طلحت الناقة ، ومعناها : أعيت ، يوجب أن يقال : طليحة كما قالوا : مرضت فهي مريضة وسقمت فهي سقيمة ، ولكنه لما كان الإعياء شيئا يصيب الإنسان من غير شهوة ولا اختيار. شبه بالفعل الذي لم يسم فاعله ، فأشبهت : جرحت فهي جريح وما أشبه ذلك.

وأنشد في جمع" فاعل" على" فواعل" ضرورة للفرزدق :

* وإذا الرّجال رأوا يزيد رأيتهم

خضع الرّقاب نواكسي الأبصار (١)

أراد : " نواكسين" على جمع الجمع ، ثم حذف النون للإضافة.

هذا باب بناء الأفعال التي هي أعمال

اعلم أن هذا الباب وما يتلوه إلى باب الإمالة يذكر سيبويه فيها المصادر واختلافها وما يتعلق بالفعل من أبنية الفاعلين والمفعولين وغير ذلك بأبنيته.

__________________

(١) ديوان الفرزدق ١ / ٣٧٦ ، المقتضب ١ / ١٢١ ، ٢ / ٢١٩ ـ الكامل ٢ / ٨٥ ، شرح السيرافي ٥ / ٤٩ ، شرح ملحة الإعراب ٢٣٦ ، شرح المفصل ٥٧٥ ، الخزانة ١ / ٢٠٤ ، اللسان نكس ٦ / ٢٤١ ، خضع ٧٤٨.

٥٦٠