الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]

الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة

المؤلف:

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]


المحقق: مشتاق المظفّر
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات دليل ما
الطبعة: ١
ISBN: 964-397-280-1
الصفحات: ٥١٣

عند قبر أمير المؤمنين عليه‌السلام (١). ثمّ ذكر الزيارة بطولها.

ورواه الكفعمي في « المصباح » في الفصل الحادي والأربعين (٢).

الحادي والعشرون : ما رواه الشيخ أيضاً في « التهذيب » وفي « المصباح » ـ في زيارة الأربعين من أعمال صفر ـ قال : أخبرنا جماعة ، عن هارون بن موسى التلعكبري ، قال : حدّثنا محمّد بن علي بن معمّر ، عن علي بن محمّد بن مسعدة والحسن بن علي بن فضّال جميعاً ، عن سعدان بن مسلم ، عن صفوان بن مهران ، قال : قال لي مولاي الصادق عليه‌السلام في زيارة الأربعين تقول : « السلام على الحسين الشهيد المظلوم ـ إلى أن قال ـ : أشهد أنّك الإمام البرّ التقي وأنّ الأئمّة من ولدك كلمة التقوى ، أشهد أنّي بكم مؤمن وبإيابكم موقن بشرايع ديني وخواتيم عملي وأمري لأمركم متّبع ونصرتي لكم معدّة حتّى يأذن الله لكم فمعكم معكم لا مع عدوّكم » (٣).

الثاني والعشرون : ما رواه الشيخ أيضاً في « المصباح » ـ في عمل شعبان ـ قال : اليوم الثالث منه فيه ولد الحسين بن علي عليه‌السلام : خرج إلى القاسم بن العلاء الهمداني ـ وكيل أبي محمّد عليه‌السلام ـ « إنّ مولانا الحسين بن علي عليه‌السلام ولد يوم الخميس لثلاث مضين من شعبان فصم وادع فيه بهذا الدعاء : اللهمّ إنّي أسألك بحقّ المولود في هذا اليوم الموعود بشهادته قبل استهلاله وولادته ، بكته السماء ومن فيها والأرض ومن عليها ، ولمّا يطأ لابتيها ، قتيل العبرة وسيّد الاُسرة ، الممدود بالنصرة يوم الكرّة ، المعوّض من قتله أنّ الأئمّة من نسله ، والشفاء في تربته ،

____________

١ ـ كامل الزيارات : ٤١ ـ ٤٢ / ٢.

٢ ـ مصباح الكفعمي : ٤٧٩.

٣ ـ التهذيب ٦ : ١١٣ / ٢٠١ ، مصباح المتهجد : ٧٣٠ ـ ٧٣١.

٣٢١

والفوز معه في أوبته ، والأوصياء من عترته بعد قائمهم وغيبته ، حتّى يدركوا الأوتار ويثأروا الثار ويرضوا الجبّار ويكونوا خير أنصار ، وصلّى الله عليهم مع اختلاف الليل والنهار.

اللهمّ فصلِّ على محمّد وعترته واحشرنا في زمرته ، وبوّئنا معه دار الكرامة ومحلّ الإقامة.

اللهمّ وكما أكرمتنا بمعرفته فأكرمنا بزلفته ، وارزقنا مرافقته وسابقته ، واجعلنا ممّن يسلّم لأمره ، ويكثر الصلاة عليه عند ذكره ، وعلى جميع أوصيائه الاثني عشر النجوم الزهر.

اللهمّ وهب لنا في هذا اليوم خير موهبة كما وهبت الحسين لمحمّد جدّه ، وعاذ فطرس بمهده ، فنحن عائذون بقبره من بعده ، نشهد تربته وننتظر أوبته آمين ربّ العالمين » (١).

الثالث والعشرون : ما رواه الكليني ـ في باب ما يعاين المؤمن والكافر من كتاب الجنائز ـ : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان ، عمّن سمع أبا عبدالله عليه‌السلام ـ وذكر حال المؤمن بعد الموت ـ إلى أن قال : « فإذا وُضع في قبره فتح له باب من أبواب الجنّة ، قال : ثمّ يزور آل محمّد في جنان (٢) رضوى يأكل من طعامهم ، ويشرب من شرابهم ، ويتحدّث معهم في مجالسهم ، حتّى يقوم قائمنا أهل البيت ، فإذا قام قائمنا بعثهم الله ، فأقبلوا معه يلبّون زمراً ، فعند ذلك يرتاب المبطلون ، ويضمحلّ المحلّون ، ونجا المقرّبون » (٣) الحديث.

__________________

١ ـ مصباح المتهجد : ٧٥٨ ـ ٧٥٩.

٢ ـ في المطبوع و « ح ، ش ، ط ، ك » : جبال ، وما أثبتناه من المصدر.

٣ ـ الكافي ٣ : ١٣١ / ٤.

٣٢٢

الرابع والعشرون : ما رواه الكليني ـ في باب الإشارة والنصّ على الصادق عليه‌السلام ـ : عن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الوشّاء ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي الصباح الكناني ، قال : نظر أبو جعفر إلى أبي عبدالله عليهما‌السلام وهو يمشي فقال : « ترى هذا؟ هذا من الذين قال الله عزّوجلّ : ( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأرْضِ ) (١) » (٢).

الخامس والعشرون : ما رواه الكليني أيضاً ـ في باب نكت ونتف من التنزيل في الولاية ـ : عن علي بن محمّد ، عن بعض أصحابنا ، عن ابن محبوب ، عن محمّد بن الفضيل (٣) ، عن أبي الحسن الماضي عليه‌السلام في قوله تعالى : ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ ) قال : « الولاية هي دين الحقّ » قلت : ( لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ) (٤) قال : « يظهره على جميع الأديان عند قيام القائم » (٥) الحديث.

أقول : الحمل على الحقيقة الذي هو واجب عند عدم القرينة يستلزم الحكم بالرجعة ، مضافاً إلى التصريحات الكثيرة.

السادس والعشرون : ما رواه الكليني في أوائل « الروضة » : عن عدّة من

____________

١ ـ سورة القصص ٢٨ : ٥ ـ ٦.

٢ ـ الكافي ١ : ٣٠٦ / ١.

٣ ـ في « ط » : محمد بن الفضل. وما في المتن هو الصحيح ، وهو محمد بن الفضيل بن كثير الصيرفي الأزدي ، ابو جعفر الأزرق. انظر معجم رجال الحديث ١٨ : ١٤٦ / ١١٥٨٨ ، رجال النجاشي : ٣٦٧ / ٩٩٥.

٤ ـ سورة الصف ٦١ : ٩.

٥ ـ الكافي ١ : ٤٣٢ / ٩١.

٣٢٣

أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن سليمان ، عن عيثم بن أسلم (١) ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في حديث : « إنّ جبرئيل عليه‌السلام قال لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ومنكم القائم يصلّي عيسى بن مريم خلفه إذا أهبطه الله إلى الأرض » (٢).

السابع والعشرون : ما رواه ابن بابويه في كتاب « العلل » ـ في باب العلّة التي من أجلها سمّي ذو القرنين ـ : عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن أورمة ، عن القاسم بن عروة (٣) ، عن بريد العجلي ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام ـ وقد سئل عن ذي القرنين فقال ـ : « لم يكن نبيّاً ولا ملكاً ، ولم يكن قرناه من ذهب ولا فضّة ، ولكنّه كان عبداً أحبّ الله فأحبّه الله ، وإنّما سمّي ذا القرنين ; لأنّه دعا قومه إلى الله عزّوجلّ ، فضربوه على قرنه فغاب عنهم حيناً ، ثمّ عاد إليهم فضربوه على قرنه الآخر ، وفيكم مثله » (٤).

أقول : قد عرفت سابقاً أنّ المراد بـ « مثله » أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وقد صرّح به ابن بابويه وعلي بن إبراهيم وغيرهما وهو المفهوم من قوله : « وفيكم » وقد تقدّم أنّ

____________

١ ـ في روضة الكافي ومرآة العقول ٢٥ : ١٠٧ / ١٠ : عيثم بن أشيم ، وقد قال السيِّد الخوئي في معجم رجال الحديث ١٤ : ١٨٩ : ولا يبعد اتحاده مع عيثم بن أسلم لاتحادهما في الراوي والمروي عنهما.

٢ ـ الكافي ٨ : ٤٩ / ١٠.

٣ ـ في المطبوع ونسخة « ش ، ح ، ك ، ط » : القاسم بن محمّد ، وما أثبتناه من المصدر والبحار ظاهراً هو الصحيح لمطابقته للراوي والمروي عنه ، وهو القاسم بن عروة ، ابو محمد موسى أبي ايوب الخوزي ، بغدادي وبهامات. انظر رجال النجاشي : ٣١٤ / ٨٦٠ ، معجم رجال الحديث ٤ : ١٩٤ / ١٦٨١ ، ترجمة بريد.

٤ ـ علل الشرائع : ٣٩ / ١ ، وعنه في البحار ٣٩ : ٣٩ / ١٢.

٣٢٤

ذا القرنين لمّا ضربوه مات خمسمائة عام ثمّ رجع حيّاً ، ثمّ ضربوه فمات كذلك ثمّ رجع.

الثامن والعشرون : ما رواه الشيخ أبو علي الحسن ابن الشيخ أبي جعفر الطوسي في « مجالسه » : بإسناده عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال له : « كأنّي (١) بقوم قد تأوّلوا القرآن وأخذوا بالشبهات ـ إلى أن قال ـ : هم أهل فتنة يعمهون فيها ، إلى أن يدركهم العدل ، فقلت : يا رسول الله العدل منّا أم من غيرنا؟ قال : بل منّا ، بنا فتح الله وبنا يختم ، وبنا ألّف (٢) القلوب بعد الشرك (٣) ، وبنا يؤلِّف القلوب بعد الفتنة » (٤).

أقول : قد عرفت أنّ الحمل على الحقيقة يوجب الحكم بالرجعة ، مضافاً إلى التصريحات الكثيرة.

التاسع والعشرون : ما رواه أيضاً فيه : بإسناده عن سفيان بن إبراهيم العائذي (٥) ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : « بنا يبدأ البلاء ثمّ بكم ، وبنا يبدأ الرخاء ثمّ بكم ، والذي يحلف به لينتصرنّ الله بكم كما انتصر بالحجارة » (٦).

أقول : ومثل هذا والذي قبله كثير جدّاً.

الثلاثون : ما رواه أيضاً فيه : بإسناده عن حذيفة بن أسيد ، عن أبي ذرّ أنّه سمع

____________

١ ـ في المصدرين : كأنّك.

٢ ـ في « ح ، ش ، ك » والمطبوع : يؤلّف.

٣ ـ قوله : ( وبنا ألف القلوب بعد الشرك ) لم يرد في « ط ».

٤ ـ أمالي الطوسي : ٦٥ / ٩٦ ، وأورده المفيد في أماليه : ٢٨٩ / ٧.

٥ ـ في المصدر وأمالي المفيد : الغامدي ، وفي الطبعة القديمة من أمالي الطوسي ١ : ٧٢ ، ونسخة « ح » : العايدي ، وفي « ط » : العابدي.

٦ ـ أمالي الطوسي : ٧٤ / ١٠٩ ، وأورده المفيد في أماليه : ٣٠١ / ٢.

٣٢٥

النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : « من قاتلني في الاُولى وقاتل أهل بيتي في الثانية فهو فيها من شيعة الدجّال » (١).

أقول : هذا دالّ كما ترى على رجعة [ قتلة ] (٢) أهل البيت عليهم‌السلام في وقت خروج الدجّال ، وعلى رجعة جماعة من الذين قاتلوه صلى‌الله‌عليه‌وآله أيضاً.

الحادي والثلاثون : ما رواه رئيس المحدِّثين أبو جعفر ابن بابويه في كتاب « كمال الدين وتمام النعمة » في أوائله : عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبدالعزيز بن يحيى ، عن الحسين بن معاذ ، عن قيس بن حفص ، عن يونس بن أرقم ، عن أبي سيّار الشيباني ، عن الضحّاك بن مزاحم ، عن النزّال بن سبرة ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ـ في حديث يذكر فيه أمر الدجّال وخروجه إلى أن قال ـ : « يقتله الله بالشام على يد من يصلّي خلفه المسيح عيسى بن مريم ، ألا إنّ بعد ذلك الطامّة الكبرى ».

قلنا : وما ذاك يا أمير المؤمنين؟ قال : « خروج دابّة الأرض من عند الصفا ، معها خاتم سليمان ، وعصا موسى ، يضع الخاتم على وجه كلّ مؤمن فيطبع فيه : هذا مؤمن حقّاً ، ويضعه على وجه كلّ كافر فيطبع فيه : هذا كافر حقّاً ، ثمّ ترفع الدابة رأسها فيراها مَن بين الخافقين بإذن الله بعد طلوع الشمس من مغربها ، فعند ذلك

____________

١ ـ أمـالي الطوسي : ٤٥٩ / ١٠٢٦ ، وأورده أيضاً في صفحة ٦٠ / ٨٨ ، إلا أنّ فيه : حشره الله تعالى في الثالثة مع الدجّال.

٢ ـ ( قتلة ) أثبتناها للضرورة ، لأنّ الحديث يتكلّم عن قتلة أهل البيت عليهم‌السلام هذا أوّلاً ، وثانياً : أنّ رجعة أهل البيت عليهم‌السلام لم تكن في زمن الدجّال ، وثالثاً : إنّ الحديث يخبرنا عن قتلة أهل البيت عليهم‌السلام وخروجهم في زمن الدجّال ليكونوا من أنصاره وأعوانه.

وفي « ش » : وأقول : هذا دالّ ـ كماترى ـ على رجعة جماعة من الذين قاتلوه عليه السلام أيضاً. بدل القول الذي في المتن.

٣٢٦

ترفع التوبة » (١) الحديث.

ورواه الراوندي في أواخر كتاب « الخرائج والجرائح » ـ في العلامات الدالّة على صاحب الزمان عليه‌السلام ـ : عن الأصبغ بن نباتة ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام مثله (٢).

أقول : يأتي إن شاء الله تعالى ما هو صريح في أنّ دابة الأرض أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وإنّه يخرج في الرجعة.

الثاني والثلاثون : ما رواه ابن بابويه أيضاً في كتاب « كمال الدين » : بإسناده عن عبدالله بن سليمان وكان قارئاً للكتب أنّه قرأ في الإنجيل ـ وذكر كلاماً طويلاً ـ في إخبار الله عيسى عليه‌السلام بأحوال محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله وأحوال اُمّته يقول فيه : « أرفعك إليّ ثمّ اُهبطك في آخر الزمان ، لترى من اُمّة ذلك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله العجائب ، ولتعينهم على

قتل اللعين الدجّال ، اُهبطك في وقت الصلاة لتصلّي معهم إنّهم اُمّة مرحومة » (٣).

الثالث والثلاثون : ما رواه أيضاً ـ في باب اتّصال الوصية من لدن آدم عليه‌السلام ـ : عن أبيه ومحمّد بن الحسن (٤) ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن العبّاس بن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن الحسن بن سعيد ، عن محمّد بن إسماعيل ، عمّن حدّثه عن إسماعيل بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث : « إنّ اليهود ادّعت أنّها دفنت عيسى حيّاً ، وادّعى بعضهم أنّهم قتلوه وصلبوه ، ولم يكن الله ليجعل لهم عليه سبيلاً ، وإنّما شبّه لهم ، يقول الله :

____________

١ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٥٢٥ / ١.

٢ ـ الخرائج والجرائح ٣ : ١١٣٦ / فصل.

٣ ـ كمال الدين : ١٦٠ / ١٨.

٤ ـ في « ط » : عن محمد بن الحسين.

٣٢٧

( إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ) (١) فلم يقدروا على قتله ( بَل رَفَعَهُ الله إِلَيْهِ ) (٢) بعد أن توفّاه » (٣) الحديث.

أقول : وفي معناه أحاديث كثيرة في وفاة عيسى ، رواه الطبرسي (٤) عن ابن عبّاس وغيره ، وتلك الروايات موافقة للقرآن في عدّة آيات ، وقد تواترت الأحاديث من طريق الخاصّة والعامّة برجعة عيسى عليه‌السلام في آخر الزمان ، وهنا كلام آخر يأتي في محلّه إن شاء الله تعالى.

الرابع والثلاثون : ما رواه أيضاً فيه ـ في باب ما نصّ الله عزّ وجلّ على القائم عليه‌السلام ـ : عن الحسين بن أحمد بن إدريس ، عن أبيه ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن آدم الشيباني ، عن أبيه آدم ، عن ابن أبي إياس (٥) ، عن المبارك بن فضالة ، عن وهب بن منبه رفعه إلى ابن عبّاس ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ في حديث قدسي طويل في النصّ على الأئمّة عليهم‌السلام ـ يقول فيه : « وآخر رجل منهم يصلّي خلفه عيسى بن مريم عليهما‌السلام » (٦).

الخامس والثلاثون : ما رواه أيضاً ـ في الباب المذكور ـ : عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن محمّد بن حمّاد ، عن غياث بن إبراهيم ، عن الحسين بن

____________

١ ـ سورة آل عمران ٣ : ٥٥.

٢ ـ سورة النساء ٤ : ١٥٨. وبدل هذه الآية كان في المطبوع و « ح ، ط » : وإنّما رفعه الله إليه.

٣ ـ كمال الدين : ٢٢٥ / ٢٠.

٤ ـ مجمع البيان ٢ : ٣٧٣ ، وفيه : ما روي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : « إنّ عيسى بن مريم لم يمت ، وإنّه راجع إليكم قبل يوم القيامة ».

٥ ـ في المطبوع ونسخة « ش ، ح ، ك ، ط » : عن ابن عباس ، وما أثبتناه من المصدر وكتب التراجم ظاهراً هو الصحيح. انظر طبقات ابن سعد ٧ : ٤٩٠ ، تهذيب التهذيب ١ : ١٧١ ، سير أعلام النبلاء ١٠ : ٣٣٥ / ٨٢.

٦ ـ كمال الدين : ٢٥١ / ١.

٣٢٨

زيد بن علي ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « أبشروا ثمّ أبشروا ـ إلى أن قال ـ : فكيف تهلك اُمّة أنا أوّلها ، واثنا عشر من بعدي من السعداء اُولي الألباب ، والمسيح بن مريم آخرها » (١).

السادس والثلاثون : ما رواه أيضاً فيه : بإسناده عن ابن عبّاس ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث أنّه قال : « لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يخرج المهدي ، فينزل عيسى بن مريم فيصلّي خلفه ، وتشرق الأرض بنور ربّها » (٢).

السابع والثلاثون : ما رواه أيضاً فيه : بإسناده عن ابن عبّاس ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ في النصّ على الأئمّة عليهم‌السلام إلى أن قال ـ : « والحسن بن علي ومن يصلّي خلفه عيسى بن مريم عليه‌السلام ـ القائم عليه‌السلام ـ » (٣).

الثامن والثلاثون : ما رواه أيضاً ـ في باب ما روي عن الحسن بن علي عليه‌السلام ـ عن المظفّر بن جعفر العلوي ، عن جعفر بن محمّد بن مسعود ، عن أبيه ، عن جبرئيل بن أحمد ، عن موسى ، عن الحسن بن محمّد الصيرفي ، عن حنّان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي سعيد عقيصا ، عن الحسن بن علي عليهما‌السلام في حديث قال : « أما علمت أنّه ما منّا أحد إلا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه ، إلا القائم الذي يصلّي خلفه عيسى بن مريم عليهما‌السلام » (٤).

____________

١ ـ كمال الدين : ٢٦٩ / ١٤ ، والسند فيه هكذا : حدّثنا حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : أخبرني القاسم بن محمّد بن حمّاد .....

٢ ـ كمال الدين : ٢٨٠ / ٢٧.

٣ ـ كمال الدين : ٢٨٤ / ٣٦.

٤ ـ كمال الدين : ٣١٥ / ٢.

٣٢٩

التاسع والثلاثون : ما رواه أيضاً ـ في باب ما أخبر به الصادق عليه‌السلام ـ : بإسناده عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في حديث أنّه قال له : فمن القائم منكم؟ قال : « الخامس من ولد ابني موسى ـ إلى أن قال ـ : ثمّ يظهر فيفتح الله على يديه مشارق الأرض ومغاربها ، وينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلّي خلفه » (١).

الأربعون : ما رواه الكليني ـ في آخر كتاب الحج والزيارات في باب النوادر ـ قال : وروي إذا أخذته ـ يعني تراب قبر الحسين عليه‌السلام ـ فقل : « اللّهم بحقّ هذه التربة الطاهرة ، وبحقّ البقعة الطيّبة ، وبحقّ الوصي الذي وارثه ، وبحقّ جدّه وأبيه وأخيه ، والملائكة الذين يحتفّون به ، والملائكة العكوف على قبر وليّك ينتظرون نصره ، صلِّ على محمّد وآله ، واجعل لي فيه شفاء من كلّ داء » (٢) الدعاء.

ورواه الثقة الجليل جعفر بن محمّد بن قولويه في كتاب « المزار » قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب وأورد الحديث (٣).

الحادي والأربعون : ما رواه الشيخ الجليل الثقة أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه في كتاب المزار المسمّى بـ « كامل الزيارة وفضلها » ، الذي صرّح في أوّله أنّه ألّفه لأجل تحصيل الثواب والتقرّب إلى الله والنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّة عليهم‌السلام ، وأنّه خرّجه وجمعه ممّا وقع إليه من أحاديث الثقات من أصحابنا ، وأنّه لم يخرّج فيه حديثاً واحداً روي عن الشذّاذ من الرجال ، يؤثر ذلك عن المذكورين غير (٤) المشهورين بالحديث والعلم.

فروى فيه في الباب الثامن عشر فيما نزل من القرآن في قتل الحسين عليه‌السلام ،

____________

١ ـ كمال الدين : ٣٤٥ / ٣١.

٢ ـ الكافي ٤ : ٥٨٩.

٣ ـ كامل الزيارات : ٢٩٦ / ٨.

٤ ـ في « ح ، ك » : عن.

٣٣٠

وانتقام الله له ولو بعد حين ، قال : حدّثني أبي رحمه‌الله ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن العبّاس بن معروف ، عن صفوان بن يحيى ، عن حكم الحنّاط ، عن ضريس ، عن أبي خالد الكابلي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عزّوجلّ : ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ) (١) قال : « عليّ والحسن والحسين عليهم‌السلام » (٢).

أقول : يفهم منه الوعد برجعتهم ونصرهم حملاً على الحقيقة كما هو الواجب ، وقد فهم منه المصنّف ذلك كما (٣) ذكره في العنوان (٤) ، فهو مؤيّد للتصريحات الكثيرة.

الثاني والأربعون : ما رواه جعفر بن محمّد بن قولويه أيضاً في « المزار » ـ في الباب التاسع عشر في علم الأنبياء بقتل الحسين عليه‌السلام ـ قال : حدّثني محمّد بن جعفر الرزّاز ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب وأحمد بن الحسن بن علي بن فضّال ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن مروان بن مسلم ، عن بريد (٥) بن معاوية العجلي ، قال : قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام : أخبرني عن إسماعيل الذي ذكره الله في قوله ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً ) (٦) كان إسماعيل بن إبراهيم؟ فقال : « إنّ إسماعيل مات قبل إبراهيم ، وإبراهيم كان

____________

١ ـ سورة الحج ٢٢ : ٣٩.

٢ ـ كامل الزيارات : ٦١ / ٤.

٣ ـ في « ش » : لما.

٤ ـ في « ك » : العيون.

٥ ـ في « ك » : عن يزيد ، عن معاوية العجلي. وفي « ش » : يزيد بن معاوية العجلي.

٦ ـ سورة مريم ١٩ : ٥٤. وفي « ح ، ش ، ط ، ك » : ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسماعيِلَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً ) والظاهر هو خلط من النسّاخ بين هذه الآية وآية إدريس رقم ( ٥٦ ) من نفس السورة.

٣٣١

حجّة الله قائماً صاحب شريعة ، فإلى من اُرسل إسماعيل؟ » قلت : فمن كان؟ قال : « كان إسماعيل بن حزقيل النبي بعثه الله إلى قومه فكذّبوه وقتلوه وسلخوا وجهه ، فغضب الله عليهم فوجّه إليهم سطاطائيل ملك العذاب ، فقال له : يا إسماعيل وجّهني ربّ العزّة إليك لاُعذّب قومك بأنواع العذاب إن شئت ، فقال له إسماعيل : لا حاجة لي إلى ذلك.

فأوحى الله إليه : يا اسماعيل فما حاجتك؟ فقال : يا ربّ إنّك أخذت الميثاق لنفسك بالربوبية ، ولمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله بالنبوّة ، وأوصيائه بالولاية ، وأخبرت خلقك بما تفعل اُمّته بالحسين بن علي من بعد نبيّها ، وإنّك وعدت الحسين عليه‌السلام أن (١) تُكِرَّه إلى الدنيا حتّى ينتقم بنفسه ممّن فعل ذلك به ، فحاجتي إليك يا ربّ أن تُكِرَّني إلى الدنيا حتّى أنتقم ممّن فعل ذلك بي كما فعل ، كما تكرّ الحسين عليه‌السلام ، فوعد الله إسماعيل بن حزقيل عليه‌السلام ذلك فهو يكرّ مع الحسين بن علي عليه‌السلام » (٢).

الثالث والأربعون : ما رواه ابن قولويه أيضاً في « المزار » ـ في الباب التاسع والسبعين في زيارة (٣) الحسين بن علي عليه‌السلام ـ قال : حدّثني الحسين بن محمّد بن عامر ، عن أحمد بن إسحاق ، قال : حدّثنا سعدان بن مسلم ـ قائد أبي بصير ـ قال : حدّثني بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام وذكر زيارة للحسين عليه‌السلام يقول فيها بعد ذكر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّة عليهم‌السلام : « وحبِّب إليَّ مشاهدهم حتّى تلحقني بهم ، وتجعلهم لي (٤) فرطاً ، وتجعلني لهم تبعاً في الدنيا والآخرة ».

قال : « ثمّ تقول : لبّيك داعي الله ، إن كان لم يجبك بدني فقد أجابك قلبي

____________

١ ـ في « ح ، ش ، ك » : أنّك.

٢ ـ كامل الزيارات : ٦٣ / ٣.

٣ ـ في « ح ، ش ، ك » : زيارات.

٤ ـ في « ح ، ش ، ط ، ك » : وتجعلني لهم.

٣٣٢

وشعري وبشري وهواي على التسليم لخلف النبي المرسل والسبط المنتجب ، فقلبي لكم مسلّم ، وأمري لكم (١) متّبع ، ونصرتي لكم (٢) معدّة حتّى يحييكم الله لدينه ويبعثكم ، فمعكم لا مع عدوّكم ، إنّي من المؤمنين برجعتكم ، لا اُنكر لله قدرة ، ولا اُكذِّب له مشيئة ، ولا أزعم أنّ ما شاء الله لا يكون » (٣) وذكر الزيارة.

الرابع والأربعون : ما رواه أيضاً ـ في الباب المذكور ـ قال : حدّثني محمّد بن أحمد بن الحسين (٤) العسكري ومحمّد بن الحسن بن الوليد جميعاً ، عن الحسن بن علي بن مهزيار ، عن أبيه ، عن علي بن مهزيار ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن محمّد بن مروان ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : قال الصادق عليه‌السلام : « إذا أردت المسير إلى الحسين عليه‌السلام ـ ثمّ ذكر آداب الزيارة وأورد زيارة طويلة يقول فيها ـ : « وقد أتيتك زائراً قبر ابن بنت نبيّك صلى‌الله‌عليه‌وآله فاجعل تحفتي فكاك رقبتي من النار ـ إلى أن قال ـ : « واجعلني من أنصاره يا أرحم الراحمين ».

ثمّ قال فيها : « أتيتك انقطاعاً إليك وإلى جدّك وأبيك (٥) وولدك الخلف من بعدك ، فقلبي لك مسلّم ورأيي لك متّبع ونصرتي لك معدّة حتّى يحييكم الله لدينه ويبعثكم ، وأشهد أنـّكم الحجّة وبكم ترجى الرحمة ، فمعكم لا مع عدوّكم إنّي بإيابكم من المؤمنين لا اُنكر لله قدرة ولا اُكذّب منه مشيئة ».

ثمّ قال فيها : وتصلّي على الأئمّة كلّهم كما صلّيت على الحسن والحسين عليهم‌السلام.

ثمّ تقول : « اللهمّ تمّم بهم كلماتك ، وأنجز بهم وعدك ، وأهلك بهم عدوّك

____________

١ ـ في « ط ، ك » : لك.

٢ ـ في « ط » : لك.

٣ ـ كامل الزيارات : ٢٣٢ / ١٦.

٤ ـ في « ك » : الحسن.

٥ ـ في « ح » : وإلى أبيك.

٣٣٣

وعدوّهم من الجنّ والإنس أجمعين.

اللهمّ اجعلنا لهم شيعة وأعواناً وأنصاراً على طاعتك وطاعة رسولك ، وأحينا محياهم وأمتنا مماتهم ، وأشهدنا مشاهدهم في الدنيا والآخرة » (١) إلى أن قال :

« اللهمّ أدخلني في أوليائك وحبِّب إليّ مشاهدهم وشهادتهم في الدنيا والآخرة إنّك على كلّ شيء قدير ».

ثمّ قال : « اللهمّ اجعلني ممّن ينصره وينتصر به لدينك في الدنيا والآخرة » (٢) إلى أن قال :

« اللهمّ اجعلني ممّن له مع الحسين بن علي عليه‌السلام قدم ثابت ، وأثبتني فيمن يستشهد معه » (٣).

الخامس والأربعون : ما رواه الشيخ الثقة الجليل علي بن إبراهيم بن هاشم في « تفسيره » ـ في أوائله بعد تسع ورقات من أوّل النسخة المنقول منها في بحث الردّ على (٤) من أنكر الرجعة ـ قال علي بن إبراهيم : حدّثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن عبدالله بن مسكان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِن كِتَاب وَحِكْمَة ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ ) (٥).

قال : « ما بعث الله نبيّاً من لدن آدم وهلمّ جرّا إلا ويرجع إلى الدنيا فينصر رسول

____________

١ ـ قوله : ( وأشهدنا مشاهدهم في الدنيا والآخرة ) لم يرد في « ط ».

٢ ـ في « ط » : ( وأشهدنا مشاهدهم في الدنيا والآخرة ، وحبّب إليّ مشاهدهم وشهادتهم في الدنيا والآخرة ) بدل من الفقرتين في المتن.

٣ ـ كامل الزيارات : ٢٣٦ ـ ٢٥٤ / ٢١.

٤ ـ في « ط » : المنقول عنها في البحث على.

٥ ـ سورة آل عمران ٣ : ٨١.

٣٣٤

الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين ، قوله : ( لتؤمننّ به ـ يعني رسول الله ـ (١) ولتنصرنّه ) أمير المؤمنين » (٢).

ورواه الحسن بن سليمان بن خالد القمّي في « رسالته » نقلاً من « مختصر البصائر » لسعد بن عبدالله بسند آخر (٣).

السادس والأربعون : ما رواه علي بن إبراهيم أيضاً في أوائل « تفسيره » مرسلاً : في قوله تعالى : ( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ ـ يا معشر الأئمّة ـ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُـمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً ) (٤) قال : هذا ممّا يكون في الرجعة (٥).

السابع والأربعون : ما رواه علي بن إبراهيم أيضاً فيه مرسلاً : في قوله تعالى ( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأرْضِ ) (٦) قال : هذا ممّا يكون في الرجعة (٧).

الثامن والأربعون : ما رواه أيضاً فيه قال : حدّثني أبي ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر ، قال : ذكر عند أبي جعفر عليه‌السلام جابر ، فقال : « رحم الله جابراً لقد بلغ من علمه أنّه كان يعرف تأويل هذه الآية ( إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ

____________

١ ـ قوله : ( أمير المؤمنين ، وقوله : ( لِتؤمنَن بِهِ ) يعني رسول الله ) لم يرد في نسخة « ش ».

٢ ـ تفسير القمّي ١ : ٢٥ ـ الردّ على من أنكر الرجعة ، باختلاف ، وص ١٠٦ ، نصّاً.

٣ ـ مختصر البصائر : ١١٢ / ٨٦.

٤ ـ سورة النور ٢٤ : ٥٥.

٥ ـ تفسير القمّي ١ : ٢٥ ـ مقدّمة الكتاب.

٦ ـ سورة القصص ٢٨ : ٥ ـ ٦.

٧ ـ تفسير القمّي ١ : ٢٥ مقدّمة الكتاب.

٣٣٥

إِلَى مَعَاد ) (١) يعني الرجعة » (٢).

التاسع والأربعون : ما رواه الشيخ المفيد في « الإرشاد » ـ في إخبار أمير المؤمنين عليه‌السلام ـ في فصل منفرد قال : ومن كلامه عليه‌السلام ما رواه الخاصّة والعامّة أنّه عليه‌السلام قال في خطبة له : « نحن أهل بيت من علم الله عُلّمنا ، وبحكم الله حكمنا ، فإن تتّبعوا آثارنا تهتدوا ببصائرنا ، وإن لم تفعلوا يهلككم الله بأيدينا ، ألا وبنا تُدرك تِرة (٣) كلّ مؤمن ، وبنا تُخلع ربقة الذلّ من أعناقكم ، وبنا فُتِح لا بكم ، وبنا يُختَم لا بكم » (٤).

الخمسون : ما رواه علي بن عيسى في كتاب « كشف الغمّة » نقلاً من كتاب « الدلائل » لعبد الله بن جعفر الحميري ـ في دلائل الباقر عليه‌السلام ـ في حديث : « إنّ أباه أوصى إليه أن يغسّله وقال : إنّ الإمام لا يغسّله إلا إمام » (٥).

أقول : هذا يؤيّد (٦) ما روي : « أنّ الحسين عليه‌السلام يرجع ليغسّل المهدي عليه‌السلام » (٧).

الحادي والخمسون : ما رواه أيضاً فيه من طرق متعدّدة من كتب العامّة والخاصّة : « إنّ عيسى عليه‌السلام يرجع ويهبط إلى الأرض ويصلّي خلف المهدي عليه‌السلام » (٨).

الثاني والخمسون : ما رواه الشيخ الجليل أمين الإسلام أبو علي الطبرسي

____________

١ ـ سورة القصص ٢٨ : ٨٥.

٢ ـ تفسير القمّي ٢ : ١٤٧.

٣ ـ ترة : بمعنى مظلمة. انظر القاموس المحيط ٢ : ٢٤٧ ـ وتر.

٤ ـ إرشاد المفيد ١ : ٢٤٠.

٥ ـ كشف الغمّة ٢ : ١٣٧.

٦ ـ في « ح » : ممّا يؤيّد.

٧ ـ الكافي ٨ : ٢٠٦ / ٢٥٠ ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، مختصر البصائر : ٤٦٠.

٨ ـ كشف الغمّة ٢ : ٤٧٩ ـ ٤٨٠.

٣٣٦

في كتاب « مجمع البيان » في تفسير قوله تعالى : ( فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَات ) (١) :

عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنـّه قال : « بادروا بالأعمال ستّاً : طلوع الشمس من مغربها ، والدجّال ، والدخان ، ودابّة الأرض ، وخويصة (٢) أحدكم الموت ، وأمر العامّة يعني القيامة » (٣).

أقول : قد وردت الأحاديث الصريحة في أنّ دابّة الأرض هي أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وقد تقدّم ذلك ، ويأتي مثله إن شاء الله.

الثالث والخمسون : ما رواه الطبرسي أيضاً فيه : عند قوله تعالى ( يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ ) (٤) قال (٥) : وقد صحّ عنه عليه‌السلام أنّه قال : « كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم (٦) وإمامكم منكم » (٧).

ورواه البخاري ومسلم في « الصحيح » (٨).

الرابع والخمسون : ما رواه الطبرسي أيضاً : عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : « إنّ ذا القرنين كان عبداً صالحاً ، أحبّ الله فأحبّه (٩) ، ونصح لله فنصحه الله ، أمر قومه

__________________

١ ـ سورة البقرة ٢ : ٣٧.

٢ ـ الخويصة : تصغير خاصّة ، والمراد بها حادثة الموت التي تخصّ كلّ إنسان ، وصغّرت لاحتقارها في جنب ما بعدها من البعث والعرض والحساب. اُنظر لسان العرب ٧ : ٢٥ ـ خصص.

٣ ـ مجمع البيان ١ : ١٧٦.

٤ ـ سورة آل عمران ٣ : ٥٥.

٥ ـ في « ط » : إلى أن قال.

٦ ـ في « ك » : كيف أنتم إذا نزل بكم ابن مريم.

٧ ـ مجمع البيان ٢ : ٣٧٣.

٨ ـ صحيح مسلم ١ : ١٣٦ / ٢٤٤ ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، صحيح البخاري ٤ : ٢٠٥ ـ باب واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت ...

٩ ـ في « ح ، ش » : فأحبّه الله. وفي « ك » : وأحبّه الله.

٣٣٧

بتقوى الله فضربوه بالسيف على قرنه فمات زماناً ، ثمّ رجع إليهم فدعاهم إلى الله فضربوه على قرنه الآخر بالسيف ، فذلك قرناه ، وفيكم مثله ». يعني نفسه عليه‌السلام (١).

الخامس والخمسون : ما رواه أيضاً فيه (٢) : عند قوله تعالى ( وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأرْضِ ) (٣) :

عن حذيفة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « دابّة الأرض لا يدركها طالب ، ولا يفوتها هارب ، تسم المؤمن بين عينيه ، وتكتب بين عينيه : مؤمن ، وتسم الكافر بين عينيه وتكتب بين عينيه : كافر » (٤).

السادس والخمسون : ما رواه أيضاً فيه : عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : « يكون للدابّة ثلاث خرجات من الدهر : خروجاً بأقصى المدينة فيفشو ذكرها بالبادية ، ولا يدخل ذكرها القرية ـ يعني مكّة ـ » (٥).

ثمّ ذكر تفصيل المرّات (٦) الثلاث ، وأنّها تسم المؤمن في وجهه ، والكافر في وجهه ، ويكتب على وجه كلّ أحد : مؤمن أو كافر.

السابع والخمسون : ما رواه الطبرسي أيضاً : عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنّه قال : « أنا صاحب العصا والميسم » (٧).

الثامن والخمسون : ما رواه الكليني في زيارة طويلة لأمير المؤمنين عليه‌السلام قال : « أشهد أنّك صاحب العصا والميسم » (٨).

____________

١ ـ مجمع البيان ٦ : ٤٣٥ ـ آية ( وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ ).

٢ ـ ( فيه ) أثبتناه من « ح ، ش ، ك ».

٣ ـ سورة النمل ٢٧ : ٨٢.

٤ و ٥ ـ مجمع البيان ٧ : ٤٢٩.

٦ ـ في « ط » : المراتب.

٧ ـ مجمع البيان ٧ : ٤٢٩.

٨ ـ الكافي ٤ : ٥٧٠ ، وفيه : السلام عليك. بدل : أشهد أنّك.

٣٣٨

التاسع والخمسون : ما رواه علي بن إبراهيم في « تفسيره » ونقله عنه الطبرسي : عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : « قال رجل لعمّار بن ياسر : آية في كتاب الله أفسدت قلبي ، قال عمّار : أيّة آية هي؟ قال : هذه الآية ( وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأرْضِ تُكَلِّمُهُمْ ) (١) فقال عمّار : والله لا أجلس ولا آكل ولا أشرب حتّى اُريكها ، فجاء عمّار مع الرجل إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام ـ وهو يأكل تمراً وزبداً ـ فقال : يا أبا اليقظان هلمّ ، فجلس عمّار يأكل معه ، فتعجّب الرجل ، فلمّا قام عمّار ، قال الرجل : سبحان الله حلفت أنّك لا تأكل ولا تشرب ولا تجلس حتّى ترينها؟ قال عمّار : قد أريتكها إن كنت تعقل » (٢).

الستّون : ما رواه الطبرسي أيضاً نقلاً عن « تفسير العيّاشي » أنـّه روى مثل هذه القصّة بعينها عن أبي ذرّ أيضاً (٣).

الحادي والستّون : ما رواه الشيخ أبو جعفر الطوسي في آخر كتاب « الغيبة » : عن الفضل بن شاذان ، عن الحسن بن محبوب ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن جابر الجعفي ، قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : « والله ليملكنّ منّا أهل البيت رجل بعد موته ثلاثمائة سنة يزداد تسعاً » قلت : متى يكون ذلك؟ قال : « بعد القائم » قلت : وكم يقوم القائم في عالمه؟ قال : « تسع عشرة سنة ، ثمّ يخرج المنتصر فيطلب بدم الحسين عليه‌السلام ودماء أصحابه ، فيقتل ويسير (٤) حتّى يخرج السفّاح » (٥).

أقول : الظاهر أنّ قوله : « ثلاثمائة سنة » ظرف للموت ، بمعنى أنـّه يملك بعد ما

____________

١ ـ سورة النمل ٢٧ : ٨٢.

٢ ـ تفسير القمّي ٢ : ١٣١ ، وعنه في مجمع البيان ٧ : ٤٢٩.

٣ ـ مجمع البيان ٧ : ٤٣٠.

٤ ـ في « ط » : ويسبي.

٥ ـ كتاب الغيبة : ٤٧٨ / ٥٠٥.

٣٣٩

مضى من (١) موته ثلاثمائة سنة ، وليس بصريح في أنّه يملك (٢) بعدها بغير فصل ، بل إذا خرج بعد ذلك بألف سنة صدقت البعديّة المذكورة ، والحكمة في عدم ذكر الفاصلة لا تخفى.

وقوله : « يزداد تسعاً » يحتمل أن يراد بها الزيادة في مدّة موته ، وأن يراد بها مدّة ملكه ; لأنـّها زيادة (٣) على عمره الأوّل ، ويحتمل أن يكون مجموع الثلاثمائة والتسعة مدّة ملكه كما لا يخفى.

وقوله : « بعد القائم » يمكن أن يراد به بعد غيبته أو خروجه ، ويمكن أن يقرأ « بعد » بضمّ العين فعلاً ماضياً ، والقائم الثاني يحتمل المهدي ; المذكور أولاً على بعض الوجوه.

وقوله : « ثمّ يخرج المنتصر » لا يلزم كونه بعد القائم ، بل يحتمل الحمل على أنّه عطف على قوله « ليملكنّ » ولا يبعد أن يكون المراد بـ « المنتصر » : الحسين عليه‌السلام وبـ « السفّاح » : أمير المؤمنين عليه‌السلام.

وقد وقع التصريح بالثاني في رسالة الحسن بن سليمان بن خالد القمّي في رواية هذا الحديث.

ويأتي إن شاء الله مزيد تحقيق للحال والله أعلم.

الثاني والستّون : ما رواه الشيخ الجليل أبو محمّد الحسن بن محمّد الديلمي في كتاب « إرشاد القلوب إلى الصواب » في الباب الخامس (٤) عشر في أشراط الساعة ـ قال : خطب الناس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : « أفضل (٥) الحديث كتاب الله ،

____________

١ ـ ( ما مضى من ) أثبتناه من « ح ، ش ».

٢ ـ من قوله : ( بعد ما مضى ) إلى هنا لم يرد في « ك ».

٣ ـ في « ح » : لا زيادة. بدل من : لأنّها زيادة.

٤ ـ كذا في نسخة « ش ، ط ، ح ، ك » والمطبوع ، ولكن في المصدر المتوفّر لدينا : السادس.

٥ ـ في المصدر : أصدق.

٣٤٠