الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]

الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة

المؤلف:

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]


المحقق: مشتاق المظفّر
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات دليل ما
الطبعة: ١
ISBN: 964-397-280-1
الصفحات: ٥١٣

للرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله لما تقدّم.

التاسعة والثلاثون : قوله تعالى ( فَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالأخِرَةِ قُلُوبُهُم مُنكِرَةٌ وَهُم مُسْتَكْبِرُونَ ) (١).

روى علي بن إبراهيم : أنّ معنى قوله ( لا يؤمنون بالآخرة ) لا يؤمنون بالرجعة ( قلوبهم منكرة ) كافرة (٢).

الأربعون : قوله تعالى ( فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ ) (٣).

روى علي بن إبراهيم : أنّ المراد العذاب في الرجعة (٤).

الحادية والأربعون : قوله تعالى ( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاس بِإِمَامِهِمْ ) (٥).

روى علي بن إبراهيم أيضاً ما ظاهره : أنّها في الرجعة (٦).

ويأتي إن شاء الله.

الثانية والأربعون : قوله تعالى ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) (٧).

روى علي بن إبراهم وغيره : أنّها في النصّاب وأنّ تلك المعيشة في الرجعة وأنّهم يأكلون العذرة (٨).

__________________

١ ـ سورة النحل ١٦ : ٢٢.

٢ ـ تفسير القمّي ١ : ٣٨٣.

٣ ـ سورة النحل ١٦ : ٣٤.

٤ ـ تفسير القمّي ١ : ٣٨٥.

٥ ـ سورة الاسراء ١٧ : ٧١.

٦ ـ تفسير القمّي ٢ : ٢٣.

٧ ـ سورة طه ٢٠ : ١٢٤.

٨ ـ تفسير القمّي ٢ : ٦٥ ، والقول مروي عن أبي عبدالله عليه‌السلام.

١٢١

الثالثة والأربعون : قوله تعالى ( وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلاً ) (١).

روى علي بن إبراهيم في تفسير ذلك الفضل : إنّ من جملته : أنّ الله أنزل (٢) عليه الزبور فيه توحيد الله وتمجيد ودعاء ، وأخبار رسول الله وأمير المؤمنين والقائم وأخبار الرجعة (٣).

الرابعة والأربعون : قوله تعالى ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ) (٤).

روى علي بن إبراهيم وغيره : أنّ المراد بها أخبار الرجعة (٥).

الخامسة والأربعون : قوله تعالى ( أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الأرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلاَ يُبْصِرُونَ * وَيَقُولُونَ مَتَى هذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) (٦).

روى علي بن إبراهيم : أنّ الآيتين في الرجعة (٧).

السادسة والأربعون : قوله تعالى ( أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأرْضِ ) (٨).

قال : أولم ينظروا في القرآن والأخبار برجعة الاُمم الهالكة ، رواه علي بن إبراهيم في تفسيرها (٩).

____________

١ ـ سورة سبأ ٣٤ : ١٠.

٢ ـ في « ط » والمطبوع : نزّل.

٣ ـ تفسير القمّي ٢ : ١٢٦ ، ورد القول في تفسير قوله تعالى ( وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ وَسُلَيْمَـانَ عِلْماً ) آية ١٥ من سورة النمل.

٤ ـ سورة الأنبياء ٢١ : ١٠٥.

٥ ـ تفسير القمّي ٢ : ١٢٦.

٦ ـ سورة السجدة ٣٢ : ٢٧ ـ ٢٨.

٧ ـ تفسير القمّي ٢ : ١٧١.

٨ ـ سورة فاطر ٣٥ : ٤٤.

٩ ـ تفسير القمّي ٢ : ٢١٠.

١٢٢

السابعة والأربعون : قوله تعالى ( وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ ) (١).

روى علي بن إبراهيم : أنّ المراد أمير المؤمنين والأئمّة عليهم‌السلام وأنّها في الرجعة (٢).

الثامنة والأربعون : قوله تعالى ( وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِن سَبِيل ) (٣).

روى علي بن إبراهيم : أنّ المراد بالعذاب هنا علي بن أبي طالب عليه‌السلام وخروجه في الرجعة (٤).

التاسعة والأربعون : قوله تعالى ( وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) (٥).

روى علي بن إبراهيم : أنّها في الأئمّة عليهم‌السلام وأنّهم يرجعون إلى الدنيا (٦).

الخمسون : قوله تعالى ( فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخَان مُبِين ) (٧).

روى علي بن إبراهيم : أنّ ذلك إذا خرجوا في الرجعة من القبر (٨).

الحادية والخمسون : قوله تعالى ( وَوَصَّيْنَا الأنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً ) (٩).

__________________

١ ـ سورة غافر ٤٠ : ٨١.

٢ ـ تفسير القمّي ٢ : ٢٦١.

٣ ـ سورة الشورى ٤٢ : ٤٤.

٤ ـ تفسير القمّي ٢ : ٢٧٨.

٥ ـ سورة الزخرف ٤٣ : ٢٨.

٦ ـ تفسير القمّي ٢ : ٢٨٣.

٧ ـ سورة الدخان ٤٤ : ١٠.

٨ ـ تفسير القمّي ٢ : ٢٩٠.

٩ ـ سورة الاحقاف ٤٦ : ١٥.

١٢٣

روى علي بن إبراهيم وغيره : أنّها في الحسين عليه‌السلام ، وأنّ الله أخبر رسوله وبشّره به قبل حمله ، وأخبره بما يصيبه من القتل ، وأنّه يردّه إلى الدنيا ، وينصره حتّى يقتل أعداءه ، ويملّكه الأرض ، فـ ( حملته كرهاً ) أي اغتمّت وكرهت لمّا اُخبرت بقتله (١).

الثانية والخمسون : قوله تعالى : ( يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ ) (٢).

روى علي بن إبراهيم : أنّ المراد بها الرجعة (٣).

الثالثة والخمسون : قوله تعالى ( يَوْمَ تَشَقَّقُ الأرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعاً ) (٤).

روى علي بن إبراهيم : أنّ المراد بها الرجعة (٥).

الرابعة والخمسون : قوله تعالى ( وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ) (٦).

روى علي بن إبراهيم : أنّ المراد بها أخبار الرجعة والقيامة ( فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالأرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ ) (٧) يعني ما وعدتكم (٨).

الخامسة والخمسون : قوله تعالى ( وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَاباً دُونَ ذلِكَ ) (٩).

روى علي بن إبراهيم : أنّ المراد عذاب الرجعة بالسيف (١٠).

__________________

١ ـ تفسير القمّي ٢ : ٢٩٧ ، الكافي ١ : ٤٦٤ / ٣ و ٤.

٢ ـ سورة ق ٥٠ : ٤٢.

٣ ـ تفسير القمّي ٢ : ٣٢٧.

٤ ـ سورة ق ٥٠ : ٤٤.

٥ ـ تفسير القمّي ٢ : ٣٢٧.

٦ و ٧ ـ سورة الذاريات ٥١ : ٢٢ و ٢٣.

٨ ـ تفسير القمّي ٢ : ٣٣٠.

٩ ـ سورة الطور ٥٢ : ٤٧.

١٠ ـ تفسير القمّي ٢ : ٣٣٣.

١٢٤

السادسة والخمسون : قوله تعالى ( مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هذَا يَوْمٌ عَسِرٌ ) (١).

روى علي بن إبراهيم : أنّ المراد بذلك الرجعة (٢).

السابعة والخمسون : قوله تعالى ( سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ ) (٣).

روى علي بن إبراهيم : أنّها في الرجعة ، إذا رجع أمير المؤمنين عليه‌السلام ورجع أعداؤه فيسمهم بميسم معه (٤).

الثامنة والخمسون : قوله تعالى : ( حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ ) (٥).

روى علي بن إبراهيم : أنّ (٦) المراد بها القائم وأمير المؤمنين عليهما‌السلام في الرجعة (٧).

التاسعة والخمسون : قوله تعالى : ( قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً ) (٨).

روى علي بن إبراهيم : أنّ المراد بها الرجعة (٩).

الستّون : قوله تعالى ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُول ) (١٠).

__________________

١ ـ سورة القمر ٥٤ : ٨.

٢ ـ تفسير القمّي ٢ : ٣٤١.

٣ ـ سورة القلم ٦٨ : ١٦.

٤ ـ تفسير القمّي ٢ : ٣٨١.

٥ ـ سورة الجن ٧٢ : ٢٤.

٦ ـ ( أنّ ) أثبتناها من « ح ، ش ، ك ».

٧ ـ تفسير القمّي ٢ : ٣٩١.

٨ ـ سورة الجنّ ٧٢ : ٢٥.

٩ ـ تفسير القمّي ٢ : ٣٩١.

١٠ ـ سورة الجنّ ٧٢ : ٢٦ ـ ٢٧.

١٢٥

روى علي بن إبراهيم في تفسيرها : إنّ الله أخبر رسوله بما يكون من بعده من أخبار القائم عليه‌السلام والرجعة والقيامة (١).

الحادية والستّون : قوله تعالى ( قُتِلَ الأنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ـ إلى قوله ـ ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنشَرَهُ ) (٢).

روى علي بن إبراهيم : أنّها نزلت في أمير المؤمنين عليه‌السلام وأنـّه الإنسان المذكور ( ما أكفره ) أي ما فعل وأذنب حتّى قتلتموه ( ثمّ إذا شاء أنشره ) قال : ينشره في الرجعة ( كلاّ لمّا يقض ما أمره ) فقال : لم يقض أمير المؤمنين عليه‌السلام ما أمره ، وسيرجع حتّى يقضي ما أمره (٣).

الثانية والستّون : قوله تعالى : ( إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ ) (٤).

روى علي بن إبراهيم : أنّ المراد يردّه إلى الدنيا وإلى القيامة (٥).

الثالثة والستّون : قوله تعالى ( وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ الله ) (٦).

روى ابن بابويه وغيره : أنّها ثلاثة : يوم يقوم القائم ، ويوم الكرّة ، ويوم القيامة (٧).

الرابعة والستّون : قوله تعالى : ( وَمَن كَانَ فِي هذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الأخِرَةِ أَعْمَى ) (٨).

__________________

١ ـ تفسير القمّي ٢ : ٣٩١ ، وفي « ط » : القيامة والرجعة.

٢ ـ سورة عبس ٨٠ : ١٧ ـ ٢٢.

٣ ـ تفسير القمّي ٢ : ٤٠٥.

٤ ـ سورة الطارق ٨٦ : ٨.

٥ ـ تفسير القمّي ٢ : ٤١٥ ، وفي « ك » : إلى الدنيا والقيامة.

٦ ـ سورة إبراهيم ١٤ : ٥.

٧ ـ الخصال : ١٠٨ / ٧٥ ، معاني الأخبار : ٣٦٥ / ١ ، باب معنى أيّام الله عزّوجلّ ، عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام ، تفسير القمّي ٢ : ٣٦٧.

٨ ـ سورة الاسراء ١٧ : ٧٢.

١٢٦

روى سعد بن عبدالله في « مختصر البصائر » : أنّ المراد بها الرجعة (١).

أقول : وربّما تأتي بعض (٢) الآيات الواردة في الرجعة في تضاعيف الأحاديث الآتية (٣) إن شاء الله تعالى ، وقد ألّف بعض المتأخِّرين كتباً متعدّدة في تفسير القرآن وتأويله ، والآيات النازلة في شأن أهل البيت عليهم‌السلام والرجعة ، ولم تحضرني وقت جمع هذه الرسالة وفيما ذكر (٤) كفاية إن شاء الله تعالى.

__________________

١ ـ مختصر البصائر : ٩٦ / ٦٥ ، عن أبي بصير ، عن أحدهما عليهما‌السلام.

٢ ـ ( بعض ) لم يرد في « ط ».

٣ ـ ( الآتية ) لم ترد في « ك ».

٤ ـ في « ط » : ذكرناه.

١٢٧

الباب الرابع

في إثبات أنّ ما وقع في الاُمم السابقة يقع مثله في هذه الاُمّة

إعلم أنّ هذا المعنى ثابت عنهم عليهم‌السلام قد رواه العامّة والخاصّة ويمكن أن يستدلّ عليه من القرآن بقوله تعالى ( سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ الله تَبْدِيلاً ) (١) ومن السنّة بالأحاديث الدالّة على التصريح بثبوته ، واستدلال أهل العصمة عليهم‌السلام بها (٢) على المعاندين وأعداء الدين ، كما يأتي إن شاء الله تعالى.

وبإجماع المسلمين في الجملة ، فإنّ الأحاديث بذلك كثيرة من طرق (٣) العامّة والخاصّة ، وقد صنّف علماؤنا كتباً في إثباته مذكورة في كتب الرجال ، وتقدّم ذكر بعضها ، وأنا أذكر الذي يحضرني من الأحاديث في هذا المعنى ، وقد رأيتها في عدّة كتب معتمدة مرويّة من عدّة طرق مسندة ومرسلة فأقول :

الحديث الأوّل : ممّا يدلّ على ذلك ما رواه الشيخ الجليل رئيس المحدِّثين أبو جعفر ابن بابويه في كتاب « من لا يحضره الفقيه » الذي صرّح بأنّه لا يورد فيه إلا ما يفتي به ويحكم بصحّته ، ويعتقد أنّه حجّة بينه وبين ربّه ، وشهد بأنّ كلّ ما فيه مأخوذ من كتب مشهورة ، عليها المعوّل وإليها المرجع (٤).

__________________

١ ـ سورة الأحزاب ٣٣ : ٦٢.

٢ ـ في « ط » : به.

٣ ـ في « ط » : طريق.

٤ ـ الفقيه ١ : ٣ ، المقدّمة.

١٢٨

قال في باب فرض الصلاة : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : « يكون في هذه الاُمّة كلّ ما كان في بني إسرائيل ، حذو النعل بالنعل ، والقذّة بالقذّة » (١).

الثاني : ما رواه ابن بابويه أيضاً في أواخر كتاب « كمال الدين وتمام النعمة » قال : قد صحّ عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : « كلّ ما كان في الاُمم السالفة يكون مثله في هذه الاُمّة ، حذو النعل بالنعل ، والقذّة بالقذّة » (٢).

الثالث : ما رواه الشيخ الجليل ثقة الإسلام أبو جعفر الكليني ـ في باب أنّ الأئمّة ورثوا علم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وجميع الأنبياء والأوصياء عليهم‌السلام ـ : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ـ يعني ليث المرادي ـ عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : « إنّ الله لم يعط الأنبياء شيئاً إلا وقد أعطاه محمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله » (٣) الحديث.

الرابع : ما رواه الكليني أيضاً في الباب المذكور : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن أبي زاهر أو غيره (٤) ، عن محمّد بن حمّاد ، عن أخيه أحمد بن حمّاد ، عن أبيه ، عن أبي الحسن الأوّل عليه‌السلام قال : قلت له : أخبرني عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ورث النبيّين كلّهم؟ قال : « نعم » قلت : إنّ عيسى بن مريم كان يُحيي الموتى بإذن الله؟ قال : « صدقت ، وسليمان كان يفهم منطق الطير ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقدر على هذه المنازل » (٥) الحديث. وفيه : أنّ الأئمّة عليهم‌السلام ورثوا ذلك.

الخامس : ما رواه الكليني أيضاً ـ في باب ما أعطى الله الأئمّة عليهم‌السلام من الاسم

____________

١ ـ الفقيه ١ : ١٣٠ / ٦٠٩.

٢ ـ كمال الدين : ٥٧٦.

٣ ـ الكافي ١ : ٢٢٥ / ٥.

٤ ـ في « ح » : وغيره.

٥ ـ الكافي ١ : ٢٢٦ / ٧.

١٢٩

الأعظم ـ : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ومحمّد بن خالد ، عن زكريا بن عمران القمّي ، عن هارون بن الجهم (١) ، عن رجل قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : « إنّ عيسى بن مريم عليه‌السلام اُعطي حرفين كان يعمل بهما ، واُعطي موسى أربعة أحرف ، واُعطي إبراهيم ثمانية أحرف ، واُعطي نوح خمسة عشر حرفاً ، واُعطي آدم خمسة وعشرين حرفاً ، وإنّ الله جمع ذلك كلّه لمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإنّ الاسم الأعظم ثلاثة وسبعون حرفاً اُعطي محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله اثنين وسبعين حرفاً وحُجب عنه حرف واحد » (٢).

السادس : ما رواه الكليني أيضاً ـ في باب مولد أبي جعفر محمّد بن علي الباقر عليه‌السلام ـ : عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن الحكم ، عن مثنّى الحنّاط (٣) ، عن أبي بصير قال : دخلت على أبي جعفر عليه‌السلام فقلت له : أنتم ورثة رسول الله؟ قال : « نعم » قلت : ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وارث الأنبياء كلّهم ، علم كلّ ما علموا (٤)؟ قال : « نعم » قلت : فأنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى وتبرئوا الأكمه والأبرص؟ قال : « نعم بإذن الله » (٥) الحديث.

ورواه الراوندي في « الخرائج والجرائح » في الباب السادس (٦).

ورواه علي بن عيسى في « كشف الغمّة » نقلاً من كتاب « الدلائل » لعبد الله بن جعفر الحميري (٧).

____________

١ ـ في « ك » : الجهيم.

٢ ـ الكافي ١ : ٢٣٠ / ٢.

٣ ـ في « ح » : الخيّاط.

٤ ـ في « ط » : ما علموه.

٥ ـ الكافي ١ : ٤٧٠ / ٣.

٦ ـ الخرائج والجرائح ١ : ٢٧٤ / ٥.

٧ ـ كشف الغمّة ٢ : ١٤٢.

١٣٠

ورواه الكشّي في كتاب « الرجال » : عن محمّد بن مسعود العيّاشي ، عن علي بن محمّد القمّي ، عن محمّد بن أحمد ، عن أحمد بن الحسن ، عن علي بن الحكم مثله (١).

أقول : والأحاديث في هذا المعنى كثيرة جدّاً ودلالته على مضمون الباب ظاهرة لا تخفى.

السابع : ما رواه الكليني أيضاً في « الروضة » قريباً من النصف : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، وعن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد جميعاً ، عن ابن محبوب ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه‌السلام أنّه قال له : إنّ العامّة يقولون : إنّ بيعة أبي بكر حيث اجتمع الناس عليها كانت لله رضىً ، وما كان الله ليفتن اُمّة محمّد من بعده ـ إلى أن قال ـ : فقال أبو جعفر عليه‌السلام : « أليس قد أخبر الله عن الذين من قبلهم من الاُمم أنّهم اختلفوا من بعدما جاءتهم البيّنات؟ حيث قال : ( وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللهَ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُم مَن آمَنَ وَمِنْهُم مَن كَفَرَ ) (٢) » (٣).

وفي هذا ما يستدلّ به على أنّ أصحاب محمّد اختلفوا من بعده ، فمنهم من آمن ومنهم من كفر.

أقول : هذا دالّ على مضمون الباب ، وإلا لما صحّ الاستدلال.

الثامن : ما رواه أبو جعفر بن بابويه في كتاب « كمال الدين وتمام النعمة » ـ في باب ما أخبر به الصادق عليه‌السلام من وقوع الغيبة ـ : بإسناده (٤) عن أبي بصير ، عن أبي

____________

١ ـ رجال الكشّي : ١٧٤ / ٢٩٨.

٢ ـ سورة البقرة ٢ : ٢٥٣.

٣ ـ الكافي ٨ : ٢٧٠ / ٣٩٨.

٤ ـ في حاشية « ك » : الإسناد ساقط من النسخة التي نقلت منها. « منه رحمه‌الله ».

١٣١

عبدالله عليه‌السلام قال : « إنّ سنن الأنبياء وما وقع فيهم من الغيبة ، جارية في القائم منّا أهل البيت ، حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة » (١).

التاسع : ما رواه الطبرسي في آخر كتاب « إعلام الورى » حيث قال : قد صحّ عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : « كلّ ما كان في الاُمم السالفة فإنّه يكون في هذه الاُمّة مثله ، حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة » (٢).

ورواه علي بن عيسى في « كشف الغمّة » نقلاً عنه (٣).

العاشر : ما رواه ابن بابويه في « اعتقاداته » ـ في باب الإعتقاد في الرجعة ـ حيث قال : وقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : « يكون في هذه الاُمّة ما كان في الاُمم السالفة ، حذو النعل بالنعل ، والقذّة بالقذّة » (٤).

الحادي عشر : ما رواه الشيخ الثقة الجليل أبو عمرو الكشّي في « كتاب الرجال » ـ في ترجمة حيّان السرّاج ـ : عن حمدويه قال : حدّثنا الحسن بن موسى ، قال : حدّثني محمّد بن أصبغ ، عن مروان بن مسلم ، عن بريد العجلي ، قال : دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام فقال : « لو سبقت قليلاً لأدركت حيّان السرّاج (٥) ، وكان هنا جالساً » فذكر له محمّد بن الحنفيّة وذكر حياته فقلت له : أليس نزعم وتزعمون ونروي وتروون : أنّه لم يكن في بني إسرائيل شيء إلا وفي هذه الاُمّة مثله؟ قال : « بلى » قلت : فهل رأيتم ورأينا ، وسمعتم وسمعنا ، بعالم مات على أعين الناس فنكح نساءه وقسّمت أمواله وهو حيّ لا يموت؟ فقام ولم يرد عليّ شيئاً (٦).

____________

١ ـ كمال الدين : ٣٤٥ / ٣١.

٢ ـ إعلام الورى ٢ : ٣٠٩.

٣ ـ كشف الغمّة ٢ : ٥٤٥.

٤ ـ اعتقادات الصدوق : ٦٢ ( ضمن مصنّفات المفيد ج ٥ ).

٥ ـ في المطبوع : كان حيّان كيسانيّاً متعصِّباً ( منه رحمه‌الله ).

٦ ـ لم يتوفّر لدينا رجال الكشّي ، بل هو موجود في اختيار معرفة الرجال : ٣١٤ / ٥٦٨.

١٣٢

ورواه ميرزا محمّد بن علي الاسترآبادي في « كتاب الرجال » نقلاً عن الكشّي (١).

ورواه الشيخ في كتاب « الاختيار من الكشّي (٢) » مثله (٣).

الثاني عشر : ما رواه الكشّي أيضاً ـ في ترجمة سلمان الفارسي ـ : عن محمّد بن مسعود العيّاشي ، عن الحسين بن اشكيب ، عن الحسين بن خرزاذ (٤) القمّي ، عن محمّد بن حمّاد الساسي (٥) ، عن صالح بن نوح ، عن زيد بن المعدّل ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : « خطب سلمان فقال : الحمد لله الذي هداني لدينه ـ إلى أن قال ـ : لتركبنّ طبقاً عن طبق ، سنّة بني إسرائيل القذّة بالقذّة ـ ثمّ قال بعد كلام من جملة الخطبة ـ : والسبعين الذين اتّهموا موسى على قتل هارون فأخذتهم الرجفة فماتوا ، ثمّ بعثهم الله أنبياء مرسلين وغير مرسلين ، وأمر هذه الاُمّة كأمر بني إسرائيل فأين يذهب بكم؟ » (٦) ثمّ ذكر تمام الخطبة.

ورواه الشيخ في « الاختيار » (٧).

الثالث عشر : ما رواه ابن بابويه في كتاب « كمال الدين » ـ في باب ما أخبر به الصادق عليه‌السلام من وقوع الغيبة ـ ورواه الطبرسي في « إعلام الورى » وعلي بن

____________

١ ـ منهج المقال : ١٢٧.

٢ ـ في « ط » : نقلا عن الكشي. بدل من : من الكشي.

٣ ـ اختيار معرفة الرجال : ٣١٤ / ٥٦٨.

٤ ـ في « ح » : خرداد ، وفي « ك » : حرزاذ ، وفي « ط » : خرزاد.

٥ ـ في « ح » : الشاسي ، وفي « ك » : العياشي.

٦ ـ لم يتوفّر لدينا رجال الكشّي ، بل هو موجود في اختيار معرفة الرجال : ٢٠ / ٤٧.

٧ ـ المصدر نفسه.

٨ ـ منهج المقال : ١٦٩ و ١٧٠.

١٣٣

عيسى في « كشف الغمّة » : عن سدير الصيرفي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في حديث طويل قال : « وأمّا العبد الصالح ـ يعني الخضر عليه‌السلام ـ فإنّه ما طوّل عمره لنبوّة قدّرها له ، ولا كتاب نزل (١) عليه ، ولا بشريعة (٢) ينسخ بها شريعة من كان قبله من الأنبياء ، ولا لإمامة يلزم عباده الاقتداء بها ، ولا لطاعة يفرضها له.

بل إنّ الله لمّا كان في سابق علمه أن يقدّر من عمر القائم من أيّام غيبته ما يقدّر ، وعلم ما يكون من إنكار عباده لمقدار ذلك العمر في الطول ، عمّر العبد الصالح من غير سبب أوجب ذلك ، إلا لعلّة الإستدلال به على عمر القائم ، وليقطع به حجّة المعاندين ، لئلاّ يكون للناس على الله حجّة » (٣) الحديث.

الرابع عشر : ما رواه الشيخ أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في كتاب « الاحتجاج على أهل اللجاج » ـ في احتجاج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ : عن أبي محمّد الحسن العسكري عليه‌السلام أنّه قيل لأمير المؤمنين عليه‌السلام : هل كان لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مثل آية موسى في رفعه (٤) الجبل؟ فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : « والّذي بعثه بالحقّ نبيّاً ما من آية كانت لأحد من الأنبياء من لدن آدم إلى أن انتهى إلى محمّد إلا وقد كان لمحمّد مثلها أو أفضل منها » (٥) الحديث.

الخامس عشر : ما رواه الطبرسي أيضاً في « الاحتجاج » : عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : « خطب سلمان بعد دفن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بثلاثة أيّام فقال : أيّها الناس اسمعوا (٦) حديثي ـ إلى أن قال ـ : إنّكم أخذتم سنّة بني إسرائيل أما والله لتركبنّ طبقاً عن

__________________

١ ـ في « ح » : ينزل. وفي « ط » : منزل.

٢ ـ في « ح » : ولا شريعة. وفي « ك ، ط » : ولا لشريعة.

٣ ـ كمال الدين : ٣٥٧ ، إعلام الورى ٢ : ٢٣٨ ، كشف الغمّة : لم أعثر عليه في مظانّه.

٤ ـ في « ح » : رفع.

٥ ـ الاحتجاج ١ : ٦٨ / ٢٣.

٦ ـ في « ح » زيادة : منّي.

١٣٤

طبق ، سنّة بني إسرائيل حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة » (١).

السادس عشر : ما رواه الشيخ الجليل قطب الدين الراوندي في كتاب « الخرائج والجرائح » ـ في باب أعلام النبي والأئمّة عليهم‌السلام ـ : عن أبي حمزة الثمالي ، قال : قلت لعلي بن الحسين عليهما‌السلام : الأئمّة منكم يحيون الموتى ويبرئون الأكمه والأبرص ويمشون على الماء؟ فقال عليه‌السلام : « ما أعطى الله نبيّاً شيئاً إلا وقد أعطى الله محمّداً مثله ، وأعطاه ما لم يعطهم ولم يكن عندهم ، وكلّ ما كان عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقد أعطاه أمير المؤمنين ثمّ الحسن ثمّ الحسين عليهم‌السلام ، ثمّ إماماً بعد إمام إلى يوم القيامة ، مع الزيادة التي تحدث في كلّ سنة ، وكلّ شهر ، وكلّ يوم » (٢) الحديث.

السابع عشر : ما رواه الشيخ الجليل أمين الدين أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي في كتاب « مجمع البيان » عند تفسير قوله تعالى ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّة فَوْجاً ) (٣) قال : وصحّ عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قوله : « سيكون في اُمّتي كلّ ما كان في بني إسرائيل ، حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة ، حتّى لو أنّ أحدهم دخل في جحر ضبّ لدخلتموه » (٤).

الثامن عشر : ما رواه رئيس المحدِّثين أبو جعفر ابن بابويه في كتاب « عيون أخبار الرضا عليه‌السلام » ـ في باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام في وجه دلائل الأئمّة عليهم‌السلام والردّ على الغلاة والمفوّضة ـ قال : حدّثنا تميم بن عبدالله بن تميم القرشي ، قال : حدّثني أبي ، قال : حدّثنا أحمد بن علي الأنصاري ، عن الحسن بن الجهم ، عن الرضا عليه‌السلام في حديث طويل أنّ المأمون سأله فقال : يا أبا الحسن ما تقول في

____________

١ ـ الاحتجاج ١ : ٢٩٤ / ٥١.

٢ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٥٨٣ / ١.

٣ ـ سورة النمل ٢٧ : ٨٣.

٤ ـ مجمع البيان ٧ : ٤٣٠.

١٣٥

الرجعة؟ فقال الرضا عليه‌السلام : « إنّها لحقّ قد كانت في الاُمم السالفة ، ونطق بها القرآن ، وقد قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يكون في هذه الاُمّة كلّ ما كان في الاُمم السالفة ، حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة » (١) الحديث.

التاسع عشر : ما رواه الشيخ قطب الدين الراوندي في كتاب « الموازاة بين المعجزات » الذي ألحقه وأضافه إلى كتاب « الخرائج والجرائح » ، قال : قال الصادق عليه‌السلام : « إنّ الله ردّ على أيّوب أهله وماله الذين هلكوا » ثمّ ذكر قصّة عزير وأنّ الله أماته وأحياه ، وقصّة ( الَّذِيْنَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ المَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُوا ثُمَّ أحْيَاهُمْ ) (٢) وغير ذلك ، ثمّ قال : « فمن أقرّ بجميع ذلك كيف ينكر الرجعة في الدنيا؟

وقد قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما جرى في اُمم الأنبياء قبلي شيء إلا ويجري في اُمّتي مثله » (٣).

العشرون : ما رواه الشيخ الجليل الحسن بن سليمان بن خالد القمّي في « رسالته » نقلاً من كتاب « مختصر البصائر » لسعد بن عبدالله : عن محمّد بن الحسين ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي خالد القمّاط ، عن حمران بن أعين ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : قلت له (٤) : هل كان في بني إسرائيل شيء لا يكون مثله هاهنا؟ قال : « لا » (٥) الحديث.

الحادي والعشرون : ما رواه الحسن بن سليمان أيضاً نقلاً من كتاب « مختصر البصائر » لسعد بن عبدالله : عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن أحمد بن الحسن بن علي

__________________

١ ـ عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ٢٠١ / ١.

٢ ـ سورة البقرة ٢ : ٢٤٣.

٣ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٩٣٣ ـ ٩٣٤.

٤ ـ في « ح » : قلت لأبي ، بدل من : قلت له.

٥ ـ مختصر البصائر : ١٠٥ / ٧٦ ، باب الكرّات.

١٣٦

ابن فضّال ، عن أبيه ، عن حميد (١) بن المثنّى ، عن شعيب الحدّاد (٢) ، عن أبي الصباح الكناني ، قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن أشياء وجعلت أكره أن اُسمّيها ، فقال : « لعلّك تسأل عن الكرّات؟ » قلت : نعم ، قال : « تلك القدرة ولا ينكرها إلا القدرية.

إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اُتي بقاع (٣) من الجنّة عليه عذق ، يقال له : سنّة ، فتناولها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سنّة من كان قبلكم » (٤).

الثاني والعشرون : ما رواه العامّة والخاصّة من قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « علماء اُمّتي كأنبياء بني إسرائيل » (٥) والاستدلال به لا يخفى على المتأمِّل.

الثالث والعشرون : ما رواه علي بن إبراهيم في « تفسيره » : عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : « لم يكن في بني إسرائيل شيء إلا وفي اُمّتي مثله » (٦).

الرابع والعشرون : ما رواه الشيخ الجليل علي بن محمّد الخزّاز القمّي في كتاب « الكفاية في النصوص على الأئمّة عليهم‌السلام » ـ في باب ابن عبّاس ـ قال : حدّثنا أبو المفضّل محمّد بن عبدالله بن المطلب الشيباني ، عن أحمد بن مطرف (٧) ، عن

____________

١ ـ في المطبوع ونسخة « ش ، ح ، ط » : عبيد ، وما أثبتناه من المصدر هو الصحيح ، وهو العجلي ، كوفي ، ثقة ، ثقة ، يكنّى بأبي المغرا ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن عليهما‌السلام.

اُنظر رجال النجاشي : ١٣٣ / ٣٤٠ ، معجم رجال الحديث ٧ : ٣٠٩.

٢ ـ من ( عن محمد بن عبد الجبار ) ، إلى هنا سقط من « ك ».

٣ ـ وفي المطبوع و « ح ، ط ، ك » : بقاع ، وما في المتن من « ش » وهو الموافق للمصدر والبحار.

القناع : طبق الرطب ، لسان العرب ٨ : ٣٠١ ـ قَنع.

٤ ـ مختصر البصائر : ١٠١ / ٧٢.

٥ ـ غوالي اللئالي ٤ : ٧٧ / ٦٧ ، ومن العامّة العجلوني في كشف الخفاء ٢ : ٨٣ / ١٧٤٤.

٦ ـ تفسير القمّي ١ : ٤٧.

٧ ـ في المطبوع ونسخة « ك وط » : أحمد بن مظفر ، وما في المتن أثبتناه من نسخة « ش وح ». وفي المصدر : أحمد بن مطرق بن سواد بن الحسين القاضي البستي.

١٣٧

أبي حاتم المهلبي (١) المغيرة بن محمّد ، عن عبد الغفّار بن كثير الكوفي ، عن إبراهيم بن حميد ، عن أبي هاشم ، عن مجاهد ، عن ابن عبّاس ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث طويل قال : « كائن في اُمّتي ما كان في بني إسرائيل ، حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة » (٢).

الخامس والعشرون : ما رواه ابن طاووس في كتاب « كشف المحجّة لثمرة المهجة » من طريق العامّة والخاصّة : عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه يجري في اُمّته ما جرى في الاُمم السالفة (٣).

السادس والعشرون (٤) : ما رواه الشيخ الثقة الجليل سعيد بن هبة الله الراوندي في كتاب « قصص الأنبياء » : بإسناده عن ابن بابويه ، عن أبيه ، عن سعدبن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سيف بن عميرة ، عن أخيه علي ، عن أبيه (٥) ، عن محمّد بن مارد ، عن عبدالأعلى بن أعين ، قال : قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام : حديث يرويه الناس أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « حدّث عن بني إسرائيل ولا حرج » قال : « نعم » قلت : فنحدّث عن بني إسرائيل ولا حرج علينا؟ قال : « أما سمعت ما قال ، كفى بالمرء كذباً أن يحدّث بكلّ ما سمع » قلت : كيف هذا؟ قال : « ما كان في الكتاب أنّه كان في بني إسرائيل ، فحدّث أنّه كائن في هذه

__________________

وقد نقله المجلسي في البحار عن المصدر في موردين : فالأوّل ٣ : ٣٠٣ / ٤٠ ، عن أحمد بن مطوق بن سوار ، والثاني ٣٦ : ٢٨٣ / ١٠٦ ، عن أحمد بن مطوق. ولم يذكره أصحاب التراجم. اُنظر مستدركات النمازي ١ : ٤٨٨ / ١٨٦٣.

١ ـ في « ح » : المهلي.

٢ ـ كفاية الأثر : ١٥.

٣ ـ كشف المحجّة لثمرة المهجة : ٥٤.

٤ ـ هذا الحديث لم يرد في نسخة « ك ».

٥ ـ ( عن أبيه ) لم يرد في « ط » وفي « ح » زيادة بعد عن أبيه : عن سعد بن عبد الله.

١٣٨

الاُمُّة ولا حرج » (١).

أقول : والأحاديث في ذلك كثيرة متواترة بين الشيعة والعامّة ، ولم اُوردها كلّها لضيق المجال وقلّة وجود الكتب ، وفيما أوردته منها بل في بعضه كفاية إن شاء الله ، وهي دالّة بعمومها وخصوصها على صحّة الرجعة ، وعلى تقدير أن يثبت تخصيص العموم في بعض الأفراد بدليل شرعي صحيح صريح فإنّه يقبل.

وأمّا في الرجعة فلا سبيل إلى تخصيص هذا العموم ؛ لأنّ هذه الأحاديث كما رأيت تدلّ على صحّة الرجعة عموماً وخصوصاً ، والنصّ على الخصوص صريح في دخول هذا الفرد في العموم ، وعدم إمكان إخراجه لكثرة التصريحات وقوّة الدلالة وتظافر الأدلّة والمساواة المستفادة من قولهم : « حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة ».

يمكن حملها على الغالب أو على المبالغة أو على المساواة من بعض الوجوه ، إن ثبت التغاير في بعض الخصوصيّات والتفاصيل ، ومعلوم أنّ المساواة لا تفيد العموم وإلا لزم الاتّحاد وهي بمنزلة المشابهة.

ومعلوم أنّ التشبيه صادق مع الاتّفاق في وصف من الأوصاف دون الجميع ، وإنّما يلزم الحكم بالعموم في أوّل الحديث للتصريح فيه بلفظ العموم وتأكيد الحكم بوجوه لا تخفى ، وإذا ثبت مضمون هذا الباب ظهر أنّ كلّ حديث في البابين الآتيين حجّة ودليل على صحّة الرجعة ، وأنّها لابدّ أن تقع في هذه الاُمّة لجماعة كثيرة من الرعيّة وأهل (٢) العصمة عليهم‌السلام ، مضافة (٣) إلى الأبواب الآتية المشتملة على الأحاديث الصريحة والله الهادي.

__________________

١ ـ قصص الأنبياء : ١٨٧ / ٢٣٤.

٢ ـ في « ط » : وأهل بيت.

٣ ـ في « ط » : مضافاً.

١٣٩

الباب الخامس

في إثبات أنّ الرجعة قد وقعت في الاُمم السابقة

إعلم أنّ هذا المعنى لا خلاف ولا شكّ فيه (١) عند أحد من المسلمين ، وقد نطق به القرآن كما تقدّم ، وأنا أذكر هنا جملة من الأحاديث الواردة في ذلك ولا أدّعي الاستقصاء فإنّها أكثر من أن تحصى ، وقد تضمّنت كتب العامّة والخاصّة شيئاً كثيراً من ذلك ، وقد نقلوا هذا المعنى في كتب التواريخ وكتب الحديث والتفاسير وغيرها ، ولم أنقل إلا بعض ما ورد من طريق علماء الخاصّة واقتصرت على أحاديث :

الأوّل : ما رواه الشيخ الجليل رئيس المحدِّثين أبو جعفر ابن بابويه في كتاب « عيون الأخبار » ـ في باب الأخبار المنثورة ـ قال : حدّثنا أبي رضي‌الله‌عنه قال : حدّثنا علي بن موسى بن جعفر الكميداني (٢) ، ومحمّد بن يحيى العطّار جميعاً ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي ، قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يقول : « إنّ رجلاً من بني إسرائيل قتل قرابة له ، فطرحه على طريق أفضل سبط من أسباط بني إسرائيل ، ثمّ جاء يطلب بدمه.

فقال لموسى : إنّ سبط آل فلان قتلوا فلاناً فأخبرنا من قتله ، فقال : إئتوني ببقرة

__________________

١ ـ في « ح » : لاخلاف فيه ولا شك.

٢ ـ في « ح ، ك » : الكمنداني.

١٤٠