الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم على لسان ريحانتيه الامام الحسن و الحسين عليهما السلام

السيّد محسن الحسيني الأميني

الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم على لسان ريحانتيه الامام الحسن و الحسين عليهما السلام

المؤلف:

السيّد محسن الحسيني الأميني


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: شفق للطباعة والنشر
المطبعة: الإعتماد
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-485-095-0
الصفحات: ١٧٢

والمراد من قوله عليه السلام : «يضحك ممّا يضحكون منه» : أي أنّ رسول الله صلى الله عليه واله كان كسائر أصحابه يتبسّم ويضحك ، وكان جلّ ضحكه : التبسّم وهذا لا ينافي أنّه صلى الله عليه واله ضحك غير مرّة حتّى بدت نواجده ، وكان إذا ضحك وضع يده على فيه.

وكان النبيّ صلى الله عليه واله يتعجّب كسائر الناس ، وعند تعجّبه كان يقلّب كفّيه ، وربّما يسبّح ، وربّما يحرّك رأسه ، وربّما يعضّ شفتيه ، وربّما كان يضرب بيده على فخذه ، وربّما كان ينكت الأرض بعود (١) ,

قوله عليه السلام : «ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته ، حتّى إذا كان أصحابه ليستجلبونهم في المنطق» الصبر : عبارة عن قوّة ثابتة وملكة راسخة بها يقدر على حبس النفس على الاُمور الشاقّة ، والوقوف معها بحسن الأدب ، وعدم الإعتراض على المقدّر بإظهار الشكوى ، فإنّ الإنسان مادام في هذه النشأة كان مورداً للمصائب والآفات ، ومحلاً للنوائب والعاهات ، ومكلّفاً بفعل الطاعات وترك المنهيّات والمشتهيات ، وكلّ ذلك ثقيل على النفس ، ولا يمكن الغلبة عليها إلّا بالصبر.

والصبر على ثلاثة أنحاء : كما جاء في الحديث : عن أمير المؤمنين عليه السلام ، عن رسول الله صلى الله عليه واله ، قال : الصبر ثلاثة : صبر عند المصيبة ، وصبر على الطاعة ، وصبر عن المعصية.

فمن صبر على المصيبة حتّى يردّها بحسن عزائها كتب الله له ثلاثمائة درجة ، ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء والأرض.

ومن صبر على الطاعة كتب الله له ستمائة درجة ، ما بين الدرجة إلى

__________________

١ ـ السيرة الحلبيّة : ص ٣٣٥.

١٠١

الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى العرش.

ومن صبر عن المعصية ، كتب الله تعالى له تسعمائة درجة ، ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى منتهى العرش (١).

وقيل إنّ الصبر مبنيّ على أربع قواعد :

الأوّل : الزهد.

الثاني : الإنشفاق من النّار.

الثالث : الشوق إلى الجنّة.

الرابع : ترقّب الموت.

فالأوّل : إنّ من زهد في الدنيا إستخفّ بالمصائب.

والثاني : إنّ من أشفق من النّار : إجتنب المحرمّات.

والثالث : إنّ من اشتاق إلى الجنّة : سلا عن الشهوات ، وطيّب نفسه عن المشتهيات.

والرابع : من إرتقب الموت : سارع إلى الخيرات ، وواظب على الطاعات.

بيد أن الآيات والروايات في مدح الصبر كثيرة جداً كقوله تعالى : «وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ» (٢) وكقوله : «إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ» (٣) وراجع الكافي ج ٢ ، باب الصبر ، ص ٨٧.

قوله عليه السلام : «وللغريب» الغريب : فعيل بمعنى فاعل ، من غرب الشخص بالضم غرابة كشرف شرافة : بعد عن الوطن ، والإسم الغُربة بالضم.

__________________

١ ـ الكافي : ج ٢ ، ص ٩١ ، ح ١٥.

٢ ـ البقرة : ٢٤٩.

٣ ـ الزمر : ١٠.

١٠٢

«الجفوة» : أي غليظ الطبع ، والجفاء يكون في الخلقه والخلق ، يقال : رجل جافي الخلقة وجافي الخلق : إذا كان غليظ العشرة.

والجفاوة : قساوة القلب ، وفي صفته صلى الله عليه واله ليس بالجافي ولا المهين (١) أي ليس بالغليظ الخلقة والطبع ، أو ليس بالذي يجفو أصحابه.

والمهين : أي الذي يهين أصحابه أو يحقّرهم.

وقال الجزري ، وفي الحديث : من بدا جفا ، بدا ـ بالدال المهملة ـ : خرج إلى البادية ، أي من سكن البادية غلظ طبعه لقلّة مخالطة الناس (٢).

وفي الحديث : عن رسول الله صلى الله عليه واله ، قال : من أتى مكة حاجاً ولم يزرني في المدينة جفوته يوم القيامة ، ومن أتاني زائراً وجبت له شفاعتي ، ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنّة (٣).

قوله عليه السلام : «في منطقه» نطق ينطق من باب ـ ضرب يضرب ـ : تكلّم بصوت وحروف تعرف بها المعانى.

ويقال : نطق اللسان كما يقال : نطق الرجل.

والمراد من قوله عليه السلام : «ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته» أي أنّ الغريب الذي بعد عن الوطن وسكن البادية وغلظ طبعه وعشرته مع الناس ، وكان قسّي القلب حين ما يظهر شكواه لرسول الله صلى الله عليه واله ويسأل عنه مع الخشونة في سؤاله ومنطقه كان رسول الله صلى الله عليه واله بحسن الأدب لا يتعرّض عليه ويصبر صبراً جميلاً وإن كان أصحابه صلى الله عليه واله لا يتحمّلون ذلك ويردّونهم بألفاظ ذات معاني واضحة.

قوله عليه السلام : «ويقول : إذا رأيتم طالب الحاجّة يطلبها فأرفدوه» الرفد

__________________

١ ـ مجمع البحرين : ج ١ ، ص ٨٩.

٢ ـ النهاية لإبن الأثير : ج ١ ، ص ٢٨١.

٣ ـ تهذيب الأحكام : ج ٦ ، ص ٤ ، ح ٥.

١٠٣

ـ بالكسر : العطيّة والمعونة اسم من رفد رفداً من باب ـ ضرب ـ أي أعطاه وأعانه.

فمن حسن سيرته صلى الله عليه واله كان يؤكد اُمته على قضاء الحوائج يقول : إذا رأيتم طالب الحاجه يطلبها فأعطوه وأعينوه فكان صلى الله عليه واله يؤكّد اُمّته على قضاء الحوائج.

وفي الحديث : من قضى لأخيه المسلم حاجة كان له من الأجر كمن حج واعتمر (١).

وأخرجه الكليني بإسناده : عن أبي عبدالله عليه السلام ، قال : قضاء حاجة المؤمن خير من عتق ألف رقبة ، وخير من حملان ألف فرس في سبيل الله (٢).

وعنه أيضاً : قال عليه السلام : ما قضى مسلم لمسلم حاجة إلّا ناداه الله تبارك وتعالى عليّ ثوابك ، ولا أرضى لك بدون الجنّة (٣).

* * *

__________________

١ ـ الجامع الصغير : ج ٢ ، ص ٦٣٧ ، ح ٨٩٦٠.

٢ ـ الكافي : ج ٢ ، ص ١٩٣ ، ح ٣.

٣ ـ الكافي : ج ٢ ، ص ١٩٤ ، ح ٧.

١٠٤

ولا يقبل الثناء إلّا من مكافٍ. ولا يقطع على أحدٍ حديثه حتّى يجوز فيقطعه بنهي أو قيام.

قوله عليه السلام : «ولا يقبل الثناء إلّا من مكافٍ» كافأته كفاءً ومكافأةً : جزيته بالإحسان إحساناً ، وبالإساءة إساءةً ، بمعنى المثل.

والمراد من قوله عليه السلام : «ولا يقبل الثناء إلّا من مكافٍ» أنّه صلى الله عليه واله كان يكره مدح ما دح من دون صنع معروف إليه ، وأمّا إذا اصطنع معروفاً فأثنى به عليه مثنٍ وشكره : قَبِلَ ثناؤه.

قوله عليه السلام : «ولا يقطع على أحدٍ حديثه حتّى يجوز فيقطعه بنهي أو قيام» ومن مظاهر سموّ سيرته صلى الله عليه واله مع أصحابه ، وحسن معاشرته مع جميع طبقات أمّته بكل رحاب الصدر ، وصبر واطمئنان ، فما كان صلى الله عليه واله يقطع حديث أحد من أصحابه حتى يخرج حديثه عن أدب الكلام فحينئذٍ يقطعه بنهي أو يقوم عنه.

* * *

١٠٥

قال فسألته كيف كان سكوته؟ ، قال : كان سكوت رسول الله صلى الله عليه واله على أربع : الحلم ، والحذر ، والتقدير ، والتفكّرِ

قوله عليه السلام : «قال فسألته كيف كان سكوته؟ ، قال : كان سكوت رسول الله صلى الله عليه واله على أربع : الحلم» الحلم : هو الإمساك عن المبادرة إلى الإنتقام.

وقيل : الحلم عبارة عن ضبط النفس والطبع عن هيجان الغضب.

وقيل : الحلم عبارة عن الطمأنينة عند ثورة الغضب.

وقيل هو تأخير مكافاة الظالم.

والحلم في الإنسان : فضيلة تحت الشجاعة ، يعتبر معها عدم إنفعال النفس عن الواردات المكروهة المؤذية له ، الموجبة للغضب والإضطراب.

وكان رسول الله صلى الله عليه واله في فضيلة الحلم والعفو عن المسيىء نموذجاً رائعاً كسائر أخلاقه ، فهو لا يعرف الغضب إلّا حين تنتهك للحق حرمته ، فحينها لا يقوم لغضبه شيء حتّى يهدم الباطل ويزهق.

ولعظمة النبيّ صلى الله عليه واله في حلمه وعفوه عمّن أساء إليه ، تراه ، كأنّه الحلم قد تجسّد بشراً سوّياً ، وهذا خادم رسول الله صلى الله عليه واله أنس بن مالك يحدّث لنا بقوله : خدمت النبيّ صلى الله عليه واله عشر سنين ، ولم يقل شيء فعلت : لم فعلت؟ ولا شيء لم أفعله : ألّا فعلته؟ (١).

وعنه أيضاً : قال : خدمت رسول الله صلى الله عليه واله سنين ، لما سبّني سبّة قط ، ولا ضربني ضربة ، ولا انتهرني ولا عبس في وجهي ، ولا أمرني بأمر فتوانيت فيه فعاتبني عليه ، فإن عاتبني عليه أحدٌ من أهله ، قال : دعوه ،

__________________

١ ـ رياض السالكين : ج ٣ ، ص ٤٧٦ ـ ٤٧٧.

١٠٦

فلو قُدّر شيىءٌ كان (١).

قوله عليه السلام : «والحذر» الحذر محركة : الإحتراز من مخوّف ، يقال : حذرته أحذره حذراً من باب ـ تعب ـ : خفته ، وحذّرته الشيء بالتشديد فحذره ، ومنه قوله تعالى : «وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ» (٢). والشيء محذور أى مخوّف ، قال الله سبحانه وتعالى : «إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا» (٣).

قوله عليه السلام : «والتقدير» تحديد كل مخلوق بحدّه الذي يعتبر في كماله وتميّزه وتشخّصه ، وتقدير الشيء : أي جعله بمقدار خاص ، والتقدير من الإنسان التفكّر والتدبّر في الأمر بحسب نظر عقله.

قوله عليه السلام : «والتفكّر» التفكّر لغة : إعمال النظر في الشيء بالقلب والتدبّر والتأمل فيه.

وقيل : هو ترتيب أمور معلومة في الذهن تؤدّي إلى المطلوب يكون علماً أو ظناً.

وقيل : التفكّر : عبارة عن تصرّف القلب في معاني الأشياء لدرك المطلوب.

وقال الغزالي : حقيقة التفكّر عبارة عن طلب علم غير بديهي عن مقدّمات موصلة إليه ، كما إذا تفكّر أنّ الآخرة باقية والدنيا فانية ، فإنّه يحصل له العلم بأنّ الآخرة خير من الدنيا ، وهو يبعثه على العمل للآخرة ، فالتفكّر سبب لهذا العلم ، وهذا العلم يقتضي حالة نفسانيّة هي التوجّه

__________________

١ ـ إحياء العلوم : ج ٢ ، ص ٣٩٥ ، في بيان جملة أخرى من أدابه وأخلاقه ، وأخلاق النبيّ صلى الله عليه واله : ص ٣٧٠.

٢ ـ آل عمران : ٢٨.

٣ ـ الإسراء : ٥٧.

١٠٧

إلى الآخرة ، وهذه الحالة تقتضي العمل لها ، وقس على هذا.

فالتفكّر موجب لتنوّر القلب وخروجه عن الغفلة ، وأصل لجميع الخيرات (١).

اعلم : إنّ التفكّر : أعظم العبادات قدراً وأثراً ، وأرفعها درجةً ، ولهذا نشاهد قد ورد في القرآن الكريم آيات كثيرة تحثّ على التدبّر والتفكّر فنذكر شيئاً منها.

ومنها : قوله تعالى : «هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ» (٢).

ومنها : قوله تعالى : «فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ» (٣).

ومنها : قوله تعالى : «كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» (٤).

ومنها : قوله تعالى : «إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» (٥).

ومنها : قوله تعالى : «إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» (٦).

وهكذا وردت بالتفكّر أخبار عديده عن الرسول الأعظم وأهل بيته الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.

وفي الحديث : عن رسول الله صلى الله عليه واله ، قال : فكرة ساعة خير من عبادة سنة (٧).

وفي حديث آخر : عنه صلى الله عليه واله ، تفكّر ساعة خير من عبادة سنة (٨).

وعن أبي عبدالله عليه السلام : قال : تفكّر ساعة خير من عبادة سنة (٩).

وفي الحديث : عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : فكرة ساعة.

__________________

١ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣١٩ ، نقلاً عنه وراجع إحياء العلوم : ج ٤ ، ص ٤٥٢.

٢ ـ الأنعام : ٥٠.

٣ ـ الأعراف : ١٧٦.

٤ ـ يونس : ٢٤.

٥ ـ الرعد : ٣ ، الروم : ٢١ ، والجاثية : ١٣.

٦ ـ النحل : ١١.

٧ ـ مصباح الشريعة : ج ١١٤.

٨ ـ إحياء العلوم : ج ٤ ، ص ٤٥٢.

٩ ـ تفسير العياشي : ج ٢ ، ص ٢٠٨ ، ح ٢٦.

١٠٨

خير من عبادة ستّين سنة (١).

وقال فخر الدين الطريحي : وفي الحديث : تفكّر ساعة خير من عبادة ستّين سنة ، ثم أضاف ، في القول : نقلاً عن فخر الدين الرازي في توجيه ذلك : هو أن الفكر يوصلك إلى الله ، والعبادة توصلك إلى ثواب الله ، والذي يوصلك إلى الله خير ممّا يوصلك إلى غير الله ، أو أن الفكر عمل القلب ، والطاعة عمل الجوارح ، فالقلب أشرف من الجواح ، ويؤكّد ذلك قوله تعالى : «أَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي» (٢) جعلت الصلاة وسيلة إلى ذكر القلب ، والمقصود أن العلم أشرف من غيره (٣).

مضافاً إلى أنّ حقيقة العبادة ترجع إلى التفكّر في أمرالله عزّوجلّ كما صرّح بذلك ما ورد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام حيث قال : ليست العبادة كثرة الصلاة والصوم ، إنّما العبادة التفكّر في أمر الله عزّوجلّ (٤).

وفي مفاتيح الغيب : قال رسول الله صلى الله عليه واله : تفكّر ساعة خير من عبادة سبعين سنة (٥).

وفي المحاسن : بإسناده عن الحسن الصيقل ، قال : قلت لأبي عبدلله عليه السلام تفكّر ساعة خير من قيام ليلة؟ قال : نعم ، قال رسول الله صلى الله عليه واله : تفكّر ساعة خير من قيام ليلة ، قلت : كيف نفكّر؟ ، قال : يمرّ بالدور الخربة فيقول : أين بانوك؟ أين ساكنوك مالك لاتتكلّمين؟ (٦).

وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : قال : التفكّر يدعو إلى البرّ والعمل به (٧).

__________________

١ ـ الميزان في تفسير القرآن : ج ٤ ، ص ٩٠.

٢ ـ طه : ١٤.

٣ ـ مجمع البحرين : ج ٣ ، ص ٤٤٤.

٤ ـ الكافي : ج ٢ ، ص ٥٥ ، ح ٤.

٥ ـ مفاتيح الغيب : ص ٣٠٣ ، ح ٦٥٢.

٦ ـ المحاسن : ج ١ ، ص ٩٤ ، ح ٥٦ / ٥ ، ونحوه في الكافي : ج ٢ ، ص ٥٤ ـ ٥٥. ح ٢.

٧ ـ الكافي : ج ٢ ، ص ٥٥ ، ح ٥.

١٠٩

فأمّأ تقديره ففي تسويته النظر والإستماع بين الناس. وأمّا تذكّره أو قال : تفكّره ففيما يبقى ويفنى

قوله عليه السلام : «فأمّا تقديره ففي تسويته النظر والإستماع بين الناس» فقد عرفت سابقاً بأن التقدير من الإنسان عبارة عن التفكّر والتدبير في الأمر بحسب نظر عقله فمن مظاهر سموّ تدبيره صلى الله عليه واله بين أصحابه كان ينظر إليهم ويستمع إلى أقوالهم على حد سواء.

قوله عليه السلام : «وأمّا تذكّره أو قال : تفكّره ففيما يبقى ويفنى» لقد عرفت آنفاً من سؤال الصيقل عن كيفيّة التفكّر بأن يمرّ الإنسان بالدور الخربة فيقول : أين بانوك وأين ساكنوك : أي أين من كان سابقاً حيّاً وبنى دوراً وسكن فيها فأين صاروا؟ ، فتفكّره صلى الله عليه واله في البقاء والفناء ، اُسوة حسنة لجميع الناس من أصحابه وغيرهم.

* * *

١١٠

وجمع له صلى الله عليه واله : الحلم ، والصبر ، فكان لا يغضبه شيء ولا يستفزّه

قوله عليه السلام : «وجمع له صلى الله عليه واله : الحلم ، والصبر» قد فسّرنا معنى الحلم والصبر آنفاً فلا نعيد.

قوله عليه السلام : «فكان لا يغضبه شيء» الغضب : هيجان النفس لإرادة الإنتقام ، وقيل : الغضب تغيّر يحصل عند غليان دم القلب لشهوة الإنتقام.

وفي الحديث : إنّ الغضب جمرة من الشيطان توقد في قلب ابن آدم ، وإنّ أحدكم إذا غضب إحمّرت عيناه وانتفخت أو داجه. الحديث (١).

وقيل إنّ الله تعالى خلق الغضب من النار ، وقرّره في الإنسان ، وخمّره في طينته ، فإذا تحركت قوّته إشتعلت نار الغضب من باطنه ، وثارت ثوراناً يغلي به دم القلب كغلي الحميم ، وينتشر في العروق ، ويرتفع إلى أعالي البدن والوجه ، فلذلك يحمّر الوجه ، والبشرة ، ومهما إشتدّت نار الغضب وقوى إضطرامها أعمى صاحبه وأصمّه عن كل موعظة ، وينطفي نور عقله ، فلا يؤثّر فيه نصح ولا وعظ ، وربّما قويت نار الغضب فأفنت الرطوبة التي بها الحياة فيموت صاحبه غيظاً ، أو يفسد مزاج دماغه لغلبة الحرارة الصاعدة إليه فيموت ، فهذه آثار الغضب المفرط ، ولذلك وردت في ذمّة أحاديث وأخبار.

لقد أخرجه الكليني : بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : من كفّ نفسه عن أعراض الناس أقال الله نفسه يوم القيامة ، ومن كفّ غضبه عن الناس كفّ الله تبارك وتعالى

__________________

١ ـ الكافي : ج ٢ ، ص ٣٠٤ ، ح ١٢ ، باب الغضب.

١١١

عنه عذاب يوم القيامة (١).

وفي حديث آخر : قال رسول الله صلى الله عليه واله : الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الخل العسل (٢).

وعن أبي عبدالله عليه السلام : قال : الغضب مفتاح كلّ شرّ (٣).

وعنه أيضاً : قال : من كفّ غضبه ستر الله عورته (٤).

قوله عليه السلام : «ولا يستفزّه» إستفزّه : إي إستخفّه ، ورجل فز ، أي خفيف ، وفي التنزيل : «وَإِن كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ» (٥) أي ليستخفونك.

والمراد من قوله عليه السلام : «لا يغضبه شيء ولا يستفزّه» أي لا يقوم لغضبه شيء حتّى يهدم الباطل ويزهقه ، ولقد كان صلى الله عليه واله أنأى الناس عن الغضب ، وكان لا يستخفّ به أحد.

* * *

__________________

١ ـ الكافي : ج ٢ ، ص ١٤.

٢ ـ الكافي : ج ٢ ، ح ١.

٣ ـ الكافي : ج ٢ ، ح ٣.

٤ ـ الكافي : ج ٢ ، ح ٦.

٥ ـ الإسراء : ٧٦.

١١٢

وجميع له الحذر في أربع : أخذه بالحسنى ليقتدى به ، وتركه القبيح لينتهي عنه [ليتناهي عنه] ، وإجتهاد الرأي فيما أصلح اُمّته ، والقيام فيما جمع لهم الدنيا والآخرة [والقيام لهم فيما جمع لهم أمر الدنيا والآخرة]

قوله عليه السلام : «وجمع له الحذر في أربع : أخذه بالحسنى ليقتدى به ، وتركه القبيح لينتهي عنه» الحذر : أي الفزع والخوف ، لقد كان رسول الله صلى الله عليه واله حذراً في جميع المواقف.

وفي الحديث : لقد فزع أهل المدينة ذات ليلة ، فانطلق ناس قِبَل الصوت ، فتلقّاهم رسول الله صلى الله عليه واله راجعاً ، وقد سبقهم إلى الصوت وهو على فرس لأبي طلحة في عنقه السيف وهو يقول : لم تراعوا لم تراعوا ، قال : وجدنا بحراً أو أنه البحر (١).

فلم يكن حذره بالحسنى [بالحسن] إلّا بأن يقتدى به ويكون عمله اُسوة حسنة كما أشار إليه سبحانه عزّوجلّ : «لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ» (٢) وهكذا لم يكن تركه صلى الله عليه واله القبيح حتّى يكون اُسوة لأصحابه ليتناهون عنه.

قوله عليه السلام : «وإجتهاد الرأي فيما أصلح اُمّته» الإجتهاد في الشيء أخذ النفس ببذل الطاقة وتحمل المشقة فيه من الجهد ـ بالفتح والضّم ـ.

وقيل بالفتح بمعنى المشقّة ، وبالضّم بمعنى الطاقة والوسع ، واجتهد في

__________________

١ ـ صحيح مسلم : ج ٦ ، ص ١٨٢٠ ـ ١٨٢١ ، ح ٤٨ / ٢٣٠٧.

٢ ـ الأحزاب : ٢١.

١١٣

الأمر : أي بذل جهده وطاقته فيه. فكان رسول الله صلى الله عليه واله يبذل طاقته ويتحمّل المشقّة في تحصيل مصالح اُمّته.

قوله عليه السلام : «والقيام لهم فيما جمع لهم أمر الدنيا والآخرة» فمن حسن سيرته صلى الله عليه واله القيام بما يكون أنفع وأصلح لاُمّته وأصحابه من أمر الدنيا والآخرة ، قال الله عزّوجلّ : «رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً» (١).

إلى هنا ينتهي حديث هند بن أبي هالة برواية الإمامين الهمامين الحسن والحسين عليهما السلام

* * *

__________________

١ ـ البقرة : ٢٠١.

١١٤

فهذا سبط رسول الله صلى الله عليه واله الأكبر وريحانته وسيد شباب أهل الجنة الإمام أبو محمّد الحسن بن علي بن أبي طالب المجتبىٰ عليهما السلام يحدّث لنا دعاء رسول الله صلى الله عليه واله بما أخرجه أبو نعيم الإصفهاني بإسناده عن الحسن بن علي أنّ رسول الله صلى الله عليه واله كان يدعو ويقول : اللهم أقلني عثرتي ، وآمن روعتي ، واستر عورتي ، وانصرني على من بغىٰ عليّ ، وأرني فيه ثأرتي (١).

اللهم أقلني عثرتي ، وآمن روعتي ، واستر عورتي ، وانصرني على من بغىٰ عليّ ، وأرني فيه ثأرتي.

قوله عليه السلام : «اللهم أقلني عثرتي» أصل اللهمّ : يا الله حذف حرف النداء ، وعوّض عنه الميم.

__________________

١ ـ حلية الأولياء : ج ٧ ، ص ٢٥٠ ، ومسند إبن أبي شيبة : ج ٧ ، ص ٦٣ ، والذرية الطاهرة النبويّة : ص ١١٨.

١١٥

وقيل : أصل اللهم : يا الله المطلوب للمهم فحذف حرف النداء لدلالة النداء ، وعوّض عنه الميم.

وقيل : أصل اللهم : يا الله المطلوب للمهم فحذف حرف النداء لدلالة الطلب والإهتمام عليه مع قيامه مقامه ، ثم اقتصر من لفظي الصفتين بأوّل الأوّل وآخر الثاني واُدغم أحدهما في الآخر.

«أقلني» أقال الله عثرته إقالة : أي سامحه بذنبه وغفر زلّته وأصله من دفع العاثر من سقوطه.

وقيل : للزلّة : عثرة ، لأنّها سقوط في الإثم ، ومنه الإقالة في البيع لأنّها رفع العقد.

وقال الطريحي : وفي الحديث : «من أقال نادماً أقاله الله من نار جهنّم» أي وافقه على نقض البيع وأجابه إليه ، يقال : أقاله يقيله إقالةً : أي وافقه على نقض البيع وسامحه ، وأضاف في القول قائلاً : واستقلته في البيع ، فأقالني ، ومنه حديث علي عليه السلام فيا عجباً بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته ، والضمير عائد على الأول ، وإستقالته هو قوله : أقيلوني فلست بخيركم وعليّ فيكم (١).

وإقالة العثرة : إستعارة للتجاوز عن الذنب ، ومنه الحديث : «أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم» (٢).

وقال الجزري : أقاله يقيله إقالة ، وتقايلاً : إذا فسخا البيع ، وعاد المبيع إلى مالكه والثمن إلى المشتري ، إذا كان قد ندم أحدهما أو كلاهما وتكون الإقالة في البيع والعهد (٣).

__________________

١ ـ مجمع البحرين : ج ٥ ، ص ٤٥٩ ، مادة «قيل».

٢ ـ السنن الكبرى : ج ٨ ، ص ٢٦٧ و ٣٣٤.

٣ ـ النهاية لإبن الأثير : ج ٤ ، ص ١٣٤.

١١٦

«والعثرة» وهي في الأصل المرّة من عثر الرجل يعثر في مشيه من باب ـ قتل ـ أي كبا وسقط.

ويقال للزلّة : عثرة لأنّها سقوط في الإثم وأقال الله عثرته : إذا رفعه من سقوطه وتجاوز عن زلّته.

قوله عليه السلام : «وآمن روعتي» أمن يأمن من باب ـ تعب ـ إذا اطمأَنَت نفسه وزال خوفه من لقاء مكروه.

«روعتي» الروع ـ بالفتح ـ : الفزع والخوف ، راعه الشيء روعاً من باب ـ قال ـ أفزعه ، والروعة : الفزعة وتسكين الروعة عبارة عن إزالة الخوف وفي التنزيل : «فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ» (١) أي الفزع.

والمراد من قوله عليه السلام : «وآمن روعتي» أي اللهم أزل عنّي المكروه وادفع عنّي الخوف والفزع.

قوله عليه السلام : «واستر عورتي» الستر ـ بالفتح ـ : تغطية الشيء ، وسترت الشيء ستراً من باب ـ قتل ـ حجبته عمّن ينظر إليه أي عن المشاهدة.

والستر بالكسر : ما يستتر به ، وستره تعالى عبارة عن عدم اطلاع أحد على مساوي عبده ، وعدم فضيحته له بين الخلق.

«وعورتي» كلّ ما يستحيى منه إذا ظهر ، وأصلها من العار ، وذلك ما يلحق في ظهورها من العار أي المذّمة.

وقال الفيومي : كلّ شيء يستره الإنسان أنفةً وحياءً فهو عورة (٢).

وفي الحديث : قال رسول الله صلى الله عليه واله : لا تتّبعوا عورات المسلمين ، فإنّه من تتبّع عوراتهم تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله تعالى عورته يفضحه

__________________

١ ـ هود : ٧٤.

٢ ـ المصباح المنير : ص ٤٣٧.

١١٧

ولو في بيته (١).

أي من تجسّس ما ستره الله من الأفعال والأقوال على أخيه يفضحه الله.

وقال الطريحي : وفيه «عورة المؤمن على مؤمن حرام» (٢).

ومعناه ـ على ما ذكره الصادق عليه السلام : أن يزلّ زلة أو يتكلّم بشيء يعاب عليه فيحفظه ليعيره به يوماً.

وفي خبر آخر : هي إذاعة سرّه (٣).

قوله عليه السلام : «وانصرني على من بغىٰ عليّ» النصر : الإعانة يقال : نصره على عدوّه ، أي أعانه ومنه تعالى : «إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا» (٤) فالله سبحانه وتعالى بشّر نبيّه صلى الله عليه واله بالنصر والفتح على من عاداه من قريش وغيرهم بقوله : «إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ» (٥).

و «بغىٰ» البغي : يأتي لمعان ، يقال : بغى بغياً : إذا سعى في الفساد ، وبغى على الناس : إذا ظلم واعتدى ، وبغى عليه : إستطال وتكبّر ، وبغى : أي خرج عن طاعة من تجب طاعته.

قال الجزري : وفي حديث عمّار : «تقتله الفئة الباغية» هي الظالمة الخارجة عن طاعة الإمام. وأصل البغي : مجاوزة الحد (٦).

وقال الطريحي : البغاة : جمع باغ وهم الخارجون على إمام معصوم كما في معركة ـ جمل وصفين ـ سموا بذلك لقوله تعالى : «فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي» (٧) حتّى تفيىء.

__________________

١ ـ الكافي : ج ٢ ، ص ٣٥٤ ، ح ٢.

٢ ـ الكافي : ج ٢ ، ص ٣٥٩ ، ح ٣.

٣ ـ مجمع البحرين : ج ٣ ، ص ٤١٦.

٤ ـ غافر : ٥١.

٥ ـ النصر : ١.

٦ ـ النهاية لإبن الأثير : ج ١ ، ص ١٤٣.

٧ ـ الحجرات : ٩.

١١٨

والفئة الباغية : الخارجة عن طاعة الإمام من البغي الذي هو مجاوزة الحد ، ومنه حديث عمّار : تقتله الفئة الباغية ، وفيه : «إيّاك أن يسمع منك كلمة البغي» أي ظلم وفساد (١).

وقال الزمخشري في الأساس : بغى علينا فلان : أي خرج علينا طالباً أذانا وظلمنا (٢).

وفي الكشاف : البغي عبارة عن طلب التطاول بالظلم (٣).

وقال الراغب : البغي على قسمين ، أحدهما محمود وهو تجاوز العدل إلى الإحسان والفرض إلى التطوّع ، والثاني مذموم وهو تجاوز الحقّ إلى الباطل ، ومنه بغى إذا ظلم واعتدى وتكبّر ، وذلك لتجاوزه منزلته إلى ماليس له ، ويستعمل ذلك في أيّ أمر كان ، فالبغي في أكثر المواضع مذموم. ومن هنا أخذ صلى الله عليه واله يدعو الله ، ويسأل منه النصرة على من يبغي عليه (٤).

قوله عليه السلام : «وأرني فيه ثأرتي» الرؤية : النظر بالعين والقلب. قاله ابن منظور.

وقال ابن سيده : الرؤية : معانية العين للشيء (٥).

وقال الراغب : وقد تستعمل الرؤية بمعنى العلم والظن فيتعدّىٰ إلى مفعولين وتقول : رأيته عالماً وقد يعدّى إلى مفعول واحد ويأتي لمعان.

الأوّل : بالحاسّة : وتقول رأيت زيداً أي أبصرته ، لأنّ أفعال الحواس إنّما تتعدّى إلى واحد كقوله تعالى : «وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى

__________________

١ ـ مجمع البحرين : ج ١ ، ص ٥٥.

٢ ـ اساس البلاغة : ص ٢٧.

٣ ـ الكشاف : ج ٢ ، ص ٦٢٩.

٤ ـ المفردات : ص ٥٥ ـ ٥٦.

٥ ـ لسان العرب : ج ١٤ ، ص ٢٩١.

١١٩

اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ» (١) وكقوله سبحانه وتعالى : «لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ» (٢).

الثاني : بالوهم والتخيّل : كقوله تعالى : «وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ» (٣) أي ولو رأيت وشاهدت في معركة البدر كيف كان الكافر يتوهّم ويتخيّل بأنّ الملائكة يقتلونهم.

وفي الحديث : إن رجلاً قال للنبيّ صلى الله عليه واله إني حملت على رجل من المشركين فذهبت لأضربه فبدر رأسه ، فقال صلى الله عليه واله : سبقك إليه الملائكة (٤).

الثالث : بالتفكّر : كقوله تعالى : «إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ» (٥) أي أنّ الشيطان لمّا رأى جنود الملائكة بحيث يرونه عاد ما خيّل إليهم ، أنّه مجبرهم سبب هلاكهم.

الرابع : بالعقل : كقوله تعالى : «مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ» (٦) أي ما كذّب فؤاد محمد صلى الله عليه واله ما رآه ببصره من صورة جبرئيل عليه السلام ، وقوله : «وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ» (٧).

أي ولقد رأى النبيّ صلى الله عليه واله جبرئيل نزلة اُخرى ، أي مرّة اُخرى عند سدرة المنتهى.

قوله عليه السلام : «ثأري» الثأر : الذحل ، أي الطلب بالدم ، والجمع أثآر.

وقيل : الثأر قاتل حميمك ، والإسم الثؤرة. قاله إبن منظور (٨).

__________________

١ ـ الزمر : ٦٠.

٢ ـ التكاثر : ٦ ـ ٧.

٣ ـ الأنفال : ٥٠.

٤ ـ مجمع البيان : ج ٣ و ٤ ، ص ٥٥.

٥ ـ الأنفال : ٤٨.

٦ ـ النجم : ١١.

٧ ـ النجم : ١٣ ـ ١٤.

٨ ـ لسان العرب : ج ٤ ، ص ٩٧.

١٢٠