الشيخ النجاشي

المؤلف:

الدكتور حسن عيسى الحكيم


الموضوع : التراجم
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٠٢

كتاب «شرح الحماسة الاولى» التي عملها ابو تمام لعبد الله بن طاهر ، وهي سبعة الاف واربعمائة وسبعون بيتاً ، وشرح اخبارها واستدرك ما فرط فيه ابو رياش نحو الف ورقة ، وله كتاب مختصر تاريخ الطبري بعد حذف الاسانيد والتكرار منه وزاد عليه من سنة ٣٠٣ هـ الى وقته ، ويقع في ثلاثة الاف ورقة ، كما انه تمم كتاب «تاريخ الموصل» لابي زكريا زيد بن محمد ، وكان فيه الى سنة ٣٢١ هـ ، فعمل فيه من اول سنة ٣٢٢ هـ الى وقته ، فدخلت فيه زيادة كثيرة (١).

وان قائمة مؤلفات ابي الحسن العدوي الشمشاطي التي ذكرها الشيخ النجاشي تشير الى (٣٥) كتاب ورسالة في مواضيع اللغة والتاريخ والعقائد والادب والفقه والاخلاق وغيرها ، وفي بعضها تفصيلات لا نجدها عند غيره من الرجالين ، وقد استمد الشيخ النجاشي اسماء هذه الكتب وتفصيلاتها عن شيخه سلامة بن دكا فيقول : «اخبرنا سلامة بن دكا ابو الخير الموصلي رحمه الله بجميع كتبه» ، ويقول ايضاً : «ورأيت فهرست كتبه بخط ابي نصر بن ريان رحمه الله كتباً زايدة على هذه الكتب غير ان هذه رواية سلامة وكان يذكره بالفضل والعلم والدين والتحقيق بهذا الامر رحمه الله» (٢).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ النجاشي ، الرجال ، ص ١٨٧.

٢ ـ المصدر نفسه ، ص ١٨٨.

٨١

علي بن محمد بن يوسف

اشار الشيخ النجاشي الى القاضي ابي الحسن علي بن محمد بن يوسف عند ترجمته محمد بن ابراهيم الامام بقوله : «اخبرنا القاضي ابو الحسن علي بن محمد بن يوسف بسر من رأى» (١). ولم يرو الشيخ النجاشي في كتاب «الرجال» عن شيخه علي بن محمد بن يوسف شيئاً ، وقد اورد ترجمة ابي الحسن علي بن محمد بن يوسف بن مهجور الفارسي المعروف بابن خالويه فقال : «شيخ من اصحابنا ، ثقه سمع الحديث ، اتبعت اكثر كتبه. له كتاب عمل رجب ، وكتاب عمل شعبان وكتاب عمل شهر رمضان. اخبرنا عنه عدة من اصحابنا» (٢). ومن المحتمل اتحاد الترجمتين ، فيشير السيد الخوانساري ، الى ان ابي الحسن المعروف بابن خالويه قد عده بعضهم من مشايخ النجاشي (٣) ، وقد وثقه السيد الخوئي في كتاب «معجم رجال الحديث» (٤).

محمد بن جعفر التميمي النجار

(٣٠٣ ـ ٤٠٢ هـ)

يعبر عن ابي الحسن محمد بن جعفر التميمي بالاديب النجار والكوفي القمي (٥). ويحتمل بعض علماء الرجال اتحاده مع محمد بن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ النجاشي ، الرجال. ص ٢٥٢. ينظر الامين ، اعيان الشيعة ، ٩ / ٨١.

٢ ـ النجاشي ، المصدر نفسه ، ص ١٩١.

٣ ـ الخوانساري ، روضات الجنات ، ٣ / ١٥٤. النوري ، مستدرك الوسائل ، ٣ / ٥٠٣.

٤ ـ الخوئي ، معجم رجال الحديث ، ١٢ / ١٨١.

٥ ـ الطهراني ، طبقات اعلام الشيعة ، القرن الخامس ، ص ١٥٧.

٨٢

جعفر النحوي (١). ويقول الشيخ النوري : «ان محمد بن جعفر الاديب ، قد يعبر عنه بمحمد بن جعفر المؤدب ، ومحمد بن جعفر القمي ، وبابي الحسن التميمي ، وبابي الحسن النحوي ، والكل واحد» (٢). ويقول الابطحي : وان اتحاد الجميع ظاهر بقرينة من روى هو عنه ، ولا يبعد اتحاد النحوي والتميمي بقرينة روايتهما عن ابن الفرزدق (٣) ، بينما نجد السيد الخوئي يعتبر محمد بن جعفر بن محمد عبد الله النحوي غير محمد بن جعفر التميمي (٤). وكان ابو الحسن محمد بن جعفر التميمي غالباً ما يروي عن احمد بن سعيد بن عقدة (ت ٣٣٣ هـ) (٥).

ونحن اذا اعتبرنا محمد بن جعفر النحوي والاديب والتميمي والمؤدب شخصاً واحداً ، فان الشيخ النجاشي قد روى عنه بعدة الفاظ هي : محمد بن جعفر ، محمد بن جعفر النحوي ، محمد بن جعفر الاديب ، محمد بن جعفر التميمي ، محمد بن جعفر المؤدب ، وقد ذكر الشيخ النجاشي شيخه هذا بلفظ «اخبرنا ، حدثنا» (٦) ، بمواضع كثيرة من كتاب «الرجال» وينقل الشيخ النوري عن السيد ابن طاووس في

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ النجاشي ، الرجال ، ص ١٥٧. الامين ، اعيان الشيعة ، ٤٤ / ١٤١. الخوئي ، معجم رجال الحديث ، ١٥ / ١٧٠ ، ١٩٦.

٢ ـ النوري ، مستدرك الوسائل ، ٣ / ٥٠٢. الامين ، اعيان الشيعة ، ٤٤ / ١٤١.

٣ ـ الابطحي ، تهذيب المقال ، ١ / ٣٧.

٤ ـ الخوئي ، معجم رجال الحديث ، ١٥ / ١٩٧.

٥ ـ النوري ، مستدرك الوسائل ، ٣ / ٥٠٢. الطهراني ، طبقات اعلام الشيعة / القرن الخامس ، ص ١٥٧.

٦ ـ النجاشي ، الرجال ، ص ٦٧ ، ص ٢٦١ ، ص ٢٩٧.

٨٣

كتاب «فرحة الغري» قوله : «ذكر ابو جعفر الحسن بن محمد بن جعفر التميمي المعروف بابن النجار في كتابه تاريخ الكوفة وهو الكتاب الموصوف بالمنصف» (١). وقد وقع تصحيف في الاسم والكنية لصاحب الترجمة ، ويقول الخطيب البغدادي : ان التميمي هذا المعروف بابن النجار ، هو من اهل الكوفة ، وقد سمع منه بعض العلماء سنة ٣٩١ هـ في مدينة بغداد (٢). وقد وثق السيد الخوئي ابا الحسن التميمي بصفته استاذاً للشيخ النجاشي (٣).

محمد بن الحسين بن موسى الموسوي (الشريف الرضي)

ت ٤٠٦ هـ

ترجم الشيخ النجاشي للشريف الرضي ابي الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن ابراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام ، وقال : «نقيب العلويين ببغداد اخو المرتضى كان شاعراً مبرزاً له كتب منها : كتاب حقائق التنزيل ، كتاب مجاز القرآن ، خصايص الائمة ، كتاب نهج البلاغة ، كتاب الزيادات في شعر ابي تمام ، كتاب تعليق خلاف الفقهاء ، كتاب مجازات اثار النبوية ، كتاب تعليقة في الايضاح لابي علي ، كتاب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ النوري ، مستدرك الوسائل ، ٣ / ٥٠٢. ينظر ابن طاووس ، فرحة الغري ، ص ٤٩.

٢ ـ الخطيب البغدادي ، تاريخ بغداد ، ٢ / ١٥٨ ـ ١٥٩.

٣ ـ الخوئي ، معجم رجال الحديث ، ١٥ / ١٧٠ ، ١٨٩ ، ١٩٦ ، ١٩٧ ، ٢١ / ١٣٥ ، ١٤٤.

٨٤

الجيد من شعر ابن الحجاج ، كتاب الزيادات في شعر ابن الحجاج ، كتاب مختار شعر ابي اسحاق الصابي ، كتاب ما دار بينه وبين ابي اسحاق من الرسائل ، شعر». وقد حدد الشيخ النجاشي وفاته في السادس من محرم عام ٤٠٦ هـ (١). ولم اجد في هذه الترجمة ، ولا غيرها من تراجم «الرجال» للشيخ النجاشي اية اشارة تشير الى تلمذته على الشريف الرضي ، ولكن في هامش كتاب «الرجال» للسيد بحر العلوم ، اكد محقق الكتاب على تلمذة الشيخ النجاشي على الشريف الرضي (٢).

محمد بن عبد الله بن محمد بن عبيد الشيباني

كان ابو المفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن عبيد بن البهلول ، قد ساق الشيخ النجاشي نسبه الى ذهل بن شيبان وقال : كان قد سافر في طلب الحديث ، وانه كوفي الاصل ، ثبتاً في اول امره ثم خلط ، ورأيت جل اصحابنا يغمزونه ويضعفونه ، وله كتب كثيرة منها : كتاب شرف التربة ، كتاب مزار امير المؤمنين عليه السلام ، كتاب مزار الحسين عليه السلام ، كتاب فضائل العباس بن عبد المطلب ، كتاب الدعاء ، كتاب من روى حديث خم ، رسالة في التقية والاذاعة ، كتاب من روى عن زيد بن علي بن الحسين ، كتاب فضائل زيد عليه السلام ، كتاب الشافي في علوم الزيدية ، كتاب اخبار ابي حنيفة ، كتاب القلم. ثم اوضح الشيخ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ النجاشي ، الرجال ، ص ٢٨٣.

٢ ـ بحر العلوم ، هامش كتاب «الرجال» ، ٢ / ٨٤.

٨٥

النجاشي تلمذته عليه بقوله : رأيت هذا الشيخ وسمعت منه كثيراً ثم توقفت عن الرواية عنه الا بواسطة بيني وبينه (١). ويقول السيد بحر العلوم : «ولعل المراد استثناء ما ترويه الواسطة عنه حال الاستقامة والثبت ، او الاعتماد على الواسطة بناء على ان عدالته تمنع عن روايته عنه ما ليس كذلك ، وعلى التقديرين يفهم منه عدالة الواسطة بينه وبين ابي المفضل ، بل عدالة الوسائط بينه وبين غيره من الضعفاء مطلقاً» (٢) وقال عنه الشيخ الطوسي : انه كثير الرواية الا انه ضعفه قوم (٣).

محمد بن عبيد الله بن احمد بن ابي طاهر الزراري

اشارت بعض المصادر الى ان ابا طاهر محمد بن عبيد الله بن احمد بن ابي طاهر محمد بن محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهيم بن بكير الزراري ، حفيد ابي غالب الزراري احد شيوخ النجاشي (٤). ويقول الخوانساري : انه كان شيخ الشيخ الطوسي والنجاشي (٥).

ولكن لدى دراستي للشيخ الطوسي لم اعثر اية اشارة تدل على تلمذة الشيخ الطوسي على ابي طاهر الزراري كما لم اعثر على اية اشارة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ النجاشي ، الرجال ، ص ٢٨٢.

٢ ـ بحر العلوم ، الرجال ، ٢ / ٩٥.

٣ ـ الطوسي ، الرجال ، ص ٥١١. الفهرست ، ص ١٦٦. ينظر العلامة الحلي ، الرجال ، ص ٢٥٦. ابن داود ، الرجال ، ق ٢ ص ٤٩. البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ص ٤١٦.

٤ ـ الطهراني ، طبقات اعلام الشيعة ، القرن الخامس ، ص ١٦٩. الخوانساري ، روضات الجنات ، ١ / ٤٦ ، ٥٦.

٥ ـ الخوانساري ، روضات الجنات ، ١ / ٤٦.

٨٦

للنجاشي في كتاب «الرجال» تدل على تلمذة الشيخ النجاشي عليه ، وانما هناك اشارات صريحة على تلمذته على ابي غالب الزراري. وانما اشار الى علميته بقوله : «كان اديبا وسمع ابي غالب شيخنا له كتاب فضل الكوفة على البصرة وكتاب الموشح وكتاب جمل البلاغة» (١).

محمد بن عثمان بن الحسن النصيبي

ت ٤٠٦ هـ

روى ابو الحسن محمد بن عثمان بن الحسن بن عبد الله القاضي النصيبي في مدينة بغداد عن ابي الميمون ، عن عبد الرحمن بن عبد الله الدمشقي البجلي صاحب ابي زرعة الدمشقي وعن غيره من شيوخ الشام ، وحدث عن ابي الحسين احمد بن جعفر بن المنادي ، واسماعيل بن محمد الصفار وجماعة البغداديين (٢). وقد تتلمذ عليه الشيخ النجاشي وروى عنه في رجاله (٣). وقد اكثر في الرواية من خلال تراجمه بقوله : «اخبرنا ، اخبرني» وذكر سماعه عليه وقد ذكره بالفاظ عدة هي : القاضي ابو الحسين محمد بن عثمان ، محمد بن عثمان ، محمد بن عثمان بن الحسن ، ابو الحسين محمد بن عثمان بن الحسن النصيبي ، القاضي ابو الحسين ، ابو الحسين محمد بن عثمان ، محمد بن عثمان المعدل

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ النجاشي ، الرجال ، ص ٢٨٣.

٢ ـ الخطيب البغدادي ، تاريخ بغداد ، ٣ / ٥١.

٣ ـ الطهراني ، طبقات اعلام الشيعة / القرن الخامس ، ص ١٦٩. ينظر الصفدي ، الوافي بالوفيات ، ٧ / ١٨٧.

٨٧

، القاضي ابو الحسين محمد بن عثمان بن الحسن. وكان الشيخ النجاشي في بعض النصوص يشير الى قراءاته وسماعاته على شيخه ابي الحسين النصيبي فعند حديثه عن فارس بن سليمان الارجاني قال : «وما رووا من الحديث قرأته على القاضي ابي الحسين محمد بن عثمان بن الحسن النصيبي وكتبته من اصله» (١) وعند حديثه عن محمد بن عمر المعروف بالجعابي قال : «كتاب الشيعة من اصحاب الحديث وطبقاتهم ، وهو كتاب كبير سمعناه من ابي الحسين محمد بن عثمان» (٢). وعند ذكره للكتاب : «الصلوة الكبيرة» لابي محمد حريز بن عبد الله السجستاني الازدي قال : «فقرآناه على القاضي ابي الحسين محمد بن عثمان» (٣) وقد اشار بعض علماء الرجال الى وثاقة ابي الحسين النصيبي (٤).

ولكن الخطيب البغدادي على عادته في تضعيف رجال الامامية فيقول : جئت ابا بكر البرقعاني فاستأذنته في ان اقرأ عليه ، فقال ما تريد ان تقرأ ، قلت : شيئا علقته من تاريخ ابي زرعة وفيه سماعك من القاضي النصيبي ، فعبّس وجهه ، وقال كنت عزمت على ان لا احدث ولكني اسامحك انت خاصة في بابه ، واذن لي فقرأت عليه» (٥) ويمضي الخطيب البغدادي في تضعيف القاضي النصيبي بقوله : «سمعت ابا الحسن علي البادا وقد ذكر القاضي النصيبي فقال : كنت احدث عنه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ النجاشي ، الرجال ، ص ٢٣٠ ، ص ٢١٩.

٢ ـ المصدر نفسه ، ص ٢٨١.

٣ ـ المصدر نفسه ، ص ١٠٥.

٤ ـ الخوئي ، معجم رجال الحديث ، ١٦ / ٣٠٨ ، ٢١ / ١٤٩.

٥ ـ الخطيب البغدادي ، تاريخ بغداد ، ٣ / ٥١.

٨٨

البادا وقد ذكر القاضي النصيبي فقال : كنت احدث عنه حتى نهاني جماعة من اصحاب الحديث عن الرواية عنه فلم احدث عنه بعد وضعف البادا امره جدا» (١).

ومن الغريب ما ذكره حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق بقوله : سمعت من القاضي النصيبي تاريخ ابي زرعة ، وكان سماعه اياه صحيحا من ابي ميمون البجلي عن ابي زرعة ، وكان امر النصيبي في وقت سماعنا هذا كتاب منه مستقيما ثم فسد بعد ذلك لانه كان يخلف القاضي ابا عبد الله الضبي على بعض عمله بالكرخ ، فروي للشيد المناكير ، ووضع لهم ايضا احاديث» (٢). ويقول الخطيب البغدادي : «سألت ابا القاسم الازهري عن النصيبي فقال : كذاب ، اخرج الينا هذا الكتاب في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة ، فقلت : انا قدمت بغداد بعد الاربعين ، فكيف هذا؟ فما رد عليّ شيئا. قال الازهري : وكان امره في الابتداء مستقيما ، وحدث عن الشاميين من سماع صحيح. او كما قال : سمعت ابا الفتح محمد بن احمد بن محمد المصري يقول : لم اكتب ببغداد عن شيخ اطلق عليه الكذب غير اربعة : احدهم النصيبي. وحدثني القاضي ابو عبد الله الصيمري قال : كان ابو الحسن النصيبي ضعيفا في الرواية عدلا في الشهادة لم يتعلق عليه فيها بشيء (٣).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ الخطيب البغدادي ، تاريخ بغداد ، ٣ / ٥١.

٢ ـ المصدر نفسه ، ٣ / ٥٢.

٣ ـ المصدر نفسه ، ٣ / ٥٢.

٨٩

وقد اكثر الخطيب البغدادي في ابراز جوانب الضعف عند القاضي النصيبي ، وهو وان لم يسلم من لسانه الكثير من العلماء. ولكن لابد ان يكون بين الاثنين علاقة غير طيبة وذلك لمعاصرة الخطيب البغدادي له.

وكان العلامة الشيخ النوري عند حديثه عن القاضي النصيبي قال : ان الشيخ النجاشي ادركه وقرأ عليه بحلب (١). وهذا وهم لان الشيخ النجاشي لم يقصد مدينة حلب كما توضحه مصادر حياته فيقول الابطحي : ان النجاشي لم يخرج من بغداد الا للزيارة. وانما نشأ ما ذكره رجمه الله في ترجمة الحسين بن خالويه اذ بعد ذكره وان سكن حلب ومات بها. وبعد ذكر كتبه قال : حدثنا بذلك القاضي ابو الحسين النصيبي قال قرأته عليه بحلب (٢).

توفي ابو الحسين محمد بن عثمان النصيبي بمدينة بغداد في الثالث من شهر رمضان عام ٤٠٦ هـ ، ودفن في داره بالكرخ (٣).

محمد بن علي بن خشيش التميمي الفزاري

كان ابو الحسين محمد بن علي بن خشيش بن نصر بن جعفر بن ابراهيم التميمي الفزاري من شيوخ اهل السنة (٤). وقد تتلمذ عليه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ النوري ، مستدرك الوسائل ، ٣ / ٥٠٢.

٢ ـ الابطحي ، تهذيب المقال ، ١ / ٣٩.

٣ ـ الخطيب البغدادي ، تاريخ بغداد ، ٣ / ٥٢.

٤ ـ العلامة الحلي ، الاجازة الكبيرة (بحار الانوار) ، ٢٦ / ٢٨ ، ايضاح الاشتباه ، ص ٧٤.

٩٠

الشيخ النجاشي واشار الى ذلك بقوله : «اخبرنا محمد بن علي بن خشيش التميمي المقريء (١). كما تتلمذ عليه الشيخ الطوسي ، واشار الى ذلك في مواضع عدة من كتاب «الامالي» (٢).

محمد بن علي بن شاذان القزويني

كان ابو عبد الله محمد بن علي شاذان القزويني قد اجاز الشيخ النجاشي عام ٤٠٠ هـ (٣). وقد اشار النجاشي الى تلمذته عليه بلفظ «اخبرنا ، اخبرني ، اخبرنا اجازة» وقد وردت بكثرة عند تراجمه في كتاب «الرجال» وقد ذكر الشيخ النجاشي استاذه ابن شاذان القزويني بعدة الفاظ هي : ابو عبد الله القزويني ، محمد بن علي القزويني ، ابو عبد الله القزويني ابن شاذان ، ابو عبد الله بن شاذان ، محمد بن علي بن شاذان ، ابو عبد الله محمد بن علي القزويني. ويقول الشيخ النوري : «والكل واحد» (٤). ويقول الابطحي : والاختلاف بذكر اسمه واسم ابيه او مع زيادة جده او مع زيادة الكنية واللقب ، او ذكره بعنوان ابن شاذان ونحو ذلك لا يضر بالوحدة. كما هو ظاهر لمن تأمل في رواياته (٥). ويقول الشيخ الطهراني : «وقد يعبر عنه بابي عبد الله بن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ النجاشي ، الرجال ، ص ٧٩.

٢ ـ الطوسي ، الامالي ، ١ / ٣١٦ ، ٣٢١.

٣ ـ النجاشي ، ا لرجال ، ص ٣٩. ينظر الامين ، اعيان الشيعة ، ٤٦ / ١٠٧.

٤ ـ النوري ، مستدرك الوسائل ، ٣ / ٥٠٢.

٥ ـ الابطحي ، تهذيب المقال ، ١ / ٤١.

٩١

شاذان وابي عبد الله القزويني ، وكثير ما يروي عن احمد بن محمد بن يحيى العطار» (١). وقد ورد في كتاب «الرجال» اسم ابن شاذان القزويني بلفظ «احمد بن علي بن شاذان» ، في احد النصوص وهو تصحيف من الاسم الحقيقي (٢). وقد شارك الحسين الغضائري في رواية ابن شاذان ومع محمد بن علي في رواية اخرى (٣). وكان ابو عبد الله ابن شاذان القزويني من مشايخ ابي العباس احمد بن علي بن نوح السيرافي ، شيخ النجاشي (٤). وعند ترجمة النجاشي لاحمد بن هلال العبرتائي وذكر كتبه قال : اخبرني بالنوادر ابو عبد الله بن شاذان عن احمد بن محمد بن يحيى «وفي الترجمة ذاتها استقى عن شيخه احمد بن محمد بن الجندي نصاً اخر عن ابن همام قال : «حدثنا عبد الله بن العلا المذاري عنه بكتابه يوم وليلة» (٥).

محمد بن علي بن يعقوب القناتي الكاتب

ت ٤٥٠ هـ

يعد الشيخ ابو الفرج محمد بن علي بن يعقوب بن اسحاق بن ابي قرة القناتي الكاتب من فقهاء الامامية ، وله رأي فيما يفسد الصلاة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ الطهراني ، طبقات اعلام الشيعة / القرن الخامس ، ص ١٧٤.

٢ ـ النجاشي ، الرجال ، ص ٢٤٦.

٣ ـ المصدر نفسه ، ص ٦٠ ، ٣١٢.

٤ ـ الطهراني ، طبقات اعلام الشيعة / القرن الرابع ، ص ٢٨٨.

٥ ـ النجاشي ، الرجال ، ص ٦٠ ، ص ٦١.

٩٢

وقد الف الشيخ المفيد كتابا في جواب ابي الفرج بن اسحاق القناتي (١). وقد تتلمذ عليه الشيخ المفيد واشار الى ذلك بقوله : «كان ثقة ، وسمع كثيرا ، وكتب كثيرا ، وكان يورق لاصحابنا ، ومعنا في المجالس. له كتب منها : كتاب عمل يوم الجمعة ، وكتاب عمل الشهور ، وكتاب معجم رجال ابي المفضل ، وكتاب التهجد ، اخبرني واجازني جميع كتبه» (٢).

واشار الشيخ النجاشي الى الفاظ تدل على تلمذته على ابي الفرج القناتي كقوله «اخبرنا ، اخبرني ، اخبرنا اجازة ، قال ابو الفرج القناتي» واشار الى اسمه وكنيته بعدة الفاظ هي : محمد بن علي ، محمد بن علي الكاتب ، محمد بن علي القناتي ، ابو الفرج الكاتب ، محمد بن علي الكاتب القناتي ، ابو الفرج محمد بن علي ، ابو الفرج محمد بن علي بن ابي قرة ، ابو الفرج القناتي ، ابو الفرج محمد بن علي الكاتب ، ابو الفرج محمد بن علي الكاتب القناتي ، وكان السيد ابن طاووس ينقل عنه في كتاب «الاقبال» ويذكره باسم «محمد بن ابي قرة» كما ينقل عن كتابه «عمل شهر رمضان» وقال : انه من الادعية والاعمال في شهر رمضان ولعله في اجزاء كتاب المسرة (٣).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ النجاشي ، الرجال ، ص ٢٨٧. الابطحي ، تهذيب المقال. ١ / ٤٠.

٢ ـ النجاشي ، الرجال ، ص ٢٨٣. ينظر العلامة الحلي ، الرجال ، ص ١٦٤. الطهراني ، المشيخة ، ص ٨٦.

٣ ـ الطهراني ، الذريعة ، ١٥ / ٣٤٥ ـ ٣٤٦.

٩٣

ويقول السيد الصدر : ان كتاب معجم رجال ابي المفضل لابي الفرج القناتي قد رتبه الشيخ النجاشي على حروف المعجم (١). ويقول السيد الامين : ان ابن طاووس ينقل من كتاب «التهجد» لابي الفرج القناتي في كتابه «الاقبال» (٢). وهذا له دلالة على اهمية مؤلفات القناتي عند الاعلام الذين جاءوا بعده واصبحت مصدرا لمؤلفاتهم.

محمد بن محمد بن النعمان الحارثي العكبري (الشيخ المفيد)

(٣٣٨ ـ ٤١٣ هـ)

لقب الشيخ محمد بن محمد بن النعمان بالمفيد ، وقد رافقته القاب اخرى منسوبة الى عشائر ومدن ومواقع كالحارثي ، والعربي والعكبري والبغدادي والكرخي (٣). ومن المستغرب انه قد اطلق عليه بعض الباحثين لقب القمي (٤). في حين انه ولد بمدينة بغداد ، وعاش فيها ، ولا يوجد في كتبه ولا في المصادر الاخرى انه عاش او سافر الى مدينة قم (٥).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ الصدر ، الشيعة وفنون الاسلام ، ص ٤٢.

٢ ـ الامين ، اعيان الشيعة ، ٤٦ / ٤٨.

٣ ـ الطوسي ، الفهرست ، ص ١٨٦. الامالي ، ١ / ٦١. السبكي ، طبقات الشافعية الكبرى ، ٤ / ١٢٧. العلامة الحلي ، الاجازة الكبيرة (بحار الانوار) ، ٢٦ / ٢٨. الرجال ، ص ١٢٧. ابن داود ، الرجال ، ق ١ / ٣٣٣. ابن الجوزي ، المنتظم ، ٨ / ١١. الحر العاملي ، امل الامل ، ق ٢ / ٣٠٤. ابن النجار ، ذيل تاريخ بغداد ، ورقة ١٨ أ.

٤ ـ ابن شهر اشوب ، معالم العلماء ، ص ١٠١. السماهيجي ، الاجازة ، ورقة ٤٣ ب.

٥ ـ الحكيم ، الشيخ الطوسي ، ص ١٦٤.

٩٤

واصبح الشيخ المفيد عالم بغداد ومحدثها في عصره ، واليه اجتمعت زعامة الامامية ورئاستها ، يقول ابن الجوزي : انه شيخ الامامية وعالمها ، وقد صنف على مذهبهم ، ومن اصحابه السيد المرتضى (١). ويقول الشهيد الاول : انه الامام الاعظم ، شيخ الاسلام (٢). ويقول القزويني : انه شيخ الشيعة (٣). وفي الحقيقة ان الشيخ المفيد كان يحاضر بمدينة بغداد وفق المذاهب الاسلامية ، وكان له مجلس نظر بداره الواقعة في درب رباح ، كان يحضره كافة العلماء (٤).

يقول الشيخ الطوسي : «انتهت اليه رياسة الامامية في وقته ، وكان مقدما في العلم وصناعة الكلام. وكان فقيها متقدما فيه ، حسن الخاطر دقيق الفطنة ، حسن الجواب» (٥).

ويقول الشيخ النجاشي : ان فصله اشهر من ان يوصف في الفقه والكلام والرواية والثقة والعلم (٦). وقد تتلمذ عليه واشار في كتابه «الرجال» الى قراءته وسماعه واجازته من الشيخ المفيد في مواضع عديدة كقوله : «شيخنا واستاذنا» (٧) ، ووردت عدة الفاظ تدل على

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ ابن الجوزي ، المنتظم ، ٨ / ١١. ابن كثير ، البداية والنهاية ، ١٢ / ٥.

٢ ـ الشهيد الاول ، كتاب الاربعين حديثاً ، ص ١٨٤ ، ص ٢٠٥.

٣ ـ القزويني ، اثار البلاد ، ص ٣١٢.

٤ ـ ابن الجوزي ، المنتظم ، ٨ / ١١.

٥ ـ الطوسي ، الفهرست ، ص ١٨٦.

٦ ـ النجاشي ، الرجال ، ص ٢٨٤.

٧ ـ المصدر نفسه ، ص ٢٨٤ ، ص ٢٨٨.

٩٥

تلمذة النجاشي على الشيخ المفيد كقوله : اخبرنا ، سمعت شيخنا ابا عبد الله رحمه الله ، اخبرنا شيخنا ، اخبرنا استاذنا وشيخنا. وفي معرض حديثه عن تصانيف بعض الرجال يقول : قرأت هذا الكتاب على شيخنا ابي عبد الله رحمه الله ، او انه قراءة عليه (١). وكقوله : كان شيخنا ابو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ينشدنا اشعارا كثيرة (٢) وكان النجاشي ينقل عن الشيخ المفيد بعض النصوص عن ابن الجنيد (٣) ، وعن الشيخ الكليني محمد بن يعقوب (٤) وقد ذكر النجاشي شيخه المفيد بعدة الفاظ هي : محمد بن محمد ، ابو عبد الله محمد بن محمد ، ابن النعمان ، ابو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ، محمد بن محمد النعمان ، محمد بن النعمان ، ابو عبد الله. وكان الشيخ المفيد يرافق بعض شيوخ الشيخ النجاشي بالرواية كاحمد بن علي بن نوح ، والحسين الغضائري ، واحمد بن عبدون ، وابن ابي جيد ، والحسين بن احمد بن موسى بن هدبة ، وكان احيانا يقول : «اخبرنا محمد وغيره» (٥) دون ان يشير الى اسماء الاخرين من شيوخه وكان الشيخ النجاشي قد استمد من الشيخ المفيد الكثير من الروايات التي اودعها في كتابه «الرجال» ، يقول الشيخ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ النجاشي ، الرجال ، ص ٥٠ ، ص ٥٩.

٢ ـ المصدر نفسه ، ص ٩٣.

٣ ـ المصدر نفسه ص ١٢٣.

٤ ـ المصدر نفسه ص ٤٩.

٥ ـ المصدر نفسه ، ص ٧٥.

٩٦

الطريحي : انه صاحب كتاب الرجال المشهور ، سمع كثير من ابي عبد الله المفيد (١).

وكان الشيخ المفيد قد احتل موقعا علميا واجتماعيا كبيرين بمدينة بغداد ، بحيث ان وفاته عام ٤١٣ هـ كان لها في نفوس الناس وقع اليم ، وقد وصف الشيخ الطوسي تشييعه بقوله : «لم ار اعظم منه من كثرة الناس للصلاة عليه ، وكثرة البكاء من المخالف والموافق» (٢). وقد صلى على جثمانه الشريف المرتضى في ميدان الاشنان حتى ضاق على الناس مع كبره ، ثم دفن في داره بالكرخ من بغداد. وبعد سنتين نقل الى مقابر قريش ودفن بالقرب من مرقد الامام ابي جعفر محمد الجواد عليه السلام الى جانب قبر شيخه ابن قولويه (٣).

وقد رثاه الشريف المرتضى بقوله (٤) :

من لفضل اخرجت منه خبيثا

ومعان فضضت عنها ختاما

من ينير العقول من بعدما كنا

همودا ويفتح الافهاما

من يعير الصديق رأيا اذا ما

في الخطوب كان حماما

والشيخ المفيد على مكانته العلمية والفكرية العالية والتي عليها اجماع الباحثين والمؤلفين ، نجد الخطيب البغدادي يشذ عن هؤلاء وهو اعرف به

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ الطريحي ، مجمع البحرين ، ٤ / ١٥٤.

٢ ـ الطوسي ، الفهرست ، ص ١٨٧.

٣ ـ ابن داود ، الرجال ، ق ١ / ٣٣٤.

٤ ـ ابن الجوزي ، المنتظم ، ٨ / ١٢. ابن كثير ، البداية والنهاية ، ١٢ / ١٥ ـ ١٦.

٩٧

لمعاصرته اياه فيقول : هو شيخ الرافضة والمتعلم على مذاهبهم ، صنف كتبا كثيرة في ضلالاتهم والذب عن اعتقاداتهم ومغالاتهم والطعن على السلف الماضين من الصحابة والتابعين وعامة الفقهاء والمجتهدين ، وكان احد ائمة الضلال هلك به خلق من الناس الى ان اراح الله المسلمين منه. ومات في يوم الخميس ثاني شهر رمضان من سنة ثلاث عشرة واربعمائة (١).

وعند مرور ذكرى وفاته الالفية ، كتبت مقالة في جريدة العراق البغدادية يوم الاثنين ، الثالث من ذي الحجة ١٤١٣ هـ المصادف ليوم ٢٤ / ٥ / ١٩٩٣ م في العدد (٥٢٤٧) تحت عنوان : «ابو عبد الله محمد بن محمد الحارثي العكبري فقيه بغداد ومفيدها في ذكراه الالفية» (٢).

محمد بن هارون بن موسى التلعكبري

كان الشيخ ابو الحسين ، او ابو جعفر بن هارون بن موسى التلعكبري من شيوخ النجاشي (٣). يقول الشيخ الطهراني : «ويظهر من ولادة النجاشي ووفاة التلعكبري انه كان يومئذ ابن ثلاث عشرة سنة ، وما صرح بالرواية او الاجازة عنه» (٤). ولم اجد في كتاب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ الخطيب البغدادي ، تاريخ بغداد ، ٣ / ٢٣١.

٢ ـ الحكيم (ابو عبد الله محمد بن محمد الحارثي العكبري فقيه بغداد ومفيدها في ذكره الالفية) بحث في جريدة العراق ، العدد (٥٢٤٧).

٣ ـ النوري ، مستدرك الوسائل ، ٣ / ٥٠٣.

٤ ـ الطهراني ، طبقات اعلام الشيعة / القرن الخامس ، ص ١٨٨.

٩٨

«الرجال» للشيخ النجاشي اشارة الى تلمذته عليه ، سوى مانفرد به الشيخ النوري.

هارون بن موسى بن احمد التلعكبري

ت ٣٨٥ هـ

ينتمي ابو محمد هارون بن موسى بن احمد بن سعيد بن سعيد التلعكبري الى بني شيبان ، وكان جليل القدر ، عظيم المنزلة واسع الرواية ، عديم النظر ، ثقة وجه اصحابنا ، معتمد عليه لا يطعن عليه في شيء (١).

وقد اشار اليه الشيخ النجاشي واوضح تلمذته عليه بقوله : «كان وجها في اصحابنا ، ثقة معتمد لا يطعن عليه له كتب منها : كتاب الجوامع في علوم الدين. كنت احضر في داره مع ابنه ابي جعفر والناس يقرأون عليه» (٢) ، ويقول السيد بحر العلوم : ولصغر عمر الشيخ النجاشي في ذلك الوقت قلت روايته عنه (٣). وقد اشار علماء الرجال الى ان الشيخ النجاشي من تلاميذ ابي محمد هارون بن موسى التلعكبري (٤).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ العلامة الحلي ، الرجال ، ص ١٨٠.

٢ ـ النجاشي ، الرجال ، ص ٣٠٨.

٣ ـ بحر العلوم ، الرجال ، ٢ / ٨١.

٤ ـ المصدر نفسه ، ٢ / ٨١. النوري ، مستدرك الوسائل ، ٣ / ٥٠٣.

٩٩

الفصل الرابع

تلاميذ

الشيخ النجاشي ومعاصروه

١٠٠