تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٢١

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٢١

المؤلف:

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٢١٧

مولده يوم الجمعة رابع رمضان سنة أربع وخمسين وأربعمائة ، وتوفي ليلة الثلاثاء ودفن يوم الأربعاء ثامن عشر من ذي القعدة سنة ست وثلاثين وخمسمائة بباب حرب في مقابر الشهداء ، وصلى عليه بجامع القصر وبالنظامية.

٥٦ ـ إسماعيل بن عبّاد بن العباس بن عباد بن أحمد بن إدريس الطالقاني ، أبو القاسم بن أبي الحسن الوزير الملقب بالصاحب (١) :

كان والده يلي الوزارة لركن الدولة الحسن بن بويه ، وهو من طالقان ، وولى ولده إسماعيل الكتابة لمؤيد الدولة أبي منصور بويه بن ركن الدولة أبي علي في أول أمره. ورد معه إلى بغداد في أيام معز الدولة وجالس بها العلماء. وسمع الحديث من شيوخ ذاك الوقت.

قال أبو بكر محمد بن منصور بن إسماعيل : كنت في مجلس الصاحب بن عباد بالري لوقعة وقعت لي مع الباعة فرفعتها إليه وقد حضر جماعة من الفضلاء والأدباء ، وتجاروا في طلب التجانس في أشعار المحدثين ، فقال صاحبه الخاص أبو القاسم الكاتب : كان مولانا الصاحب ببغداد في مجلس عضد الدولة ، فتجاروا بمثل ذلك ؛ فأنشدنا كاتب الأمير بالحضرة ، وعضد الدولة حاضر ، فقال : ومن أطرف التجانس قول مولانا :

طربت من الصبوح إلى الصباح

ونثرت الراح بالعدد الملاح

وكان الثلج والكافور تبرا

ونارا بين نارنج وراح

فمشمومي ومشروبي وزادي

وصبحي والصبوح مع الصباح

حريق في حريق في حريق

صباح في صباح في صباح

قال أبو القاسم الكاتب : فقلت مسرعا : ولمولانا الصاحب على هذا الوزن والقافية ، وأنشدت بحضرتهما :

تبسم إذ تبسم عن أقاح

وأسفر حين أسفر عن صباح

وأتحفني بكأس من رضاب

وكأس من حنى ورد وراح

له وجه يدل به وطرف

يمرضه فيسكر كل صاحي

حبيبك والمجلد والثنايا

صباح في صباح في صباح

__________________

(١) انظر : وفيات الأعيان ١ / ٢٠٦ ـ ٢١٠. وأنباء الرواة ١ / ٢٠١ ـ ٢٠٢. ومعجم البلدان ٤ / ٩.

ومعجم الأدباء ٦ / ١٦٨. والمنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٣٧٥ ـ ٣٧٧.

٦١

وللصاحب بن عباد في السمعة :

وباكيات على الدجى أسفا

يقطع منهن أدمع صفر

تحيى إذا ما رءوسها قطعت

وهن بالليل أنجم زهر

وله :

ومهفهف أبهى من القمر

سلب الفؤاد بفاتر النظر

جالسه تفاح وجنته

من غير ما خوف ولا حذر

فأخافني قومي فقلت لهم

لا قطع في ثمر ولا كثر

وله في الثلج :

أقبل الثلج في علالة نور

يتهادى كلؤلؤ منثور

فكأن السماء زفّت على الأر

ض فصار النثار من كافور

وله :

الحب سكر خماره التلف

يحسن فيه الذبول والدنف

عابوه إذ لج في تصلفه

والحسن ثوب طرازه الصلف

رأى الصاحب ابن عباد بعض غلمانه الأتراك الحسان الوجوه ينكر على رجل شيئا من المنكر ، فأنشأ يقول في الحال :

يا حاجّا سيف مقلتيه

يمنع عن درعه الدلاص

جميل الليل ما لسار

فيها إلى الصبح من خلاص

ووجهك البدر ليس يخشى

تمامه عهدة انتقاص

وجهك عذر لكل عاص

وأنت تنهى عن المعاصي

توفي الصاحب ابن عباد في يوم الجمعة لست بقين منه ـ أعني من صفر ، سنة خمس وثمانين وثلاثمائة بالري ، ودفن من غد في داره. ونظر في الأمور بعده أبو العباس أحمد ابن إبراهيم الضبي ، ثم نقل إلى مدينة أصبهان. ومولده سنة ست وعشرين وثلاثمائة.

٥٧ ـ إسماعيل بن علي بن محمد بن مواهب ، أبو محمد (١) :

__________________

(١) انظر : معجم الأدباء ٧ / ٢٣ ، ٢٤. ومعجم المؤلفين ٢ / ٢٨٢. وبغية الوعاة ص ١٩٧ والأعلام ١ / ٣١٦.

٦٢

من أهل الحظيرة من أعمال دجيل من نهر تاب. قدم بغداد في صباه وقرأ بها الأدب على أبي محمد بن الخشاب وغيره ، وقرأ اللغة على أبي محمد بن الجواليقي ، وبرع في ذلك ، وأنشأ الخطب والرسائل ، وصنف كتابا سماه «تحرير الجواب وتقرير الصواب» ، وكان زاهدا ، حسن الطريقة ، سكن الموصل.

ومن شعره :

مغرم يدعوك شوقا فأجيبي

وأثيبي بالهوى أو لا تثيبي

كم أنادي معرضا عن سقمي

ومعي من دعا غير مجيب

يا أصحابي ومن حسن الوفا

أن تجيبوا من دعا عند الخطوب

ليت شعري من رعى روض الحمى

بعدنا أم من سقى رد القلوب

مولده سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة ، وتوفي بالموصل لعشر مضت من صفر سنة ثلاث وستمائة.

٥٨ ـ إسماعيل بن محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن أحمد بن موسى ابن زياد بن كرسيد المحتسب ، أبو عثمان بن أبي سعد الواعظ ، المعروف بابن ملة (١) :

من أهل أصبهان. سمع أباه وأبا بكر محمد بن ريذة وأبا بكر محمد بن أحمد بن محمد الكاتب ، وعبد الرزاق بن أحمد الخطيب. قدم بغداد حاجّا في سنة إحدى وتسعين وأربعمائة ، وحدّث بها ، ثم دخلها ثانيا بعد الخمسمائة وأقام مدة بها. وأملى عدة مجالس في جامع القصر. قال ابن ناصر : وضع ابن ملة حديثا وأملاه ، وكان يخلط. قلت : وقد سرد به الحافظ بالصدق ، وكذلك ابن ناصر اليزدي ، ولم أعلم لأحد فيه طعنا إلا ما حكاه ابن السمعاني عن ابن ناصر! فالله أعلم.

مولده يوم الثلاثاء حادي عشر من رجب سنة ست وثلاثين وأربعمائة.

وتوفي في الثالث من ربيع الأول ، سنة تسع وخمسمائة ، يوم الثلاثاء ، وصلي عليه في الجامع العتيق ودفن بالمصلى يوم الأربعاء.

٥٩ ـ إسماعيل بن مسعدة بن إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن مرداس أبو العباس ـ وليس بالسلمي ـ أبو القاسم بن أبي الفضل الإسماعيلي (٢) :

__________________

(١) انظر : المنتظم ١٧ / ١٤٣.

(٢) انظر : المنتظم ١٦ / ٢٣٤. والعبر ٣ / ٢٨٦.

٦٣

من أهل جرجان ، حفيد الإمام أبي بكر صاحب الصحيح. كان من الأئمة الكبار في الفقه والحديث والوعظ والتقدم عند الملوك. وكان يعظ ويملي ، سمع أباه وعمه أبا المعمر المفضل بن إسماعيل وأبا القاسم حمزة بن يوسف السهمي وأبا بكر محمد بن يوسف بن الفضل الخطيب وأبا عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين بن موسى البكرآباذي ، وحدث بجرجان وأصبهان والري ، وقدم بغداد حاجّا في سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة.

مولده سنة سبع وأربعمائة ، توفي بجرجان سنة سبع وسبعين وأربعمائة وكان إماما عالما ثقة.

* * *

٦٤

حرف الباء

٦٠ ـ بهلول بن عمرو الصّيرفيّ ، أبو وهيب المجنون (١) :

من أهل الكوفة. حدّث عن أيمن بن نائل وعمرو بن دينار وعاصم بن أبي النجود ، وكان من عقلاء المجانين.

روى المصنف مسنده إلى محمد بن إسماعيل بن أبي فديك ، قال : رأيت بهلولا في بعض المقابر وقد دلى رجليه في قبر وهو يلعب بالتراب ، فقلت له : ما تصنع هاهنا؟ فقال : أجالس أقواما لا يؤذونني ، وإن غبت عنهم لا يغتابونني ، فقلت : قد غلا السعر بمرة فهل تدعو الله فيكشف؟ فقال : والله ما أبالي ، ولو حبة بدينار ، إن لله علينا أن نعبده كما أمرنا ، وإن عليه أن يرزقنا كما وعدنا! ثم صفق يده وأنشأ يقول :

يا من تمتع بالدنيا وزينتها

ولا تنام عن اللذات عيناه

شغلت نفسك فيما لست تدركه

تقول لله ما ذا حين تلقاه

وله :

دع الحرص على الدنيا

وفي العيش فلا تطمع

ولا تجمع من المال

ولا تدري لمن تجمع

فإن الرزق مقسوم

وسوء الظن لا ينفع

فقير كل ذي حرص

غني كل من يقنع

قال علي بن عبد الصمد بن الكوفي : خدمت بهلولا عشر سنين أطوف معه حيث طاف ، أتسقّط من نوادره ، وأتلقّف من أشعاره ، وأذبّ عنه من يؤذيه ، فافتقدته ذات مرة أياما ، فلم أره على شدة طلبي له ، وافتقادي أثره إلى أن صادفته يوما في بعض أزقة الكوفة والصبيان حوله يرمونه بالحصى. فلما رأيته قصدت نحوه ، فسلمت عليه ، فلم يرد عليّ إلا أن قال : نحّ عنّي أولاد الطوامث ، ففعلت ، وجعلت أسأله عن أمره وحاله إلى أن قلت له : ما تشتهي؟ قال : أريد الباقي بدهن شيرج أو دهن الجوز ، فهيأته له وأدخلته مسجدا ، ووضعت القصعة بين يديه ، فأقبل يأكل أكلا دلّني على أنه جائع. فأمهلته إلى أن أتى على بعض ما في القصعة ، فقلت له : أيها الأستاذ! هل أحدثت في زقة البشرة شيئا؟ فضرب يده إلى القصعة وهم أن يضرب بها رأسي ، فتغافلت عنه إلى

__________________

(١) انظر : فوات الوفيات ١ / ١٥٣ ـ ١٥٥. والطبقات الكبرى للشعرانى ، ٧٩.

٦٥

أن سكن وشبع وطابت نفسه ، فقلت : حاجتي أيها الأستاذ ، فقال : اكتب :

أضمر أن أضمر حبي له

فيشتكي إضمار إضماري

رق فلو مرت به ذرة

لخضبته بدم جاري

فقلت : أريد أرق من هذا! فقال : اكتب :

أضمر أن يأخذ المرآة لكي

ينظر تمثاله فأدناها

فجازوهم الضمير منه إلى

وجنته في الهوى فأدماها

فقلت : أرق من هذا أيها الأستاذ! قال : نعم وما أظنه ، اكتب :

شبهته قمرا إذ مر مبتسما

فكاد يجرحه التشبيه أو كلما

ومر في خاطري تقبيل وجنته

فسيلت فكرتي من عارضيه دما

فقلت : أرق من هذا! فقال : يا ابن الفاعلة! أرق من هذا كيف يكون؟ رويدك لأنظر ، فعسى طبخ في المنزل حريرة أرق من هذا ـ رحمه‌الله تعالى.

* * *

٦٦

حرف الجيم

٦١ ـ جعفر بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن جعفر ، أبو محمد القارئ ، المعروف بالسراج (١) :

سمع الكثير من أبي علي الحسن بن أحمد بن شاذان وأبي القاسم عبيد الله بن عمر ابن أحمد بن شاهين وأبي محمد الخلال وأبي إسحاق البرمكي. وسافر إلى مكة وسمع بها أبا بكر محمد بن إبراهيم الأردستاني وأبا القاسم علي بن الحسين بن محمد بن عبد الرحيم ، ودخل الشام ، فسمع بدمشق أبا محمد عبد العزيز الكتاني ، وتوجه إلى ديار مصر فسمع بها أبا محمد الحسن بن عبد العزيز الضراب ، وجمع مجموعات حسانا ، منها : كتاب «مصارع العشاق» وكتاب «حكم الصبيان» وكتاب «مناقب السودان» ، ونظم كثيرا من الكتب شعرا في الفقه واللغة والتواريخ. وله شعر مليح ، وكانت له معرفة بالحديث والأدب ، وحدث بالكثير. وكان متدينا ، حسن الطريقة مع ظرفه ولطف أخلاقه.

ومن شعره :

إذا كنتم تكتبون الحديث

ليلا وفي صبحكم تسمعونا

وأفنيتم فيه أعماركم

فأي زمان به تعملونا

وله :

بان الخليط فأدمعي

وجدا عليهم تستهل

وحدا بهم حادي الفرا

ق عن المنازل فاستقلوا

قل للذين ترحلوا

عن ناظري والقلب حلّوا

ودمي (٢) بلا جرم أتيت

غداة بينهم استحلوا

ما ضرّهم لو أنهلوا

من ماء وصلهم وعلوا

سأله السلفي عن مولده ، فقال : إما في أواخر سنة سبع عشرة أو أوائل سنة ثمان عشرة وأربعمائة ببغداد.

وتوفي في الليلة التي صبيحتها يوم الأحد الحادي والعشرين من صفر سنة خمسمائة ،

__________________

(١) انظر : وفيات الأعيان ١ / ٣٠٩ ، ٣١٠. ومعجم الأدباء ٧ / ١٥٣ ـ ١٦٢.

(٢) في الأصل : «دمعي».

٦٧

ودفن في هذا اليوم في مقبرة باب أبرز.

٦٢ ـ جعفر بن محمد بن جعفر بن أحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسي المكي ، أبو محمد بن القاضي أبي الحسن :

نشأ أبو محمد هذا في طلب الحديث وسماعه ، أسمعه والده في صباه من أبي الفتح عبيد الله بن شاتيل وأبي السعادات نصر الله بن عبد الرحمن القزاز وأبي المعالي الفراوي ، وكتب عن أقرانه ، وبالغ في الطلب بهمة عالية ، وحرص وعناية شديدة. وقرأ بنفسه الكثير ، وكتب بخطه ، واستكتب بخط غيره. سمعت معه وبقراءته ، وكان عنده حفظ ومعرفة بالحديث وأسماء الرجال والتواريخ ، ويكتب خطا مليحا ، وينقل نقلا صحيحا. وكان حسن الأخلاق ، وطيب المجالسة ، حلو المعاشرة ، ظريفا كيّسا متوددا متواضعا ، إلا أنه كان ضجورا ملولا ، محبا للعب والمزاح ، مخالطا لغير أبناء جنسه ، وضيّع أصوله بيعا وهبة ، ولم يزل يسمع معنا إلى أن سافر في أوائل سنة ست وتسعين وخمسمائة إلى الشام ، فسمع بالموصل وبلاد الجزيرة ودخل الشام ، فسمع بحلب ودمشق.

أنشدني يوسف بن خليل الدمشقي بحلب قال : أنشدني أبو محمد جعفر بن محمد ابن أحمد العباسي لنفسه :

إن ضاقت الشام بي أو ملّ ساكنها

بها مقامي ففي أرض العراق سعة

ما لي وللمكث في أرض أذل بها

وهمتي في طلاب العز مرتفعة

والمرء يضطر أحيانا فيصنع ما

لو لم يكن منه مضطرا لما صنعه

الله ربي معي حيث اتجهت ولن

يضيع من هو في كل البلاد معه

مولده في ليلة الأربعاء رابع عشرين صفر سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة وتوفي يوم الاثنين العشرين من ذي الحجة سنة ثمان وتسعين وخمسمائة بحماة ، ودفن بها.

أوصى جعفر بن محمد العباسي عند موته أن يكتب على قبره «حوائج لم تقض ، وآمال لم تنل ، وأنفس ماتت بحسراتها» ـ رحمه‌الله تعالى عنه وكرمه ، آمين.

٦٣ ـ الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد العطار ، أبو العلاء الحافظ المقرئ (١) :

__________________

(١) انظر : طبقات القراء للجزرى ١ / ٢٠٤. وشذرات الذهب ٤ / ٢٣١. والمنتظم ، لابن الجوزي ١٨ / ٢٠٨ ، ٢٠٩.

٦٨

من أهل همذان. إمام في علوم القراءات والحديث والأدب والزهد وحسن الطريقة. قرأ القرآن بالقراءات بأصبهان على أبي الحداد وغيره ، وصنف في القراءات والحديث. سمع بأصبهان من أبي علي الحداد ، وببغداد من أبي القاسم بن بيان وأبي علي بن نبهان وأبي علي بن المهدي ، وسافر إلى خراسان وسمع بها من أبي عبد الله الفراوي. قدم بغداد بعد الخمسمائة.

أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة أنا أبو سعد بن السمعاني قال : الحسن بن أحمد بن الحسن العطار الحافظ أبو العلاء من أهل همذان ، حافظ متقن ومقرئ فاضل ، حسن السيرة ، جميل الأمر ، مرضي الطريقة ، غزير الفضل ، سخي بما يملكه ، مكرم للغرباء بما تمتد إليه يده ، يعرف الحديث والأدب والقراءات معرفة حسنة ، سافر في طلب العلم والحديث إلى أصبهان وخراسان وبغداد ، وسمع الكثير ونقل بخطه وفصل الكتب الكبار ، سمعته منه بهمذان.

مولده في يوم السبت الرابع عشر من ذي الحجة سنة ثمان وثمانين وأربعمائة.

وتوفي في ليلة الخميس الرابع عشر من جمادى الأولى سنة تسع وستين وخمسمائة ـ رحمه‌الله تعالى.

٦٤ ـ الحسن بن أحمد بن محمد بن حكينا ، أبو محمد بن أبي عبد الله ، الشاعر(١) :

من أهل الحريم الطاهري. كان من ظراف الشعراء الخلفاء ، سهل القول رشيقه ، غواصا على المعاني ، كثير الثلب والهجاء ، وأكثر شعره مقطّعات ، فمنه :

إن التي لفتورها

في قتل عاشقها نشاط

عين مخيطة لها

في القلب جرح ما يخاط

وله :

تزايد القول فيه إن له

وردا جنيا في صفحة الخد

فتكرشت عارضاه تشعر أن

الشوك لا بد منه للورد

وله :

__________________

(١) انظر : فوات الوفيات ١ / ٢٨٨. وشذرات الذهب ٤ / ٨٨. مرآة الزمان ٨ / ٥٤٢.

٦٩

قيل لي ما تقول في شعرات

رحلت حسن ذلك الخد عنه

ونحولي على تزايد وجدي

قلت غطى سنا بأحسن منه

فتلافيت قلبه حين خانت

عارضاه بأنني لم أخنه

وله :

لما بدا خط العذا

ر يزين خديه بمشق

وظننت أن سواده

فوق البياض كتاب عتقي

فإذا به من سوء حظي

عهدة كتبت برقي

[وله] :

لافتضاحي في عوارضه

سبب والناس لوام

كيف يخفي ما أكتمه

والذي أهواه نمام

توفي بشارع دار الرقيق في يوم الاثنين سابع عشر ربيع الأول سنة ثمان وعشرين وخمسمائة ـ رحمه‌الله تعالى ـ.

٦٥ ـ الحسن بن أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان العباسي ، أبو علي بن أبي العباس بن أبي عبد الله ، المعروف بابن الحويزي (١) :

ولد ببغداد ونشأ بها ، وقرأ القرآن بالروايات على أبي الكرم بن الشهرزوري ، وسمع منه ومن أبي القاسم إسماعيل بن السّمرقندي وأبي الفرج عبد الخالق بن أحمد بن يوسف ، وقرأ الأدب على أبي محمد بن الخشاب. ثم إنه سكن واسطا إلى حين وفاته.

وكان يقرئ بها القرآن والأدب ويعلم الصبيان الغناء بالألحان ، وكانت له معرفة بالموسيقى. وكان مشتهرا بالسماع وحضور مجالس الغناء. وكان أديبا فاضلا ، ويشعر حسنا ، فمنه :

غرام كل يوم مستجد

وشوق ما له أمد وحد

وحب كلما يزداد (٢) قلبي

به شغفا تزايد منه صد

فيا أملي إذا أملت شيئا

ويا ذخري ويا أثري المعد

__________________

(١) انظر : المشتبه ١٩٤.

(٢) في الأصل : «يزاد».

٧٠

أرى موتي إذا أعرضت عني

وإن واصلتني روحي ترد

وله :

الصبر على الغرام أجمل

والعاشق للولاء أحمل

يا عاذل كف (١) عن ملامي

كم يسمح (٢) والحبيب يبخل

كم أحرك خلاص قلبي

من ذلقته وقد توحل

وله :

من حيث أرجو صحتي جاء السقم

من لامني في حالتي فقد ظلم

أنحلني فراقه فها أنا من دقتي

أدخل في شق القلم

توفي بواسط في يوم الخميس الثاني عشر من ذي الحجة من سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة ، ودفن بتربة مسجد زنبور.

٦٦ ـ الحسن بن سعيد بن عبد الله بن بندار ، أبو علي الديار بكري الشاتاني(٣):

وشاتان قلعة من ديار بكر. كان مقيما بالموصل ، قدم بغداد وتفقه على أبي علي الحسن بن سلمان ، وقرأ الأدب على أبي السعادات [بن] الشجري ، وسمع الحديث من أبي القاسم هبة الله بن الحصين. وكان يشعر حسنا ويعقد مجلس الوعظ.

فمن شعره يمدح الوزير ابن هبيرة :

أهدى إلى جسدي الضنا فأعلّه

وعسى يرق لعبده ولعلّه

ما كنت أحسب أن عقد تجلدي

ينحلّ بالهجران حتى حلّه

يا ويح قلبي أين أطله وقد

نادى به داعي الهوى فأضله

إن لم تجد بالعفو منه على الذي

قد ذاب من برح الغرام فمن له

وأشد ما يلقاه من ألم الهوى

قول العواذل أنه قد مله

إن لم تجد بالعطف منه على الذي

أضناه من فرط الغرام فمن له

مولده في سنة عشر وخمسمائة بشاتان ، وتوفي في شعبان سنة تسع وسبعين

__________________

(١) في الأصل : «كيف».

(٢) في الأصل : «يسمع».

(٣) انظر : وفيات الأعيان ١ / ٣٨٦. ومعجم البلدان ٥ / ٢٠٦.

٧١

وخمسمائة. هكذا ذكره أبو المواهب الحسن بن هبة الله الثعلبي.

٦٧ ـ الحسن بن علي بن الحسن بن عبد الله بن مقلة ، أبو عبد الله الكاتب(١) :

صاحب الخط المليح. سمع أبا عبد الله محمد بن العباس الزيدي. مولده يوم الأربعاء سلخ رمضان سنة ثمان وسبعين ومائتين.

وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة. وقيل مات بالشام وحمل إلى بغداد.

٦٨ ـ الحسن بن علي بن محمد بن أحمد بن جعفر ، أبو علي الوخشي (٢) :

من أهل وخش ـ من نواحي طخارستان بلخ. أحد حفاظ الحديث الأثبات ، سمع ببلخ أبا الفضل محمد بن عبد الله بن القاسم بن روزبه ، وبنيسابور أبا زكريا يحيى بن إبراهيم المزكي ، وبهمذان أبا منصور محمد بن أحمد بن محمد بن مزدين ، وبأصبهان أبا نعيم أحمد الحافظ ، وببغداد أبا عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي ، وبدمشق أبا القاسم عامر بن محمد بن عبد الله الرازي ، وبعسقلان أبا بكر محمد بن داود بن أحمد ابن المصحح ، وبمصر أبا محمد عبد الرحمن بن عمر بن النحاس ، وببيت المقدس أبا طالب محمد بن عبد الرحمن البلدي ، وبحلب أبا القاسم الحسن بن علي بن عبيد الله ابن محمد بن أبي أسامة الحلبي.

أخبرنا ذاكر بن كامل بن أبي غالب الخفاف عن أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي قال : أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قرأت عليه في كتاب «المؤتلف والمختلف» من جمعه ، قال : وأما الثاني ، بالخاء المعجمة ، فهو الحسن بن علي الوخشي من أهل وخش ، وهي ناحية من نواحي بلخ. سافر في طلب الحديث إلى الشام ومصر وسمع بخراسان من أصحاب الأصم ونحوه. وعاد إلى بلده فأقام به. حدث أبو علي الوخشي قال : كنت بعسقلان أسمع الحديث من أبي بكر بن مصحح وغيره ، فضاقت عليّ النفقة ، وبقيت أياما مع لياليها ما وجدت شيئا من الطعام ، فأخذت جزءا من الحديث لأكتبه ، فعجزت عن الكتابة للضعف الذي لحقني ، فمضيت

__________________

(١) انظر : الوافي بالوفيات ١ / ١٦٨. ومعجم الأدباء ٩ / ٢٨ ـ ٣٤.

(٢) انظر : العبر ٣ / ٢٧٥. وشذرات الذهب ٣ / ٣٣٩. ومعجم المؤلفين ٣ / ٢٦٠. ولسان الميزان ٢ / ٢٤١.

٧٢

إلى دكان خباز وقعدت قريبا منه ، وكنت أشم رائحة الخبز وأتقوى بها إلى أن كتبت الجزء ، ثم فتح الله بعد ذلك.

قال أبو سعد بن السمعاني : مولد الوخشي سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.

سألت إسماعيل بن الفضل عنه فقال : حافظ كبير. ذكر عمر بن محمد السرخسي أنه مات في ليلة الثلاثاء لخمس ليال خلون من ربيع الآخر سنة إحدى وسبعين وأربعمائة ببلخ ـ رحمه‌الله تعالى.

٦٩ ـ الحسن بن محمد بن عبد الله بن هارون ، أبو محمد المهلبي (١) :

كاتب معز الدولة أبي الحسين أحمد بن بويه. كان من ولد المهلب بن أبي صفرة ، وكان ينوب أبا جعفر الصيمري وزير معز الدولة ببغداد. فلما مات الصيمري قلده معز الدولة الوزارة مكانه وخلع عليه ، وقدمه وأدناه ، وتخصص به ، وتمكنت منزلته عنده.

حدّث أبو عبد الله الصوفي قال : كنت أنا وأبو محمد المهلبي بسيراف في أيام حداثته وصعلكته ، فأنشدني لنفسه وقد مسته إضاقة :

ألا موت يباع فأشتريه

فهذا العيش ما لا خير فيه

ألا رحم المهيمن روح ميت

تفضل بالوفاة على أخيه

قال : ثم وردت بعد سنين كثيرة فألفيته بها وزيرا مالكا للأمور ، فكتبت إليه :

قصدت إلى الوزير بغير احتشام

أذكره زمانا قد نسيه

زمانا كان ينشدني وقيدا

ألا موت يباع فأشتريه

قال : فوقع على ظهر رقعتي المتضمنة هذه الأبيات :

رق الزمان لفاقتي

ورثى لطول تحرقي

فأنالني ما أشتهي

وأدال مما أتقي (٢)

فلأغفرن له الكبير

من الذنوب السبق

حتى جنايته ما

فعل المشيب بمفرقي

__________________

(١) انظر : وفيات الأعيان ١ / ٣٩٢ ـ ٣٩٥. ومعجم الأدباء ٧ / ١١٨٠١٥٢.

(٢) في الأصل : «بريقي».

٧٣

قال : ووصلني وأحسن إليّ وأغناني. ومن شعر الوزير المهلبي :

قال لي من أحب والبين قد جد

وفي مهجتي لهيب الحريق

ما الذي في الطريق [تصنع] (١) خلفي

قلت أبكي عليك طول الحريق

وله :

أعطيتني للهو بي خاتما

اسمك مكتوب على فصه

ما روعتني زفرات الهوى

إلا تروحت إلى مصه

وله :

يا هلالا يبدو فتهتاج نفسي

وهزارا يشدو فيزداد عشقي

زعم الناس أن رقك ملكي

كذب الناس أنت مالك رقي

مولده بالبصرة في يوم الثلاثاء ، لأربع ليال بقين من المحرم سنة إحدى وتسعين ومائتين.

وذكر أبو القاسم التنوخي أنه توفي في شعبان سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة ـ رحمه‌الله تعالى ـ بزاوطا (٢) ، وحمل تابوته إلى بغداد ، فدفن بمقابر قريش. وكانت مدة وزارته ثلاث عشرة سنة وثلاثة أشهر.

٧٠ ـ الحسن بن محمد بن عبدوس ، أبو علي الشاعر :

من أهل واسط. سكن بغداد ، ومدح الإمام الناصر لدين الله. وكان فاضلا قيما بالأدب ، جيد الشعر ، حسن المعاني ، مليح الإيراد ، جميل الهيئة ، كيّسا متواضعا.

قرأت بخط أبي علي بن عبدوس ، قال : سألت إجازة بيتين هما :

حياكم الله وأحياكم

ولا عدا الوابل مغناكم

نحن عدمنا الصبر من بعدكم

فكيف أنتم لا عدمناكم

قال : فقلت :

قد كان لي كثيرا فأنفقته

أفقرني الوجد وأغناكم

__________________

(١) ما بين المعقوفتين زيادة من وفيات الأعيان.

(٢) في الأصل : «براوطا».

٧٤

تشتاقكم عيني وقلبي فما

أطيب رؤياكم ورياكم

أكاد من فرط ولوعي بكم

أغرق في الذكرى فأنساكم

سكنتم القلب فلا توحشوا

ربعا حللتم فيه حاشاكم

إني على البعد لراج بأن

يجمعني الله وإياكم

وله :

لو شاء من باح بالهوى كتمه

وكيف يخفى عواده سقمه

قالوا مريض الفؤاد قلت لهم

والجسم أنفى بذلك التهمه

فارسفوني عذالا عدمتهم (١)

ما هكذا عاد سالم سلمه

نعم وإن ساءهم عشقت وما

في العشق عار عندي ولا نقمه

أهيف من شكله القضيب ومن

شبه بالغصن فلا ظلمه

أحسن من ضمة القباء فلو

يستطيع من حبه له التزمه

قد استوى سهمه وناظره

عذب فنفس أشقيتها نعمه

توفي أبو علي بن عبدوس في ليلة الجمعة لخمس خلون من صفر سنة إحدى وستمائة. ودفن من الغد بمقابر قريش. وأظنه جاوز الأربعين بقليل ـ رحمه‌الله تعالى ـ.

* * *

آخر الجزء الثالث من المستفاد من ذيل تاريخ بغداد.

والحمد لله على كل حال.

* * *

__________________

(١) هكذا في الأصل.

٧٥
٧٦

الجزء الرابع

من المستفاد من ذيل تاريخ بغداد

للحافظ محب الدين أبي عبد الله بن النجار البغدادي

انتخاب كاتبه الواثق بالله أحمد بن أيبك بن عبد الله

٧٧
٧٨

بسم الله الرّحمن الرّحيم

استعنت بالله

من اسمه الحسين

٧١ ـ الحسين بن عبد الله بن الحسين بن الجصّاص ، أبو عبد الله الجوهري (١) :

كان من أعيان التجار. ولما بويع لعبد الله بن المعتز بالخلافة وانحلّ أمره وتفرق جمعه وطلبه المتقدر فاختفى عند ابن الجصاص هذا ، فعلم به ، فقبض عليه وعلى ابن الجصاص وصادره المقتدر على أموال جليلة. ويحكى عنه حكايات عجيبة في الغفلة والحماقة ، منها :

أنه حج في بعض السنين ، فلما بات بالمزدلفة في ليلة عيد الأضحى نظر إلى القمر وقال : لا إله إلا الله! حججت قبل هذه الحجة وبت هاهنا ، وكان القمر أيضا في هذا الموضع نفسه ، وهذا اتفاق عجيب. ونظر يوما في المرآة وقال : اللهم بيّض وجوهنا يوم تبيض وجوه ، وسودها يوم تسود وجوه. ونظر يوما آخر في المرآة فقال لإنسان عنده : ترى لحيتي قد طالت؟ فقال له الحاضر : المرآة في يدك ، فقال : صدقت ، ولكن الشاهد يرى ما لا يرى الغائب.

وكسر يوما بين يديه لوز ، فطفرت لوزة ، فقال : لا إله إلا الله! كل شيء يهرب من الموت حتى البهائم. ونظر يوما في المصحف وجعل يقول : رخيص! والله هذا من فضل الله! أكل وتمتع بدرهم ، وإذا في المصحف ب (ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا) فصحّف ذرهم وظن أنه درهم؟ توفي في شوال سنة خمس عشرة وثلاثمائة ببغداد ـ رحمه‌الله تعالى.

٧٢ ـ الحسين بن علي بن أحمد بن عبد الواحد بن بكر بن شبيب الطيبي ، أبو عبد الله الكاتب ، الملقب بسعيد الدين (٢) :

__________________

(١) انظر : فوات الوفيات ١ / ٢٧١ ـ ٢٧٥. والعبر ٢ / ١٢. والمنتظم ١٣ / ٢٦٧ ـ ٢٧٠.

(٢) انظر : معجم الأدباء ١٠ / ١٢٦ ـ ١٣٠ وفوات الوفيات ٢ / ٢٧٦ ـ ٢٧٨.

٧٩

كان موصوفا بجزالة الشعر ، وعذوبة الألفاظ ، ورشاقة النظم والنثر ، وكمال الطرف ، ونهاية اللطف. وكان مختصا بخدمة الإمام المستنجد بالله.

ومن شعره :

وأغيد لم تسمح لنا بوصاله

يد الدهر حتى دب في عاجه النمل

تمنيت لما اختط فقدان ناظري

ولم ار إنسانا تمنى للعمى قبل

ليبقى على مر الزمان خياله

خيالي وفي عيني لمنظره شكل (١)

وذكره أبو عبد الله الأصبهاني في «الخريدة» فقال : الحسين بن شبيب حلو التشبيب ، رقيق نسيم النسيب. وله أشعار تخجل الدر منظوما ، والوشي مرقوما ، والروض ناظر ، والبدر زاهر ، فمن مستحسن شعره قوله في المستنجد :

أنت الإمام الذي يحكي بسيرته

من ناب بعد رسول الله أو خلفا

أصبحت لب بني العباس كلهم

إن عددت بحروف الجمل الخلفاء

والمستنجد هو الثاني والثلاثون من خلفاء بني العباس ، ولب اثنان وثلاثون في حساب الجمل. مولده في سنة خمسمائة.

وتوفي يوم الجمعة لتسع عشرة خلت من ربيع الآخر سنة ثمانين وخمسمائة ببغداد ، ودفن بمقبرة معروف الكرخي.

٧٣ ـ الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن محمد بن يوسف ، أبو القاسم بن أبي الحسن الوزير المغربي (٢) :

مولده بمصر في ذي الحجة سنة سبعين وثلاثمائة. وكان أبو الحسن أبو يصحب سيف الدولة بن حمدان ، وانتقل بعد ذلك إلى مصر وتولى الأعمال فيها.

نشأ أبو القاسم في أيام الحاكم بالله صاحب مصر وتقلد له ديوان الشام. فلما قبض الحاكم على أبيه علي وعمه محمد وقتلهما وقتل أخويه أيضا ، طلب أبا القاسم فاستتر ، وهرب إلى العراق ، وقصد فخر الملك ، وبلغ القادر بالله أمره ، فاتهمه بالورود في إفساد على الدولة العباسية. ولي الوزارة للملك مشرف الدولة أبي علي بن بهاء الدولة أبي نصر بن عضد الدولة أبي شجاع ببغداد في سنة أربع عشرة وأربعمائة ، وعزل في سنة خمس عشرة.

__________________

(١) في الأصل : «شك».

(٢) انظر : وفيات الأعيان ١ / ٤٢٨ ـ ٤٣٢. والمنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ١٨٥ ـ ١٨٧.

٨٠