تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٢٠

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٢٠

المؤلف:

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ١٨٤

كتب إلى أبو جعفر وأبو بكر محمد ولامع ابنا أحمد بن نصر الصيدلاني أن يحيى ابن عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن مندة أخبرهما قال : عمر بن على الليثي البخاري أبو مسلم أحد من يدعى الحفظ والاتفاق والمعرفة إلا أنه [كان] (١) يدلس وكان متعصبا لأهل البدع ، أحول شره وقاح : كلما هاجت ريح قام معها ، [و] (٢) صنف مسند الصحيحين.

كتب إلى أبو سعد الخليل بن بدر بن ثابت الرارانى قال : سمعت أبا عبد الله محمد ابن عبد الواحد الدقاق الحافظ [يقول : الحفّاظ] (٣) الذين شاهدتهم : أبو مسلم بن على البخاري يعرف بالليثى ، ورد علينا أصبهان وكان من أحفظ من رأيت للكتابين (٤) ، جمع بين الصحيحين في أربعين مشرسة كل واحدة منها قريبة من مجلد.

كتب إلىّ أبو القاسم عبد السلام بن طاهر بن شعيب الهمداني أنبأنا أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلي أنبأنا أبى قال : عمر بن على الليثي أبو مسلم البخاري قدم علينا في شهر رمضان سنة ستين وأربعمائة ، لم يقض لي منه السماع ، وكان يحفظ ويدلس ، حدثني عنه أبو القاسم بن النضر (٥) ، وروى عنه جماعة من أصحابنا ، مات بخوزستان سنة ست وستين وأربعمائة.

قرأت في كتاب محمد بن عبد الرزاق البازكلى البصري بخطه قال : توفى شيخنا أبو مسلم البخاري بالأهواز بعد خروجه من الرحلة الثانية إلينا ، وذلك في المحرم من صفر من سنة ست وستين وأربعمائة.

أنبأنا أبو القاسم الأزجى عن أبى بكر محمد بن على بن ميمون الدباس ،

أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون أن أبا مسلم الليثي مات بالأهواز ، مات في سنة ثمان وستين وأربعمائة ، قال : وكان أنيسا بالحديث سمعت منه وسمع منى وكان فيه (٦) تمايل عن أهل العلم وعجب بنفسه.

١٢١٨ ـ عمر بن على بن إدريس ، أبو عبد الله :

__________________

(١) ما بين المعقوفتين زيد من تذكرة الحفاظ.

(٢) ما بين المعقوفتين زيد من تذكرة الحفاظ.

(٣) ما بين المعقوفتين زيد من تذكرة الحفاظ.

(٤) في الأصل : «للعباس».

(٥) في الأصل : «البصري».

(٦) في الأصل : «منه».

٨١

حدث عن أبى الحسن محمد بن الوليد بن أبان العقيلي المقرئ ، روى عنه أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسى. أخبرنى الأعز بن محمد الإسكاف أنبأنا أبو جعفر أحمد ابن عبد الله بن عبد القادر بن محمد بن يوسف أنبأنا أبو القاسم على بن الحسين الربعي إذنا عن أبى القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي أنبأنا أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسى حدثنا أبو عبد الله عمر بن على بن إدريس ببغداد حدثنا محمد بن الوليد العقيلي حدثنا نعيم بن حماد قال سمعت ابن المبارك يقول : سخاء النفس عما في أيدي الناس أفضل من سخاء النفس بالبذل ، ومروة القناعة بالرضا أفضل من مروّة البذل. قال نعيم : وأنشأ ابن المبارك :

ما ذاق طعم الغنى من لا قنوع له

وإن ترى قنعا ما عاش مفتقرا

فالعرف ما يأته تحمد عواقبه

ما ضاع عرف وإن أوليته حجرا

١٢١٩ ـ عمر بن على بن بقاء بن النموذج ، أبو حفص البقال :

من أهل الحريم الطاهري ، سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد الحصين وغيره ، وحدث باليسير ، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن على القرشي وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه ، وعمّر حتى أدركناه وكتبنا عنه ، وكان شيخنا صالحا فقيرا صبورا ممتعا بإحدى عينيه.

أخبرنا عمر بن على بن النموذج بقراءتي عليه أنبأ أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين أنبأ الحسن بن على بن الحصين أنبأ الحسن بن على بن المذهب أنبأ أحمد بن جعفر القطيعي حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبى حدثنا يحيى بن سعيد عن عبد الملك عن عطاء عن زيد بن خالد الجهني قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «صلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا».

سألت ابن النموذج عن مولده فقال : كان لي في الوفر ثلاث سنين إلا ثلاث سنين إلا ثلاث شهور ـ فيكون مولده تقديرا في سنة أربع عشرة أو أول سنة خمس عشرة وخمسمائة. وذكر القاضي القرشي أنه سأله عن مولده فذكر ما يدل أنه في سنة اثنتي عشرة ـ والله أعلم. وتوفى ليلة الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من المحرم سنة ثمان وتسعين وخمسمائة ، ودفن من الغد بباب حرب.

١٢٢٠ ـ عمر بن أبى على بن أبى بكر ، أبو حفص :

من أهل الحربية ، حدث عن أبى القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري ، روى عنه سلمان الحربي.

٨٢

١٢٢١ ـ عمر بن على بن جعفر ، أبو حفص الرزاز :

جار ابن شاقلاء ، روى عن أبى جعفر بن المولى ، كتب عنه أبو إسحاق بن شاقلاء.

أنبأنا أبو شجاع المقرئ وأبو اليمن الكندي قالا أنبأ أبو محمد عبد الله بن على المقرئ أنبأ جدي أبو منصور الخياط أنبأ القاضي أبو يعلى بن الفراء قال : نقلت من خط أبى إسحاق بن شاقلاء قال أخبرنى أبو حفص عمر بن على بن جعفر الرزاز قال سمعت أبا جعفر محمد بن المولى يقول سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول : كان في دهليزنا دكان إذا جاء إنسان يريد أن يخلو معه أجلسه على الدكان ، وإذا لم يرد أن يخلو معه أخذ بعضادتي الباب وكلمه ، فلما كان ذات يوم جاءنا إنسان فقال لي قل له : أبو إبراهيم السائح فجلسنا على الدكان ، فقال لي أبى : سلم عليه فإنه من كبار المسلمين ـ أو من خيار المسلمين ، فسلمت عليه ، فقال [له] (١) أبى : حدثني يا أبا إبراهيم فقال له أبو إبراهيم : خرجت إلى الموضع الفلاني بقرب الدير الفلاني فأصابتنى علة فمنعتنى من الحركة ، فقلت في نفسي : لو كنت بقرب الدير لعل من فيه من الرهبان يداونى ، فإذا أنا بسبع عظيم يقصد نحوي حتى جاءني ، فاحتملني على ظهره حملا رفيقا حتى ألقانى عند الدير ، فنظر الرهبان إلى حالى مع السبع ، فأسلموا كلهم وهم أربعمائة راهب.

١٢٢٢ ـ عمر بن على بن الخضر بن عبد الله بن على ، أبو المحاسن بن أبى الحسن بن أبى البركات بن أبى محمد بن أبى الحسن القرشي (٢) :

من أهل دمشق ، كان من حفاظ الحديث المكثرين من قراءته وسماعه وكتابته وتحصيله ، سمع بالشام وبلاد الجزيرة ثم دخل بغداد وأقام بها يسمع ويقرأ ويكتب ويحصّل الأصول إلى حين وفاته ، وشهد عند قاضى القضاة أبى طالب روح بن أحمد الحديثى في يوم السبت الثاني والعشرين من شهر ربيع الآخر من سنة ست وستين وخمسمائة فقبل شهادته وولاه القضاء بحريم دار الخلافة ، ثم القضاء بربع سوق الثلاثاء وجرت أحكامه على السداد وقانون السلف من التسوية بين (٣) الخصوم

__________________

(١) ما بين المعقوفتين زيد من صفحة الصفوة ٢ / ٢٣٢.

(٢) انظر الترجمة في : تذكرة الحفاظ ١٣٦٥. والعبر في خبر من غير ٤ / ٢٢٤.

(٣) في الأصل : «من الخصوم». أنبأنا أبو القاسم الأزجى عن أبى بكر محمد بن على بن ميمون الدباس.

٨٣

إقامة جاه الشرع والحكم على الخاص والعام من غير محاباة لقوى على ضعيف ولا غنى على فقير ، ثم نفذ رسولا من دار الخلافة إلى نور الدين محمود بن زنكي إلى دمشق في سنة سبع وستين وخمسمائة فأقام بدمشق وحدث بها ثم عاد إلى بغداد ، وسمع بدمشق أبا محمد هبة الله بن أحمد بن عبد الله بن طاوس وأبا الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوى المصيصي وأبا الدر ياقوت بن عبد الله البخاري وأبا القاسم الحسين بن الحسن بن العجمي ، وبحرّان أبا الفضل حامد بن محمود بن أبى الحجر الزاهد الأسدى وأبا العشائر محمد بن خليل بن فارس القيسي وأبا القاسم نصر بن أحمد السوسي وأبا الفتوح ناصر بن عبد الرحمن بن محمد بن النجار وأبوى يعلى حمزة ابن على بن الحبوبى وحمزة بن أحمد بن فارس بن كروس ، وجماعة غيرهم ، وبحلب أبا طالب عبد الرحمن بن الحسن بن العجمي ، وبالموصل أبا الفضل عبد الله بن أحمد بن الطوسي ، وببغداد الشريف أبا المظفر محمد بن أحمد بن عبد العزيز الهاشمي وأبا الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزى وأبا المظفر هبة الله بن أحمد (١) بن الشبلي ، وأبا محمد محمد بن أحمد بن عبد الكريم التميمي ، وخلقا كثيرا من أصحاب طراد الزينبي وعاصم بن الحسن وأبى الخطاب بن البطر ، وأبى [بكر] (٢) بن نبهان وأبى الغنائم بن النرسي وأبى طالب بن يوسف وابن الطيوري وبالغ في الطلب حتى سمع من أصحاب أبى القاسم بن الحصين وأبى غالب بن البناء وأبى العز بن كادش وأبى بكر بن عبد الباقي وأمثالهم ، ولم يزل يسمع حتى سمع من أصحاب ابن السمرقندي وابن عبد السلام وابن الطراح والأرموى ، وكتبت عن أقرانه وأمثاله وعمن هو دونه ، ولم ير في المتأخرين أكثر سماعا منه ولا كتابة ولا تحصيلا ، ومع هذا فإنه حدث باليسير.

وتوفى قبل أوان الرواية ، وكان قد جمع لنفسه معجما لشيوخه الذين كتب عنهم ، وأظنهم بلغوا ثمانمائة أو أكثر ولم يحدّث به ، وكان ثقة صدوقا متدينا عفيفا نزها ، روى عنه شيخه معمر بن عبد الواحد الأصبهانى حديثا في معجم شيوخه ، وقد روى لنا عنه عمر بن محمد بن أحمد بن جابر.

أخبرنا عمر بن محمد أبو نصر أنبأ أبو المحاسن عمر بن على القرشي بانتقاء إبراهيم

__________________

(١) في الأصل : «ابن محمد».

(٢) ما بين المعقوفتين زيادة من العبر ٤ / ٣٠٢.

٨٤

ابن محمود بن الشعار وقراءته عليه وأنا أسمع أنبأ أبو القاسم الحسين بن الحسن الأسدى وأبو العشائر محمد بن خليل القيسي وأخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد ابن محمد الأنصارىّ بقراءتي عليه بدمشق أنبا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن عبد الله ابن طاوس قالوا جميعا أنبأ أبو القاسم على بن محمد المصيصي أنبأ عبد الرحمن بن عثمان بن أبى نصر أنبأ خثيمة بن سليمان حدثنا إبراهيم بن عبد الله العبسي أنبأ وكيع بن الجراح عن الأعمش عن أبى صالح عن أبى سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تسبّوا أصحابى فو الّذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه» (١).

أنشدنا عمر بن محمد بن أحمد الصوفي قال : أنشدنا القاضي أبو المحاسن عمر بن على بن الخضر القرشي لنفسه :

إذا ما نصحت المرء في الأمر مرة

ولم يرتدع عنه فثن وثلث

فان فاء نحو الحق فاترك عتابه

وإلا فعج عن نصحه لا تلبث

فما تركه ... (٢) ضعفا إلا سفاهة

وما ذا الذي يغنيك عن نصح أخوك

حدثني أبو محمد بن الأسعد بن الكواز الدقيقي جارنا قال : كان لي دين على شيخ من أهل العلم والوعظ يعرف بجرادة فطالبته ، فماطلنى لعسرته ، فأحضرته مجلس القاضي الدمشقي ، فلما مثلنا بين يديه سلم عليه الشيخ جرادة ـ وكان القاضي يعرفه ، فقام له قائما وأجلسه إلى جانبه وسأله : ألك حاجة؟ فقال له : إننى قد أحضرت مع خصيم لي ، له على دين إلى مجلسك ، فقال له : وأين خصمك؟ فأشار إلى وكنت شابا ، فالتفت القاضي سريعا وقد تغير وجهه ، وأمرنى بالجلوس إلى جانب خصمي ، واعتذر إلى طويلا من وقوفي وخصمي جالس حتى استحييت وخجلت ، ثم تصالحنا سمعت أبا بكر عبد الله بن عمر على القرشي يقول : ولد والدي بدمشق في ليلة السبت الثالث والعشرين من شعبان سنة ست وعشرين وخمسمائة ، وقدم بغداد يوم الأربعاء الثالث عشر من جمادى الأولى سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة.

وتوفى رحمه‌الله في يوم الأحد سادس ذى الحجة من سنة خمس وسبعين

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٢ / ٢٢٦.

(٢) بياض في الأصل مكان النقط.

٨٥

وخمسمائة ، ودفن بكرة يوم الاثنين في مقبرة الشونيزية في دكة رويم رحمه‌الله.

١٢٢٣ ـ عمر بن على بن خليفة بن طيب ، أبو حفص العطار المقرئ :

من أهل الحربية ، سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وأبا الحسين محمد ابن أبى يعلى بن الفراء وأبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصارىّ وأبا الحسن على بن عبيد الله بن الزاغونى وأبوى بكر محمد بن الحسين المزرقى ومحمد بن منصور القصرى وغيرهم ، وحدث باليسير ، روى لنا عنه.

أخبرنى محمد بن عمر بن على بن خليفة العطار أنبأ والدي أنبا أبو الحسين محمد ابن محمد بن الحسين بن الفراء وأبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصارىّ وأنبأ أبو على ضياء بن أحمد والحسين بن سعيد الأمين قالا أنبأ محمد بن عبد الباقي الأنصارىّ قالا حدثنا القاضي أبو يعلى بن الفراء

ابن الفراء إملاء أنبأ على بن عمر الحربي حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبى شيبة حدثنا محمد بن فضيل عن يحيى بن سعيد عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» (١)

سمعت محمد بن عمر بن على بن خليفة يقول : ولد والدي في سنة خمسمائة ، وتوفى في سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة ، ودفن بباب حرب. وذكر شيخنا أحمد بن سليمان الحربي ونقله من خطه أن وفاته كانت صفر من السنة المذكورة.

١٢٢٤ ـ عمر بن على بن عبد السيد بن عبد الكريم ، أبو حفض بن أبى الحسن وهبة الله بن أحمد بن الحريري وإسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي وأبا بكر محمد عبد الباقي البزاز :

كتبت عنه وكان شيخا صالحا.

أخبرنا عمر بن على بن عبد السيد الصفار بقراءتي عليه أنبأ أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي أنبا أبو إسحاق إبراهيم ابن على الفيروزآبادي حدثنا أبو الفرج محمد بن عبيد الله الخرجوشى قال : سمعت أبا بكر بن إبراهيم الجرجاني الفقيه يقول :

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ٢٥٥.

٨٦

سمعت أبا طالب أحمد بن نصر الحافظ يقول : سمعت أبا هاشم المقرئ يقول : سمعت أبا سعيد القطيعي يقول سمعت المزني يقول من استغضب فلم يغضب فهو حمار ، ومن استرضى فلم يرض فهو شيطان.

أخبرنى عمر الصفار أنبأ أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو إسحاق الشيرازي أنشدنا القاضي أبو الطيب الطبري أنشدنا المعافى بن زكريا القاضي :

أيا مولاي صرت قذى بعيني

وسترا بين عيني والمنام

وكنت من الحوادث لي عياذا

فصرت بين عيني في نظام

وكنت من المصائب لي عزاء

فصرت من المصيبات العظام

توفى عمر الصفار في يوم السبت ثانى جمادى الآخرة من سنة أربع وتسعين وخمسمائة ، ودفن بمقبرة جامع المنصورة عند رباط الزوزنى ، وكان مولده في سنة خمس عشرة وخمسمائة.

١٢٢٥ ـ عمر بن على بن على بن بهليقا ، أبو حفض الدقاق :

والد أحمد الذي تقدم ذكره ، من أهل الجانب الغربي ، كان شيخا صالحا متدينا راغبا في فعل الخير ذا نعمة ويسار ، وهو الذي بنى المسجد الجامع بالعقبة ، وكان مسجدا صغيرا ، فاشترى ما حوله ووسعه وأحسن بناءه ، ويصلى فيه الجمعة في يومنا هذا.

توفى يوم الاثنين الثامن عشر من ذى القعدة من سنة ستين وخمسمائة ، ودفن جوار الجامع الذي بناه.

١٢٢٦ ـ عمر بن على بن عمر البناء ، أبو حفض بن لبى الحسن الواعظ :

من أهل الحربية ، تفقه في صباه على أبى الحسن الزاغوانى ، وقرأ الأدب على أبى السعادات بن الشجري واشتغل بالوعظ وسمع الحديث من أبى القاسم بن الحصين وأبى الحسين محمد بن أبى يعلى بن الفراء ، كتبت عنه ، وكان صدوقا فاضلا حسن الطريقة متدينا حسن الأخلاق ، فكان الناس ويقول الشعر.

أخبرنا عمر بن على الواعظ قراءة عليه أنبأ أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قراءة عليه أنبأ أبو على الحسن بن على التميمى أنبأ أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان

٨٧

ابن مالك القطيعي حدثنا عبد الله [بن] (١) أحمد بن حنبل حدثني أبى قال قرأت على يحيى بن سعيد [عن] (٢).

عثمان بن غياث قال حدثني عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر وحميد بن عبد الرحمن الحميري قالا لقينا عبد الله بن عمر فذكرنا وما يقولون فيه ، فقال : إذا رجعتم إليهم فقولوا : إن ابن عمر منكم بريء وأنتم منه براء ـ ثلاث مرار ، ثم قال : أخبرنى عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنهم هم جلوس أو قعود عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم جاءه رجل يمشى حسن الوجه حسن الشعر ، عليه ثياب بياض ، فنظر القوم بعضهم إلى بعض ما نعرف هذا وما هذا بصاحب سفر ثم قال : [يا] (٣) رسول الله! آتيك! قال : [نعم] (٤) فجاء فوضع ركبتيه عند ركبتيه ويديه على فخديه فقال : ما الإسلام؟ فقال : «شهادة أن لا إله الا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتى الزكاة ، وتصوم شهر رمضان ، وتحج البيت» ، قال : فما الإيمان؟ قال : «أن تؤمن بالله وملائكته والجنة والنار والبعث بعد الموت والقدر كله» ؛ قال : فما الإحسان؟ قال : «أن تعمل [لله ـ] (٥) كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك». قال : فمتى الساعة؟ قال : ما المسئول عنها بأعلم من السائل» قال : فما أشرطها؟ قال : «إذا العراة الحفاة العالة رعاء الشاء تطاولوا في البنيان وولدت الإماء أربابهن» قال : ثم. قال : على الرجل! فطلبه فلم يروا شيئا ، فمكث يومين أو ثلاثة ثم قال : يا ابن الخطاب! أتدري من السائل عن كذا وكذا؟ قال : الله ورسوله أعلم ، قال : ذاك جبريل جاءكم يعلمكم دينكم ، قال : وسأله رجل جهينة أو مزينة فقال : يا رسول الله! فيما نعمل أفي شيء قد خلا أو في شيء يستأنف؟ قال : «أهل الجنة ييسرون لعمل [أهل] (٦) الجنة وأهل النار ييسرون لعمل أهل النار» (٧).

أنشدنى محمد بن سعيد الحافظ قال أنشدنى عمر بن على الواعظ لنفسه :

إن المنايا لم تبق من أحد

وليس يبقى حي سوى الصمد

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٣) ما بين المعقوفتين زيادة من المصادر.

(٤) ما بين المعقوفتين زيادة من المصادر.

(٥) ما بين المعقوفتين زيادة من المصادر.

(٦) ما بين المعقوفتين زيادة من المصادر.

(٧) ـ انظر الحديث في : مسند أحمد ١ / ٢٧.

٨٨

فعد جيراننا الذين مضوا

وعن قريب تصير في العدد

إناء إلى الله راجعون إلى

أرأف من والد على ولد

توفى عمر الواعظ ليلة الخميس لست عشرة ليلة خلت من شوال من سنة سبع وتسعين وخمسمائة ، ودفن من الغد بباب حرب ، وكان مولده في صفر سنة أربع عشرة وخمسمائة.

١٢٢٧ ـ عمر بن على بن محمد بن على بن الإسكاف ، أبو حفص ، المعروف بابن كدايا :

من أهل الحربية ، سمع أبا القاسم عبد الله بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف ، كتبت عنه ، وكان شيخا لا بأس به ويعمل اللبن ويأكل من كد يده.

أخبرنا عمر بن محمد بن الإسكاف أنبأ أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عبد القادر أنبأ أحمد بن محمد بن النقور أنبأ محمد بن عبد الرحمن المخلص أنبأ رضوان بن أحمد الصيدلاني أنبأ أحمد بن عبد الجبار العطاردي حدثنا يونس بن بكير عن مطر بن ميمون المحاربي عن أنس بن مالك قال سمعته يقول : آخى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بين المسلمين ، وقال لعلى : أنت أخى وأنا أخوك ، وآخى بين أبى بكر وعمر ، وآخى المسلمين جميعا.

توفى عمر ابن الإسكاف في يوم الاثنين لثلاث خلون من شهر ربيع الآخر من سنة ستمائة ، ودفن بباب حرب وكان فقيرا شديد الفقر مدقعا جميع عمره ، ومات ابن عم له موسر قبل موته بأيام وليس له وارث سواه ، فحضر نواب أصحاب التركات وختموا على ماله وقالوا لعمر : اذهب واكتب محضرا بصحة نسبتك إليه لنسلم إليك المال ، فأخذ محضرا وكتب له فيه جماعة بصحة النسبة بينهما ابنا عم ، فجاءه مرض ومات ولم يقدر له أن يشرب من تركة ابن عمه ماء أو يسلمها أصحاب التركات ، ولم يعرض المحضر على التركات.

١٢٢٨ ـ عمر بن على بن نصر الصيرفي ، أبو المعالي أبى الحسن الخفاف :

سمع النقيب أبا الفوارس طراد بن محمد بن على الزينبي وأبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالى ، روى لنا عنه عبد الوهاب بن عبد الله الصوفي وإسماعيل بن على بن فاتكين الجوهري.

٨٩

أخبرنا عبد الوهاب بن عبد الله وإسماعيل بن على بن فاتكين قالا أنبأ أبو المعالي عمر بن على الصوفي أنبأ أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي أنبأ أبو الحسين أحمد بن محمد الواعظ حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي أنبأ زياد بن أيوب حدثنا محمد يعنى ابن يزيد أنبأ عاصم بن محمد عن أبيه عن ابن عمر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان» (١).

قرأت بخط القاضي أبى المحاسن عمر بن على القرشي قال : توفى عمر بن على بن الصيرفي في يوم الاثنين سادس ربيع الأول من سنة تسع وخمسين وخمسمائة.

١٢٢٩ ـ عمر بن عيسى بن أبى الحسن البزوري ، أبو حفص :

من أهل باب البصرة ، وهو أخو عبد الرحمن الواعظ الذي تقدم ذكره ، سمع أبا المعالي بن محمد بن اللحاس وأبا العباس أحمد بن بنيمان بن عمر البقال وأبا محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب وغيرهم ، كتبت عنه ، وكان شيخا صالحا حسن السمت.

أخبرنا عمر بن عيسى البزوري أنبأ محمد بن محمد أبو المعالي العطار أن على بن أحمد بن البسرى أخبره عن أبى عبد الله بن بطة حدثنا أحمد بن محمد بن أبى دارم الكوفي أخبرنى الحسين بن محمد بن يزيد حدثنا جعفر بن محمد عن شيخ له عن محمد ابن كثير عن معمر الزهري عن أنس قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «سلموا على اليهود والنصارى ولا تسلموا على شارب خمر ، فإن سلم عليكم فلا تردوا عليه».

توفى عمر بن عيسى البزوري في ليلة الأحد لثمان خلون من شعبان سنة ثمان عشرة وستمائة ، ودفن من الغد بمقبرة جامع المنصور وقد جاوز السبعين.

١٢٣٠ ـ عمر بن أبى غالب بن بقبرة ، أبو الكرم البقال :

من أهل العتابين ، سمع أبا المعالي ثابت بن بندار البقال وحدث باليسير ، روى عنه أبو سعد بن السمعاني وذكر أنه كان شيخا صالحا وكان ممتعا بإحدى عينيه ثم أضر في آخر عمره.

وتوفى يوم الجمعة الحادي والعشرين من شوال سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة ، ودفن بباب خرب.

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٢ / ١٥٧.

٩٠

١٢٣١ ـ عمر بن غالب ، أبو حفص :

من أصحاب الحديث ، ذكره عبد الباقي بن قانع توفى سنة ثلاثين وثلاثمائة ، وقال : كتبت عنه أحاديث ولم يحدث الناس ، مات في المحرم.

١٢٣٢ ـ عمر بن غانم بن على بن الحسين بن التبان ، أبو حفص بن أبى بكر المقرئ :

من ساكني البستان الصغير بشارع المأمونية ، وله مسجد مقابل البستان يؤم الناس فيه ، هكذا سمى والده غانما القاضي أبو المحاسن القرشي ، ورأيته بخطه في معجم شيوخه والمشهور كنيته ، سمع الكثير من أبوى القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين (١) وزاهر بن طاهر الشحامي وأبى غالب أحمد وأبى عبد الله يحيى ابني أبى على بن البناء وأبوى بكر محمد بن الحسين المزرفى ومحمد بن عبد الباقي الأنصارىّ وغيرهم ، وكتب بخطه وجمع مشيخة لنفسه ، وكان خطه رديا ، ولم يكن له معرفة بالحديث ، وكان شيخا صالحا مقبلا على شأنه.

روى لنا عنه أبو الفتوح نصر بن أبى الفرج بن على الحصرى الحافظ وسألته عنه فقال: شيخ صالح دين مشتغل بالله.

أخبرنى ابن الحصرى بمكة أنبأ أبو حفص عمر بن أبى بكر بن على التبان بقراءتي عليه أنبأ أبو عبد الله يحيى بن الحسن بن أحمد بن البناء قراءة عليه أنبأ أبو الحسن على ابن أحمد الملطي أنبأ أبو عبد الله أحمد بن محمد بن دوست أنبأ أبو على الحسين بن صفوان وأخبرنا سفيان ومحمود ابنا إبراهيم بن سفيان بن مندة بقراءتي عليهما بأصبهان قالا أنبأ أبو الخير محمد بن أحمد بن الباغبان أنبأ أبو عمرو (٢) عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن مندة أنبأ [أبو] الحسين محمد بن يوسف المديني أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمر اللنبانى قالا حدثنا أبو بكر بن أبى الدنيا حدثنا عبد الله بن خيران أنبأ المسعودي عن محمد بن عبد الرحمن عن عيسى بن طلحة عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا يلج النار من بكى خشية الله [عزوجل] حتى يعود اللبن في الضرع ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في منخري عبد أبدا» (٣).

__________________

(١) في الأصل : «ابن الحسين».

(٢) في الأصل : «أبو عمر».

(٣) انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ٢٥٥. وسنن الترمذي ٢ / ٥٥.

٩١

سمعت أبا الحسن بن القطيعي يقول : سألت عمر بن التبان عن مولده فقال : في مستهل رجب سنة سبع وخمسمائة ، وتوفى يوم الثلاثاء لعشر خلون من جماد الأولى سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة ، ودفن بباب حرب.

١٢٣٣ ـ عمر بن فارس بن أبى نصر بن الاضباعى ، أبو حفص :

من أهل البصرة ، سمع أبا غالب أحمد بن البناء أبو القاسم هبة الله بن الحصين وإسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي وجماعة غيرهم ، صحب شيخنا أبا بكر ابن مشق ، وسمع معه شيئا كثيرا من المتأخرين وحدّث باليسير ، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر ابن على القرشي وابنه عبد الله وأبو بكر ابن مشق.

أخبرنا أبو بكر عبد الله بن عمر القرشي أنبأ عمر بن فارس بن الأضباعى بقراءة أبى عليه أنبأ أبو غالب أحمد بن الحسن بن البناء قراءة عليه أنبأ أبو محمد بن على الجوهري وأنبأ عبد الله بن أحمد ربى ولا حق بن أبى الفضل الصوفي قراءة عليهما قالا أنبأ أبو القاسم عبد الله بن محمد بن الحصين أنبأ أبو على الحسن بن على المذهب قالا حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو بكر ابن أبى شيبة حدثنا أبو بكر ابن عياش عن أبى إسحاق عن أبى هبيرة عن على رضى الله عنه قال : كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا دخل عليه العشر أيقظ أهله ورفع المئزر ، قيل لأبى بكر : ما رفع المئزر؟ قال : اعتزال النساء (١).

أنبأنا أبو بكر ابن مشق قال : توفى رفيقنا عمر بن الأضباعى بباب حرب.

١٢٣٤ ـ عمر بن أبى الفتح بن أحمد الضرير ، والمعروف بالعشرة :

من أهل الحربية ، سمع أبا القاسم سعيد بن أحمد بن البناء وغيره ، وحدّث باليسير سمع منه شيخنا أحمد بن سليمان الحربي في سنة اثنين وتسعين وخمسمائة.

أخبرنى عبد الرحمن بن أبى الفتح بن بركة بن الدخني بالحربية أنبأ عمر بن أبى الفتح بن أحمد الضرير قراءة عليه أنبأ سعيد بن أحمد بن البناء وأخبرنا أبو على ضياء ابن أحمد بن أبى على قراءة عليه أنبأ محمد بن عبد الباقي الأنصارىّ قالا أنبأ أبو نصر محمد بن على الزينبي أنبأ محمد بن عمر الكاغذى حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا محمد ابن يزيد أبو هشام الرفاعي حدثنا حفص بن غياث عن مسعر عن منصور

__________________

(١) انظر الحديث في : مسند الإمام أحمد ١ / ١٣٢.

٩٢

عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا شك أحدكم في صلاته فليتحرر وليسجد سجدتين» (١).

١٢٣٥ ـ عمر بن أبى الفتح بن محمد بن غيلان النعال ، أبو حفص :

طلب الحديث بنفسه ، وسمع الكثير من أبى الفتح عبيد الله بن شاتيل وأبى نصر الله بن عبد الرحمن ابن زريق ، وسمع معنا من أبى الفرج ابن كليب وأبوى القاسم ذاكر بن كامل ويحيى بن بوش ومن جماعة غيرهم ، وكانت له همة في طلب الحديث مع عدم فهم ومعرفة ، وكان يحفظ القرآن ويسكن في جورانا بالظفرية ، وقد حدث بيسير ، وسمع منه جماعه وعلقت عنه حديثا أو حديثين.

أخبرنى عمر بن أبى الفتح النعال أنبأ يوسف بن الحسن المقرئ أنبا يلتكين بن أخيار البرمكي أنبأ أبو القاسم حمد بن عبد الواحد الروياني أنبأ أبو الفضل محمد بن على السهلكى أنبأ أحمد بن الحسن الحيرى ومحمد بن موسى قالا حدثنا أبو العباس الأصم محمد بن يعقوب حدثنا محمد بن إسحاق الصفار حدثنا قبيصة سفيان عن أبى حمزة عن الحسن عن أبى سعيد الخدري عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء».

توفى عمر بن أبى الفتح النعال ليلة السبت لثمان مضين من شهر ربيع الأول من سنة تسع وعشرين وستمائة. ودفن من الغد باب حرب ، ولعله بلغ الستين.

١٢٣٦ ـ عمر بن الفتح البغدادي :

حدث عن أبى عبد الله الحسين بن محمد بن عفير الأنصارىّ وأبى الحسن بن المغلس البزاز وأحمد بن محمد الأصبهانى ، روى عنه عمر بن على العتكي.

كتب إلى أبو طاهر السلفي أن على بن المشرف الأنماطى أخبره في كتابه أنبأ أبو الحسين محمد بن حمود بن عمر الصواف بمصر أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد الخطيب الواسطي أنبأ أبو حفص عمر بن على بن الحسن العتكي حدثني عمر بن الفتح البغدادي حدثنا أبو عبد الله ابن عفير الأنصارىّ أنشدنى بعض أصحابنا لأبى العتاهية :

لكل صباح موجع وحزين

وألف من الآلاف سوف يبين

__________________

(١) انظر الحديث في : مسند الإمام أحمد ١ / ٣٧٩.

٩٣

كفى حزنا إن القرين مباين

فليس بباق للقرين قرين

١٢٣٧ ـ عمر بن فضالة البغدادي :

حكى عن أبى عبد الله أحمد بن حنبل ، روى عنه إسحاق بن إبراهيم بن يونس المنجنيقى البغدادي.

أنبأ أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني عن أبى العلاء صاعد بن سيار الهروي أنبأ أبو عاصم الفضيل أنبأ أبو على الحسن بن محمد بن الحسن الوراق أنبا أبو الفضل يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه الحافظ حدثنا محمد بن المنذر حدثني إسحاق ابن إبراهيم بن يونس البغدادي بمصر حدثنا عمر بن فضالة البغدادي عن أحمد ابن حنبل قال : الجهمية والواقعة واللفظية عندي سواء.

١٢٣٨ ـ عمر بن أبى القاسم بندار محمد بن عبد الرحيم ، أبو حفص :

من أهل تبريز قدم بغداد وتفقه بالمدرسة النظامية مدة ، وصحب الصوفية ، ثم سافر إلى الحجاز واليمن ومصر وعاد إلى بغداد وقد أثرت حاله فسكن بدرب السلسلة ، ورتب حاجبا بالمخزن ، ونفذ رسولا إلى كبش وغيرها من البلاد مرات ، فحمدت أفعاله ، ورتب حاجب الحجاب في سنة إحدى وستمائة ، ودفن من الغد عند جامع السلطان ، ولعله بلغ السبعين ، وكان شيخا ظريفا حسن الأخلاق ، مقبول الصورة ، بلغني أنه سمع بتبريز كتاب شرح السنة للبغوي من أبى منصور حفدة عنه وكان بيده خط حفدة له بسماعه منه ولم يرو شيئا.

توفى يوم الاثنين مستهل ذى الحجة سنة خمس عشرة وستمائة ، ودفن من الغد عند جامع السلطان.

١٢٣٩ ـ عمر بن القاسم بن سليمان بن عبد الكريم ، أبو القاسم الذهلي :

حدث عن أبى حميد سهل بن أحمد بن الفضل المعروف بالمكى ، روى عنه الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله ابن البيع النيسابوري في معجم شيوخه.

قرأت على أبى عبد الله أحمد بن محمد بن الخنزى بأصبهان عن الخضر بن الفضل ابن عبد الرحمن أنبأ عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن مندة إذنا عن الحاكم أبى عبد الله النيسابوري أخبرنى أبو القاسم عمر بن القاسم بن سليمان بن عبد الكريم الذهلي ببغداد حدثنا أبو حميد سهل بن أحمد المكي حدثنا أبو بكر عبد الله بن حبيب

٩٤

حدثنا أبو بشر الصغاني حدثنا على بن الحسن الرازي حدثنا الصباح بن محارب عن أبى حنيفة أنه قال ذات يوم : الا تعجبون مررت بمسعر فسمعته يحدث قتادة عن أنس : «أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أعتق صفية وجعل عتقها صداقها» (١).

١٢٤٠ ـ عمر بن قيس أبو الحسن المقرئ :

قرأ القرآن على أبى مزاحم موسى بن عبيد الخاقاني وروى عنه قرأ عليه أبو القاسم على بن محمد بن عمير الكناني المقرئ بالجانب الشرقي من مدينة السلام ، وروى عنه.

١٢٤١ ـ عمر بن كرم بن أبى الحسن بن عمر الدينوري ، أبو حفص بن أبى المجد الحمامي :

سبط عبد الوهاب بن محمد الصابوني المقرئ ، من ساكني الجعفرية ، سمع أبا القاسم نصر بن نصر بن على العكبري وأبا الوقت عبد الأول بن عيسى السجزى وجده لأمه أبا الفتح عبد الوهاب بن محمد بن الحسين الصابون ، كتبت عنه ، وكان شيخا صالحا ورعا متدينا متعبدا متعففا.

أخبرنا عمر بن كرم الحمامي بقراءتي عليه أنبأ أبو القاسم نصر بن نصر بن على العكبري قراءة عليه أنبأ أبو القاسم على بن أحمد بن محمد بن البسرى أنبأ أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص حدثنا يحيى بن صاعد حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا أيوب بن سويد الرملي حدثني أمية بن يزيد عن أبى مصبح الحمصي عن ثوبان مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «رأس الدين النصيحة» قلنا يا رسول الله لمن؟ قال «لله عزوجل ولدينه ولكتابه ولأئمة المسلمين وللمسلمين عامة» (٢).

سألت عمر بن كرم عن مولده فقال في ليلة [.....] (٣) سبع وعشرين وستمائة ، ودفن من الغد بمقبرة باب الجعفرية.

١٢٤٢ ـ عمر بن المبارك بن أحمد بن سهلان ، أبو حفص بن أبى بكر :

من أهل شارع دار الرقيق ، سمع الكثير وكتب بخطه وطلب بنفسه ، سمع الشريف أبا على محمد بن محمد بن عبد العزيز بن المهدى وأبا القاسم هبة الله بن محمد بن

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٢ / ٧٦١.

(٢) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ١٣.

(٣) بياض في الأصل مكان النقط.

٩٥

الحصين وأبا غالب أحمد بن الحسن بن البناء وأبا العز أحمد بن عبيد الله بن كادش وأبا جعفر محمد بن عبد الباقي البزاز ، وخلقا كثيرا غيرهم ، وحدث باليسير. روى عنه أبو سعد ابن السمعاني ، وروى لنا عنه الأعزين كرم بن محمد بن على الحربي.

أخبرنى الأعزين على أنبأ عمر بن المبارك بن سهلان وأنبأ بقاء بن عمر الأزجى وتمام بنت الحسين الواعظة ببغداد وأبو اليمين زيد بن الحسن الكندي بدمشق قالوا جميعا أنبأ أبو القاسم هبة الله بن أحمد الحريري أنبأ أبو طالب محمد بن على الحربي حدثنا أبو الحسين بن سمعون الواعظ إملاء حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني إملاء حدثنا الربيع بن سليمان المرادي حدثنا عبد الله بن وهب قال سمعت الليث يقول حدثني سهل بن معاذ الجهني عن أبيه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «اركبوا هذه الدواب سالمة ولا تتخذوها كراسي»(١).

أخبرنى شهاب الحاتمي بهراة قال سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول عمر بن المبارك بن أحمد بن سهلان النعماني كتبت عنه ، وكان صالحا صدوقا خيرا ، سألته عن مولده فقال في صفر سنة خمسمائة.

قرأت بخط القاضي أبى المحاسن عمر بن على القرشي قال : عمر بن المبارك بن أحمد بن سهلان أبو حفص النعال كتبت عنه ، وكان صدوقا. سمعت أبا الحسن بن القطيعي يقول : مات عمر بن سهلان يوم الأربعاء لأربع خلون من ذى القعدة سنة خمس وسبعين وخمسمائة ، ودفن بباب حرب.

١٢٤٣ ـ عمر بن المبارك بن الحسين بن إسماعيل بن الحصرى ، أبو حفص ابن أبى البركات :

من ساكني درب القيار وهو أخو أبى بكر محمد بن المبارك الذي تقدم ذكره ، سمع الكثير من أبى بكر محمد بن الحسين بن على بن الحاجي وحدث باليسير ، روى لنا عنه عبد الرحمن بن عمر بن الغزال الواعظ.

أخبرنا ابن الغزال أنبأ عمر بن المبارك ابن الحصرى بقراءتي عليه أنبأ أبو بكر محمد ابن الحسين بن على بن الحاجي قراءة عليه أنبأ أبو بكر محمد بن على بن محمد الخياط أنبأ أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يوسف بن دوست العلاف أنبأ الحسين بن صفوان

__________________

(١) انظر الحديث في : مسند الإمام أحمد ٣ / ٤٣٩.

٩٦

وأنبأ عبد الوهاب ابن على الأمين ببغداد ومحمد بن محمد بن بدر بن ثابت الرازانى بأصبهان قالا أنبأ أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي أنبأ عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن مندة أنبأ [أبو] (١) الحسن محمد بن يوسف المديني أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد اللنبانى (٢) قالا حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد (٣) القرشي حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي حدثنا عبد الله بن موسى المدني عن أسامة بن زيد عن حفص بن عبيد الله بن أنس عن جده أنس بن مالك قال سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «رب أشعث أغير ذى طمرين مصفح عن أبواب الناس لو أقسم على الله لأبره» (٤).

أنبأنا القاضي أبو العباس أحمد بن محمد بن الفراء ونقلته من خطه قال مات بن الحصرى في منتصف شهر رمضان من سنة اثنين وثمانين ودفن إلى جنب أخيه أبى بكر بمقبرة الزرادين.

١٢٤٤ ـ عمر بن المبارك بن عمر بن عثمان الحرقى ، أبو الفوارس بن أبى الحسن البيع :

ولى الحسبة ببغداد بعد وفاة أخيه ابن المبارك في سنة أربع وتسعين وأربعمائة ، وعزل عنها في رجب سنة خمس وتسعين ، وسمع الحديث من أبى القاسم عبد الملك ابن محمد بن عبد الله بن بشران ، وحدث باليسير. روى عنه عبد الوهاب الأنماطى وعلى بن هبة الله بن عبد السلام وابنه محمد بن على ، وعمر بن ظفر المغازلي وأبو المعمر الأنصارىّ وأبو المعالي ابن حنيفة.

أخبرنا أبو محمد بن الأخضر أنبأ أبو المعالي أحمد بن عبد الغنى بن محمد بن حنيفة الباجسرائى أنبأ أبو الفوارس عمر بن المبارك بن عمر الحرقى المحتسب قراءة أنبأ أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران إملاء حدثنا أبو أحمد حمزة بن محمد ابن العباس بن الفضل بن الحارث حدثنا محمد بن عيسى حدثنا على بن عاصم حدثنا أبو على الرضى عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنه لا ينبغي لامرئ يشهد مقاما فيه حق إلا تكلم فإنه لن يقدم أجله ولن يحرم رزقا هو له».

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) في الأصل : «اللباني».

(٣) في الأصل : «عبد القرشي».

(٤) انظر الحديث في : كشف الخفا ١ / ٥١٢.

٩٧

أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة قال سمعت أبا سعد ابن السمعاني يقول سألت عبد الوهاب بن الأنماطى عن أبى الفوارس بن الحرقى : فأثنى عنه وقال كان كيسا حرّا ولكن ما كان يفهم شيئا ، قال : وسألت أبا الفضل بن ناصر عنه فأحسن الثناء عليه ، وقال : هو خير من أخيه القاضي أبى جعفر.

كتب إلى على بن المفضل الحافظ أن على بن عتيق بن موسى أخبره عن القاضي عياض بن موسى اليحصبى (١).

يا ويح قلبي لا يزال يروعه

ممن يعز عليه وشك فراق

تتقاذف البلدان في فكأن

وليت أمر مساحة الآفاق

ذكر بعض العلماء أن أبا الحسن النوقاني (٢) حج مع أبيه ، فلما نزل بغداد اشتريا بطيخة ، فقال أبو الحسن لغلام بقال : اعطنى سكينا أقطع بها هذا البطيخ ، فقال الغلام مجيبا : ليس له عندنا آلة القطع ، فمكث هناك وصحب هذا.

ذكر إسحاق بن إبراهيم القراب الهروي أن أبا الحسن بن أبى عمر النوقاني السجزى الأديب الشاعر توفى في ذى الحجة سنة إحدى عشرة وأربعمائة بقرية من قرى أسفزار. ذكر العميد عبد الغفار بن فاخر البستي الكاتب أن أبا الحسن عمر بن أبى عمر النوقاني عاد من هراة إلى سجستان ، فلما توسط الطريق بلغ إلى موضع يقال له أسفزار وهي بلاد عدة فاجتاز بمقبرة في بعض تلك البلاد ، يقال لها «دراوزن» فاستظل الموضع ، وقال : من أراد أن يموت فليمت هاهنا ، فلم يسر خطوات حتى خرج من بعض أطراف تلك القبور شيء من الوحش ، إما أرنب أو ثعلب أو ما جرى مجراهما فنقر الحمار التي كان تحته فقفز. فوقع من فوقه ، فاندقت عنقه ودفن في الموضع كما أحب. ولم يمض على قوله ساعتان حتى حصل تحت التراب ، وكان شيخا كبيرا ، كنت أحضر مجلسه وأسمع منه الأحاديث.

١٢٤٥ ـ عمر بن محمد بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن على بن لقمان النسفي ، أبو حفص الفقيه الحنفي (٣) :

من أهل سمرقند ، كان فقيها فاضلا مفسرا محدثا أديبا متفننا ، وقد صنف كتبا في

__________________

(١) هنا سقوط في الأصل ، راجع النجوم الزاهرة ٥ / ١٩٣.

(٢) من هنا حتى نهاية الترجمة يخص الترجمة : عمر بن أبى عمر النوقاني.

(٣) انظر ترجمته في : المضية ١ / ٣٩٤.

٩٨

التفسير والحديث والشروط ، ونظم «الجامع الصغير» لمحمد بن الحسن ، وكتاب «القند في تاريخ سمرقند» ولعله صنف مائة مصنف ، قدم بغداد حاجا في سنة سبع وخمسمائة ، وسمع من أبى القاسم ابن بيان وغيره وحدث بكتاب «تطويل الأسفار لتحصيل الأخبار» من جمعه وتأليفه. روى فيه عن عامة مشايخه وهم : أبو محمد إسماعيل بن محمد النوحى وأبو على الحسن [بن عبد الملك] (١) الماتريدي وأبو محمد عبد الله بن أحمد القنطري. روى عنه أبو عبد الله النوربشتى بن عبد الملك القاضي وأبو طاهر المهدى بن محمد المهدى بن إسحاق العلوي وأبو محمد عبد الله بن على بن عيسى النسفي وأبو القاسم محمد بن محمد بن الحسين النسفي وأبو عبد الله الحسين ابن أبى الحسن الكاشغري ، وأبو بكر محمد بن الحسن بن منصور النسفي وأبو نصر أحمد بن عبد الرحمن الريغدمونى وأبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندي وأبو حفص عمر بن [أحمد بن] (٢) محمد الديزكى ، وأبو الحسن على بن الحسن الماتريدي.

قرأت على أبى عبد الله الحنبلي بأصبهان عن أبى مسعود عبد الجليل بن محمد الحافظ أنبأ الفقيه الزاهد أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن محمد النوربشتى بها بقراءتي عليه حدثنا الإمام أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي لفظا ببغداد في مدرسة الأمير خمار تكين بن عبد الله قال حدثني السيد أبو طاهر المهدى بن محمد بن المهدى ابن إسحاق بن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعد بن محمد بن على بن أبى طالب أنبأ أبو طاهر محمد بن على الإسماعيلى أنبأ جدي الإمام أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل حدثنا أبو مطيع مكحول بن الفضل النسفي حدثنا القاسم بن عباد حدثنا يحيى الحماني عن حماد بن زيد عن أبى هارون العبدى عن أبى سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. «إنه سيأتيكم أقوام من أقطار الأرض يسألونكم الحديث فحدثوهم» قال : فكان أبو سعيد إذا رآنا قال : مرحبا بوصية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٣).

أنشدنا شهاب الحاتمي بهراة أنشدنا عبد الكريم بن محمد أبو سعد أنشدنا أبو الليث أحمد بن عمر بن محمد النسفي أنشدنا والدي لنفسه :

تزور المشاهد مستشفعا

بحرمة من دفنوهم هناك

فكن أنت آخذا أوصافهم

تزورك حيا وميتا لذاك

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٣) انظر الحديث في : سنن ابن ماجة ٢٢

٩٩

أخبرنى الحاتمي بهراة قال سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول : توفى عمر النسفي بسمرقند في الثالث عشر من جمادى الأولى سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.

وكانت ولادته في سنة إحدى أو اثنين وستين وأربعمائة.

١٢٤٦ ـ عمر بن محمد بن أحمد بن بقاقا ، أبو نصر (١) النجار :

من أهل باب الأزج ، وهو أخو عثمان الذي تقدم ذكره وذكر والده ، كان هو وأبوه [وأخوه] (٢) من أصحاب أبى النجيب السهروردي وربى أبو نصر هذا في الخير والصلاح وقراءة القرآن وسماع الحديث والاشتغال وصحبة الصالحين من صغره إلى شيخوخته ، قرأ القرآن على والده ، وتفقه على أبى النجيب ، وسمع أبا الوقت عبد الأول بن عيسى السجزى ، وأبا محمد محمد بن أحمد بن عبد الكريم المادح ، وأبا المظفر هبة الله بن أحمد بن محمد بن الشبلي ، وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي ، وأبا القاسم هبة الله بن الحسن بن هلال الدقاق ، وأبا عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن البيضاوي وخلقا كثيرا غيرهم ، كتبت عنه. وكان ثقة صدوقا ورعا متدينا مليح الخلق والخلق ، حسن الصمت ، جميل الهيئة والسيرة محمود الأفعال.

أخبرنا عمر بن محمد أبو نصر الصوفي أنبأ عبد الأول بن عيسى السجزى أنبأ أبو عاصم الفضيل بن يحيى بن الفضيل أنبأ عبد الرحمن بن أحمد الأنصارىّ حدثنا يحيى ابن محمد حدثنا محمد بن ميمون الخياط حدثنا إسماعيل بن داود (٣) المخراقى حدثنا الدراوردي عن الوليد بن مسافع عن أيوب عن عتبة عن عروة عن عائشة رضى الله عنها قالت : «لما جاء معى عبد الله بن أبى بكر اجتمع إلى أبى بكر أناس من المهاجرين والأنصار وجعل نسوة يبكين فخرج إليهم أبو بكر فقال : إنى اعتذر إليكم مما يفعلن هؤلاء إن حديث عهد الجاهلية وإنى سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إن الميت ينضح عليه الحميم ببكاء أهله عليه» (٤).

سألت أبا نصر الصوفي عن مولده فقال : في يوم الاثنين الثامن عشر من ربيع الأول سنة خمس وأربعين وخمسمائة ، وتوفى يوم الخميس التاسع والعشرين من صفر

__________________

(١) في الأصل : «أبو حفص».

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٣) في الأصل : «دؤاد بن إسماعيل». خطأ.

(٤) انظر الحديث في : الجامع الكبير للسيوطي ١ / ٤١٢.

١٠٠