تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٢٠

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٢٠

المؤلف:

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ١٨٤

غالب أحمد بن الحسن بن البناء وأبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وعبد الوهاب ابن المبارك الأنماطى وغيرهم وحدث باليسير ، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن على القرشي ، وعمر حتى أدركناه ولم يقضى لنا منه سماع ، سمع منه أصحابنا. وتوفى قبل طلبنا للحديث ، بلغني أن مولده كان في سنة ثمان عشرة وخمسمائة تقريبا.

أنبأنا أحمد بن سليمان الحربي ونقلته قال : توفى عمر بن أبى السعادات بن مكابر في يوم الأربعاء حادي عشر شهر رمضان من سنة إحدى وتسعين وخمسمائة ، ذكر غيره أنه دفن بباب حرب.

١١٨٨ ـ عمر بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الصائغ ، أبو حفص بن أبى السعادات بن أبى الحسن بن أبى الحسين ، المعروف بابن صرما :

من أولاد المحدثين ، تقدم ذكر أبيه وجده ، سمع أبا الفضل محمد بن ناصر الحافظ وأبا الحسن سعد الخير بن محمد الأنصارىّ ، كتبت عنه ، وكان شيخا صالحا ، له دكان قريب من باب النوى يعمل فيه المداسات.

أخبرنا عمر بن عبد الله بن محمد بن أحمد الإسكاف بقراءتي عليه في دكانه حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ إملاء أنبأ أبو القاسم على بن أحمد بن محمد بن البسرى قراءة عليه أنبأ أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص حدثنا البغوي إملاء حدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن بن عمر عن بلال رضى الله عنهما : «أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلى بين العمودين ملقى وجهه في جوف الكعبة».

توفى عمر بن صرما في يوم الاثنين العشرين من ذى القعدة سنة تسع عشرة وستمائة ، ودفن من الغد بباب حرب ، وقد ناطح الثمانين.

١١٨٩ ـ عمر بن عبد الله ، أبو حفص الجلا المخرمى :

حكى عن بشر بن الحارث الحافى شيئا من كلامه ، روى عنه العباس بن عبد الله الرازي ، ويقال البغدادي.

أخبرنا أبو بكر عبد الرازق بن عبد القادر الجيلي أنبأ عبد الأول بن عيسى السجزى أنبأ أبو عطاء عبد الأعلى بن عبد الواحد بن أحمد المليحي أنبأ أبو محمد إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن المقرئ أنبأ أبو منصور محمد بن سمعان

٦١

المذكر حدثني أبو الفضل العباس بن عبد الله البغدادي حدثنا أبو حفص عمر بن عبد الله الجلا قال سمعت بشر بن الحارث يقول : ليس الزهد أن تزهد في كل شيء سوى الله عزوجل.

أخبرنا سليمان وعلى ابنا محمد بن على الموصلي قالا أنبأ عمر بن أحمد الصفار أنبأ على بن أبى صادق الحيرى أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه الشيرازي حدثنا أبو النجم المذكر البردعي حدثنا محبوب بن محمد بن حمدويه البردعي حدثنا العباس بن عبد الله الرازي حدثنا عمر بن عبد الله المخرمى قال سمعت بشر بن الحارث الحافى يقول : بلغني أنه ما اغرورقت عين بمائها إلا حرم الله سائر جسدها على النار ، فان فاضت على وجهه «لم يرهق وجهه قتر ولا ذلة». وما من عمل إلا وله وزن وثواب إلا الدمعة فإنها تطفئ بحار النيران ، ولو أن عينا بكت من خشية الله في أمة من الأمم لرحم الله تلك الأمة ببكائه.

١١٩٠ ـ عمر بن عبد الله أبو سعيد القرشي :

ذكره أبو عبد الرحمن السلمى النيسابوري في كتاب تاريخ الصوفية من جمعة ونقلته من خطه ، فقال : من مشايخ البغداديين له كلام يدق في علوم القوم حتى أنه قال : قيمة كل عالم همه.

١١٩١ ـ عمر بن عبد الله الأجرسى :

من أهل باب الأزج ، ذكر لي أبو الحسن بن القطيعي أنه روى شيئا يسيرا ، وتوفى في المحرم سنة سبع وثمانين وخمسمائة.

١١٩٢ ـ عمر بن عبد الباقي بن على بن المفرج ، أبو حفص الواسطي المقرئ المعروف بابن التبان :

أخو محمد الذي قدمنا ذكره ، سمع أبا الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله ، وحدث باليسير ، روى عنه أبو المبارك بن كامل بن أبى غالب الخفاف في معجم شيوخه.

قرأت في كتاب أبى الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي بخطة قال : توفى عمر ابن عبد الباقي بن التبان أبو حفص المقرئ في شهر ربيع الأول أو الثاني سنة خمسين وخمسمائة في السواد ، سمع وحدث ببغداد ، وكان من قراء القرآن المجودين والحفاظ المتقنين والدارسين المداومين والآمرين بالمعروف والنامين عن المنكر من أصحاب الوالد.

٦٢

١١٩٣ ـ عمر بن عبد الرحمن بن عبد الواحد بن منصور بن جعفر بن علاقة ابن حمد بن مغيث بن محرز بن محمر (١) بن الحارث بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان ، أبو القاسم بن أبى طاهر الذهلي الشيباني.

كان أديبا فاضلا ، قرأ على أبى الحسن على بن فضال المجاشعي ، وروى عن سليمان بن أحمد السرقسطي وغيره شيئا من الأدب والأناشيد ، كتب عنه أبو عامر العبدري وأبو طاهر السلفي وأبو الحسن بن الخل الفقيه.

قرأت بخط أبى ظاهر السلفي وأخبرنيه عنه أبو الحسن بن المقدسي بمصر قال أنشدنى أبو القاسم عمر بن عبد الرحمن بن عبد الواحد الشيباني الأديب ببغداد أنشدنى أبو الحسن على بن فضال المجاشعي النحوي لنفسه :

إن تلقك الغربة في بلدة

تجمعوا فيك على بغضهم

فدارهم ما دمت في دارهم

وأرضهم ما دمت في أرضهم

قرأت بخط ابى الحسن بن المبارك بن محمد بن الخل الفقيه وأخبرنيه عنه أبو الكرم الهاشمي أنشدنا الرئيس أبو القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الواحد الشيباني وكتب بها إلى بعض أصدقائه معتذرا إليه من أمر طرقه :

يا سيدي دعوة مستمسك

بودك الأقدم والأحدث

بى حرقة فاعلم وكن عاذرا

لو هي بالأجبال لم تمكث

طاعة شيطان على خبثه

ومن يطع شيطانه يخبث

يقبح بالشيخ التصابى وقد

جاء نذير الموت والمبعث

لكن هو المقدور لا نعدل

عنه ومن يقصده لا يلبث

١١٩٤ ـ عمر بن عبد الرحمن بن محمد بن عمر بن الحسن ، أبو حفص :

من أهل أسدآباذ ـ قرية من همدان ، سمع بأسدآباذ القاضي أبا الحسن على بن الحسن بن بكر المحكمى ، وبالري أبا بكر إسماعيل بن على بن أحمد الخطيب النيسابوري والقاضي أبا بكر محمد بن عبد الله بن الحسين الحنفي النيسابوري ، وبهمدان أبا بكر أحمد بن عمر بن أحمد البزاز وعبد الواحد بن على الهمداني وأبا الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني وأبا الفضل أحمد بن عيسى بن عباد

__________________

(١) هكذا في الأصل.

٦٣

الدينوري والقاضي أبا على الحسن بن عبد الله بن الحسين بن ياسين وأبا العباس أحمد ابن محمد بن أحمد الموسياباذي وأبا الفتح المظفر بن الحسن بن عثمان بن مموس وأبا الحسن مكي بن منصور بن علان الكرخي ، وقدم بغداد وسمع بها أبا القاسم عبد العزيز بن على الأنماطى وأبا طاهر محمد بن أحمد بن أبى الصقر الأنبارى وأبا طاهر أحمد بن الحسن الكرخي وأبا عبد الله محمد بن أبى نصر الحميدي وجماعة غيرهم ، وعاد إلى بلاده ، وقدم بغداد ثانيا وحدث بها في محرم سنة سبع وتسعين وأربعمائة بكتاب «تاريخ أسدآباذ» من جمعة ، سمع منه أبو عامر العبدري وخرج له فوائد من شيوخه وقرأها عليه أيضا ببغداد.

أنبأنا القاضي أبو الحسن بن أحمد بن محمد العمرى عن ابى عامر محمد بن سعدون ابن مرجا العبدري أنبأ أبو حفص عمر بن عبد الرحمن الأسدآباذي ببغداد أنبأ أبو المعالي الحسن بن محمد بن شادى أنبأ أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن المعتز حدثنا أبو بكر عبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم بن المعتز حدثنا أبو بكر عبد الرحمن بن أحمد ابن سعيد المروزي حدثنا عبد الله محمود حدثنا عبد الوارث بن عبد الله بن مسلم بن خالد الزنجي عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كرم المرء تقواه ومروءته عقله وحسه خلقه» (١).

قرأت في كتاب عمر بن عبد الرحمن بن محمد بن عمر الأسدآباذى بخطه قال عمر ابن عبد الرحمن بن محمد في صديق :

هددنى بالهجر معشوق

أهيف مثل الغصن ممشوق

وقد درى أنى من حبه

بنار أشواقى محروق

لا شك أنى ميت في الهوى

إن صح للهجران تصديق

ومن شعره أيضا :

شربنا الكأس في زمن الربيع

على ساق يسقينا بديع

الكأس في نور المسقى

ضياء الصبح في نور الشموع

قرأت في كتاب عبد الرحيم بن هبة الله بن المعراض الحراني بخطه قال : سألت الإمام أبا حفص عمر بن عبد الرحمن بن محمد بن عمر الأسدآباذي عن مولده ، فقال : ولدت سنة ست وخمسين وأربعمائة ، وسمعت الحديث سنة أربع وستين ، وأملى

__________________

(١) انظر الحديث في : الجامع الصغير للسيوطي ٢ / ٧٧.

٦٤

علينا ثلاثة أحاديث عن شيخ له وذلك بأسدآباذ في جمادى الأولى سنة خمس وعشرين وخمسمائة.

كتب إلى أبو الفتوح الخطيب أنبأ أبو سعد بن السمعاني بقراءتي عليه قال : عمر ابن محمد بن عبد الرحمن بن محمد الأسدآباذي ، روى عنه ولده أبو الفتح ذو النون ، وتوفى فيها بين سنة ثمان وعشرين وخمسمائة إلى صفر سنة إحدى وثلاثين.

١١٩٥ ـ عمر بن عبد الرحمن البغدادي :

حدث عن أبى الحسن على بن عبد الله بن جهنم الهمداني الصوفي ، روى عنه أبو الحسن على بن محمود الزوزنى الصفوفى.

قرأت على أبى الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني عن أبى الغنائم محمد بن على بن ميمون النرسي أنبأ أبو الحسن على بن محمود بن إبراهيم الزوزنى الصوفي قراءة عليه حدثنا عمر بن عبد الرحمن البغدادي حدثنا على بن عبد الله الهمذاني قال كتب الحسين بن منصور إلى أحمد بن عطاء : أطال الله لي حياتك ، وأعدمنى وفاتك. على أحسن ما جرى به قدره أو نطق به خبر ، معما أن لك في قلبي من بواهم أسرار محبتك وأفانين ذخائر مودتك ما لا يترجمه كتاب ولا يحصيه حساب ولا يفنيه عتاب ، وفي ذلك أقوال :

كتبت ولم أكتب إليك وإنما

كتبت إلى روحي بغير كتاب

وذاك لأن الروح لا فرق بينها

وبين محبيها بفضل خطاب

فكل كتاب صادر منك وارد

إليك بلا رد الجواب جوابي

١١٩٦ ـ عمر بن عبد السلام ، أبو حفص الصوفي البغدادي ، يعرف بابن أبى مسلم صاحب التميمي :

ذكره أبو على الحسن بن أحمد بن البناء في «كتاب طبقات الفقهاء» من جمعة ـ نقله من خطه ـ وذكر أنه كان مفتيا ، وأنه توفى في سنة ست وعشرين وأربعمائة.

١١٩٧ ـ عمر بن عبد السميع ، أبو حفص :

ذكر طلحة الشاهد أنه توفى سنة أربع وأربعين وثلاثمائة ، وقال : كانت عنده حكايات عن ابن فهم.

٦٥

١١٩٨ ـ عمر بن عبد العزيز بن أحمد بن مسعود بن سعدان الناقد ، أبو الفضل الأمين ، المعروف بابن الحصاص :

من أولاد المحدثين ، تقدم ذكر والده وجده ، أسمعه والده في صباه من تجنى الوهبانية وغيرها ، كتبت عنه وهو أمين القاضي ونعم الرجل هو.

أخبرنا عمر بن عبد العزيز الأمين أخبرتنا تجنى الوهبانية أنبأ طراد بن محمد الزينى أنبأ هلال بن محمد الحفار حدثنا الحسين بن يحيى بن عباس حدثنا أبو الأشعث حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن برد عن سليمان بن موسى عن شرحبيل بن السمط أنه كان نازلا على حصن من حصون فارس مرابطا قد أصابهم خصاصة فمر بهم سلمان الفارسي فقال : ألا أحدثكم حديثا سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يكون عونا لكم على منزلكم هذا؟ قالوا : يا عبد الله بلى حدثنا ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «رباط يوم في سبيل الله عزوجل خير من صيام شهر وقيامه ، ومن مات مرابطا في سبيل الله كان له أجر مجاهد إلى يوم القيامة» (١).

سألت عمر بن عبد العزيز عن مولده فقال : في شهر رمضان سنة سبع وستين وخمسمائة ، وتوفى ليلة الخميس لعشر خلون من شوال من سنة أربعين وستمائة ، ودفن من الغد بباب حرب.

١١٩٩ ـ عمر بن عبد العزيز بن أسناس ، أبو القاسم الشاهد :

شهد عند القاضي أبى محمد العماني في شهر ربيع الآخر سنة ست وسبعين وثلاثمائة فقبل شهادته ، وتوفى يوم الأحد لثلاث بقين من شهر ربيع الآخر سنة أربعمائة [قال (٢)] وكان مولدي في المحرم سنة ست وعشرين وثلاثمائة وذكر هذا هلال بن الصابي ونقلته من خطه.

١٢٠٠ ـ عمر بن عبد العزيز بن محمد بن عيسى ، أبو حفص الخردلى (٣) :

من أهل الحربية ، سمع أبا القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن بن البناء وغيره. وحدث باليسير ، سمع منه أصحابنا ولم يتفق لنا لقاؤه.

__________________

(١) انظر الحديث في : الجامع الصغير للسيوطي ٢ / ١٨.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٣) في الأصل : «الحردلى».

٦٦

حدثني أحمد بن محمد بن طلحة الشاهد أنبأ عمر بن عبد العزيز الخردلى وأنبأ أبو محمد بن الأخضر قالا أنبأ سعيد بن أحمد بن البناء قراءة عليه أنبأ محمد بن محمد بن على الزينبي أنبأ محمد بن عبد الرحمن المخلص حدثنا يحيى بن صاعد حدثنا محمد بن هارون حدثنا بكار بن محمد حدثنا عبد الله بن عوف عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الولد للفراش وللعاهر الحجر» (١).

توفى عمر الخردلى بالمارستان العضدي في يوم الخميس خامس عشري شهر رمضان سنة سبع وتسعين وخمسمائة ، ودفن بمقبرة المارستان.

١٢٠١ ـ عمر بن عبد العزيز ، مولى بنى العباس ، أبو حفص الشطرنجى (٢) :

كان أبوه من موالي المنصور ، وكان أعجميا ونشأ عمره في دار ومع أولاد مواليه وكان كأحدهم وتأدب ، وكان لاعبا بالشطرنج مشغوفا بها فلقب بالشطرنجى لغلبتها عليه. فلما مات المهدى انقطع إلى عليه وخرج منها لما زوجت وعادت إلى القصر ، وكان يقول لها الأشعار فيما زيده من الأمور بينها وبين أخواتها وبنى أخيها من الخلفاء فينتحل بعض ذلك ويترك بعضه.

أنبأنا عبد الله بن الحسن الكندي عن محمد بن أبى طاهر بن على بن المحسن بن على أخبره عن أبيه عن أبى الفرج على بن الحسين الأصبهانى حدثني الحسن بن على الخفاف حدثني أحمد بن الطيب السرخسي حدثني الكندي عن محمد بن الجهم البرمكي قال : رأيت أنا حفص الشطرنجى الشاعر فرأيت منه إنسانا يلهيك حضوره عن كل غائب ، وتسليك مجالسته عن كل هموم المصائب ، قربه عرس ، وحديثه أنس ، جده لعب ولعبه جد دين ماجن ، إن لبسته على ظاهره لبسته موموقا لا تمله ، وإن تتبعته أتنظر خبرته ، وقعت على مروة لا تطور الفواحش بخناها ، وما علمته أقل ما فيه الشعر ، وهو الذي يقول :

تحبب فإن الحب داعية الحب

وكم من بعيد الدار مستوجب القرب

إذا لم يكن في الحب عتب ولا رضى

فأين حلاوات الرسائل والكتب

تفكر فان حدثت أن أخا هوى

[غدا] (٣) سالما فارج النجاة من الحب

__________________

(١) انظر الحديث في :

(٢) انظر ترجمته في : الإعلام ٥ / ٢٥٩.

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٦٧

وأطيب ايام الهوى يومك الذي

تروع بالتحريش فيه وبالعتب

وبالإسناد عن أبى الفرج الأصبهانى قال أخبرنى جعفر بن قدامة حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه قال : كان أبو حفص الشطرنجى ينادم أبا عيسى بن الرشيدي ويقول له الشعر فينتحله ، ويفعل مثل ذلك بأخيه صالح وأخته ، وكذلك بعلية عمتهم ، وكان بنو الرشيد جميعا يزورونه ويأنسون به ، فمرض فعادوه جميعا سوى أبى عيسى ، فكتب إليه :

إخاء أبى عيسى إخاء ابن ضده

وودى له ود ابن ام ووالد

ألم يأته أن التأدب نسبة

تلاصق أهواه الرجال الأباعد

فما ناله مستعذبا من جفائنا

موارد لم يعذب لنا من موارد

سلام هي الدنيا قروض وإن

أخوك مديم الوصل عند الشدائد

وبه عن الأصبهانى قال حدثني جعفر بن الحسين حدثني محمد بن هارون قال حدثت عن أبى حفص الشطرنجى قال قال لي الرشيد يوما : يا حبيبي لقد أحسنت ما شئت في بيتين قلتهما ، قلت ما هما يا سيدي؟ فمن شرفهما استحسانك ، فقال قولك :

لم ألق ذا شجن ينوح بحبه

إلا حسبتك ذلك المحبوبا

حذار عليك وإننى بك واثق

ألا ينال سواي منك نصيبا

فقال : يا أمير المؤمنين ليسا لي ، هما للعباس بن الأحنف ، فقال : صدقك والله أجب إلى ، ولك والله أحسن منهما حيث تقول :

إذا سرها أمر وفيه مساءتى

قضيت لها فيما تريد على نفسي

وما مر يوم ارتجى فيه راحة

فأذكره إلا بكيت على أمسى

قرأت على حامد بن محمد الأعرج بأصبهان عن أبى طاهر محمد بن أبى نصر التاجر قال كتب إلى محمد بن أحمد أبو جعفر الشاهد أن أبا عبيد الله المرزباني أخبره قال أنشدنى على بن هارون عن أبيه لأبى جعفر الشطرنجى :

وقد حسدوني قرب دارى منكم

وكم من قريب الدار وهو بعيد

دخولك من باب الهوى إن أردته

يسير ولكن الخروج شديد

وبه عن المرزباني قال أخبرنى أحمد بن محمد الجوهري عن أحمد بن عبيد الله قال قال أبو حفص الشطرنجى :

٦٨

مناي لا تحسبي ذل الهوى صفة

تفديك نفسي بل ذل الهوى شرف

لا خير في الحب إلا فوق عاتبه

حتى يقول أناس إن ذا شرف

قد مكث الناس حسنا ليس بينهم

ود فيردعه التسليم واللطف لا

يا نفس إن كساك الحب ذلته

من حمل الحب لم يحمل به الأنف

تعسا لمعشوقة في الحب منصفه

وللحب الذي إن ضيم يتنصف

أنبأنا عبد الوهاب بن على عن زاهر بن طاهر النيسابوري قال كتب إلى على بن أحمد أن عبيد الله أخبره عن محمد بن يحيى الصولي قال حدثني الحسين بن يحيى حدثني عبد الله بن العباس بن الفضل بن الربيع قال : دخلت على أبى حفض الشطرنجى شاعر عليّة بنت المهدى أعوده في علته التي مات فيها قال فجلست عنده فأنشدنى لنفسه :

نعى لك ظل الشباب المشيب

ونادتك باسم سواك الخطوب

فكن مستعدا لداء الفنا

فان الذي هو آت قريب

ألسنا نرى شهوات النفو

س تفتى ويبقى عليها الذنوب

وقبلك داوى المريض الطبيب

فعاش المريض ومات الطبيب

يخاف على نفسه من يتوب

فكيف ترى حال من لا يتوب

١٢٠٢ ـ عمر بن عبد الكريم بن أبى غالب. أبو حفص الحمامي :

من أهل الحربية ، سمع أبا القاسم عبد الله بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف وحدث باليسير ، سمع منه أصحابنا ولم يتفق لي لقاؤه ، وقد أجاز لي جميع مسموعاته ، وكان قد لحقه صمم في آخر عمره ، وتوفى في يوم الأربعاء الخامس والعشرين من شعبان من سنة سبع وتسعين وخمسمائة ، ودفن بباب حرب.

١٢٠٣ ـ عمر بن عبد الملك بن الحسن بن يوسف بن السقطي :

روى عنه القاضي أبو على التنوخي في «كتاب الفرج بعد الشدة» حكاية ، وقد ذكر الخطيب أباه عبد الملك في التاريخ.

أنبأنا أحمد بن يحيى الخازن أنبأ الحسين بن على الكوفي أنبأ المبارك ابن عبد الجبار الصيرفي أنبأ أبو القاسم على بن المحسن بن على التنوخي أنبأ أبى قال حدثني عمر بن عبد الملك بن الحسن بن يوسف السقطي ـ وكان يخلفني على القضاء بحران ونواح

٦٩

من ديار مصر ، ثم خلفنى على قطعة من سقى الفرات ، وكان أبوه من قدماء الشهود ببغداد ـ قال حدثني أبو الخطاب محمد بن أحمد بن زكريا الأنصارىّ الشاهد بالبصرة ـ وأنا قد رأيته كبيرا وكان لي صديقا وما اتفق أن اسمع هذه الحكاية منه ـ قال : غلست يوما أريد مسجد الزياديين بشارع المريد لوعد كان على فيه وكانت الريح قوية بين يدي بأذرع رجل يمشى ، فلما بلغنا دار رباح قلعت الريح سترة آجر وجص على رأس الحائط فرمت بها عليه ، فلم أشك في هلاكه وارتفعت غبرة عظيمة أفزعتنى فرجعت ، فلما سكنت الغبرة عدت اسلك الطريق حتى دست بعض السترة الساقطة ولم أر الرجل ولا أثره ، فعجبت ويمت طريقي حتى دخلت مسجد الزياديين فرأيت أهل المسجد مجتمعين فحدثتهم بما رأيت في طريقي متوجعا للرجل وشاكر الله على سلامتي ، فقال رجل منهم : أنا يا أبا الخطاب الرجل الذي وقعت على السترة وذاك أنى قصدت هذا المسجد لمثل ما وعدت له ، فلما سقطت السترة لم أحس لها بضرب لحقني ووجدت نفسي سالما فحمدت الله وتحيرت فوقفت حتى انجلت الغبرة. فتأملت الصورة فإذا في السترة موضع باب كبير ، وقد اتفق إن وقع على رأسى وسائر جسدي في موضع الباب فخرجت منه وسقط باقى السترة لم أحس لها بضرر لحقني ، فتخطيت على المنهدم وسبقتك إلى هاهنا.

١٢٠٤ ـ عمر بن عبد الملك بن عمر بن خلف بن عبد العزيز الرزاز ، أبو القاسم الشاهد :

من ساكني باب الشعير ، كان فقيها فاضلا على مذهب الشافعي ، وشهد عند قاضى القضاة أبى عبد الله الدامغاني في التاسع من شهر ربيع الأول سنة ثمان وأربعين وأربعمائة فقبل شهادته. سمع الحديث من أبوى الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه ومحمد بن محمد بن مخلد وأبى على الحسن بن أحمد بن شاذان وأباه القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرقى وعبد الملك بن محمد بن بشران وعبيد الله بن أحمد الصيرفي وأبى بكر أحمد بن محمد غالب البرقاني وغيرهم ، روى عنه أبو القاسم بن السمرقندي.

أخبرنا أبو القاسم موسى بن سعيد بن هبة الله العباسي أنبأ أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي أنبأ أبو القاسم عمر بن عبد الملك بن عمر الرزاز أنبأ ابو

٧٠

الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن رزقويه أنبأ أبو بكر أحمد بن سليمان (١) النجاد حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي حدثني عبد الرحمن بن صالح الأزدى حدثنا عمرو (٢) بن هاشم الجنبي عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس رضى الله عنهما عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «عليكم باصطناع المعروف فإنه يمنع مصارع السوء ، وعليكم بصدقة السر فإنها تطفئ غضب الله عزوجل» (٣).

أنبأ أبو القاسم الأزجى عن أبى بكر محمد بن على بن ميمون الدباس أنبأ أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون قال : توفى أبو القاسم عمر بن عبد الملك بن عمر الرزاز العدل في ليلة السبت ودفن يوم السبت الخامس من رجب سنة إحدى وسبعين وأربعمائة ، وكان رجلا فاضلا فقيها على مذهب الشافعي ، وحدث عن ابن رزقويه وابن مخلد (٤) ، والبرقاني. والحرفى وغيرهم ، وكان ثقة زاهدا ، وابتلى بمرض أقعد منه وبقي سنين مقعدا ، مولده سنة ست وأربعمائة.

قرأت بخط أبى على البردانى وفاته كذلك ، وذكر أنه دفن في مقابر الشهداء بباب حرب عند أبيه.

١٢٠٥ ـ عمر بن عبد الملك ، أبو النضير الشاعر ، مولى بنى جمح :

من أهل البصرة. وذكر أن اسمه الفضل كان شاعرا صالح المذهب انقطع إلى البرامكة ، وله مدائح فيهم كثيرة فاعنوه إلى أن مات ، ولما هلك البرامكة عاد إلى البصرة فصار يغنى على جوار له.

أنبأنا أبو القاسم الحذاء عن أبى سعد بن الطيوري أنبأ أبو القاسم بن أبى على التنوخي إذنا عن أبيه أن أبا الفرج على بن الحسين الأصبهانى أخبره قال أخبرنى محمد ابن مزيد بن أبى الأزهر حدثنا حماد بن إسحاق قال سمعت أبى يقول : لو قيل لي من أظرف من رأيت قط أو عاشرته؟ لقلت : أبو النضير.

وبه عن الأصبهانى قال أخبرنى عيس بن الحسن الوراق حدثنا الفضل بن محمد اليزيدي حدثنا إسحاق قال : ولد للفضل بن يحيى مولود فدخل إليه [أبو] (٥) النضير

__________________

(١) في الأصل : «سلمان».

(٢) في الأصل : «عمر».

(٣) انظر الحديث في : الجامع الصغير ٢ / ٥٥.

(٤) في الأصل زيادة : «وابن رزقويه».

(٥) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٧١

ولم يكن عرف الخبر فيعد له تهنئة ، فلما مثل بين يديه رأى الناس يهنئونه نثرا ونظما قال ارتجالا :

ويفرح بالمولود من آل برمك

بغاة الندى والسيف والرمح ذو النصل

«وتبسط الآمال فيه لفضله»

ثم ارتج عليه فلم يدر ما يقول ، فقال له الفضل بن يحيى «فيه لفضله»

«ولا سيما إن كان من ولد الفضل»

فاستحسن الناس بديهة الفضل في هذا ، وأمر لأبى النضير بصلة.

وبه عن الأصبهانى قال : أخبرنى حبيب بن نصر حدثنا هارون بن محمد بن عبد الملك حدثني بعض الموالي : حضرت الفضل بن يحيى وقد قال لأبى النضير يا أبا النضير أنت القائل فينا :

إذا كنت من بغداد في رأس فرسخ

وجدت نسيم الجود من آل برمك

لقد ضيقت علينا جدا ، قال : فلأجل ذلك أيها الأمير ضاقت على صلتك وضاقت عنى مكافأتك ، وأنا الذي أقول :

تشاغل الناس ببنيانهم

والفضل في بنى العلى جاهد

كل ذوى الرأى وأهل النهى

للفضل في تدبيره حامد

وعلى ذلك مما قلت البيت الأول كما بلغ الأمير وإنما قلت :

إذا كنت من بغداد في مقطع الثرى

وجدت نسيم الجواد من آل برمك

فقال له الفضل : إنما أخرت ذلك لأمازحك ، وأمر له بثلاثة آلاف درهم.

وبه عن الأصبهانى قال حدثني عمر حدثنا أبو العيناء قال : حدثت عن أبى النضير قال : دخلت على الفضل بن الربيع فقال : هل أحدثت بعدي شيئا؟ قلت : نعم ، قال : وما هو؟ قلت : أبياتا في امرأة تزوجتها وطلقتها لغير علة ألا تفضى لها وإنها لبيضاء بضة كأنها سبيكة فضة ، فقال لي : وما قلت فيها؟ فقلت قلت :

رحلت أنيسة بالطلاق

فأرحت من غل الوثاق

رحلت فلم تألم لها

نفس ولم تدمع مآقى

أو لم تبن بطلاقها

لأبنت نفسي بالإباق

٧٢

وشفاء ما لا تشتهي

ه النفس تعجيل الفراق

فقال : يا غلام الدواة والقرطاس فأتى بهما ، وأمرنى نكتب له الأبيات ، ثم قلت له : أنت والله تبغض بنت أبى العباس الطوسي ، فقال : اسكت أخزاك الله ، ثم ما لبث أن طلقها.

١٢٠٦ ـ عمر بن عبد المنعم بن عبد الوهاب بن سعد بن صدقة بن الخضر بن كليب الحراني ، أبو حفص :

ابن شيخنا أبى الفرج التاجر ، وقد تقدم ذكره ، حكى عنه والده حكاية كتبها عنه إبراهيم بن على بن بكروس الشاهد ، وتوفى شابا قبل والده بزمان.

أنبأنا أبو الفرج بن كليب قال حدثني ولدي أبو حفص عمر قال كنت بأرض أقصره ، وكان معنا جماعة في الطريق فقال أحدهم : انزلوا بنا لأفرجكم اليوم فنزلنا وهناك شجرة عليها ورق أخضر وزهر أصفر فأخذ الرجل يصفق بيديه وأنشأ يقول :

يا نازلا بالبلد البلقع

ويا ديار الظاعنين اسمعي

ما هي باطلالى ولكنها

رسوم أحبابى فنوحى معى

قال : فلم تزل يكررها حتى ترنحت الشجرة ثم ألقت زهرها الأصفر جميعه ثم ألفت ورقها جميعه ، ولم يزل على ذلك كلما أنشد الأبيات ترنحت وألقت ما عليها من الأوراق والأزهار إلى أن لم يبق عليها شيء. قال شيخنا أبو الفرج : فحكيت ذلك لصهرى على ابنتي قايماز بن عبد الله المعروف بالمصلح المقتفوى فقال : شاهدت رجلا كرديا لنا بنهر مالك أو دجيل من أعمال العراق ـ الشك من الشيخ ، وأنه نزل ببعض أرضها وهناك شجيرة عليها الأزهار والأوراق وأنه أخذ ينشد هذين البيتين المقدمين وانها ترنحت ثم ألقت أوراقها وأزهارها كالحكاية الأولى.

١٢٠٧ ـ عمر بن عبد الواحد بن سعيد ، أبو القاسم المقرئ اليعقوبي :

سمع أبا القاسم على بن أحمد بن محمد بن بيان ، وحدث عنه ببلاد كرمان ، سمع منه يوسف بن أحمد بن إبراهيم الشيرازي. وروى عنه في كتاب الأربعين من جمعه.

أخبرنى ابو القاسم الصوفي جارنا أنبأ يوسف بن أحمد الشيرازي أنبأ أبو القاسم عمر بن عبد الواحد بن سعيد اليعقوبي المقرئ بنرماسير أنبأ على بن أبى طالب

٧٣

العمرى وأنبأ أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني قراءة عليه غير مرة أنبأ أبو القاسم على بن أبى طالب أحمد بن محمد بن بيان العمرى قراءة عليه أنبأ أبو الحسن محمد بن محمد مخلد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا أبو يزيد خالد بن حيان الرقى عن فرات بن سلمان وعيسى بن كثير كلاهما عن أبى رضاء عن عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة عن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله الأنصارىّ قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من بلغه عن الله عزوجل شيء فيه فضيلة فآخذ به إيمانا به ورجاء ثوابه آتاه الله ذلك وإن لم يكن كذلك (١).

١٢٠٨ ـ عمر بن عبد الواحد بن منصور ، أبو حفص السعدي :

من ساكني دار القز ، سمع أبا العباس أحمد بن الحسين بن قريش وحدت عنه بكتاب العرش لابن أبى شيبة ، سمعه منه عمر بن محمد بن أحمد بن عمر التكريتي الصوفي وشيخنا عمر بن محمد بن طبرزد المؤدب في جمادى الآخرة سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة.

أنبأنا ابن طبرزد أنبأ عمر بن عبد الواحد السعدي قراءة عليه أنبأ أحمد بن الحسين ابن قريش قراءة عليه وأخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن الظفر الهمذاني أنبأ أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش أنبأ أبو طالب محمد بن على العشاري أنبأ أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبى الفوارس أنبأ أبو على محمد بن أحمد بن الحسن الصواف أنبأ أبو جعفر محمد بن عثمان بن محمد بن أبى شيبة حدثنا الحسن بن على حدثنا الهيثم بن الأشعث السلمى حدثنا أبو حنيفة اليماني الأنصارىّ عن عمير بن عبد الملك قال خطبنا على بن أبى طالب رضى الله عنه على منبر الكوفة فقال : كنت إذا سكت عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ابتدأنى ، وإن سألته عن الخبر أنبأنى ، وإن حدثني عن ربه قال قال الرب جل وعز : وارتفاعي فوق عرشي ، ما من أهل قرية ولا من أهل بيت كانوا على ما كرهت من معصيتي ثم تحولوا عناه إلى ما أحببت من طاعتي إلا تحولت لهم عما يكرهون من عذابي إلى ما يحبون من رحمتي (٢).

__________________

(١) انظر الحديث في : الجامع الكبير للسيوطي ١ / ٧٦٠.

(٢) انظر الرواية في : سنن الترمذي ٢ / ٢١٤.

٧٤

١٢٠٩ ـ عمر بن عبدون بن القاسم بن محمد بن داود بن عبد الغفار ، أبو القاسم التانى :

حكى عن أبى بكر بن مجاهد المقرئ حكاية رواها عنه أبو القاسم عبد الواحد بن على بن فهد العلاف وأبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي وأبو الخطاب على ابن عبد الرحمن بن الجراح وأبو الحسن على بن محمد بن العلاف وأبو على الحسن بن أحمد بن البناء. وكان ينزك في درب الديوان بالرصافة في جوار أبى القاسم بن بشران ، وسمعت منه هذه الحكاية في سنة ثمان عشرة وأربعمائة لست خلون من شهر ربيع الأول ، وكان له مائة وسنتان من عمره.

١٢١٠ ـ عمر بن عبدون الأنبارى :

حدث بحكاية عن الحسن المسوحى رواها عنه أحمد بن محمد الحربي.

أخبرنا أبو الفتح داود بن معمر بن عبد الواحد بن الفاخر أنبا أبى عن عمه محمد ابن عبد الواحد الدقاق أنبأ أبو محمد بن أبى بن أبى مطر في كتابه إلى أن جده على ابن عبد الله بن أبى مطر أخبرهم حدثنا عمر بن محمد الفياض حدثنا أحمد بن محمد الحربي حدثنا عمر بن عبدون الأنبارى حدثنا حسن المسوحى سمعت بشرا يقول أتيت منزل المعافا بن عمران فقرعت الباب فقالت ابنته : من هذا؟ قال قلت : أنا بشر ، قالت : ومن بشر؟ قال : فجاء على لساني أن قلت «الحافى» فقالت : يا بشر لو اشتريت فعلا بدانقين ذهب ذا الاسم.

١٢١١ ـ عمر بن عبدويه ، أبو حفص البغدادي :

حدث عن أبى العباس أحمد بن على بن خلف المؤدب وإبراهيم بن الهيثم البلدي ، روى عنه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم البلخي.

أنبأ عبد القادر بن خلف المؤدب أنبا محمد بن عبيد الله بن نصر أنبأ أبو طاهر محمد ابن أحمد أبى الصقر الأنبارى أنبأ القاضي أبو القاسم حسن بن أحمد الأنبارى حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد البلخي بمكة حدثنا أبو حفص عمر بن عبدويه البغدادي

٧٥

حدثنا أبو العباس أحمد بن على بن خلف حدثنا موسى بن إبراهيم الأنصارىّ حدثنا أبو معاوية الضرير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله عنها قالت : قلت : يا رسول الله ما معنى رمضان؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا حميراء لا تقولي رمضان فأنه اسم من اسماء الله تعالى ، ولكن قولي شهر رمضان ، يعنى رمضان أرمض فيه ذنوب عباده فغفرها» ، قالت عائشة فقلنا : يا رسول الله شوال؟ فقالت : «شالت لهم ذنوبهم فذهب».

١٢١٢ ـ عمر بن عبيد الله بن عمر بن على بن البقال أبو الفضل المقرئ (١) :

من أهل باب الأزج ، قرأ القرآن على أبى الحسن على بن أحمد بن عمر الحمامي ، وسمع الحديث بإفادة والده بعد الأربعمائة من أبى أحمد عبيد الله بن محمد أحمد بن أبى مسلم الفرضي وبكر بن شاذان الواعظ وأبى محمد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى البيع وأبى الفتح محمد بن أحمد بن أبى الفوارس الحافظ وغيرهم ، روى عنه أبو بكر الأنصارىّ وأبو القاسم بن السمرقندي وأبو الحسن بن عبد السلام وأبو سعد الزوزنى وأبو بكر محمد بن القاسم بن الشهرزوري وفاطمة بنت أبى حكيم الخبرى وكان عبدا صالحا كثير التلاوة للقرآن يختم كل يوم ختمه ، وإن بقي منها شيء ختمه ليلا ، وقد ختم خلقا كتاب الله عزوجل.

أخبرنا أبو على ضياء بن أحمد بن أبى على أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البزاز أنبأ أبو الفضل عمر بن عبيد الله بن عمر بن البقال المقرئ قراءة عليه حدثنا أبو الفتح بن أبى الفوارس إملاء حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر حدثنا محمد ابن نصير حدثنا إسماعيل بن عمرو حدثنا ناصح بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن أبو عبد الله التميمي عن سماك عن جابر بن سمرة رضى الله عنه قال : كان شاب يخدم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «سلني حاجة» قال : «ادع الله لي بالجن» فتنفس النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «نعم ، ولكن أعنى بالسجود».

قرأت في كتاب الشريف محمد بن الحسين بن محمد بن برغوث الهاشمي بخطه قال :

__________________

(١) انظر ترجمته في : المنتظم لابن الجوزي ٨ / ٣٢٢.

٧٦

سألت أبا الفضل بن البقال عن مولده ، فذكر أنه في صفر سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.

قرأت بخط أبى على أحمد بن محمد البردانى قال : توفى أبو الفضل عمر بن عبيد المقرئ المعروف بابن البقال في ليلة الثلاثاء الخامس عشر من ذى الحجة سنة إحدى وسبعين وأربعمائة ، ودفن بباب حرب يوم الثلاثاء عند أبيه وقد سمعت منه. وبلغني أنه سقط من السطح انفلق رأسه فمات. وكان ثقة.

١٢١٣ ـ عمر بن عثمان بن الحسين المامى ، أبو حفص المقرئ :

من أهل باب الأزج ، قرأ القرآن بالروايات على أبى حفص عمر بن ظفر المغازلى ، وسمع الحديث بعد علو سنه على أبى طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف ، وحدث باليسير ، وعاش حتى ناهز المائة ، وكان شيخا صالحا.

١٢١٤ ـ عمر بن عثمان بن عمر ، أبو حفص الحلاج :

من أهل باب البصرة ، سمع أبا القاسم مقبل بن أحمد بن بركة بن الصدر وغيره ، وحدث باليسير ، سمع سنه رفيقانا ابو المعالي محمد بن أحمد بن صالح بن شافع وعلى ابن معالى الرصافي ، وكان شيخا صالحا كثير العبادة قليل المخالطة للناس دائم الصمت.

أخبرنى على بن معالى أنبأ عمر بن عثمان الحلاج [و] أنبأ مسعود بن عبد الله الدقاق قالا أنبأ مقبل بن أحمد بن بركة قراءة عليه في رجب سنة خمسين وخمسمائة أنبأ محمد بن عبد الكريم بن محمد الكاتب أنبأ أبو على الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان أنبأ أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق حدثنا حنبل بن إسحاق حدثنا قبيصة بن عقبة حدثنا سفيان عن جرير بن حازم عن أبى نصر العدوى عن أبى الدهماء العدوى عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من سمع منكم بالدجال فليفر منه يأتيه الرجل يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يرى معه من الشبهات» (١).

__________________

(١) انظر الحديث في : الجامع الكبير للسيوطي ١ / ٧٨٦.

٧٧

ذكر لي على بن معالى أن عمر بن عثمان الحلاج توفى في ليلة السبت الثالث عشر من صفر سنة أربع وستمائة ، ودفن من الغد بباب حرب. وكان شيخا صالحا.

١٢١٥ ـ عمر بن على بن إبراهيم ، أبو حفص ، المعروف بابن بعيجة :

من ساكني المأمونية ـ وهو أخو أبى البركات المبارك بن على ، سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وحدث باليسير ، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن على القرشي وذكره في معجم شيوخه وذكر أنه كان صالحا. وأن مولده في سنة اثنتي عشرة وخمسمائة ، وأنه توفى يوم الخميس الحادي والعشرين من شوال سنة خمس وسبعين وخمسمائة دفن بباب حرب.

١٢١٦ ـ عمر بن على بن أحمد الزنجاني ، أبو حفص ، الفقيه الشافعي (١) :

قدم بغداد وقرأ الفقه على القاضي أبى الطيب طاهر بن عبد الله الطبري ، وقرأ الكلام على أبى جعفر أحمد بن محمد السمناني ، وسمع منهما الحديث وسافر إلى الشام ، وسمع بدمشق أبا نصر محمد بن أحمد بن طلاب ، وكان فاضلا صنف كتابا سماه «المعتمد» ، وحدث بدمشق وصور وعاد إلى بغداد وحدث بها ، واستوطنها إلى حين وفاته.

ذكر أبو الفضل بن خيرون أنه توفى في ليلة الثلاثاء ودفن يوم الثلاثاء من جمادى الأولى سنة تسع وخمسين وأربعمائة إلى جنب أبى العباس بن سريج باب درب مقبرة قريبا من الشونيزية.

١٢١٧ ـ عمر بن على بن أحمد بن الليث ، أبو مسلم الليثي :

من أهل بخارى ، له الرحلة الواسعة في طلب الحديث ، سمع الكثير ، وكتب جملة صالحة بخطه وخرّج التخاريج وجمع الجموع ، سمع ببخار أبا سهل عبد الكريم بن عبد الرحمن الكلاباذى وأبا الحسن على بن أحمد بن حساج التميمي وأبا بكر محمد بن محمد بن أحمد بن حاضر الهراس وأبا يعقوب يوسف بن منصور الحافظ السياري

__________________

(١) انظر ترجمته في : الأنساب ٦ / ٣٢٦. والإكمال ٤ / ٢٢٩. وطبقات الشافعية للأسنوى ص ٦١٦.

٧٨

الصفار وأبا القاسم عبد الملك بن على إمام الجامع ببخارى وعمر بن منصور بن على السمسار وعبد الملك بن محمد بن على الكرابيسي والحسين بن على البخاري المعروف بالعافية وأبا الفتح عبد الملك بن عبد الرحمن البخاري ، وبسمرقند أبا الطيب المطهر بن محمد الخاقاني البغوي وأبا سعد محمد بن جعفر المطيبى ، وبكش أبا محمد عبد العزيز بن أحمد الحلواني ، وببلخ أبا الفضل أحمد بن محمد بن عبد الله الكرابيسي الخطيب وأبا عمر محمد بن أحمد المستملي وأبا الفضل محمد بن محمد بن أحمد البلخي ومحمد بن أبى جعفر الحلمى وعلى بن أحمد بن عبد الرحمن الأمين البلخي ، وبغزنة أبا منصور المظفر بن الحسين بن إبراهيم المحدث الغزنوي وأبا الحسن على بن محمد بن نصر بن اللبان الدينوري وأبا عثمان سعيد بن أحمد بن محمد العيار الصوفي وعبد الحميد بن أحمد الهاشمي ، وبهراة أبا أحمد القاسم بن أبى عثمان القرشي والحسن بن على بن أبى طالب الأديب وعبد الوهاب بن محمد الخطابي وعطاء بن أحمد الهروي والفضل بن أبى الفضل الجارودي ، وببوشنج أبا سعد منصور بن العباس التميمي ومحمد بن عبد الحميد البوشنجي ، وبمرو أبا عمرو محمد بن عبد العزيز القنطري وعبد السلام بن عبد الصمد البزاز وأبا غانم أحمد بن على الكراعى ، وبنيسابور أبا عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني وأبا حفص عمر بن أحمد بن مسرور وأبا الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي وأبا عامر الحسن بن محمد النسوى وأبا بكر محمد بن عبد العزيز الحافظ الحيرى وأبا سعيد عبد الرحمن بن محمد العارض وأبا عثمان سعيد ابن أبى عمرو البحيري وعبد الرحمن بن إسحاق المؤدب وعبيد الله بن محمد بن إسحاق بن مندة الأصبهانى وأبا بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، وبأصبهان أبا القاسم عبد الرحمن وأبا عمرو عبد الوهاب بن محمد.

ابن إسحاق بن مندة وأبا بكر محمد بن أحمد بن أسد المديني وأبا طاهر أحمد بن محمد بن عمر النقاش وأبا الفوارس أحمد بن الفضل بن أحمد العنبري وأبا المظفر محمود ابن جعفر الكوسج وعائشة بنت الحسن الوركانية ، وبهمذان أبا بكر أحمد بن محمد.

الهروي وأبا الفضل محمد بن عثمان القومسانى وأبا القاسم يوسف بن محمد بن يوسف الخطيب ، وقدم بغداد سنة ستين وأربعمائة ، وسمع بها من الشريفين أبى الحسين أبى الحسين محمد بن على بن المهتدى أبى الغنائم عبد الصمد على بن المأمون وأبى الغنائم محمد بن على الدجاجي وأبى الحسين أحمد بن محمد بن النقور وعبد

٧٩

الوهاب بن عثمان المخبزى وجماعة من هذه الطبقة وحدث ببغداد ، فسمح منه أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو بكر بن الخاضبة وأبو طاهر أحمد بن الحسن الكرجى وأبو محمد عبد الله بن سمعون القيرواني ، وروى عنه من البغداديين أبو نصر هبة الله بن على بن المجلى وأبو غالب أحمد بن الحسن بن البناء.

أخبرنا عمر بن محمد بن معمر المؤدب أنبأنا أبو غالب بن البناء أنبأنا أبو مسلم عمر بن على الليثي البخاري قدم علينا طالبا للعلم في شهر ربيع الأول سنة ستين وأربعمائة وأخبرنا أبو الحسين المؤيد بن محمد بن على الطوسي بقراءتي عليه بنيسابور أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الفراوي قالا أنبأنا عبد الغافر بن محمد الفارسي أنبأنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن عمرويه الجلودي حدثنا أبو إسحاق إبراهيم ابن محمد شعبان حدثنا أبو الحسين مسلم بن الحجاج حدثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأنا أبو اليمان أنبأنا شعيب عن الزهري أخبرنى أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يدعو في الصلاة : «اللهم إنى أعوذ بك من عذاب القبر ، وأعوذ بك من فتنة المسيخ الدجال ، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات ، اللهم إنى أعوذ بك من المأثم والمغرم» ، قالت : فقال له قائل : ما أكثر ما تستعيذ من المغرم يا رسول الله قال : «إن الرجل إذا غرم حدّث فكذب ووعد فأخلف» (١).

قرأت على أبى الحسن بن المقدسي بمصر عن أبى طاهر السلفي قال : سألت أبا نصر المؤتمن بن أحمد الساجي عن أبى مسلم الليثي ، قال : حسن المعرفة شديد العناية بالصحيح.

أخبرنا جعفر بن على المقرئ بالإسكندرية أنبأنا أبو طاهر السلفي قال : سألت شجاع بن فارس الذهلي عن أبى مسلم الليثي ، فقال : كان يحفظ ويفهم ويعرف شيئا يسيرا ، وكان قريب الأمر في الرواية.

أخبرنا عبد الرحمن بن يوسف الدمشقي بالقاهرة أنبأنا أبو طاهر السلفي قال : سألت أبا الكريم خميس بن على الحوزى عن أبى مسلم الليثي البخاري ، فقال : قدم علينا واسطا في سنة تسع وخمسين ، وقال : كتبت وكتب لي عشر رواحل ، وسألت عنه أبا بكر الدقاق بن الخاضبة ببغداد فأثنى عليه قال : كان له أنس بالصحيح ، وانحدر من عندنا إلى البصرة وتوجه منها إلى الأهواز فبلغنا وفاته.

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ٣٢٢ ، ٢ / ٩٤٢.

٨٠