تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٢٠

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٢٠

المؤلف:

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ١٨٤

١
٢

بسم الله الرّحمن الرّحيم

١٠٩٠ ـ عمر بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن عطية بن زياد بن يزيد ، أبو حفص الأسدى ، المعروف بابن الحداد :

سكن تنيس وحدّث بها عن أحمد بن موسى البغدادي وأبى جعفر أحمد بن إسماعيل بن عاصم وأبى بكر محمد بن جعفر بن سهل الخرائطى ومحمد بن عبد الرحمن ابن أسد وسليمان بن عبيد الله بن أبى أيوب وعمه العباس بن أحمد بن محمد بن عطية ، روى عنه أبو الحسين أحمد وأبو الفضل جعفر ابنا عبد الرحمن بن أحمد بن حمدون وأبو زرعة أحمد بن الحسين الرازي وأبو بكر عبد الله بن أحمد بن محمد بن روزبه الفارسي الهمذاني ، وكان سماعه من عمه العباس ببغداد وهو أخو أحمد وإسحاق ابني أحمد بن محمد بن عطية الحداد اللذين ذكرهما الخطيب في التأريخ.

أنبأنا عبد الوهاب بن على عن أبى القاسم بن السمرقندي قال كتب إلى موسى قال كتب إلى أبو على زيد بن أحمد بن أبى حيوة الحسن بن أحمد بن العباس التميمي التنيس حدّثنا أبو الحسين أحمد وأبو الفضل جعفر ابنا عبد الرحمن بن حمدون بتنيس (١) قالا حدّثنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن الحداد البغدادي حدّثنا سليمان بن عبيد الله ابن أبى أيوب حدثنا محمد بن سليمان بن داود المنقري حدّثنا محفوظ بن أبى توبة حدّثنا خليد التهامي عن الزبير بن عيسى وهو أبو الحميدي حدّثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله عنها قالت قلت : «يا رسول الله ، متى لا يؤمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر؟». قال : «إذا كان البخل في خياركم والعلم في أرذالكم والادهان في كباركم والملك في صغاركم». (٢)

أنبأنا أبو القاسم الأزجى عن أبى سعد بن المعمر بن محمد بن الحسين الأنماط قال : كتب إلى أبو القاسم نصر بن أبى نصر محمد بن على بن زيرك الهمداني أنبأ أبو بكر عبد الله بن أحمد بن روزبه الهمذاني أنبأ أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد بن محمد

__________________

(١) في الأصل : «بنسير»

(٢) انظر الحديث في : كنز العمال ٢ / ١٤٢.

٣

ابن عطية البغدادي المعروف بابن الحداد بتنيس قال حدثني أبو جعفر أحمد بن إسماعيل ابن عاصم بمصر حدّثنا محمد بن جعفر قال أنشدنى أبو الفوارس صاحب يعقوب بن السكيت :

قد كنت ابكى على من مات من سلفي

وأهل ودى جميع غير أشتات

فاليوم إذ فرقت بيني وبينهم

نومى بكيت على أهل المودات

ما بقوى امرؤ أضحت مدامعه

مقومة بين أحياء وأموات

١٠٩١ ـ عمر بن إبراهيم بن حبيش بن دينار ، أبو حفص :

حدث عن وجوده في كتاب أبيه كتب عنه [أبو] الحسين [أحمد] (١) بن عبد الله ابن الخضر السوسنجردى.

قرأت في كتاب أبى الحسين بن السوسنجردى بخطه وقراءته على أبى الحسن الأزجى عن المبارك بن الحسن عن محمد بن على المقرئ عنه قال : دفع إلينا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن حبيش بن دينار من أصول أبيه التي سمعها من الشيوخ فكتبنا منها أشياء.

وقال لنا في ذلك وكتب في كتاب أبى بخط يده سمعت سماك الجصاص قال سمعت أبا شعيب صالح الجمال بن أخى معروف الكرخي يقول سألت أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل عن ترك المسكر ، فقال : لترك المسكر أفضل من مائة حجة بعد حجة الإسلام ، ولترك المسكر خير من رجل يكون له مال من المشرق إلى المغرب يصدّق به.

١٠٩٢ ـ عمر بن إبراهيم بن الحسن بن إسحاق ، أبو القاسم البرازى :

كان من الشهود المعدلين ببغداد ، شهد عند القاضي أبى عبد الله الحسين بن هارون الضبي من الرابع في جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.

وتوفى يوم الأربعاء لليلة خلت من ذى الحجة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة ، ذكر ذلك هلال بن المحسن الكاتب ونقلته من خطه.

١٠٩٣ ـ عمر بن إبراهيم بن الحسين بن عيسى ، أبو القاسم الطيبي.

من ساكني باب الأزج ، قرأ الفقه على أبى الخطاب محفوظ بن أحمد الكلوذانى

__________________

(١) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.

٤

وعلق عنه مسائل الخلاف ، وسمع الحديث من أبى الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون وأبى الحسن على بن الحسين بن أيوب وأبى عبد الله بن طلحة وأبى الخطاب بن البطر وأبى بكر الطريثيثي وأبى عبد الله بن البسرى وأبى الحسين ابن الطيوري ببغداد ، وبالكوفة من أبى منصور ابن مخالد وأبى الغنائم ابن النرس وغيرهما وبنيسابور من أبى القاسم السيبي وغيره ، وكتب الكتب الكبار ، وحدث باليسير ، سمع منه أبو الحسن على بن أبى سعد الخباز وابن أخيه وكيع بن إبراهيم.

أنبأ أبو القاسم تميم بن أحمد بن البندنيجى ونقلته من خطه قال : مات أبو القاسم عمر بن إبراهيم الطيبي في ليلة السبت حادي عشري ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة ، ودفن بباب حرب ، وكان مولده في سنة تسع وسبعين وأربعمائة.

١٠٩٤ ـ عمر بن إبراهيم بن حمزة ، أبو حفص المقرئ :

إمام جامع عكبرا ، حدث عن أبى عيسى يحيى بن محمد بن سهل بن عبد الله الخطيب ، روى عنه أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري.

١٠٩٥ ـ عمر بن إبراهيم بن رزق الله المحزمى.

حدث عن العباس بن محمد الدوري ، روى عنه محمد بن الهيثم وقال : جارنا.

١٠٩٦ ـ عمر بن إبراهيم بن شريك بن سهل بن حازم ، أبو حفص الإسكافى ، المعروف بعقعق (١) :

من إسكاف بنى الجنيد (٢) بلد عند النهروان ، حدث عن أبى جعفر محمد بن الحسن ابن بدينا ، روى عنه عبد الملك بن بكران المقرئ.

أنبأنا أبو القاسم الأزجى عن أبى الرجاء أحمد بن محمد بن الكسائي قال كتب إلى أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد الشيرازي أنبأ أبو الفرج عبد الملك بن بكران ابن عبد الله المقيس المقرئ المعروف بالقطان النهرواني بها حدثنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن شريك بن سهل ابن حازم الإسكافى بها يعرف بعقعق حدثني أبو جعفر محمد بن الحسن بن هارون بن بدينا قال : كنا جلوسا يوما فمر بنا أبو الفيض ذو النون

__________________

(١) انظر ترجمته في : مجمع الآداب في معجم الألقاب لابن القوطى ٤ / ١ / ٥٥٨ (الهامش).

(٢) في الأصل : «من إسكاف ابن الجنيد».

٥

ابن إبراهيم المصري فقام إليه بعض أصحابنا فقال : يا أبا الفيض ادع الله تعالى لنا فقال : هنأكم الله عطاءه ولا كشف عنا وعنكم غطاءه ـ والسلام.

١٠٩٧ ـ عمر بن إبراهيم بن عبد الله ، أبو حفص ، المعروف بابن المسلم (١) :

من أهل عكبرا ، صحب عمر بن بدر المغازلي وعبد العزيز غلام الخلال وإبراهيم بن شاتلا (٢) وأبا عبد الله بن بطر ، وصنف مصنفات كثيرة يقال : إنها تقارب مصنفات أبى بكر عبد العزيز غلام الخلال ، وله أخبار في المذهب ، وقد سمع ببغداد والبصرة والكوفة ، حدث عن إسحاق بن أحمد الكاذى وأبى على بن الصواف وأبى عمرو بن السماك وأبى بكر النجاد ودعلج بن أحمد السجستاني وأبى بكر بن أبى دارم الكوفي والحسن بن على بن مليح وأحمد بن جعفر بن مالك القطيعي وأبى محمد بن ماسى وعمر بن أحمد بن شهاب وحبيب بن الحسن القزاز وأكثر الرواية عن ابن بطة ، روى عنه الحسن بن شهاب العكبري وأبو الحسن على بن بشرى الليثي السجزى في مشيخته.

أخبرنى عبد القادر بن عبد الله الرهاوي مشافهة وخطا بحران أنبأ أبو عروبة عبد الهادي بن أبى سعيد بن عمر بن مأمون السجزى بها أنبأ جدي أنبأ أبو الحسن على ابن بشرى الليثي قال سمعت أبا حفص عمر بن إبراهيم بن عبد الله العكبري بها يقول سمعت عبد الخالق بن أبى روبة المعدل يقول سمعت على بن الحسن المقرئ الناقد يقول سمعت أبا بكر بن أبى خيثمة يقول سمعت الزبير بن بكار يقول : كنت أؤدب المعتز وكان في حجري فدخل على يوما فعثر بنعله فدميت إصبعه ، فقال لي : لو وطئت على جمرة ما بلغت منى ما بلغت منى هذه العثرة ، ثم أنشأ يقول :

يموت الفتى من عثرة بلسانه

لويس يموت المرء من عثرة الرجل

وعثرته من فيه يرمى برأسه

وعثرته بالرجل ترمى على مهل

أخبرنا عبد الوهاب بن على الأمين أنبأ عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد الشيباني أنبأ أحمد بن على بن ثابت الخطيب أنبأ الحسن بن شهاب العكبري إجازة حدثني عمر بن إبراهيم بن المسلم حدثنا أبو حفص عمر بن شهاب قال سمعت على ابن الحسن الرستمي يقول : دخل ابن الطباع من سامرا إلى بغداد فنزل في البغويين

__________________

(١) انظر ترجمته في : الأعلام للزركلى ٥ / ١٩٤.

(٢) في الأصل : «بن ساملا».

٦

فاجتمع أصحاب الحديث فسمع محمد بن عبد الله بن طاهر الضوضاء من كلام أصحاب الحديث ، فقال لحاجبه : ما هذا؟ فقال : ابن الطباع قد قدم من سرّ من رأى وهذا كلام أصحاب الحديث ، فقال : وقد قدم؟ قال : نعم ، فكتب إليه برقعة يسأله أن يصير إليه ليحدث فتيانه ، فكتب جواب رقعته :

«بسم الله الرحمن الرحيم ، أكرمك الله كرامة تكون لك في الدنيا عزّا وفي الآخرة من النار حرزا ، قرأت رقعتك ولم أتخلف عنك صيانة ، وإنما تخلفت عنك ديانة ، والعلم يؤتى ولا يأتى».

فقال : صدق. فصار إليه محمد بن عبد الله وبنوه ، وكان نازلا في غرفة فصعد إليه فحدثه عامة الليل ، وقال محمد بن عبد الله ـ يعنى لحاجبه (١) : سله ما يريد؟ فكلمه الحاجب بالفارسية ـ وكان ابن الطباع يحسن بالفارسية ـ فقال له : قل له يبعث لنا شيئا نتغطى به في البرد. فبعث إليه بمطرف [خز] (٢) يساوى خمسمائة دينار ، فاحتاج ابن الطباع إلى بيعه فباعه بخمسة وخمسين دينارا ، وقال : لو صبرت عليه حتى يجيء طالبه لأخذت لك خمسمائة دينار. قلت : ابن الطباع هذا هو محمد بن يوسف بن عيسى بن الطباع وكان من الثقات ، وهو ابن أخى إسحاق بن عيسى الطباع.

أنبأنا عبد الله بن محمد بن عبد القاهر الحربي قال سمعت أبا الحسين محمد بن محمد الحسين بن الفراء يقول : نقلت من خط على ابن أخى نصر قال : وجدت على ظهر كتاب «محاسبة النفس والجوارح» تصنيف أبى حفص العكبري بخط ابنه الحسين بن عمر يقول : مات والدي أبو حفص عمر بن المسلم يوم الخميس ضحوة لثمان خلون من جمادى الآخر سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.

١٠٩٨ ـ عمر بن إبراهيم بن عثمان التركستانى ، أبو حفص الواعظ الصوفي :

من أهل واسط ، وبيته بيت وعظ وتصوف ، قدم بغداد غير مرة وأقام بها ، وسمع الحديث من أبى الثناء محمد بن الزيتوني وأبى الخير أحمد بن إسماعيل القزويني والكاتبة شهدة بنت أحمد الإبرى ، وسمع بواسط عبد الرحمن بن الدجاجي المقرئ وأبا طالب محمد بن على بن الكتاني وأبا العباس بن مخلد الأزدى وغيرهم ، وعقد مجلس الوعظ الغربي عند تربة الجهة أم الخليفة وحضرة خلق عظيم ، ثم رتب شيخا للصوفية برباط

__________________

(١) في الأصل : «لحاجته».

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل وزيد من تاريخ بغداد.

٧

الزوزنى (١) مقابل جامع المنصور ، وكان قد سافر الكثير إلى الحجاز والجزيرة وديار بكر ، ثم أنه نفذ في رسالة من الديوان إلى خراسان ، فتكلم بكلام استوحش بسببه من العود إلى بغداد فبقى يتردد في البلاد هناك ما بين هراة وغزنة وعاد إلى بلاد فارس فأدركه أجله بها ، وكان قد حدث ببغداد.

في مجالس وعظه بأحاديث وفي غيرها من البلاد ، ولم يكن ثقة ولا مأمونا ولا مرضى الطريقة ولا محمودا بالأفعال ، كثير التخليط في جميع أحواله وأفعاله وأقواله ـ سامحنا الله وإياه ، وقد رأيته ببغداد وحضرت مجلس وعظه ، وكان شابا ضخما.

بلغنا أنه توفى بشيراز في شهر ربيع الآخر من سنة اثنتين وستمائة ، وما أظنه بلغ الخمسين من عمره.

١٠٩٩ ـ عمر بن إبراهيم عمر بن حبيب ، أبو حفص العدوى :

من أهل البصرة ، وكان جده قاضيا بها ، ذكر عبيد الله بن أحمد بن أبى طاهر أنه كان كثير الشعر جيده ، وكان بسامرا يمدح ويهجو ، وله في أبى يعلى كاتب عبيد الله بن يحيى بن خاقان الوزير :

نعمة الله لا تعاب وربما

ما استقبحت على أقوام

لا يليق الغنى بوجه أبى

يعلى ولا نور بهجة الإسلام

وسخ الثوب والملابس والبر

ذون والوجه والقفا والغلام

ومحال مرورة ليحيل

سفله حجام ينتمي إلى

١١٠٠ ـ عمر بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد بن على بن الحسين بن على بن حمزة بن يحيى بن الحسين بن ذى الدمعة بن زيد الشهيد بن على بن الحسين ابن على بن أبى طالب ، أبو البركات الحسنى الزيدي النحوي (٢) :

من أهل الكوفة ، رأيت نسبه بخطه ، سمع الكثير من أبى الفرج محمد بن أحمد بن محمد بن علان الخازى وأبى الحسن محمد بن الحسن بن المنثور وأبى محمد يحيى بن محمد بن الحسن الأقساسي وأبى عبد الله محمد بن الحسن الأنماطى وأبى على الحسن ابن على بن عبد الله بن مخالد وأبى البقاء المعمر بن محمد البقال ، وقدم بغداد وسمع

__________________

(١) في الأصل : «الروزنى».

(٢) انظر ترجمته في : لسان الميزان ٤ / ٢٨٠ ـ ٢٨٢. والأنساب ٢ / ٣٦٦.

٨

بها أبا الحسين بن النقور وأبا القاسم بن البسرى وأبا بكر الخطيب وأبا الحسين عاصم ابن الحسن وأبا يوسف عبد السلام بن محمد القزويني ، وسافر إلى الشام مع والده ، وسكن دمشق مدة ، أنبأ محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن الحسين النيسابوري وقرأ النحو على أبى القاسم زيد بن على الفارسي النحوي ، وروى عنه الإيضاح لأبى على الفارسي ، وقدم بغداد ثانيا في أواخر ذى القعدة سنة أربع وخمسمائة وحدث بها ، سمع منه أبو الفضل عبد الملك بن على بن يوسف ومحمد بن ناصر وأبو نصر الأصبهانى وهزارسب الهروي ، وثم إنه عاد إلى الكوفة وحدث بها ، يقرأ النحو ويروى الحديث على أحسن طريقة إلى حين وفاته ، روى لنا عنه شيخنا أبو أحمد بن سكينة وكان سمع منه بالكوفة.

أنبأنا ذاكر بن كامل الحذاء عن عبد الملك بن على بن يوسف ومحمد بن ناصر وأبو نصر الأصبهانى وهزارسب بن عوض قالوا أنبأ الشريف أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمد الزيدي العلوي الكوفي قراءة عليه ببغداد في الرابع والعشرين من ذى القعدة سنة أربع وخمسمائة أنبأ أبو الحسن على بن على بن عبد الله بن مخالد بن بشر البجلي قراءة عليه أنبأ جدي أبو محمد عبد الله بن مخالد حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ إملاء حدثنا عبد الله بن كادش أحمد بن نوح البلخي حدثنا أبى حدثنا عيسى بن فرقد حدثني حكيم بن جبير عن سعيد عن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تتخذوا شيئا فيه الروح غرضا» (١)

قرأت في كتاب معجم شيوخ الحافظ أبى طاهر أحمد بن محمد السلفي الأصبهانى بخطه وأخبرنيه عنه أبو الحسن بن المقدس بمصر قال أخبرنى أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمد بن حمرة العلوي الزيدي بالكوفة وذكر حديثا ثم قال : الشريف عمر هذا أديب نحوي ، وفي المذهب زيدي ، وكان يفتي بالكوفة على مذهبه ، وسمع معنا على جماعة من شيوخنا الكوفيين ، وكان من عقلاء الرجال ، حسن الرأى في الصحابة مثنيا عليهم متبرئا ممن تبرأ منهم.

أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله الشافعي بدمشق أنبأ عمى أبو القاسم على بن الحسن الحافظ قال : عمر بن إبراهيم بن محمد أبو البركات الزيدي الكوفي كتبت عنه بالكوفة ، وهو أورع علوي لقيته ، ولم أسمع منه في مذهبه شيئا ، وقرأت عليه حديثا فيه ذكر بعض السلف فترحم عليه.

__________________

(١) انظر الحديث في : الجامع الكبير للسيوطي ٢ / ٤٤٥.

٩

وحدثني صاحبي أبو على بن الوزير أنه سأل عن مذهبه في الفتوى وكان مفتى الكوفة ، فقال : نفتي بمذهب أبى حنيفة ظاهرا وبمذهب زيد تدينا. أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة حدثنا أبو سعد بن السمعاني من لفظه قال : عمر بن إبراهيم بن محمد أبو البركات من أهل الكوفة يسكن بمحلة يقال لها السبيع ويصلى بالناس في مسجد أبى إسحاق السبيعي ، شيخ كبير فاضل ، له معرفة بالفقه والحديث والتفسير واللغة والنحو والأدب ، وله التصانيف الحسنة السائرة في النحو. وهو خشن العيش صابر على الفقر والقلة قانع باليسير ، سمعته يقول : أنا زيدي المذهب [و] لكني أفتى على مذهب السلطان ـ يعنى أبا حنيفة ـ رحمه‌الله. كتبت عنه الكثير ، وهو شيخ متيقظ حسن الإصغاء سليم الحواس ، كان يكتب خطا مليحا سريعا على كبر السن ، وكنت ملازمه مدة مقامي بالكوفة في الكرات الخمس ، ومع طول صحبتي وملازمتى إياه ما سمعت منه شيئا في الاعتقاد أنكرت عليه ، غير أنى يوما [كنت] (١) قاعدا على باب داره وأخرج لي شدة كبيرة من مسموعاته وكنت أفتقد فيها حديث الكوفيين ، فرأيت فيها حديث الكوفيين ، فرأيت فيها جزءا مترجما بتصحيح الأذان «بحي على خير العمل» فأخذت لأطالعه واعلم من صنفه فأخذه من يدي وقال : لا يصلح لك ، له طالب غيرك ، ثم قال : ينبغي للعالم أن يكون عنده كل شيء فإن لكل نوع وجنس طالبا.

قرأت على أبى الفتوح القرشي بأصبهان عن أبى الفضل بن ناصر قال سمعت أبا الغنائم بن النرسي يقول عمر الكوفي جارودي المذهب لا يرى الغسل من الجنابة. أخبرنا الحاتمي بهراة قال سمعت أبا سعد السمعاني يقول : سمعت يوسف بن محمد بن مقلد يقول : كنت أقرأ على الشريف عمر جزاء فمر بى حديثا فيه ذكر عائشة فقلت : رضى الله عنها ، فقال لي الشريف : تدعو لعدوة على ـ أو : تترضى على عدوة على؟ فقلت : كلا وحاشا ما كانت عدوة على.

أخبرنا أبو البركات الأمين بدمشق قال أنبأ عمى قال حكى لي أبو طالب ذلك منه وقال : إن الأئمة على غير ذلك ، فقال له : إن أهل الحق يعرفون بالحق ولا يعرف الحق بأهله.

وأخبرنى أبو البركات أنبأ عمى قالت سأله : أبا البركات الزيدي عن مولده ، فقال : في سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة بالكوفة. أخبرنا إسماعيل ابن سليمان العسكري

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

١٠

بدمشق أنبأ عبد الخالق بن أسد بن ثابت الحنفي قال : سألت الشريف أبا البركات عمر بن إبراهيم بالكوفة عن مولده ، فقال : في شوال سنة إحدى وأربعين وأربعمائة.

أخبرنا الحاتمي بهراة قال سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول : سألت الشريف أبا البركات الكوفي عن مولده ، فقال : سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة بالكوفى.

وتوفى يوم الجمعة سابع شعبان سنة تسع وثلاثين وخمسمائة ، ودفن يوم السبت في المسبلة المعروفة بالعلويين ، وصلى عليه كل من كان بالكوفة وقدروا ثلاثين ألفا.

١١٠١ ـ عمر بن إبراهيم بن موسى الباقدارى الأكار :

من ساكن الحربية ، سمع أبا حفص عمر بن عبد الله بن على الحربي ، وحدث باليسير ، سمع منه أحمد بن سلمان الحربي وغيره.

أخبرنا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد المقرئ أنبأ عمر بن إبراهيم الباقدارى قراءة عليه أنبأ عمر بن عبد الله قراءة عليه سنة تسع وأربعين أنبأ أبو طاهر الكرخي وأنبأ أبو عبد الله الحسين بن سعيد الأمين قراءة عليه أنبأ القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي أنبأ أبو على الحسن بن أحمد بن البناء قالا أنبأ أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ أنبأ أبو بكر الآجرى حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد العطشى حدثنا أبو حمزة أنس بن خالد الأنصارىّ حدثنا محمد بن جامع أنبأ عبد العزيز بن عبد الصمد عن أبان عن أبى عياش عن أنس بن مالك قال : خطبنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على ناقته الجدعاء فقال في خطبته : «طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس وأنفق من مال اكتسبه من غير معصية ، وطوبى لمن عمل بعلم ورحم أهل الذل والمسكنة وخالط أهل الفقه والحكمة ، وطوبى لمن صلحت سريرته وحسنت علانيته» (١).

أنبأنا أحمد بن سلمان الحربي ونقلته من خطه قال : مات عمر بن إبراهيم الباقدارى ليلة الأحد سابع رجب سنة ست وتسعين وخمسمائة.

١١٠٢ ـ عمر بن أحمد بن إبراهيم ، أبو حفص الجدا :

حدث عن والده ، روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل المحاملي في معجم شيوخه.

__________________

(١) انظر الحديث في : الجامع الكبير ١ / ٥٦٧. والجامع الصغير ٢ / ٤٧.

١١

١١٠٣ ـ عمر بن أحمد بن أبى الأصابع ، أبو حفص.

من أهل الحربية ، كان بوابا برباط ابن رئيس الرؤساء بدار الخلافة ، وكان شيخا صالحا ، كثير التهجد ، سرد الصوم سنين كثيرة ، سمع أبا العباس أحمد بن الحسين بن قريش ، وحدث باليسير ، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن على القرشي وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه.

أنبأنا أبو بكر طاهر بن أحمد بن أبى بكر الأزجى أنبأ عمر بن أحمد بن أبى الأصابع الحربي قراءة عليه أنبأ الحسن بن على الجوهري أنبأ أحمد بن جعفر القطيعي حدثنا بشر ابن موسى حدثنا هوذة بن خليفة حدثنا عوف عن محمد عن أبى هريرة قال نهى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم.

قرأت بخط القاضي أبى المحاسن القرشي قال : توفى عمر بن أبى الأصابع في يوم الأحد سلخ ذى الحجة سنة ستين وخمسمائة ، ودفن من الغد يوم الاثنين مستهل المحرم سنة إحدى وستين بمقبرة باب حرب ، وكان قد جاوز الثمانين.

قال لي شيخنا أبو الرشيد الخفيفى قال : لنا هذا الشيخ قبل مرضه مرض الموت : أريد أن أعبر إلى زيارة قبر أحمد وأسأل الله أن يغفر لي ويقبضني ففعل ذلك وعاد فبعد أيام مرض ومات ـ رحمه‌الله.

١١٠٤ ـ عمر بن أحمد بن الحسن بن على بن عمر بن الهيثم بن بكرون النهروان :

من بيت قضاة وعدالة ورواية وفضل ، كان يسكن بدرب السلسة ، وصلى إماما في الصلوات الخمس بالمدرسة النظامية ، وتولى الخزن بالديوان ، وكان قد شهد عند قاضى القضاة أبى الحسن على بن أحمد الدامغاني في ولايته الثانية في يوم الاثنين الخامس والعشرين من رجب سنة إحدى وسبعين وخمسمائة فقبل شهادته.

قرأ القرآن بالروايات الكثيرة على أبى الكرم المبارك بن الحسن الشهرزوري وأبى الحسن على بن أحمد اليزدي وخلق كثير غيرهم ، وكتب بخطه كثيرا ، وطلب الحديث بنفسه فسمع الكثير من القاضي محمد بن عمر بن يوسف الأمورى وأبى بكر محمد بن عبيد الله بن نصر بن الزاغوانى وجماعة غيرهما ، وكتب بخطه كثيرا وحصل الأصول ، وقرأ بنفسه على المشايخ ، كتبت عنه ، وكان ثقة ثبتا ورعا متنزها عفيفا صالحا متدينا

١٢

مليح السمت جميل السيرة نبيلا ، وكان قد سمع منه قبلنا رفقاؤه الشريف أبو الحسن على بن أحمد الزيدي وإبراهيم بن محمود بن الشعار وصبيح النصري وأبو المحاسن بن عبد الملك بن على الهمذاني وكان أسن منه وأقدم إسنادا.

أخبرنا عمر بن أحمد بن الحسن بن بكرون الشاهد بقراءتي عليه أنبأ أبو الفضل محمد بن عمر الأرموى حدثنا أبو الغنائم عبد الصمد بن على بن المأمون أنبأ أبو الحسن على بن عمر الدارقطنيّ حدثنا القاضي أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب الأزدى إملاء حدثنا الحسن بن أبى الربيع حدثنا عبد الرازق بن همام أنبأ معمر بن راشد عن همام ابن منبه قال هذا ما حدثناه أبو هريرة ـ رضى الله عنه ـ عن محمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال. «إياكم والظن ، إياكم والظن ، إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ، ولا تناجشوا ولا تفاسدوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا» (١).

قرأت في كتاب العدل لأبى المعالي أحمد بن عمر بن بكرون قال : شاهدت بخط جدي قال : رزقت ولدي أبا حفص عمر ضحوة نهار يوم الثلاثاء ثالث عشرين شهر رمضان من سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة.

توفى شيخنا عمر بن أحمد بن بكرون في صبيحة يوم الاثنين العاشر من رجب من سنة سبع وتسعين وخمسمائة ، وحضرت الصلاة عليه بالمدرسة النظامية وكان الجمع متوافرا ، ودفن بمقابر الشهداء من باب حرب.

١١٠٥ ـ عمر بن أحمد بن الحسين ، أبو حفص الضرير :

من أهل الحربية ، سمع أبا الحسين أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف ، وحدث باليسير سمع منه عبد المغيث بن زهير الحربي وجماعة من شيوخنا ، وروى عنه يعقوب وعبد المحسن ابنا يوسف بن عمر الحربي.

أنبأ عبد المجيب بن أبى القاسم بن زهير وأبو البركات ناصر بن جامع بن بختيار وعمر بن أبى بكر بن الدردانة قالوا أنبأ الشيخان الصالحان يوسف بن عمر بن الحسين النساج وعمر بن أحمد بن الحسين الضرير المقرئ قراءة عليهما في جامع الحربية في مستهل ربيع الآخر سنة أربعين وخمسمائة قالا : أنبأ أبو الحسين أحمد بن عبد القادر بن

__________________

(١) انظر الحدث في : صحيح البخاري ٢ / ٨٩٦. ومسند أحمد ٢ / ٣١٢.

١٣

محمد بن يوسف قراءة عليه في ثانى ربيع الأول سنة أربع وثمانين وأربعمائة أخبرنا أبو على الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان أنبأ أبو الحسن على بن محمد بن الزبير القرشي الكوفي ببغداد أنبأ أبو الحسن على بن الحسن بن فضال الكوفي بالكوفة حدثنا الحسين بن نصر بن مزاحم العطار حدثني أبى حدثنا تليد بن سليمان عن أبى الجحاف عن عطية العوفي عن أبى سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنى مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن (١) تضلوا كتاب الله عزوجل وأهل بيتي» (٢).

١١٠٦ ـ عمر بن أحمد بن الحسين بن أحمد الوراق ، أبو حفص المقرئ الصوفي:

من أهل همدان ، قدم بغداد في صباه وسمع بها أبا غالب محمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني وأبا الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي وأبا الحسن بن العلاف ، وسمع بأصبهان أبا الفتح أحمد بن محمد الحداد وأبا على الحسن بن أحمد الحداد وأبا القاسم غانم البرجى وأبا المعالي حماد بن منصور بن المظفر بن أبى الأسود ، وبزنجان أبا بكر أحمد بن محمد بن زنجويه ، وبدمشق أبا الوحش سبيع بن المسلم بن قيراط ، وقرأ عليه القرآن ، وقدم بغداد في ذى القعدة سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة وحدث بها ، روى عنه شيخنا أبو الفرج بن الجوزي.

أنبأ ابن الجوزي أنبأ أبو الحفص عمر بن أحمد بن الحسين الوراق الهمذاني بقراءتي عليه أنبأ أبو غالب محمد بن الحسن الباقلاني أنبأ القاضي أبو العلاء محمد بن على بن يعقوب الواسطي أنبأ أبو نصر أحمد بن محمد بن الحسن النيازكى أنبأ أبو الخير أحمد ابن محمد الكرماني حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة حدثنا الوليد بن العيزار قال سمعت أبا عمرو الشيباني يقول حدثنا صاحب هذه الدار ـ وأومى بيده إلى دار عبد الله قال : سألت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أى العمل أحب إلى الله عزوجل؟ قال : «الصلاة على وقتها» ، قلت ثم أى؟ قال : «بر الوالدين» ، قلت : ثم أى؟ قال : «ثم الجهاد في سبيل الله عزوجل» (٣).

أخبرنا الحسن بن محمد بن الحسن الشافعي بدمشق قال سمعت عمى أبا القاسم على بن القاسم الحافظ يقول : عمر بن أحمد بن الحسين بن أحمد أبو حفص الهمذاني

__________________

(١) في الأصل : «تمسكوا بها لم تضلوا».

(٢) انظر الحديث في : الجامع الكبير ١ / ٣٠٧.

(٣) الحديث في : صحيح البخاري ١ / ٧٦.

١٤

الصوافي الوراق كتبت عنه بهمذان. وكان شيخا صالحا. يؤم في بعض المساجد. ذكر شيخنا ابن الجوزي أنه ولد في سنة إحدى وسبعين وأربعمائة.

أخبرنى أبو الحسن بن القطيعي قال سمعت أحمد بن الحافظ أبى العلاء الهمذاني يقول : توفى عمر بن أحمد بن الحسين الوراق يوم الأربعاء ، ودفن يوم الخميس تاسع جمادى الآخرة سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة وكنت فيمن صلى عليه.

١١٠٧ ـ عمر بن أحمد بن شجاع ، أبو حفص البغدادي :

حدث عن والده بحديث ، تقدم ذكرنا له في ترجمة أبيه في الأحمدين.

١١٠٨ ـ عمر بن أحمد بن عبد الملك بن أبى على الدقاق ، أبو حفص بن أبى بكر ، المعروف بابن صفية :

من أهل باب الأزج ، سمع أبا الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموى وأبا القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن بن البناء وأبا الحسن على بن عبد العزيز بن السماك ، كتبت عنه ، وكان دلالا في الدقيق والحبوب ، صحيح السماع لا بأس به.

أخبرنا عمر بن أحمد بن صفة بقراءتي عليه أنبأ أبو الفضل محمد بن عمر الأرموى أنبأ أبو الحسن جابر بن ياسين العطار أنبأ عمر بن إبراهيم بن أحمد الكتاني حدثنا عبد الله بن محمد البغوي حدثنا محمد بن جعفر الوركانى حدثنا أيوب بن جابر عن سماك ابن حرب عن النعمان بن بشير قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اتقوا النار ولو بشق تمرة» (١).

بلغنا أن عمر بن صفية توفى بالموصل في سنة اثنتين وستمائة.

١١٠٩ ـ عمر بن أحمد بن عبيد الله دحروج ، أبو حفص القزاز :

من أهل الحريم الطاهري ، وهو أخو أبى بكر محمد وعثمان ـ وقد تقدم ذكرهما ، سمع أبا محمد عبد الله بن محمد الصريفيني وأبا الحسين أحمد بن محمد بن النقور وأبا القاسم على بن أحمد بن محمد وأبا القاسم على بن اليسرى ، روى عنه شيخانا عمر ابن محمد بن معمر بن طبرزد المؤدب وأبو حامد عبد الله بن مسلم بن ثابت بن النحاس البزار.

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٢ / ٨٩٠. ومسند أحمد ١ / ٣٨٨.

١٥

أنبأ أبو حامد بن النحاس أنبأ عمر بن أحمد بن عبيد الله القزاز قراءة عليه في صفر سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة وأنبأ أبو على ضياء بن أحمد بن أبى على وعمر بن محمد المؤدب قراءة عليه قالا أنبأ محمد بن عبد الباقي البرازى قراءة عليه وأنبأ أبو بكر محمد ابن المبارك بن محمد البيع وزوجه فرحة بنت عبد الجبار قالا أنبأ أحمد بن على بن عبد الواحد الدلال وأنبأ أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي بدمشق أنبأ أبو الفتح عبد الله ابن محمد البيضاوي ببغداد وأنبأ أبو المعالي محمد بن وهب الدمشقي قدم علينا بغداد وأبو العباس الخضر بن كامل بقراءتي عليه بدمشق قالا أنبأ ياقوت البخاري قالوا جميعا أنبا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد الصريفيني قراءة عليه أنبأ أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن إملاء حدثنا أبو عمر محمد بن يوسف إملاء حدثنا عثمان بن هشام بن الفضل بن دلهم حدثنا أبو قطن عمرو بن الهيثم حدثنا عبد العزيز ابن أبى سلمة عن قدامة بن موسى عن أبى صالح السمان عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمرى ، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي ، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي ، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير ، واجعل الموت راحة لي من كل شر» (١)

أخبرنى شهاب الحاتمي بهراة حدثنا أبو سعد بن السمعاني من لفظه قال : عمر بن أحمد بن دحروج شيخ صالح ، كتبت عنه ، وتوفى في شعبان سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة ، ودفن بباب حرب.

١١١٠ ـ عمر بن أحمد بن على بن إبراهيم بن عيسى بن جرير بن موسى ، أبو حفص البغدادي (٢) :

حدث بها عن أبى العباس محمد بن يونس بن موسى القرشي وأبى محمد الحارث ابن محمد بن أبى أسامة التميمي والقاضي أبى محمد يوسف بن يعقوب بن إسماعيل الأزدى وأبى بكر أحمد بن عبد الله الخلال وأبى جعفر محمد بن جرير الطبري وأبى بكر جعفر بن محمد الفهريانى روى عنه أبو الحسن على بن يحيى بن جعفر بن عبد كويه وأبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن عبد الرحمن الصيرفي الحسن آبادي وأبو نعيم أحمد بن عبد الله بن إسحاق الحافظ وأخوه عبد الرازق الأصبهانيون ، وكان ضعيفا ، عامة حديثه مناكير وغرائب.

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح مسلم ٢ / ٣٤٩.

(٢) انظر ترجمته في : لسان الميزان ٤ / ٢٨٣.

١٦

كتب إلى أبو جعفر محمد وأبو بكر لامع ابنا أحمد بن نصر الصيدلاني أن أبا على الحسن بن أحمد الحداد أخبرهما عن أبى نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ونقلته من خطه من معجم شيوخه حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن على بن إبراهيم بن عيسى ابن جرير البغدادي بالبصرة وكان ضعيفا.

وأنبأ محمد ولا مع كتابة عن أبى على الحداد بن طلحة بن عبد الرازق بن عبد الله الأصبهانى أخبره أنبأ أبى قراءة عليه في معجم شيوخه حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد ابن على بن إسحاق بن إبراهيم بن عيس بن جبير البغدادي بالبصرة سنة ست وخمسين حدثنا محمد بن يونس الكديمي حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل حدثنا إسرائيل عن أبى إسحاق عن هبيرة عن على رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا على إن الله أمرنى أن أتخذ أبا بكر والدا ، وعمر مشيرا ، وعثمان سيدا ، وأنت يا على ظهرا ، ثم أخذ الله ميثاقكم في أم الكتاب : لا يحبكم إلا مؤمن تقى ولا يبغضكم إلا فاجر شقى ، أنتم خلفاء أمتى وعقد ذمتي وولاة الأمر بعدي ، وأنتم حجتي غدا بين يدي الله على أمتى» (١).

أنبأنا محمد بن عبد الملك الواعظ حدثنا عبد الجليل بن محمد الحافظ إملاء حدثنا أبو مطيع محمد بن عبد الواعظ الأديب أنبأ أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن عبد الرحمن الصيرافى الحسن آباذي الشيخ الزاهد حدثنا عمر بن أحمد بن إبراهيم البغدادي بالأبلة حدثنا أبو محمد الحارث بن أبى أسامة حدثنا عبد الوهاب بن عطاء أنبأ سعيد ابن أبى عروبة عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «استرشدوا العاقل ترشدوا ولا تعصوه فتندموا»(٢).

وهذا الحديث رواته كلهم ثقات والحمل فيه على عمر بن أحمد البغدادي فإنه منكر المتن.

١١١١ ـ عمر بن أحمد بن على ، أبو المفاخر الأنصاري :

قاضى الحويزة من أعمال خوزستان ، كان يافعة زمانه وفريد عصره وأوانه ، وله الشعر الحسن المليح والمعاني المطبوعة ، وله شعر كثير والغالب عليه الهجو والخلاعة والمجون ، قدم بغداد ومدح بها الوزير أبا القاسم على بن طراد الزينى.

__________________

(١) انظر الحديث في : كنز العمال ٦ / ١٦٠.

(٢) انظر الحديث في : لسان الميزان ٤ / ٢٨٣.

١٧

كتب إلى أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب الأصبهانى ونقلته من خطه قال أنشدنى أبو نصر بن حامد شيخ الركبة قال أنشدنى أبو المفاخر عمر بن أحمد الأنصارىّ لنفسه في الوزير بن طراد الزينى من قصيدة مدحه بها ببغداد :

وذمر من الأنصار ليس بعوق

إذا نام من إيجاد حرب يضيرها

دعوت قلبي والرماح شواهر

فحطمها والخيل تدمى نحورها

ثمة فروته من دواته حرب (١)

حماه إذا وافى النسيل يديرها

أشاد المعالي بالعوالي ومن يرد

جسام المعالي فالنفوس تهورها

يثيب دمى القوم فيها معزل

ولا يركب الأخطار إلا خطيرها

أحدك يا أيام ليلى بذي البقا

عوائد لكن نفسه وغرورها

ويا حجة تأتى على حميدة

إذا انتظمت فيما يسوء شهورها

سلوا الليلة الليلاء عنى فاننى

لبست دجاها والمنايا ضميرها

وخاض غمار الموت في متمطر

ولا ينثل الأرضين إلا خبيرها

كأنى منه في شغاف عماية

بحيث بنى سفانها ودثورها

فشبعنى قلب على الهم أصمع

ونفس بناها عن عماها خبيرها

ورواية عتل تعسف بعد ما

شكى الأين حايها وحار نصيرها

إلى شرف الدين استقلت مطالبي

ولا منية إلا إليه مصيرها

دعاه أمير المؤمنين إلى التي

يناط بتأييد السماء أمورها

فقام بها لا ضالعا تحت عبها

ولا واكلا أعيت عليه شعورها

يكفل بالأرزاق حتى إذا غدا

تتبعه من كل أرض نشورها

غدون خماصا والطفرى بسحتها

وعدن بطانا داميات طفورها

ولما أثار الكفر نقعا توهمت

أهيل الفلا أن قد أحم ظهورها

فقاتلهم بالله والدين فاثبتوا

عزيز تولى المسلمين ظهورها

لفازت [...] (٢) السبق في كل حلبة

جيوش أمير المؤمنين أميرها

لقد هز عطفيها الخلاف بهجة

لدن هو وإليها وأنت وزيرها

تنازعتما سمت العلى وفزعتما

ثنايا إلى ساقى الحجيج جدورها

وأيدتما قرباكما بقرائن

[من] (٣) المجد لا يخشى انتكاثا مريرها

__________________

(١) هكذا في الأصل.

(٢) بياض في الأصل.

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

١٨

وأوليتما أمنية المرء بسطة

إذا زيد عن ورد الأمانى سميرها

فأصبحت الدنيا تلفص جورها

وقد سهلت للمدلجين وعورها

فلابن طراد في الخطوب شراعها

كما لأمير المؤمنين سريرها

وكم مادح زجى إليك قصائدا

مجادلة أعجازها وصدورها

ترد القوافي لو تكون نواطقا

فتشكوك ما قد سامها تنحيرها

أجل ترد الطير المياه شوارعا

وليس سواء بومها وصقورها

كتب إلى أبو عبد الله الأصبهانى ونقلته من خطة قال : هجا عمر بن أحمد بن على الأنصارىّ الأمير بدر بن معقل الأسدى فقبض عليه وعلى ولده وغرقهما بعد سنة خمس وأربعين وخمسمائة.

١١١٢ ـ عمر بن أحمد بن على الكبشى ، أبو حفص الملقب بالخرقى :

من أهل الحربية ، سمع [أبا] (١) القاسم عبيد الله بن أحمد بن عبد القادر بن محمد ابن يوسف ، وحدث باليسير ، سمع منه شيخنا أحمد بن سامان الحربي ورفيقنا مبارك ابن مسعود الرصافي ، وروى لنا عنه حديثا واحدا.

سمعت أبا عبد الله محمد بن النفيس بن منجب الشاهد يقول : توفى عمر بن أحمد ابن على الكبشى في يوم الخميس سادس عشر جمادى الأولى سنة تسع وثمانين وخمسمائة ، ودفن عشية بباب حرب.

١١١٣ ـ عمر بن أحمد بن عمر بن روشن بن عمر ، أبو حفص بن أبى العباس الخطيبى الواعظ (٢) :

من أهل زنجان ، وكان من أئمة الفقهاء على مذهب الشافعي ، قرأ المذهب على القاضي أبى بكر محمد بن إسحاق بن عثمان بن عزيز الزوزنى صابح أبى إسحاق الشيرازي وعلى أبى عبد الله الحسين بن هبة الله بن أحمد الفلاكى ، قدم بغداد حاجا في شهر ربيع الأول سنة إحدى وستين وخمسمائة ، وحدث بها بكتاب الأسماء والصفات لأبى بكر أحمد بن الحسين بن على البيهقي عن حافده أبى الحسن عبيد الله ابن محمد عن جده ، سمعه منه شيخنا حمزة بن محمد بن القيظى (٣) الحراني وابن أخيه عبد اللطيف بن محمد وغيرهما.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) انظر ترجمته في : طبقات الشافعية للأسنوي ١ / ٤٨٩.

(٣) في الأصل : «القيطى».

١٩

أخبرنى عبد اللطيف بن محمد على الحراني أنبأ أبو حفص عمر بن أحمد بن عمر الخطيبى الزنجاني قدم علينا قراءة عليه وأنبأ القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد بن بختيار الواسطي قدم علينا قالا أنبأ أبو الحسن عبيد الله بن محمد بن أحمد بن الحسين البيهقي أنبأ جدي أنبأ أحمد بن عبد الله الحافظ حدثنا على بن عيسى الحيرى حدثنا مسدد بن قطن حدثنا عثمان بن أبى شيبة حدثنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن إسماعيل بن أمية عن أبى الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها وتأوى إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش ، لما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم قالوا : من يبلغ إخواننا عنا أنا أحياء في الجنة نرزق لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا في الحرب؟ فقال الله عزوجل : أنا أبلغهم عنكم ، فأنزل الله عزوجل (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ. فَرِحِينَ) ـ الآيات (١).

أنبأنا القاضي أبو زكريا يحيى بن القاسم بن المفرح التكريتي المدرس بالنظامية ببغداد قال : عمر بن أحمد بن روشن الخطيبى (٢) الزنجانى الفقيه الواعظ قدم بغداد وحدث بها ، وكان فقيها محققا فاضلا في علم المذهب والخلاف والأصول ، فصيح اللسان مليح المناظر متأيدا في كلامه يكاد يعده سامعه عدا ، نزل بدار الكتب العتيقة بالمدرسة النظامية ، ووعظ بالنظامية مرارا ، وحضر بحلقة النظامية بجامع القصر واستدل في مسألة تعليق الطلاق بالملك فاعترض عليه الشيخ يوسف الدمشقي المدرس بالنظامية.

قرأت بخط القاضي أبى المحاسن عمر بن على القرشي قال : شاهدت بخطه ـ يعنى عمر بن أحمد الخطيبى الزنجاني ـ أنه ولد في ذى الحجة سنة إحدى وتسعين وأربعمائة.

١١١٤ ـ عمر بن أحمد بن عمر بن سالم ، أبو حفص بن أبى بكر المقرئ ، المعروف بابن الدردانة (٣) :

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن أبى داود ١ / ٣٤٨.

(٢) في الأصل : «الخطمي».

(٣) انظر ترجمته في : لسان الميزان ٤ / ٢٨٥.

٢٠