تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٢٠

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٢٠

المؤلف:

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ١٨٤

قرأت في كتاب أبى المعمر الأنصارىّ بخطه قال : مات فضائل بن جوهر الدلال وهو حرار في يوم الثلاثاء ببلخ صفر سنة إحدى عشرة وخمسمائة.

١٣٢١ ـ فضائل بن أبى عبد الله الحسين بن أبى الحسن على المستعمل :

من أهل باب البصرة ، سمع أبا السعود أحمد بن على بن المحلى ، وحدث باليسير ، سمع منه شيخنا أبو بكر محمد بن المبارك بن مشق البيع وغيره. أنبأنا ابن مشق وأبو الحسن على بن أحمد بن الحسن المؤدب قالا أنبأ الشيخ الصالح فضائل بن أبى عبد الله ابن أبى الحسن المستعمل قراءة عليه بجامع المنصور أنبأ أبو السعود أحمد بن على بن المحلى قراءة عليه في سلخ صفر سنة سبع عشرة وخمسمائة ، وأخبرنا عبد الرحمن بن أبى البركات بن على بن المشرف بقراءتي عليه أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البزاز قراءة عليه قالا أنبأ أبو الغنائم محمد بن على بن الدجاجي أنبأ أبو القاسم إسماعيل بن [سعيد بن] (١) سويد أنبأ أبو على الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي حدثنا على بن ذكوان حدثنا الثوري عن محمد بن المستورد الجمحي عن أبيه قال : أتى الحجاج بن يوسف بسارق فقال له : فيم أخذت؟ قال : في سرقة ، قال : يجب عليك في مثلها القطع؟ قال : نعم قال : لقد كنت غبيا أن يأتيك الحكم فيبطل عليك عضوا من أعضائك قال : إذا قل ذات اليد سخت النفس بالمتالف ، قال الحجاج : صدقت ، والله لو كان حسن اعتذار حدا كنت له موضعا له ، يا غلام سيف صارم ورجل فاقطع! فقطع يده.

أنبأنا ابن مشق ونقلته من خطه قال : مات فضائل بن أبى عبد الله المستعمل في أول شهر ربيع الآخر سنة تسع وستين وخمسمائة.

١٣٢٢ ـ فضائل بن أبى الفضائل بن بطيطة ، أبو محمد الصوفي :

من ساكني التونة ، كان شيخا صالحا زاهدا فقيرا صابرا ، روى عنه أبو بكر المبارك ابن كامل بن أبى غالب الخفاف في معجم شيوخه إنشادا.

قرأت بخط ابن كامل وأنبأنيه عنه ابنه يوسف أنشدنا فضائل بن أبى الفضائل الصوفي:

شكونا إلى أحبابنا طول ليلنا

فقالوا لنا ما أقصر الليل عندنا

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

١٤١

وذاك لأن النوم يغشى عيونهم

سراعا ولا يغشى لنا النوم أعينا

١٣٢٣ ـ فضائل بن أبى نصر بن أبى العز بن العليق ، أبو محمد :

من أهل باب البصرة ، سمع أبا المعالي عمر بن بنيمان المستعمل ، كتبنا عنه ، وكان شيخا صالحا وهو والد شيخنا أعز الذي تقدم ذكره.

أخبرنا فضائل بن أبى نصر بقراءتي عليه أنبأ أبو المعالي عمر بن بنيمان بن عمر قراءة عليه أنبأ أبو عبد الله الحسين بن على بن أحمد بن البندار أنبأ أبو محمد عبد الله ابن يحيى بن عبد الجبار السكرى أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا سعدان بن نصر حدثنا عمر ابن محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى حدثنا عبد الملك بن عمير عن قزعة عن أبى سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام وإلى مسجدى وإلى بيت المقدس ، ولا صيام في يومين : يوم الأضحى ويوم الفطر ، ولا صلاة في ساعتين : بعد صلاة الغداة إلى طلوع الشمس وبعد صلاة العصر إلى غروب الشمس ، ولا تسافر امرأة [مسيرة] يومين إلا مع زوج أو ذى محرم (١).

توفى فضائل بن أبى نصر يوم عيد الأضحى من سنة ثلاث عشرة وستمائة ، ودفن من الغد بباب حرب وقد جاوز الثمانين.

١٣٢٤ ـ الفضل بن أحمد المعتمد على الله بن جعفر المتوكل على الله بن محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن محمد المهدى بن عبد الله المنصور بن محمد بن على بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب :

ذكر عبد الله بن أحمد بن أبى طاهر أنه مات في سنة ثمان وخمسين ومائتين يوم الخميس النصف من شعبان.

١٣٢٥ ـ الفضل بن أحمد بن الحسن بن خيرون ، أبو محمد بن أبى الفضل :

تقدم ذكر والده ، أسمعه والده الكثير في صباه من أبى محمد عبد الله بن محمد الصريفيني وأبى الحسين أحمد بن محمد بن النقور وأبى نصر محمد بن محمد بن على الزينبي وأبى القاسم على بن أحمد بن محمد بن البسرى وأبى عبد الله أحمد بن سلمان الواسطي وجماعة غيرهم ، ثم سمع هو بنفسه من جماعة دون هؤلاء ، وكتب بخطه

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن الترمذي ١ / ٤٤ ، ومسند الإمام أحمد ٣ / ٣٤ ، ٥١.

١٤٢

الكثير ، وشهد عند قاضى القضاة أبى الحسن على بن محمد الدامغاني في رجب سنة خمس وتسعين وأربعمائة فقبل شهادته ، وترك الاشتغال بالحديث وانقطع إلى خدمة زبحان التحمى(١) خادم الإمام المستظهر بالله ، وصار كاتبا له ، حدث باليسير ، سمع منه أبو منصور محمد بن ناصر البردي ، وأبو المناقب محمد بن حمزة الحسنى وأبو بكر محمد ابن أحمد بن الحسن الجوهري البروجردي وروى عنه في معجم شيوخه.

أنبأنا أبو القاسم المؤدب عن أبى المناقب الحسنى أنبأ أبو محمد الفضل بن أحمد بن الحسن بن خيرون بقراءتي عليه ببغداد أنبأ أحمد بن محمد بن النقور أنبأ أبو طاهر المخلص حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري حدثنا محمد بن يحيى بن فارس حدثنا الحسين بن محمد حدثنا شريك عن منصور عن أبى حازم عن أبى هريرة قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اللهم اغفر للحاج ولمن استغفر للحاج» (٢).

قرأت في كتاب أبى الفضل ابن خيرون بخطه وأنبأنى نصر الله الهيتى أنبأ محمد بن ناصر قراءة عليه عن ابن خيرون : سنة اثنتين وستين وأربعمائة ولد ابني أبو محمد الفضل ضحى نهار يوم الأربعاء رابع عشر ذى الحجة. قرأت في كتاب أبى بكر المبارك بن كامل بن أبى غالب الخفاف بخطه قال : مات أبو [محمد] (٣) الفضل بن أحمد بن خيرون ليلة السبت سابع شهر رمضان سنة ثلاث عشرة وخمسمائة ، ذكر غيره : أنه دفن بباب البصرة.

١٣٢٦ ـ الفضل أبو منصور الإمام المسترشد بالله أمير المؤمنين بن أحمد المستظهر بالله بن [عبد الله] المقتدى بأمر الله بن محمد بن عبد الله القائم بأمر الله ابن أحمد القادر بالله بن إسحاق بن جعفر المقتدر بالله بن أحمد المعتضد بالله بن محمد الموفق بالله بن جعفر المتوكل على الله بن محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن محمد المهدى بن عبد الله المنصور بن محمد بن على بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب(٤):

بويع بالخلافة في ليلة الخميس الرابع والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة اثنتي

__________________

(١) هكذا في الأصل.

(٢) انظر الحديث في : المستدرك ١ / ٤٤١.

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٤) انظر ترجمته في : سير النبلاء ١٩ / ٥٦١ ، ٥٦٨. وطبقات الشافعية للسبكى ٤ / ٢٩١. ومرآة الزمان ٨ / ١٥٦. وفوات الوفيات ٢ / ٢٤٨.

١٤٣

عشرة وخمسمائة ، فأول من بايعه إخوته : أبو عبد الله محمد وأبو طالب العباس وأبو إسحاق وأبو نصر محمد وأبو القاسم إسماعيل وأبو الفضل عيسى ، ثم تلاهم عمومته : أبو جعفر موسى وأبو إسحاق وأبو أحمد وأبو على أولاد المقتدى ، وهذا أعجب مما أورده أبو بكر الصولي في كتاب الأوراق على سبيل العجب منه أن المتوكل بايعه سبعة من أولاد الخلفاء ـ وهم : محمد بن الواثق وأحمد بن المعتصم وموسى بن المأمون وعبد الله الأمين وأبو أحمد بن الرشيد والعباس بن الهادي والمنصور بن المهدى ثم أن المسترشد جلس بكرة الخميس جلوسا عاما ودخل الناس لمبايعته ، وكان المتولى لأخذ البيعة قاضى القضاة أبا الحسن على بن محمد الدامغاني ، فأول من بايع [أبو] (١) القاسم على بن الحسين الزينبي ، ثم أرباب الدولة ، ثم أسعد الميهنى مدرس النظامية ، ثم القاضي أبو العباس أحمد بن سلامة الكرخي ، ثم سائر الناس إلى وقت الظهر ، ثم أخرجت جنازة المستظهر فصلى عليها المسترشد إماما وكبر أربعا ، ودفن في حجرة من الدار المستظهرية ، وجلس للعزاء له أياما ، وكان الإمام المسترشد وقعت المبايعة له من سبع وعشرين سنة لأن مولده في يوم الأربعاء ثامن عشر شعبان سنة ست وثمانين وأربعمائة على ما ذكر أبو الحسن بن الهمذاني وأبو الفضل بن ناصر ، وخطب له أبوه ولاية العهد ، ونقش اسمه على السكة في شهر ربيع الأول سنة ثمان وثمانين ، وذكر قثم بن طلحة الزينبي وجماعة ـ ونقلته من خطه ـ أن المسترشد (٢) كان يتنسك في أول زمنه ، ويلبس الصوف وينفرد في بيت للعبادة وختم القرآن وتفقه ، وكان مليح الحظ لم يكن في الخلفاء قبله من كتب أحسن منه ، وكان يستدرك على كتابه ، ويصلح أغاليط في كتبهم ، وكان ابن الأنبارى يقول : أنا وراق الإنشاء ومالك الأمر ، يتولى ذلك بنفسه الشريفة.

قلت : وكان الإمام المسترشد ذا شهامة وهيبة ، وشجاعة وإقدام في الأمور ، ولم تزل أيامه مكدرة بكثرة التشويش من المخالفين ، وكان يخرج بنفسه لدفع ذلك ومباشرته إلى أن خرج الخرجة الأخيرة إلى العراق فكسر وأسر ، ورزقه الله الشهادة على يد الملاحدة ، وكان قد سمع الحديث مع إخوته من أبى القاسم على بن أحمد بن بيان الرزاز ومن مؤدبه أبى البركات أحمد بن عبد الوهاب بن هبة الله بن السيبي وحدث ، روى عنه وزيره على بن طراد الزينبي وأبو الفتوح حمزة بن على بن طلحة

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) في الأصل : «المرشد».

١٤٤

الرازي وأبو على إسماعيل بن طاهر بن الملقب وغيرهم ، وكان له نثر ونظم مليح مع ما خصه الله به من نيل الرأى وحسن التدبير.

أخبرنا عبد الوهاب بن على بن عبد الله قراءة عليه حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ابن عمر السمرقندي قراءة عليه قال : قرأت على السيد الأجل الرضاء نقيب النقباء سيف الدين خالصة الخلافة أمير المؤمنين أدام الله أيامه وأعانه على ما استرعاه وأيده بنصره وجنده وبلغه نهاية أمله في ولى عهده وجميع ولده بمنه وكرمه وأنت تسمع في يوم الأحد عاشر المحرم سنة سبع عشرة وخمسمائة في عوده من قتال المارقين مظفرا منصورا ، قيل له أخبركم على بن أحمد بن محمد الرزاز (١) أنبأ محمد بن محمد البزاز حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا عبيس بن مرحوم بن عبد العزيز العطار حدثنا عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [قال] : «أحبوا قريشا فإنه من أحبهم أحبه الله عزوجل» (٢).

أخبرناه عاليا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني قراءة عليه أنبأ على بن أحمد بن محمد الرزاز قراءة عليه في سنة ست وخمسمائة فذكره أنشدنا أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن المظفر بن السبط الهمذاني من حفظه وذكر أنها للإمام المسترشد بالله قالها لما كسر وأشير عليه بالهزيمة :

قالوا تقيم وقد أحا

ط ربك العدو ولا تفر

فأجبتهم : المرء ما

لم يتعظ بالوعظ غر

لا نلت خيرا ما حيي

ت ولا عداني الدهر شر

إن كنت أعلم أن غي

ر الله ينفع أو يضر

قرأت في كتاب «وشاح دمية القصر» لأبى الحسن على بن أبى الهيثم زيد بن محمد البيهقي : قال الإمام المسترشد بالله أبو منصور الفضل بن المستظهر أنشدنى أبو المعالي ابن صاعد خطيب نيسابور له :

أقول لشرخ الشباب اصطبر

فولى ورد قضاء الوطر

فقلت : قنعت بهذا المشيب

وإن زال غيم فهذا مطر

__________________

(١) في الأصل : «البزاز».

(٢) انظر الحديث في : في الجامع الصغير للسيوطي ٩.

١٤٥

فقال المشيب : أيبقى الغبار

على جمرة ذاب منها الحجر

قرأت في كتاب الخريدة لأبى عبد الله الأصبهانى الكاتب بخطه للإمام المسترشد بالله :

أنا الأشقر الموعود بى في الملاحم

ومن يملك الدنيا بغير مزاحم

ستبلغ أرض الروم خيلى وتنتضى

بأقصى بلاد الصين بيض صوارمى

قرأت بخط قثم بن طلحة الزينبي قيل : إنه لما استؤسر المسترشد أنشد :

ولا عجبا للأسد إن ظفرت بها

كلاب الأعادى من فصيح وأعجم

فحربة وحشي سقت حمزة الردى

وموت على من حسام ابن ملجم

قرأت على محمد بن أحمد بن عمر عن أبى صالح سعد الله بن نجا بن الوادي ـ ونقلته من خطه ـ قال حكى لي صديقي منصور بن إبراهيم بن صاحب القاضي أبى سعد المحرمي : أنه لما عاد الشاعر المعروف بالحيص بيص إلى بغداد وكان قد هجا الخليفة المسترشد بالله طالبا لذمامه وأنشده من شعره فيه :

ثنيت ركابي عن دبيس ابن مزيد

مناسمها مما تغذ دوامي

فرارا من اللوم المظاهر بالخنا

وسواء ارتحال بعد سوء مقام

ليخضب ربعي بعد طول محيله

بأبيض وضاح الجبين إمام

فان يشتمل طول العميم برأفة

بلفظ أمان أو بعقد ذمام

فان القوافي بالثناء فصيحة

تناضل عن أنسابكم وتحامى

قال : فخرج لفظ الخليفة نثرا لا نظما : سرعة العفو عن كبائر الجرم استحقار بالمعفو عنه.

أنبأ أبو الفرج بن الجوزي ـ ونقلته من خطه ـ قال : أنشدنى بعضهم قال : أنشد المسترشد بالله لما خرج إلى قتال الأعاجم :

لأكلفن العيس دامية الأ

خفاف من بلد إلى بلد

إما يقال مضى فأحرزها

أو لا يقال مضى ولم يعد

قرأت في كتاب أبى بكر محمد بن عبد الباقي الأنصارىّ بخطه وأنبأنيه عنه أبو محمد الكندي قال : حكى أن الوزير على بن طراد أشار على أمير المؤمنين أن ينزل في منزل اختاره ، وقال : أن ذلك أصون للحريم الشريف ، فقال أمير المؤمنين : كف يا

١٤٦

على ، والله لأضربن بسيفي حتى يكل ساعدي ، ولألقين الشمس بوجهي حتى يشحب لوني وأنشد :

وإذا لم يكن من الموت بد

فمن العجز أن تكون جبانا

قرأت على أبى البركات الحسن بن محمد بن الحسن الأمين بدمشق عن أبى المظفر محمد بن محمد بن قزمى الإسكافى على أيام الوزير على بن طراد الزينبي قال : لما كنا مع الإمام المسترشد يعنى بالعسكر بباب همذان ، كان معنا إنسان يعرف بفارس الإسلام ، وكان يقرب من خدمة الخليفة قال : فجاء ليلة من الليالي قبل طلوع الفجر ، فدخل على الوزير فسلم عليه قال : ما جاء بك في هذا الوقت؟ قال : منام أريته الساعة ، وهو كأن خمسة نفر قد توجهوا للصلاة وواحد يؤمهم فجئت وصليت معهم ثم قلت لواحد منهم : من هذا الذي يصلى بنا؟ فقال : هذا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقلت : ومن أنت؟ فقال : أنا على بن أبى طالب وهؤلاء أصحابه ، فقمت وقبلت يده المباركة وقلت : يا رسول الله ما تقول في هذا الجيش ـ وعنيت عسكر الخليفة؟ فقال : هذا جيش مكسور مقهور ، وأريد أن تطالع الخليفة بهذا المنام ، فقال الوزير :

يا فارس الإسلام أنا أشرت على الخليفة أن لا يخرج من بغداد ، فقال لي : يا على أنت عاجز ، ارجع إلى بيتك ، أقول له هذه الرؤيا فربما تطير بها ، ثم يقول : قد جاءني بترهات قال : أفلا أنهى ذلك إليه؟ قال : بلى تقول لابن طلحة صاحب المخزن فذاك منبسط وينهى مثل هذا ، قال : فخرج من عند الوزير ثم دخل إلى صاحب المخزن فأورد عليه الرؤيا فقال له : ما اشتهى [أن] أنهى إليه ما يتطير به ، قال : فيجوز أننى اذكر هذا ، قال : اكتب إليه وأعرضها وأخل موضع مقهور ، قال : فكتبتها وجئت إلى باب السرادق فوجدت الخادم مرتجا في الدهليز ، ورأيت الخليفة وقد صلى الفجر والمصحف على فخذه وهو يقرأ ، ومقابله ابن سكينة إمامه والشمعة بنيهما ، فدخل فسلم الرقعة إليه وأنا انظره ، فقرأها ثم رفع رأسه إلى الخادم ، ثم عاد فقرأها ، ثم نظر إليه ثم قرأها ثالثا ، ثم قال : من كتب هذه الرقعة؟ فقال : فارس الإسلام ، قال : وأين هو؟ قال : بباب السرادق ، فقال : أحضره ، فجاء فقبض على يدي فبقيت أرعد خيفة من تطيره ، فدخلت وقبلت الأرض ، فقال : وعليكم السلام ، ثم قرأ الرقعة ثلاث مرات أخرى وهو ينظر إلى ، ثم قال : من كتب هذه؟ فقلت : أنا يا أمير المؤمنين ، فقال :

١٤٧

ويلك لم أخليت (١) موضع الكلمة الأخرى؟ فقلت : هو ما رأيت يا أمير المؤمنين ، فقال : ويلك هذا المنام أريته أنا في هذه الساعة فقلت : يا مولانا لا يكون أصدق من رؤياك ، نرجع من حيث شئنا ، فقال : ويلك ونكذب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ لا والله ما يبقى لنا رجعة ويقضى الله ما يشاء فلما كان اليوم الثاني أو الثالث وقع المصاف وتم ما تم ، [و] كسر وأسر وقتل ـ رضى الله عنه.

قرأت على محمد بن محمود المعدل بهراة عن عبد الكريم بن محمد بن منصور المروزي قال سمعت أبا الحسن على بن الحسن بن على بن عبد العزيز الشهابى بمرو يقول مسعود بن عبد الله البداري بهمذان يقول : اتفق أن المسترشد بالله رأى فيما يرى النائم في الأسبوع الذي استشهد فيه : كأن على يديه حمامة مطوقة ، فأتاه آت وقال له : خلاصك في هذا [الطير] (٢) ، فلما أصبح حكى لابن سكينة الإمام ما رأى في منامه ، فقال : ما أولته يا أمير المؤمنين؟ قال : أولته بيت أبى تمام حيث يقول :

هن الحمام فان كسرت عيافة

جاء الحمام فإنهن حمام

وخلاصى حمامي ، وليت من يأتينى فيخلصنى مما أنا فيه من الذل والحبس فقتل بعد المنام بأيام.

أنبأنا نصر الله بن سلامة الهيتى قال : سمعت أبا الفضل محمد بن ناصر الحافظ يقول: خرج المسترشد في سنة تسع وعشرين وخمسمائة إلى همذان للإصلاح بين السلاطين السلجوقية واختلاف الأجناد ، وكان معه جمع كثير من الأتراك (٣) ، فغدر به أكثرهم ولحقوا بالسلطان مسعود بن محمد بن ملكشاه ، ثم التقى الجمعان فلم يلبثوا إلا قليلا وانهزموا عن المسترشد بالله مع السلطان مسعود إلى النصف من ذى القعدة من السنة ، وحمل معهم إلى مراغة من بلاد آذربيجان ثم إن الباطنية ألفوا عليه جماعة من الملاحدة ، وقد أنزل ناحية من العسكر ، فدخلوا عليه في يوم الخميس السادس عشر من ذى القعدة وفتكوا به ، وجماعة معه كانوا على باب خركاهه وقتلوا [جميعا] (٤) وحمل [هو] (٥) إلى مراغة فدفن هناك ، ووصل الخبر إلينا في يوم الجمعة

__________________

(١) في الأصل : «أخللت».

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٣) في الأصل : «الأندال».

(٤) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٥) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

١٤٨

الرابع والعشرين من ذى القعدة ، وأظهر يوم السبت الخبر وشاع بين الناس وقعدوا للعزاء ، وكثر النوح والبكاء ببغداد عليه وعلى الذين قتلوا معه من أصحابه رحمه‌الله.

قرأت في كتاب «التاريخ» لصدقة بن الحسين بن الحداد الفقيه بخطه قال : كان الإمام ـ يعنى المسترشد ـ قد صلى الظهر وهو يقرأ في المصحف ، وهو صائم يوم الخميس سادس عشري ذى القعدة ، دخل عليه من شرج الخيمة جماعة من الباطنية بأيدهم السكاكين ، فتعلقوا به وقتلوه ضربا بالسكاكين ، فوقعت الصيحة ، فقتل عليه جماعة من أصحابه ؛ منهم : أبو عبد الله ابن سكينة وابن الخزري ، وخرجوا منهزمين. فأخذوا عن آخرهم فقتلوا ، ثم أضرموا فيهم النار ، فبقيت يد أحدهم لم تحترق وهي خارجة من النار مضمومة ، كلما ألقوا النار عليها وهي لا تحترق ، ففتحوا [يده] (١) فإذا فيها شعرات من كريمته صلوات الله عليه ، فأخذها السلطان مسعود وجعلها في تعويذ ذهب ، ثم إن السلطان جلس في العزاء ، وخرج الخادم ومعه المصحف ، وعليه الدم إلى السلطان ، وخراج أهل المراغة وعلى وجوههم المسوح ، وعلى وجوههم الرماد الصغار والكبار وهم يستغيثون ، ودفنوه عندهم في مدرسة أحمد ، وبقي العزاء في مراغة فرضي‌الله‌عنه حيا وميتا ، فإنه عاش سعيدا ومات شهيدا ، وكانت مدة خلافته ثمان عشرة سنة وستة أشهر.

أنبأنا النقيب قثم بن طلحة أبو القاسم الزينبي ـ ونقلته من خطه ـ قال : كان المسترشد أشقر أعطر أشهل خفيف العارضين ، وكان له من الذكور : أبو جعفر منصور الراشد [بالله] وأبو العباس أحمد وأبو القاسم عبد الله وإسحاق توفى حياته ، وابنتان ، ووزراء : ربيب الدولة محمد بن الحسين نيابة عن أبيه وأبو على ابن صدقة وعلى بن طراد وأنو شروان بن خالد ، وقضاته : أبو الحسن على بن محمد الدامغاني وعلى بن الحسين الزينبي ، وحجابه : ابن المعوج وابن السقلام وابن الصاحبى.

١٣٢٧ ـ الفضل بن أحمد بن محمد بن عيسى الجرجاني ، أبو القاسم بن أبى حرب الزجاجي التاجر (٢).

من أهل نيسابور ، سمع الكثير من أبى عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمى وأبى بكر أحمد بن الحسن الحيرى وأبى سعيد محمد بن موسى الصيرفي والحاكم أبى الحسن

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) انظر ترجمته في : التقييد ٢ / ٢١٩.

١٤٩

على بن محمد بن على بن السقاء المهرجانى وأبى الحسن على بن محمد بن محمد الطرازي وأبى يعلى حمزة بن عبد العزيز المهلبي وأبى زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد المزكى وأبى القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن السراج وأبى إسحاق إبراهيم بن محمد الأسفراييني وأبى إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم النصرآباذي وأبى عثمان سعيد بن العباس القرشي وأبى سعيد (١) عبد الرحمن بن حمدان النصروى وأبى سعد عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن عبد الله الإسماعيلى وأبوى عبد الله الحسين بن أحمد بن سلمة الميافارقيني والحسين بن محمد بن الحسين بن [عبد الله بن] فنجويه الثقفي وغيرهم ، وحدث بالكثير بخراسان والعراق ومكة ، وكتب عنه الحافظ ، وكان صدوقا أمينا صالحا عفيفا مشغولا بالتجارة والكسب ، قدم بغداد حاجا في شوال سنة ثمان وأربعمائة ، وحدث بالكثير بها ، سمع منه أبو بكر ابن الخاضبة ، وروى عنه أبو القاسم بن السمرقندي وعبد الوهاب الأنماطى وعبد الصمد الحربي وصدقة بن محمد ابن السياف ونصر بن نصر بن العكبري وغيرهم.

أخبرنا أبو الفتوح مسعود بن عبد الله بن عبد الكريم الدقاق أنبأ أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي أنبأ أبو القاسم الفضل بن أحمد بن محمد بن عيسى الجرجاني قدم علينا أنبأ أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين بن موسى السلمى حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم حدثنا يحيى بن أبى طالب حدثنا زيد بن الحباب أنبأ موسى ابن عبدة عن زيد بن أسلم عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم [قال :] «بيننا وبينكم خلال ، من كن فيه فليس فيه شيء من الكبر : اعتقال الشاة ، وركوب الحمار ، ولبس الصوف ، ومجالسة فقراء المؤمنين ، وأكل أحدكم مع عياله».

كتب إلىّ عبد السلام بن طاهر الهمذاني أنبأ شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي أنبأ أبى قال : الفضل بن أحمد الجرجاني أبو القاسم النيسابوري يعرف بالزجاجى ، قدم علينا من الحج ، سمعت وكان سهلا طلقا صدوقا.

كتب إلىّ أبو الفتوح العجلى أن أبا نعيم عبد الله بن حرب [قال] سمعت بعض جيرانه بنيسابور يقول : ما ترك أحدا في جواره منذ ثلاثين سنة أن ينام من قراءته وبكائه.

كتب إلىّ محمد ولامع ابنا أحمد بن نصر الصيدلاني أن يحيى بن عبد الوهاب بن

__________________

(١) في الأصل : «أبى السعود».

١٥٠

محمد بن إسحاق بن مندة أخبرهما قال : الفضل بن أبى حرب الجرجاني قدم أصبهان للتجارة وكان والله بخير الرجال.

قرأت في كتاب أبى جعفر محمد بن أبى على الحافظ الهمذاني وأنبأنيه عنه القاضي أبو الفتح الواسطي قال في مشيخته : ومنهم الشيخ الجليل العالم أبو القاسم الفضل بن أحمد بن محمد الجرجاني التاجر الصدوق روى عن جماعة من الأئمة والشيوخ والسادة من أهل نيسابور والواردين في عصره ، صاحب سماع كثير ومسانيد جياد ، وكان أجود الناس كفا في مواساة الفقراء وكان والده يضرب به المثل بنيسابور ويقال : أبو حرب الجرجاني حاتم وقته في السخاوة ـ قال لي أبو صالح المؤذن ذلك : وهو جرجانى الأصل نيسابورى المولد والمنشأ والدار.

قرأت بخط أبى القاسم بن السمرقندي وأنبأنيه عنه زاهر الأصبهانى قال : سألت أبا القاسم الفضل بن أبى حرب الجرجاني عن مولده ، فقال : في العاشر من شهر رمضان سنة خمس وأربعمائة بنيسابور. كتب إلى أبو سعد عبد الله بن عمر بن الصفار أنبأ أبو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي أن الفضل بن أبى حرب الجرجاني توفى في ثالث عشر رمضان سنة ثمان وثمانين وأربعمائة ودفن بمقبرة الحسين.

١٣٢٨ ـ الفضل بن أحمد بن الوزير ، أبو العباس المقرئ (١) :

قرأ على أبى عبد الله محمد بن إسحاق المسيبى المديني ، قرأ عليه بكار بن أحمد بن بكار المقرئ ببغداد ، ذكره أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقانى في طبقات القراء من جمعه ، وقال : شيخ كان يقرئ ببغداد.

١٣٢٩ ـ الفضل بن بنان البغدادي :

حدث عن أبى العتاهية الشاعر ، روى عنه أحمد بن السكن الرازي.

أخبرنا أبو على ضياء بن أحمد بن أبى على أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأ القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي قال سمعت أبا عبد الله بن أحمد بن سليمان الحافظ ببخارى يقول سمعت أبا الحسن عبد الله بن موسى بن الحسين الجوهري يقول سمعت بركة بن المبارك يقول سمعت أحمد بن السكن الرازي يقول سمعت الفضل بن

__________________

(١) انظر ترجمته في : غاية النهاية لابن الجزري ٢ / ٥٨.

١٥١

بنان البغدادي يقول سمعت أبا العتاهية الشاعر يقول سمعت الأعمش يقول سمعت أبا وائل يقول سمعت عبد الله بن مسعود يقول سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «الرزق يأتى العبد على أى سيرة سار ، لا تقوى متق يزايده ولا فجور فاجر يناقصه».

١٣٣٠ ـ الفضل بن ثابت بن محمد الكرجى النحوي ، المعروف بابن المنجم :

رأيت له كتابا سماه «السامي في شرح اللمع» في النحو لابن جنى بخط يده وتصنيفه.

١٣٣١ ـ الفضل بن جعفر بن يونس النخعي ، أبو على الشاعر ، المعروف بالبصير (١) :

من أهل الكوفة ، سكن بغداد ، وكان قدم «سر من أى» في أول خلافة المعتصم ومدحه ومدح جماعة من أصحابه وقواده ، ومدح المتوكل والفتح بن خاقان.

ذكر المرزباني : أنه كان أديبا ظريفا بليغا مترسلا ، وكان يتشيع تشيعا ، فيه بعض الغلو ، وله في ذلك أشعار ، وكان أعمى ، وإنما لقب بالبصير لأنه كان يجتمع مع إخوانه على النبيذ ، فيقوم من صدر المجلس يريد البول فيتخطى الزجاج وكل ما في المجلس من آلة ويعود إلى مكانه ولم يؤخذ بيده ، وهو القائل :

لئن كان يهديني الغلام لوجهتي

ويقتاد بى في السير إذ أنا راكب

فقد يستضيء القوم بى في أمورهم

ويخبو ضياء العين والرأى ثاقب

أنبأنا أبو الفرج الحراني عن يحيى بن عثمان الفقيه أنبأ أبو جعفر بن المسلمة قراءة عليه عن أبى عبيد الله المرزباني قال حدثني على بن هارون بن على عن أبيه عن أحمد ابن أبى طاهر قال : أبو على البصير اسمه الفضل بن جعفر بن يونس (٢) ، من أهل الكوفة ، وكان ضريرا.

أخبرنا أبو حامد عبد الله بن مسلم بن ثابت البزاز أنبأ إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي أنبأ أحمد بن محمد بن النقود حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون الضبي إملاء قال وجدت في كتاب والدي هارون بن محمد بن هارون بخطه

__________________

(١) انظر ترجمته في : الأعلام ٥ / ٣٥١. وسمط اللآلئ ٢٧٦. ومعجم الشعراء ٣١٤. ولسان الميزان ٤ / ٤٣٨.

(٢) في الأصل : «بن يوسف».

١٥٢

حدثني أبو بكر محمد بن خلف وكيع قال أنشدنى محمد بن الحسن الزرقي قال أنشدنى أبو على الفضل بن جعفر المعروف بالبصير وكان ضريرا :

قلت لأهلى وراموا أن أميرهم

بماء وجهى فلم أفعل ولم أكد

لا يستوي أن تهينونى وأكرمكم

ولا يقوم على تقويمكم أودى

فطيبوا عن رقيق العيش أنفسكم

ولا تمدوا إلى أيدى اللئام يدي

تبلغوا وادفعوا الحاجات ما اندفعت

ولا يكن همكم في يومكم لغد

لرب مدخر ما ليس آكله

ومستعد ليوم ليس في العدد

ورب مجتهد ما ليس بالغه

وبالغ ما تمنى غير مجتهد

أنبأنا أبو الفرج الحرائى عن يحيى بن عثمان الفقيه أنبأ أبو جعفر بن المسلمة عن محمد بن عمران بن موسى المرزباني أخبرنى على بن أبى عبد الله الفارسي عن أبى الفضل أحمد بن أبى طاهر قال : كتب الفضل بن جعفر إلى الفتح بن خاقان في يوم مهرجان :

بكر الناس بالهدايا على أقدارهم

في صبيحة المهرجان

بين طرف يفوت في حربة الطرف

يخل بالخيل يوم الرهان

ورقيق من أعبد وإماء

بين بكر عزيزة وعوان

من ربات وما عليهن لوم

بصحيح العقول والأديان

يتبسمن عن أقاح وين

ظرن بأمثال أعين الغزلان

ومن الجوهر المغالى به المبتاع

منه بأوقع الأثمان

ونفيس الثياب والغطر يتلوها

صحاف اللجين والعقيان

وتحيرت للأمير الذي يبقى

على النائبات والحدثان

جوهرا نافقا بكل مكان

وعلى كل حالة وزمان

لا تحط الأيام منه ولا

يترهب فيه خيالة الحران

وله عن المرزباني أخبرنى على بن هارون عن أحمد بن يحيى قال : من مختار شعر البصير قوله يمدح إسحاق بن سعد :

ما عليها أحد أقصده

كل من أبلوه استبعده

خول المال أناس كلهم

ما لعبد له يعبده

والذي تسمو به همته

للعلى فالدهر لا يسعده

١٥٣

غبر إسحاق بن سعد إنه

علقت عنه لساني يده

إن إسحاق بن سعد رجل

يحسن اليوم ويرجى غده

فلو بلوناه على علائه

فخبرنا منه ما يخمده

فاعتقدناه أخا ننهضه

في الملمات فما نعقده

واعترفنا بالذى أودعنا

وعدو العرف من يجحده

وحدثني على بن هارون قال أخبرنى أبى قال : من بارع شعر أبى على البصير قوله :

فلا تعتذر بالشغل عنا فإنما

تناط بك الحاجات ما اتصل الشغل

وقوله في كتاب له إلى ابن المدبر : لا امتحن الله بك كريما فتسيء به ، ولا امتحنك بلئيم فيسيء بك.

وقال أخبرنى على بن هارون أخبرنى أحمد بن يحيى قال : من مختار شعر البصير قوله :

أخذت عن الأيام ما ليس مخطئا

به الحزم إن أخطأت إلا على عمد

وجريت حتى ما تلم ملمة

وإن عظمت إلا لها عدة عندي

تأملت من قبلي بنفسي وعنت

إلى الحال منى بعدهم حال من بعدي

فلم أر كالمعروف أبقى ذخيرة

تسر ولا ادعى إلى الأجر والحمد

دعينى أكن للمال ربا فاننى

رأيت بخيل المال للقوم كالعبد

يقيه بعرض معرض وبصفحة

مسلمة ملساء كالحجر الصلد

قرأت على أبى بكر عبد القادر بن أبى القاسم المقرئ عن يحيى بن ثابت بن بندار أنبأ أبى قراءة عليه أنبأ محمد بن عبد الواحد أبو الحسين البزاز أنبأ أبو القاسم عمر بن محمد بن سيف أنشدنا أبو عبد الله محمد بن العباس اليزيدي لأبى على البصير :

في كل يوم لي ببابك وقفة

أطوى إليه سائر الأبواب

فإذا حضرت وغبت عنك فانه

ذنب عقوبته على البواب

قرأت في كتاب المقعنس (١) الأديب بخطه قال أنشدنى أبو الخطاب الجيلي لأبى على البصير :

__________________

(١) هكذا في الأصل.

١٥٤

إن أرم شامخا من العز أدركه

بذرع رحب وباع طويل

وإذا نابني من الأمر مكروه

تلقيته بصير جميل

ما ذممت المقام في بلد يوما

فعاتبته بغير الرحيل

قرأت في كتاب لأبى على البصير في أحمد بن أبى دؤاد :

يا أحمد بن أبى دؤاد دعوة

يقوى بها المتهضم المستضعف

كم من يدلك قد نسيت مكانها

وعوارف لك عند من لا يعرف

نفسي فداؤك للزمان وريبه

وصروف دهر لم تزل بك تصرف

أنبأنا أبو الفرج الحراني عن يحيى بن عثمان الحنبلي أنبأ أبو جعفر بن المسلمة قراءة عليه عن أبى عبيد الله المرزباني حدثني على بن هارون أخبرنى أبى وعمى أبو أحمد يحيى بن على : أن أبا على البصير تغير عقله قبل موته بمديدة يسيرة من سوداء عرضت له ، ولم تزل به إلى أن مات ، وكان ربما ثاب إليه عقله في بعض الأوقات ، وفي ذلك يقول أحمد بن أبى طاهر :

خبا مصباح عقل أبى على

وكانت تستضيئ به العقول

إذا الإنسان مات الفهم منه

فان الموت بالباقي كفيل

وبه أخبرنى على بن هارون عن أحمد بن يحيى قال وجدت بخط ابن أبى طاهر : أن أبا على توفى بسر من رأى في سنة الفتنة. قال أحمد بن يحيى : وهذا عندي غلط ، وقد زعم جماعة : أنه توفى بعد الصلح ، وله مدح في المعتز يدل على ذلك وهو قوله :

آب أمر الإسلام خير مآبه

وغدا الملك ثابتا في نصابه

وقد تقدم له خبر مع عبيد الله بن يحيى في أيام تقلده وزارة المعتمد على بقائه إلى أول أيامه.

١٣٣٢ ـ الفضل بن جعفر بن محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات ، أبو الفتح الكاتب ، المعروف بابن خنزابه (١) :

وهي أمه وكانت جارية رومية ، كان كاتبا مجودا ، ودينا متألها ، مؤثرا للخير ، محبا لأهله ، قلده الإمام المقتدر بالله الوزارة في يوم الاثنين لليلتين بقيتا من شهر ربيع الآخر من سنة عشرين وثلاثمائة إلى أن قتل المقتدر ، وولى القاهر بالله الخلافة فولاه

__________________

(١) انظر ترجمته في : الأعلام ٥ / ٣٥١. وسير النبلاء ١٤ / ٤٧٩. ١٢٥ والكامل ٨ /. والعبر ٢ / ٢٠٨.

١٥٥

الدواوين ، فلما خلع القاهر وولى الراضي بالله الخلافة ولاه الشام فتوجه إليها ، ثم إن الراضي بالله قلده الوزارة في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وهو مقيم بحلب ، وعقد له الأمر فيها يوم الأحد لثلاث عشرة ليلة خلت من شعبان وكوتب بالمصير إلى الحضرة ، فوصل إلى بغداد يوم الخميس لست خلون من شوال ، فأقام ببغداد مدة فرأى اضطراب الأمور بالحضرة واستيلاء الأمير أبى بكر محمد بن رائق عليها فأطمع ابن رائق في أنى يحمل إليه الأموال من مصر والشام ، وشخص إلى هناك في الثالث عشر من شهر ربيع الأول سنة ست وعشرين ، واستخلف أبا بكر عبد الله بن على النفرى بالحضرة [وسار] (١) فأدركه أجله بغزة ـ ويقال : بالرملة ـ في يوم الأحد لثمان خلون من جمادى الأولى سنة سبع وعشرين وثلاثمائة ، وسنه سبع وأربعون سنة ، لأن مولده على ما ذكره أبو عبد الله محمد بن أحمد بن مهدى في تاريخه في ليلة السبت لست ليال بقين من شعبان سنة تسع وسبعين ومائتين ، فكانت مدة وقوع اسم الوزارة عليه سنة واحدة وثمانية أشهر وخمسة وعشرين يوما.

١٣٣٣ ـ الفضل بن جعفر الحربي :

روى عنه أبو الحسن عبد الله بن موسى السلامي.

قرأت على أبى بكر محمد بن حامد الضرير المقرئ بأصبهان عن أبى القاسم زاهر ابن طاهر الشحامي قال : كتب إلى أبو عمر عبد الواحد بن أحمد المليجى أنبأ أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمى أنبأ عبد الله بن موسى البغدادي بمرو قال سمعت الفضل بن جعفر المروي بها قال سمعت أبا المنذر هشام بن منذر الموصلي يقول كتب أبو دلف إلى عبد الله بن طاهر في يوم نيروز مع هدية أنفذها إليه كتابا يعتذر من الهدية ويقللها ويقول فيه :

جعلت هديتي لك حفظ ودى

لحب الازدياد من الصديق

فلا شيء يساوى كل شيء

من الدنيا سوى حفظ الحقوق

فأجابه عبد الله بن طاهر :

بعثت إليك من قبلي رسولا

يناجى ود قلبك من بعيد

ولا والله ما فيه لحفظ

سوى حفظي لودك من مزيد

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل

١٥٦

١٣٣٤ ـ الفضل بن الحسن بن إسماعيل الطبري ، أبو منصور الصوفي :

من ساكني رباط شيخ الشيوخ ، حدث عن أبى بكر محمد بن على بن ياسر الأنصارىّ الجيانى ، روى لنا عنه عبد الرحمن بن إبراهيم المقدسي في مشيخته ، وذكر لنا أنه سمع منه في سنة خمس وسبعين وخمسمائة وأثنى عليه.

أخبرنى عبد الرحمن بن إبراهيم بدمشق أنبأ أبو منصور الفضل بن الحسن بن إسماعيل الطبري الصوفي ببغداد أنبأ أبو بكر محمد بن على بن ياسر الأنصارىّ أنبأ أبو سعد هبة الله بن القاسم (١) بن عطاء المهرانى أنبأ أبو بكر أحمد بن الحسين (٢) البيهقي أنبأ أبو سعد أحمد بن محمد بن الخليل الصوفي أنبأ أبو أحمد عبد الله بن عدى الحافظ حدثنا قسطنطين بن عبد الله الرومي حدثنا الحسن بن عرفة حدثني الحسن بن قتيبة المدائني حدثنا مستلم بن سعيد الثقفي عن الحجاج بن الأسود عن ثابت البناني عن أنس ابن مالك قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون» قال البيهقي ـ هذا حديث صحيح.

١٣٣٥ ـ الفضل بن الحسن بن بركة أبو المكارم :

من أهل الحلة ، ذكره أبو الفتوح عبد السلام بن يوسف الدمشقي في كتاب «أنموذج الأعيان».

قرأت على أبى البركات القرشي عن أبى الفتوح الدمشقي قال : أبو المكارم الفضل ابن الحسن بن بركة الحلي لقيته بالحلة السيفية وكان موسوما عندهم بالمروءة ولكن الزمان أخنى عليك ، ووصلت حرفة الأدب إليه ، فاستنشدته فأنشدنى أبياتا كتبها على ظهر مجلد استعاره من أبى طالب يحيى بن زيادة وكان كلاهما متغفلين في شهر رمضان سنة خمس وستين وخمسمائة :

هذا الكتاب لسيد الكتاب

والمستقل لسائر الآداب

والمعتلى ذروات كل فضيلة

غراء تخبر عن كريم نصاب

عزل العلى لما تقمص بردها

بوكى الرحال وناقص الأحساب

لا تيأسن جمال دين محمد

من فرحة تأتى بغير حساب

__________________

(١) في الأصل : «أبى القاسم».

(٢) في الأصل : «الحسن».

١٥٧

واصبر على البأساء صبر أخى حجى

تسمو عن الأشكال والأضراب

إن كان حجتك الإسار بكلمة

خفيت على الأبصار والألباب

فالصون للعضب المهند كافل

لمضائه في مأزق وضراب

١٣٣٦ ـ الفضل بن أبى الحسن بن أبى القاسم بن أبى على بن أبى زيد المأمون ، أبو زيد التاجر :

من أهل آمل طبرستان ، قدم بغداد مرات وحدث بها ، سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل بن أبى غالب الخفاف ، وأخرج عنه حديثا في معجم ابن كامل بخطه ، وأنبأنيه ابنه يوسف عنه أنبأ أبو زيد الفضل بن أبى الحسن بن أبى القاسم الطبرانيّ قدم علينا حاجا أنبأ محمد بن الحسن المروزي أبو بكر أنبأ أبو بكر محمد بن منصور بن [محمد ابن] عبد الجبار السمعاني أنبأ أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن أحمد بن إسحاق وأبو عبد الرحمن بن أحمد بن الشاه وأبو سهل زيد بن محمد بن بريدة الأسلمى قالوا أنبأ أبو إبراهيم إسماعيل بن ينال المروزي أنبأ أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب التاجر حدثنا أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي حدثنا أحمد بن منيع حدثنا مروان بن معاوية عن عمر بن يوسف قال : قيل لابن سيرين : أى الرؤيا أحب إليك؟ قال : أن يرى الرجل ربه في المنام (١).

كتب إلىّ أبو الفتح الخطيب أنبأ أبو سعد بن السمعاني بقراءتي عليه قال : الفضل ابن أبى الحسن بن أبى القاسم المأمونى كان أحد التجار المعروفين ، وكان مكرما لأهل العلم منفقا عليهم متقربا إليهم ، وكان حريصا على طلب الحديث مكثرا منه ، حصل الأصول واستنسخها وأنفق المال في جمعها ، ورد بغداد غير مرة ، وحج سبعا وعشرين حجة ، وخرج في الثامنة والعشرين فمات فيها في الطريق بجلولاء ، سمع بآمل أبا المحاسن الروياني ، وبمرو أبا منصور محمد بن على بن محمود الكراعى ، وبنيسابور أبا بكر الشيروى ، وبأصبهان أبا على الحداد ، وببغداد أبا سعد الطيوري ، وبالكوفة أبا البركات عمر بن إبراهيم العلوي ، وبمكة أحمد بن أبى الحسن بن خويشاوند الطوسي ، حدثني عنه أبو الحسن على بن محمد بن جعفر الكاتب ، وتوفى في شوال سنة ثلاثين وخمسمائة بجلولاء.

١٣٣٧ ـ الفضل بن رافع الثعلبي :

__________________

(١) انظر الخبر في : حلية الأولياء ٢ / ٢٧٦.

١٥٨

حدث عن أبى عثمان سعيد بن أحمد بن محمد النيسابوري المعروف بالعيار. سمع منه أبو بكر محمد بن على بن ميمون الدباس ومموس بن الحين الدربندي في جامع القصر في شهر ربيع الأول سنة ثمانين وأربعمائة.

١٣٣٨ ـ الفضل بن زكريا الجرجرائى :

حدث بأنطاكية عن أحمد بن جبير بن محمد الأنطاكى ، روى عنه أبو بكر محمد بن الحسن المقرئ النقاش.

١٣٣٩ ـ الفضل بن سهل بن بشر بن [أحمد بن (١)] سعيد الأسفراييني ، أبو المعالي بن أبى الفرج ، الواعظ ، كان يعرف بالأثير الحلبي :

ولد بديار مصر ، ونشأ ببيت المقدس ، وقدم دمشق مع والده ، [وكان] (٢) محدثا مشهورا ، فأسمعه والده بدمشق من أبى القاسم على بن محمد بن على المصيصي وأبى سعيد الطريثيثي وأبى الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي وغيرهم ، وسمع من والده كثيرا ، وأخذ له أبوه إجازة من أبى بكر الخطيب البغدادي بجميع مروياته ومصنفاته ، وسافر إلى حلب وأقام يعقد مجلس الوعظ مدة ، ثم أرسله صاحبها إلى بغداد رسولا ، فأقام بها واستوطنها إلى حين وفاته ، وحدث بها بكثير من مسموعاته وبكتب أبى بكر الخطيب ، روى لنا عنه عبد المنعم بن هبة الكريم بن خلف بن الحنبلي وعبد الرحيم بن المبارك الباماوردى.

أخبرنا أبو الفضل عبد المنعم بن هبة الكريم بن خلف بن الحنبلي بقراءتي عليه أنبأ أبو المعالي الفضل بن سهل الأسفراييني قراءة عليه أنبأ أبو القاسم على بن محمد بن على المصيصي أنبأ أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبى نصر أنبأ أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن أبى ثابت حدثنا إسحاق بن خالد حدثنا عبد العزيز بن عبد الرحيم حدثنا خصيف عن سالم عن ابن عمر قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا كبر للصلاة حاذى بإبهاميه قريبا من شحمة أذنيه (٣).

أنبأنا يوسف بن المبارك بن كامل الخفاف أنشدنا الأثير أبو المعالي الفضل بن سهل ابن بشر الأسفراييني لنفسه :

__________________

(١) انظر ترجمته في : معجم المؤلفين ٨ / ٨٦. وميزان الاعتدال ٢ / ٢٩٧. ولسان الميزان ٤ / ٤٤٢.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٣) انظر الحديث في : سنن أبى داود ١ / ١١٢. وسنن النسائي ١٤٧

١٥٩

يا صاحب المرآة يا من قاده

إلى لقائي قدر نافذ

أريتنى وجهى بمن وما

يسوى الذي انظر ما تأخذ

قرأت على أبى العلاء أحمد بن شاكر التنوخي بالمعرة عن أبى عبد الله محمد بن عبد الله بن العباسي بن عبد الحميد الحراني الشاهد قال أنشدنى الأثير الفضل بن سهل الحلبي لنفسه في رجل هاشمي يدعى نظم الشعر وليس من أهله :

وقالوا دعى قلت لا بل مهذب

شريف فقالوا إن أقمت دليله

فقلت لهم أقوى دليلي أقيمه

على ذاك أن الشعر لا ينبغي له

قرأت على عبد اللطيف بن عبد الوهاب المقرئ عن الشريف أبى على الحسن بن جعفر المتوكل حدثني الفضل بن سهل : قال حضرت في مجلس فيه الأستاذ أبو الحسن ابن المقلد لمعرفة صاحب المجلس فأحضر الطعام فأكلنا. وحضر مجلس الشرب فنهضت أمضى ، فقال لي صاحب الدار والجماعة : اجلس واسمع الأستاذ أبا الحسن بن مقلد فجلست ، فأخذوا في المفاكهة والمذاكرة ، ثم غنى ابن مقلد فسارت الدار بالجماعة ، ثم عرض على الشرب فاعتذرت بأنه شيء ما استعملته قط ، فأعفيت من ذلك ، ثم إنى سكرت من ريح المجلس وطيبه فقلت :

سكرت من ريح ما شربتم

والراح محمودة الفعال

فيا لها سكرة حلالا

كأنها دورة الخيال

أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة حدثنا أبو سعد بن السمعاني من لفظه قال : الفضل بن سهل الأسفراييني سافر بنفسه إلى العراق وخراسان وكان يتجر ويقول الشعر. كتبت عنه ببغداد ، وسمعت جماعة يتهمونه بالكذب في الأحاديث التي يذكرها والمحاورات ، سمعت شيخ الشيوخ إسماعيل بن أبى سعد يقول : كان عندي أبو محمد ابن بنت أبى منصور الخياط فدخل الأثير الحلبي فأثنى على الشيخ أبى محمد ثناء حسنا ، وقال لي أحد فضائله إن بعض التجار المعروفين حمل إليه مبلغا من المال والثياب لحكم الهدية على يدي فما قبل منه ورده علىّ ، فبعد أن قام قال لي أبو محمد : والله ما أهدى أحد إلىّ شيئا وهذا الذي تقوله ما لي عنه خبر وأشكر الله تعالى كيفما قال إن لفلان عندي وديعة.

قرأت بخط القاضي أبى المحاسن عمر بن على القرشي قال : رأيت قطعة [كبيرة] (١)

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

١٦٠