تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٢٠

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٢٠

المؤلف:

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ١٨٤

سنة ست عشرة وستمائة ، ودفن من الغد بالعطافية.

١٢٤٧ ـ عمر بن محمد بن برهان بن الحسن ، أبو حفص الشافعي :

حدث عن أبى عبد الله محمد بن مخلد الدوري العطار ، روى عنه حمزة بن يوسف السهمي الجرجاني في معجم شيوخه.

قرأت على أبى عبد الله أحمد بن محمد بن الخيري بأصبهان عن أبى سعد أحمد بن البغدادي كتب إلى أبو هاشم محمد بن الحسين الخفافى حدثنا أبو القاسم حمزة بن يوسف إملاء حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن برهان الحسن الشافعي ببغداد أنبأ أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار حدثنا على بن حرب الطائي حدثنا القاسم بن يزيد الجرمي (١) حدثنا سفيان الثوري عن حبيب بن الشهيد عن أبى مجلز (٢) قال خرج معاوية فقام إليه رجل فقال سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [يقول] : «من سره أن يمثل الرجال له قياما فليتبوأ مقعده من النار» (٣).

١٢٤٨ ـ عمر بن محمد بن برهويه الأجمى :

من أهل الأجمة من نواحي عكبرا ، حدث عن محمد بن يحيى بن عيسى ، روى عنه ولده أحمد بن عمر.

أخبرنا أبو على ضياء بن أحمد بن أبى على وعمر بن محمد بن عمر المؤدب قالا أنبأ أبو بكر محمد بن [عبد] (٤) الباقي الشاهد أنبأ القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي أنبأ أحمد بن عمر بن برهويه حدثنا أبى عمر بن محمد حدثنا محمد بن يحيى بن عيسى حدثنا محمد بن الوليد البغدادي حدثنا الحسن بن خالد المكي حدثنا عبد العزيز ابن أبى رواد عن نافع بن عمر قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من نظر إلى صاحب بدعة بغضا له في الله ملأ الله قلبه أمنا وإيمانا ، ومن أهان صاحب بدعة أمّنه الله يوم الفزع الأكبر ، ومن استخف بصاحب بدعة رفع الله له في الجنة مائة درجة ، ومن لقيه بالبشرى أو بما يسره فقد استخف بما أنزل الله على محمد».

١٢٤٩ ـ عمر بن محمد بن جعفر بن محمد ، أبو حفص الداودي الطيفورى :

__________________

(١) في الأصل : «الحرقى».

(٢) في الأصل : «أبى مخلد».

(٣) انظر الحديث في : مسند الإمام أحمد ٤ / ٩٣.

(٤) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

١٠١

من ساكني المحول ، حدث عن أبى الحسن على بن محمد بن محمد بن عقبة الشيباني، روى عنه أبو الخطاب الحسين بن حيدرة الداودي.

أنبأنا أبو القاسم الأزجى عن أبى الرجاء أحمد بن محمد بن الكسائي قال كتب أبو نصر عبد الكريم بن محمد الشيرازي قال أخبرنى القاضي أبو الخطاب الحسين بن حيدرة بن محمد الداودي ببغداد قال حدثني أبو حفص عمر بن محمد بن جعفر بن محمد الداودي الطيفورى ببغداد في داره بالمحول حدثنا أبو الحسن على بن محمد بن محمد بن عقبة الشيباني الكوفي حدثنا الخضر بن أبان القرشي حدثنا إبراهيم بن هدبة أبو هدبه حدثنا أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا صلاة في الحمام ولا يسلم على بادى العورة في الحمام» (١).

١٢٥٠ ـ عمر بن أبى الجيش أبو محمد الصوفي :

من أهل أسدآباد مدينة قريبة من همذان ، قدم بغداد غير مرة حاجا ، آخرها في سنة ست وتسعين وخمسمائة ، ونزل برباط المأمونية مديدة ، وكان يسمع معنا الحديث بالرباط ، وحدث ببغداد عن أبى الوقت عبد الأول بن عيسى السجزى وأبى على الموسياباذى وأبى المعالي محمد بن عثمان المؤدب وأبى العلاء الحسن بن أحمد العطار الحافظ وغيرهم ، كتبت عنه شيئا يسيرا ، وكان شيخا صالحا من ظراف الصوفية ومحاسنهم ، وكانت معه كتب حصلها في أسفاره وقرأها على المشايخ.

أخبرنى عمر بن محمد بن أبى الجيش الأسدآبادي بقراءتي عليه برباط المأمونية أنبأ عبد الأول بن عيسى قراءة عليه بهمذان أنبأ أبو الحسن الداودي أنبأ أبو محمد السرخسي أنبأ محمد بن يوسف الفربري حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري حدثني محمد بن عبيد حدثنا عيسى بن يونس عن عمر بن سعيد (٢) قال أخبرنى ابن أبى مليكة أن أبا عمرو ذكوان [مولى عائشة] أخبره عن عائشة أنها كانت تقول : [كان] بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عند موته ركوة أو علبة فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه ويقول. «لا إله إلا الله إن للموت سكرات» ثم نصب يده فجعل يقول «في الرفيق الأعلى» حتى قبض ومالت يده (٣).

__________________

(١) انظر الحديث في : مسند الفردوس للديلمي.

(٢) في الأصل : «محمد بن سعيد».

(٣) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٢ / ٩٦٤.

١٠٢

بلغنا أن عمر الأسدآبادي مات بأسداباد في سنة سبع وتسعين وخمسمائة ، وقد جاوز التسعين.

١٢٥١ ـ عمر بن محمد بن الحسن بن أحمد ، أبو حفص البيع :

سمع بمصر عبد العزيز بن قيس بن حفص البصري ، وبتنيس أبا القاسم جعفر بن محمد بن الحسن بن عبد العزيز الجروى ـ وحدث عنهما بتنيس ، روى عنه حمزة بن يوسف السهمي في يوم الجمعة.

قرأت على أبى عبد الله أحمد بن محمد بن الخيري بأصبهان عن أبى سعد أحمد بن محمد البغدادي قال كتب إلى أبو هاشم محمد بن الحسين الخفافى حدثنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي إملاء أنبأ أبو حفص عمر بن محمد بن الحسن بن أحمد البغدادي بتنيس حدثنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن الحسن بن عبد العزيز الجروى. حدثنا أبو الأشعث حدثنا حزم بن أبى حزم حدثنا ميمون بن سياه عن أنس بن مالك قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أحب أن يمد له في عمره ويزاد في رزقه فليبر والديه وليصل رحمه» (١).

١٢٥٢ ـ عمر بن محمد الحسن الغزنوي المقرئ :

قرأ القرآن بحرف نافع رواية قالون على أبى محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي عن أبى الحسن الحمامي عن أبى بكر النقاش ، قرأه عليه أبو النقاش [بن] أبى نصر بن عبد السلام بن كرار السقلاطونى بالحريم الطاهري في ذى الحجة سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة.

١٢٥٣ ـ عمر بن محمد بن الحسن بن عبد الله القطان ، أبو حفص ، المعروف بحريرة (٢) :

من ساكني قراح ابن أبى الشحم من أولاد التجار والمياسير ، افتقر وساءت حاله ، وكان يبيع الكندر في الدروب ، سمع الحديث في صباه من أبى القاسم بن الحصين وأبى الحسن بن الزاغونى وأبى غالب الماوردي وغيرهم ، كتبت عنه وكان متيقظا لا بأس به.

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٢ / ٨٨٥. وصحيح مسلم ٢ / ٣١٥.

(٢) انظر ترجمته في : المعبر ٤ / ٣١٤.

١٠٣

أخبرنى عمر بن محمد بن الحسن القطان بقراءتي عليه في منزلنا حدثنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين إملاء أنبأ أبو على الحسن بن على بن محمد الواعظ أنبأ أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي حدثنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل حدثني أبى حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يصيب المؤمن شوكة فما فوقها إلا رفعه الله عزوجل بها درجة وحط عنه بها خطيئة».

سألت عمر بن محمد القطان عن مولده فقال : في سنة ثلاث عشرة وخمسمائة ، وتوفى ليلة الأحد السابع والعشرين من جمادى الأولى من سنة ستمائة ، ودفن من الغد بباب المختارة.

١٢٥٤ ـ [........] (١) أبو بكر النحوي :

حدث عن عبد الله بن أبى يحيى أحمد بن أبى سوه المكي وأبى العباس محمد بن يونس الكديمي وغيرهما ، روى عنه أبو بكر عبد الله بن محمد بن الحنائى.

أنبأنا داود بن سليمان الطوسي قال كتب إلى هبة الله بن أحمد أبو محمد بن الأكفانى أنبأ أبو الفتح عبد الصمد حدثنا أبو هريرة قال أتينا أنسا بالطف فقال لنا : ما جاء بكم؟ قلنا : بلغنا مرضك فأجبنا ، فقال : بخ بخ ـ ربحتم ربحتم ، أما إنى لأحدثنكم حديثا سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إذا كان يوم القيامة خرج مناد من تحت العرش فنادى يا أهل التوحيد إن الله قد عفا عنكم ، فليعف بعضكم عن بعض وعلىّ ثوابكم».

١٢٥٥ ـ [عمر بن محمد بن روزبه] (٢) ، أبو حفص القلانسي.

من أهل همذان ، قدم بغداد حاجا في سنة ثمانين وخمسمائة ، وحدث بها عن أبى الفضل محمد بن عثمان بن يوسف المؤدب ، روى لنا عنه عبد الله بن أحمد الخباز في مشيخته.

أخبرنى عبد الله الخباز أنبأ عمر بن محمد بن روزبه الهمذاني قدم عليه حاجا أنبأ أبو الفضل محمد بن بنيمان بن يوسف أنبأ أبو ثابت سحير بن منصور أنبأ أبو محمد

__________________

(١) بياض في الأصل بعد ذلك بمقدار نصف سطر.

(٢) بياض في الأصل مكان ما بين المعقوفتين.

١٠٤

جعفر بن الحسين الأبهرى حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أبى حماد الفقيه المالكي وأبو الحسن على بن محمد بن أحمد بن صالح المقرئ قالا حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الواحد ابن زياد بن عامر السمرقندي حدثنا عصام بن يوسف حدثنا عبد الواحد بن زياد عن أبى مالك الأشجعيّ عن أبى حازم عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله تبارك وتعالى جعل لكل شيء آفة تفسده ، وأعظم الآفات [آفة] تصيب أمتى حبهم الدنيا ، وجمعهم الدينار والدرهم ، يا أبا هريرة لا خير في كثير من جمعها إلا من سلطه الله عليها في الحق» (١).

١٢٥٦ ـ عمر بن محمد بن شجاع بن ثابت السماك ، أبو القاسم الوراق :

من ساكني دار الخلافة ، سمع كتاب الجامع الصحيح لأبى عبد الله البخاري من أبى الوقت عبد الأول بن عيسى السجزى ، كتبت عنه وكان شيخا صالحا حسن الطريقة ساكنا يورق للناس بالآخرة ويأكل من كسب يده.

توفى في العشر الأوسط من ذى الحجة سنة ست وستمائة ودفن بباب حرب ، ولعله جاوز السبعين.

١٢٥٧ ـ عمر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن نصر ـ بفتح النون والصاد المهملة ، أبو شجاع بن أبى الحسن بن أبى محمد البسطامي :

من أهل بلخ ، كان إماما في التفسير والحديث والفقه والنظر والأدب ، سمع ببلخ أباه وأبا القاسم الخليلي وأبا إسحاق إبراهيم بن أبى نصر التاجر الأصبهانى وطاهر بن المحتسب القاضي وأستاذه أبا جعفر السمنجانى وعليه تفقه وعبد الله بن طاهر التميمي وأخاه عبد القاهر بن طاهر وإسماعيل بن أحمد البيهقي ، وبنيسابور أبا سعد بن أبى صادق وإسماعيل ابن الحسين الفرائضى وأبا بكر الشيروى وإسماعيل بن عبد الغافر وظريف بن محمد الحيرى ومحمد بن عبد الحميد البيوردى ، وبمرو أبا بكر محمد بن منصور السمعاني وعبد الرحمن بن عبد الرحيم الفامي ومحمد بن محمد الماهانى ومحمد ابن أبى جعفر الكتبي الأصم والموفق بن عبد الكريم الهروي وعبد الله بن أحمد النيسابوري ، وبسمرقند على بن أحمد بن الحسن الفارسي الصوفي وخلقا كثيرا سوى هؤلاء ، وقدم بغداد حاجا بعد علو سنه وسمع بها من محمد بن عبد الباقي الأنصارىّ

__________________

(١) انظر الحديث في : الجامع الكبير للسيوطي ١ / ٦٥١.

١٠٥

وأبى القاسم بن السمرقندي وجماعة غيرهما ، وحدث بكتاب «شمائل النبي» صلى‌الله‌عليه‌وسلم للترمذي وبكتاب «غريب الحديث» لابن قتيبة ، سمع منه شيخ الشيوخ وأبو البركات إسماعيل بن أبى سعد الصوفي وأبو الفضل بن ناصر وعبد الخالق بن أحمد بن يوسف وسعد الخير بن محمد بن سهل الأنصارىّ ، وروى لنا عنه جماعة ببغداد وحلب ومرو.

أخبرنا عبد الوهاب بن على الأمين وعبد الرحمن بن محمد بن هبة الله البصري وابن إبراهيم بن أحمد الحداد قراءة عليهم قالوا أنبأ أبو شجاع عمر بن محمد بن عبد الله البسطامي قدم علينا ـ قال عبد الرحمن : بغداد في شهر رمضان سنة تسع وعشرين وخمسمائة ومحمد بن عبد الوهاب (١) حاجّا في ربيع الأول سنة ثلاثين أنبأ أبو القاسم أحمد بن محمد بن محمد الخليلي أنبأ الشاشي حدثنا أبو عيسى بن عيسى الترمذي حدثنا محمد بن حميد الرازي حدثنا أبو داود الطيالسي عن عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «اكتحلوا بالإثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر» وزعم أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كانت له مكحلة يكتحل منها كل ليلة ثلاثا في هذه. وثلاثا في هذه.

أخبرنى محمد بن محمود العدل بهراة قال أنشدنا عمر بن محمد بن عبد الله البسطامي لنفسه :

أودعكم سادتي من هراة

وأودعكم قلب مولاكم

فإن سرت مرتحلا عنكم

فقلبي مقيم بمغناكم

فللعين نور من أبشاركم

وللروح روح بمعناكم

وليس لروحي مستروح

على البعد إلا برؤياكم

وما في طريقي من راحة

توقعتها غير ذكراكم

رعيتم حقوق نزولي بكم

وودى فالله يرعاكم

فلا تنسوا العهد يا سادتي

فما أنا والله أنساكم

أنبأنا عمر بن أحمد بن بكرون المشاهد أنبأ أبو الحسن على بن أحمد بن الحسين بن محمويه اليزدي الفقيه حدثنا الإمام أبو شجاع عمر بن محمد بن عبد الله بن نصر البسطامي ثم البلخي ـ وأقل ما رأيت في مشايخ أصحابنا مثله عقلا وعلما ولطفا رأيته ببغداد ـ أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة حدثنا أبو سعد بن السمعاني من لفظه قال : عمر بن محمد بن عبد الله البسطامي أبو شجاع إمام مسجد راعوم مجموع

__________________

(١) هكذا في الأصل ، والسند به سقط كما هو واضح.

١٠٦

حسن وجملة مليحة مفت مناظر محدث مفسر واعظ أديب حاسب شاعر ، وكان مع هذه الفضائل حسن السيرة جميل الأمر مليح الأخلاق مأمون الصحبة نظيف الظاهر والباطن لطيف العشرة ، أقام ببغداد مدة يسمع الحديث ويحصل الأصول والنسخ شراء ونسخا ، وحدث ببغداد ووعظ فأحسن ، وكان فصيحا مجيدا ، ومجلس وعظه كثير النكت والفوائد ، وقدم علينا مرو في محرم سنة أربعين وخمسمائة لتجديد العهد وخرجنا صحبة واحدة إلى هراة ، ورأيت منه في حفظ دقائق الصحبة وحسن المعاشرة ورعاية الجوانب وقلة المخالفة ما تحيرت منه ، وحدث بهراة واملى سنة مجالس ، وكان على كبر السن حريصا على طلب الحديث والعلم ومقتبسا من كل احد ، ومتثبتا لكل ما سمعه من الطرق بخطه ، كتبت عنه الكثير وكتب عنى الكثير ، سألته عن مولده فقال : في ذى الحجة سنة خمس وسبعين وأربعمائة ببلخ.

بلغنا أن ابن شجاع البسطامي توفى ببلخ في شهر ربيع الآخر من سنة اثنين وسبعين وخمسمائة.

١٢٥٨ ـ عمر بن عبد الله بن الخضر بن مسافر بن رسلان بن معمر ، أبو الخطاب العليمي ، ويعرف بابن حوائج كاش (١) :

من أهل دمشق ، كان أحد التجار ، سافر ما بين الشام وديار مصر وبلاد الجزيرة والعراقين وخراسان وما وراء النهر وخوارزم ، وكان يطلب الحديث ويسمع من المشايخ في كل بلد يدخله ، ويكتب الأجزاء بخطه حتى حصل من ذلك شيئا كثيرا ، سمع بدمشق الفقيه أبا القاسم نصر الله بن محمد بن عبد القوى المصيصي وأبا القاسم نصر الله بن أحمد بن مقاتل السوسي وأبا الفتوح ناصر بن عبد الرحمن النجار وأبا القاسم الحسين بن الحسن بن البن الأسدى وأبا أحمد عبد السلام بن الحسن بن على ابن زرعة الصوري وأبا العشائر محمد بن الخليل بن فارس القيسي وأبا محمد عبد الرحمن بن على بن إبراهيم الداراني وجماعة غيرهم ، وبمصر الشريف أبا الفتوح ناصر ابن الحسن بن إسماعيل الحسيني وأبا محمد عبد الله بن رفاعة بن غدير السعدي ، وبالإسكندرية أبا طاهر أحمد بن محمد السلفي ، وبحلب أبا الحسن على بن عبد الله بن أبى جرادة العقيلي ، وبالموصل أبا عبد الله الحسين بن نصر بن خميس الجهني وأبا القاسم عبد الرحمن وأبا الفضل عبد الله ابني أحمد بن محمد بن الطوسي ، وبزنجان أبا

__________________

(١) انظر ترجمته في : هامش التكملة ص ١٧٨.

١٠٧

منصور عبد الكريم بن محمد بن حامد الطوسي ، وبهمذان أبا المحاسن نصر بن المظفر البرمكي. وبالري أبا سعيد (١) عبد الرحمن بن عبد الله الحصيري وأبا حفص عمر بن على بن الحسن البلخي وأبا الفتح نصر بن مهدى بن نصر بن مهدى [بن] الحسين المزكى (٢) ، وبالدامغان أبا القاسم عبد الكريم بن محمد بن [أبى] (٣) منصور الرماني. وبنيسابور أبا الأسعد هبة الرحمن (٤) بن عبد الواحد بن عبد الكريم القشيري وأبا البركات عبد الله بن محمد بن الفضل الفراوي وأبا عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن العصائدي وأبا عامر سعد بن على بن أبى سعد الصوفي وأبا الرضا العلاء بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني وأبا نصر محمد بن منصور الحرضى وأبا حفص عمر بن أحمد بن منصور الصفار وأبا بكر سعيد بن على بن مسعود الشجاعي وأبا الفتوح عبد الله بن على بن سهل بن العباس الخركوشي (٥) وأبا عبد الرحمن أحمد ابن الحسن بن أحمد الكاتب وأبا العباس أحمد بن أبى الفضل العباس بن محمد الشقاني وأبا منصور عبد الخالق بن زاهر بن طاهر الشحامي وأخته سعيدة ، وبهراة أبا الوقت عبد الأول بن عيسى السجزى وأبا القاسم الجنيد بن محمد بن على المدائني وأبا الفتح عبد السلام بن أحمد بن إسماعيل المقرئ والسيد أبا الحسن محمد بن إسماعيل الحسنى العلوي وأبا الفتح سالم بن عبد الله بن عمر العمرى وأبا النضر عبد الرحمن بن عبد الجبار الفامي ، وببغشور عبد الله بن عمر المتولى ، وبسرخس أبا على الحسنين محمود السرمرد وأبا الفتوح محمد بن شهر زار بن محمد الفقيهى ، وبمرو أبا طاهر محمد ابن محمد بن عبد الله السنجى وأبا سهل النعمان بن محمد بن النعمان الباجخوستى وأبا طاهر سعيد بن محمد بن طاهر بن سعد الميهنى وأبا سعيد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني ، وببخارا [.....] وبسمرقند [......] (٦) وبخوارزم أبا عمرو عثمان بن محمد بن على بن أحمد الفراتي من ولد محمد بن فرات بن غالب الخوارزمي وأبا المظفر سعيد بن سهل بن محمد الفلكي ومحمود بن محمد بن عباس العباسي وخلقا كثيرا غير هؤلاء ، ثم قدم بغداد في سنة تسع وخمسين وخمسمائة وسمع بها أبا الفتح

__________________

(١) في الأصل : «أبا سعد».

(٢) في الأصل : «بن مهدى الحسين».

(٣) في الأصل : «محمد بن منصور».

(٤) في الأصل : «أبا الأسعد عبد الرحمن».

(٥) في الأصل : «الحرفوشي».

(٦) بياض في الأصل مكان النقط

١٠٨

محمد بن عبد الباقي بن البطي وأبا القاسم هبة الله بن الحسن بن هلال الدقاق وأبا عبد الله محمد بن عبد الله بن الحراني الشاهد وأبا بكر أحمد بن المقرب الكرخي وأبا القاسم يحيى بن ثابت بن بندار وخلقا كثيرا من هذه الطبقة ، ثم قدمها ثانيا في سنة ثمان وستين وسمع بها من النقيب أبى عبد الله أحمد بن على بن المعمر الحسيني [وأبى الحسين] (١) عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف وشهدة بنت الإبرى وجماعة من أصحاب أبى القاسم بن بيان وأبى على بن نبهان وأبى الغنائم بن النرسي وأبى طالب ابن يوسف ، وكتب بخطه الكثير ، وبالغ في الطلب حتى سمع من أقرانه وأمثاله ممن دونه ، وكان يكتب حسنا ، وله فهم ومعرفة ، وكان صدوقا محمود السيرة مرضى الطريقة ، حدث باليسير ببغداد ودمشق.

سمع منه ببغداد الشريف أبو الحسن على بن أحمد الزيدي وصبيح النصري وشيخنا أبو محمد بن الأخضر وروى لنا عنه ، وسألته عنه فأثنى عليه ، وقد سمع منه أبو سعد بن السمعاني بمرو ، وأخرج عنه في معجم شيوخه وأثنى عليه.

أخبرنا عبد العزيز بن أبى نصر بن الأخضر حدثنا رفيقنا الحافظ أبو الخطاب عمر ابن محمد بن عبد الله العليمي من لفظه وكتبه لي بخطه أنبأ عبد الله بن محمد البغوي ببغشور وأخبرنا عبد الوهاب بن على الأمين حدثنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني من لفظه وأخبرنا أبو الوفاء عبد العزيز بن محمد عبد الكريم العدل بنيسابور أنبأ جدي عبد الكريم بن محمد بن الشريك وأنبا أبو الفتوح نصر بن عبد الجامع بن عبد الرحمن الفامي بهراة حدثنا جدي عبد الرحمن بن عبد الجبار وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن الجويني بها والرئيس أبو سعيد عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم بن الوزان بالري قالا أنبأ أبو المعالي عبد المنعم بن عبد الله بن محمد بن الفضل الفراوي قالوا جميعا أنبأ أبو بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين الجنابذي بنيسابور حدثنا أبو سعيد محمد بن موسى الفضل حدثنا أبو العباس الأصم حدثنا محمد ابن هشام مروان بن معاوية حدثنا حميد قال قال أنس : لما نزلت هذه الآية (لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) قال أبو طلحة : يا رسول الله حائطي بكذا وكذا هو لله عزوجل ولو استطعت أن أسره لم أعلنه فقال : «اجعله في فقراء أهلك وقرابتك» (٢).

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٢ / ٦٥٤.

١٠٩

أنبأنا أبو العشائر محمد بن على الشاهد أنشدنا أبو الخطاب عمر بن محمد بن عبد الله بن الخضر العليمي من لفظه ببغداد قال أنشدنى القاضي أبو تمام عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز بن إلياس التميمي البالسي إملاء من حفظه ببالس قال أنشدنى الفقيه معدان بن كثير بن الحسن الكلابي لنفسه :

لعمرك ما أرى بالناس داء

أضر من الإضاعة للحقوق

وقد ذهب الورى قرنا فقرنا

على نهج القطيعة والعقوق

وقالوا ما لميّت من صديق

فقلت وهل لحىّ من صديق

وأنبأنا أبو العشائر أنشدنا أبو الخطاب أنشدنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن ثابت بن الفرج الكيرانى المصري بها لنفسه :

ومجلول منى خضاب مشيبة

فعساه في أهل الشيبة يحصل

قلت اكسه بسواد حظى مرة

ولك الضمان بأنه لا ينصل

سألت أبا البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله الشافعي بدمشق عن وفاة عمر بن محمد العليمي فقال : توفى بدمشق في شوال سنة أربع وسبعين وخمسمائة ، ودفن بجبل قاسيون ، قال : وسمعته يقول : مولدي في سنة عشرين وخمسمائة بدمشق ، وكان فاضلا صدوقا حسن الأخلاق طيب المعاشرة ، سمعت عبد العزيز بن عبد الملك الدمشقي ببغداد يقول سمعت أبا الفضل عبد الله بن محمد بن عبد الله العليمي يقول : لما كان أخى ببغداد يسمع الحديث عاهد الشريف أبا الحسن الزيدي وصبيحا النصري أنه يوقف كتبه وأجزاءه ويرسلهما إليهما لتكون في خزانتيهما ببغداد ، فلما مرض مرض الموت أوصى إلى بذلك ، فلما توفى أنفذتها إلى بغداد إلى مسجد الشريف الزيدي.

قلت : وصلت إلى بغداد بعد وفاة الزيدي فتسلمها صبيح وهي الآن في خزانة الزيدي ـ رحمه‌الله عليهم جميعا.

١٢٥٩ ـ عمر بن محمد بن عبد الله بن على بن حولوا ، أبو حفص بن أبى منصور بن أبى القاسم الخياط :

من ساكني قراح بن رزين ، من أولاد المحدثين ـ تقدم ذكر والده سمع الكثير من أبى الفتح بن شاتيل وأبى السعادات بن زريق وطلب بنفسه وكتب بخطه ، وسمع معنا

١١٠

كثيرا من شيوخنا المتقدمين ، وكان حسن الطريقة ساكنا طيب الأخلاق متوددا ، كتبت عنه شيئا يسيرا ولا بأس به.

أخبرنى عمر بن أبى منصور بن حولوا أنبأ عبيد الله بن عبد الله أبو الفتح أنبأ على ابن الحسين الربعي أنبأ أبو الحسن بن مخلد حدثنا عمر بن على بن الحسن القاضي أنبأ محمد بن عبدك القزاز حدثنا عباد بن صهيب حدثنا شعبة قال سمعت محمد بن زياد عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من لا يشكر الله عزوجل لا يشكر الناس» (١).

أنشدنى عمر بن محمد بن عبد الله الخياط من لفظه لبعضهم :

أحسنت ظني بأهل ودى

فحسن ظني بهم دهاني

لا تأمن الناس بعد هذه

ما الخوف إلا من الأمان

سألت يحيى بن محمد بن عبد الله بن حولوا عن مولده فقال : سنة الغرق ، وأخى عمر أصغر منى بسنة فيكون مولده سنة ست وخمسين وخمسمائة ، وتوفى يوم السبت لست خلون من شهر ربيع الأول من سنة خمس عشرة وستمائة.

١٢٦٠ ـ عمر بن محمد بن عبد الله بن [محمد بن عبد الله بن] (٢) عمويه السهروردي ، أبو عبد الله الصوفي ابن أخى الشيخ أبى النجيب :

تقدم ذكر والده ، كان شيخ وقته في علم الحقيقة وطريق التصوف ، وإليه انتهت الرئاسة في تربية المريدين ، ودعاء الخلق إلى الله عزوجل وسلوك طريق العبادة والزهد في الدنيا ، ولد بسهرورد وقدم بغداد في صباه ، وسمع وصحب عمه وغيره من المشايخ ، وسلك طريق الرياضات والمجاهدات ، وقرأ الفقه والخلاف والعربية ، وسمع الحديث من المشايخ ، وحصّل من العلم ما لا بد منه ، ثم انقطع عن الناس ، ولازم الخلوة ، واشتغل بإدامة الصيام والقيام والذكر وتلاوة القرآن إلى أن خطر له عند علو سنه أن يظهر للناس ويتكلم عليهم ، فعقد مجلس الوعظ بمدرسة عمه على شاطئ دجلة وكان يتكلم على الناس بكلام مفيد من غير تزويق ولا تنميق ، وحضر عنده خلق

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن أبى داود ٢ / ٣١٤. ومسند أحمد ٢ / ٢٥٨ ، ٢٩٥ ، ٣٠٣ ، ٣٨٨ ، ٤٦١ ، ٤٩٢. وسنن الترمذي ٢ / ١٧.

(٢) انظر ترجمته في : الإعلام ٢ / ٣١٤. وطبقات الشافعية للسبكى ٥ / ١٤٣. ووفيات الأعيان ٣ / ١١٩. والتقييد لابن نقطة ٢ / ١٨٢.

١١١

كثير وظهر له قبول عظيم من الخاص والعام واشتهر اسمه ، وقصده المريدون من سائر الأقطار ، وظهرت بركة أنفاسه على خلق كثير من العصاة فتابوا وأنابوا إلى الله عزوجل وحسنت طرائقه ، ووصل به خلق عظيم إلى الله عزوجل ، وصار له أصحاب واتباع كالنجوم يعرفون أينما كانوا ، ثم أنه نفذ رسولا إلى الشام من الديوان العزيز مرات ، وإلى العراق إلى خوارزم شاه ، ورأى من الجاه والحرمة عند ملوك الأطراف ما لم يره أحد من أبناء جنسه ، ثم أنه رتّب شيخا بالرباط الناصري بالمرزبانية ورباط الزوزنى ورباط البسطامي ورباط المأمونية ، وجلس للوعظ مدة بباب بدر ، ثم أنه أضر في آخر عمره وأقعد ، فكان لا يقدر على القيام ، ومع ذلك فما أخل بالأوراد من النوافل وتلاوة القرآن ودوام الذكر وحضور المسجد الجامع يوم الجمعة في محفة والمضي إلى الحج في المحفة إلى أن دخل في عشر المائة وعجز وضعف فانقطع في منزله إلى حين وفاته ، وكان تام المروة كبير النفس ، ليس للمال عنده قدر ولو حصل له ألوف كثيرة من المال فأنفقها ولم يدخر منها شيئا ، ومات ولم يخلف كفنا ولا أشياء من أسباب الدنيا ، وكان مليح الخلق ، متواضعا ، كامل الأوصاف الجميلة والأخلاق الشريفة ، سمع الحديث من عمه أبى النجيب ومن أبى المظفر هبة الله [بن] أحمد بن محمد بن الشبلي وأبى الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وأبى زرعة طاهر بن محمد ابن طاهر المقدسي وأبى بكر سلامة بن أحمد بن الصدر وغيرهم ، كتبت عنه وقرأت عليه كثيرا وصحبته مدة ، وكان صدوقا نبيلا ، صنف كتابا في التصوف سماه «معاني المعاني» شرح فيه أحوال القوم وآدابهم مليحا في معناه حدث به مرارا ، وأملى في آخر عمره كتابا في «الفلاسفة».

أخبرنا عمر بن محمد السهروردي بقراءتي عليه أنبأ أبو المظفر هبة الله بن أحمد بن محمد بن الشبلي قراءة عليه أنبأ أبو نصر محمد بن محمد بن على الزينبي أنبأ أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص حدثنا يحيى بن صاعد حدثنا الربيع بن سليمان المرادي بمصر حدثنا بشر بن بكر التنيسى (١) عن الأوزاعى عن عطاء بن أبى رباح عن عبيد ابن عمير عن بن عباس أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [...........] (٢).

١٢٦١ ـ [....................] (٣) قال : توفى عمر بن محمد بن عمر بن

__________________

(١) في الأصل : «أبى بكر النفيسى».

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٣) إلى هنا ساقط من الأصول ، وتداخلت الترجمة في الترجمة التالية : عمر بن محمد بن عمر.

١١٢

درهم في ليلة الجمعة ودفن يوم الجمعة التاسع والعشرين من ربيع الآخر سنة خمس وستين وأربعمائة ، ذكر أن مولده سنة ثمانين وثلاثمائة.

قرأت بخط أبى الفضل ابن خيرون وفاته كذلك ، ثم قال : حدث عن أبى الحسين ابن بشران وكان ثقة.

قرأت بخط أبى على أحمد بن محمد بن البردانى كما ذكر بن خيرون وقال : وصلى عليه في جامع المنصور ودفن بمقبرة باب حرب ، وقد سمعنا منه كتاب «ذم الدنيا لابن أبى الدنيا» عن أبى الحسين بن بشران ، وكان شيخا سريا.

١٢٦٢ ـ عمر بن محمد بن عمر ، أبو حفص المطرز :

من أهل أصبهان ، قدم بغداد في سنة أربع عشرة وخمسمائة ، وحدث بها عن أبى القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن مندة ، روى عنه أبو بكر المبارك بن كامل ابن أبى غالب الخفاف في معجم شيوخه.

أنبأنا أبو الفتوح داود بن عبد الواحد الأصبهانى عن أبيه قال : عمر بن أحمد المطرز توفى سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة ، وحج حجات ، ودخل بغداد غير مرة ، وسمع أبا عمرو بن مندة وغيره.

١٢٦٣ ـ عمر بن محمد بن عمر ، أبو القاسم العبسي ، الخطيب الدسكري :

من أهل دسكرة بنهر الملك ، شاعر أديب ، كتب عنه عمر بن محمد العليمي الدمشقي شيئا من شعره وذكره في معجم شيوخه.

١٢٦٤ ـ عمر بن محمد عمر بن محمد بن أحمد الأنصارىّ ، أبو محمد العقيلي الحنفي :

من أهل بخارى ، كان فقيها عالما زاهدا ، قدم بغداد حاجّا في سنة ثمان وستين وخمسمائة فحج وعاد ، وحدث ببغداد بكتاب تنبيه الغافلين لأبى الليث السمرقندي ، رواه عن أبى بكر بن محمد الحدادي وأبى حفص عمر بن محمد العوفى ، سمعه منه شيخنا أبو الكرم المظفر بن المبارك بن البغدادي المدرس الحنفي وغيره ، وعاد إلى بخارى ثم قدم بغداد حاجا مرة ثانية في شهر ربيع الأول من سنة تسع وثمانين وخمسمائة ، وحدث بها عن أبى نصر أحمد بن محمد النسفي وأبى حفص عمر بن محمد بن عبد

١١٣

الحميد العوفى ، وأبى القاسم محمود بن الحسن الطبري المعدل وأبى بكر محمد بن إبراهيم الفضلى وأبى المفاخر عمر بن عبد العزيز بن مازة وأبى بكر محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله الجيراجى وأبى نصر أحمد بن الحسن الدروازجكى وأبى بكر محمد ابن أحمد بن الحسين الرزماناخى وأبى بكر محمد بن على بن محمد بن على بن سعيد المطهري وأبى بكر محمد بن أحمد بن أبى أحمد السمرقندي وأبى حفص عمر بن محمد بن عمر الخوشنامى (١) وخلق كثير غيرهم. روى لنا عنه عبد الرحمن بن عمر بن الغزال الواعظ.

أخبرنا ابن الغزال أنبأ أبو حفص عمر بن محمد بن عمر الأنصارىّ العقيلي (٢) قدم علينا بغداد حاجا أنبأ المعدل أبو القاسم محمود بن الحسن الطبري أنبأ أبو الخطاب محمد ابن إبراهيم بن على الطبري أنبأ أبو سهل أحمد بن محمد بن على الأبيوردى أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن سليمان حدثنا أبو محمد دعلج بن أحمد بن دعلج حدثنا أبو عمرو أحمد بن نصر الخفاف حدثنا عمرو بن على حدثنا يحيى بن سعيد عن أبيه عن عبد الله بن وديعة عن أبى ذر : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من اغتسل يوم الجمعة فأحسن الغسل أو توضأ فأحسن الوضوء ولبس أحسن ثيابه ومس ما كتب الله له من كسب أهله ثم أتى المسجد فلم يلغ ولم يفرق بين اثنين غفر الله له ما بينه وبين الجمعة [الأخرى]» (٣)

ذكر صديقنا أبو المحامد محمود بن أحمد بن الصابوني البخاري أن العقيلي مات ببخارى في شهر ربيع الأول سنة ست وتسعين وستمائة ودفن بمقبرة كلاباذ.

١٢٦٥ ـ عمر بن محمد بن عمر بن يوسف المزارع ، أبو حفص بن أبى المجد :

من أهل باب البصرة ـ تقدم ذكر والده ، سمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وغيره ، كتبت عنه ، وكان محضرا على باب القاضي بالجانب الغربي.

أخبرنى عمر بن المزارع أنبأ محمد بن عبد الباقي أنبأ على بن محمد الخطيب أنبأ عبد الواحد بن محمد حدثنا محمد بن مخلد حدثنا طاهر بن خالد بن نزار حدثني أبى عن إبراهيم ابن طهمان قال حدثني الحجاج عن قتادة عن خلاس بن عمرو عن أبى

__________________

(١) في الأصل : «الخوشاى».

(٢) في الأصل : «العاقلى».

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

١١٤

رافع عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه» (١).

توفى عمر ليلة الاثنين رابع عشري رجب سنة ثلاث عشرة وستمائة ، ودفن من الغد بمقبرة باب البصرة.

١٢٦٦ ـ عمر بن محمد بن عمر بن بركة بن سلامة بن أحمد بن أبى القاسم عبد الله بن أبى الريان ، أبو حفص بن أبى بكر الكاغذى :

من أهل دار القز ، تقدم ذكر والده ، سمع أبا الوقت عبد الأول بن عيسى السجزى وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وغيرها ، وكتبت عنه ، وكان شيخا صالحا متيقظا (٢) حسن الأخلاق لا بأس به.

أخبرنا عمر بن محمد (٣) الكاغذى بقراءتي عليه أنبأ عبد الأول بن عيسى أنبأ محمد ابن عبد العزيز الفارسي أنبأ عبد الرحمن بن أحمد الأنصارىّ حدثنا أبو الجهم العلاء بن موسى حدثنا ليث بن سعد عن نافع عن عبد الله بن عمر أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو مستقبل المشرق يقول : «ألا إن الفتنة هاهنا ـ مرتين ـ من حيث يطلع قرن الشيطان»(٤).

سألت عمر بن محمد الكاغذى عن مولده فقال : في شهر ربيع الآخر من سنة سبع وأربعين وخمسمائة. وتوفى ليلة الخميس العشرين من ذى الحجة سنة إحدى وعشرين وستمائة ، ودفن من الغد بباب حرب.

١٢٦٧ ـ عمر بن محمد بن عمر ، أبو حفص الفقيه الحنفي (٥) :

من أهل فرغانة ، تفقه ببلاده ودخل بغداد ، وهو شاب وصحب شيخنا عمر بن السهروردي مدة ثم أنه سافر إلى بلاد البطيحة وصاهر ابن الرافعي ، وأقام هناك مدة ، ثم عاد إلى بغداد ، وسافر إلى بلاد الشام والجزيرة ، وسكن سنجار مدة ثم أنه عاد إلى بغداد وأقام بها ، وعرض عليه التدريس بالمدرسة التنشبية فلم يجب ، ثم ولى التدريس

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن النسائي ص ٣٥٤.

(٢) في الأصل : «متنقظا».

(٣) في الأصل : «محمد بن عمر».

(٤) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٢ / ١٠٥٠.

(٥) انظر ترجمته في : الجواهر المضية ١ / ٣٩٦. وإنباه الرواة ٢ / ٣٣١. وبغية الوعاة ٣٦٤.

١١٥

بالمدرسة الشريفة المستنصرية لما فتحت في رجب سنة إحدى وثلاثين وستمائة ، وكان إماما في الفقه والأصول والخلاف وعلم الكلام وأقاويل الفلاسفة وعلم العربية ، ويكتب خطا مليحا ، وله نظم ونثر بليغ ، وقدمه في الزهد والرياضات والمجاهدات والحقيقة والطريقة ثابتة متمكنة ، وكان كثير العبادة دائم الخلوة مجردا من أسباب الدنيا مع ما خصه الله به من حسن الخلق والتواضع وشرف النفس ولطف الطبع ، وسمع بقراءتي معظم صحيح البخاري على ابن القطيعي ، ولم يتفق لي أن أكتب عنه شيئا من نظمه ، ولم يكن له رواية في الحديث.

أنشدنى بن محمد (١) الفرغاني ببغداد لنفسه :

يا من أضاء له شموس مناقبه

ينهون من آدابه وفضائله

لا تكسفن ضياءها بمعاتب

من زور قول تفتريه وباطله

والصدق أحلى حلية يحلى بها

كم بين خالي الجيد فيه وعاطله

واعلم بأن القول عند أولى

بيان قيمته وقيمة قائله

النهى والنصح فرض قوله وقبوله

طوبى لقائله المحق وقابله

توفى الفرغاني ليلة الأحد لعشر خلون من رجب من سنة اثنتين وثلاثين وستمائة. وحضرت الصلاة عليه من الغد بجامع القصر ، وحضر الأعيان وخلق كثير ، ودفن بمقبرة الخيزران ، وأظنه قارب السبعين من عمره ـ رحمة الله عليه.

١٢٦٨ ـ عمر بن محمد بن عمويه ، أبو حفص السهروردي الصوفي (٢) :

عم الشيخ أبى النجيب السهروردي ، قدم بغداد واستوطنها ، وتفقه على أبى القاسم الدبوسي وعلى أبى حامد الغزالي. وسمع الحديث من الشريف أبى الفوارس طراد بن محمد بن على الزينبي وأبى الحسين عاصم بن الحسن العاصمي وأبى محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي وأبى بكر أحمد بن على الطريثيثي وغيرهم روى لنا عنه حافده محمد بن أعز بن عمر ، وكان شيخا برباط سعادة على شاطئ دجلة ، صنف تاريخا على السنين سماه «المجاهدى» خدم به مجاهد الدين [...] (٣) ببغداد ، ذكر فيه ابتداء الدنيا إلى سنة أربع وعشرين وخمسمائة.

__________________

(١) في الأصل : «على بن محمد».

(٢) انظر ترجمته في : المنتظم لابن الجوزي ١٠ / ٧٥.

(٣) بياض في الأصل مكان النقط.

١١٦

أخبرنا محمد بن أعز بن عمر بن يحيى بن عمويه السهروردي أنبأ جدي قراءة عليه أنبأ طراد بن محمد الزينبي أنبأ على بن عبد الله بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا أحمد بن منصور الرمادي حدثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضى الله عنها : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يتعوذ من المأثم والمغرم ، فقالت عائشة : يا رسول الله ما أكثر ما تتعوذ من المغرم؟ قال : «إنه من غرم وعد فأخلف وحدث فكذب» (١).

أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة قال سمعت أبا سعيد بن السمعاني يقول ولد عمر بن محمد بن عمويه السهروردي سنة خمس وخمسين وأربعمائة ، وتوفى في] (٢) ليلة الأربعاء ثامن ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة ، وصلى عليه برباطه على دجلة رباط سعادة ودفن صف رويم.

١٢٦٩ ـ عمر بن محمد بن عيسى بن أحمد بن العويس النيار :

والد شيخنا مسمار ، من أهل باب الأزج ، سمع الكثير من أبى الفضل محمد بن ناصر الحافظ وحدث باليسير ، سمع يونس سبط ابن مداح ، ودلني عليه شيخنا عبد الرزاق بن عبد القادر الجيلي لأسمع منه في سنة خمس وتسعين وخمسمائة ، فلم يتفق لي لقاؤه ، وتوفى في هذه السنة.

١٢٧٠ ـ عمر بن محمد بن محمد الدبرانى ، أبو الحسن البندار :

من أهل عكبرا ، حدث عن أبى بكر أحمد بن الحسين بن عبد العزيز المعدل ، روى عنه أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري ، وذكر أنه سمع منه في ذى الحجة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.

١٢٧١ ـ عمر بن محمد بن محمد بن على الزينبي ، أبو على بن أبى تمام :

تقدم ذكر والده ، ولى النقابة على الهاشميين والصلاة والخطبة في المساجد الجامعة ، ولقب بالرضا ذى الفخرين ، وسلم إليه العهد بذلك ، وخلع عليه في يوم الخميس الثاني من جمادى الآخرة سنة ست وأربعين وأربعمائة ببيت النوبة ، وزين له جميع البلد ، وركب في الأسواق ونثر عليه الدنانير والدراهم ، وتملك في ذى القعدة سنة

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن النسائي ٨٠٥.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل

١١٧

خمسين وخمسمائة ، وكان قد ركب مع رئيس الرؤساء والهاشميين والخدم ومن انضم إليهم من الأعاجم ، وخرجوا إلى باب الحلبة لقتال البساسيرى فاسترحمهم ثم انعطف عليهم فانهزموا وهلك منهم خلق كثير ـ ذكر ذلك أبو الحسن الهمداني صاحب التاريخ.

١٢٧٢ ـ عمر بن محمد بن محمد بن عبد الله بن القاضي ، أبو حفص :

سمع النقيب أبا الفوارس طراد بن محمد بن على الزينبي وأبا عبد الله مالك بن أحمد ابن على البانياسى وأبا القاسم عبد الواحد بن على بن فهد العلاف وغيرهم ، وحدث باليسير ، سمع منه أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب النحوي بالمدرسة النظامية في رجب سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.

وقرأت بخطه وأخبرنيه عنه على بن عبد الرحمن بن على قال : عمر بن محمد بن محمد بن القاضي يكنى أبا حفص لا بأس به.

سمعت منه بقراءتي وسألته عن مولده ، فقال : في سنة تسع وستين وأربعمائة.

١٢٧٣ ـ عمر بن محمد بن معمر بن أحمد بن يحيى بن حسان أبو حفص ابن أبى بكر المؤدب ، المعروف بابن طبرزد (١) :

من أهل دار القز ، سمع الكثير بإفادة أخيه أبى البقاء محمد بن محمد [و] من آباء القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وهبة الله بن أحمد بن عمر الحريري وهبة الله بن أحمد الواسطي وأبى غالب أحمد بن الحسن بن البناء وأبى المواهب أحمد بن أحمد بن محمد بن ملوك الوراق وأبى بكر محمد بن عبد الباقي البزاز وأبى على بن عبيد الله بن الزاغونى وأبى بكر محمد بن عمر بن أحمد بن دحروج وأبى الحسن على وأبى الفضل عبد الملك ابني عبد الواحد بن محمد بن الحسن القزاز وأبى منصور عبد الرحمن بن محمد ابن عبد الواحد القزاز وأبى القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي وأبى محمد يحيى بن على بن الصولي وأبى البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطى وأبى الحسن على بن هبة الله بن عبد السلام وأبى القاسم على بن طراد الزينبي وخلق كثير غير هؤلاء ، وانفرد بالرواية عن جماعة من شيوخه وبقطعة من مروياته ، وحدث بالكثير وانتشرت عنه الرواية ، وقصده الناس لعلو إسناده ، وهو آخر من حدث في الدنيا عن

__________________

(١) انظر ترجمته في : المستفاد ص ٢١٠.

١١٨

أبى الحصين وابن البناء وابن ملوك والواسطي وابن الزاغونى وابن دحروج وعلى ابن طراد وغيرهم. وطلب من الشام للسماع عليه فتوجه إلى هناك ، وحدث بإربل والموصل وحلب وحران ، وأقام بدمشق مدة طويلة ، وروى أكثر مسموعاته ، وحصل مالا حسنا ، وعاد إلى بغداد وأقام بها مدة يحدث إلى أن أدركه أجله ، سمعت منه الكثير ، وكان يعرف شيوخه ويذكر مسموعاته. وكانت أصول سماعاته بيده ، وأكثرها بخط أخيه. وكان يكتب حسنا ، ويؤدب الصبيان ولم يكن يفهم شيئا من العلم ، وكان متهاونا بأمور الدين ، رأيته غير مرة يبول من قيام ، فإذا فرغ من إراقة بوله أرسل ثوبه وقعد من غير استنجاء بماء ولا حجر ، وكنا نسمع منه يوما أجمع ، فنصلي ولا يصلى معنا ، ولا يقوم لصلاة ، وكان يطلب الأجر على رواية الحديث إلى غير ذلك من سوء طريقته ، وحلف ما جمع من الحطام لم يخرج عنه حقا لله عزوجل.

أخبرنا عمر بن المؤدب بقراءتي عليه أنبأ أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قراءة عليه أنبأ أبو القاسم على بن المحسن التنوخي أنبأ أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان أنبأ أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله قال حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ما أسكر كثيره فقليله حرام» (١).

أخبرنا عمر بن طبرزد بقراءتي عليه أنبأ أبو غالب أحمد بن الحسن بن البناء قراءة عليه أنبا أبو محمد بن على الجوهري أنبأ أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي حدثنا بشر ابن موسى الأسدى حدثنا هوذة بن خليفة حدثنا عوف عن زرارة بن أوفى عن عبد الله بن سلام قال : لما ورد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة قال فجئت في الناس انظر فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب ، فكان أول شيء سمعته يتكلم به أن قال : «يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام» (٢).

أخبرنا عمر بن محمد بن معمر أنبأ أبو غالب ابن البناء [أنبأ] (٣) أبو محمد الجوهري أنبأ أبو عمر محمد ابن العباس بن حيويه حدثنا محمد بن القاسم حدثنا عبد الله بن أبى سعد حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم المؤدب حدثني محمد بن عثمان ابن

__________________

(١) انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ١٧٩.

(٢) انظر الحديث في : مسند أحمد ٥ / ٤٥١.

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

١١٩

ماله (١) حدثنا عبد الوهاب بن عطاء حدثني أبان بن تغلب قال : كان عابد من عباد البصرة قال لنا : أتيت البادية فإذا أنا بأعرابية وهي توصي ابنا لها وهي تقول : يا بنى أوصيك بالله يوفقك ، وإياك والنمائم فإنها تزرع الضغائن في صدور الرجال وتفرق بين المحبين ، وإياك والعيوب فخليق أن تتخذ غرضا فإن الغرض إذا اعتورته السهام ثلمته وهي ما اشتد منه ، وإياك أن تجود بدينك وتبخل بمالك ، فحرى أن تجود بمالك وتبخل بدينك ، وإذا هززت فهز كريما فإنه يلين بمهرتك ، ولا تهز اللئيم فإنه صخرة لن يتفجر ماؤها ، يا بنى مثل لنفسك مثالا ، فما استحسنته لغيرك فاعمل به وما استقبحته لغيرك فاجتنبه ، فإن المرء لا يرى عيب نفسه ، وإياك من كانت مودته بسره ، وخالف ذلك فعله ، فإن صديقه منه في مثل حال الريح في تصرفها ، قال : ثم أمسكت عنه ساعة ، قال فقلت : يا أعرابية زيديه قالت : وأعجبك كلام العرب؟ قال قلت : نعم ، قالت : يا بنى اتق البخل فإنه أقبح ما تعامل به الإخوان ، فإن ترك مكافأة الإخوان من التطفيف ، ومن جمع الحلم والسخاء فقد استجاد الخلة ، ثم قالت : ألا أنشدك أبياتا قالها المقنع الكندي؟ قال قلت : بلى ، قالت : قال :

زمان خلا ود المقنع أنه

يؤدب ولم يعط المقنع ما ودا

فإن الذي بيني وبين بنى أبى

وبين بنى عمى لمختلف جدا

إذا أكلوا لحمى وفرت لحومهم

وإن هدموا ركني بنيت لهم مجدا

لهم جل مالي إن روانى ذا أغنى

وإن قل مالي لم أكلفهم رفدا

يلومونني في الدين قومي وإنما

تدانيت في أشياء تكسبهم حمدا

أخاف عليهم خشية أن يعيروا

ببخل إذا شدوا على الصرر العقدا

قال عبد الوهاب : وبيت آخر لم أحفظ أوله وحفظت آخره :

وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا

قال أبو محمد الجوهري : وأنا أحفظ أوله وهو :

ولا أحمل [الحقد] (٢). القديم عليهم

وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا

سألت عمر بن طبرزد عن مولده ، فقال : في سنة ست عشرة وخمسمائة ، توفى في يوم الثلاثاء لتسع خلون من رجب من سنة سبع وستمائة ، ودفن من الغد بباب حرب.

__________________

(١) هكذا في الأصل.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

١٢٠