تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٩

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٩

المؤلف:

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٣٤

من أهل الحربية ، وهو أخو شيخنا وهب ، سمع مع أبيه من أبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي ، وأظنه حدث بالموصل في جمادى الآخرة من سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة ، فإني رأيت بخطه إجازة كتبها بالموصل في هذا التاريخ.

أنبأنا أحمد بن سلمان الحربي ـ ونقلته من خطه ـ قال : مات علي بن الضبيع يوم الثلاثاء العشرين من شعبان من سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة.

٨٨٦ ـ علي بن محمد بن هبة الله بن عبد الله السميع بن علي بن عبد الصمد العباسي النسابة ، يعرف بابن كلبون :

من أهل الكرخ ، تقدم ذكر والده ، كان عارفا بالأنساب ، وله مصنفات في ذلك ، وقد قرأت عليه في سنة ثمان وخمسين وخمسمائة.

وروى عن السيد النقي عبد الله بن أسامة بن أحمد بن الحسيني ، وعلي بن علي بن نصر الكاتب البصري ، قرأ عليه الشريف محمد بن أحمد بن محمد بن عمر العلوي الزيدي الحسيني.

٨٨٧ ـ علي بن محمد بن يحيى ، أبو الحسن الدريني ، المعروف بثقة الدولة بن الأنباري (١) :

كان من الأعيان الأمالي ، وكان خصيصا بالإمام المقتفى (٢) لأمر الله ، وكان فيه أدب ، ويقول الشعر اللطيف ، وبنى مدرسة لأصحاب الشافعي على شاطئ دجلة بباب الأزج ، وبنى إلى جانبها رباطا للصوفية ، وأوقف عليهما وقوفا حسنة ، سمع الحديث من النقيب أبي الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي ، وأبي عبد الله الحسين ابن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي ، وأبي الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله ابن البطر ، روى لنا عنه أبو محمد بن الأخضر.

أخبرنا ابن الأخضر بقراءتي عليه ، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن يحيى الدريني وزوجته شهدة بنت أحمد الإبري قراءة عليهما قالا : أنبأنا النقيب طراد بن محمد الزينبي قراءة عليه ، أنبأنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ، حدّثنا الحسين بن صفوان ، حدّثنا عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي ، حدثني يعقوب بن

__________________

(١) انظر ترجمته في : وفيات الأعيان ٢ / ١٧٣. والأعلام ٥ / ١٥٠.

(٢) في الأصل : «بالأيام المتقي».

٨١

إسماعيل ، أنبأنا حبان (١) بن موسى ، أنبأنا عبد الله ، أنبأنا حيوة (٢) بن شريح ، أخبرني أبو هاني الخولاني : أنه سمع عمرو بن مالك الجهني : أنه سمع فضالة بن عبيد يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «المجاهد من جاهد نفسه في الله تعالى».

قرأت على أبي بكر عبد العزيز بن أحمد بن عمر العدل بالقاهرة ، عن شهدة بنت أحمد بن عمر الإبري قالت : أنشدنا الأجل ثقة الدولة أبو الحسن علي بن محمد الإبري لنفسه :

ألا هل لأيام الصبا من يعيدها

فيطرب صب بالغضا يستعيدها

وهل عند باب الدوح من رمل حاجر

بميل إلى نوحي مع الورق عودها

سقى الله أيامي بها كل مزنة

تصوب ثراها بالحيا ونجودها (٣)

ورد لنا لبنا بجرعاء مالك

فقد طال ما ابيضت من العيش سودها

أرى الأرض والأوطان فيها فسيحة

وما يستميل القلب إلا زءودها

وكيف يلذ العيش من غير أنه

إذ ازدراه طرف الرقيب بدودها

غريم إذا ما حدث القلب سلوة

بنا حلة لا يريدها (٤)

وما العذل إلا جذوة بين أضلعي

فليت عذولي والرقيب وقودها

وكيف فكاك القلب من يد ظبية

وقد أسرته مقلتاها وجيدها

إذا غاب واشيها وأسعف وصلها

وألقت عصاها واستحال صدودها

اومد بناني الشوق حتى أضمها

إلى ح صدري مانعتني نهودها

أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة ، حدّثنا أبو سعد بن السمعاني قال : علي بن محمد بن يحيى الدريني كان يخدم أبا نصر أحمد بن الفرج الإبري وزوجه بنت شهدة الكاتبة ، ثم علت درجته وارتفعت منزلته إلى أن صار خصيصا بالمقتفى وكان يشاوره ويدينه كتب عنه ، وكان متوددا متواضعا.

قرأت بخط يوسف بن محمد الدمشقي قال : علي بن محمد الدريني مولده سنة خمس

__________________

(١) في الأصل : «حتان».

(٢) في الأصل : «خباه».

(٣) هكذا في الأصل.

(٤) في الأصل : «حدوة».

٨٢

وسبعين ـ يعني وأربعمائة.

أنبأنا أبو البركات الزيدي ، عن أبي الفرج صدقة بن الحسين بن الحداد الفقيه قال : توفي ثقة الدولة بن الإبري في يوم الثلاثاء سادس عشر شعبان سنة تسع وأربعين وخمسمائة ، ودفن في داره برحبة الجامع ، وكان خيرا كثير الصدقة ، ثم نقل بعد موت زوجته شهدة فدفنا بباب أبرز (١) قريبا من المدرسة التاجية في محرم سنة أربع وسبعين وخمسمائة.

٨٨٨ ـ علي بن محمد بن يحيى بن عمر بن محمد بن عمر بن يحيى بن الحسين ابن أحمد بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو القاسم الزيدي الحسيني (٢) :

من أهل الكوفة ، شاعر مجيد ، قدم بغداد ومدح الإمام المقتفي لأمر الله والوزير ابن هبيرة.

قرأت في كتاب «خريدة القصر» لأبي عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب الأصبهاني بخطه وأجاز لي روايته عنه قال : أبو القاسم علي بن محمد بن يحيى الزيدي الكوفي شيخ طويل ، شريف جليل ، نبيه ، كأن نظمه نسيم عليل ، أبو نسيم وسلسبيل ، أرق عبارة من غيرة من أرقه السوق وأحسن حلية من جيد ورقاء حلاها الطوق ، وفد الديوان العزيز في صفر سنة سبع وخمسين يخاطب على ملك له قد انتزع (٣). ورسم له قطع ، وكنا نجتمع في دار الوزير ابن هبيرة كل ليلة ننتظر إذنه للخواص في اللقاء وجلوسه لأهل الفضل ، وأما الرخاء فاستأنس الشريف بمجاورتي استيناسي بمجاورته وأتحفني من رقيق عبارته بيتين له في عمي العزيز رحمه‌الله في تكيته وهما :

بني حامد إن حار دهر أو اعتدى

عليكم فكم للدهر عندكم وتر

أجرتم عليه من أخافت صرونه

فأصبح يستقصيكم وله العذر

قال : ولم يزل الشريف لي جليسا ، يهدي إليّ من أعيان كلامه نفيسا ، إلى أن يتحر توقيعا (٤) لما توقعه ، واستخلص بملكه واسترجعه ، فركب إلى الكوفة مطى النوفة (٥) ،

__________________

(١) في وفيات الأعيان : «بباب أيزر».

(٢) انظر : شذرات الذهب ٣ / ٢٥١.

(٣) في الأصل : «ابترع».

(٤) هكذا في الأصل.

(٥) هكذا في الأصل.

٨٣

وعاد في سنة تسع وخمسين إلى الوزير متظلما شاكيا متألما ، وأنشده وأنا حاضر قصيدة مقتصدة في أسلوبها ، مستجيرا به من الليالي وخطوبها ، فيها بيتان جعلهما لتلك الكلمة مقطعا ، ما ألطفهما معا ، وهما :

أجرني على الدهر فيما بقي

بقيت فما قد مضى قد مضى

فلست أبالي بسخط الزمان

وأنت تراني بعين الرضا

قال : ويبدد سلكه ولد بعد ملكه وسافر إلى مصر ، كأنما ساقه القدر بها إلى القبر ، لكنه عاش فيها مديدة في ظل الكرامة ، وانتقل إلى دار الخلد والبقا ، والسلامة.

أنبأنا أبو سعد الحسن بن محمد بن حمدون الكاتب ونقلته من خطه ، قال لأبي القاسم علي بن محمد بن يحيى العلوي الكوفي في معذر :

خلعت في حبه عذارى

للبسه خلعة العذار

كأنها إذا بدت عليه

خطة ليل على نهار

قال : وله أيضا :

لله معسول الثنايا وأصبح

مجدول (١) ما تحوى الغلائل أهيف

ظلمت محياه اللحاظ بما جنت

فيه فالأولى أنه لا ينصف

أنكرت قلبي حين أنكر وده

وعرفت في جنبيه (٢) من لا أعرف

٨٨٩ ـ علي بن محمد بن يحيى بن علي بن عبد العزيز بن علي بن الحسين ، أبو الحسن بن أبي المعالي بن أبي الفضل بن أبي الحسن بن أبي محمد القرشي ، الملقب بزكي الدين (٣) :

من أهل دمشق ، كان يتولى القضاء بها هو وأبوه وجده ، وكان فقيها فاضلا أديبا عالما مليح الخط ، موصوفا بحسن السيرة والعفة والنزاهة والصلاح والديانة ، سمع الحديث بدمشق من أبي محمد هبة الله بن أحمد بن الأكفاني ، وعبد الكريم بن حمزة الحداد ، وطاهر بن سهل الأسفراييني ، وأبي الحسن علي بن الحسن بن الحسين ، وعلي

__________________

(١) في الأصل بدون نقط.

(٢) في الأصل : «حببه».

(٣) انظر ترجمته في : العبر في خبر من غبر ٤ / ١٨٨. وشذرات الذهب ٤ / ٢١٣.

٨٤

ابن المسلم السلميين ، وعلي بن أحمد بن قبيس الغساني ، وأبي المعالي الحسين بن حمزة ابن الحسين الشعيري ، وأبي القاسم يحيى بن بطريق بن بشرى الطرسوسي وغيرهم ، واستعفى من القضاء وحج ، وقدم بغداد وأقام بها سنة وأشهرا يسمع بها الحديث من أصحاب طراد الزينبي ، وأبي الخطاب بن البطر ، وأبي عبد الله بن طلحة ، وخرج له أبو إسحاق إبراهيم بن محمود بن الشعار فوائد عن شيوخه الدمشقيين ، وحدث بها ببغداد قرأها عليه مخرجها ، فسمعها أبو بكر الناقد ، وأبو الفضل بن شافع ، والشريف أبو الحسن الزيدي ، والقاضي أبو المحاسن القرشي ، والعدل أبو الفرج بن النقور ، وشيخانا : أبو محمد بن الأخضر ، وأبو الفتح ابن سعترة.

أخبرني أبو الفتح عبد الواحد بن محمود بن سعترة بقراءتي عليه ، أنبأنا القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن يحيى القرشي ، قدم علينا بغداد بقراءة ابن الشعار وانتقائه ، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين السلمي الموازيني قراءة عليه وأنا أسمع ، أنبأنا أبو الحسن محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر قراءة عليه ، أنبأنا يوسف ابن القاسم الميانجي ، أنبأنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنّى الموصلي ، حدّثنا الحسين بن الأسود ، حدّثنا محمد بن فضيل ، حدّثنا أبي ورقبة ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «انطلق ثلاثة يمشون فدخلوا في غار ، فأرسل الله عزوجل عليه صخرة ، فأطبقت الغار عليهم ، فقال بعضهم لبعض : تعالوا فلينظر كل رجل منا أفضل عمل عمله فيما بينه وبين الله عزوجل فيذكره ، ثم ليدعو الله عزوجل أن يفرج عنا مما نحن فيه ، ونلقي هذه الصخرة! فقال رجل : اللهم أنت تعلم أنه كانت لي ابنة عم فطلبت منها نفسها فقالت : والله لا أفعل أو تعطيني مائة دينار ، فجمعتها حتى أتيتها بها ، فلما قعدت منها مقعد الرجل من المرأة أرعدت وبكت وقالت : يا عبد الله اتق الله ، ولا تفتح هذا الخاتم إلا بحقه ، قال : فقمت عنها وتركتها لها ، فإن كنت تعلم أني تركتها يعني في مخافتك فأفرج عنا فرجة نرى منها السماء! ففرج الله عنهم منها فرجة فنظروا السماء ، وقال الثاني : اللهم إنه كان لي أبوان وكان لي ولد صغار ، فكنت أرعى على أبوي ، وكنت أجيء بالحلاب ، فجئت فوجدت أبوي نائمين ووجدت الصبية يتضاغون من الجوع ، فلم أزل بهم حتى ناموا ثم قمت بالحلاب عليهما حتى قاما وشربا ، ثم انطلقت للصبية بفضله فسقيتهم ، فإن كنت تعلم [أني] (١) إنما فعلت تلك من مخافتك فافرج عنا فرجة! قال : ففرج الله تعالى عنهم

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٨٥

فرجة ، وقال الثالث : اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أجير فأعطيته أجره فغضب وذهب وتركه ، فعملت له بأجره حتى صار له بقرا وغنما فأتاني يطلب أجره ، فقلت : انطلق إلى تلك البقر ورعائها فخذها ، قال : يا عبد الله اتق الله ولا تهزأ بي ، قال : فقلت انطلق وخذها ، قال : فانطلق فأخذها ، فإن كنت تعلم أني إنما كنت فعلت ذلك من مخافتك فألقها عنا! فألقاها الله عنهم فخرجوا يمشون» (١).

أخبرنا عبد الواحد بن محمود ، أنبأنا القاضي أبو الحسن القرشي ، أنبأنا محمد بن القاسم الشافعي ، أنبأنا علي بن أحمد بنيسابور قال : سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول : سمعت أبا القاسم النصرآبادي يقول : سمعت علي بن أحمد بن رزين يقول كان يقال : الأيام صحائف آجالكم فجلدوها أحسن أعمالكم.

أخبرنا أبو الفتح بن سعترة ، أنبأنا علي بن محمد بن يحيى الدمشقي قال : قرأت على والدي قال : قرأت على عبد المحسن بن عثمان النفيسي ، أنبأنا منصور بن النعمان بن منصور ، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن جهضم ، أنشدنا أبو القاسم منصور بن أحمد لأحمد بن المعدل :

ما ناصحتك خبايا الود من رجل

ما لم ينلك بمكروه من العذل

مودتي لك أتى أن تسامحني

بأن أراك (٢) على شيء من الزلل

قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي قال : بلغني أن القاضي أبا الحسن علي بن محمد بن يحيى القرشي ولد بدمشق في سنة سبع وخمسمائة.

قرأت بخط الشريف أبي الحسن علي بن أحمد الزيدي قال : توفى القاضي زكي الدين أبو الحسن علي بن محمد بن يحيى القرشي يوم الجمعة الثامن والعشرين من شوال سنة أربع وستين وخمسمائة ، ودفن من يومه بمقبرة باب حرب بالقرب من قبر الإمام أحمد بن حنبل ، وصليت عليه بجامع القصر بعد الصّلاة وتبعته إلى المدفن ، سمعت منه عن شيوخ دمشق ، وكان ذا وقار وهيئة وتدين وعلم مع نزاهة وحسن خلق وظلف نفس ، استعفى عن القضاء بدمشق فأعفي ولم يعلم له أمر يغمض به فرحمه‌الله وألحقه بنبيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلقد رزق الشهادة والسعادة وكان من أهل ذلك.

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ٣٠٢ ، ٣٠٣. ومسند أحمد ٢ / ١١٦.

(٢) في الأصل : «أداك».

٨٦

٨٩٠ ـ علي بن محمد بن يحيى بن هبيرة ، أبو الحسن بن أبي عبد الله بن الوزير أبي المظفر :

كان والده يلقب بعز الدين ، وقد تقدم ذكره ، سمع الحديث في صباه من أبي الفتح ابن البطي ، وأبي محمد بن الرخلة وأمثالهما ، وخرج عن بغداد قديما وسكن الشام مدة ، وحدث بدمشق ، سمع منه رفيقنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي ، ولما دخلت دمشق في رحلتي الأولى ، كان قد سافر إلى آمد فلم أصادفه ، وذكر لي أنه كان عسرا في الرواية.

حدثني محمد بن عبد الواحد المقدسي من لفظه في منزله بحبل قاسيون ظاهر دمشق ، حدّثنا أبو الحسن علي بن محمد بن يحيى بن هبيرة من لفظه ، أنبأنا أبو محمد صالح بن المبارك بن الرخلة قراءة عليه ببغداد في ذي الحجة سنة سبع وستين وخمسمائة.

وأخبرنا أحمد بن أبي بكر الشاهد أبو عبد الله بن سعد الوراق ، وعبد الله بن منصور العدل ، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد النعالي ، أنبأنا أبو عمر بن مهدي ، حدّثنا أبو عبد الله المحاملي ، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم بن كثير الدورقي ، حدّثنا ابن علية ، حدّثنا معمر بن فراس ، عن الشعبي ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ثلاثة يؤتون أجورهم مرتين : رجل آمن بالكتاب الأول والكتاب الآخر ، ورجل كانت له أمة فأدبها فأحسن تأديبها ، ثم أعتقها فتزوجها ، وعبد مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده» (١).

سألت أبا البركات [بن] (٢) علي بن محمد بن هبيرة عن وفاة والده فقال : توفي بآمد في يوم الجمعة ثامن جمادى الأولى سنة تسع وستمائة ، وكان في عشر السنين.

٨٩١ ـ علي بن محمد بن يعقوب ، أبو الحسن البغدادي :

حدث عن الحارث بن محمد بن أبي أسامة وعبد الله بن أحمد بن حنبل.

كتب إلى عبد الرحمن بن علي الأنصاري : أن أبا عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي أخبره ، عن القاضي أبي الحسن علي بن عبيد الله بن محمد الكسائي الهمداني ،

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن الدارمي ص ٢٩٠.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٨٧

أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن إسحاق ، حدّثنا أبو الحسن علي بن محمد بن يعقوب البغدادي إملاء من حفظه قال : سمعت الحارث بن محمد بن أبي أسامة يقول : سمعت علي بن عاصم سمعت عبد الرزاق ، سمعت معمرا ، سمعت الأعمش ، سمعت أبا صالح يقول : رأيت في الطواف شيخا كبيرا على عنقه عجوز كبيرة ، فقلت : ما هذه؟ قال : أمي أحج بها على كتفي ، فقلت : سلها ما تذكر؟ قال : يا أمه! إن هذا الشيخ يسألك ما تذكرين ، فقالت : يا بني رأيت عبد المطلب في هذا الطواف وهو يقول : مات الناس ذهب الناس.

حدّثنا أبو الحسين ، حدّثنا علي بن محمد ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثنا أبي قال : سمعت محمد بن السماك يقول : دخلت على أمير المؤمنين الرشيد فقلت : يا أمير المؤمنين بلغني في بعض الخبر : أن رجلا أعطاه الله ثروة في ماله وجمالا في وجهه وشرفا في نسبه ، فواسى من ماله وعف في جماله وتواضع في شرفه كتب في ديوان الله تعالى من خاصته ؛ فقال الرشيد : يا محمد هذا يصلح أن يكتب بالذهب.

٨٩٢ ـ علي بن محمد بن يوسف بن إبراهيم ، أبو الحسن الرفاء القرقوبي السوسنجردي :

سكن نيسابور وحدث بها عن أبي بكر أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي ، وأبي بكر محمد بن علي بن رزق الخلال ، روى عنه : أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن مندة الأصبهاني ، وأبو بكر إسماعيل بن علي الخطيب النيسابوري.

قرأت على محمد بن أبي سعيد الأديب بأصبهان ، عن محمد بن أبي نصر التاجر : أن عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن مندة أخبره ، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن يوسف السوسنجردي البغدادي نزيل نيسابور ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي ببغداد سنة سبع وخمسين وثلاثمائة ، حدّثنا الحارث بن أبي أسامة ، حدّثنا يزيد بن هارون ، حدّثنا زكريا بن أبي زائدة ، عن الشعبي ، عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «المسلم من سلم الناس من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه»(١).

قال عبد الرحمن بن مندة ، أنبأنا علي بن محمد بن يوسف السوسنجردي قال :

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ٦.

٨٨

ولدت سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة ، ومات في سلخ جمادى الآخرة ، ودفن ليلة رجب سنة سبع عشرة وأربعمائة.

٨٩٣ ـ علي بن محمد القادسي :

حدث بعكبرا عن محمد بن حماد ـ أظنه الطهراني ، روى عنه : أبو بكر أحمد بن الحسن بن هارون الأشعري.

أخبرتنا عين الشمس بنت أحمد بن محمود الثقفي بأصبهان ، أنبأنا أبو بكر محمد بن علي بن أبي ذر الصالحاني قراءة عليه في سنة ست وعشرين وخمسمائة ، أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم ، أنبأنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن فورك القباب ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن الحسن بن هارون بن سليمان الأشعري ، حدّثنا علي بن محمد القادسي سنة ست وخمسين ومائتين بعكبرا ، حدّثنا محمد بن حماد ، عن مقاتل بن (١) سليمان ، عن الضحاك بن مزاحم ، عن ابن عباس في قوله عزوجل (عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً) [سورة الإسراء ، الآية ٧٩] قال : إذا كان يوم القيامة ينادي مناد : أين حبيب الله؟ فيتخطى صفوف الملائكة حتى يصير إلى العرش فيمد يده العزيز عزوجل حتى يجلسه معه على العرش حتى تمس ركبته ركبته.

٨٩٤ ـ علي بن محمد ، أبو الحسن النجيرمي :

قرأت على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان ، عن الخضر بن الفضل ، أنبأنا أبو القاسم الفضل بن محمد البقال إذنا ، عن أبي الحسين خدا دوست بن أصفهند الديلمي ، أنبأنا أبو العباس أحمد بن الحسين بن غزوان البخاري بهمدان قال : سمعت أبا الحسن علي ابن محمد النجيرمي ببغداد قال : سمعت صدقة بن علي الزاهد يقول : سمعت الحلاج يقول :

يا شاهدا غائبا في حال غيبته

إن غاب شخصك فالتذكار موجود

والصبر عنك فمذموم عواقبه

والصبر في سائر الأشياء محمود

ومن دنا منك نال الخير أجمعه

ومن نأى عنك مكروب ومجهود

٨٩٥ ـ علي بن محمد ، أبو الحسين بن الزنجاني الصوفي :

هكذا سماه عبد الواحد بن شاه الشيرازي في كتاب «تاريخ الصوفية» من جمعه ،

__________________

(١) في الأصل : «عن مقاتل بن سليمان».

٨٩

صحب أبا القاسم الجنيد وأبا محمد الحريري ، وأبا العباس بن عطاء ، وكان له كلام مليح في التصوف.

قرأت على أبي عبد الله الواسطي ، عن أبي المحاسن الأنصاري قال : كتب إليّ ظفر ابن الداعي العلوي : أن أبا عبد الرحمن البلخي أخبره قال : سمعت أبا بكر الرازي ، سمعت أبا الحسين بن الزنجاني يقول : من كان رأس ماله التقوى كلت الألسن عن وصفه ربحه.

قال السلمي : سمعت محمد بن عبد الله ، سمعت أبا الحسين بن الزنجاني يقول : أصل العبادة على ثلاثة أركان : العين ، واللسان ، والقلب ، العين : بالعبرة (١) ، واللسان : بالصدق ، والقلب : بالتفكر.

كتب إلى أبو الفتوح العجلي : أن أبا طاهر الحسن آبادي أخبره ، أنبأنا أبو بكر الباطرقاني قراءة عليه ، أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد النسوي قال : أبو الحسين بن الزنجاني من ظراف مشايخ بغداد من أصحاب جنيد والحريري وابن عطاء ، يرجع إلى فهم ودراية ، وله حظ في علوم القوم ، وكان حسن السماع ، مات ببغداد بعد العشرين والثلاثمائة.

أنبأنا أبو المظفر بن السمعاني ، أنبأنا أبو نصر الحرضي قراءة عليه ، أنبأنا أبو بكر المزكي ، أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي قال : أبو الحسين بن الزنجاني من ظراف مشايخهم حسن السماع ، توفى بعد العشرين وثلاثمائة.

٨٩٦ ـ علي بن محمد الفقيه ، المعروف بالمسوحي :

كان يخلف القضاة ببغداد ، روى عنه : القاضي أبو علي التنوخي في «كتاب النشوار».

أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن محمد بن عبد الباقي ، أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي إذنا عن أبيه قال : حدثني علي بن محمد الفقيه المعروف بالمسوحي (٢) أحد خلفاء القضاة ببغداد قال : حدثني أبو عبد الله الزعفراني الفقيه قال : كنت بحضرة أبي العباس ثعلب (٣) يوما فسئل عن شيء فقال : لا أدري ، فقيل له : أتقول لا

__________________

(١) في الأصل : «بالغيرة».

(٢) في الأصل : «بالتنوخي».

(٣) في الأصل : «بعلب» بدون نقط

٩٠

أدري وإليك تضرب أكباد الإبل وإليك الرحلة من كل بلد؟ فقال للسائل : لو كان لأمك بعدد ما لا أدري بعر لاستغنيت (١).

٨٩٧ ـ علي بن محمد التميمي ، أبو الحسن الشاعر :

ذكره محمد بن إسحاق النديم في كتاب «الفهرست» ، ذكر أنه من أهل بغداد إمام بالموصل ، وعمل شعره نحو خمسمائة ورقة.

٨٩٨ ـ علي بن محمد ، أبو الحسن السّمرقندي :

أخبرنا يوسف بن محمد الأرغياني بنيسابور ، أنبأنا أبو البركات عبد الله بن محمد الفراوي ، أنبأنا الحاكم أحمد بن الحسين العمروي ، أنبأنا أبو سعيد عبد الرحمن بن حمدان النصروي ، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد السّمرقندي ببغداد ، حدّثنا الحسن بن علي العدوي ، حدّثنا خراش بن عبد الله ، حدثني أنس بن مالك قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الصوم جنّة» (٢).

٨٩٩ ـ علي بن محمد ، أبو الحسين الجرجاني الفقيه :

روى عنه : الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن البيع النيسابوري في «معجم شيوخه».

قرأت على أبي عبد الله الخيري بأصبهان ، عن الخضر بن الفضل ، أنبأنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن مندة إذنا ، عن أبي عبد الله الحاكم قال : سمعت أبا الحسين علي بن محمد الفقيه الجرجاني ببغداد يقول : سمعت عمرو بن أحمد الفقيه [يقول] (٣) : كنت قاعدا بين يدي منصور بن إسماعيل الشافعي دخل عليه بعض أصحابه فقال : من هذا؟ فقالوا : أبو علي الأنطاكي ، فأنشأ أبو منصور يقول :

يا قمرا باهت على ال

دنيا به أنطاكية

أنت الذي أحبه

كما أحب العافيه

٩٠٠ ـ علي بن محمد ، أبو الحسن العطاردي :

__________________

(١) في الأصل بدون نقط.

(٢) انظر الحديث في : مسند الإمام أحمد ١ / ١٩٦.

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٩١

من ساكني نهر الطابق (١) ، شاعر مدح عضد الدولة قاضي القضاة أبا محمد بن معروف ، وجماعة من الملوك والوزراء ، وطبقته نازلة في الشعر ، وكان يتقدم على الشعراء ، وذكر أبو عبد الله الخالع أنه كان ماجنا مزّاحا يعاشر الأحداث (٢) ويحضر مجلس قاضي المردان ، ويعمل أشعار الهيف.

ومن شعره :

انظر إلى دجلة مستطرفا

سكونها والقمر الساري

كأنها من فضة وسطها

ساقية من ذهب جاري

وله في صفة الجسر :

كأنما دجلة والجسر وما

مد من السفن له حتى وقف

خيل على مرودها مربوطة

رافعة رءوسها من العلف

٩٠١ ـ علي بن محمد ، أبو الحسن الصوفي :

نزيل بيت المقدس ، ذكره أبو العباس النسوي أنه بغدادي ينزل بيت المقدس ، ويخدم الفقراء ويتعاهدهم إذا دخلوا عليه ، وكان قد صحب أبا عمران الطبرستاني ، وتأدب به وأخذ عنه طريقته ، وبقي على خدم الفقراء خمسين سنة إلى أن توفي ببيت المقدس سنة أربع وسبعين وثلاثمائة ، وقد رأيته وكان حسن الخدمة والافتقاد خدمني وأحسن إليّ ، وروى النسوي في تلميذه هارون بن محمد عنه حكايات.

٩٠٢ ـ علي بن محمد المعنوي ، أبو الحسن :

أظنه من أهل حلب ، كان صاحبا لأبي بكر أحمد بن محمد الصنوبري ، روى عنه شعره ، روى عنه : أبو محمد الجوهري ، وأبو القاسم التنوخي.

أنبأنا أحمد بن يوسف القرميسيني ، أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد ، أخبرنا أبو الفضائل محمد بن أحمد بن عبد الباقي الموصلي ، أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري قال : أنشدني أبو الحسن المعنوي الشيخ الأديب قال : أنشدني الصنوبري لنفسه :

__________________

(١) في الأصل : «الطالق».

(٢) في الأصل بدون نقط.

٩٢

لا النوم أدري به ولا الأرق

يدري من [له] (١) بهذين (٢) رمق

إن دموعي من طول ما استبقت

كلت فما تستطيع تستبق

ولي مليك لم تبد صورته

مذ كان إلا ضلت له الحدق

نويت تقبيل نار وجنته

وكدت أدنو منها فاحترق

أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين ، عن محمد بن عبد الباقي الشاهد ، أنبأنا الخطيب ، أنشدنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي ، أنشدنا أبو الحسن علي بن محمد المعنوي ، أنشدنا أبو بكر الصنوبري لنفسه :

لا واشتياقي واشتياقك

غب (٣) انطلاقي وانطلاقك

ما عانق الطرف الكرى

بعد انصرافي من عناقك

لم لا العزاء على فراقي

مذ عزمت على فراقك

فدع المقيم على اعتناقي

بالملام أو اعتناقك

أنا واثق إن ليس تط

لقني الصبابة من وثاقك

٩٠٣ ـ علي بن محمد ، أبو الحسن الشمشاطي (٤) :

مصنف «كتاب الأنوار» و «كتاب الديارات» ، كان شاعرا يمدح الملوك ، أصله من الموصل ، سكن بغداد ودخل واسط في سنة أربع وتسعين وثلاثمائة ، روى أبو غالب بن أحمد بن بشران الواسطي ، عن أبي الحسن محمد بن محمد بن جمهور الشعباني عنه هذين الكتابين.

قرأت في كتاب «الفهرست» لمحمد بن إسحاق النديم بخطه قال : أبو الحسن علي ابن محمد العدوي أصله من شمشاط (٥) ـ من بلاد أرمينية ، كان يعلم أبا تغلب (٦) بن ناصر الدولة وأخاه ثم نادمهما ، وهو شاعر مصنف مؤلف ، مليح الحفظ كثير الرواية ،

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) في الأصل : «بهادين».

(٣) في الأصل بدون نقط.

(٤) انظر ترجمته في : الفهرست ص ٢٢٠. والأعلام ٥ / ١٤٣.

(٥) في الفهرست : «سميساط».

(٦) في الأصل : «ثعلب».

٩٣

وفيه تزيد (١) ، كذا كنت أعرفه قديما ، وقد قيل إنه ترك كثيرا من أخلاقه عند علو سنه ، ويحيى في عصرنا هذا ، وله من الكتب : «كتاب الأنوار» يجري مجرى الأوصاف والتشبيهات ، عمله قديما ثم زاد فيه بعد ذلك «كتاب الديارات» كبير ، و «كتاب أخبار أبي تمام» ، و «المختار» من شعره ، «كتاب القلم» (٢) ، وجود في تأليفه.

أنبأنا أبو القاسم المؤدب ، عن يحيى بن الحسن بن البناء قال : كتب إلى أبو غالب ابن بشران ، أنشدنا أبو الحسن علي بن منصور الحلبي الأخباري ، حدّثنا علي بن محمد العدوي الشمشاطي قال : أنشدني أبي ، أنشدني علي بن العباس الرومي لنفسه :

لو لا فواكه أيلول إذا اجتمعت

من كل نوع ورق الجو والماء

إذا لما حفلت (٣) نفسي متى اشتملت

على قبابله (٤) الحالين عذاء (٥)

يا حبذا ليل أيلول إذا بردت

فيه مضاجعنا والريح سحواء

وحمش القر فيه الجلد فانتقلت

من الضجيعين أحشاء وأحشاء

وأسفر القمر الساري فصفحته

ريا لها في صفاء الجو لألاء

يا حبذا نفحة من ريحه سحرا

يأتيك فيها من الريحان أنباء

قل فيه ما شب من دهر تعهده

في كل عام يد الله بيضاء

٩٠٤ ـ علي بن محمد ، أبو الحسن المقرئ ، المعروف بقرابا :

من ساكني باب الشام ، حدث عن : أبي جعفر محمد بن عمرو (٦) بن البختري الرزاز ، روى عنه أبو الفضل محمد بن عبد العزيز بن المهدي الخطيب في مشيخته ، وذكر أنه توفى في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة ودفن بباب حرب.

٩٠٥ ـ علي بن محمد ، أبو الحسن المروزي :

قدم بغداد حاجّا وحدث بها في شعبان سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة ، سمع منه أبو البركات أحمد بن عبد الله بن طاوس المقرئ ، وذكر أبو عثمان سعيد بن محمد النيسابوري العدل أنه كتب عن علي بن محمد المروزي هذا ببغداد.

__________________

(١) في الأصل : «وفيه نريد».

(٢) في كتاب الفهرست : «كتاب المعلم».

(٣) في الأصل : «جعلت».

(٤) هكذا في الأصل.

(٥) في الأصل : «غداء».

(٦) في الأصل : «بن عرور».

٩٤

٩٠٦ ـ علي بن محمد بن الكسائي ، أبو الحسن المقرئ :

ذكر أبو طاهر أحمد بن الحسن الكرخي ونقلته من خطه أنه مات في يوم الخميس ثاني ربيع الآخر سنة خمس وأربعمائة ، ودفن بمقابر قريش ، وكان شيخا صالحا ، مولده سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة.

٩٠٧ ـ علي بن محمد بن الزنانيري (١) ، أبو الحسن السابح الزاهد :

صنف في السباحة كتابا نفيسا سماه «كتاب فنون الملاحة في أصناف السباحة» قرأه عليه أبو ياسر محمد بن عبيد الله بن كادش بباب الحرم الشريف في جمادى الآخرة سنة ثمانين وأربعمائة ، وسمعه بقراءاته أبو عبد الله بن حمزة بن المظفر بن حمزة ، ورواه عنه : أبو محمد بن الخشاب وكتبه بخطه ، رأيت النسخة والكتاب حسن في فنه.

٩٠٨ ـ علي بن محمد ، أبو الحسن المطرز ، المعروف بابن المزين :

سمع أبا محمد الحسن بن محمد الخلال ، وأبا الحسن علي بن عمر القزويني ، وأبا إسحاق البرمكي وغيرهم وحدث باليسير.

قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال : مات أبو الحسن علي بن محمد المطرز يعرف بابن المزين في يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من المحرم سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة.

٩٠٩ ـ علي بن محمد ، أبو الحسن الدمشقي :

حدث ببغداد عن أبي نصر أحمد بن عبيد الله الغازي الآمدي ، سمع منه : أحمد بن محمد بن الحسن الباجسرائي وغيره في رجب سنة ست وتسعين وأربعمائة ـ ذكر هكذا أبو القاسم بن عساكر في «تاريخ دمشق».

٩١٠ ـ علي بن محمد ، أبو الحسن الأسدي ، قرأت في كتاب أبي الوفا أحمد بن محمد بن الحصين بخطه : أنشدنا الرئيس الأديب ذو البراعتين أبو الحسن علي بن محمد الأسدي لنفسه :

يا فاضح الغصن الرطيب تنعما من رطبه

ومغير قلبي بالغرام تلهفا من هجره

ألا عطفت على الغريب مسلما في حبه

نهب الفتى هبة الكرام تعطفا في وزره

__________________

(١) هكذا في الأصل.

٩٥

٩١١ ـ علي بن محمد بن الأيسر ، أبو الحسن العكبري :

ذكره أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي في معجم شيوخه ، وروى عنه حكاية ، ذكر أنه سمعها منه ببغداد.

٩١٢ ـ علي بن محمد السنبسي :

شاعر مدح الإمام المستظهر بالله بقصيدة رأيتها بخطه ـ أولها :

نادى الرحيل منادي الحي فابتكروا

كادت لذاك حصاة القلب تنفطر

ثم استقلوا فلم أملك غداة نأوا

نطقا لديهم فكان المخبر النظر

أبدى الذي كانت الأسرار تضمره

يوم الرحيل بدمع فيضه درر

وأضحت الدار قفرى لا أنيس بها

كأنها صحف عادية نكر

ما أن تحير (١) جوابا أن دعوت بها

وكيف ينطق رسم دارس دثر

أبدت معالمها الأيام واختلفت

فيها العواصف حتى ما بها أثر

وكم عهدت بها والدار جامعة

حورا من الإنس في ألحاظها حور

إذا برزت رأيت الأرض مشرقة

كأنما نثرت من فوقها درر

تكنفن (٢) حمصا به كالغصن ناعمة

ترنو بعيني ظبي في قلبه ذعر

تصمي (٣) القلوب بنيل في تقلبها

عن غير كف بقوس ما له وتر

فالعين في خفة من حسن منظرها

والقلب يصلى بنار دونها سقر

كأنها بين أبواب خصصن بها

بدر السماء حوتها الأنجم الزهر

في صورة الشمس يغشى الطرف نزها (٤)

وحسنا عن صفات الحسن معتبر

هي التي سلبت لبى بمبتسم

عذب المجاجة لا صاب ولا كدر

غداة قالت لأتراب يلدن بها

هذا قتيل غرام ما له خطر

تراه يستر ما يلقاه من ألم

ومن تهتك فيها كيف يستتر

قضت على قضاء لا انقضاء له

وليس ينفذ حتى تنفد العمر

__________________

(١) في الأصل : «تخبر».

(٢) في الأصل بدون نقط.

(٣) في الأصل : «انحاظها».

(٤) في الأصل : «يربوا».

٩٦

علت عنها على أني بها كلف

راجي الإمام الذي ما مثله بشر

ملقى العفاة أبا العباس خير فتى

أضحى لدفع صروف الدهر يدخر

من حر وجه الطاهر المبعوث من مصن

زكت وطابت فطاب العود والثمر

٩١٣ ـ علي بن محمد ، أبو الحسن المدائني :

ذكره شيخنا أبو سعد الحسن بن محمد بن حمدون الكاتب في «كتاب تاريخ الخلفاء» من جمعه ، وقال : صار إلى ديوان شعره بخطه فوجدته مدح الإمامين المستظهر بالله والمسترشد بالله ، وعامة أرباب دولتهما ، وقد أكثر في مدحهما ، ولم أرض شعره لعدم جبذه(١) ، ولم أر إسقاط ذكره من هذا الكتاب لكونه اتسم (٢) بمدحهما ، قال يمدح الإمام المستظهر بالله :

ليل ذي الوجد أليل

والمصوبات أقبل

ولذي الراح راحة

وهوى الغيد أميل

والتصابي أشهى إليّ

وأحلى وأقبل

إن حيران عالج

حرموا ثم حللوا

والخيام التي ثووا

وحشوها ورحلوا

ليتني كنت عالما

أين أموا وأقفلوا

فسل القلب عنهم

من القلب يسأل

ما بقي للوداد إلا

فؤاد معلل

وتأمل فما شفا

ؤك إلا التأمل

قد جهدنا وقصروا (٣)

لو أسأنا لأجملوا

ووصلنا فقاطعوا

لو قطعنا لأوصلوا

فاقصد الماجد الإما

م تنل ما يؤمّل

فأياديه جمة

وهي أهنى وأجزل

وعطاياه للعفا

ة من الودق أشمل

وسجاياه دأبه

ن الندى والتفضل

ما لنا من علا

ه إلا التقى والتطول

__________________

(١) في الأصل بدون نقط.

(٢) في الأصل : «اسم».

(٣) في الأصل : «قصر».

٩٧

٩١٤ ـ علي بن محمد ، أبو الحسن الأنباري الولاقي (١) :

أحد الغرباء الذين كتب عنهم أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف شيئا من شعره [و] (٢) شيئا من الأناشيد.

قرأت بخط أبي بكر بن كامل ، وأنبأنيه ابنه يوسف عنه ، أنشدنا أبو الحسن علي بن محمد اليناقي الولاقي قال : أنشدني السيد الإمام زيد بن حمزة أو حمزة بن زيد البلخي نزيل سرخس لنفسه :

لجبر الصبر في قلبي انكسار

عشية ودعوا وزمان ساروا

بقيت (٣) وأدمعي ومضوا وقلبي

فلا أدري أجاروا أم أجاروا

وأنشدنا علي البياري أيضا قال : أنشدني القاضي الإمام أبو بكر محمد بن الحسين الأرسابندي قال : كتب إلى القاضي أبو نصر أحمد بن عبد العزيز الروزني لنفسه :

تناسيتم عهدي ولم أنس عهدكم

وأعرضتم عني وما كنت مذنبا

هنيئا لكم بعدي السرور فإن لي

فؤادا (٤) بنيران الفراق معذبا

٩١٥ ـ علي بن محمود بن الحسن بن هبة الله بن محاسن بن هبة الله النجار ، أبو الحسن البزاز الأمين أخي الأبوي :

قرأ الفرائض والحساب حتى برع (٥) فيهما ، وصار أعرف زمانه بقسمة التركات ، وكان يعرف الجبر والمقابلة في الحساب ، ويستخرج العويص (٦) من المسائل من غير أن يكتب بيده شيئا ، وحضر يوما معي عند شيخنا أبي البقاء بن العكبري ، وكان شيخ وقته في معرفة الفرائض والحساب ، فسألته أن يسأله عن مسائل مشكلة من المناسخات ، فسأله فكان يجيبه من غير توقف ولا طول فكرة ، فعجب الشيخ من ذلك وقال : ما رأيت مثل هذا الرجل قط ، وأمره أن يخط خطه في الفتاوى ، فكان يفتي إلى حين وفاته ، وكنت أقرأ عليه شيئا من خط أبي بكر الأنصاري الحاسب المعروف

__________________

(١) في الأصل : «الولافى».

(٢) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصل.

(٣) في الأصل بدون نقط.

(٤) في الأصل : «فؤاد».

(٥) في الأصل : «حتى نزع».

(٦) في الأصل بدون نقط.

٩٨

بقاضي المارستان من مشكلات المسائل في المسائل واستخراج الضمير ولا أقرأ عليه الجواب فكان يفتكر فيه قليلا ويجيبني بالجواب الذي كتبه القاضي بعينه ، وكان يحفظ من الأناشيد والحكايات والأخبار وأيام الناس والتواريخ شيئا كثيرا ، ولما توفى والدي سافر إلى الشام ودخل ديار مصر ورأى الناس وخالط الفضلاء وعاد إلى بغداد ، وكان يجلس في دكان له بسوق الثلاثاء في خان الصفة يبيع فيه البز ، مضى على ذلك أكثر عمره ، وكان أمينا نزها عفيفا متورعا عن الشبهات متحريا في طلب الحلال ، فاشتهر بذلك بين الناس.

فلما ولي أبي القاسم بن الدامغاني قضاء القضاة واتصلت له به معرفة ، وعرف ما هو عليه من معرفة الفرائض ومعرفة قسم الأمتعة ، وما اشتهر عنه من حسن الطريقة والعفة والنزاهة ألزمه بأن ينظر في أموال الأيتام ، فأجاب إلى ذلك على أحسن طريقة وأجمل سيرة شكره عليها الخاص والعام ، وظهر من ورعه وتقشفه ونزاهته ما اشتهر به ، فلما عزل ابن الدامغاني قبض على أخي وهلك وعند الله يجتمع الخصوم.

وكان رحمه‌الله كثير الصوم والصلاة والذكر وقراءة القرآن ، وله أوراد بالليل والنهار لا يخل بها ، وكان كثير الصدقة دائم المعروف محتاطا في إخراج الزّكاة مسارعا إلى قضاء حوائج الناس محبا لأهل الخير.

علقت عنه كثيرا من الحكايات والأناشيد والتواريخ ، وكان هو الذي رباني ، فإن والدي رحمه‌الله توفى ولي سبع سنين ، وكان يحملني معه إلى الجامع في أيام الجمعة وأيام العيدين ويعلمني كيف أقول ، وحججت مع والدتي ولي تسع سنين ، فكان أخي يأخذني على عنقه ويريني المناسك ويطوف بي المشاهد ، وكان يؤدبني ويثقفني وينبهني على معالي الأمور ، جزاه الله عني خيرا فهو والدي وأخي ، وكان رحمه‌الله قد جمع كتابا جليلا في الفرائض ذكر فيه كل فريضة تقع في الدنيا ، وقسمها ، وفقدته بعد موته ، وذهب في جملة ما ذهب من ماله.

أنشدني أخي علي بن محمود الشهيد رحمه‌الله من لفظه وحفظه لبعضهم :

يزداد بخلا ولؤما كلما كثرت

أمواله فهو لا ترجى مواهبه

كالبحر كل مياه الأرض قاطبة

تجرى إليه ويظمى فيه راكبه

سألت أخي عن مولده فقال : في ليلة الجمعة لست خلون من المحرم سنة أربع

٩٩

وستين وخمسمائة ، وقتل في ليلة الجمعة الرابع عشر من شهر رمضان من سنة إحدى عشرة وستمائة ، وصلّي عليه ليلة السبت بالمدرسة التاجية ، ودفن عند والده بباب أبرز ـ رحمة الله عليه ورضوانه.

٩١٦ ـ علي بن محمود بن عبد الله القطان ، أبو الحسن السمسار :

جاءنا بالظفرية ، سمع أبا حفص عمر بن ظفر بن أحمد المغازلي المقرئ ، كتبت عنه شيئا يسيرا ، وكان شيخا متيقظا فهما حسن الأخلاق لا بأس به.

أخبرنا علي بن محمود القطان ، أنبأنا عمر بن ظفر المغازلي ، أنبأنا الشريف أبو منصور عبد المهيمن بن محمد بن الحسين العباسي ، أنبأنا الحسن بن أحمد البزاز ، أنبأنا أبو سهل أحمد بن عبد الله بن زياد القطان ، حدّثنا أبو يحيى الناقد ، حدّثنا عثمان بن عبد الوهاب ، حدّثنا أبي ، عن يونس وعنبسة ، عن الحسن ، عن عثمان بن أبي العاص قال : شكوت إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وجعا أجده في جوفي فقال : «ضع يدك عليه وقل : أعوذ بعزة الله وقدرته من شر هذا الوجع وشر ما أجده» سبع مرات ؛ قال : ففعلته فذهب عني (١).

سألت أبا الحسن السمسار عن مولده فقال : في جمادى الآخرة أو رجب سنة أربع وثلاثين وخمسمائة ، وتوفي في سحرة يوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة خمس وستمائة وصلينا عليه من الغد بمشهد علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه بباب أبرز ، ودفن بالمحمدية بين يدي تربة أبي سعد الصوفي.

٩١٧ ـ علي بن محمود بن أبي القاسم بن مقلد الغمري ، أبو القاسم القصار(٢):

من ساكني قراح ابن أبي الشحم ، سمع أبا السعادات نصر الله بن عبد الرحمن بن محمد القزاز (٣) ، كتبت عنه وهو شيخ لا بأس به.

أخبرنا علي بن محمود الغمري ، أنبأنا نصر الله بن عبد الرحمن ، أنبأنا علي بن الحسين الربعي ، أنبأنا أبو الحسن بن مخلد ، حدّثنا أبو جعفر بن البحيري ، حدّثنا محمد

__________________

(١) انظر الحديث في : عمل اليوم والليلة ص ١٥٥.

(٢) انظر ترجمته في : الأنساب ١٠ / ٧٤. وهامش الإكمال ٦ / ٣٦٦.

(٣) في الأصل : «القراز».

١٠٠