تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٩

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٩

المؤلف:

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٣٤

خذا من لذيذ العيش ما رق أو صفا

ونفسيكما عن باعث الهم فاصرفا

ألم تعلما أن الهموم قواتل وأحجى

الورى (١) من كان للنفس منصفا

خليلي إن العيش بيضاء طفلة

إذا رشف الظمآن ريقتها اشتفى

من المشرقات الآنسات كأنها

سقته نردى توسطت الجفا

أتاه كأن البدر ألقى ضياءه

عليها وردتها الغزالة مطرفا

إذا خطرت هزت من السمر عاملا

وإن نظرت سلت من البيض مرهفا

وتفتر عن أحوى اللثاث لحاله

حصا بردا وأقحوانا مرففا

خليلي إني رضت دهري وراضني

وجريت أحوال الرجال مكشفا

وكم قد سرحت النفس في شهواتها

وكنت لأخدان الصبابة مألفا

وجررت ذيل اللهو في مسرح الصبا

ونازعت أرباب البطالة قرقفا

معتقة شهباء عطرية الشذا

إذا شجها الساقي كأن بارق خفا

وقد طال ما أنصبت راحلة الهوى

ليالي كان الدهر بالوصل معفا (٢)

وبت أعاطي الراح بيضاء خرعبا

مبتلة أو ذا احورار منطفا

أعن إذا عازلته رق لفظه

وأصحب أو جمشته لأن معطفا

كأن السلاف البابلي أعاره ال

رضاب وسحبان الفصاحة متحفا

إذا وسنت أجفانه استيقظ الهوى

ونبه وجدا يوقظ الصب إن غفا

بميل به راح الجمال فينثني

دلالا ويكسو البان قدا مهفهفا

سقى الله أرض الجامعين وتربها

من الغيث هطال (٣) العشيات أو طفا

إذا اصطبحت فيه الرعود تضاحكت

عقائق أضحى برقها متكشفا

وحنت به نيب القطار وأورمت

روا عنه حين ازلأم وردفا

وألقى على عام الرواتي بقاعة

وجللها الزهر النضير وألحفا

محل به انصنى الزمان شبيبتي

وخط عذاري بالمشيب ونصفا

فلما رأيت الأمر قد جد جده

ونكر ما قد كان بالأمس عرفا

__________________

(١) في الأصل : «رضيت الورى».

(٢) هكذا في الأصل.

(٣) في الأصل : «عطال».

٦١

ووجهت أمالي إلى وجه يوسف

قواصده حسبي اعتمادي يوسفا

ذكر الشيخ بن علي الحلي الأديب : أن علي بن محمد بن السكون توفي في حدود سنة ست وستمائة وأنه كان نصيريا ، وذكر لي ابن الحلي أنه مات وقد جاوز السبعين.

٨٧٠ ـ علي بن محمد بن محمد بن علي الأنصاري ، أبو الحسن بن أبي بكر الرزاز :

من أهل باب الأزج ، سمع الشريف أبا معمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري ، وأبا جعفر أحمد بن أحمد بن القاضي ، وغيرهما ، وحدث باليسير ، سمع منه رفيقنا ابن النفيس بن منجب (١) الأزجي وحدثني عنه بحديث واحد ، ولقيت هذا الشيخ في يوم جمعة خارجا من الجامع ولم يكن معي شيء من مسموعاته ، فأجاز لي الرواية عنه وكتب بخطه لي بذلك في أواخر سنة أربع وتسعين وخمسمائة ، ولم يتفق لي به الاجتماع بعد ذلك ، وكان شيخا صالحا ظاهر السكون على وجهه سيما الخير.

أخبر علي بن محمد الأنصاري مشافها وخطا ، حدّثنا أبو المعمر الأنصاري من لفظه في سلخ ربيع الأول سنة إحدى وأربعين وخمسمائة ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي الطريثيثي ، أنبأنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم البزاز ، أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي (٢) ، حدّثنا إدريس بن جعفر العطار ، حدّثنا أبو بدر شجاع بن الوليد ، حدّثنا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأول» (٣)

توفى الأنصاري هذا فيما يغلب على ظني في سنة خمس أو ست وتسعين وخمسمائة ، وقد جاوز السبعين.

٨٧١ ـ علي بن محمد بن مرعول الصّيرفيّ ، أبو الحسن البغدادي :

كان يخلف قاضي القضاة أبا السائب على قضاء الشرقية ، وخلف القاضي أبا القاسم علي بن محمد بن أبي الفهم التنوخي على أعمال من نواحي واسط وكور

__________________

(١) في الأصل : «منحب».

(٢) في الأصل : «الحطي».

(٣) انظر الحديث في : مسند أحمد ٤ / ٢٩٦.

٦٢

الأهواز ، وكان من أعيان أصحاب أبي الحسن الكرخي ، روى عنه : أبو الحسن محمد ابن محمد بن جعفر الأنباري الشاهد حكاية أوردناها في ترجمته في المحمدين ، ورأيت نسبه مقيدا بخط أبي بكر الخطيب.

٨٧٢ ـ علي بن محمد بن المستنير النحوي البصري ، المعروف والده بقطرب :

روى عن والده شيئا من تصانيفه ، كان يسكن بمصر ، وقد روى عنه : أبو العباس المبرد ، وكان أبوه بصريا يسكن بغداد.

أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي بدمشق ، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن علي المقرئ ، أنبأنا أبو الكرم المبارك بن فاخر بن يعقوب النحوي ، أنبأنا أبو القاسم عبد الواحد بن برهان الأسدي ، أنبأنا أبو أحمد عبد السلام بن الحسين البصري ، وأبو الحسن علي بن عبيد الله السميني قالا : أنبأنا أبو الفتح عثمان بن حسين النحوي ، أنبأنا أبو الحسن محمد بن علي بن وكيع ، عن أبي الحسن أحمد بن سعيد بن عبد الله الدمشقي قال : حدثني أحمد بن صالح المصري وراق علي بن قطرب قال : قرأت على أبي علي بن المستنير قطرب من سورة النحل إلى آخر القرآن ، وقرأت على علي بن قطرب من البقرة إلى آخر النحل عن أبيه محمد بن المستنير بمصر في سنة تسع وأربعين ومائتين ـ يعني من كتابه في القراءات الشواذ.

أنبأنا ذاكر بن كامل بن أبي غالب ، أنبأنا أبو سعد أحمد بن عبد الجبار الصّيرفيّ قراءة عليه وأنا أسمع في سنة اثنتي عشرة وخمسمائة ، عن القاضي أبي القاسم علي بن المحسن التنوخي ، عن أبي عبد الله محمد بن عمران المرزباني ، أنشدنا علي بن سليمان ابن الأخفش ، أنشدنا محمد بن يزيد النحوي قال : أنشدني علي بن قطرب لأبيه :

أشتاق بالنظرة الأولى قرينتها

كأني لم أسلف فيها النظر

وبه : عن المرزباني ، أنبأنا محمد بن يحيى قال : وعد علي بن قطرب الحسين الجمل البصري بأضحية وأخلفه فقال :

سألنا القطربي كبشا لنسك فوعدناه

فلم يعد ليالي النحر للحين انتظرناه

فلا كبش ولا تيس ولا ديك رأيناه

فلما أخلف الكبش الذي كنا وعدناه

تللنا للجبين الشكر تلا فذبحناه

٦٣

٨٧٣ ـ علي بن محمد بن المطلب ، أبو القاسم الكاتب :

أنبأنا أبو القاسم الأزجي ، أنبأنا الأخوان عبد الله ، وإسماعيل ، ابنا أحمد بن عمر السّمرقندي إذنا ، عن أبي الحسن محمد بن هلال بن المحسن الكاتب قال : حدث أنه مرض أبو القاسم علي بن محمد بن المطلب مرضة أيس فيها من نفسه وكانت له حال جمة ونعمة ضخمة ، فأحضر جارا له وصديقا كوفيّا يعرف بخواجا أبي عبد الله أخي الصاحب أبي الغنائم العارض ، فقال له : اعلم أنني قد علمت وتحققت أن المنية قد قربت والحياة قد نفدت وأحب أن تحمل (١) تابوتي إلى مشهد أمير المؤمنين على ابن أبي طالب عليه‌السلام ، فانظر ما ترى من المئونة لذاك لأعطيكه قبل وفاتي ، فإن ابني لا يفعل ذاك معي ولا يخرج من يده حبة ، فقال : يبقيك الله ويهب عافيتك ويزيل السوء عنك ، فقال : دع مثل هذا القول عنك ، وخذ فيما قلت لك ، فقال له : نحتاج إلى عشرين دينار ، فقال له : كثير ، وما زال يحاسبه ويناقشه إلى أن استقر الحال على اثنى عشر دينارا وأخذ الدواة ، وكتب بها على بعض معامليه ، وكتب بجنب اثنى عشر دينارا نقدا ليسقط (٢) من كل دينار بذاك قيراطا ، فتعجبت من شحه في ذلك الوقت وعلى ذلك الأمر أشد العجب. وتوفي فلم يمكني ولده من حمله والنفقة عليه وارتجع الدنانير مني ودفنه في مقبرة الشونيزية المسبلة.

قرأت في كتاب «التاريخ» لأبي الحسين هلال بن الحسن الكاتب بخطه قال : سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة في يوم الخميس لأربع بقين من شوال توفي أبو القاسم علي ابن محمد بن المطلب الكاتب عن ستين سنة وبشهور قمرية.

٨٧٤ ـ علي بن محمد بن المظفر ، أبو الحسن ، المعروف بالمطرز :

صاحب أبي الحسن علي بن أحمد بن عمر الحمامي المقرئ ، حدث عنه بيسير ، سمع منه محمد بن بدر أبو غالب الهمداني بدار الخلافة في سنة خمسين وأربعمائة.

٨٧٥ ـ علي بن محمد بن منصور الأسدي ، أبو الحسن العمراني :

من أولاد المعافى بن عمران ، حكى عن أبيه وروى عن [أبي بكر] (٣) محمد بن

__________________

(١) في الأصل : «أن تحمل أن»

(٢) في الأصل : «ليستقط».

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٦٤

ثابت الخجندي (١) الفقيه ، روى عنه : أبو بكر بن كامل بن معجم شيوخه.

قرأت على إسماعيل بن سعد الله الأمين ، عن المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف قال : سمعت أبا الحسن علي بن محمد بن منصور العمراني يقول : سمعت والدي أبا بكر يقول : رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في مسجده بآمد فقلت : يا رسول الله! روينا عنك أنك قلت : «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه» ، فقال لي : نعم (٢).

٨٧٦ ـ علي بن محمد بن أبي منصور بن أبي الغنائم :

صاحب الحاتم بن أبي غالب محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن علي بن الحسن ابن عيسى الرومي بن محمد الأزرق بن عيسى الرومي النقيب بن محمد بن علي العريضي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، أبو الغنائم العلوي العريضي ، من أهل المدائن ، هكذا رأيت نسبه بخط يده ، كان شاعرا كثير القول عالما باللغة والغريب وهو الغالب على شعره ، وهو قليل المعاني متكلف المباني ، سكن بمشهد موسى بن جعفر رضي‌الله‌عنهما ببغداد مدة ، وكان يتردد إلى الحلة والكوفة وواسط ، وسمع الناس منه شيئا من شعره ولم اجتمع به.

أنشد أبو الحسن علي بن مقبل بن عبد الرحمن بن عبد الواحد العنبري قال : أنشدني أبو الغنائم علي بن محمد بن أبي منصور بن صاحب الحاتم لنفسه :

هاجني الورق مطربات الغناء

فاعترتني نواعج البرحاء (٣)

وبدا الورق لامعا كالتماع ال

صارم المنتضي (٤) فزاد عنائي

وشجاني ادكار أوقات ل

ذاتي فأمسيت واجما ذا بكاء

واكف المقلتين أبكى اشتيا

قا لزمان الأطراب والأهواء

أذكر اللهو والتنغم بالعي

د الغواني فأرتدي بالشقاء

لادكارى أيام أقتطف الل

ذات أسعى لها أجر ردائي

فارحا أبلغ المراد وأختار ال

تذاذا بالغادة الحسناء

__________________

(١) في الأصل : «الحنحدى».

(٢) انظر الحديث في : سنن أبي داود ٢ / ٣٥٤. ومسند أحمد ٢ / ٨٥.

(٣) في الأصل : «المضي».

(٤) في الأصل : «المعلين».

٦٥

كان ذاك المراح والعود دا

ج حالك كالدخنة الظلماء

وإذا الغصن ناضر ونضارى

وأمروا العنا يا صاح نائي

فغدا الغصن ذابلا ونضارى

راحلا والمشيب قاذى الضياء

إذا بدا الشيب ذا سنا واشتعا

ل بعذارى فاطعني بجفاء

ويا بني البيض الحسان واعرض

ن حفافا غرف سحاب النساء

صاح فات الصبي وتذكار ما

فاتك يهتاج راقد البرجاء

فازجر النفس وادكر وأنب

وارجع وأخلص مبادرا بارعواء

ذكر لنا أنه توفي بالحلة في سنة ثمان وستمائة.

٨٧٧ ـ علي بن محمد بن موسى بن صفوان ، أبو القاسم :

حدّث بالأنبار عن أحمد بن هيثم ، روى عنه : أحمد بن محمد الطاهري.

قرأت على أبي العباس أحمد بن محمود الصالحاني بأصبهان عن فاطمة بنت محمد ابن أحمد البغدادي : أن أحمد بن الفضل الباطرقاني أخبرها (١) ، أنبأنا أبو العباس أحمد ابن محمد النسوي بمكة ، أنبأنا أبو الحسين إسماعيل بن عمر بن الحسن بن كامل ، حدّثنا إبراهيم بن أحمد بن المولد ، حدّثنا أحمد بن محمد الطاهري قال : قرأت على أبي القاسم علي بن محمد بن موسى بن صفوان بالأنبار ، أنبأنا أحمد بن هيثم (٢) ، حدّثنا عبيد الله ابن موسى بن مطر بن ميمون ، عن أنس بن مالك : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لعلي بن أبي طالب : «أنا وأنت حجة الله تعالى على خلقه يوم القيامة» (٣).

٨٧٨ ـ علي بن محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات ، أبو الحسن بن أبي جعفر الكاتب (٤) :

من أهل همينيا (٥) قرية بين بغداد وواسط ، وذكر الصولي أنه من قرية يقال لها : بابلي قريبة من صرفين وأن جدهم ابتاع ضياعا من العاقول وانتقل إليها فنسبهم الناس

__________________

(١) في الأصل : «أخبرهما».

(٢) في الأصل : «ميثم».

(٣) انظر الحديث في : كنز العمال ٦ / ١٥٧.

(٤) انظر ترجمته في : وفيات الأعلام ٣ / ٩٧. والوزراء ٨ / ٨. والأعلام ٥ / ١٤١.

(٥) في الأصل : «هميلتا».

٦٦

إليه ، كان يتولى أمر الدواوين في أيام المكتفي ، فلما أفضت الخلافة إلى أخيه المقتدر ووزيره العباس بقي ابن الفرات على ولايته ، فلما وقعت فتنة عبد الله بن المعتز ، وقتل الوزير العباس بن الحسن استدعى المقتدر بأبي الحسن بن الفرات وقلده الوزارة في يوم الأحد لسبع بقين من شهر ربيع الأول سنة ست وتسعين ومائتين وخلع عليه من الغد ، وركب الناس جميعا بين يديه إلى داره.

قال الصولي : ودخل عليه علي بن يحيى المنجم فأنشده :

أبا حسن لتهنئك الوزاره

فقد أبدلت ظلمتها إناره

أشار لها سواك فلم ترده

وقد قصدت إليك بلا إشاره

وما ظلمت بأن جاءتك عفوا

لقد كانت عليك لها أماره

فخذها شاكرا قوسا أعيدت

إلى الرامي وكانت مستعاره

وما زالت تبغي مستقرا

فكنت لها وقد فلقت قراره

تحرت لها برأيك في أمور

تحف لها فأربحت التجارة

وأما الراكضون لها يحرق

فعاد الربح منهم للخساره

وليس وزارة الخلفاء تهنأ

وليس خلافة الرحمن عاره

فكن لهم من المكروه جاراً

فليس يخاف من أصبحت جاره

ولما أن ذكرت لنا علمنا

فإن الملك أصبح في خفاره

تجلت فتنة كنا أسفنا

بها والمسلمون على إماره

وأعقبنا الإله رضي بسخط

وأبدلت الحلاوة بالمراره

فقد أنزعت أيدينا نضاراً

وقد أنزعت دنيانا نضاره

لقد عين المبشر عين يرضى

بأن أعطيه مثلك يدي بشاره

فأبقاك الإله لنا وأبقى

لنا النعمى ووقاك الحرارة

ثم إن المقتدر فوض إليه الأمور كلها ، واعتمد عليه وبسط يده ومكنه ، فسار بالعدل والإحسان والعفو عن الجناة ، وبذل المعروف وحسن الصنيعة وسلامة المحضر ، وبسط الكرم والأفضال ، وكان موصوفا بسعة الصدر والسخاء.

قال الصولي : كان أجل الناس نفسا وكرما ووفاء ، وكان أخوه أبو العباس أحمد أكبر منه سنا وأرفع طبقة في الآداب والعلوم ، وكان أبو الحسن يتقدم أخاه في الحساب والخراج ، وله فيه مصنف ، وكان له ثلاثة أولاد : أبو أحمد المحسن ، وأبو

٦٧

الفضل ، والحسين ، وعزل عن الوزارة وقبض عليه في يوم الأربعاء لأربع خلون من ذي الحجة سنة تسع وتسعين ومائتين ، فكانت مدة وزارته ثلاث سنين وثمانية أشهر وثمانية عشر يوما ، ثم أعيد إلى الوزارة مرة ثانية في يوم الاثنين لثمان خلون من ذي الحجة سنة أربع وثلاثمائة بعد عزل علي بن عيسى بن الجراح ، ثم عزل في يوم الاثنين لثلاث بقين من جمادى الأولى سنة ست وثلاثمائة ، فكانت مدة وزارته الثانية سنة واحدة وخمسة أشهر وتسعة عشر يوما ، وولي مكانه حامد بن العباس ، ثم أعيد إلى الوزارة مرة ثالثة في يوم الخميس لسبع بقين من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة وثلاثمائة وخلع عليه وعلى ابنه أبي أحمد المحسن وولاه أمر الدواوين فبسط يده ، وصادر الناس ، وعذبهم بأنواع العذاب حتى هلكوا ، وجاهر الأكابر بالعداوة ، ولم يزل هو وأبوه على أقبح سيرة حتى عزل أبوه من الوزارة في يوم الثلاثاء لسبع خلون من شهر ربيع الأول سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة : فكانت مدة وزارته الثالثة عشرة أشهر وثمانية عشر يوما ، ويقال : إن ابن الفرات وصل الشعراء في أيام وزارته الأخيرة بعشرين ألف درهم ، وأنه أطلق لطلاب الحديث والآداب عشرين ألف درهم ، وقال : لعل أحدهم يبخل على نفسه بدانق فضة ويصرفه في ثمن ورق وحبر وأنا أولى من عاونهم على أمرهم.

وقال أبو الحسن ثابت بن نبهان : أنا أذكر أنه كان كما يتقلد أبو الحسن بن الفرات الوزارة وقد زاد سعر الثلج (١) والشمع والقراطيس والحيس (٢) زيادة مفرطة وافرة ، وكان ذلك متعارفا عند التجار.

أنبأنا ذاكر بن كامل النعال قال : كتب إلى أبو بكر الشيروي أن أبا نصر الشيرازي أخبره ، أنبأنا أبو القاسم موسى بن الحسن بن علي الساوي ، أنبأنا محمد بن عمر الكاتب قال : حدثني جماعة من مشايخنا : أن صاحب الخبز (٣) رفع إلى أبي الحسن علي بن محمد بن الفرات وهو وزير أن رجلا من أرباب الحوائج اشترى خبزا وجبنا أكله في الدهليز ، فأقلقه ذلك ، وأمر بنصب مطبخ لمن يحضر من أرباب الحوائج ، فلم يزل (٤) ذلك طول أيامه.

__________________

(١) في الأصل : «بشعر البلح».

(٢) في الأصل : «الحنش».

(٣) في الأصل : «الخبر».

(٤) في الأصل : «فلم تزل».

٦٨

قرأت على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان ، عن أبي طاهر التاجر ، أنبأنا أبو القاسم ابن مندة إذنا عن أبي الحسن أحمد بن فارس بن زكريا اللغوي قال : حدثني أبو الحسين البصري قال : قال لي رجل : كنت أخدم علي بن الفرات وهو وزير فغضب عليه السلطان ونفذ بحبسه قال : وكانت عندي خمسمائة دينار ـ فقلت لامرأتي ـ وكانت ذات عقل ورزانة : إني أريد أن أحمل هذه الدنانير إلى الوزير لعله يحتاج إليها في حبسه ، قالت : ويحك إن ابن الفرات لا يحمل إليه خمسمائة دينار ، فإنه يستحقرها وصاحبها ، قال : فغضبت امرأتي وحملت الدنانير ولطفت لبواب السجن حتى أذن لي عليه ، فلما رآني تعجب وقال : فلان؟ فقلت : نعم ، أيد الله سيدنا ، قال : فما حاجتك؟ فأخرجت الصرة وقلت : هذه خمسمائة دينار لعلها تصلح أن تبر بها بوابا ، أومأ : كلا! ثم قال : خذها تكون وديعة لي عندك ، قال : فخجلت ورجعت إلى امرأتي وحدثتها ، فقالت : قد كنت أشرت عليك ألا تفعل فأبيت ، قال : ثم إن السلطان رضي عن الوزير وأفرج عنه بعد مديدة ، وعاد إلى أفضل ما كان عليه فدخلت عليه ، فلما بصرني طأطأ رأسه ولم يملأ مني عينه ، فقلت : قد جاء ما قالته لي امرأتي وكنت أغدو إليه بعد وأروح ، فلا يزداد إلا إعراضا عني حتى أنفقت تلك الدنانير وبقيت متعطلا أبيع ما في بيتي وثياب حالي ، وبكرت إلى ابن الفرات يوما على ما بي من انكسار وضعف حال ومنه ، فدعاني وقال : وردت البصرة سفني من بلاد الهند ، فانحدر إليها وفسرها وأقبض حق بيت المال ، وما كان من رسم المستثنى! فعدت إلى أهلي وقلت لها من تمام المحنة أنه كلفني سفرا وأنا لا أقدر على ما أنفقه ، قال : فناولتني حمارا لها وقرطين ، فبعت ذلك وجعلت ثمنه نفقتي وانحدرت وفسرت السفن ، وقبضت حق بيت المال ، وما كان من رسم الوزير فحملته إلى بغداد وعرفت الوزير ، فقال : سلم بيت المال واقبض الرسم المستثنى لنا وكم هو؟ قلت له : خمسة وعشرون ألف دينار ، قال : أدّها إلى منزلك!

فأخذت إلى منزلي وسهرت ليلي لحفظها على اهتمامي وطول نهاري بها ، ومضى لهذا الحديث زمان ليس بالطويل وأبلغ ذلك إليّ ، وأبان الضر في وجهي ، فدخلت إليه يوما ، فلما رآني قال : ادن مني ما لي أراك متغير اللون سيئ الحال؟ فحدثته بقصتي في إقلالي وإضافتي ، فقال : ويحك وأنت ممن ينفق في مدة يسيرة خمسة وعشرين ألف دينار ، قلت : أيد الله سيدنا الوزير من أين لي خمسة وعشرون ألف دينار؟ قال : يا جاهل! أما قلت لك احملها إلى منزلك أتراني لم أجد من أودعه مالي غيرك ، ويحك

٦٩

أما رأيت إعراضي عنك حياء منك وتذكرت جميل صنعتك وأنا محبوس ، وقلت : متى أقضي حق هذا فيما فعله ، فجعل إلى منزلك واتسع في النفقة وأنا أنظر لك ما يغنيك ويغني عقبك إن شاء الله! فعدت إلى منزلي عودة عبد من حضرة مولى كريم وذلك سبب غنائي.

أنبأنا عبد الوهاب الأمين ، عن محمد بن عبد الباقي الشاهد ، أنبأنا أبو القاسم علي ابن المحسن بن علي التنوخي ، عن أبيه قال : حدثني أبو الحسين علي بن هشام قال : حدثني أبو علي بن مقلة ، وأبو عبد الله زنجي أنهم حضروا مجلس أبي الحسن بن الفرات في ثاني عيد الفطر سنة ست وتسعين وهي أول سني وزارته وأدخل إليه أبو أحمد عبيد الله بن عبد الله بن طاهر في نجفته وأجلس في مرتبته ، فاستدعى ابن الفرات أحمد بن مروان وكيله فأسر إليه سرا ، فبادر ودفع إلى حاجب أبي أحمد عشرة آلاف درهم فأعلمه الحاجب ذلك فشكره ونهض مبادرا مسرورا لعظم إضافته ، فلما نهض أنشده لنفسه :

أياديك عندي معظمات جلائل

طوال المدى شكري لهن قصير

فإن كنت عن شكري عنيا فإنني

إلى شكر ما أوليتني لفقير

أنبأنا محمد بن حامد الضرير ، عن زاهر بن طاهر الشحامي قال : كتب إليّ أبو القاسم بن أحمد : أن أبا أحمد المقرئ أخبره ، عن أبي بكر الصولي قال : حدثني أحمد بن العباس النوفلي وكان جليسا لبني الفرات قال : سمعت الوزير قبل الوزارة يقول : ما رأيت أحدا قط في داري وعلى بابي ليس لي عنده إحسان إلا كنت أشد اهتماما بإيصال (١) ذلك إليه منه بطلبه والاحتيال له.

قال الصولي : وحدثني أبو أمية العلائي قال : ما رأيته قط رد أحدا عن حاجة رد آيس حتى يخلط ذلك بأمل يعقله فيقول : تعاودني ، أو يقول : أعوضك من هذا ، أو يقول : نمهل قليلا ـ أو شبيه هذا.

قال الصولي : وسمعت أبا أحمد عبيد الله بن عبد الله بن طاهر يقول : حين ولي ابن الفرات الوزارة ما افتقرت الوزارة إلى أحد قط افتقارها إليه.

قال الصولي : خرجت يوما مع أبي العباس بن النوفلي من داره ـ يعني ابن الفرات ـ

__________________

(١) في الأصل : «باتصال».

٧٠

صلاة المغرب فخرج معنا فراشان بشمعتين ، فلما جلسنا في الماء دفعا (١) الشمعتين إلى غلماننا فرددناهما فقالا : لا نأخذهما قد أمرنا أن ندفع بعد اصفرار الشمس إلى كل من خرج شمعة ، فقلنا : قد قبلناهما ووهبناهما لكما ، فقالا : أتريدان أن نعاقب ونخرج من الدار؟ فتركاهما ومضيا.

قال الصولي : وحدثني أبو الفضل بن الفرات قال : لما قبض على ابن الفرات بعد وزارته الأولى نظرنا فإذا هو يجري على خمسة آلاف من الناس أقل جاري أحدهم خمسة دراهم في الشهر ونصف قفيز دقيق إلى عشرة أقفزة ومائة دينار في كل شهر.

قال الصولي : وحدثني أحمد بن العباس النوفلي أنهم كانوا يجالسونه قبل الوزارة بتكاء لكل واحد ، فلما ولي الوزارة وجلس معهم ليلة لم يجئ الفراشون بالتكاء ، فغضب عليهم وقال : إنما رفعني الله لأضع من جلسائي ، والله لا جالسوني إلا بتكائين ، فكنا كذلك ليال حتى استعفينا ، فقال لنا : والله ما أريد الدنيا إلا لخير أقدمه أو صديق أنفعه ، وما أقول إني أحسنت إليكم بمقدار ما تستحقون وأنتم إخواني ، ولو لا أن النزول عن الصدر سخف لا يصلح لمثل حالي لما أخذته عليكم ولساويتكم في المجلس.

قال الصولي : ومن فضائله أني لم أسمعه قط ولا غيري دعا أحدا من كتابه غير كنيته وكذلك سائر حجابه وأصحابه ، وكذلك إذا ذكره وهو غائب ، وربما قال : أين فلان؟ فسبقه لسانه بتسميته رجع فكناه.

وقال الصولي : حدثني سوار بن أبي شراعة قال : سرت مع ابن الفرات قبل الوزارة في طريق إلى بعض إخوانه فلما أراد الرجوع قلت له : هاهنا طريق أقرب من ذلك ، فقال : قد عرفته ولكني قد ألفت هذا الطريق فما أحب أن أسلك غيره لأني آلف كل شيء حتى الطريق.

قال الصولي : وكان اعتل في أيام وزارته علة صعبة ، فكان إذا أفاق [قال] (٢) ما غمي بعلتي بأشد من غمي بتأخر حوائج الناس وفيهم المضطر والمعتل ومن يريد سفرا ، فضعوا الأعمال بين يدي ، وكان كلما أفاق نظر في الشيء بعد الشيء منها وهو من الضعف لا يبين الكلام.

__________________

(١) هكذا في الأصل ، وفي كتاب الوزراء : «فلما نزلنا إلى التميرية»

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل

٧١

قال الصولي : ورأيته حين ولي وزارته الأولى وقد مشى الناس بين يديه كما كانوا يمشون بين يدي العباس بن الحسن ، فمنع من ذلك وغضب وقال : أنا لا أرضى لغلماني أن فعلوا هذا ، أكلفه قوما أحرارا لا الإحسان سؤالي عندهم.

أنبأنا أبو القاسم الحذاء ، عن أبي غالب الذهلي ، أنبأنا هلال بن المحسن الكاتب قال : حدث أبو الحسين أحمد بن محمد بن الميمون قال : كنت بحضرة أبي الحسن بن الفرات في بعض العشايا فقط الفراش شمعة كانت بين يديه قطا استعجل فيه وسقط منها شرار قرب منه وخاف الفراش ومضى مبادرا وتبعه خادم كان يرؤس (١) على حواشيه لينكر (٢) عليه ويضربه ، فصاح الوزير به وقال له : عد إلى مكانك أتراه البائس تعمدني بما فعل واعتقد أنه يحرقني؟ وإنما اتفق على ما اتفق من سبيل الغلط.

أنبأنا أبو محمد بن الأخضر ، عن أبي منصور المقرئ : أن الحسن بن علي الشاهد أخبره ، حدّثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون الضبي (٣) إملاء قال : وجدت في كتاب والدي : حدثني الوزير أبو علي محمد بن علي عن الوزير أبي الحسن علي بن محمد بن الفرات قال : ولد لبعض الكتاب ولد فسماه عليا وكناه أبا حفص ، قال : فقال له أخي أبو العباس : لم كنيته بأبي حفص؟ قال : أردت أن أنغصه على الرافضة.

قرأت على أبي القاسم الحسين بن هبة الله الثعلبي بدمشق ، عن أبي محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الطوسي قال : سمعت أبا محمد القاسم بن علي الحريري البصري ببغداد يقول : حكى أن بعض الأدباء جوز بحضرة الوزير أبي الحسن بن الفرات أن مقام السين مقام الصاد في كل موضع ، فقال له الوزير : أتقرأ جنات عدن يدخلونها ومن سلح؟ فخجل الرجل وانقطع.

أنبأنا ذاكر بن كامل بن أبي غالب ، عن شجاع بن فارس الذهلي ، حدّثنا أبو بكر الخطيب قال : حدثني أبو الحسين محمد بن الحسن بن محمد بن أحمد الأهوازي ، حدّثنا الوليد بن معن الموصلي قال : حكى لنا إبراهيم بن يحيى ، حدثني أبو علي بن مقلة أنه كان يوما بحضرة ابن الفرات قال : فوقع في يده فصة في جملة الفصص فتأملها طويلا ، ثم رمى بها إليّ ثم أمر أن يطلب صاحبها فلم يوجد ، وإذا فيها :

__________________

(١) في الأصل : «يروس».

(٢) في الأصل : «لينكد» تصحيف.

(٣) في الأصل : «المضي» تحريف.

٧٢

لو كان ما أنتم فيه يدوم لكم

ظننت ما أنا فيه دائما أبدا

فقد سكنت إلى أني وأنكم

سنستجد (١) خلاف الحالتين (٢) غدا

فقلت : أيها الوزير لو وجدت رافعها ما كنت تفعل به؟ قال : كنت أحسن إليه.

قرأت في كتاب بعض الأدباء بخطه قال : أنشدني أبو الحسين علي بن هشام الكاتب قال : أنشدني أبو عبد الله الزنجي الكاتب قال : أنشدني أبو الحسن بن الفرات لنفسه وعملهما وأنا حاضر وليس له شعر غيرهما فيما علمت :

معذبتي (٣) هل لي إلى الوصل حيلة

وهل لي إلى استعطاف قلبك من وجه

فلا خير في الدنيا وأنت بخيلة

ولا خير في وصل (٤) يكون على كره

أنبأنا أبو القاسم الحذاء ، عن أبي غالب الذهلي ، أنبأنا هلال بن المحسن الكاتب في كتابه قال : لأبي الحسن بن الفرات ـ وأورده في كتاب «الوزراء» :

خليلي قد أمسيت حيران موجعا

وقد بان شرخ للشباب فودعا

ولا بد أن أعطي اللذاذة حقها

وإن شاب رأسي في الهوى وتصلعا

إذا كنت للأعمال غير مضيع

فما حق نفسي أن أكون مضيعا

أنبأنا أحمد بن سكينة ، عن أبي بكر الأنصاري ، أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسن ابن علي التنوخي إذنا عن أبيه قال : حدثني أبو الحسين علي بن هشام بن عبد الله الكاتب قال : دخلت مع أبي على أبي الحسن علي بن الفرات في وزارته الثالثة وقد غلب ابنه المحسن عليه في أكثر أموره ، فقال له أبي (٥) : هو ذا يسرف أبو أحمد المحسن في مكاره الناس بغير فائدة ، ويضرب من لو قيل له اكتب بغير ضرب لكتب ، ثم يطلب فيوافق على أداء المال وقتا بعينه فيتأخر (٦) إيراد الروزنة فيضرب القوم وقد أدى المال فيضرب الضرب ضياعا وقد أدى المال ، فقال له أبو الحسن : يا أبا القاسم ، لو لم يفعل أبو القاسم هذا بأعدائه ولمن أساء إليه لما كان من أولاد الأحرار ولكان

__________________

(١) في الأصل بدون نقط.

(٢) في الأصل : «الحاليين».

(٣) في الأصل : «معذبني».

(٤) في الأصل : «رحل».

(٥) في الأصل : «إني».

(٦) في الأصل : «فياخر».

٧٣

ميتا ، أنت تعلم (١) أني قد أحسنت إلى الناس دفعتين فما شكروني ، ومشوا على دمي والله لأسيئن ، فلما خرجنا من حضرته قال لي : إني سمعت بأعجب من هذا الكلام نحن لم ننجب من الإحسان دفعتين [ما] (٢) ننجب من الإساءة ، فما مضت إلا أيام يسيرة حتى قبض عليه وجرى ما جرى على أمره.

قال الصولي : لما ولي ابن الفرات الوزارة الثالثة خرج متغيظا على الناس لما كان فعله حامد بن العباس لما ولي الوزارة بابنه المحسن فأطلق يد ابنه على الناس ، فقتل (٣) حامد بن العباس بعد أن عذبه عذابا عظيما ، وترك طلب المال وطلب الأنفس ، فأثار (٤) العالم وكان مشئوما على أهله وماحيا (٥) لمناقبهم ، ولما أسرف في ضلاله ولعنته اعتل فأصبح الناس يرجفون به لما في نفوسهم ، ثم خرج مثل الشيطان ، فقلت في وقتي :

يا من لسجنه عين منه تقرأ العيون

ومن إذا أسر يوماً فكلنا محزون

قالوا المحسن أوذي فقلت ذا لا يكون

إني اهتدت بالقوى إلى المنون المنون

قال الصولي : وقبض المقتدر على ابن الفرات ، وأفلت ابنه المحسن فاشتد السلطان وجميع الأولياء في طلبه إلى أن وجد وقد حلق لحيته وتشبه بالنساء ولبس خفّا وإزارا وطولب هو وابنه بالأموال ، وسلما إلى الوزير القاسم [بن] (٦) عبيد الله بن محمد بن عبيد الله فعلما أنهما لا يفلتان ، فما أذعنا بشيء واختالا ممن مضى إلى السلطان ، فتضمن عنهما أنهما إن أخرجا عن أيدي أعدائهما وأخذهما السلطان إلى داره حملا إليه مالا كثيرا ، فهم السلطان بذلك ، فاجتمع الرؤساء : مؤنس ، ونصر الحاجب ، وشفيع اللؤلؤي ، ونازوك ، وشفيع المقتدري ، فتشاوروا وقالوا : إن تمكن من السلطان أهلك الجماعة ، فأشار نصر الحاجب بأن يتقدم إلى الغلمان الحجرية أن يحملوا السلاح ويقولون (٧) أترى مولانا يوليه وزارة رابعة ، وأنهم لا يرضون بتلفه وتلف ابنه المحسن ،

__________________

(١) في الأصل : «أنت تعلم أنت تعلم».

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٣) في الأصل : «فقبل».

(٤) في الأصل : «فامار».

(٥) في الأصل : «ما حنا».

(٦) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٧) هكذا في الأصل.

٧٤

ولما حملوا السلاح كتب شفيع اللؤلؤي بالخبر إلى الخليفة ، وعظمه ، وزعم أنه [إن] (١) لم يقتلا لفل على رؤساء الدولة وغيرهم ، فهاب ذلك السلطان وخاف الحجرية خوفا شديدا إلا أنه لم يثق بهم ، فتقدم إلى نازوك فقتلهما في الدار التي بشط المحرم التي كان ينزلها ابن الفرات لما ولي الوزارة ، ووجه برأسيهما إلى المقتدر في سفط ، وغرق جسديهما عند بن ظاهر ، ففعل ذلك شفيع ابن المقتدري ، فقلت في ذلك :

ذلل الدهر عز (٢) الفرات

ورماهم بفرقة وشتات

ليت أن الفرات غدوا جميعا

قبل ما قد رأوه في الأموات

فلعمري لراحة الموت خير

من صغار وذلة في الحيات

لم يزالوا للملك أنجم عز

وضياء فأصبحت كاسفات

قال : وقيل فيهم أيضا :

يا أيها اللحد الضنين بما له

يحمي بتعطيب قليل نواله

أوما رأيت ابن الفرات وقد أتى

أدباره من بعد ما إقباله

أيام تطرقه السعادة بالمنى

وينال ما يهواه من آماله

فحل من النعمى وأصبح يشتكي

أقياده ألما إلى أغلاله

وكذا الزمان بأهله متقلب

فاسمح بما أعطيت قبل زواله

ذكر القاضي أبو القاسم التنوخي : أن القاضي أبا جعفر أحمد بن إسحاق بن البهلول الأنباري التنوخي قال في ابن الفرات بعد عزله من وزارته الثالثة :

قل لهذا الوزير قول محق

فيبثه النصح أيما (٣) إبثاث

قد تقلدتها ثلاثا ثلاثا

وطلاق البتات (٤) عند الثلاث

قال : وكان الأمر على ما قاله ، فإن ابن الفرات لم يعد بعد الوزارة الثالثة إلى النظر. وقيل في محبسه لما قبض على ابن الفرات استتر ولده المحسن أياما ، ثم ظهر عليه فقبض عليه وعذب بأنواع العذاب وضربت عنقه في يوم الاثنين لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة ، وأحضر رأسه فألقي بين يدي أبيه ، فارتاع

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) في الأصل : «عن»

(٣) في الأصل : «إنما».

(٤) في الأصل : «الثبات».

٧٥

لذلك ، ثم ضربت عنقه واحتز رأساهما ، فحملا إلى دار الخلافة وألقيت جثتاهما (١) إلى الماء، ثم ألقي بعد ذلك الرأسان في الفرات.

وكان لأبي الحسن بن الفرات إحدى وسبعون سنة وشهور ؛ لأن الصولي ذكر أن مولده لسبع بقين من شهر ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين ومائتين ، وكان لابنه المحسن ثلاث وثلاثون سنة.

٨٧٩ ـ علي بن محمد بن موسى ، أبو الحسن الصابوني المقرئ (٢) :

أقر القرآن على أبي القاسم زيد بن علي الكوفي بحرف عاصم ، ورواه عنه. قرأ عليه أبو علي الحسن بن القاسم الواسطي غلام الهراس ببغداد في أصحاب الزبيب وروى عنه.

٨٨٠ ـ علي بن محمد بن ميسرة ، [أبو] (٣) الحسن :

حدث عن أبي يونس محمد بن أحمد ، روى عنه أبو بكر بن [أبي] (٤) دارم الكوفي في كتاب «المنافع» من جمعه.

أنبأنا أبو الفرج الحراني ، عن أبي الغنائم محمد بن علي القرشي ، أنبأنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي ، أنبأنا الحسن بن حسين بن حبيش ، وزيد بن محمد المؤدب قالا : أنبأنا أحمد بن محمد بن السري بن يحيى التميمي أبو بكر بن أبي دارم ، حدّثنا أبو الحسن علي بن محمد بن ميسرة البغدادي ، حدّثنا محمد بن أحمد أبو يونس ، حدّثنا إبراهيم بن حمزة ، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أخيه ، عن جده ، عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ثلاث مهلكات وثلاث منجيات ، فأما المنجيات : فخشية الله تعالى في السر والعلانية ، والاقتصاد في الفقر والغنى ، والحكم بالعدل في الغضب والرضا ؛ والمهلكات : شح مطاع ، وهوى متبع ، وإعجاب المرء بنفسه» (٥).

__________________

(١) في الأصل : «جثثيهما».

(٢) انظر ترجمته في : طبقات القراء للجزري ص ٥٧٦.

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٤) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٥) انظر الحديث في : الجامع الصغير ١ / ١١٩.

٧٦

٨٨١ ـ علي بن محمد بن نصر بن علي اللبان ، أبو الحسن الدينوري (١) :

سكن غزنة ، وكان من الجوالين في طلب الحديث ، سمع وكتب بخطه الكثير وجمع ، وكانت له عناية بهذا الشأن ، سمع بالدينور : أبا منصور محمد بن أحمد بن علي بن ميمونة المقرئ ، وبأصبهان أبا نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ، وأبا سعيد محمد بن علي ابن عمرو النقاش ، وأبا بكر بن أبي علي الحافظ ، ومحمد بن عبد الله الرباطي ، وأبا الحسن بن هيلة (٢) ومحمد بن محمد بن سليمان الواعظ ، ومحمد بن عمر بن محمد الكوكبي ، وبنيسابور : أبا عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي ، وأبا بكر أحمد بن الحسن الحيري ، وأبا سعيد محمد بن موسى الصّيرفيّ ، وأحمد بن علي بن منجويه الحافظ ، ومنصور بن محمد بن أحمد المفسر ، وعلي بن محمد الطرازي (٣) وعبد الله بن عبد الرحمن الحرضي ، وبأسفرايين : أبا الحسين علي بن محمد المقرئ ، وبجرجان : أبا القاسم حمزة بن يوسف السهمي ، وعبد الرحمن بن محمد بن الحسين الفارسي ، وبتستر : محمد بن يعقوب الديباجي ، وذا النون بن محمد الصائغ ، وبالأهواز عبد الصمد بن أحمد الأهوازي ، ومحمد بن الحسن الأصبهاني ، وأحمد بن علي بن عبدوس ، وأبا القاسم الحسين بن أحمد الكواز ، وبالبصرة : القاضي أبا عمر القاسم بن عبد الواحد الهاشمي ، وأحمد بن إسحاق بن خربان (٤) النهاوندي ، وأبا بكر محمد بن علي ابن نخبة الصّيرفيّ ، وعلي بن أحمد بن إبراهيم البزاز ، وعلي بن الحسن النجاد، وعلي ابن حمزة المقرئ المواقيتي (٥) ، وأبا تمام الحسن بن محمد بن محمد الأنصاري ، ومحمدابن أحمد بن داسة ، وأبا محمد الحسن بن أحمد بن بشار السابوري ، وعلي بن عمر الرقاص ، وأبا يوسف رياح بن علي بن موسى القاضي ، والقاضي أبا عمر محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن اشتافنا (٦) ، وبدير العاقول : المبارك بن محمد بن علي بن يوسف بن هزوما ، وقدم بغداد بعد الأربعمائة وسمع بها : أبا الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت ، وأبا عمرعبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي الفارسي ، وأبا الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه ، وأبا الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار ،

__________________

(١) انظر ترجمته في : كتاب التقييد لابن نقطة ٢ / ٢٠٨.

(٢) في الأصل بدون نقط.

(٣) في الأصل : «الطوازي».

(٤) في الأصل : «بن جريان».

(٥) هكذا في الأصل.

(٦) هكذا في الأصل.

٧٧

وأبا عبد الله أحمد بن محمد بن يوسف بن دوست العلاف ، وأبا الحسين علي بن محمد ابن عبد الله بن بشران ، وجماعة غيرهم ، وحدث باليسير ، روى عنه : أبو بكر الخطيب.

أنبأنا أبو القاسم سعيد بن محمد المؤدب ، عن أبي السعود أحمد بن علي بن المجلي (١) ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قراءة عليه قال : حدثني أبو الحسن علي بن محمد بن نصر الدينوري ، حدّثنا حمزة بن يوسف السهمي بجرجان ، حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن محمد الآجري برباط دهستان ـ وكان ثقة ـ حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الخواص بركض آمد ، حدّثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني ، حدثني محمد بن إدريس الشافعي ، حدثني مالك بن أنس الحجازي ، عن ربيعة ، عن أبي عبد الرحمن ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : خرج إلينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «أيها الناس! سلوا ربكم العفو والعافية». قال ابن عمر : قلت : يا رسول الله زدني! قال : «إن أعطيتهما فقد أفلحت» (٢).

قرأت على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان ، عن محمد وعلي ابني أحمد اللباد قالا : أنبأنا أبو الحسين المبارك بن محمد بن عبيد الله بن السوادي في كتابه إلينا قال : سمعت أبا الحسن علي بن محمد بن نصر الدينوري اللبان بعكبرا لفظا يقول : سمعت الأستاذ أبا إسحاق محمد بن أحمد بن إبراهيم الواعظ يقول : سمعت أبا الحسين الخفاف يقول : سمعت أبا العباس السراج يقول : سمعت هارون بن عبد الله ، سمعت هارون بن معروف يقول : من زعم أن القرآن مخلوق فكأنما عبد اللات والعزّى ، يا أبا موسى احك عني.

كتب إلى إسماعيل بن محمد الخطيب ، أنبأنا أبو سعد بن السمعاني قال : قرأت بخط والدي قال سمعت الموفق بن عبد الكريم الهروي يقول : كان شيخنا أبو الحسن بن اللبان عنده «حلية الأولياء» سماعه من أبي نعيم فأتاه صوفي فسأله أن يقرأه فقال له الشيخ : إن في هذا الكتاب ذكر الممتحنين فإن أردت أن تقرأه فوطن نفسك على المحنة ، فقال الصوفي : نعم ، فابتدأ في قراءته وكان يقرأه أياما فاتفق أنه انتهى إلى موضع فيه ذكر أبي حنيفة وذمه ، وكان في المجلس إنسان حنفي ، فسمع ذلك وسعى بالشيخ

__________________

(١) في الأصل : «المحلي».

(٢) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٢ / ١٩٩. ومسند أحمد ٣ / ١٢٧.

٧٨

إلى القاضي ، ورفع الأمر إلى السلطان ، فأمر الشيخ أبا الحسن بلزوم بيته وأقفل باب المسجد ، ومنع من التحديث ، قال : وكان ذلك في آخر عمره ، فنالته في ذلك بلية شديدة ، وأخذ الصوفي وضرب ضربا عنيفا ونفي من البلدة ، وصحت فراسة الشيخ في ذكر المحنة.

كتب إلى محمد ولا مع ابنا أحمد بن نصر الصيدلاني : أن يحيى بن عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن مندة أخبرهما : قال علي بن محمد بن نصر اللبان الدينوري رحل إلى خراسان والبصرة وواسط ، مات بغزنة وكان مذكورا في حفاظ الحديث موصوفا بالفهم.

كتب إلى عبد السلام بن طاهر بن شعيب الهمداني ، أنبأنا أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلي ، أنبأنا أبي قراءة عليه في كتاب «طبقات الهمدانيين ومن دخل همدان من الغرباء» قال : علي بن محمد بن نصر بن علي اللبان أبو الحسن الدينوري قدمها في رجب سنة سبع وعشرين وأربعمائة ، روى عن : هلال الحفار وأبي عبد الله بن خربان وأبي القاسم السهمي ، وأبي بكر الحيري ، وأبي عمر بن مهدي ، وأبي الحسن بن الصلت ، والقاضي أبي عمر الهاشمي ، حدّثنا عنه : أبو العلاء محمد بن طاهر العابد ، وأبو بكر أحمد بن عمر المعبر ، وكان صدوقا يحسن (١) هذا الشأن ، وعاجله الموت ولم يحمل (٢) عنه إلا القليل.

قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون بخطه ، وأنبأنا نصر الله بن سلامة الهيتي ، أنبأنا محمد بن ناصر قراءة عليه ، عن ابن خيرون قال : بلغنا وفاة أبي الحسن علي بن محمد بن نصر بن اللبان الدينوري بغزنة في أول هذه السنة ـ يعني سنة تسع وتستعين وأربعمائة. كان سمع في الدنيا كلها في كل بلد : بغداد وواسط والبصرة وبلاد خراسان ، وطاف الدنيا وجمع الشيء الكثير ، وحدث وهو ثقة.

٨٨٢ ـ علي بن محمد بن الصواف ، أبو الحسن :

سمع الشريف أبا الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون ، وحدث باليسير ، وذكر أنه ولد بمصر ، سمع منه السيد أبو المناقب محمد بن حمزة بن إسماعيل الحسيني (٣)

__________________

(١) في الأصل : «محسن».

(٢) في الأصل : «محمل».

(٣) في الأصل : «الحسني».

٧٩

الهمداني في محرم سنة اثنتين وخمسمائة.

أنبأنا أبو القاسم المؤدب ، عن أبي المناقب الحسيني (١) ، أنبأنا علي بن محمد بن نصر الصواف بقراءتي عليه ببغداد ، وأخبرنا عبد الوهاب بن علي الأمين ، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد الخياط قالا : أنبأنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون قراءة عليه ، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر الدار قطني ، حدّثنا علي بن عبد الله بن مبشر بواسط ، حدّثنا محمد بن كثير بن بنت (٢) بن هارون ، حدّثنا سرور بن المغيرة ، عن سليمان التميمي ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من كان له ثلاث بنات يعولهن ويرحمهن فله بهن الجنة» (٣).

٨٨٣ ـ علي بن محمد بن النعمان ، أبو الحسن الأنباري :

روى عن والده أبي سعيد محمد بن النعمان ، روى عنه : ابنه أبو جعفر محمد بن علي ، وقد تقدم ذكر أبيه وابنه في أول الكتاب.

٨٨٤ ـ علي بن محمد بن الوزير ، أبو الحسن المستعمل :

من أهل النصرية ، سمع أبا محمد الحسن بن محمد الخلال ، وحدث باليسير ، روى عنه أبو البركات هبة الله بن المبارك السقطي في معجم شيوخه.

أنبأنا ذاكر بن كامل عن أبي نصر محمود بن الفضل الأصبهاني ، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن الوزير المستعمل قراءة عليه ، حدّثنا أبو محمد الحسن بن محمد الخلال إملاء ، حدّثنا محمد بن المظفر بن موسى الحافظ ، حدّثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الصلحي ، حدّثنا إبراهيم بن أبي حميد الحراني (٤) ، حدّثنا عثمان بن عبد الرحمن ، عن طلحة بن زيد ، عن أبي الزبير المتكي ، عن جابر : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [قال] (٥) : «لا تسلموا تسليم اليهود ، فإن تسليمهم إشارة بالأكف والأصابع والحواجب» (٦).

٨٨٥ – علي بن محمد بن وهب ، أبو الحسن التاجر ، المعروف بابن الضييع :

__________________

(١) في الأصل : «الحسين».

(٢) هكذا في الأصل.

(٣) الحديث سبق تخريجه.

(٤) في الأصل : «الجراني».

(٥) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٦) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٢ / ٩٤

٨٠