تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٩

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٩

المؤلف:

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٣٤

أبي القاسم بن السّمرقندي بجامع المنصور ، سمع الشريفين أبا علي محمد بن محمد بن عبد العزيز بن المهدي ، وأبا الغنائم محمد بن محمد بن أحمد بن المهتدي ، وأبا طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف ، وأبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبا غالب أحمد ، وأبا عبد الله يحيى ابني الحسن بن أحمد بن البناء ، وأبوى بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، ومحمد بن الحسين المزرفي ، وأبا العز أحمد بن عبيد الله بن كادش ، وأبا عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب الدباس المعروف بالبارع وخلقا كثيرا من أصحاب أبي الحسين بن النقور ، وأبي محمد الصريفيني ، وأبي القاسم بن البسري ، وأبي نصر الزينبي ، وأبي بكر الخطيب ، ومات شابا لم يبلغ أوان الرواية ، كتب عنه شيخه أبو بكر الأنصاري حديثا ، وأخرجه فيما كان يجمعه من مسانيد الخلفاء.

قرأت في كتاب أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري بخطه وأنبأنيه عنه جماعة قال: حدثني أبو الحسن علي بن هبة الله بن مسعود البزاز ، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن الحسين البزاز بباب البصرة ، وأخبرتنا خديجة بنت أبي منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقي بقراءتي عليها قالت : أنبأنا أبي قراءة عليه قالا : أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن علي بن البسري البندار ، حدّثنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي ، حدّثنا أبو بكر محمد بن يحيى بن عبد الله الصولي إملاء ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا يحيى بن أكثم ، حدّثنا أمير المؤمنين المأمون ، حدّثنا هشيم ، عن أبي الجهم ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلى النار» (١).

قلت : كان في أبي الحسن غفلة وسلامة مع فضله وصدقه وصلاحه وديانته ، ويحكى عنه في ذلك حكايات منها ما حدثني أبو العباس أحمد بن أحمد بن البندنيجي الشاهد قال : سمعت أبا محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب النحوي يقول : رئي أبو الحسن المغفل يوما ماشيا في السوق ويداه قد بسطهما كأنه يحمل شيئا ، فقيل له : ما هذا؟ فقال : إن أمي قد طلبت مني أن أشتري لها إجانة على هذا القدر وأنا أمضي لأشتريها لها.

وحدثني ابن البندنيجي قال : رئي أبو الحسن يوما وبيده كوز فيه دهن للسراج وهو يقطر من أسفله شيئا بعد شيء ، فقيل له : يا شيخ أبا الحسن إن هذا الكوز الذي

__________________

(١) انظر الحديث في : الجامع الصغير للسيوطي ١ / ٥٧.

١٨١

معك هو ذا يقطر منه الدهن ، فلعله مكسور! قال : فقلب الكوز وتأمل أسفله لينظر فيه شيء أم لا ، فانصب الدهن على ثيابه وعلى الأرض وضحك الناس منه.

وحدثني عبد الرحمن بن عمر بن الغزال الواعظ قال : سمعت بعض المشايخ يحكى أن أبا الحسن المغفل كان يوما يمشي على شاطئ دجلة ، فرأى شيئا طافيا على وجه الماء ، فخلع ثيابه ونزل في الماء وسبح إلى أن لقي ذلك الطافي ، إذا هو يقطينة مكسورة فعاد سريعا ولبس ثيابه وقال : ظننته هاونا أنتفع به فوجدته يقطينة مكسورة ـ فضحك من سمعه من قوله.

وذكر لي جماعة من أهلم العلم : أن أبا الحسن المغفل كان قد قرأ كتاب «إصلاح المنطق» لابن السكيت على البارع ابن الدباس ، وكان سماعه من ابن المسلمة عدة مرار ، كان كلما قرأني بالكتاب نسخة مليحة أو صحيحة يقول : هذه لم أقرأ منها ، فيعود فيقرأه مرة أخرى.

قرأت في كتاب أبي محمد يحيى بن علي بن الطراح بخطه قال : مات الشيخ أبو الحسن علي المغفل من أصحاب الحديث في يوم الأحد سلخ ذي الحجة سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة ، ودفن يوم الأربعاء مستهل المحرم سنة اثنتين وثلاثين ، وهكذا رأيت وفاته بخط أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري.

١٠٢٥ ـ علي بن هذاب العلثي ، المعروف بالمهذب :

أديب ، روى ببغداد شيئا من الأناشيد ، كتب عنه : أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب الأصبهاني في سنة ستين وخمسمائة.

كتب إليّ أبو عبد الله الأصبهاني ونقلته من خطه قال : أنشدني المهذب علي (١) بن هذاب العلثي ببغداد قال : أنشدني أبو الحسين بن منير الطرابلسي يعني لنفسه :

انحلا فصد عن الحميم وما احتلا

ورأى الحمام نفعه فتوشلا

ما كان واديه بأول مرتفع

دعوت طلاوته طلاه فأجفلا

وإذا الكريم رأى الخمول نزيله

في منزل فالحزم أن يترحلا

ساهمت عيسك مر عيشك قاعدا

أفلا فليت بهن ناصية الفلا

لا ترض من دنياك ما أدناك من

دنس وكن طيفا جلا ثم انجلى

__________________

(١) في الأصل : «المهذب بن علي».

١٨٢

فارق ترق كالسيف سل فبان في

متنيه ما أخفى القراب وأخملا

وصل الهجير بهجر قوم كلما

أمطرتهم عسلا جنوا لك حنظلا

وأنشدني علي المهذب ببغداد لأبي الحسن علي بن مسهر الموصلي من قصيدة طويلة:

على الموارد بين السمر والحدق

فرد فإن المنايا مورد الأبق

وأطيب العيش ما تجنيه من تعب

وأعذب الشرب ما يصفو من الريق

يا دار درتك أخلاف الغمام على

مر النسيم بحارى العرب منبعق

وإن عدتك عوادي المزن فانتحفي

ما روض الأرض من أجفان ذي عرق

١٠٢٦ ـ علي بن هشام بن عبد الله بن أبي قيراط ، أبو الحسين الكاتب :

حدث عن أبي الحسين عبد الواحد بن محمد الخصيبي. وإبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي المعروف بنفطويه ، وأبوي عبد الله زنجي الكاتب ، والباقطائي ، وأبي الحسن المظفر بن يحيى الشرابي ، روى عنه : القاضي أبو علي المحسن بن علي التنوخي ، وكان كاتبا أديبا شاعرا.

أنبأنا أبو المظفر محمد بن علي الواعظ ، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن علي الكوفي قراءة عليه ، أنبأنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصّيرفيّ ، أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي قال : حدثني أبي قال : حدثني أبو الحسين علي بن هشام بن عبد الله بن أبي قيراط الكاتب البغدادي قال : سمعت أبا عبد الله الباقطائي الكاتب يقول : سمعت أبا القاسم عبيد الله بن سليمان يحدث في وزارته قال : قال لي أبي : أصبحت يوما وأنا في حبس محمد بن عبد الملك الزيات في خلافة الواثق آنس ما كنت من الفرح وأشده محنة وغما حتى وردت على رقعة أخي الحسن بن وهب وفيها :

خطب أبا أيوب جل محله

فإذا جزعت منا الخطوب فمن لها

إن الذي عقد الذي انعقدت

عقد المكاره فيك يحسن حلها

فاصبر فإن الله يعقب فرجه

ولعلها أن تنجلي ولعلها

وعسى تكون قريبة من حيث لا

ترجو ويمحو عن حدك ذلها

قال : فتفاءلت بذلك وقويت نفسي فكتبت إليه :

١٨٣

صبرتني ووعظتني فأنا لها

وستنجلي بل لا أقول لعلها

ويحلها من كان صاحب عقدها

ثقة به إذ كان يملك حلها

قال : فلم أصل العتمة من ذلك اليوم حتى أطلقت فصليتها في داري.

أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن محمد بن عبد الباقي ، أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي ، عن أبيه قال : أنشدني أبو الحسين علي بن هشام لنفسه :

ضنى جسمي أبا حسن ودمعي

شهيداً لي بما تخفى الضلوع

فشاهد صحة البلوى سقامى

وشاهد صحة الشكوى الدموع

قال : وأنشدني علي بن هشام أبو الحسين لنفسه :

أيا بديعا بلا شبيه

ويا حقيقا بكل تيه

يا من جفاني فما أراه

هب لي رقادا أراك فيه

قرأت في كتاب «التاريخ» لأبي الحسين هلال بن المحسن الكاتب بخطه قال : في يوم الاثنين لأربع بقين من صفر سنة تسع وستين وثلاثمائة توفي أبو الحسين علي بن هشام ، وكان مولده ببغداد في يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من المحرم سنة إحدى وتسعين ومائتين.

١٠٢٧ ـ علي بن هشام الرقي :

حدث عن أبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل النفيلي الحراني ، وأبي مروان هشام بن خالد الأزرق القرشي ، روى عنه أبو جابر إبراهيم بن عبد العزيز الموصلي ، ومات ببغداد.

أنبأنا ذاكر بن كامل قال : كتب إلى أبو محمد بن الأكفاني : أن علي بن الحسين الثعلبي أخبره ، أنبأنا تمام بن محمد الرازي ، حدّثنا أبو الحسن علي بن الحسين (١) بن علان الحافظ الحراني في «تاريخ الجزيرة» (٢) من جمعه قال : علي بن هاشم الرقي كان فاضلا زاهدا ، مات ببغداد سنة تسعين ومائتين.

١٠٢٨ ـ علي بن هشام البنوي :

شاعر بغدادي وهو القائل :

__________________

(١) في الأصل : «بن الحسن».

(٢) في الأصل : «تاريخ الجروين».

١٨٤

يا موقد النار يذكيها ويخمدها

قر الشتاء بأرواح وأمطار

قم فاصطل النار من قلبي مضرمة

بالشوق تغن بها يا موقد النار

١٠٢٩ ـ علي بن هلال بن خميس الفاخراني ، أبو الحسن الضرير :

من أهل الفاخرانية ، قرية من أعمال واسط. قدم بغداد واستوطنها ، وقرأ القرآن وتفقه على مذهب أحمد بن حنبل ، وسمع الحديث من أبي الحسين بن يوسف ، وشهدة الكاتبة ، وخديجة بنت النهرواني ، وأمثالهم ، وكان فقيها فاضلا متدينا حسن الطريقة ، وقد سمعت منه الحديث ولا أعرفه.

قرأت بخط أبي القاسم عبيد الله بن المبارك بن الشيبي قال : أنشدني أبو الحسن علي بن هلال بن خميس الفاخراني الواسطي :

صبغت دواتك من يوميك فاشتبهت

على الأنام ببلور ومرجان

فيوم سلمك مبيض بصفو يدي

ويم [حربك] (١) قان بالدم القاني

توفي الفاخراني يوم الخميس الحادي والعشرين من ذي الحجة من سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة ، ودفن بباب حرب.

ذكر عبد المنعم بن أبي نصر الباجسرائي الفقيه أنه رأى الفاخراني في المنام بعد موته فقال له : ما فعل الله بك؟ قال : احترمني كما يحترم الفقهاء ، وأذن لي أن آكل وأشرب ، ولا أبول ولا أتغوط.

١٠٣٠ ـ علي بن هلال بن البواب ، أبو الحسن الكاتب ، مولى معاوية بن أبي سفيان (٢) :

صحب أبا الحسين بن سمعون الواعظ ، وقرأ الأدب على أبي الفتح بن جني ، وسمع من أبي عبيد الله المرزباني وغيره ، وكانت عنده معرفة بتعبير الرؤيا ، وكان يقص على الناس بجامع المنصور ، وكان له نظم ونثر حسن ، وإليه انتهت الرئاسة في حسن الخط وجودة الكتابة ، واتخذ لنفسه [طريقة] (٣) اقتدى الناس به فيها وشبهوا بخطه ، ونال من رفيع الذكر وسمو المرتبة في الخط ما لم ينله أحد من أبناء جنسه ، ورزق من حلاوة الخط وعبرته وعلا قيمته وتهافت الناس عليه ما لم يرزقه من كان قبله من الكتاب.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) انظر ترجمته في معجم الأدباء ١٥ / ١٢٠. والعبر ٣ / ١١٣.

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

١٨٥

أنبأنا أبو أحمد الأمين ، عن أبي الفضل الفارسي : أن أبا علي الحسن بن أحمد البناء أخبره ونقلته من خط أبي علي قال : حكى لي أبو طاهر بن الغفاري : أن أبا الحسن بن البواب أخبره أن ابن نبهان استدعاه فأبي المضي إليه وتكرر ذلك ، قال : فمضيت إلى أبي الحسن القزويني وقلت : ما ينطقه الله به أفعله ، قال : فلما دخلت إليه قال لي : يا أبا الحسن ما أخبرك عنا؟ فاعتذرت إليه ثم قال : قد رأيت مناما فقلت مذهبي تفسير المنامات من القرآن فقال : رضيت ، ثم قال : كأن الشمس والقمر قد اجتمعا وسقطا في حجري ، قال : وعنده فرح بذلك كيف يجتمع له الملك والوزارة وهو لا يدري ما تأويله ، فقلت : قال الله تعالى (وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ. يَقُولُ الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ. كَلَّا لا وَزَرَ) وذكرت هذه ثلاثا ، قال : فنهض ودخل حجرة النساء ونهضت ومضيت إلى منزلي ، فلما كان بعد ثلاثة أيام انحدر (١) إلى واسط على أقبح حال وكان قتله هناك.

أنبأنا أبو منصور بن أبي القاسم البزار ، عن محمد بن أبي طاهر الشاهد قال : كتب إلى أبو غالب محمد بن أحمد بن بشران الواسطي قال : حدثني أبو الحسن محمد بن علي ابن نصر الكاتب قال : حدثني أبو الحسن علي بن هلال المعروف بابن البواب قال : كنت أتصرف في خزانة الكتب لبهاء الدولة بشيراز على اختياري وأراعيها له وأمرها مردود إليّ ، قال : فرأيت يوما في جملة أجزاء منبوذة جزءا مجلدا بأسود قدر السكري ، ففتحته فإذا هو جزء من ثلاثين جزءا من القرآن بخط أبي علي بن مقلة ، فأعجبني وأفردته وجعلت وكدي التفتيش على مثله ، فلم أزل أظفر بجزء بعد جزء مختلط في الكتب إلى أن اجتمع تسعة وعشرون جزءا وبقي جزء واحد ، واستغرقت تفتيش الخزانة في مدة طويلة فلم أظفر به ، فعلمت أن المصحف ناقص فأفردته ودخلت إلى بهاء الدولة وقلت : يا مولانا! هاهنا رجل يسأل حاجة لا كلفة فيها ، وهي مخاطبة أبي علي الموفق على معونته في منازعة بينه وبين خصم له ، ومعه هدية ظريفة تصلح لمولانا ، قال : أي شيء هي؟ قلت : مصحف بخط أبي علي بن مقلة ، فقال : هاته وأنا أتقدم بما تريد ، فأحضرت الأجزاء فأخذ منها واحدا فقال : أذكر وكان في الخزانة ما يشبه هذا وقد ذهب عني ، قلت : هذا مصحفك وقصصت عليه القصة في طلبي له حتى جمعته ، وقلت : هكذا يطرح مصحف بخط أبي علي ينقص جزء ، فقال لي : فتممه لي ، قلت : السمع والطاعة ولكن على شريطة لا تبصر الجزء الناقص منها ولا تعرفه

__________________

(١) في الأصل : «أيام أحذر».

١٨٦

وعلى أن تعطيني خلعة ومائة دينار! قال : أفعل ، وأخذت المصحف من بين يديه وانصرفت إلى داري ودخلت الخزانة أقلب الكاغذ العتيق وما يشابه كاغذ المصحف ، وكان فيها من أنواع الكاغذ السّمرقندي والصيني والعتيق كل ظريف عجيب ، فأخذت من الكاغذ ما وافقني وكتبت الجزء وأذهبته وعتقت ذهبه وقلعت جلدا (١) ، من جزء [من] (٢) الأجزاء فجلدته به ، وجلدت الذي قلعت منه الجلد وعتقته ، ونسي بهاء الدولة المصحف ومضي على ذلك نحو سنة ، فلما كان ذات يوم جرى ذكر أبي علي بن مقلة فقال لي : ما كتبت ذلك؟ قلت : بلى ، قال : فأعطيته! فأحضرته المصحف كاملا ، فلم [يزل] (٣) يقلبه جزءا جزءا وهو لا يقف على الجزء الذي يخطي ، ثم قال لي : أيما هو الجزء الذي بخطك؟ قلت : لما لك تعرفه فيغتر في عينك هذا مصحف كامل بخط أبي علي بن مقلة ونكتم سرنا ، قال : أفعل ، وتركه في ربعة عند رأسه ولم يعده إلى الخزانة ، وأقمت مطالبا بالخلعة والدنانير ، وهو يمطلني ويعدني ، فلما كان يوما قلت : يا مولانا في الخزانة بياض صيني وعتيق مقطوع وصحيح ، فتعطيني المقطوع منه كله دون الصحيح بالخلعة والدنانير ، قال : مر [و] خذه! فمضيت وأخذت جميع ما كان فيها من ذلك النوع فكتبت فيه سنين.

قرأت في كتاب بعض الفضلاء قال : ومن شعر علي بن هلال بن البواب الكاتب ما قاله في ضمن رسالة وهو :

فلو أني أهديت ما هو فرض

للرئيس الأجل من أمثالي

لنظمت النجوم عقدا إذا رصع

غيري جواهرا بلئالئ

ثم أهديتها إليه وأقرر

ت بعجزي في القول والأفعال

غير أني رأيت قدرك يعلو

عن نظير ومشبه ومثال

فتفاءلت في الهدية بالأقلام

علما مني بصدق الفال

فاعتقدها مفاتح الشرق والغر

ب سريعا والسهل والأجبال

فهي تستن إن جرين على القر

طاس بين الأرزاق والآجال

فاختبرها موقعا برسوم ال

بر والمكرمات والإفضال

واحظ بالمهرجان وابل جديد

الدهر في نعمة بغير زوال

__________________

(١) في الأصل : «جزءا».

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

١٨٧

وابن المجد صاعد الجد عزا

والرئيس الأجل نعم المعالي

في سرور وغبطة تدع ال

حاسد منها مقطع الأوصال

عضدتها السعود واستوطن ال

إقبال فيها وسالمتها الليالي

أيها الماجد الكرم الذي يب

دأ بالعارفات قبل السؤال

إن آلاءك الجزيلة عندي

شرعت لي طريقة في المقال

أمنتني لديك من جنة ال

رد وفرط الإضجار والإملال

وحقوق العبيد فرض على ال

سادة في كل موسم للمعالي

وحياة الثناء تبقى على الده

ر إذا ما أنقضت حياة المال (١)

أنبأنا أبو القاسم المؤدب ، عن أبي السعود أحمد بن علي بن المحلي ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال : وعلي بن هلال أبو الحسن بن البواب صاحب الخط المستحسن المذكور رأيته ، وكان رجلا دينا ، لا أعلمه روى شيئا من الحديث ، وقد قال أبو العلاء أحمد بن عبيد الله بن سليمان المعرى في قصيدة له :

ولاح هلال مثل نون أجادها

بماء النضار الكاتب ابن هلال

قرأت في كتاب أن أبا الحسن البتي الكاتب كان مزاحا وأنه اجتاز على باب الوزير فخر الملك أبي غالب محمد بن خلف ، وعلي بن هلال جالس على بابه ينتظر الإذن ، فقال له البتي : جلوس الاستئذان على العتب رعاية للنسب ، فغضب ابن البواب وقال : لو أن إلى أمر ما مكنتك من دخول هذه الدار ، فقال البتي : لا يترك الأستاذ صنعة الوالد بحال.

قرأت في كتاب المتعنسس الأديب بخطه قال : لمحمد بن الليث الزجاج الموصلي يهجو ابن البواب صاحب الخط ، وكان إذ ذاك منقطعا إلى الشريف الرضي وملازما له :

هب لنا الموسوي بابن هلال

وانع من شئت من ذوي الأحوال

ذاك عين الهدى وأنت عمى

الأعين والنقص مولع بالكمال

قال وله فيه :

أيهذا الشريف حاشاك حاشاك

نرى في فنائك ابن هلال

__________________

(١) على هامش الأصل ما نصه : «هذه الأبيات لمحمد بن منظور تلميذ ابن البواب ورأيتها بخطه في رسالة ، وكان خطه يشبه خط ابن البواب»

١٨٨

هو نحس النحوس في سادة العز

وسعد السعود في الأنذال

انظر اللام من هلال تجدها

فيه مشكولة بلا إشكال

أنبأنا ذاكر بن كامل الخفاف ، عن أبي نصر محمود بن الفضل الأصبهاني ، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون قراءة عليه قال : سنة ثلاث عشرة وأربعمائة أبو الحسن علي بن هلال (١) بن البواب صاحب الخط يوم السبت ثاني جمادى الأولى ـ يعني مات ، قال : وكان من أهل السنّة.

قرأت في كتاب «التاريخ» لأبي الحسن محمد بن عبد الملك بن الهمداني قال : ودخلت سنة ثلاث عشرة وأربعمائة في جمادى الأولى توفى أبو الحسن ابن البواب صاحب الخط الحسن ، ودفن في جوار أحمد ، وكان يقص بجامع المدينة ، وجعله فخر الملك أحد ندمائه لما دخل إلى بغداد ، ورثاه المرتضى بقوله :

رديت يا ابن هلال والردى عرض

لم يحم منه على سخط له البشر

ما ضر فقدك والأيام شاهدة

بأن فضلك فيها الأنجم الزهر

أغنيت في الأرض والأقوام كلهم

من المحاسن ما لم يغنه المطر

فللقلوب التي أبهجتها حزن

وللعيون التي أقررتها سهر

وما لعيش وقد ودعته أرج

ولا لليل وقد فارقته سحر

وما لنا بعد أن أضحت مطالعنا

مسلوبة منك أوضاح ولا غرر

١٠٣١ ـ علي بن الهيثم الكاتب الأنباري ، المعروف بجونقا (٢) :

كان من جملة الكتاب في ديوان المأمون ومن كان بعده من الخلفاء ، وكان أديبا فاضلا كثير التقعير في كلامه مستعملا للعويص من اللغة في مجاوراته.

قرأت في كتاب «معجم الشعراء» لمحمد بن عمران المرزباني قال : علي بن الهيثم الثعلبي كاتب الفضل بن الربيع كان لسنا فصيحا شاعرا ، عاتبه الفضل يوما على تأخره عنه وزاد عليه فقال :

وجدني الفضل رخيصا جدا

فعقني وازور عني صدا

وظن والظنون قد تعدى

أني لا أصيب منه بدا

أعد منه ألف يد عدا

__________________

(١) في الأصل : «بن هليل».

(٢) انظر ترجمته في : معجم الأدباء ١٥ / ١٣٤.

١٨٩

قال : وانصرف فلم يعمل للسلطان عملا.

١٠٣٢ ـ علي بن ياسر بن علي بن طلحة بن ياسر ، أبو الحسن الصوفي الخياط :

روى عنه : أبو بكر بن كامل بن أبي غالب في معجم شيوخه ، وفي مجموعاته أناشيد له ولغيره.

أنبأنا أبو القاسم ذاكر بن كامل بن أبي غالب الخفاف قال : أنشدنا أخي أبو بكر المبارك بن كامل قال : أنشدني علي بن ياسر الصوفي لعمرو بن عامر الرقاشي :

تذكرت إخوانا تبدد شملهم

وكانوا هم إلفى وخالصتي دهرا

فمن نازح شطت به غربة النوى

ومن هالك أودى وأبقى له ذكرا

قال : وأنشدني علي بن ياسر الصوفي لغيره :

لو لا تذكر أيامي بذي سلم

وعند رامة أوطارى وأوطاني

لما قدحت بنار الشوق في كبدي

ولا بللت بماء الدمع أجفاني

وأنشدني علي بن ياسر لآخر :

وإني لمجلوب لي الشوق كلما

تنفس شاك أو تألم ذو وجد

ولو لا تداوى القلب من ألم الهوى

بذكر تلاقينا قضيت من الوجد

قرأت في كتاب «سلوة الأحزان» لأبي بكر بن كامل بخطه وأنبأنيه عنه ابنه يوسف قال : أنشدني علي بن ياسر الصوفي لنفسه :

أخذوه مني فعيل اصطباري

قمر الليل أو كشمس النهار

وجنة الحبيب وردة في يميني

جعلت وجنتي كلون النهار

١٠٣٣ ـ علي بن ياقوت بن عبد الله ، أبو الحسن ، مولى عنبر بن عبد الله الصوري :

ولد بدمشق ونشأ ببغداد ، وسمع بها الكثير وكتب بخطه ، سمع أبا منصور محمد بن أحمد بن علي الخياط المقرئ ، وأبا الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف ، وأبا القاسم علي بن أحمد بن بكرون ، و [روى عنه] (١) : أبو القاسم أحمد بن ترمش الخياط.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

١٩٠

أنبأنا أحمد بن ترمش ، أنبأنا علي بن ياقوت أبو الحسن الدقاق قراءة عليه ، أنبأنا أبو منصور محمد بن أحمد بن علي الخياط ، وأنبأنا أبو علي الحسن بن المبارك بن الحسن الواعظ ، أنبأنا جياش بن عبد الله العفاني ، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد العلاف قالا : أنبأنا عبد الملك بن بشران ، أنبأنا دعلج بن أحمد ، حدّثنا ابن خزيمة ، حدّثنا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل ، حدّثنا محمد بن جهضم ، حدّثنا إسماعيل بن جعفر ، عن عمارة بن غزية ، عن عاصم بن عمر ، عن قتادة ، عن محمود بن لبيد ، عن قتادة بن النعمان : أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن الله إذا أحب عبدا أحماه الدنيا كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء»(١).

١٠٣٤ ـ علي بن ياقوت بن عبد الله ، أبو الحسن التيماري :

كتب عنه الشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي إنشادا سمعه من لفظه.

١٠٣٥ ـ علي بن يحيى بن أحمد ، أبو الحسن الحوى :

قدم بغداد وحدث بها عن أبي مسلم محمد بن أحمد بن الحسين الأصبهاني المقرئ ، روى عنه : أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن محمد النهاوندي في فوائده.

كتب إلى أبو جعفر ، وأبو بكر محمد ولامع ابنا أحمد بن نصر الصيدلاني : أن يحيى ابن عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن مندة أخبرهما ، أنبأنا أبو بكر محمد بن لامع النهاوندي المعروف بمدوس المقرئ قراءة عليه بهمدان في شعبان سنة تسع وخمسين وأربعمائة ، أنبأنا أبو الحسن علي بن يحيى بن أحمد الحوى قدم علينا بغداد ، حدّثنا أبو مسلم محمد بن أحمد بن الحسين الأصبهاني المقرئ ، حدّثنا عمر بن سليمان أبو حفص ، حدّثنا عبد الله بن محمد بن حبان ، حدّثنا أبو بكر بن أبي عاصم ، حدّثنا عمرو بن عثمان ، حدّثنا الوليد بن مسلم ، عن عثمان بن أبي العاتكة ، عن علي بن يزيد ، عن القاسم ، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «العالم والمتعلم شريكان في الأجر ، ولا خير في سائر الناس»(٢).

١٠٣٦ ـ علي بن يحيى بن أحمد ، أبو القاسم الصوفي ، المعروف بسبط حامد البناء :

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٢ / ٢٤.

(٢) انظر الحديث في : الجامع الصغير ٢ / ٥٨.

١٩١

من أهل دار القز ، وسكن في آخر عمره بباب المراتب ، سمع أبا الفتح عبد الملك بن أبي القاسم بن أبي سهل الكروخي ، وأبا الوقت السجزي ، وذكر لنا أنه سمع من أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وقرأ عليه رفيقنا جعفر بن محمد العباسي شيئا من أمالي الجوهري ـ وكان علية طبقة على الأنصاري فيها ـ وأبو القاسم بن حامد بن البناء ، وذكر الشيخ أن حامدا جده وأنه كان يعرف به ولا يعرف بأبيه ، وكان سماعه في سنة خمس وعشرين وخمسمائة ، وتوافقنا عن سماعه منه وكان سماعه صحيحا في شيء من سماع الترمذي من الكروخي ، ولم يتفق لي أن أسمع منه شيئا ، وقد اجتمعت به مرارا وطلبت منه الإجازة بجميع مروياته فأجاز لي وكتب خطه بذلك ، وكان شيخا حسنا يفهم طرفا من العلم وفيه تميز وطريقته حميدة ، وأظنه عاش حتى جاوز الثمانين.

أخبرني أبو القاسم علي بن يحيى بن أحمد سبط حامد البناء إجازة ، وأبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر بقراءتي عليه قالا : أنبأنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي قراءة عليه في سنة خمس وثلاثين وخمسمائة ، أنبأنا القاضي أبو عامر محمود بن القاسم الأزدي ، وأبو نصر عبد العزيز بن محمد بن علي الترياقي ، وأبو بكر أحمد بن عبد الصمد الغورجي قالوا : أنبأنا عبد الجبار بن محمد الجراحي ، حدّثنا محمد ابن أحمد أبو العباس المحبوبي ، حدّثنا أبو عيسى الترمذي ، حدّثنا محمد بن يحيى ، حدّثنا أبو قتيبة ، عن عبد الله بن المثنّى ، عن ثمامة ، عن أنس بن مالك قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يعيد الكلمة ثلاثا لتعقل عنه.

أنشدني أبو عبد الله بن محمد بن سعيد الحافظ قال : أنشدني أبو القاسم علي بن يحيى بن أحمد الصوفي المعروف بسبط حامد البناء من حفظه :

ذهب الناس .....

 ... (٢) كل إلا القليل كلاب

إن [من] (١) لم يكن على الناس ذئبا

أكلته في ذا الزمان الذئاب

غير أن الوجوه في صور الناس

وأبدانهم عليها ثياب

ليس تلقى إلا كذوبا بخيلا

بين عينيه للأناس كتاب

توفى أبو القاسم الصوفي سنة ثمان وتسعين وخمسمائة ، ودفن عند عقد ابن عرب

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) بياض في الأصل مكان النقط.

١٩٢

في مقبرة هناك قريبا من باب المراتب.

١٠٣٧ ـ علي بن يحيى بن الحسن بن بركة التاجر ، أبو الحسن ابن أخت شيخنا أبي الفرج بن الجوزي :

سمع بإفادة خاله من أبوي الفضل محمد بن عمر الأرموي ومحمد بن ناصر الحافظ ، وكانت له إجازة من أبي محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، كتبت عنه.

أخبرنا علي بن يحيى التاجر ، أنبأنا القاضي أبو الفضل الشريف أبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله من لفظه ، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد الله الصرصري قراءة عليه ، حدّثنا الحسين بن إسماعيل ، حدّثنا يعقوب الدورقي ، حدّثنا يحيى بن سعيد ، عن أبيه ، عن أبي ، عن عبد الله بن وديعة ، عن أبي ذر ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من اغتسل يوم الجمعة فأحسن غسله أو تطهر فأحسن طهره ومس ما كتب الله له من طيب أهله أو من دهن أهله ولبس من أحسن ثيابه ثم أتى المسجد فلم يلغ ولم يفرق بين اثنين غفر الله له ما بينه وبين الجمعة الأخرى» (١).

قرأت بخط شيخنا أبي الفرج بن الجوزي قال : ولد ابن أختي أبو الحسن في ثاني ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ـ يعني وخمسمائة ، قلت : وتوفي ليلة الاثنين الثامن عشر من شهر رمضان من سنة تسع وستمائة ، ودفن من الغد بباب حرب.

١٠٣٨ ـ علي بن يحيى بن خالد بن برمك ، أخو جعفر بن يحيى البرمكي :

روى عن أبيه ، روى عنه ابن ابنه [علي بن] (٢) محمد بن علي.

أنبأنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب التاجر ، عن أبي العلاء صاعد بن سيار الإسحاقي ، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي العميري ، أنبأنا أبو منصور طاهر بن العباس بن منصور بن عمار المروزي بمكة ، أنبأنا أبو القاسم إبراهيم بن محمد بن علي المروالروذي الشيخ الفاضل ، حدّثنا عبد الله يعني ابن موسى السلامي ـ وكان من الحفاظ ـ قال : حدثني أحمد بن علي النديم ببغداد ، حدّثنا علي بن محمد بن علي البرمكي قال : سمعت جدي علي بن يحيى بن خالد البرمكي يقول سمعت يحيى بن خالد البرمكي يقول لكاتبه وقد رآه يدرج كتابه في بسم الله الرحمن الرحيم جود

__________________

(١) انظر الحديث في : الجامع الكبير للسيوطي ١ / ٧٥٢.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

١٩٣

جود اسم الله تعالى! فان أبا عبد الله مالك بن أنس الفقيه كتب إلى كتابا قال فيه : ورد على كتابك فرأيتك قد استخففت باسم ربك وكتبته غير مبين من غيره وقد سمعت نافعا مولى ابن عمر يقول : سمعت ابن عمر يقول : كان عثمان بن عفان يكتب بين يدي النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم فرآه يخفف خطه ولا يبين حروفه ، فقال له : يا عثمان : إنما عميت أو خففت من الحروف فلا تعم ولا تخفف اسم ربك فإني ضامن لمن بينه وجوده وعظمه قصرا في الجنة.

قال السلامي : وهذا حديث منكر.

١٠٣٩ ـ علي بن يحيى بن عبد الرحمن بن الصائغ ، أبو الحسن :

من أهل باجسرى ، وهو أخو عبد الجبار بن يحيى (١) الذي تقدم ذكره ، كان شيخا صالحا مجاورا بالمسجد الجامع بباجسرى منعكفا على العبادة ، وحدث بالإجازة عن أبي بكر المزرفي ، روى لنا عنه عبد الرحمن بن عمر بن الغزال حديثا أوردناه في ترجمة أخيه.

١٠٤٠ ـ علي بن يحيى بن عبد الكريم بن الفقيه ، أبو الحسن :

من أهل البندنيجين ، سكن بغداد مدة وسمع بها كتاب «الصحيح» للبخاري من أبي الوقت الصوفي ، وعلت سنه ولم يرو شيئا فيما أعلم ، وكان متزهدا متنسكا متغطيا في منزله لا يخرج منه ولا يراه أحد ، ويبقى أياما لا يأكل الطعام ، اتهم أن بعض الأمراء أودع عنده مالا فقبض عليه وحمل إلى البندنيجين وعوقب وأخذ المال منه ، وبقي محبوسا هناك مدة طويلة إلى أن توفي في محبسه في يوم الثلاثاء السادس والعشرين من شهر ربيع الأول من سنة ثلاث وستمائة ، وقد نيف على الستين.

١٠٤١ ـ علي بن يحيى بن علي بن عبد الله بن الطراح ، أبو الحسن بن أبي محمد بن أبي الحسن المدبر :

من أولاد المحدثين ، حدث هو وأبوه وجده ، وقد قدمنا ذكره ، طلب الحديث بنفسه، وسمع الكثير من والده ومن آباء القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وهبة الله بن أحمد بن عمر الحريري ، وهبة الله بن عبد الواحد بن أحمد الواسطي ، وإسماعيل ابن أحمد بن السّمرقندي ، وأبي غالب أحمد ، وأبي عبد الله يحيى ابني الحسن بن أحمد

__________________

(١) في الأصل : «عبد الجبار بن عبد الجبار».

١٩٤

ابن البناء ، وأبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وأبي البركات يحيى بن عبد الرحمن بن حبيش الفارقي ومن جماعة من أصحاب أبي الحسين بن النقور ، وأبي القاسم بن البسري ، وأبي نصر الزينبي ، وأبي بكر الخطيب ، وبالغ في الطلب حتى سمع من أصحاب عاصم بن الحسن ، وطراد الزينبي ، وأبي الخطاب بن البطر ، وأبي عبد الله ابن طلحة ، وحصل الأصول الحسنة ، وكتب بخطه كثيرا ، وكان صدوقا ، ولم يكن يعرف شيئا من علم الحديث ، وحدث بالكثير ، روى عنه شيخنا أبو الفرج بن الجوزي في كتاب «المسلسلات» من جمعه ، روى لنا عنه أبو عبد الله محمد بن سعيد الحافظ ، وأبو المعالي محمد بن أحمد بن صالح بن شافع.

أخبرني أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا علي بن يحيى بن الطراح بقراءتي عليه ، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السّمرقندي ، وأخبرنا أبو القاسم فرج بن معالى القصباني قراءة عليه ، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قالا : أنبأنا علي بن أحمد بن محمد بن البندار ، أنبأنا عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم ، حدّثنا أبو بكر يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول الأزرق الكاتب إملاء ، حدّثنا جدي ، حدّثنا شبابة ، عن إبراهيم بن عثمان ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يصلي في شهر رمضان عشرين ركعة ويوتر بثلاث.

سمعت أبا عبد الله محمد بن سعيد الحافظ يقول : سألت أبا الحسن ابن الطراح عن مولده فقال : في ثاني صفر سنة إحدى وخمسمائة ، وتوفي ليلة الاثنين خامس عشر شهر رمضان من سنة أربع وثمانين وخمسمائة ، ودفن بالشونيزية ، ورأيت بخط أبي الحسن بن الطراح : مولدي سنة اثنتين وخمسمائة ـ والله أعلم.

١٠٤٢ ـ علي بن يحيى بن علي بن علي بن إسماعيل ، أبو المكارم الكاتب ، المعروف بالزينب :

من أولاد الكتبة وأرباب الولايات ، أحدث له إجازة وهو طفل من مشايخ أصبهان أبي سعد محمد بن أبي عبد الله محمد بن محمد المطرز ، وأبي منصور محمد بن عبد الله ابن عبد الواحد بن مندويه الشروطي ، وأبي سعد محمد بن علي السفرنج ، وتفرد بالإجازة عنهم ، وعن أبي علي الحداد ، وغانم بن محمد البرجي ، وقرأ علي كثيرا بالإجازة عن هؤلاء ، ولم يكن الحديث من شأنه ، ذكر لي عنه أنه أول ما ظهرت له الإجازة ، وقصده أصحاب الحديث السماع منه أنكر ذلك وقال : ما سمعت شيئا من

١٩٥

الحديث قط ، فقيل له : هذه إجازة أخذها لك بعض جيرانك ، فقال : ما رأيت أحدا أكثر فضولا من أخذها وما دعاه إلى هذا.

أخبرني أبو الفتوح نصر بن محمد بن الحصري الحافظ بقراءتي عليه بمكة قال : قرأت على أبي المكارم علي بن يحيى بن علي بن إسماعيل الكاتب ، أخبرك أبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد الله البرجي إجازة ، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن ماشاذة ، أنبأنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ، حدّثنا الحضرمي ، حدّثنا عبد الحميد بن صالح ، أنبأنا أبو بكر بن عياش ، عن حميد ، عن أنس قال : مر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بمجذمين. فقال : ما كان هؤلاء يسألون الله العافية.

سألت شيخنا أبو الفتوح عن أبي المكارم فقال : كان جليلا لا بأس به ، بلغني أن أبا المكارم بن إسماعيل ولد في سنة خمسمائة ، وتوفي يوم السبت لثلاث خلون من ذي الحجة من سنة تسعين وخمسمائة ، ودفن بمقابر قريش.

١٠٤٣ ـ علي بن يحيى بن عيسى بن الحسن بن إدريس ، أبو الحسن :

من أهل الأنبار ، سكن بغداد ، وكان ينزل بباب البصرة ، وهو أخو أبي بكر ، وعثمان اللذين تقدم ذكرهما ، سمع بالأنبار أبا نصر يحيى بن علي بن محمد الخطيب ، وببغداد أبا زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي ، والوزير أبا المظفر يحيى بن محمد ابن هبيرة ، وأبا محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب ، كتبت عنه ، وكان شيخا صالحا حسن الأخلاق مليح السمت صدوقا.

أخبرنا علي بن يحيى بن عيسى الأنباري بقراءتي عليه ، أنبأنا أبو نصر يحيى بن علي ابن محمد بن محمد الخطيب قراءة عليه ، أنبأنا أبي ، أنبأنا أبو عمر عبد الواحد بن عبد الله الفارسي ، حدّثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار إملاء ، حدّثنا حميد بن الربيع ، حدّثنا أبو علقمة الفروي ، حدّثنا هشام بن عروة ، عن عروة ، عن بسرة قالت : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من مس فرجه فليتوضأ» (١).

سألت ابن إدريس عن مولده بالأنبار في رجب سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة ، وتوفي في شهر رمضان سنة خمس عشرة وستمائة.

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن الترمذي ١ / ١٢.

١٩٦

١٠٤٤ ـ علي بن يحيى بن محمد بن إبراهيم بن سعيد ، أبو الحسن الشقاق المقرئ :

جارنا بالظفرية ، سمع شيئا من الحديث من أبي الفتح عبيد الله بن عبد الله الدباس وهو كبير ، كتبت عنه شيئا يسيرا ، وكان شيخا صالحا حسن الطريقة متدينا حافظا لكتاب الله عزوجل كثير التلاوة ، وكان يشق الخشب ويأكل من كسب يده ، وكان والده يعرف بالمهلكان.

أخبرني علي بن يحيى الشقاق بقراءتي عليه على باب منزلنا ، أنبأنا عبيد الله بن عبد الله الدباس ، أنبأنا الحسين بن علي البندار ، أنبأنا عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السّكّري ، أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار ، حدّثنا أحمد بن منصور الهادي ، حدّثنا عبد الرزاق بن همام ، أنبأنا معمر ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي‌الله‌عنه : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ويل للعقب من النار» (١).

توفي علي الشقاق في جمادى الآخرة أو رجب من سنة عشر وستمائة فجأة ، وله سبعون سنة.

١٠٤٥ ـ علي بن يحيى بن مكي بن رجاء ، أبو محمد البغدادي المعدل :

ذكره أبو القاسم يحيى بن علي بن الطحان في كتاب «تاريخ الغرباء القادمين مصر» من جمعه ، وقال : حدثت عنه بحكايات.

١٠٤٦ ـ علي بن يحيى بن نجا الإسكاف ، أبو الحسن القارئ :

روى عن أبي علي الحسن بن غالب بن المبارك المقرئ حكايات رواها عنه أبو نصر هبة الله بن علي بن المجلي.

١٠٤٧ ـ علي بن يحيى بن نزار بن سعيد المنبجي ، أبو القاسم بن أبي الفضل التاجر :

ولد ببغداد ونشأ بها ، وسمع الحديث من أبي الوقت الصوفي ، وحدث بالإسكندرية ، سمع منه الوحيد عبد العزيز بن عيسى اللخمي وابنه عيسى ، وكان أديبا يقول الشعر.

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ١٤ ، ٢٨.

١٩٧

أخبرني عيسى بن عبد العزيز اللخمي بالإسكندرية ، أنبأنا أبو القاسم علي بن يحيى ابن نزار المنبجي قدم علينا بالإسكندرية بقراءة أبي عليه وأنا أسمع في سنة أربع وسبعين وخمسمائة ، أنبأنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي ببغداد ، وأنبأنا أبو محمد بن الأخضر ، ويحيى بن المظفر السلامي والشرفاء عمر بن أحمد الزيدي ، والفضل بن أحمد بن مسعود الهاشمي ومحمد بن عبد الله بن أحمد الرشيدي وعبد الله ابن هبة الله بن الخص وسعيد بن المبارك الحمامي ، وعلي بن المبارك بن صوفي الصوفي ، وأسعد بن علي بن علي بن صعلوك ، والأسعد بن أحمد أبو البركات الكاتب ، وعمر بن محمد بن ثابت الوراق ، وعبد الله وإبراهيم ابنا أبي نزار البزار ، ومسمار بن عمر المقرئ ، وأسعد بن هبة الله بن وهبان ، وأحمد بن الحسين بن عبد الله بن النّرسيّ ، ويحيى بن عبد الملك الطبري ، ومحمد بن أحمد بن عمر الأزجي ، وعلي بن محمد القلانسي ببغداد ومحمد بن عبد الرحمن المؤدب بأصبهان وأبو بكر محمد بن إسماعيل الموسوي ، وأبو روح عبد المعز بن محمد الصوفي بهراة قالوا جميعا : أنبأنا أبو الوقت قراءة ، أنبأنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر ، أنبأنا أبو محمد ابن عبد الله بن أحمد بن حمويه ، أنبأنا محمد بن يوسف ، حدّثنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ، حدّثنا مكي بن إبراهيم ، حدّثنا يزيد بن أبي عبيد ، عن سلمة بن الأكوع قال : كنا جلوسا عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذ أتى بجنازة فقالوا : صل عليها ، فقال : «عليه دين؟» فقالوا : لا ، قال : «فهل ترك شيئا؟» قالوا : لا ، قال : فصلى عليه ، ثم أتى بجنازة أخرى فقالوا : يا رسول الله صل عليها ، فقال : «هل عليه دين؟» قيل : نعم ، قال : «فهل ترك شيئا؟» قالوا : ثلاثة دنانير ، فصلى عليها ، ثم أتى بالثالثة فقالوا : صل عليها يا رسول الله! قال : «هل ترك شيئا؟» قالوا : لا ، قال : «فهل عليه دين؟» قالوا : ثلاثة دنانير ، قال : «صلوا على صاحبكم» ، قال أبو قتادة : صل عليه يا رسول الله وعلي دينه! فصلى عليها (١).

ذكر شيخنا أبو الحسن محمد بن علي بن إبراهيم الكاتب في مجموعه أنبأنا علي (٢) ابن يحيى بن نزار ونقلتها من خطه وهي :

سئمت تكاليف الحياة لأنني

من الدهر في عيش مرير مذاقه

أقاسي ملمات اغتراب ووجده

وفرقة من يعلو على فراقه

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ٣٠٥.

(٢) في الأصل : «يعلى»

١٩٨

وشوقا لنزعات الضنا في مفاصلي

وأهون ما لاقيت فيه اشتياقه

١٠٤٨ ـ علي بن يحيى المدائني ، ابن أخي شعيب بن حرب ، روى عنه أبو العباس بن مسروق في كتاب «الانبساط» من جمعه.

أنبأنا أبو القاسم بن أبي علي بن أبي سعد السبط ، عن أبيه قال : أنبأنا أبي قراءة عليه ، أنبأنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد الفرضي ، أنبأنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير الخلدي ، حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي قال : حدثني علي بن يحيى ابن أخي شعيب بن حرب قال : سمعت ابن أخي عمير الكاتب وهو خلف الجنازة يقول : وا عماه صنو أباه ، أقول كما قالت العرب : وا ظهراه ، وأقول : كما قالت العجم : وا يستاه ، وأقول كما قالت النبط : وا هصاه.

١٠٤٩ ـ علي بن يحيى الفحام ، أبو الحسن الشاهد :

ذكر أبو طاهر أحمد بن الحسن الكرخي في تاريخه ونقلته من خطه أنه مات في المحرم سنة ثلاث وثلاثين وستمائة.

١٠٥٠ ـ علي بن يحيى ، أبو الحسن المثنّى :

ذكر أبو عبد الله الخالع أنه من أهل بغداد من الجانب الغربي ، وأنه مدح عضد الدولة بفارس ومدينة السلام منتحلا ، وكنا نعمل له الأشعار فيمدح الناس بها ويأخذ الجوائز عليها ، وكان ماجنا مزاحا يتطايب ويتبادر ، وسافر إلى ابن عباد وهو بأصبهان فأنشده قصيدة كانت معه وعرفه من بعد أنه ينتحل وسأله أن يعمل له ما يلقى به من في تلك البلاد ممن يجوز مديحه ، ففعل ابن عباد ذلك ونفق عليه به ، وكان يستطيبه ويعجبه خفة روحه ، وكان فيه خبث وذكاء وجلادة ، ولم يكن له معيشة غير الاجتداء بالشعر.

وذكر الوزير أبو سعد محمد بن الحسين بن عبد الرحيم في كتاب «أخبار شعراء المحدثين» من جمعه فقال : وجدت في مدائح ابن معروف قصيدته منسوبة إليه في غاية البرد والصوف لم يتخلص منها شيء أختاره ، أولها :

عاد الزمان بمن أهواه فاتسعا

قاضي القضاة تهن العز والخلعا

يقول فيها :

عف السريرة مأمون الجريدة مش

هور البصيرة للإحسان مضطلعا

١٩٩

ضاق المديح علينا في سواه كما

وجدت قولي في علياه متسعاً

قال أبو سعد الوزير : وما رأيت أطرف مما اتفق في البيت من قوله : فاتسعا قاضي القضاة ، فإن كان هذا شعره فلقد كان يصيب في الانتحال وإن كان انتحله فلقد أساء إلى نفسه حيث لم يستعمل قول الفرزدق لجرير :

فالا إذا عزمت على ادعاء

جعلت أباك بليل هاشميا

وحيث أراد أن يدعى وينتحل فليته عول على ما في مثله جمال لمن انتحله.

١٠٥١ ـ علي بن يعقوب بن محمد ، أبو الحسن الصوفي البغدادي :

غلام ابن العجمية. ذكره أبو سعد إسماعيل بن علي السمان الرازي في معجم شيوخه، روى عنه حديثا سمعه منه بصور عن أبي بكر محمد بن خميس الصوفي.

١٠٥٢ ـ علي بن يعلى بن عوض بن محمد بن حمزة بن جعفر بن كفل بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب العلوي العمري ، أبو القاسم الواعظ :

من أهل هراة ، كان من مشاهير خراسان في الوعظ والتذكير والعبادة حلو الإشارة ، جال في بلاد خراسان ، وظهر له القبول التام من الناس وأحبته القلوب وقدم بغداد ونزل برباط شيخ الشيوخ وصادف من القبول ما لم يكن في حسابه ، وأحبه الخاص والعام ، وكان يظهر السنن ويقول : أنا علوي بلخي ما أنا علوي كرخي ، وجلس ببغداد عدة مجالس في عدة مواضع ، وكان يحضر مجلسه خلق يجوز الإحصاء ، سمع الحديث بهراة من أبي عبد الله محمد بن علي العمري ، وأبي عطاء عبد الأعلى بن عبد الواحد المليحي ، والنجيب بن ميمون الواسطي ، وبنيسابور من أبي علي نصر الله ابن عثمان الخشنامي ، وإسماعيل بن عبد الغافر الفارسي ، وإسماعيل بن عمرو البحيري ، وأبي بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين الشيروي ، وغيرهم ببغداد ، فروى عنه من أهلها أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ وأبو المعمر الأنصاري وشيخنا أبو الفرج ابن الجوزي.

أنبأنا ابن الجوزي ونقلته من خطه ، أنبأنا أبو القاسم علي بن يعلى بن عوض العمري العلوي الهروي بقراءة شيخنا ابن ناصر عليه في يوم الأربعاء السابع عشر من شهر ربيع الأول من سنة عشرين وخمسمائة أنه في الرباط الذي عند باب السور في

٢٠٠