تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٩

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٩

المؤلف:

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٣٤

وستمائة ، ودفن من الغد بباب حرب.

٩٩٤ ـ علي بن النفيس بن خميس ، المعروف بالسديد :

من أهل النيل ، كان أحد الشهود المعدلين بها ، وكان أديبا فاضلا ، يحفظ كتاب «الإيضاح» و «التكملة» لأبي علي الفارسي ، وكتب كثيرا بخطه ، وله النثر الحسن والنظم الجيد.

أنشدني القاضي أبو علي الحسن بن إسماعيل القليوبي بحلب ، أنشدنا السديد علي ابن النفيس بن خميس النيلي لنفسه من قصيدة :

ما يستفيق القلب من أطرابه

ولا يمل الطرف من تسكابه

أو تكتسي غصون بانات الحمى

ويعجب الرائد من أعشابه

وغنت الربيع في ربوعه

وتبدل الظبا من ضبابه

وترجع الورق على أفنانه

سواجعا كيدا على غرابه

هدية والروض فيه مؤنق

ونوره يثنى على سحابه

وللظباء الأدم في أرجائه

مسارح اللهو وفي رحابه

وسرتي مغرمة بشادن

بدر الدجى في الحسن من حجابه

يكاد غصن البان يذوى خجلا

إذا بدا يميس في أثوابه

راقت معانيه ودق سحرة

وصارت الألباب من ألبابه

ولو تمر نملة بجسمه

أثرت النملة في إهابه

ارتشف (١) الخمرة من ريقته

طورا وأجني الشهد من رضابه

حتى تبدى صرف ساعات الردى

وننسكب المقدور عن صوابه

هذا شراك للوصال (٢) شاردا

ومنزلا يلوى على عتابه

٩٩٥ ـ علي بن نمران ، أبو الحسين الخواص :

حدث عن أبي بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي (٣) ، روى عنه : أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو النقاش الأصبهاني في معجم شيوخه.

قرأت على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان عن أبي طاهر التاجر : أن عبد الرحمن ابن

__________________

(١) في الأصل : «ارتشفت».

(٢) في الأصل : «الوصال».

(٣) في الأصل : «الباغيدي».

١٦١

محمد بن إسحاق بن مندة أخبره ، أنبأنا أبو سعيد النقاش قراءة عليه ، أنبأنا أبو الحسين علي بن نمران الخواص ببغداد ، حدّثنا محمد بن محمد بن سليمان الواسطي ، حدّثنا محمد بن يزيد الاسفاطي ، حدّثنا أبو بكر بن شيبة الجذامي ، حدّثنا ابن أبي فديك ، حدّثني موسى بن يعقوب الزمعي ، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة ، حدّثني عمي موسى بن عقبة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : حدثني الحسن بن عليّ بن أبي طالب قال : علمني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أن أقول في دعاء الوتر بعد القراءة وقبل الركعة : اللهم اهدني فيمن هديت وتولني (١) فيمن توليت وقني شر ما قضيت» (٢).

٩٩٦ ـ علي بن نوح العسكري :

حدث ببغداد عن عثمان بن خرزاذ الأنطاكي ، روى عنه : أبو محمد عبد الله بن محمد بن أحمد بن الفرج الحافظ.

قرأت على محمد بن محمد بن صالح الأديب بأصبهان ، عن محمد بن عبد الخالق الجوهري قال : كتب إلى عمر بن عبد الكريم الدهستاني ، أنبأنا أبو زيد أحمد بن الخليل بن عبد الله بن أحمد القزويني بها ، أنبأنا أبي ، حدّثني أبو محمد عبد الله بن محمد بن أحمد بن الفرج الحافظ وأنا سألته ، أنبأنا علي بن نوح العسكري ببغداد ، حدّثنا عثمان بن خرزاذ الأنطاكي ، حدّثنا أحمد بن محمد بن جعفر الدستكويا ، حدّثنا جعفر بن سليمان ، عن مالك بن دينار ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما طال عمر ملك إلا سمه أهله».

٩٩٧ ـ علي بن وصيف (٣) الكاتب ، المعروف بخشكنانجه.

ذكره محمد بن إسحاق النديم في كتاب «الفهرست» وذكر أنه بغدادي أقام بالرقة مدة ، ثم انتقل إلى الموصل ، وتوفى بها وأنه كان من البلغاء ، وله عدة كتب منها «الإيضاح» في الجراح ورسومه».

٩٩٨ ـ علي بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد ابن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ، كان يلقب بالمؤتمن :

__________________

(١) في الأصل : «وتولى».

(٢) انظر الحديث في : السنن الكبرى للبيهقي ٢ / ٤٩٤.

(٣) في الأصل : «فصيف».

١٦٢

وأمه أمة العزيز أم ولد موسى الهادي ، حج بالناس في سنة أربع وتسعين ومائة ، ذكر ذلك محمد بن جرير الطبري في تاريخه. وروى الصولي : أن علي بن الرشيد مات في سنة أربع عشرة ومائتين.

٩٩٩ ـ علي بن هارون الواثق بالله بن محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد ابن محمد المهدي بن المنصور :

ذكره محمد بن جرير الطبري وقال : توجه من بغداد إلى سامراء في فتنة المستعين قاصدا المعتز مع أخيه محمد الذي لقب بالمهدي.

١٠٠٠ ـ علي بن هارون بن محمد بن هارون بن أحمد بن هارون ، أبو الحسن المغار :

من ساكني درب المجوس من نواحي قطعنا ، سمع أبا طالب عمر بن إبراهيم الزهري ، وأبا محمد الحسن بن محمد الخلال. وحدث باليسير ، روى عنه عمر بن ظفر المغازلي ، وأبو المعمر الأنصاري ، وأبو طاهر السلفي.

كتب إليّ علي بن المفضل الحافظ ، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قراءة عليه ، أنبأنا أبو الحسن علي بن هارون المغار ببغداد ، أنبأنا أبو طالب عمر بن إبراهيم ابن حمامة الزهري ، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسى المبتوتي ، حدّثنا أبو علي الحسين بن الكميت بن بهلول الموصلي ، حدّثنا صبيح (١) بن دينار ، حدّثنا عفيف بن سالم ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أسهم يوم بدر للفارس سهمين وللراجل سهما (٢).

١٠٠١ ـ علي بن هارون ، أبو الحسن الصوفي ، النساج :

روى عنه : أبو سعد الماليني شيئا من كلامه.

كتب إليّ أبو عبد الله محمد بن أبي يزيد بن حمد الكراني : أن أبا الطيب حبيب ابن محمد بن أحمد بن محمد الظهراني أخبره قال : أنبأنا أبي ، أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني قال : سمعت أبا الحسن علي بن هارون الصوفي النساج ببغداد يقول : العبد إذا كان بعين المشاهدة فإنه يحس بما يرد عليه.

__________________

(١) في الأصل : «ثنا صبح».

(٢) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ٤٠١.

١٦٣

١٠٠٢ ـ علي بن هبة الله بن أحمد التراسي ، أبو الحسن الخطيب :

من أهل مراغة ، قدم بغداد حاجّا ، وحدث بها عن : أبي الحسن أحمد بن الحسين ابن علي التراسي القاضي ، روى عنه : كمار بن ناصر الحدادي في مشيخته.

أنبأنا محمد بن هبة الله بن كامل الوكيل ، حدّثنا أبو بكر محمد بن كمار بن ناصر ابن نصر الحدادي المراغي من لفظه ، حدّثنا والدي ، أنبأنا أبو الحسن علي بن هبة الله ابن أحمد الخطيب قدم علينا بغداد حاجّا ، حدّثنا أحمد بن الحسين بن علي ، حدّثنا أبو عبد الله أحمد بن طاهر بن النجم الميانجي ، حدّثنا أبو الحسن علي بن محمد الثقفي ، حدّثنا محمد بن علي بن الحسن قال : سمعت أبي يقول : أنبأنا ابن حمزة ، عن الأجلح : أن البراء بن عازب حدّثه أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أيما مؤمن لقي مؤمن فصافحه لم يفترقا حتى يغفر لهما»(١).

١٠٠٣ ـ علي بن هبة الله بن أحمد بن يحيى بن رزين ، أبو القاسم المقرئ :

من ساكني الصاغة من دار الخلافة ، مجاور الديوان ، وكان يصلي بالمسجد الذي هناك إماما ، قرأ القرآن بالروايات ، وسمع الحديث من أبي الوقت الصوفي ، وأبي الفتح ابن البطي ، وكان من القراء المجودين موصوفا بحسن القراءة ، وجودة الأداء ، وطيب النغمة ، وكان يصلي إماما بالوزير أبي المظفر بن هبيرة ، ثم بأستاذ الدار أبي الفرج بن المسلمة ، وأدركه أجله شابا في يوم السبت الثامن والعشرين من شهر رمضان سنة ثلاث وستين وخمسمائة ، ودفن بالجانب الغربي ، وهو والد شيخنا أحمد المقدم ذكره.

١٠٠٤ ـ علي بن هبة الله بن جامع بن شهادة ، أبو الفتح :

قرأت على شهاب الحاتمي بهراة ، عن أبي سعد ابن السمعاني قال : قرأت بخط أبي محمد عبد الخالق بن ثابت بن أسد الدمشقي قال : أنشدني أبو الفتح علي بن هبة الله ابن شهادة لنفسه ببغداد :

أعذر فروحي لما عتت قلت لها

إليك عني وفي آثاره روحي

فكيف يقدر أن يسعى إليك فتى

يرجو لقاك بجثمان بلا روح

١٠٠٥ ـ علي بن هبة الله بن الحسن بن إبراهيم التنوخي ، أبو الحسن بن أبي علي المؤدب :

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٢ / ٩٧.

١٦٤

سمع أبا الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف [........] (١) :

ذكر أبو الفضل بن شافع أنه توفي غرقا يوم الخميس ثامن عشري المحرم سنة أربع عشرة وخمسمائة ودفن بمقبرة معروف.

١٠٠٦ ـ علي بن هبة الله بن الحسين بن المأمون ، أبو الحسن ، المعروف بابن الزوال :

والد القاضي أبي العباس أحمد الذي قدمنا ذكره ، كان يتولى النظر في ديوان الزمام في أيام المسترشد بالله إلى أن صرف عنه في يوم الثلاثاء تاسع جمادى الأولى سنة خمس عشرة وخمسمائة.

١٠٠٧ ـ علي بن هبة الله بن عبد الرزاق ، أبو الحسن الأنصاري :

من أولاد المحدثين ، سمع القاضي أبا يعلى محمد بن الحسين بن الفراء ، وحديث باليسير ، سمع منه أبو الوفاء أحمد بن محمد بن الحصين ، وقد أخرج عنه أبو بكر بن كامل في معجمه إسنادا (٢).

١٠٠٨ ـ علي بن هبة الله بن عبد السلام بن عبد الوهاب بن عبد الله بن يحيى، أبو الحسن الكاتب (٣) :

من ساكني القرية من دار الخلافة ، سمع الكثير في صباه من أبي محمد عبد الله بن محمد الصريفيني ، وأبي الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور ، وأبي القاسم علي ابن أحمد بن البسري ، وأبي نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي ، وأبي منصور محمد ابن محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري ، وأبي بكر محمد بن هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري ، وأبي إسحاق إبراهيم بن علي الفيروزآبادي ، سمع من جماعة من المتأخرين ، وكتب أكثر مسموعاته بخطه ، وكان يكتب خطا حسنا ، وأصوله حسنة ، فطاف وحدث بجميع مسموعاته مرارا وبورك له ، وانتشرت عنه الرواية ، وروى عنه جماعة من الحفاظ والكبار وتوفوا قبله ، روى لنا عنه : أبو أحمد ابن سكينة ، وأبو محمد بن الأخضر ، وأبو المعالي محمد بن صافي النقاش ، وأبو العباس أحمد

__________________

(١) مكان النقط بياض في الأصل بقدر نصف سطر.

(٢) في الأصل : «إنسادا».

(٣) انظر ترجمته في : العبر للذهبي ٤ / ١٠٨.

١٦٥

ابن الحسن العاقولي ، وأبو حامد عبد الله بن مسلم بن النحاس ، وأبو محمد المبارك بن المبارك بن الحسن بن الحسين بن سكينة البيع ، ويوسف بن المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف ، وأبو القاسم سعيد بن محمد بن عطاف الموصلي ، وعبد الرحمن بن أحمد البيع ، وأبو محمد ضياء بن أحمد بن يوسف الحربيان ، ويوسف بن محمد بن محمد ابن عمر الأرموي ببغداد ، ويحيى بن ياقوت الفراش بمكة ، وأبو اليمن الكندي بدمشق ، وكان من أعيان الكاتب بالديوان ، وولي ديوان واسط والنظر به في الأيام المسترشدية بعد العشرين وخمسمائة ، وأقام بواسط مدة ، وحدث بها بكثير من مسموعاته ، وروى عنه جماعة من أهلها ، وهو آخر من حدث بأحاديث علي بن الجعد رواية البغوي عن الصريفيني كاملة ، وكان ثقة صدوقا نبيلا.

أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين بقراءتي عليه ، أنبأنا أبو الحسن علي ابن هبة الله بن عبد السلام قراءة عليه ، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور ، حدّثنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى بن داود بن عيسى بن داود بن الجراح إملاء ، حدّثنا عبد الله هو البغوي ، حدّثنا كامل بن طلحة الجحدري ، حدّثنا مالك ابن أنس ، عن سمي ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «السفر قطعة من العذاب ، يمنع أحدكم من طعامه وشرابه ونومه ، فإذا قضى أحدكم سفره فليرجع إلى أهله» (١).

أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر ، وأبو المعالي محمد بن صالح النقاش ببغداد ، ويحيى بن ياقوت الفراش بمكة قالوا : أخبرنا أبو الحسن علي بن هبة الله ابن عبد السلام الكاتب ، وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السّمرقندي قراءة عليهما قالا : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور ، أنبأنا أبو القاسم عبيد الله ابن محمد بن إسحاق بن حبابة ، حدّثنا عبد الله بن محمد البغوي ، حدّثنا هدبة بن خالد القيسي ، حدّثنا همام ، عن قتادة ، عن أنس : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لكل نبي دعوة دعا بها فاستجيب له ، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة» (٢).

أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي بقراءتي عليه في منزله بدمشق ، أنبأنا أبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام قراءة عليه ببغداد ، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ٢٤٢.

(٢) انظر الحديث في : سنن ابن ماجة ٣٢٩.

١٦٦

محمد بن أحمد بن النقور ، أنبأنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى بن داود بن الجراح ، حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدّثنا ابن فضيل ، عن حصين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «عرضت على الأمم فجعل النبي والنبيان يمر معهم الرهط والنبي ليس معه أحد حتى رفع لي سواد عظيم فقلت : هذه أمتي ، فقيل لي : بل هذا موسى عليه‌السلام وقومه ، ثم قيل لي : انظر إلى الأفق! فنظرت فإذا سواد قد ملأ الأفق ، ثم قيل لي : انظر من هاهنا وهاهنا في آفاق السماء! قال : فإذا السواد قد ملأها ، فقيل لي : هذه أمتك ، ويدخل الجنة سواهم سبعون ألفا بغير حساب ، ثم دخل ولم يتبين منهم ، قال : فأفاض (١) القوم فقالوا : نحن الذين آمنوا بالله واتبعنا الرسول فنحن هم وأولادنا الذين ولدوا على الإسلام ، فأما نحن ولدنا في الجاهلية ، قال : فبلغ ذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون» فقال عكاشة ابن محصن : أنا منهم [يا] (٢) رسول الله؟ فقال : «نعم» ، فقال رجل منهم آخر : أنا منهم يا رسول الله؟ فقال : «سبقك بها عكاشة»(٣).

أخبرنا أبو العباس أحمد بن الحسن بن أبي البقاء العاقولي ، أنبأنا أبو الحسن علي ابن هبة الله بن عبد السلام ، أنبأنا أبو الحسين بن النقور ، حدّثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون الضبي إملاء ، حدّثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد المالكي القاضي ، حدّثنا أبي ، حدّثنا يوسف بن موسى قال : قال ابن حبيق (٤) قال رجل لابن المبارك : أوصي! قال : اعرف قدرك.

أخبرنا أبو محمد المبارك بن المبارك بن الحسن بن الحسين بن سكينة الأنماطي ، وأبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن سكينة الصوفي قالا : أنبأنا أبو الحسن علي بن هبة الله ابن عبد السلام ، أنبأنا أحمد بن محمد بن النقور ، حدّثنا القاضي أبو عبد الله الضبي إملاء ، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي الهجيمي ، حدّثنا الغساني أبو بكر ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : قرأت على حائط في دار بشر بن الحارث رضي‌الله‌عنه :

__________________

(١) في الأصل : «فاض».

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٣) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٢ / ٩٦٨.

(٤) في الأصل بدون نقط.

١٦٧

سائل خرابا عن رباع كنده

أين الجماعات وأين العدة

بادوا وخلوا دورهم منهدة

لم يبق منهم كاتب بمده

متى إلى الله تكون الرده

أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة ، حدّثنا أبو سعد بن السمعاني قال : علي بن هبة الله ابن عبد السلام الكاتب أبو الحسن شيخ كبير من بيت الرئاسة والتقدم ، واسع الرواية ، صاحب أصول حسنة مليحة ، سمع الحديث بنفسه وأكثر منه ، ونقل بخطه وجمع ، وكان له خط مليح واسع ، مقروء على طريقة كتاب العراق ، وأكثر سماعاته بقراءة ابن الخاضبة ، قرأت عليه الكثير وكتبت عنه ، سألته عن مولده فقال : سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.

قرأت بخط أبي الحجاج يوسف بن محمد بن مقلد الدمشقي قال : توفي أبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام يوم الثلاثاء سادس رجب سنة تسع وثلاثين وخمسمائة ، وصلى عليه ابنه في جامع القصر يوم الأربعاء ودفن بمقابر الشهداء ، وكان مولده في شعبان سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.

١٠٠٩ ـ علي بن هبة الله بن العلاء بن منصور بن الوليد ، أبو الحسن بن أبي المعالي المخزومي ، المعروف بابن الزاهد :

كان يلقب بالقوام ، وكان من الأعيان ، ثم تولى النظر بالمناثر (١) مدة ، ثم جعل مشرفا على ابن يونس الوكيل بباب الحجرة ، تولى الوكالة للأمير أبي نصر محمد بن الإمام الناصر لدين الله مدة ثم عزل ، سمع الحديث في صباه من أبي الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم الصائغ ، وأبي الوقت عبد الأول بن عيسى بن السجزي ، وحدث باليسير ، رأيته كثيرا ولم يقدر لي أن أكتب عنه شيئا ، وكان شيخا مهيبا مليح الهيئة جميلا.

ذكر لي أبو الحسن بن القطيعي : أنه أخرج عن البصرة منفيا عن بغداد في سنة ثمان وتسعين وخمسمائة فحبس هناك إلى أن بلغنا وفاته في شهر ربيع الأول سنة تسع وتسعين ، قلت : ولعله قارب السبعين من عمره ـ والله أعلم.

__________________

(١) في الأصل : «المياثر»

١٦٨

١٠١٠ ـ [ابن ماكولا] علي بن هبة الله بن علي بن جعفر بن علكان بن محمد بن دلف بن أبي دلف القاسم بن عيسى بن إدريس بن معقل بن عمرو بن شيخ بن معاوية بن خزاعي بن عبد العزيز بن دلف بن جشم بن قيس بن سعد بن عجل بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن واسط بن هيت بن أفصى بن دعمي بن جديلة ابن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان ، أبو نصر بن أبي القاسم ، المعروف بابن ماكولا (١) :

أصله من جرباذقان ، وكان والده من وزراء الإمام القائم بأمر الله ، وعمه قاضي القضاة ، وأحب هو العلم منذ صباه ، وطلب الحديث ، وكان يحضر المشايخ إلى منزله ، ويسمع منه ويكتب بخطه ويحصل ، ثم أنه سافر في طلب الحديث إلى الشام وإلى الثغور والسواحل وديار مصر وبلاد الجزيرة والعراق والجبال وخراسان ، وما وراء النهر وما وراء ذلك من البلاد ، وحصل طرفا صالحا من علم الحديث ، وقرأ الأدب وبرع فيه ، وله النثر والنظم الحسن الجيد ، والمصنفات الملاح ، ونفذه (٢) الإمام المقتدي بأمر الله رسولا إلى سمرقند ، وبخارا لأخذ البيعة له على ملكهما طغاخ الخان ، وعاد إلى بغداد ، سمع ببغداد أبا طالب بن غيلان ، وبشرى بن عبد الله الفاتني ، وأبا القاسم عبيد الله بن عمر بن أحمد بن شاهين ، وأبا منصور محمد بن محمد بن السواق ، وأبا الحسن أحمد بن محمد العتيقي ، وأبا محمد الحسن بن علي الجوهري ، وأبا الحسن محمد ابن عبد العزيز التككي ، وأبا بكر محمد بن عبد الملك بن بشران ، والقاضي أبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري ، وأبا القاسم عمر بن الحسين الخفاف ، وجماعة أمثالهم ، وبدمشق أبا الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد ، وأبا محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني ، وأبا القاسم الحنائي ، وبمصر الشريف أبا إبراهيم أحمد بن القاسم بن الميمون الحسيني ، والقاضي أبا عبد الله محمد بن سلامة القضاعي ، وخلقا كثيرا غيرهم ، سمع منه أبو محمد عبد العزيز الكتاني ، وروى عنه : أبو بكر الخطيب ، وأبو عبد الله الحميدي ، وأبو محمد الحسن بن أحمد الحافظ السّمرقندي ، والفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي ، وعمر بن عبد الكريم الدهستاني ، وأبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بنان الرزاز ، وأبو عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق الأصبهاني ، وأبو شجاع شيرويه بن شهر دار البطي ، وأبو علي محمد بن محمد بن المهدي ، وأبو

__________________

(١) انظر ترجمته في : الأعلام ٥ / ١٨٣. وفوات الوفيات ٢ / ١٨٥. ومعجم الأدباء ١٥ / ١٠٢.

(٢) في الأصل : «ففده».

١٦٩

غالب شجاع بن فارس الذهلي ، وأبو بكر محمد بن طرخان بن بلتكين ابن يحكم التركي ، وأبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام الكاتب ، وأبو القاسم إسماعيل ابن أحمد بن عمر السّمرقندي.

قرأت على أبي محمد بن الأخضر عن أبي القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا الأمير الحافظ أبو نصر علي بن هبة الله بن علي بن جعفر قراءة عليه وأنا أسمع في السابع من شوال سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة ، أنبأنا المظفر بن الحسن بن لال ، حدّثنا أحمد ابن عبد الرحمن الشيرازي الحافظ قراءة عليه ، أنبأنا أبو الحسين محمد بن علي بن الشاه ، حدّثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم البغدادي بأنطاكية ، حدّثنا محمد بن عبد الرحمن بن بحير الحميري ، حدّثنا خالد بن نجيح ، حدّثنا سفيان الثوري ، عن ابن جريج ، عن فافاه ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن عائشة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا ما قدموا»(١).

كتب إليّ أبو عبد الله محمد بن معمر القرشي : أن أبا نصر الحسن بن محمد اليونارتي أخبره ، أنشدنا قاضي القضاة أبو محمد سليمان بن الحسين بن علي ، أنشدنا الأديب أبو سعد الحسين بن محمد بن علي ، [أنشدنا] (٢) الأمير أبو نصر علي بن هبة الله ابن ماكولا الحافظ البغدادي في رئيس الرؤساء أبي الكفاة معمر بن علي ، وكان كاتب فاوود (٣) :

شكرت حظي حشمتها في زيارتي

لمجدك فيها ثم لي بعده الفخر

لأنك وفيت التحرم للندى

وقمت بأهل الفضل إذ قعد الدهر

فحسبك إذ أخجلتني متفضلاً

فلا تولني بدّاً فلم يبق لي شكر

قلت : فأجابه رئيس الرؤساء :

مشيت إلى البحر الذي عب موجه

ولم يك للبحر الذي زرته قعر

فلما التقينا كدت أغرق هيبة

ولا غرو أن يرتاع من ضمه البحر

ونلت المنى من طلعة قمرية

فمرت بها الأقبال فارتفع القدر

فمن قر عينا بالذي قد لقيته

فأصغر من يعنو لخدمته الدهر

__________________

(١) انظر الحديث في : مسند الإمام أحمد ٦ / ١٨٠.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٣) هكذا في الأصل

١٧٠

أنبأنا أبو الفرج ابن الجوزي ، أنشدنا محمد بن ناصر الحافظ ، أنشدنا أبو عبد الله الحميدي ، أنشدنا الأمير أبو نصر علي بن هبة الله لنفسه :

ما ذا على من قد أعلى بهجره

ولو كان عللني ببرد (١) رضابه

شبهته صنما وأفرط حسنه

من بعد ذاك فما أقيس رضا به

قرأت على عبد العزيز بن أحمد الشاهد بالقاهرة ، عن محمد بن عبد الباقي بن أحمد ، أنبأنا أبو عبد الله الحميدي ، أنشدني الأمير أبو نصر علي بن هبة الله بن جعفر لنفسه :

ألا ليت شعري هل يعود الذي مضى

فيرجع بالذكرى الحديث المناهيا

وهيهات يا عبد الذي قد طلبته

ففي غابر الأيام كان المنى هيا (٢)

أنبأنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني ، عن أبي علي محمد بن محمد ابن عبد العزيز بن المهدي الخطيب ، وأبي القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الكاتب قالا : أنشدنا أبو نصر بن ماكولا لنفسه :

أميمة ما زال سكر الهوى

يغطي عيوبك عن ناظري

إلى أن كشفت قناع الحيا

وأبديت لي صفحة العاذر

وجئت فعلمت قلبي السلو

وما دار هجرك في خاطري

كلانا تبدل بعد الصدود

فلا ربحت صفقة الخاسر

أنبأنا ذاكر بن كامل الخفاف ، عن أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي ونقلته من خطه ، أنشدنا أبو نصر علي بن هبة الله بن جعفر لنفسه :

ولما تفارقنا تباكت قلوبنا

فممسك دمع عند ذاك كساكبه

فيا نفسي الحرى البسي ثوب حسرة

فراق الذي تهوينه قد كساك به

قال : وأنشدنا أبو نصر لنفسه أيضا :

وهيج أشواقي وما كنت ساليا

يبرين برق من ذرى أومضا مضا

ذكرت به عيش التصابي وطيه

ولست بناسيه إن عاد أومضا مضا

أنبأنا أبو القاسم الجذاء ، عن أبي بكر محمد بن طرخان بن بلتكين بن يحكم قال : أنشدني الأمير أبو نصر بن ماكولا لنفسه :

__________________

(١) في الأصل : «سرد».

(٢) انظر : معجم الأدباء ١٥ / ١٠٤.

١٧١

أقول لقلبي قد سلا كل واجد

ونفض أثواب الهوى عن مناكبه

وحبك ما يزداد إلا تجددا

فيا ليت شعري ذا الهوى من مناك به

قرأت على عبد الوهاب بن علي الأمين ، عن أبي الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام الكاتب قال : أنشدني الحافظ أبو نصر علي بن هبة الله بن ماكولا لنفسه :

قوض خيامك عن دار أهنت بها

وجانب الذل إن الذل يجتنب

وارحل إذا كانت الأوطان مضيعة

فالمندل الرطب في أوطانه حطب

قرأت بخط أبي عبد الله الحسين بن محمد البلخي ، وأنبأنيه عنه عبد الرحمن بن أحمد القاضي قال : حدثني أبو المعالي هبة الله بن المبارك بن الدواتي قال : اجتمعت مع الأمير أبي نصر بن ماكولا فقال لي : خذ جزءين من الحديث ، واجعل متن الحديث الذي في هذا الحديث الذي في الإسناد الذي في هذا الجزء من أوله إلى آخره وأرني حتى أرده إلى حالته الأولى من أوله إلى آخره.

أخبرني عبد الرحمن بن أحمد الحاكم ، عن أبي عامر العبدري قال : سمعت أبا عبد الله الحميدي يقول : كان الأمير ابن ماكولا إذا سألناه عن شيء كأنه على طرف لسانه ، ولو عاش لجاء منه شيء ، وما سألنا الخطيب عن شيء قط فأجابنا عنه من حفظه ، إنما يحيل على كتبه.

أنبأنا ذاكر بن كامل ، عن محمد بن طاهر المقدسي قال : سمعت أبا إسحاق الحبال يمدح أبا نصر بن ماكولا ويثني عليه ويقول : دخل مصر في زي الكتبة فلم نرفع به رأسا ، فلما عرفناه كان من العلماء بهذا الشأن.

كتب إليّ أبو القاسم عبد السلام بن طاهر بن شعيب الهمداني أبو منصور شهردار ابن شيرويه بن شهر دار الديلمي ، أنبأنا أبي قال : علي بن جعفر العجلي : أبو نصر البغدادي يعرف بابن ماكولا قدم علينا رسولا مرارا سمعت منه ، وكان حافظا متقنا ، أحد من عني بهذا الشأن ، وما كان في زمانه بعد أبي بكر بن ثابت الخطيب أحد أفضل منه ، وحضر مجلسه الكبار من شيوخنا ، سمعنا منه ، سألناه عن مولده فقال : ولدت بعكبرا في شعبان سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة.

أخبرنا جعفر بن علي المقرئ بالإسكندرية ، أنبأنا أبو طاهر السلفي قال : سألت أبا غالب شجاع بن فارس الذهلي عن أبي نصر بن ماكولا فقال : كان حافظا فهما ثقة ،

١٧٢

صنّف كتبا في علم الحديث وغيره ، سمعت منه شيئا من تصنيفه.

كتب إليّ أبو سعد الخليل بن بدر بن ثابت الراراني : سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق الحافظ يقول : رأيت من الحفاظ المبرزين في العلم والحفظ الأمير أبا نصر علي بن هبة الله بن جعفر الحافظ ابن ماكولا ، صادفته بالري في سنة ست وستين وأربعمائة في مسجد برأس روده وعلقت عنه أحاديث ، وله كتاب كبير مصنف في «المؤتلف والمختلف» طالعت بعضه واستفدت منه.

قرأت على أبي الحسن بن المقدسي بمصر ، عن أبي طاهر السلفي قال : سألت أبا نصر المؤتمن بن أحمد الساجي عن أبي نصر بن ماكولا فقال : كان له فهم وحسن معرفة بالحديث مع وساطة البيت ، لم يلزم طريقة أهل العلم فلم ينتفع بنفسه.

أنبأنا ذاكر بن كامل الخفاف ، عن محمد بن طرخان قال : ولد أبو نصر بن ماكولا بعكبرا في الخامس عشر من شعبان سنة إحدى وعشرين وأربعمائة.

قرأت على أبي محمد بن الأخضر ، عن أبي الفضل بن ناصر قال : كان أبو نصر ابن ماكولا قد سافر نحو كرمان وكان معه مماليكه الأتراك فغدروا به وقتلوه وأخذوا الموجود من ماله ـ رحمه‌الله ، وذلك في سنة خمس وسبعين وأربعمائة.

١٠١١ ـ علي بن هبة الله بن علي بن عمر الدينوري ، أبو الحسن بن أبي محمد:

من أهل باب المراتب ، من بيت مشهور بالرئاسة والثروة والحشمة ، سمع الشريف أبا نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي وغيره ، وحدث باليسير ، سمع منه أبو الفضل المبارك بن سعد الله بن بركة الدباس ، وأبو الفضل أحمد بن سالم بن خميس البناء الأنباري.

قرأت بخط أبي بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف قال : مات أبو الحسن علي بن هبة الله بن عمر في ربيع الأول سنة ثمان عشرة وخمسمائة.

١٠١٢ ـ علي بن هبة الله بن إبراهيم بن القاسم بن زهمويه ، أبو الحسن الكاتب (١) :

من أهل باب الأزج ، سمع الشريف أبا ناصر محمد بن محمد بن علي الزينبي ، وأبا

__________________

(١) انظر ترجمته في : هامش تكملة الإكمال ص ٩٦. والأنساب ٦ / ٣٥٣.

١٧٣

الحسين عاصم بن الحسن بن عاصم ، وأبا جعفر محمد بن أحمد بن أبي حامد البخاري قاضي حلب ، وأبا الخطاب نصر بن أحمد بن البطر ، وأبا بكر أحمد بن علي ابن الحسين بن زكريا الطريثيثي ، روى عنه أبو سعد بن السمعاني.

كتب إليّ أبو مسلم هشام بن عبد الرحيم بن أحمد بن الأخوة ، أنبأنا أبو الحسن علي بن هبة الله بن الحسن بن علي بن زهمويه بقراءة أبي عليه ببغداد ، وأنبأنا أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن المظفر بن السبط الهمداني بقراءتي عليه ، أنبأنا أبي قالا : أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي قراءة عليه ، أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر ابن علي الوراق ، حدّثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني ، حدّثنا عيسى بن حماد أبو موسى التجيبي ، حدّثنا الليث بن سعد ، عن هشام بن عروة : أن أبا حميد صاحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم حدثه : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم استعمل ابن اللتبية الأسدي على بني سليم ، وأنه جاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فلما حاسبه قال : هذا مالكم وهذه هدية أهديت إلي ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم: «هلا جلست في بيت أمك أو أبيك فلتأتك هديتك إن كنت صادقا!» ثم قام فخطبنا فحمد الله ثم قال : «أما بعد! استعمل رجالا منكم على أعمال مما والانا الله ، فيأتي أحدكم فيقول : هذا مالكم وهذه هدية أهديت لي ، فهلا جلس في بيت أبيه وبيت أمه فتأتيه هديته! فلا والذي نفسي بيده لا تأخذن منها شيئا بغير حقه إلا جئتم به يوم القيامة ، ولأعرفن ما جاء الله رجل عمل بعيرا له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر» ثم رفع يديه حتى إني لأنظر إلى بياض إبطيه ثم قال : «ألا هل بلغت ، ألا هل أبصرت عيناي وسمعت أذناي» (١).

أنبأنا عبد الكريم بن محمد بن أحمد ، عن أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي قال : علي بن هبة الله بن زهمويه كان صحيح السماع متثبتا ضابطا.

أخبرني إسماعيل بن سليمان العسكري ، أنبأنا أبو محمد عبد الخالق بن أسد بن ثابت الحنفي قال : سألت علي بن هبة الله بن زهمويه عن مولده ، فقال : يوم الاثنين ثاني المحرم سنة ستين وأربعمائة.

قرأت بخط أبي الحسن علي بن يحيى بن الطراح قال : مات ابن زهمويه في ليلة الجمعة سابع ذي القعدة سنة ست وأربعين وخمسمائة ودفن بمقبرة أحمد.

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ٣٥٣. وصحيح مسلم ٢ / ١٢٣. ومسند أحمد ٥ / ٤٢٣.

١٧٤

١٠١٣ ـ علي بن هبة الله بن علي بن عبد الملك بن محمد بن يوسف ، أبو الحسن الصوفي :

من ساكني القرية بدار الخلافة المعظمة ، من بيت قديم مشهور بالتقدم والدين والفضل ، وقد تقدم ذكر جده ، سمع أبا عبد الله الحسين بن علي بن أحمد بن البسري ، وأبا المعالي ثابت بن بندار البقال ، وأبا الفوارس عمر بن المبارك بن الخرقي ، وأبا الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصّيرفيّ ، وأبا سعد محمد بن عبد الملك الأسدي ، وأبا الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف ، وأبا (١) محمد جعفر ابن أحمد ابن الحسين السراج وغيرهم.

روى لنا عنه : عبد الوهاب بن علي الأمين بقراءتي عليه ، أنبأنا أبو الحسن علي ابن هبة الله بن علي بن عبد الملك بن يوسف الصوفي قراءة عليه ، أنبأنا ثابت بن بندار ، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر السلماسي ، أنبأنا الوليد بن بكر العمري ، حدّثنا منصور بن عبد الله أبو علي ، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن مسدد ابن مسرهد الأسدي ، حدثني أبي ، حدثني مسدد بن مسرهد ، حدّثنا عيسى بن يونس ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة رضي‌الله‌عنها : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يقبل الهدية ويثبت عليها (٢).

أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال : سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول : سألت علي ابن هبة الله بن علي بن عبد الملك بن يوسف عن مولده فقال : بعد التسعين وأربعمائة.

قرأت بخط الشريف أبي الحسن علي بن أحمد الزيدي قال : توفي شيخنا أبو الحسن علي بن هبة الله بن يوسف ليلة الخميس ثالث عشر ربيع الأول من سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة بباب أبرز وحضرت الصّلاة عليه.

١٠١٤ ـ علي بن هبة الله بن علي بن سهلان ، أبو الحسن البيع :

من ساكني دار الخلافة ، كان ذا مال وضياع ونعمة وافرة ، سمع أبا بكر محمد بن الحسين بن علي المزرقي ، وأبا نصر غالب بن أحمد بن محمد الأدمي القاري ، وأبا طاهر

__________________

(١) في الأصل : «أنبأ».

(٢) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ٣٥٢. ومسند الإمام أحمد ١ / ٢٩٥ ، ٦ / ٩٠.

١٧٥

الخباز الدينوري الشاعر ، وحدث باليسير ، سمع منه أبو محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشاب، والقاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي.

أخبرني أبو الحسن محمد بن المحسن بن هبة الله بن محمد الواعظ لفظا وإذنا ، أنشدنا أبو الحسن علي بن هبة الله بن علي بن سهلان ، أنشدنا الخباز الدينوري الكرخي لنفسه :

ومشمر الأذيال في ممروحه

متتوج تاجا من العقيان

بالحاشرية ظل يهتف سحره

ويصيح من طرب إلى الندمان

هبوا إلى شرب الصبوح فإنها

لصبوحكم لا للصلاة أذان

طلعت كئوس الراح في أيديهم

مثل النجوم وغبن في الأبدان

يا طيب لذة هذه دنياكم

لو أنها بقيت على الإنسان

قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي قال : سألته ـ يعني أبا الحسن ابن سهلان ـ عن مولده ، فقال : في رجب سنة إحدى وثمانين وأربعمائة ، وتوفي ودفن يوم الجمعة رابع عشري ذي الحجة سنة إحدى وستين وخمسمائة.

وذكر أبو الفضل بن شافع وفاته كذلك ثم قال : ودفن بمقابر قريش.

وأخبرني أبو المحاسن الدمشقي أنه قرأ عليه شيئا وما كان لذاك أهلا سامحنا الله وإياه ـ هكذا رأيته بخطه.

١٠١٥ ـ علي بن هبة الله بن أبي عيسى ، أبو الحسن :

من أهل شهرابان ، من بيت مشهور بالفضل والرئاسة والقضاء والعدالة ، حدث بشيء يسير عن أبي أحمد معمر بن عبد الواحد بن الفاخر الأصبهاني ، سمع منه شيخنا القاضي الفقيه عبد الكريم بن المبارك بن محمد بن البلدي الحنفي وأولاده بجامع شهرابان في مستهل جمادى الأولى سنة سبع وستين وخمسمائة ، وكتب عنه بخطه.

١٠١٦ ـ علي بن هبة الله بن علي بن حمزة الحسيني ، أبو القاسم بن أبي السعادات ، المعروف بابن الشجري :

من أهل الكرخ ، كان والده من أعيان النحاة ببغداد ، وسيأتي ذكره إن شاء الله ، وأبو القاسم هذا سمع مع والده الخطب النبهانية من إبراهيم بن محمد بن نبهان الغنوي الرقي في سنة سبع وعشرين وخمسمائة ، وقد سمع من والده أيضا ، ورأيت خطه في

١٧٦

إجازة ، كتبها في العشرين من المحرم سنة سبع وستين وخمسمائة.

١٠١٧ ـ علي بن هبة الله بن علي بن خلدون ، أبو المعالي ، المعروف بالبصري الواعظ :

ذكر أنه ولد ببغداد بدرب السلسلة ، وحمله أبوه إلى الكوفة فنشأ بها ، فلما كبر سافر إلى مكة وخرج منها إلى مصر فأقام بها قليلا ، ثم قدم دمشق بعد العشر وخمسمائة واستوطنها إلى حين وفاته ، وكان أهل دمشق يقولون قد جاء الواعظ البصري ، فغلب عليه ذلك واشتهر به ، سمع بدمشق أبا الحسن الموازيني ، وأبا طاهر بن الحنائي ، وأبا محمد بن الأكفاني ، وأبوي الحسن (١) علي بن المسلم بن قبيس ، وعلي ابن المسلم السلمي ، وأبا الفتح نصر الله بن محمد المصيصي وغيرهم ، وذكر أنه سمع بالبصرة المقامات من مؤلفها أبي محمد الحريري ، روى عنه : أبو محمد القاسم بن علي ابن الحسن بن هبة الله الشافعي ، وأبو المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصري.

كتب إلى أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن الشافعين ، أنبأنا أبو المعالي علي بن هبة الله بن خلدون البغدادي الواعظ ، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين السلمي ، أنبأنا أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن بن عثمان التميمي ، حدّثنا أبو بكر يوسف بن القاسم القاضي ، أنبأنا أبو العباس محمد بن شادل الهاشمي النيسابوري بها ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، أنبأنا عبد العزيز بن محمد ، عن زيد بن أسلم ، عن زيد بن خالد الجهني ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من صلى ركعتين لم يسه فيهما غفر الله له ما تقدم من ذنبه» (٢).

قرأت في كتاب أبي المواهب بن صصرى بخطه قال : سألته ـ يعني أبا المعالي بن خلدون ـ عن مولده فقال : في سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة ، وتوفي عشية الاثنين ودفن صبيحتها الثالث عشر من ربيع الآخر سنة خمس وسبعين بمقبرة باب الفراديس ومتع بسمعه وبصره إلى أن مات.

١٠١٨ ـ علي بن هبة الله بن علي بن علي بن هبة الله بن علي بن زهمويه ، أبو الفتح :

__________________

(١) في الأصل : «أبوى الحسن بن قبيس وعلي بن ....».

(٢) انظر الحديث في : مسند الإمام أحمد ٤ / ١١٧.

١٧٧

وقد تقدم ذكر جده وجد أبيه آنفا ، شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عبد الله ابن الحسين الدامغاني في رابع المحرم سنة أربع وستمائة فقبل شهادته ، وتولى الإشراف بديوان الجوالي ، وخدم في عدة أعمال إلى حين وفاته ، علقت عنه شيئا من شعره ولم أجد له سماعا في شيء من الحديث ، وكان حسن الأخلاق متواضعا ، ذكر أن مولده في سنة خمس وخمسين وخمسمائة ، وتوفي ليلة السبت الثامن عشر من المحرم سنة تسع وعشرين وستمائة ، ودفن من الغد بباب حرب.

١٠١٩ ـ علي بن هبة الله بن محمد بن علي بن المطلب ، أبو المكارم بن الوزير أبي المعالي بن أبي سعد ، الملقب بعز الدولة (١) :

أخو زعيم الدولة أبي عبد الله محمد ، وفخر الدولة أبي علي الحسن ـ وقد تقدم ذكرهما ، تولى أستاذية دار الخلافة المعظمة في أيام الإمام المسترشد بالله في رجب سنة تسع عشرة وخمسمائة ، واستنيب في ديوان الزمامي في ذي القعدة من السنة المذكورة لإصلاح السواد والعمارات ، سمع شيئا من الحديث من أبي المعالي ثابت بن بندار البقال ، وما أظنه روى شيئا ، بلغني أن مولده كان في جمادى (٢) من سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة.

قرأت في كتاب «التاريخ» لأبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي بخطه قال : توفي أبو المكارم بن المطلب في يوم الجمعة التاسع من رجب من سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة.

١٠٢٠ ـ علي بن هبة الله بن محمد بن الحسن بن الصاحب ، أبو القاسم :

ولي حاجبا في الباب النوبي وناظرا في المظالم في سنة خمس وخمسمائة إلى أن توفي في عشية الأحد سلخ جمادى الأولى سنة أربع وستين وخمسمائة ، ودفن بمقابر قريش ، وكانت سيرته جميلة ، وله معروف وصدقة ، ذكر هذا صدقة ابن الحداد في تاريخه.

١٠٢١ ـ علي بن هبة الله بن محمد بن علي بن البخاري ، أبو الحسن بن أبي البركات (٣) :

والد قاضي القضاة أبي طالب علي الذي قدمنا ذكره ، كان فقيها فاضلا حسن

__________________

(١) انظر ترجمته في : تلخيص مجمع الآداب ٤ / ١ / ٢٦٨.

(٢) هكذا في الأصل.

(٣) انظر ترجمته في : مرآة الزمان ٨ / ٢٨١

١٧٨

المناظرة ، قرأ الفقه على أسعد الميهني وأبي منصور ابن الرزاز ، وسمع الحديث من والده ومن أبي القاسم علي بن أحمد بن بيان ، وأبي علي محمد بن سعيد بن نبهان وغيرهم ، وشهد عند قاضي القضاة أبي القاسم علي بن الحسين الزينبي في يوم الثلاثاء ثالث عشر شهر رمضان سنة تسع عشرة وخمسمائة فقبل شهادته ، وخرج عن بغداد قبل موته بسنين ، ودخل الشام فأقام بها مدة ، ثم توجه إلى بلاد الروم ، وتولى القضاء هناك بمدينة قونية (١) ولم يزل بها إلى أن توفي ، ولم يكن محمود السيرة ، وما أظنه روى شيئا من الحديث.

أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين ـ ونقلته من خطه قال : أنشدني أبو الحسن علي ابن هبة الله بن البخاري العدل ، أنشدني أبو الفتوح أحمد بن محمد الغزالي لبعضهم :

أظلت علينا منك يوما سحابة

أضاءت لنا برقا وأبطأ رشاشها

فلا غيمها يجلو فناس طامع

ولا غيثها يأتي فيروى عطاشها

أنبأنا عبد الوهاب الأمين ونقلته من خطه قال : أنشدني أبو الحسن علي بن هبة الله بن محمد بن البخاري :

سقى ليلة بالأبرقين وهجعة

ندى الإبل من وادي الأراك سكوب

ليالي تدعوني العواذل في الهوى

فأعصى ويدعوني الهوى فأجيب

قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي قال : مولد علي بن هبة الله ابن البخاري في سنة سبع وتسعين وأربعمائة ، أجاز لي.

أنبأنا أبو البركات اليزيدي ، عن أبي الفرج صدقة بن الحسين بن الحداد الفقيه قال : سنة خمس وسبعين وخمسمائة في هذه الأيام ـ يعني أوسط المحرم ـ وصلت الأخبار بموت أبي الحسن بن البخاري ؛ توفي في شعبان سنة خمس وستين وخمسمائة ـ والله أعلم بالصواب.

١٠٢٢ ـ علي بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن محمد ابن أبي منصور بن علي بن عبد السميع بن محمد بن عبد الواحد بن عيسى بن محمد بن موسى بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن محمد بن علي بن عبد الله ابن العباس بن عبد المطلب ، أبو تمام بن أبي الفخار بن أبي منصور :

__________________

(١) في الأصل : «قوينة».

١٧٩

من أهل باب البصرة ، وسكن في آخر عمره بالكرخ ، كان يتولى الخطابة بجامع ابن المطلب ، وشهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عبد الله بن الحسين الدامغاني في يوم الأربعاء لخمس خلون من المحرم سنة أربع وستمائة فقبل شهادته. وخدم في عدة أعمال للديوان ، سمع الحديث في صباه بإفادة خاله أبي القاسم بن الرويح بن أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي ، وأبي زرعة طاهر بن محمد المقدسي ، وأبي بكر أحمد ابن المقرب الكرخي ، وأبي الحسن سعد الله بن نصر بن الدجاجي ، وغيرهم ، كتبنا عنه ، وهو حسن الطريقة ، محمود السيرة ، متدين ، ذو أخلاق جميلة وتواضع.

أخبرنا أبو تمام علي بن هبة الله بن محمد الخطيب بقراءتي عليه ، أنبأنا أبو بكر أحمد ابن المقرب الكرخي قراءة عليه ، أنبأنا النقيب أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي قراءة عليه ، أنبأنا أبو نصر أحمد بن محمد بن حسنون النّرسيّ ، حدّثنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البحتري إملاء ، حدّثنا العباس بن محمد ، حدّثنا محاضر ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «احتجت الجنة والنار فقالت الجنة : فيّ ضعفة الناس ومساكينهم ، وقالت النار : فيّ الجبارون والمتكبرون ، فقضى بينهما : أنت رحمتي أرحم بها من أشاء ، وأنت عذابي أعذب بك من أشاء وكلتاكما على مملوئها».

سألت أبا تمام الخطيب عن مولده فقال : ولدت يوم الجمعة مستهل المحرم سنة إحدى وخمسين وخمسمائة ، وتوفي ليلة الثلاثاء لليلتين خلتا من جمادى الآخرة من سنة إحدى وأربعين وستمائة ، ودفن من الغد بمقبرة جامع المنصور.

١٠٢٣ ـ علي بن هبة الله بن مخروطة الكاتب :

من أهل باب الأزج ، كان يتصرف في الأعمال الديوانية ، وفيه أدب ويقول الشعر ، روى عنه أبو الحسن القطيعي (١) شيئا من شعره.

١٠٢٤ ـ علي بن هبة الله بن مسعود البزاز ، أبو الحسن بن أبي طاهر ، المعروف بالمغفل :

من أهل باب البصرة ، طلب الحديث بنفسه ، وسمع الكثير ، وكتب بخطه كثيرا من الأجزاء والكتب الكبار ، وقرأ كثيرا على الشيوخ ، وسمع الناس بقراءته ، واشتمل على

__________________

(١) في الأصل : «القيطعي».

١٨٠