تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٩

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٩

المؤلف:

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٣٤

١
٢

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[قال] (١) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء ، كلما ذهب نبي خلفه نبي ، وإنه [ليس] (٢) بكائن بعدي نبي» ، قالوا : يا رسول الله! فما يكون؟ قال : «يكون خلفاء ويكثرون» قالوا : يا رسول الله! فما نصنع؟ قال : «أوفوا بيعة الأول فالأول ، أدوا الذي عليكم ، ويسألهم الله [عن] (٣) الذي عليهم» (٤).

٨٠٤ ـ علي بن محمد بن علي بن محمد بن الحسن بن عبد الملك بن عبد الوهاب بن حمويه بن حيويه الدامغاني ، أبو الحسن (٥)

قاضي القضاة ابن قاضي القضاة أبي عبد الله ، تفقه على والده ، وشهد عنده في الثامن من شهر رمضان سنة ست وستين وأربعمائة. فقبل شهادته وقلده القضاء بباب الطاق وعمره ست عشرة (٦) سنة ، ولم يسمع أن قاضيا تولى القضاء أصغر منه سنا ، ثم ولاه والده القضاء بربع باب الأزج في محرم سنة أربع وسبعين وأربعمائة ، ولم يزل على القضاء إلى [أن] (٧) توفي (٨) والده وولي الشامي قضاء القضاة وعزل نفسه عن القضاء ، فبعث إليه الشامي يقول له : أنت على عدالتك وقضائك ، فنفذ إليه يقول : أما الشهادة فإنها استشهدت ، وأما القضاء فقضى عليه ، وانقطع عن الولاية ، ولازم الاشتغال بالعلم إلى أن قلده الإمام المستظهر بالله قضاء القضاة بعد موت الشامي في يوم الأحد ثاني عشري شعبان سنة ثمان وثمانين وأربعمائة ، وبقي على قضاء القضاة

__________________

(١) الأصل المخطوط ناقص من أوله ، وهي النسخة الوحيدة بمكتبة باريس. وما بين المعقوفتين ليست في الأصل ، وزيدت من المصادر.

(٢) بياض في الأصل مكان «ليس» وزدناها من المصادر.

(٣) ما بين المعقوفتين زيادة من المصادر.

(٤) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ٤٩١. وصحيح مسلم ٢ / ١٢٦ ، ومسند أحمد ٢ / ٢٩٧. وسنن ابن ماجة ٢١٢.

(٥) انظر ترجمته في : النجوم الزاهرة ٥ / ٢١٩. والجواهر المضية ١ / ٣٧٣. والعبر ٤ / ٣٠.

(٦) في الأصل : «سنة عشر»

(٧) ما بين المعقوفتين بياض في الأصل.

(٨) في الأصل : «في» تصحيف.

٣

إلى آخر أيام (١) المستظهر بالله ، فلما ولى ولده الإمام المسترشد بالله الخلافة أقره على ولايته إلى حين وفاته ، ولا نعلم أن قاضيا ولي لأربعة خلفاء غيره وغير شريح القاضي ، وناب في ديوان المجلس عن الوزارة في الأيام المستظهرية والمسترشدية مرات ، وجرت أموره في قضاياه وأحكامه على السداد والاستقامة.

وكان فقيها فاضلا ، كثير المحفوظ ، متدينا عفيفا نزها ، ذا مروءة وصدقات وبر ومعروف ، وكانت له معرفة حسنة بالشروط وكتبة السجلات ، وهو الذي تولى البيعة للإمام المسترشد بالله على الناس.

سمع الحديث من والده ومن القاضي أبي يعلى بن الفراء (٢) ، وأبي محمد الصريفيني وأبي الحسين بن النقور ، وأحمد بن محمد بن السمناني ، وأبي بكر الخطيب وغيرهم ، وحدث باليسير ، روى عنه : أبو المعمر الأنصاري ، وأبو طاهر السلفي.

أخبرني عبد الوهاب بن ظافر بن رواج بالإسكندرية ، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي ، أنبأنا قاضي القضاة أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن محمد بن الحسن الدامغاني الحنفي ببغداد في داره.

وأخبرنا أبو علي ضياء بن علي [بن] (٣) أحمد بن أبي علي ، والحسين بن سعيد أبو عبد الله الأمين ، وعبد الله بن دهبل بن علي قالوا : أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ابن محمد الشاهد.

وأخبرنا أبو الفتوح يوسف بن المبارك بن كامل الخفاف ، أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمد بن علي الزوزني قالوا جميعا :

أنبأنا القاضي الأجل أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء الفقيه إملاء ، أنبأنا موسى ابن عبد الله السراج ، حدّثنا أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ، حدّثنا عبد الأعلى بن حماد النّرسيّ ، حدّثنا حماد بن سلمة ، عن قتادة ، عن غيلان بن جرير ، عن عبد الله بن معبد الزماني (٤) ، عن أبي قتادة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «صوم يوم عاشوراء

__________________

(١) في الأصل : «إلى آخر الأيام»

(٢) في الأصل : «ابن الفراة»

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٤) في الأصل «الرماني» تصحيف.

٤

يكفر العام الذي قبله ، وصوم يوم عرفة يكفر العام الذي قبله والذي بعده» (١).

أنبأنا أبو الفرج ابن الجوزي قال : حدثني أبو البركات ابن الجلاء الأمين قال : حضر أبو الحسن الدامغاني وجماعة أهل الموكب باب الحجرة فخرج الخادم فقال : انصرفوا إلا قاضي القضاة! فلما انصرفوا فقال له : إن أمير المؤمنين بحيث (٢) يسمع كلامك وهو يقول : أنحن نحكمك أم أنت تحكمنا؟ قال : فكيف يقال لي هذا وأنا بحكم أمير المؤمنين ، فقال : أليس يتقدم إليك بقبول قول شخص فلا تفعل؟ قال : فبكى وقال : قل لأمير المؤمنين : يا أمير المؤمنين! إذا كان يوم القيامة جيء بديوان ديوان فسئلت عنه فإذا جيء بديوان القضاء كفاك أن تقول : وليته لذاك المدبر بن الدامغاني فتسلم أنت وأقع أنا ، فبكى الخليفة وقال : افعل ما تريد.

أنبأنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن هبة الله النحوي ، أنبأنا القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار الواسطي قال : حكى لي جماعة أن عاملا من عمال السلطان ـ يعني محمد بن ملك شاه وجب عليه حق فحبسه ـ يعني قاضي القضاة علي بن محمد الدامغاني ، فنفذ السلطان بهروز لأجل الإفراج عنه ـ وموضع بهروز من الدولة الموضع المشهور ، فقال له : السلطان يقول لك : تفرج عن هذا العامل! فقال له : من السلطان؟ فقال له : محمد العجمي ، فقال له : قل له غير أن السلطان محمدا العربي قال لي : لا تفرج عنه ، فعاد بهروز وقد ضاق صدره من ذلك ، فحكى للسلطان ما قال له ، فقال له : قل نقبل من السلطان محمد العربي.

أخبرني عبد الوهاب بن ظافر بالإسكندرية قال : سمعت أبا طاهر السلفي يقول : سألته ـ يعني قاضي القضاة أبا الحسن عن مولده ، فقال : مستهل رجب سنة تسع وأربعين يعني وأربعمائة.

قرأت بخط عبد الوهاب الأنماطي قال : توفي قاضي القضاة أبو الحسن علي بن محمد الدامغاني في بكرة يوم الأحد رابع عشر المحرم سنة ثلاث عشرة وخمسمائة.

ذكر غيره أنه دفن في داره بنهر القلاءين بعد أن صلى عليه ولده أبو عبد الله محمد وحضر أرباب الدولة والقضاة والشهود وأهل العلم وخدم الخليفة ، وكانت الصّلاة عليه وراء مقابر الشونيزية.

__________________

(١) انظر الحديث في : مسند أحمد ٥ / ٢٩٦ ، ٢٩٧ ، ٣٠٤.

(٢) في الأصل : «بحث»

٥

٨٠٥ ـ علي بن محمد بن علي ، أبو الحسن بن أبي زيد الفصيحي النحوي (١) :

من أهل أسترآباذ ، قرأ الأدب على أبي بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد بن الحسن الجرجاني بن بنت الإسماعيلي (٢) حتى برع فيه ، ولقب بالفصيحي لكثرة إعادته كتاب «الفصيح» لثعلب ، قدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته ، ودرس بها الأدب بالمدرسة النظامية بعد أبي زكريا التبريزي ، وسمع شيئا من الحديث من أبي الحسين عاصم بن الحسن الشاعر ، وأبي الحسن علي بن محمد بن محمد الخطيب الأنباري ، وروى «الجمل» لعبد القاهر و «المسجر» في النحو له ، وغير ذلك من مصنفاته عنه. روى عنه : الشريف أبو علي الحسن بن جعفر بن عبد الصمد المتوكلي ، وأبو طاهر السلفي ، ومنوجهر بن تركانشاه الكاتب.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الصوفي بالقدس ، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي ، أنشدنا أبو الحسن الفصيحي ببغداد لبعض النحويين :

النحو شؤم كله فاعلموا

يذهب بالخير من البيت

خير من النحو وأصحابه

ثريدة تعمل بالزيت

قال : وسمعت الفصيحي يقول : وقال له بعض الفقهاء : حفظت «الإصلاح» ونسيته ، فقال : النسيان فعل ولكن فعل مدبر كما حكى عن بعضهم. وسئل عن مسألة فقال : لا أدري ، ولا أدري نصف العلم ، فقال : نعم ، هو النصف الآخر.

أنبأنا عيسى بن عبد العزيز اللخمي بالقاهرة ، أنبأنا أبو طاهر السلفي ، أنشدنا أبو الحسن الفصيحي ببغداد لابن نباتة :

وأعيش بالبلد الذي لو أنه

دمع لما رويت به الآماق

ويزيدني عدم الدراهم عفة

وعلى الدراهم تضرب الأعناق

قرأت على عبد اللطيف بن عبد الوهاب المقرئ ، عن الشريف أبي علي الحسن بن جعفر المتوكلي قال : حدثني الشيخ الإمام الفصيحي وقت قراءتي عليه ديوان أبي الطيب المتنبي وهو ابن عبدان السقاء ، قال : قدم بعض الأشراف من الكوفة فدخل إلى مجلس فيه المتنبي فنهض الناس كلهم له سوى المتنبي ، فجعل كل واحد من الحاضرين

__________________

(١) انظر ترجمته في : وفيات الأعيان ٣ / ٢٤. ومعجم الأدباء ١٥ / ٦٦ ـ ٧٥. وبغية الوعاة ٣٥١ ـ ٣٥٢

(٢) في إنباه الرواة ٢ / ١٨٨ : «ابن أخت الشيخ أبي علي الفارسي».

٦

يسأله عن الأحوال بالكوفة وما تجدد هناك ، فقال له المتنبي : يا شريف! كيف خلفت الأسعار بالكوفة؟ فقال : كل راوية برطلين خبزا (١) ـ فأخجله.

أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين ونقلته من خطه قال : أنشدني منوجهر بن محمد ابن تركانشاه ، أنشدنا أبو الحسن علي بن أبي زيد الفصيحي (٢) أنشدنا أبو سعد بن هندو لجده :

يتيه زماني أنني بعض أهله

وآنف أن أعزى إليه لجهله

وتعجبني أن أخرتني (٣) صروفه

فتأخيرها الإنسان برهان فضله

قرأت على أبي الحسن بن المقدسي بمصر ، عن أبي طاهر السلفي قال : أبو الحسن الفصيحي كان علما في علم النحو يشار فيه إليه ويعول في قراءته عليه ، وكان من تلامذة عبد القاهر الجرجاني ، وقرأت أنا عليه في تواليف عبد القاهر غير كتاب وعلّقت عنه أشياء كثيرة.

قرأت في كتاب أبي بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف بخطه قال : مات الفصيحي النحوي في يوم الأربعاء ثالث عشري ذي الحجة سنة ست عشرة وخمسمائة ، ذكر غيره أنه دفن بالوردية.

٨٠٦ ـ علي بن محمد بن علي القيار ، أبو الحسن البزاز (٤) :

سمع أبا الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف ، وحدث باليسير ، روى عنه أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف في معجم شيوخه.

٨٠٧ ـ علي بن محمد بن علي التميمي العنبري ، أبو الحسن ، المعروف والده بدواس القنا (٥).

من أهل البصرة ، قدم واسطا وسكنها إلى حين وفاته ، وكان أديبا ، فاضلا ، تام المعرفة بالعربية ، وشاعرا مجودا ، قدم بغداد بعد التسعين وأربعمائة ، ومدح بها سيف الدولة صدفة بن منصور بن يزيد الأسدي وغيره ، وروى بها شيئا من شعره ، وقرأ

__________________

(١) في الأصل : «خبر».

(٢) في الأصل : «الصبيحي» تصحيف.

(٣) في الأصل : «أن أخبرتني».

(٤) انظر ترجمته في : تكملة إكمال الإكمال ص ٣٤٦.

(٥) انظر : المستفاد ص ١٩٨.

٧

الأدب على أبي زكريا التبريزي ، كتب عنه ببغداد أبو الوفاء أحمد بن محمد بن الحصين وغيره.

وقرأت بخط أبي الوفاء بن الحصين قال : أنشدني الأديب أبو الحسن علي بن محمد التميمي البصري لنفسه من قصيدة :

قد صرف الدهر حالي بالصروف وما

أبقى وصير بوجودي إلى العدم

فبت يعلقني ليلان ما انصرما

داج من الهم في داج من الظلم

كتب إليّ علي بن المفضل الحافظ : أن علي بن محمد بن دواس القنا البصري ، [أنشد] (١) لنفسه من قصيدة

يمدح بها الوزير علي بن طراد الزينبي :

لو أنك الناجم من أمية (٢)

ما لج في طغيانها وليدها

أنبأنا أبو البركات عمر بن أحمد بن محمد الحسيني ، أنشدنا أبو جعفر هبة الله بن يحيى بن الحسن الواسطي قال : أنشدني علي بن محمد العنبري لنفسه :

ومن يعتمد يوما على الله يكفه

مخافة ما في اليوم والأمس والغد

فلا ترج غير الله في كل حالة

معينا فما لا يصلح الله يفسد

كتب إليّ أبو جعفر المبارك بن المبارك المقرئ الواسطي : أن أبا الكرم خميس بن علي الحوزي أخبره ، أنشدنا أبو الحسن علي بن محمد الهاشمي البصري الشاهد المعروف والده بدواس القنا لنفسه من قصيدة :

ساقوا الجمال وخلفوني إثرهم

متململا أدعوهم وأنادي

يا راحلين عن العقيق وخاطري

لمطيهم هاد وقلبي حاد

إن كان قد حكم الهوى أن ترقدوا

عما أجن وتذهبوا برقادي

فترفقوا على أفوز بنظرة

تطفي غليلا دائم الإيقاد

أسكنتم جسمي الضنا وسلبتم

جفني الكرى وذهبتم برقادي (٣)

إن تتهموا فتهامة أكرم بها

لبني الهوى من منزل ومراد

أو تنجدوا فالقلب منذ بلى بكم

وقف على الاتهام والإنجاد

__________________

(١) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصل.

(٢) في الأصل : «أمه»

(٣) في المستفاد : «بفؤادي»

٨

فقلت هذه الأبيات من حفظ خميس الحوزي ، وكان لفظه «الهاشمي» في نسب الشاعر مكشوطة مصلحة بغير قلم خميس ومداده فكأنها كانت والله أعلم «التميمي» أو «العنبري» وقد غيرهما الشاعر بيده ، فإني رأيت أولاده ينسبون إلى هاشم ـ فالله أعلم.

أنبأنا أبو عبد الله محمد بن سعيد الواسطي ونقلته من خطه ، قال : سمعت الشريف محمد بن عبد السميع بن أبي تمام أبا الفتح العباسي الزاهد يقول : سمعت أبا الجوائز سعد بن عبد الكريم بن الحسن الغندجاني يقول : كنت جالسا في سوق البزازين بواسط وإذا قد دخل علينا الأمين أبو الحسن علي (١) بن دواس القنا العنبري وهو يومئذ مريض مسلول ، فاشترى ثوبا زندنيجيا واستدعى خياطا وفصله دراعه ورأينا (٢) ، فقلت له : علام عولت؟ فقال : أنحدر البحرين وأمتدح أبا سنان ملك تلك البلاد ، فقلت له : إنك مريض وهذا الوقت حار ، فقال : تكتب؟ فقلت : نعم ، فقال : اكتب! وأملى عليّ فكتبت على ظهر الميزان لنفسه :

دم الفضل ما دام الزمان مساعدا

فما كل ما يأتي بما شئت آتيا

ومن لم يجد بنيانه في شبابه

يجد كل ما يبنيه في الشيب واهيا

وإن ثمار العود ما دام أخضرا

يرجى ولا يرجى إذا صار ذاويا

وليس على الإنسان إنجاح سعيه

ولكن عليه أن يجيد المساعيا

ثم خرج ، فما خرجت الثياب من الخياط حتى مات رحمه‌الله.

سمعت أبا عبد الله محمد بن سعيد الحافظ الواسطي يقول : قال القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار بن الماندائي ومن خطه نقلت : توفي علي بن محمد بن دواس القنا ليلة الجمعة سادس رجب سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة ودفن بداوردان.

٨٠٨ ـ علي بن محمد بن علي بن [محمد بن] (٣) موسى بن جعفر ، أبو الحسن ابن أبي بكر الخياط المقرئ :

من أهل باب البصرة ، من أولاد المحدثين ، تقدم ذكر والده ، سمع أبا القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري وغيره ، وحدّث باليسير ، روى عنه أبو المعمر الأنصاري ، وأبو القاسم بن العساكر في معجميهما.

__________________

(١) في الأصل : «أبو علي».

(٢) في الأصل الكلمة غير منقوطة.

(٣) ما بين المعقوفتين ليست في الأصل ، إنما زدناه من الأسانيد التالية.

٩

أخبرنا عمر بن عبد الرحمن الأنصاري بدمشق ، أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله الشافعي ، أنبأنا علي بن محمد بن علي بن محمد بن موسى بن جعفر أبو الحسن بن أبي بكر الخياط المقرئ بقراءتي عليه ببغداد ، وأنبأنا أبو القاسم فرج بن معالى القصباني ، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي البزاز قالا : حدّثنا أبو القاسم علي ابن أحمد بن محمد بن علي البسرى (١) إملاء أنبأنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص ، حدّثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي إملاء ، حدّثنا عبد الله [ابن] (٢) أحمد بن محمد بن حنبل [حدثني أبي] (٣) حدّثنا يحيى بن [سعيد] (٤) ، عن شعبة ، أخبرني أبو جمرة قال : سمعت ابن عباس يقول : قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأمرهم بالإيمان بالله ، قال : «أتدرون ما الإيمان؟» قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : «شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصّلاة ، وإيتاء الزّكاة ، وصوم رمضان ، وأن تعطوا الخمس من المغنم» (٥).

قرأت في كتاب أبي بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف بخطه قال : توفي أبو الحسن علي بن أبي بكر محمد بن علي بن موسى الخياط في ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة.

٨٠٩ ـ علي بن محمد بن علي بن عمر المحليان ، أبو الحسن :

كان يسكن باب المراتب ثم انتقل إلى رحبة جامع القصر ، وكان يتصرف في الأعمال الديوانية ، سمع القاضي أبا يعلى بن الفراء ، وحدث باليسير ، روى عنه أبو المعمر (٦) الأنصاري وأبو القاسم بن عساكر في معجميهما.

قرأت في بيت أبي محمد بن الخشاب لمسموعاته بخطه قال : قرأت يوم السبت تاسع شهر ربيع الأول من سنة إحدى وثلاثين على الرئيس أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن عمر بن المحليان في منزله بين الدربين شرقي مدينة السلام مجلسا ثالثا من أمالي أبي يعلى بن الفراء سماعه من ابن الفراء ، سألته عن مولده : فذكر أنه كان في الغرق

__________________

(١) في الأصل : «النسوي» تصحيف.

(٢) بياض في الأصل مكان «بن»

(٣) الزيادة من مسند أحمد.

(٤) الزيادة من مسند أحمد.

(٥) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٢ / ٦٢٧. ومسند أحمد ١ / ٢٢٨.

(٦) في الأصل : «أبو المعمر بن الأنصاري»

١٠

نحو من سنة خمس (١) عشرة سنة ، توفي رحمه‌الله في جمادى الآخرة من هذه السنة بباب المراتب. قلت : كان الغرق في سنة ست وستين وأربعمائة.

٨١٠ ـ علي بن محمد بن علي ، أبو الحسن بن أبي عثمان الهروي (٢) :

طلب الحديث بنفسه ، وكتب بخطه ، وقرأ الأدب ، وحصل منه طرفا صالحا ، وكان يؤدب أولاد الوزير أنو شروان بالحريم الطاهري.

سمع أبا عبد الله مالك بن أحمد بن علي بن [إبراهيم بن الفراء] (٣) البانياسي ، وأبا الغنائم محمد بن علي بن أبي عثمان الدقاق ، وأبا الحسين أحمد بن عبد القادر بن محمد ابن يوسف ، وأبا بكر أحمد بن علي بن الحسين الطريثيثي ، وأبا عبد الله محمد ابن أبي نصر الحميدي ، وحدث باليسير ، روى عنه أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف ، وحدثنا عنه أبو محمد بن الأخضر.

حدّثنا ابن الأخضر من لفظه وأصله بجامع القصر ، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد ابن علي الهروي قراءة عليه وأنا أسمع مع والدي في السادس من جمادى الأولى سنة ثلاثين وخمسمائة قرئ على أبي بكر أحمد بن علي بن الحسين بن زكريا الطريثيثي وأنا أسمع ، أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري ، أنبأنا محمد بن أحمد بن علي بن حامد ، أنبأنا أحمد بن السري بن صالح ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا سعيد بن أبي مريم ، حدّثنا محمد بن جعفر ، حدّثنا موسى بن عقبة ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله بن مسعود : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إنما هما اثنان : الكلام والهدي ؛ فأحسن الكلام كلام الله ، وأحسن الهدي هدي محمد ، ألا وإياكم ومحدثات الأمور! فإن شر الأمور محدثاتها ، وأن كل محدثة بدعة ، ألا لا يطول عليكم الأمد فتقسو قلوبكم» (٤).

أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال : سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول : توفي علي ابن محمد بن علي الهروي في شعبان سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة.

__________________

(١) في الأصل : «خمسة»

(٢) انظر ترجمته في : بغية الوعاة ص ٣٥٥. وإنباه الرواة ٢ / ٣١١. ومعجم الأدباء ١٤ / ٢٤٨.

(٣) ما بين المعقوفتين زيادة من الأنساب ٢ / ٦٧.

(٤) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٢ / ١٠٨١. وصحيح مسلم ١ / ٢٨٥. وسنن ابن ماجة ص ٦.

١١

٨١١ ـ علي بن محمد بن علي بن محمد بن الحسين بن عبد الله بن السكن ، أبو الحسن ، المعروف بابن المعوج :

من أهل باب المراتب ، وهو أخو محمد بن محمد الذي قدم ذكره ، سمع أبا القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الكاتب ، وسافر إلى العراق وخراسان ، وحدث بأصبهان ، روى عنه أبو القاسم بن عساكر في معجم شيوخه.

أخبرنا عمر بن عبد الرحمن الأنصاري بدمشق ، أنبأنا أبو القاسم علي بن هبة الله الحافظ ، أنبأنا علي بن محمد بن السكن أبو الحسن البغدادي المعروف بابن المعوج بأصبهان ، أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد الرزاز ، وأخبرنا أبو الفرج عبد المنعم ابن عبد الوهاب الحراني قراءة عليه ، أنبأنا أبو القاسم الرزاز ، أنبأنا أبو الحسن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد البزاز ، أنبأنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار ، حدّثنا أبو علي الحسن بن عرفة ، حدثني معتمر بن سليمان التميمي قال : سمعت عاصما الأحول يقول : حدثني شرحبيل أنه سمع أبا سعيد وأبا هريرة وابن عمر رضي‌الله‌عنهم يحدثون : أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «الذهب بالذهب وزنا بوزن مثلا بمثل من زاد أو ازداد فقد أربى» (١).

قال شرحبيل : إن لم أكن سمعته منهم أدخلني الله النار.

أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة ، حدّثنا أبو سعد بن السمعاني قال : علي بن محمد بن علي بن السكن أخو شيخنا أبي عبد الله محمد ، سافر إلى بلاد خراسان وتغرب ، وكان فيه فضل وتمييز وعزة نفس ، لقيته بمرو ، سمع بقراءتي صحيح البخاري. وكان شابا ، حسن الهيئة ، مليح المنظر ، ما اتفق أني سمعت منه شيئا. وقال لي أخوه محمد سنة ثلاث أو أربع وثلاثين وخمسمائة : احتسب صديقك عليا فإنه مات بالغربة.

٨١٢ ـ علي بن محمد بن علي بن محمد السمناني ، أبو الفتح بن أبي جعفر ، المعروف بابن الحلواني (٢) :

تقدم ذكر والده وجده ، وهو من أولاد المحدثين ، وكان يسكن بقراح ابن أبي الشحم ، سمع أبا الحسن هبة الله بن عبد الرزاق الأنصاري ، وحدث باليسير ، وكان به

__________________

(١) انظر الحديث في صحيح مسلم ٢ / ٢٥. ومسند أحمد ٣ / ٨٥.

(٢) انظر ترجمته في : الأنساب للسمعاني ٧ / ٢٣٩

١٢

صمم ، روى عنه أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف في معجم شيوخه (١).

٨١٣ ـ علي بن محمد بن علي بن أبي ذر محمد بن إبراهيم بن علي الصالحاني ، أبو الحسن بن أبي بكر :

من أهل أصبهان ، من أولاد المحدثين ، وكانت الرحلة لأبيه في حديث أبي الشيخ لأنه آخر من رواه غالبا ، وقد رواه عاليا ، وقد روى لنا عنه بأصبهان ، وأبو الحسن هذا قدم بغداد حاجّا بعد العشرين وخمسمائة ، وحدث بها عن جده لأمه أبي بكر محمد ابن الحسن بن سليم ، روى عنه أبو المعمر الأنصاري وأبو القاسم بن عساكر في معجميهما.

أخبرنا عمر بن عبد الرحمن الأنصاري بدمشق ، أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله الحافظ ، أنبأنا علي بن محمد بن علي بن أبي ذر محمد بن إبراهيم أبو الحسن بن أبي بكر الصالحاني الأصبهاني بقراءتي عليه ببغداد قدمها حاجّا ، أنبأنا القاضي أبو بكر محمد بن الحسن بن سليم.

وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله الصوفي بهمذان ، أنبأنا أبو المحاسن نصر بن المظفر البرمكي ، وأنبأنا سليمان بن داود الواعظ ، وعلي بن الحسين اليمني ، وأبو جعفر محمد بن محمد الشبري بأصبهان قالوا : أنبأنا أبو القاسم رجاء بن حامد المعداني قالا : أنبأنا أبو مسعود سليمان بن إبراهيم الواعظ قالا : حدّثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر إملاء ، حدّثنا محمد بن يعقوب بن يوسف الأصم ، حدّثنا أبو بكر محمد بن إسحاق الصنعاني ، حدّثنا سعيد بن عامر ، عن شعبة ، عن عثمان بن غياث ، عن أبي عثمان النهدي ، عن أبي موسى قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في بعض الحوائط ومعه عود ينكت به بين الماء والطين ، فجاء رجل فاستفتح فقال : «افتح له وبشره بالجنة». فإذا هو أبو بكر فبشرته بالجنة ، ثم جاء رجل فاستفتح ، فقال : «افتح له وبشره بالجنة» ، ففتحت وإذا هو عمر فبشرته بالجنة ، ثم جاء آخر فاستفتح ، فقال : «افتح له وبشره بالجنة على بلوى تكون» ، ففتحت له فإذا هو عثمان فبشرته بالجنة على بلوى تكون ، فقال : «الله المستعان وعليه التكلان» (٢).

__________________

(١) انظر معجم البلدان ٧ / ٤١.

(٢) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٢ / ٩١٨. ومسند أحمد ٤ / ٤٠٦.

١٣

٨١٤ ـ علي بن محمد بن علي البرداني ، البقال ، أبو الحسن (١) :

من أهل الحريم الطاهري ، سمع أبا علي أحمد بن محمد بن أحمد بن البرداني ، وقيل : إنه سمع من طراد الزينبي وأبي الخطاب بن البطر ولم يظهر لي شيء عنهما. حدث باليسير ، روى عنه أبو سعد بن السمعاني.

قرأت في كتاب عمر بن المبارك بن أحمد بن سهلان بخطه قال : وفي سنة سبع وثلاثين وخمسمائة توفي أبو الحسن علي بن البقال ، ودفن بباب حرب.

٨١٥ ـ علي بن محمد بن علي بن الحسن بن أحمد بن محمد بن عمر بن الحسن ابن المسلمة ، أبو الحسين بن أبي نصر بن رئيس الرؤساء أبي القاسم :

من بيت الرئاسة والوزارة ، تقدم ذكر والده ، تولى الأستاذية بدار الخلافة في أيام الإمام المسترشد بالله وفي أيام ولده الراشد بالله ، وسمع الحديث من أبو الحسن علي ابن محمد بن محمد بن الخطيب الأنباري ، وعلي بن محمد بن علي بن العلاف ، وأبي الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر وغيرهم ، وحدث باليسير ، سمع منه : أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن يوسف وهو من أقرانه وأقدم إسنادا منه ، وروى عنه : أبو سعد بن السمعاني ، وعبد الخالق بن أسد بن ثابت الدمشقي في معجم شيوخه.

أخبرنا إسماعيل بن سليمان العسكري بدمشق ، أنبأنا عبد الخالق بن أسد بن ثابت الحنفي ، أنبأنا أبو الحسين علي بن محمد بن علي الملقب برئيس الرؤساء ببغداد ، وأخبرنا أبو القاسم عبد الله بن علي بن النفيس الأنباري قدم علينا ، أنبأنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن الخلال قالا : أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب الأنباري ، أنبأنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن محمد بن الحسين ، حدّثنا أبو الحسين نعيم بن عبد الملك بن محمد بن عدي الأسترآباذي إملاء ، حدّثنا أبو جعفر أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري ، حدّثنا سعيد ، عن مبارك بن فضالة ، عن كثير أبي محمد ، عن البراء قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «صاحب الدين مأسور في قبره يشكو إلى الله الوحدة» (٢).

وأنبأنا إسماعيل ، أنبأنا عبد الخالق بن أسد ، [وأنبأنا] (٣) شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت ابن السمعاني قال : سئل أبو الحسين علي بن محمد بن علي بن رئيس الرؤساء

__________________

(١) انظر ترجمته في : الأنساب للسمعاني ٢ / ١٤٥.

(٢) انظر الحديث في : الجامع الكبير للسيوطي ١ / ٥٠٧. والصغير له ٢ / ٤٧.

(٣) ما بين المعقوفتين ليست في الأصل.

١٤

عن مولده ، فقال ونحن نسمع : في النصف من شوال سنة سبعين وأربعمائة.

قرأت بخط أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي قال : توفي أبو الحسين علي ابن محمد بن علي بن رئيس الرؤساء في شعبان سنة أربعين وخمسمائة ، وصلى عليه بجامع القصر ، وحضر أرباب الدولة : قاضي القضاة وابن عمه أستاذ الدار أبو الفتوح وغيرهم ، ودفن بتربتهم بباب أبرز عند الشيخ أبي إسحاق الشيرازي ، وبلغ من عمره السبعين ، وكان من أهل السنة والاعتقاد الصالح.

٨١٦ ـ علي بن محمد بن علي بن القواس ، أبو الفوارس المقرئ ، المعروف بابن القابلة :

كان شيخا صالحا متجردا من الدنيا ، يسكن سقاية الرازي بجامع المنصور يخلو فيها بالعبادة.

سمع الشريف أبا علي محمد بن محمد بن عبد العزيز بن المهدي وغيره ، وحدث باليسير ، روى عنه : أبو الفتح المبارك بن أبي بكر بن أبي العز بن الديك المقرئ.

قرأت بخط أبي بكر المبارك بن محمد بن سعد السقلاطوني : ويعرف بابن عين البقرة ، وكان من طلبة الحديث ، قال : حدثني أبو منصور عبد الملك بن أبي طاهر بن محمد النجار قال : فكرت في ليلة من الليالي في قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يقول الله عزوجل لعبده : هل واليت لي وليا؟ هل عاديت لي عدوا؟» فقلت في نفسي : ترى هل من أوالي أو من أعادي؟ قال : فبينا أنا نائم رأيت شخصا فقال لي : وال (١) أبا الفوارس ابن القابلة ، وعاد من يقول : القرآن مخلوق أو محدث.

أنبأنا أبو علي الأصبهاني ، عن أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الشاهد قال : مات أبو الفوارس بن القابلة في يوم الاثنين ثالث عشري جمادى الآخرة من سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة ، وصلى عليه بجامع المنصور ، ودفن بباب الجامع المذكور ، وكان زاهدا صالحا على طريقة حسنة.

٨١٧ ـ علي بن محمد بن علي ، أبو الفرج بن أبي غالب ، المعروف بابن البزاز:

سمع النقيب أبا الفوارس طراد بن محمد بن علي بن الزينبي ، وأبا عبد الله الحسين ابن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي ، وأبا القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان

__________________

(١) في الأصل : «قال أبا الفوارس»

١٥

الرزاز ، وحدث باليسير ، روى عنه : أبو سعد بن السمعاني ، وسمع منه شيخانا : عبد الخالق بن عبد الوهاب الصابوني ، ويوسف بن المبارك بن كامل الخفاف.

أنبأنا عبد الخالق بن عبد الوهاب ، ويوسف بن المبارك قالا : أنبأنا أبو الفرج علي ابن أبي غالب بن البزاز قراءة عليه في ربيع الأول سنة ست وثلاثين وخمسمائة ونحن نسمع ، أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان الرزاز قراءة عليه ، أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي ، حدّثنا أبو الطيب محمد بن أحمد بن موسى الأهوازي إملاء ، أنبأنا الفضل بن الحباب الجمحي ، عن هشام أبي المقدام ، عن أبيه ، عن فاطمة بنت الحسين ، عن أبيها ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من أصابته مصيبة فقال إذا ذكرها (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) جدد الله له من الأجر مثل ما كان له يوم أصابته» (١).

قرأت في كتاب سلمان بن مسعود بن حامد الشحام بخطه قال : مات أبو الفرج ابن البزاز ليلة الأحد ثاني عشر شعبان سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة ، ودفن في مقبرة الإمام أحمد.

٨١٨ ـ علي بن محمد بن علي بن الكوفي ، أبو سعد الوكيل ، المعروف بابن القارئ :

من أهل باب الأزج ، كان وكيلا على أبواب القضاة ، سمع : أبا عبد الله بن طلحة ، والوزير أبا منصور محمد بن محمد بن محمد بن جهير ، وحدث باليسير ، سمع منه : أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب النحوي ، وشيخنا أبو العباس أحمد بن أبي العز صالح بن طاهر المصري التواريخي في سنة ست وخمسين وخمسمائة.

أنبأنا أبو العباس المصري ، أنبأنا أبو سعد علي بن محمد بن علي الكوفي الوكيل قراءة عليه بباب الأزج ، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي قراءة عليه في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة ، أخبرنا أبو الحسين علي ابن محمد بن بشران ، حدّثنا إسماعيل بن محمد الصفار ، حدّثنا محمد بن عبيد الله ، حدّثنا يونس بن محمد ، حدّثنا عبد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر رضي‌الله‌عنهما قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من اشترى طعاما فلا يبعه حتى يستوفيه» (٢).

__________________

(١) انظر الحديث في : مسند أحمد ١ / ٢٠١.

(٢) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ٢٨٦. وصحيح مسلم ٢ / ٥. وسنن أبي داود ٢ / ١٣٧.

١٦

٨١٩ ـ علي بن محمد بن علي الدواني (١) ، أبو طالب :

ذكر القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي فيما رأيته بخطه أنه حدث بيسير عن أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأنه توفي في سنة ست وخمسين وخمسمائة بعد أن [......] (٢) طلحة صاحب المخزون بشيء يسير.

٨٢٠ ـ علي بن محمد بن علي بن أحمد بن أبي بكر بن أبي مسلم ، أبو الحسن ، المعروف بالدبيل (٣) :

من أهل الكرخ ، قدم بغداد حاجّا في شوال سنة ثلاث وستين وخمسمائة ، وحدث بها بيسير عن : أبي القاسم غانم بن عبد الواحد التاجر ، وأبي القاسم إسماعيل بن محمد ابن الفضل الحافظ ، وأبي منصور أحمد بن محمد بن ينال الصوفي الأصبهانيين ، وأبي الحسن محمد بن عبد الملك بن محمد ، وأبي نصر عبد الحكيم بن المظفر بن أحمد الأديب الكرخيين ، وكان موصوفا بكثرة السماع والصيانة والديانة والصلاح ، روى لنا عنه : أبو نصر عمر بن محمد بن أحمد الصوفي.

أخبرنا أبو نصر الصوفي ، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد الكرخي قدم علينا بغداد بقراءتي عليه وكتبه لي بخطه ، أنبأنا أبو نصر عبد الحكيم بن المظفر بن أحمد الأديب قراءة عليه بالكرخ ، أنبأنا سعد بن ناصر بن علي ، أنبأنا جدي علي بن محمد بن علي الإمام ، [أنبأنا] (٤) أبو أحمد محمد بن علي بن محمد الفقيه ، أنبأنا عمير بن مرداس ، حدّثنا إسماعيل بن أبي أويس ، حدّثنا عبد الرحمن بن زيد ، عن أبي حازم بن دينار ، عن سهل بن سعد الساعدي : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن لهذا الخير خزائن وجعل لها مفاتيح ومغاليق، فطوبى لرجل جعله الله مفتاحا للخير مغلاقا للشر ، وويل لمن جعله الله مغلاقا للخير مفتاحا للشر» (٥).

توفي أبو الحسن الكرخي في (٦) يوم العيد من سنة ثلاث وستين وخمسمائة.

__________________

(١) في الأنساب : «الدواتي»

(٢) هكذا في الأصل ، وسياق الكلام فيه نقص.

(٣) في الأصل : «المعروف بالدنيل».

(٤) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصل.

(٥) انظر الحديث في : سنن ابن ماجة ص ٢١ (المقدمة).

(٦) في الأصل : «يمن».

١٧

الفقيه الحنبلي ، المعروف بالبراندسي (١) :

من أهل قرية براندس (٢) على نهر عيسى فوق المحول ، سكن باب البصرة ، وقرأ القرآن وتفقه ، وكان حسن التلاوة محققا ، له معرفة بالقراءات ، وقد حصل طرفا صالحا من المذهب ، وسمع الحديث بعد الأربعين من عمره من أبي القاسم بن الحصين وأبي غالب بن البناء وأبي القاسم بن السّمرقندي ، وأبي البركات الأنماطي وغيرهم ، روى لنا عنه غير واحد ، وكان عبدا صالحا.

أخبرنا أبو الفتوح داود بن معمر بن عبد الواحد بن الفاخر القرشي بأصبهان ، أنبأنا الفقيه الزاهد أبو الحسن علي بن محمد بن علي البراندسي بقراءة والدي عليه ومن لفظه وأنا أسمع ببغداد في صفر سنة تسع وخمسين وخمسمائة قال (٣) : أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين قراءة عليه ، وأخبرنا أبو طاهر لاحق بن أبي الفضل الصوفي ، أنبأنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو علي بن المذهب ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل ، حدثني أبي ، حدّثنا حسين وأحمد بن عبد الملك قالا : حدّثنا عبيد الله (٤) يعني ابن عمرو ، عن (٥) عبد الكريم ، عن ابن جبير ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «يكون قوم في آخر الزمان يخضبون بهذا السواد كحواصل حمام لا يريحون رائحة الجنة» (٦).

قرأت في كتاب معجم مشايخ أبي عبد الله محمد بن محمود الحراني بخطه قال : أنشدني شيخنا أبو الحسن البراندسي لغيره ولم يسمه :

أما لو قصدت (٧) الله في كل حاجة

بصدق يقين لم تفتك المطالب

ولكنما أملت من ليس مثله

يؤمل فانسدت عليك المذاهب

أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي ونقلته من خطه قال : ذكر من توفي في هذه السنة ـ

__________________

(١) انظر ترجمته في : شذرات الذهب ٤ / ٢٨٦. والتقييد لابن نقطة ٢ / ٢٠٨.

(٢) في الأصل : «براندين» تصحيف.

(٣) في الأصل : «قالا».

(٤) في الأصل : «عبد الملك» تصحيف ، والتصحيح من المصادر.

(٥) في الأصل : «يعني ابن عمر بن عبد الكريم» خطأ.

(٦) انظر الحديث في : سنن أبي داود ٢ / ٢٢٦. وسنن النسائي ص ٧٥٨. ومسند الإمام أحمد ١ / ٢٧٣.

(٧) في الأصل : «تصدق».

١٨

يعني سنة ست وثمانين وخمسمائة ـ أبو الحسن علي بن محمد البراندسي قرأ القرآن بالروايات ، وسمع المسند والأحاديث الكثيرة ، وسمع الفقه وعرف المذهب ، وكان دينا صالحا كثير الذكر لله ، حافظا للسانه ممتنعا من غيبة (١) مسلم ، توفي ليلة الثلاثاء سادس عشر ربيع الأول ، ودفن بقرب جامع المنصور. وقد بلغ من العمر مائة سنة.

أنبأنا أبو بكر محمد بن المبارك بن محمد بن مشّق ونقلته من خطه ، قال : توفي أبو الحسن علي بن محمد بن الزيتوني البراندسي بكرة الثلاثاء سابع عشر ربيع الأول سنة ست وثمانين وخمسمائة ، ودفن بباب البصرة ، ومولده سنة ثمانين وأربعمائة.

٨٢٢ ـ علي بن محمد بن علي بن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن يعيش ؛ أبو الحسن بن أبي عبد الله الكاتب ، سبط قاضي القضاة أبي الحسن علي بن قاضي القضاة أبي عبد الله محمد بن علي الدامغاني (٢) :

تقدم ذكر والده وجده آنفا ، سمع في صباه من آباء القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وهبة الله بن عمر بن أحمد الحريري ، وزاهر بن طاهر الشحامي ، وأبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وأبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي ، وغيرهم ، كتبت عنه ، وذكر لي أنه من ولد أبي ذر الغفاري ، فإن نسبه إليه كان مكتوبا عنده خرقه بعض أهله ، وكان شيخا حسن الأخلاق متواضعا ، له أصول صحيحة ، وسماعات بخط الحفاظ ، وكان كاتبا بباب طراد من دار الخلافة ، ثم عزل عن ذلك ، وكان يلعب بالحمام ، وكان يسكن بالمأمونية مقابل الرباط.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن يعيش ، أنبأنا أبو القاسم بن الحصين قراءة عليه ، أنبأنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم البزاز ، حدّثنا أبو بكر الشافعي ، حدّثنا جعفر بن كزال (٣) ، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم ، حدّثنا عثمان بن مطر ، عن ثابت البناني ، عن أنس رضي‌الله‌عنه قال : مر علينا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ونحن صبيان نلعب ، فقال : «السلام عليكم يا صبيان» (٤).

أخبرنا أبو الحسن الكاتب ، أنبأنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي قدم علينا أبو

__________________

(١) في الأصل : «عنه».

(٢) انظر ترجمته في : شذرات الذهب ٤ / ٣٣٦.

(٣) في الأصل : «كرال».

(٤) انظر الحديث في : صحيح مسلم ٢ / ٢٩٩. ومسند أحمد ٣ / ١٧٤.

١٩

عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري (١) ، حدّثنا [أبو] (٢) عمرو محمد بن أحمد بن حمدان ، أنبأنا محمد بن زنجويه بن الهيثم القشيري ، حدّثنا عبد العزيز [بن] (٣) يحيى ، حدّثنا سليمان بن بلال ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر رضي‌الله‌عنهما : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى عن بيع الولاء وعن هبته (٤).

أخبرنا علي بن محمد بن يعيش ، أنبأنا أبو القاسم الشحامي ، أنشدنا أسعد بن علي البارع الزوزني (٥) لنفسه :

إذا زدت (٦) الصديق زرعت منا

وكم ود تولد من زيادة

تدل على الوفاء وحسن عهد

لبنيان الصفاء به عمادة

سألت أبا الحسن بن يعيش عن مولده فقال : يوم الاثنين مستهل شعبان سنة تسع عشرة وخمسمائة عند انفجار الصبح وذهاب النجوم.

وتوفي ليلة الأحد لاثنتي عشرة ليلة خلت من صفر من سنة ثمان وتسعين وخمسمائة ، ودفن من الغد بمقابر قريش.

٨٢٣ ـ علي بن محمد بن علي ، أبو الحسن النيريزي (٧) الخطيب :

من أهل شيراز ، وكان تولى الخطابة بها ، سمع أبا المبارك عبد العزيز بن محمد (٨) بن إبراهيم الأدمي ، وغيره ، قدم بغداد حاجّا في سنة أربع وخمسمائة وحدث بها باليسير ، روى لنا عنه ابن القطيعي.

أنشدني أبو الحسن بن القطيعي قال : أنشدني علي بن محمد بن علي النيريزي (٩) لنفسه ببغداد :

ألم بنا طيف يجل عن الوصف

وفي طرفه خمر وخمر على الكف

__________________

(١) في الأصل : «البحتري».

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٣) الزيادة ليست في الأصل ، وزدناه من المصادر.

(٤) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٢ / ١٠٠٠. وسنن أبي داود ٢ / ٤٩.

(٥) في الأصل : «الروزني».

(٦) في الأصل : «إذا أردت».

(٧) في الأصل : «التبريزي» بالتاء ، والصحيح : بالنون.

(٨) في الأصل : «عبد العزيز عبد العزيز بن محمد».

(٩) في الأصل : «التبريزي».

٢٠