تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٩

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٩

المؤلف:

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٣٤

٩٥٠ ـ علي بن المقرب بن المنصور بن المقرب بن الحسن بن عزيز بن ضبار(١) ابن عبد الله بن علي بن محمد بن إبراهيم بن محمد ، أبو عبد الله الربعي البحراني العيوني(٢) :

من أهل العيون أرض بالبحرين ، قدم علينا بغداد وذكر لنا أنه من ربيعة الفرس ، وأقام عندنا سنة عشر وسنة أربع عشرة أو بعضها ، وسمعنا منه كثيرا من شعره ، وكان عربيا جيد الشعر مليح المعاني فصيح العبارة من فحول الشعراء.

أنشدنا علي بن المقرب البحراني لنفسه من قصيدة بالمدرسة النظامية ببغداد :

ألا رحلت نعم وأقفر نعمان

فتح باسمها إن عز صبر وسلوان

شريكته مرية حل أهلها

بحيث تلاقي بطن مر ومروان

وعهدي بها إذ ذاك والشمل جامع

وصفو التداني لم يكدره صفوان

ونحن جميعا صالحون وحالنا

نسوء العدى والكل في اللهو خذلان

فكم يوم لهو قد شهدت وليلة

وليس علينا للعواذل سلطان

نروح ونغدو ولا نرى الغدر شيمة

ولا بيننا في الوصل مطل وليان

ومندية تبها على وقد رأت

بياضا برأسي قد بدا منه ريعان

فقلت لها لا يا ابنة القوم إنني

أعز إذا ذلت كهول وشبان

وإني لمن قوم أباة أعزة

مصاليت ما خافوا قديما ولا خانوا

إلى النسب الواضح قد علمت به

معد إذا عد الفخار وعدنان

وأنشدنا علي بن المقرب لنفسه من قصيدة :

سائل ديار الحي من ماوان

ما أحدثت فيها [يد] الحدثان

وأطل وقوفك يا أخي بدمنة

قد طال في أطلالها إدماني

كانت جنانا كالجنان فأصبحت

للوحش موحشة وللجنان

لما وقفت العيس في عرصاتها

ذهب العزاء وأقبلت أجفاني

وذكرت أياما خلون وأعصرا

ذكرى لهن لسلوتي إنساني

وكواعبا بذوي العقول لواعبا

بيض الخدود نواعم الأبدان

من كل خرعبة تريك إذا بدت

بدر الدجنة فوق غصن البان

__________________

(١) في الأصل : «صبار».

(٢) انظر ترجمته في : الأعلام ٥ / ١٧٥. ومعجم البلدان ٦ / ٢٥٩

١٢١

وإذا تراءت للحليم رأيته

في فتنة من طرفها الفتان

لم أنس يوم البين موقفنا وقد

حمى الفراق وفاضت العينان

وتتابعت زفرات وجد لم تزل

منها القلوب كثيرة الخفقان

بانوا وكنت أعدهم لي جنة

فبقيت بعدهم بغير جنان

قرن الأسى بجوانحي لما بدت

أظعانهم كالنخل من قرآن

أقوت مغانيهم وكانت حقبة

مأوى الحسان وملعب الفتيان

ومناخ ممتاح النوال وعصمة

للمستجير وملجأ للجان

ومحل كل معظم ومحال ك

ل مطيهم ومجر كل سنان

بالبيض بيض الهند يحمي بيضه

يوم الوغى وذوابل المران

وبكل أشوس باسل ذي نجدة

سمح الخلائق غير ما خوان

يوم النزال تخاله في بأسه

ملك الملوك وآفة الشجعان

سألت علي بن المقرب عن مولده فقال : في سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة بالأحساء من أرض البحرين ، وبلغنا أنه توفى بالبحرين في المحرم سنة إحدى وثلاثين وستمائة.

٩٥١ ـ علي بن مقلد بن عبد الله بن كرامة بن عبد الله بن المعار ، أبو الحسن البواب ، المعروف بالأطهري (١) :

كان صاحبا للأطهر أبي محمد الحسن بن المرتضى علي بن الحسين الموسوي ، كان بوابا لباب المراتب ، وكان موصوفا بالخيرة والأمانة ، وكان ولده مقلد الحاجب شيخ بغداد ، سمع الحديث مع الأظهر من أبوي الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه ، ومحمد بن محمد بن مخلد ، وأبي الحسين بن بشران ، وأبي عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله بن خالد الكاتب ، ومحمد بن محمد بن أحمد بن الروزبهان ، والحسين بن الحسن ، روى عنه : أبو البركات بن السقطي وأبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو الحسن بن عبد السلام.

أنبأنا أبو الحسن عبد اللطيف بن إسماعيل بن أبي سعد الصوفي ، وأبو علي الحسن

__________________

(١) انظر ترجمته في : الأنساب للسمعاني ١ / ٣٠٣.

١٢٢

ابن عبد الرحمن الفارسي قالا : أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السّمرقندي قراءة عليه ، أنبأنا أبو الحسن علي بن المقلد قراءة عليه ، أنبأنا أبو الحسين بن بشران ، وأنبأنا عبد الواحد بن عبد السلام العدل ، ومحمد بن الحسين النهرواني قراءة قالا : أنبأنا أبو علي أحمد بن أحمد بن علي بن الخراز (١) ، أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن الحبان ، أنبأنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأنا عثمان بن أحمد بن السماك ، حدّثنا الحسن ابن عبد الوهاب ، حدّثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه ، حدّثنا الجارود ، عن بهز بن حكيم ، عن أبيه ، عن جده ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «أترعون عن ذكر الفاجر! اذكروه بما فيه تعرفه الناس».

قرأت بخط أبي البرداني قال : سألته ـ يعني علي بن مقلد البواب ـ عن مولده فقال:في المحرم سنة أربعمائة.

وتوفي ليلة الاثنين الثالث والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة ، ودفن في مقبرة الفيل بباب الأزج.

٩٥٢ ـ علي بن مقلد ، أبو الحسن النديم :

كان من مشايخ المغنين وأعيانهم ، له معرفة بالغناء والألحان ، وله كتاب مصنف في الأغاني ، وكان أديبا فاضلا يقول الشعر ، وقد نادم المستظهر والمسترشد ، وكان من محاسن الناس.

أنبأنا يوسف بن المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف (٢) عن أبيه ، أنشدنا محمد ابن عبد الباقي بن أحمد بن بشر المقرئ قال : أنشدني أبو الحسن بن مقلد هذين البيتين :

ونبئت ليلي أرسلت بشفاعة

إلى فهلا نفس ليلي شفيعها

أأكرم من ليلى علي فينبغي

به الجاه أم كنت امرأ لا أطيعها

قال : فحضر أبو عبد الله بن عطية الضرير فأجازها وأنشدني إياها لنفسه :

صغت أذني دهري إليها فآذنت

بهجر فليت الأذن صم سميعها

وهامت بها عيني غراما فما الذي

به أنقع التبريح لو لا دموعها

__________________

(١) في الأصل : «الخرار».

(٢) في الأصل : «الحفاف».

١٢٣

قرأت بخط يوسف بن محمد بن مقلد الدمشقي قال : وأخبرنيه عنه الحسين بن هبة الله التغلبي بقراءتي عليه بدمشق قال : أنشدني الشيخ الصالح المقرئ أبو الفرج هبة الله بن علي بن الفرج البغدادي قال : أنشدني علي بن مقلد النديم لنفسه :

يا مليح الشمائل

ما قضيت الغلائل

لك في اللحظ أسهم

قد أصابت مقاتلي

أنت عن كل ما تسر

به النفس شاغلي

لو (١) يذوق الذي أذو

ق من الوجد عاذلي

لبكا من صبابتي

ورثى من بلابلي

ذكر أبو المعالي محمد بن الحسن بن حمدون : أن أبا الحسن بن مقلد مات في سنة سبع عشرة وخمسمائة.

٩٥٣ ـ علي بن مكارم بن عبد العزيز ، أبو الحسن الصوفي :

كان يتولى المشيخة برباط ابن المطلب ، وكان شيخا صالحا حافظا لكتاب الله ، كان يحج في كل سنة عن الإمام المستضيء بأمر الله ، ثم إنه رتب إماما بالمقام بمكة في سنة ثلاث عشرة وستمائة وأقام بها إلى حين وفاته ، وقد حدث ببغداد بالإجازة عن الإمام الناصر لدين الله ، وسمع منه جماعة.

بلغنا أنه توفى بمكة في السادس من صفر سنة ثلاث وعشرين وستمائة ودفن بالمعلى ، وقد قارب الثمانين ، وكان صديقنا رحمه‌الله.

٩٥٤ ـ علي بن المكرم بن هبة الله بن المكرم ، أبو الحسن الصوفي :

من أولاد المشايخ والمحدثين ، حدث هو وأبوه وجده ، سمع في صباه من أبي الفتح عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل الدباس وغيره ، وكان يكتب خطّا حسنا ، وقد حدث باليسير ، وسافر إلى نصيبين فأدركه أجله بها في أوائل شهر رمضان سنة عشرين وستمائة ودفن هناك ، وما أظنه بلغ الخمسين.

٩٥٥ ـ علي بن مكي بن علي بن ورخز ، أبو الحسن الفقيه الحنبلي :

قرأ الفقه على القاضي أبي يعلى محمد بن أبي حازم بن الفراء ، وعلى أبي الفتح ابن

__________________

(١) في الأصل : «لم يذوق».

١٢٤

المنى حتى برع فيه وأفتى وناظر ، وكان موصوفا بالزهد ، توفى في الحادي والعشرين من صفر سنة ثمان وثمانين وخمسمائة ، ودفن بباب حرب.

٩٥٦ ـ علي بن مكي بن محمد بن هبيرة الدوري ، أبو الحسن بن أبي جعفر ابن أخي الوزير أبي المظفر يحيى :

كان أديبا فاضلا بليغا مليح النظم والنثر ، له رسالة في الصيد والقنص مليحة ، رواها لنا عنه عبد الرحمن بن عمر بن الغزال الواعظ.

أنشدنا عبد الرحمن بن عمر ، أنشدنا علي بن مكي بن هبيرة لنفسه :

هذا الربيع يسدى من زخارفه

وشيا يكاد على الألحاظ يلتهب

كأنها هي (١) أيام الوزير غدت

مجليات بما يعطي وما يهب

أنشدنا ابن الغزال ، أنشدنا علي بن مكي بن هبيرة لنفسه :

نسج الربيع لربعها ديباجة

من جوهر الأنوار بالأنواء

بكت السماء بها رذاذ (٢) دموعها

فغدت تبسم عن نجوم سماء

أنشدنا عبد الرحمن بن عمر الواعظ ، أنشدنا علي بن مكي بن هبيرة لنفسه :

ما تريد الحمام في كل واد

من عميد صب بغير عميد

كلما أخمدت له نار شوق

هيجتها بالبكاء والتغريد

أنشدنا عبد الرحمن الواعظ ، أنشدنا علي بن مكي بن هبيرة لنفسه في صفة عدو فهدين للصيد :

يتعاوران من الغبار (٣) ملاءة

بيضاء محدثة هما نسجاها

تطوى إذا وطيا مكانا جاسئا

وإذا السنابك أسهلت نشراها

٩٥٧ ـ علي بن مكي ، أبو الحسن الحلاوي :

سمع أبوي محمد عبد الله بن محمد الصريفيني ، وعبد الله بن عطاء الإبراهيمي ، وحدث باليسير ، سمع منه : أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف ، وشيخنا

__________________

(١) في الأصل : «كأنها هو».

(٢) في الأصل : «رداد».

(٣) في الأصل : «العار».

١٢٥

أبو القاسم يحيى بن سعد بن بوش التاجر.

أنبأنا أبو القاسم بن بوش ، أنبأنا أبو الحسن علي بن مكي الحلاوي بقراءة خالي عليه وأنا أسمع في شهر رمضان سنة ست عشرة وخمسمائة ، أنبأنا [أبو] (١) محمد عبد الله بن عطاء الإبراهيمي الهروي قدم علينا ، أنبأنا أبو الحسن عبد الوهاب بن إبراهيم بن أحمد بن البيع الرازي (٢) بالري ، حدّثنا محمد بن أحمد الرازي الحافظ ، أنبأنا أبو العباس إبراهيم بن محمد السرخسي بمرو ، أنبأنا محمد بن إدريس ، حدّثنا طاهر ابن أبي أحمد الزبيري ، عن أبي بكر بن عياش ، عن موسى بن عبيدة (٣) عن أخيه عبد الله ابن عبيدة ، عن ابنة سعد ، عن أبيها قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن بني إسرائيل اختلفوا في بضع وأربعين فرقة ولن تذهب الأيام والليالي حتى تفترق أمتي على مثلها كل فرقة منها في النار إلا الجماعة» (٤).

٩٥٨ ـ علي بن منصور بن طالب ، أبو الحسن الحلبي ، الملقب دوخلة (٥) :

أديب فاضل شاعر ، راوية للأخبار والآداب ، يعلم أولاد الأكابر ، قدم بغداد ، وصحب أبا علي الفارسي النحوي ، وأقام مدة وروى بها شيئا ، روى عنه من أهلها أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي.

قرأت على أبي الكرم الهاشمي ، عن محمد بن عبد الباقي ، حدّثنا أبو محمد التميمي إذنا ، أنشدنا أبو الحسن الحلبي المؤدب وذكر أنه مؤدب الوزير المقرئ ، أنشد الوزير المغربي لنفسه :

قطعت الشام في شهري ربيع

إلى مصر وعدت إلى العراق

فقال لي الحبيب وقد رآني

سبوقا (٦) للمضمرة العتاق

سريت على البراق فقلت كلا

ولكني سريت على اشتياق (٧)

قرأت في كتاب «الشعراء وأخبارهم» للوزير أبي سعيد محمد بن الحسين بن عبد

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) في الأصل : «الرزاري»

(٣) في الأصل : «عبدة».

(٤) انظر الحديث في : الجامع الكبير للسيوطي ١ / ١٣٤.

(٥) انظر ترجمته في : معجم الأدباء ١٥ / ٨٣.

(٦) في الأصل : «سوفا».

(٧) في الأصل : «استياق».

١٢٦

الرحيم قال : أبو الحسن علي بن منصور بن طالب الحلي يلقب دوخلة ، شيخ من أهل الأدب ، شاهدناه ببغداد راوية للأخبار وحافظا لقطعة كبيرة من اللغة والأشعار ، وقيوما بالنحو ، وكان ممن خدم أبا علي الفارسي في داره وهو صبي ، ثم لازمه وقرأ عليه على زعمه جميع كتبه وسماعاته ، وكانت معيشته التعليم بالشام ومصر ، وكان يحكى أنه كان مؤدبا لأبي القاسم المغربي الذي ورد بغداد ، وله في هجو كثير ، وكان يذمه ، ويعدد معايبه وشعره يجري مجرى شعر المعلمين ، قليل الحلاوة ، خاليا من الطلاوة ، وكان آخر عهدي به بتكريت في سنة إحدى وعشرين وأربعمائة ، فإنا كنا مقيمين بها واجتاز بنا ، وأقام عندنا مدة ، ثم توجه إلى الموصل ، وبلغني وفاته من بعد. وكان يذكر مولده بحلب سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة ، ولم يتزوج ولا أعقب ، فمهما أنشدنيه لنفسه في الشمعة :

لقد أشبهتني شمعة في صبابتي

وفي طول ما ألقى وما أتوقع

نحول وحرق في فناء ووحدة

وتسهيد عين واصفرار وأدمع

٩٥٩ ـ علي بن منصور بن عبد الملك بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن زهير ابن أسد بن عبد الله بن حجر التميمي القزويني ، أبو الحسن بن أبي نصر المؤدب ، المعروف بالقراء :

من ساكني درب حبيب ، وهو والد [أبي] (١) منصور محمد الذي تقدم ذكره ، ولد ببغداد ونشأ بها ، وسمع الحديث والفقه وناظر. وكان يؤدب الصبيان ، وكان أبوه ممن طاف ورحل في طلب الحديث ، وسمع وكتب وجمع ، وما حدّث إلا باليسير ، سمع على هذا أباه ، وأبا بكر أحمد بن محمد بن طالب البرقاني ، وأبا القاسم هبة الله بن الحسن ابن منصور الطبري اللالكائي وأبا علي الحسن بن محمد بن إبراهيم بن شاذان البزاز ، روى عنه : ابنه أبو منصور محمد ، وأبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو الكرم بن الشهرزوري.

أنبأنا أحمد بن طارق ، أنبأنا أبو الكرم المبارك بن الحسن [بن] (٢) أحمد بن الشهرزوري قراءة عليه ، حدّثنا أبو الحسن علي بن منصور بن عبد الملك بن إبراهيم القزويني مؤدبي ، حدّثنا أبي ، حدّثنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي الزيات البغدادي

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

١٢٧

بها ، حدّثنا أبو يعلى الأبلي ، حدّثنا محمد بن الوليد القرشي الثقفي ، عن أيوب ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «ما من أيام أحب إلى الله تعالى فيهن العمل الصالح من هذه الأيام» ـ يعني عشر ذي الحجة ، قالوا : يا رسول الله! ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال : «ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بماله ونفسه فلم يرجع إلى ذلك بشيء» (١).

قرأت بخط محمد بن ناصر اليزدي ، قال لي أبو منصور محمد بن علي بن منصور بن القراء : القراء لقبه لجدنا لكثرة قراءته ، فقلت له : هو لفظ موضوع للجمع ، فقال : يا مغفورا له! أليس يقول رجل هذا للمبالغة.

قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال : مات أبو الحسن علي بن منصور بن القراء القزويني المؤدب في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين وأربعمائة.

٩٦٠ ـ علي بن منصور بن عبيد الله بن علي بن عبد الله الخطيبي ، أبو الحسن ابن أبي جعفر اللغوي (٢) :

أصبهاني الأصل ، قرأ اللغة على أبي الحسن بن العصار ، وأبي البركات الأنباري ، وغيرهما ، وكان يحفظ «المجمل» لفارس طاهرا قرأه على ابن العصار في مدة يسيرة من حفظه ، وكان ينقل اللغة نقلا صحيحا ، وتفرد بمعرفتها في وقته ، ومات ولم يخلف مثله ، وكان قد سمع الحديث من عمه أبي حنيفة محمد بن عبد الله الخطيبي الأصبهاني لما قدم بغداد حاجّا ، وامتنع من الرواية فلم يحدث ، وكان يسكن بالمدرسة النظامية ، وكان سيئ الطريقة متهاونا بأمور الدين ، عليه ظلمة ، وله شعر لا بأس به.

أنشدني علي بن الحسين بن علي السعدي بسنجار قال : أنشدني أبو الحسن علي ابن منصور اللغوي لنفسه :

فؤاد معنى بالعيون الفواتر

وصبوة باد مغرم بالحواضر

سميران ذادا عن جفون متيم

كراه وباتا عنده شر سامر

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن الترمذي ١ / ٩٤.

(٢) انظر ترجمته في : معجم الأدباء ١٥ / ٨١ ـ ٨٣. وإنباه الرواة ٢ / ٣٢١. وبغية الوعاة ص ٣٥٦.

١٢٨

وأنشدني علي بن الحسين قال : أنشدني ابن منصور لنفسه :

لمن غزال بأعلى رامة سنحا

فعاود القلب سكر كان منه صحا

مقسم بين أضداد فطرته

جنح وغرته في الجنح ضوء ضحا (١)

سألت علي بن منصور اللغوي عن مولده فقال : في صفر سنة سبع أو تسع وأربعين وخمسمائة ببغداد ـ الشك منه.

وتوفي ليلة الاثنين السابع والعشرين من ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين وستمائة ، ودفن من الغد بالوردية.

٩٦١ ـ علي بن أبي منصور بن علي بن أبي الفضل بن معالي الجزري (٢) النجاد، أبو الحسن المقرئ المعروف بابن نحلة ـ وهو لقب لأبيه أبي منصور.

وكان يسكن بالظفرية ، سمع أبا القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السّمرقندي ، وأبا الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف ، وغيرهما ، وسافر إلى ديار مصر ، وسمع بها من أبي عبد الله الكيذاني ديوان شعره ، وعاد إلى بغداد ، وحدث باليسير ، روى لنا عبد الرحمن بن عمر بن الغزال الواعظ ، وسألته عنه فقال : كان شيخا حسنا طيب التلاوة للقرآن.

أخبرنا ابن الغزال ، أنبأنا أبو الحسن علي بن أبي منصور ابن نحلة بقراءتي عليه ، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السّمرقندي قراءة عليه ، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي بن سكينة ، وأنبأنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين ، أنبأنا أبو المعالي أحمد ابن محمد بن المذاري ، أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن البناء قالا : أنبأنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران ، حدّثنا الحسين بن صفوان ، حدّثنا عبد الله بن محمد بن عبيد ، حدّثنا إسحاق بن إسماعيل ، حدّثنا وكيع ، وعبد الله بن نمير ، عن الربيع بن سعد الجعفي ، عن عبد الرحمن بن سابط ، عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «حدثوا عن بني إسرائيل فإن فيهم الأعاجيب ، ثم أنشأ يحدث قال : خرجت رفقة يسيرون في الأرض فمروا بمقبرة فقال بعضهم لبعض : لو صلينا ركعتين ثم دعونا الله عزوجل لعله يخرج لنا بعض أهل هذه المقبرة فيخبرنا عن الموت ، قال : فصلوا ركعتين

__________________

(١) في الأصل : «ضو صحا».

(٢) في الأصل : «الحرري».

١٢٩

ثم دعوا فإذا هو برجل خلاسي قد خرج من قبر ينفض رأسه وبين عينيه أثر السجود فقال : يا هؤلاء ما أردتم إلى هذا لقد مت منذ مائة سنة فما سكنت عني حرارة الموت إلى ساعتي هذه فادعوا الله أن يعيدني كما كنت» (١).

٩٦٢ ـ علي بن منصور بن كوسا الخياط ، أبو الحسن الضرير :

سمع أبا الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصّيرفيّ ، وحدث باليسير ، سمع منه أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب النحوي في سنة إحدى وأربعين وخمسمائة ، وقرأت بخطه قال : سألته عن مولده ، فقال : بعد العشرين بسنة واحدة ، فيكون سنة سبع وستين وأربعمائة.

٩٦٣ ـ علي بن منصور بن محمد بن يوسف بن سوار الضرير :

روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم المستملي البلخي في معجم شيوخه.

أخبرنا محمد بن أبي السعادات قال : كتب إلى القاسم بن الفضل بن الحسن بن أحمد السّمرقندي أخبره (٢) ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن العباس البلخي ، أنبأنا إبراهيم بن أحمد المستملي ، حدثني علي بن منصور بن يوسف بن سوار الضرير ببغداد في مسجد ابن عيسى ، حدّثنا أبو القاسم المؤذن العسكري ، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي قال : قال لي سفيان : كنا عند رابعة (٣) فعذلها جماعة منا ، فقالت لنا : ويحكم كم تعذلون أني لأؤمل من الله آمالا لو وضعت على الجبال (٤) ما حملتها ولكني كيف بحسرة السباق.

٩٦٤ ـ علي بن منصور بن مظفر الجوهري ، أبو الحسن ، المعروف بابن الزاهدة:

من أهل باب الأزج ، سمع أبا الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي ، وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وغيرهما ، كتبت عنه ، وكان حسن الأخلاق مرضي الطريقة متواضعا متوددا.

__________________

(١) انظر الحديث في : الجامع الكبير للسيوطي ١ / ٥٠٠.

(٢) هكذا في الأصل.

(٣) في الأصل : «ربعة».

(٤) في الأصل : «الحبال».

١٣٠

أخبرنا علي بن منصور الجوهري ، أنبأنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى ، أخبرتنا بيبي بنت عبد الصمد ، أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري ، أنبأنا عبد الله بن محمد البغوي ، حدّثنا مصعب بن عبد الله ، حدثني مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم دخل الكعبة هو وأسامة بن زيد وبلال وعثمان بن طلحة الحجبي (١) فأغلقها عليهم ومكث فيها ، قال عبد الله بن عمر فسألت بلالا حين خرج : ما ذا صنع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ فقال : جعل عمودا عن يساره وعمودا عن يمينه وثلاثة أعمدة وراءه ـ وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة ـ ثم صلى (٢).

توفي علي بن منصور الجوهري في ليلة الاثنين لثلاث خلون من ذي الحجة سنة ثمان وستمائة ، ودفن من الغد بالوردية ، وقد قارب السبعين.

٩٦٥ ـ علي بن منصور بن هبة الله بن إبراهيم بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ، أبو الحسن :

كان أديبا فاضلا ينادم الخلفاء ، روى عن أبي الحسن أحمد بن جعفر المعروف بجحظة (٣) شيئا من شعره ، روى عنه : القاضي أبو علي المحسن بن علي التنوخي في «نشوار المحاضرة» وروى عنه ولده أيضا أبو القاسم علي بن أبي علي التنوخي.

قرأت على محمد بن أحمد الحنبلي ، عن أبي الحسين بن أبي الفرج الأصبهاني ، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن علي بن سوار إذنا ، أنشدنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي ، أنشدني علي بن منصور بن هبة الله بن إبراهيم بن المهدي قال : أنشدني جحظة (٤) لنفسه :

يا راقداً ونسيم [الورد] (٥)

في رقة القفص والأوتار تصطخب

أفديه من زائر تحيى النفوس به

يزور في العام شهرا ثم يحتجب

أنبأنا أبو القاسم الحذاء ، عن أبي غالب أحمد بن عبيد الله المعين ، أنبأنا أبو القاسم على المعين ، أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي ، أنشدنا علي بن منصور بن هبة

__________________

(١) في الأصل : «الحخي».

(٢) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ٥٧ ، ٤١٩ ، ٢ / ٦١٤.

(٣) في الأصل : «بجحطة».

(٤) في الأصل : «ححطة».

(٥) ما بين المعقوفتين زيادة من معجم الأدباء ٢ / ٢٦٨.

١٣١

الله بن إبراهيم بن المهدي قال : أنشدني جحظة لنفسه :

يا راقداً والصباح قد أفدا

أما ترى الورد كيف قد وردا

لم تبق في الأرض زهرة طلعت

إلا وقد أظهرت له حسدا

قال : وأنشدنا أيضا جحظة :

الورد أحسن منظرا

فتمتعوا [...] (١) منه

فإذا انقضت أيامه

بدت الخدود تنوب عنه

قرأت في كتاب «التاريخ» لأبي الحسين هلال بن المحسن الكاتب ، وأنبأنيه ذاكر الحذاء ، عن شجاع الذهلي عنه قال : وفي ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة توفي أبو الحسن علي بن منصور بن هبة الله بن إبراهيم بن المهدي ، وكان ينادم الخلفاء والملوك ويغني بالطنبور ، وهو من أصحاب القعدد بينه وبين المهدي ثلاثة آباء في قعدد المنتصر.

٩٦٦ ـ علي بن منصور الأنباري :

حدث عن عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي ، والشرقي (٢) بن القطامي ، روى عنه : بشر بن حجر السامي البصري.

أنبأنا يحيى بن أسعد ، أنبأنا أحمد بن عبيد الله بن كادش أبو العز قراءة عليه ، أنبأنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري (٣) ، حدّثنا القاضي أبو الفرج المعافا بن زكريا النهرواني ، حدّثنا عبد الباقي بن قانع ، حدّثنا محمد بن زكريا الغلابي (٤) ، حدّثنا بشر ابن حجر السامي ، حدّثنا علي بن منصور الأنباري ، عن عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي ، عن محمد بن كعب القرظي قال : بينما عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه جالس ومعه أصحابه إذ مر رجل فسلم عليه فقال رجل من القوم : يا أمير المؤمنين أتعرف هذا المسلم؟ قال : هذا سواد بن قارب الذي أتاه رئيه من الجن بظهور رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فدعا عمر الرجل فقال : أنت سواد بن قارب؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين قال : أنت على ما كنت عليه من كهانتك؟ قال : فغضب الرجل غضبا شديدا ثم قال : يا

__________________

(١) مكان النقط بياض في الأصل.

(٢) في الأصل : «السرفي».

(٣) في الأصل : «الحاررى».

(٤) في الأصل : «العلابي»

١٣٢

أنت على ما كنت عليه من كهانتك؟ قال : فغضب الرجل غضبا شديدا ثم قال : يا أمير المؤمنين : ما استقبلني بهذا منذ أسلمت أحد غيرك ، فقال له عمر : ما كنا عليه من الشرك أعظم مما كنت عليه من كهانتك فأخبرني بإتيانك رئيك (١) بظهور رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم! قال : نعم يا أمير المؤمنين بينا أنا نائم ذات ليلة بين النائم واليقظان إذ أتاني رئيى فضربني برجله ثم قال : قم يا سواد بن قارب فافهم واعقل قد بعث رسول من لؤي ابن غالب يدعو إلى الله عزوجل وإلى عبادته ، ثم أنشأ الجني يقول :

عجبت للجن وأخبارها

وشدها العيس بأكوارها

تهوي إلى مكة تبغي الهدى

ما مؤمن الجن ككفارها

فارحل إلى الصفوة من هاشم

من روابيها وأحجارها

فقلت : دعني أنام فإني [أمسيت] ناعسا ، فلما كان في الليلة الثانية أتاني فضربني برجله وقال : قم يا سواد بن قارب فافهم واعقل إن كنت تعقل إنه قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو إلى الله عزوجل وإلى عبادته ، ثم أنشأ الجني يقول :

عجبت للجن وتطلابها

وشدها العيس بأقتابها

تهوي إلى مكة تبغي الهدى

صادق الجن ككذابها

فارحل إلى الصفوة من هاشم

ليس قدماها كأذنابها

فقلت : دعني أنام فإني أمسيت ناعسا ، فلما كانت الليلة الثالثة أتاني فضربني برجله وقال : قم يا سواد بن قارب فافهم واعقل إن كنت تعقل قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو إلى الله تعالى وإلى عبادته ، ثم أنشأ الجني يقول :

عجبت للجن وتجساسها

وشدها العيس بأحلاسها

تهوي إلى مكة تبغي الهدى

ما خير الجن كأنجاسها

فارحل إلى الصفوة من هاشم

واسم بعينيك إلى رأسها

فلما أصبحت شددت على راحلتي رحلها وصرت إلى مكة ، فقيل لي : قد صار إلى المدينة ، فأتيت المدينة فصرت إلى المسجد فعلقت ناقتي ، فإذا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في جماعة من أصحابه ، فلما نظر إليّ قال : هات يا سواد بن قارب! فقلت :

أتاني رئيي بعد هدء ورقدة

ولم يك فيما قد بلوت بكاذب

__________________

(١) في الأصل : «ربك».

١٣٣

فشمرت من ذيلي الإزار ووسطت

بي الذعلب الوجناء بين السباسب

وأشهد أن الله لا شيء غيره

وأنك مأمون على كل غائب

وأنك أدنى المرسلين وسيلة

إلى الله يا ابن الأكرمين الأطايب

فمرنا بما يأتيك يا خير من مشى

وإن كان فيما جاء شيب الذوائب

وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة

سواك بمغن عن سواد بن قارب

قال : ففرح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه فرحا شديدا ؛ فقام إليه عمر فالتزمه وقبّل بين عينيه وقال : لقد كنت أحب أن أسمع هذا الخبر منك فأخبرني هل يأتيك رئيك اليوم؟ قال : أنا منذ قرأت كتاب الله فلا ، ونعم العوض كتاب الله من الجن.

٩٦٧ ـ علي بن منصور ، أبو الحسن القابسي :

أديب شاعر ، مدح الوزير أبا منصور بن جعير وغيره ، كتب عنه أبو عبد الله البلخي شيئا من شعره.

أنبأنا القاضي أبو الحسن أحمد بن محمد بن العمري ، عن أبي عبد الله الحسين بن محمد البلخي ، أنشدنا أبو الحسن علي بن منصور القابسي لنفسه :

نارا جنى القلب من نارنجة (١) بدلت

ممن غدا مالكا للسمع والبصر

حلو الشمائل مثل الغصن تجذبه

يد الشمال مع الآصال والبكر

كأنما خده لون الشمول إذا

راحت براحة ريمه ريم في نفر

فقلت لما تبدت في أنامله

تزهو مهاوبة تزهى على البشر

تأملوا صنع باريه وباريها

شمس النهار بدت في راحة القمر

٩٦٨ ـ علي بن منيع بن علوان :

من أهل الأنبار ، سمع أبا الحسن علي بن محمد الخطيب ، وحدث باليسير ، سمع منه يوسف بن محمد بن مقلد الدمشقي بالأنبار في المحرم سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.

٩٦٩ ـ علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، أبو الحسن ، الملقب بالرضا (٢) :

__________________

(١) من أول البيت إلى هنا بدون نقط في الأصل.

(٢) انظر ترجمته في : الأعلام ٥ / ١٧٨. وشذرات الذهب ٢ / ٦. وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٥٣.

والبداية والنهاية ١٠ / ٢٥٠.

١٣٤

وأمه أم ولد نوبية ، واسمها مسكينة ، ولد بمدينة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في سنة ثمان وأربعين ومائة ونشأ بها ، وسمع الحديث من والده وعمومته إسماعيل ، وعبد الله ، وإسحاق ، وعلي بني جعفر ، وعبد الرحمن بن أبي الموالي القرشي ، وغيرهم من أهل الحجاز ، وكان من العلم والدين بمكان ، كان يفتي في مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو ابن نيف وعشرين سنة ، استدعاه أمير المؤمنين المأمون إلى خراسان وجعله ولي عهده فلم تطل أيامه حتى أدركه أجله ، وكان قد حدث بخراسان وغيرها من البلاد ، روى عنه عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهروي ، وأحمد بن عامر بن سليمان الطائي ، وعبد الله بن العباس القزويني ، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن حنبل ، والمعلى بن منصور الرازي ، وآدم بن أبي إياس العسقلاني ، ومحمد بن رافع التستري ، وخالد بن أحمد الذهلي ، ونصر بن علي الجهضمي ، وأبو أحمد داود بن سليمان بن يوسف بن عبد الله الغازي ، وغيرهم.

أخبرني أبو عبد الله محمد بن أبي سعيد الحنبلي بقراءتي عليه بأصبهان ، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين الحمامي ، أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي العطار الحافظ ، حدّثنا أبو القاسم عبيد الله بن هارون بن محمد الواسطي بها ، حدّثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد ، أنبأنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل ، حدثني أبي ، أنبأنا علي بن موسى الرضا ، حدثني أبي موسى ، عن آبائه ، عن علي رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما من قوم كانت لهم مشورة فحضر معهم من اسمه أحمد أو محمد فشاوره إلا خير لهم».

وقد وقع لنا حديث علي بن موسى الرضا أعلى من هذا الإسناد برجل في نسخة رواها داود بن سليمان الغازي ، أخبرتنا رقية بنت معمر بن عبد الواحد بن الفاخر بقراءتي عليها بأصبهان (١) قالت : أخبرتنا فاطمة بنت محمد بن أحمد البغدادي ، أنبأنا أبو عثمان سعيد بن أحمد النيسابوري ، أنبأنا علي بن الحسين بن بندار بن المثنّى العنبري ، أنبأنا أبو الحسن علي بن مهرويه القزويني ، حدّثنا أبو أحمد داود بن سليمان ابن يوسف بن عبد الله الغازي ، قال : حدثني علي بن موسى الرضا قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد ، عن أبيه علي بن الحسين بن علي عن أبيه ، عن [علي بن] (٢) أبي طالب رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يقول الله تبارك وتعالى : يا ابن آدم ما أنصفتني أتحبب إليك بالنعم وتنقمت إليّ

__________________

(١) في الأصل : «عليهما بأصبهاني».

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

١٣٥

بالمعاصي خيري عليك منزّل (١) وشرك إليّ صاعد (٢) ولا يزال ملك كريم يأتيني عنك كل يوم وليلة بعمل قبيح ، يا ابن آدم لو سمعت وصفك من غيرك وأنت لا تدري من الموصوف لسارعت إلى مقته».

قرأت على أبي عبد الله الواسطي ، عن أبي المحاسن الجوهري قال : كتب إليّ ظفر ابن الداعي العلوي : أن أبا عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي أخبره قال : سمعت محمد بن محمد بن أحمد الحربي يقول : سمعت الصولي ، حدّثنا القاسم بن إسماعيل قال : سمعت إبراهيم بن العباس الصولي ، حدّثنا علي بن موسى الرضا ، عن أبيه أنه قال : إذا أقبلت الدنيا على إنسان أعطته محاسن غيره ، وإذا أدبرت عنه سلبت عنه محاسن نفسه.

قرأت على أبي غانم محمد بن الحسين بن زينة بأصبهان ، عن القاسم بن الفضل بن عبد الواحد : أن أحمد بن عبد الرحمن الهمداني أخبره ، أنبأنا أبو الربيع الأسترآباذي ، أنبأنا أبو بكر اليشكري ، حدثني علي بن محمد مولى بني هاشم ، حدثني الحسن بن محمد بن يونس قال : سمعت علي بن موسى الرضا يقول : لا تغتر بكرامة الأمير إذا غشك الوزير.

أخبرنا أبو الفتوح داود بن معمر القرشي بأصبهان ، أنبأنا أبو الحسن بن أبي القاسم ابن أحمد الثقفي ، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد الحافظ قال : أخبرني حاتم بن أبي سعد الحلواني ، أنبأنا إسماعيل بن إبراهيم الواعظ ، حدّثنا أبو سعيد محمد بن الفضل المعلم قال : سمعت الفضل بن فضالة النسوي يقول : قال يحيى بن أكثم : كنت يوما عند المأمون أمير المؤمنين وعنده علي بن موسى الرضا ، فدخل الفضل بن سهل ذو الرئاستين فقال للمأمون : قد وليت ثغر الفلاني فلانا التركي ، فسكت المأمون ، فقال علي بن موسى : ما جعل الله لإمام المسلمين وخليفة رب العالمين والقائم بأمور الدين أن يولي شيئا من ثغور المسلمين أحدا من سبي ذلك الثغر ، لأن الأنفس تحن إلى أوطانها وتشفق على أجناسها وتحب مصالحها ، وإن كانت مخالفة لأديانها ، فقال المأمون : اكتبوا هذا الكلام بماء الذهب.

قرأت على أبي أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين ، عن أبي منصور عبد الرحمن ابن محمد بن عبد الواحد الشيباني ، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور ،

__________________

(١) في الأصل : «منزول».

(٢) في الأصل : «ساعد».

١٣٦

محمد بن عبد الواحد الشيباني ، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور ، حدّثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون الضبي إملاء قال : وحدث في كتاب والدي قال : حدثني أبو القاسم عبد الله بن أحمد الطائي ، حدثني أبي قال : لما دخل على المأمون رجل نصراني قد وجد مع امرأة هاشمية ، فلما أدخل عليه أسلم فغاظ المأمون ذلك غيظا شديدا فاستفتى الفقهاء فكل قال : هدر إسلامه ما فعله ، فقال رجل : يا أمير المؤمنين اكتب إلى علي بن موسى في هذا ، قال : فكتب إليه فوافاه علي ابن موسى فقال : يا أمير المؤمنين ، اضرب عنقه ، فإنه إنما أسلم مخافة من السيف ، فقال الفقهاء : من أين لك هذا؟ قال : فقرأ علي بن موسى (فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا قالُوا آمَنَّا بِاللهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنا بِما كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ. فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا سُنَّتَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ وَخَسِرَ هُنالِكَ الْكافِرُونَ) [غافر : ٨٤ ، ٨٥].

أخبرنا القاضي عبد المجير (١) بن محمد بن عشائر الشافعي بحلب ، أنبأنا عبد الله ابن أحمد الطوسي ، أنبأنا علي بن عبد الرحمن بن الجراح ، حدّثنا عبد الملك بن محمد ابن عبد الله بن بشران إملاء قال : وجدت في كتاب والدي قال : حدثني أحمد بن محمد ابن موسى ، حدّثنا إبراهيم بن محمد الأهوازي ، حدثني محمد بن أحمد بن الحسن ، حدثني أبو الحسين بن أبي مسعود الشعراني ، عن أبي الحسين كاتب الفياض (٢) ، عن أبيه قال : حضرنا مجلس الرضا فشكى رجل أخاه فأنشأ الرضا يقول :

اعذر أخاك على ذنوبه

واستر وغط على عيوبه

واصبر على بهت السفيه

وللزمان على خطوبه

ودع الجواب تفضلا

وكل الظلوم إلى حسيبه

أخبرنا ضياء بن أحمد ، أنبأنا محمد بن عبد الباقي الشاهد ، أنبأنا القاضي هناد بن إبراهيم النسفي ، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن المخزومي (٣) ، أنشدنا أبو بكر محمد بن علي بن الإمام ، أنشدني محمد بن أحمد بن أبي الثلج الكاتب ، أنشدني النوفلي لعلي بن موسى الرضا :

رأيت الشيب مكروها وفيه

وقار لا يليق به الذنوب

إذا ركب الذنوب أخو مشيب

فما أحد يقول متى يتوب

__________________

(١) في الأصل : «المحبر».

(٢) في الأصل : «القاض».

(٣) في الأصل : «المخرومي».

١٣٧

لئن كان الشباب لي حبيبا

فإن الشيب أيضا لي حبيب

سأصحبه بتقوى الله حتى

يفرق بيننا الأجل القريب

أنبأنا أبو أحمد الصوفي قال : كتب إلى أبو الغنائم العلوي ، أنبأنا أبو عبد الرحمن الشاذياخي قراءة عليه ، حدّثنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال : حدثني الزبير بن عبد الله بن موسى البغدادي ، حدّثنا محمد بن يحيى الصولي ، حدّثنا أحمد بن يحيى بإسناد ذكره عن الشعبي أنه قال : أفخر بيت قيل في الإسلام قول الأنصار يوم بدر :

وينير بدر إذ نرد وجوههم

جبريل تحت لوائنا ومحمد

قال الصولي : أقول : أفخر من هذا قول الحسن بن هانئ في علي بن موسى الرضا :

قيل لي أنت واحد الناس في

كل كلام من المقال بدية

لك في جوهر الكلام بديع

يثمر الدر في يدي مجتنيه

فعلى ما تركت مدح ابن موسى

كان جبريل خادما لأبيه

أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين قال : كتب إلى أبو الغنائم هبة الله بن حمزة العلوي ، أنبأنا أبو عبد الرحمن الشاذياخي قراءة عليه ، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري ، أنبأنا أبو علي الحسين بن محمد بن سورة الصغاني بمرو ، حدّثنا أحمد بن محمد بن عمرو الفقيه ، حدّثنا خالد بن أحمد بن خالد الذهلي ، حدّثنا أبي قال : صليت خلف علي بن موسى الرضا بنيسابور ، فجهر «بسم الله الرحمن الرحيم» في كل سورة ويذكر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يجهر «بسم الله الرحمن الرحيم».

أخبرنا الحاكم أبو عبد الله ، حدّثنا أبو أحمد إسحاق بن محمد بن علي بن خالد الهاشمي بالكوفة ، حدّثنا القاسم بن أحمد العلوي الحسيني ، حدثني أبو الصلت عبد السلام بن صالح ، حدثني علي بن موسى الرضا قال : من قال القرآن مخلوق فهو كافر.

حدّثنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا الحسن عبد الله بن محمد بن علي بن الحسين بن جعفر بن موسى بن جعفر بمدينة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الروضة يقول : سمعت أبي يذكر عن آبائه : أن علي بن موسى كان يقعد في الروضة وهو شاب ملتحف بمطرف خز (١) فتسأله الناس ومشايخ العلماء في المسجد فسئل عن القدر فقال : قال الله عزوجل : (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ. يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ

__________________

(١) في الأصل : «حز».

١٣٨

الله عزوجل : (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ. يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ. إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ) [القمر : ٤٧ ، ٤٨] [قال علي] (١) الرضا : كان أبي يذكر عن آبائه : أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يقول : الله تعالى خلق كل شيء بقدر حتى العجز والكيس ، وإليه [...] (٢) وبه الحول والقوة (٣).

حدّثنا الحاكم أبو عبد الله قال : أخبرني أبو تراب أحمد بن محمد بن الحسين بن مهدي المذكر بالنوقان (٤) ، حدّثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل البغدادي ، حدّثنا مذكور ابن سليمان قال : سمعت أبا الصلت عبد السلام بن صالح الهروي يقول : حججت مع علي بن موسى الرضا فسمعته يقول يدعو بالموقف بهذا الدعاء : اللهم كما سترت علي ما أعلم فاغفر لي ما تعلم ، وكما وسعني علمك فليسعني عفوك ، وكما ابتدأتني بالإحسان فأتم نعمتك بالغفران ، وكما اكرمتني بمعرفتك فاستعفها بمغفرتك وكما عرفتني وحدانيتك فألزمني طواعيتك ، وكما عصمتني مما لم أكن أعتصم منه إلا بعصمتك فاغفر لي ما لو شئت لعصمتني منه يا جواد يا كريم يا ذا الجلال والإكرام.

أخبرنا يوسف بن المبارك بن كامل الخفاف قراءة عليه قال : قرئ على أبي منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون ، عن أبي محمد الحسن بن علي الجوهري وأنا أسمع ، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر الدار قطني إذنا ، أنبأنا أبو حاتم محمد بن حبان البستي في كتابه قال : علي بن موسى الرضا يروي عن أبيه العجائب ، روى عنه أبو الصلت وغيره ، كأنه كان يهم ويخطئ.

أنبأنا أبو محمد بن الأخضر ونقلته من خطه ، أنبأنا يحيى بن ثابت بن بندار فيما قرأته عليه عن أبيه ، حدّثنا أبو ثعلب عبد الوهاب بن علي بن الحسن الملحمي ، أنبأنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا الجريري ، حدّثنا أبو السائب عتبة بن عبيد الله ، حدّثنا عبد الله بن محمد الجمال (٥) الزوزني قال : كنت وعلي بن موسى بن نوبا القمي وفد أهل الري فلما بلغنا نيسابور قلت لعلي بن موسى القمي : هل لك في زيارة قبر الرضا بطوس؟ فقال : خرجنا إلى هذا الملك ونخاف أن يتصل به عدو لنا إلى

__________________

(١) ما بين المعقوفتين مطموس بالأصل.

(٢) بياض في الأصل مكان النقط.

(٣) انظر : الدر المنثور للسيوطي ٦ / ١٣٨.

(٤) مطموس بالأصل.

(٥) في الأصل : «الحمال».

١٣٩

يتحدث أهل الري أني خرجت من عندهم مرجئا وأرجع إليهم رافضيا ، فقلت : فتنتظرني في مكانك؟ فقال : أفعل ، وخرجت فأتيت القبر عند غروب الشمس وأزمعت المبيت على القبر ، فسألت امرأة حضرت من بعض سدنة القبر : هل من جدير بالليل؟ فقالت : لا ، فاستدعيت منها سراجا وأمرتها بإغلاق الباب ونويت أن أختم القرآن على القبر ، فلما كان في بعض الليل سمعت قراءة فبدرت أنها قد أذنت لغيري ، فأتيت الباب فوجدته مغلقا فانطفأ السراج ، فبقيت أسمع الصوت ، فوجدته من القبر وهو يقرأ سورة مريم فقرأ (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً) [مريم : ٨٥ ـ ٨٦] ، وما كنت سمعت هذه القراءة ، فلما قدمت الري بدأت بأبي القاسم بن العباس بن الفضل بن شاذان فسألته هل قرأ أحد بذلك؟ فقال : نعم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأخرج لي قراءته صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فإذا هو قرأ به عليه‌السلام.

ذكر محمد بن جرير الطبري في تاريخه : أن عيسى بن محمد بن أبي خالد بينما هو فيه من عرض أصحابه منصرفه من معسكره إلى بغداد ورد عليه كتاب من الحسن بن سهل يعلمه فيه : أن أمير المؤمنين المأمون قد جعل علي بن موسى بن جعفر ولي عهده من بعده ، وذلك أنه نظر (١) في بني العباس وبني علي فلم يجد أحدا هو أفضل ولا أورع ولا أعلم منه ، وأنه سماه الرضا من آل محمد وأمره [بطرح] (٢) لبس السواد ولبس ثياب الخضرة ـ وذلك يوم الثلاثاء لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة إحدى ومائتين ويأمره أن يأمر [من] (٣) قبله من أصحابه والجند والقواد وبني هاشم بالبيعة له وأن يأخذهم بلبس الخضرة في أقبيتهم وقلانسهم وأعلامهم ، ويأخذ أهل بغداد جميعا بذلك ، فلما أتي عيسى الكتاب دعا أهل بغداد على ذلك على أن يعجل لهم رزق شهر والباقي إذا أدركت الغلة ، فقال بعضهم : لا نبايع ، ولا نلبس الخضرة ولا تخرج هذا الأمر من ولد العباس ، وإنما هذا دسيس من قبل الفضل بن سهل ، فمكثوا بذلك أياما ، وغضب ولد العباس من ذلك واجتمع بعضهم وتكلموا فيه وقالوا : ونولي بعضنا وتخلع المأمون ، وكان المتكلم في هذا والمختلف فيه والمتقلد له إبراهيم ومنصور ابنا المهدي (٤).

__________________

(١) في الأصل : «وذلك تظهر».

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل وزيد من التاريخ.

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل وزيد من التاريخ.

(٤) انظر : تاريخ الطبري ١٠ / ٢٤٣.

١٤٠