تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٩

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٩

المؤلف:

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٣٤

ابن أحمد بن أبي العوام الرياحي (١) ، حدّثنا سلمة بن سليمان ، حدّثنا خليد بن دعلج ، عن كلاب بن أمية : أنه لقي عثمان بن أبي العاص قال : ما جاء بك؟ قال : استعملت على عشور الأبلة ، قال : قال سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إن الله يدنو من خلقه فيغفر لمن استغفر إلا البغي (٢) بفرجها والعشار» (٣).

سألت أبا القاسم الغمري ، عن مولده ، فذكر أنه تقريبا سنة ستين وخمسمائة ، وتوفي في الحادي عشر من ذي الحجة من سنة أربعين وستمائة ، ودفن من الغد بباب حرب.

٩١٨ ـ علي بن المختار بن الأشرف بن الوزير بن فخر الملك أبي غالب محمد ابن علي بن خلف أبو نصر :

تقدم ذكر جده الوزير في أول هذا الكتاب ، وأبو نصر هذا سمع شيئا من الحديث من أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف وحدث باليسير ، سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف ، وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه.

٩١٩ ـ علي بن المختار بن محمد ، أبو الحسن الهرثاني (٤) :

من أهل الهرث قرية بواسط ، قدم بغداد وقرأ بها القرآن على أبي منصور محمد بن أحمد الخياط المقرئ ، والكلام على مذهب الأشعري على أبي عبد الله القيرواني ، وسمع الحديث من أبي محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي ، وحدث باليسير ، روى عنه : أبو بكر بن كامل في معجم شيوخه ، وروى عنه أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ مناما رآه ، وأثنى عليه خيرا.

قرأت في معجم مشايخ أبي بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف بخطه وأنبأنيه ابنه يوسف عنه ، أنشدنا أبو الحسن علي بن مختار بن محمد الهرثاني قال : أنشدني بعضهم لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه.

تغيرت المودة والإخاء

وقل الصدق وانقطع الرجاء

وأسلمني الزمان إلى أناس

كثيري الغدر ليس لهم وفاء

__________________

(١) في الأصل : «الرباحي».

(٢) في الأصل : «البقي».

(٣) انظر الحديث في : مسند الإمام أحمد ٤ / ٢٢.

(٤) في الأصل : «الهرثاي»

١٠١

يديمون المودة ما رأوني

ويبقى الود ما بقي اللقاء

فإن غيبت عن أحد قلاني

وجازاني بما فيه اكتفاء

سيغنيني الذي أغناه عني

فلا فقر يدوم ولا ثراء

وكل شديدة نزلت بحي

سيأتي بعد شدتها رخاء

وكل جراحة فلها دواء

وجرح الجهل ليس له دواء

٩٢٠ ـ علي بن المديني الأصبهاني :

روى عنه : أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفرائيني الإمام صاحب «المسند الصحيح الكبير».

قرأت بخط أبي عمر محمد بن عبد الله بن معروف الأصبهاني ، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن عمر بن أبان الطبري ، حدّثنا أبو عوانة الإسفرائيني ، أنشدني علي بن المديني الأصبهاني ببغداد :

لكل امرئ شكل من الناس مثله

وكل امرئ يهوى إلى من يشاكل

٩٢١ ـ علي بن المرتضى بن علي بن محمد بن الداعي زيد بن حمزة بن علي ابن عبيد الله بن الحسن بن علي بن محمد السيلقي (١) بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، أبو الحسن بن أبي الحسن بن أبي ثعلب العلوي الحسني المعروف بالأمير السيد.

ولد جده بنيسابور وكذلك والد المرتضى ، ونشأ بأصبهان ثم قدم بغداد ، وولد له علي هذا بها ، وقرأ الفقه على مذهب أبي حنيفة حتى برع فيه وفي الخلاف ، وقرأ الأدب وحصل منه طرفا صالحا ، وسمع الحديث ، ثم ولي التدريس بجامع السلطان ، وانتهت إليه رئاسة أصحاب الرأي ، وكان عالما بالمذهب متدينا زاهدا في الرتب (٢) والولايات المنيفة ، كريم النفس ، كانت داره مجمعا لأهل العلم والأدب ، وكان يكتب خطّا مليحا ، وله كتب كثيرة أصول بخطوط العلماء ، سمع أبا سعد أحمد بن محمد بن البغدادي ، وأبا الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي ، وأبا منصور محمد بن عبد

__________________

(١) هكذا في الأصل.

(٢) في الأصل : «الرب».

١٠٢

الملك بن خيرون ، وموهوب بن أحمد بن الجواليقي ، وأبا الحسن سعد الخير بن محمد ابن سهل ، وأبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن نبهان الغنوي (١) الرقي ، وأبا الفضل محمد بن ناصر وغيرهم ، وحدث باليسير ، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي ، وعمّر حتى أدركناه ولم يتفق لنا منه سماع.

قرأت في «الخريدة» لأبي عبد الله الكاتب بخطه للأمير السيد علي بن المرتضى :

صُن حاضر الوقت عن تضييعه ثقة

أن لا بقاء لمخلوق على الدوم

وله أيضا :

وهبك أنك باق بعده

أبداً ولا تجزع لآت

واغنم لنفسك حظها

في البين من قبل الفوات

قرأت بخط القاضي أبي المحاسن القرشي قال : سألته ـ يعني الأمير السيد علي بن المرتضى ـ عن مولده فقال : في ليلة الثلاثاء ثاني عشر ربيع الآخر سنة إحدى وعشرين وخمسمائة ببغداد درب الشاكرية ، توفى الأمير (٢) السيد علي بن المرتضى في ليلة الجمعة لثمان عشرة ليلة خلت من رجب سنة ثمان وثمانين وخمسمائة ، ودفن من الغد بمقابر قريش.

٩٢٢ ـ علي بن مرشد بن علي بن المقلد بن نصر بن منفذ بن محمد بن منقذ ابن نصر بن هاشم ، أبو الحسن بن أبي سلامة الكناني (٣) :

من أهل شيزر (٤) ، قلعة بنواحي حلب ، من أولاد أمرائها ، كان أديبا فاضلا شاعرا متفننا ، ورد بغداد حاجّا بعد العشرين وخمسمائة ، سمع بها الحديث ، وروى شيئا من شعره ، سمع منه أبو بكر بن كامل ويوسف بن محمد الدمشقي.

قرأت على أبي محمد الأمين ، عن أبي بكر المبارك الخفاف قال : أنشدني الأمير (٥) أبو الحسن علي بن مرشد الكناني ، أنشدنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن عمر :

__________________

(١) في الأصل : «العنوي».

(٢) في الأصل : «الأمين».

(٣) انظر ترجمته في : الأنساب ٨ / ٢٣٨.

(٤) في الأصل : «شيرز».

(٥) في الأصل : «الأمين».

١٠٣

أقمت فكنت في بصري مقيماً

وغبت فكنت في ضمن الفؤاد

وما شطت بنا دار ولكن

نقلت من السواد إلى السواد

أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة ، حدّثنا أبو سعد بن السمعاني ، أنشدنا يوسف بن محمد الدمشقي ، أنشدنا علي بن مرشد لنفسه :

ودعت صبري ودمعي يوم فرقتكم

وما علمت بأن الدمع يدخر

وضل قلبي عن صدري فعدت بلا

قلب فيا ويح ما آتى وما أذر

ولو علمت ذخرت الصبر منبعثا

إطفاء نار بقلبي منك تستعر

أنشدنا الحاتمي ، أنشدنا ابن السمعاني ، أنشدنا يوسف الدمشقي قال : سمعت علي ابن مرشد يقول : سمعت دراجا يصيح بدرب حبيب فعلمت فيه هذه الأبيات ـ وأنشدنيها :

يا طائرا لعبت (١) أيدي الفراق به

مثلي فأصبح ذا هم وذا حزن

داني الأسى نازح الأحباب مغتربا

عن الأحبة مصفودا عن الوطن

بلا نديم ولا جار تسر به

ولا حميم ولا دار ولا سكن

لكن نطقت فزال الهم عنك ولي

هم يقلقل أحشائي ويخرسني

وكل من باح بالشكوى استراح ومن

أخفى الجوى بث عنه شاهد البدن

أرقت عني بنوح لست أفهمه

معما بوجدي من وجد يورقني

وما بكيت ولي دمع غواربه

إذا ارتمت منه لم تنسق السفن

أخبرنا الحاتمي ، أنشدنا السمعاني ، أنشدنا يوسف الدمشقي قال : وأنشدني علي بن مرشد لنفسه وكتب بها إلى صديق له :

ما فهمت مع متحدث شاغلاً

إلا رأيتك خاطراً في خاطري

فلو استطعت لزرت أرضك ماشياً

بسواد قلبي أو بأسود ناظري

أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله الشافعي بدمشق ، أنبأنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال : علي بن مرشد بن علي الكناني كان أكبر إخوته ، بلغني أنه ولد سنة سبع وثمانين وأربعمائة بشيزر (٢) ، سمع الحديث ببغداد

__________________

(١) في الأصل : «العمت».

(٢) في الأصل : «بشيرر».

١٠٤

من أبي بكر محمد بن عبد الباقي ، وأبي القاسم بن السّمرقندي ، وكتب الحديث بخط حسن ، وكان فهما شاعرا. ذكر لي أخوه الأمير أبو عبد الله أنه استشهد بعسقلان سنة ست وأربعين وخمسمائة ، ذكر الأمير أبو المظفر أسامة بن مرشد الكناني أن أخاه أبا الحسن عليّا استشهد على غرة في شهر رمضان سنة خمس وأربعين وخمسمائة في حرب الإفرنج. وما كان له صبوة ولا ميل إلى لهو وغواية ، وكان منقطعا إلى الخير والعمل وتلاوة القرآن والنظر في العلوم الدينية مع ما سواها من العلوم.

٩٢٣ ـ علي بن المسبح ، أبو الحسن الحارزي ، المعروف بالسديد :

من أهل الحارزة من أعمال واسط ، وكان من قضاتها ، كان شاعرا حسن القول ، قدم بغداد ومدح الوزيرين أبا علي بن صدقة وعلي بن طراد الزينبي ، فمن قوله في ابن صدقة:

مدحت الوزير بطياته

كأن المعاني فيها رياض

فأنت بتوقيعه ظافر

وعندي أن ليس فيه اعتراض

فلم يمتثل وحصلنا على

سواد الوجوه وضاع البياض

وأورد له أبو المعالي الكتبي (١) في كتاب «زينة الدهر» قوله :

ما أباديك من وراء حجاب

فأدم البعاد بالاقتراب

أنت في ناظري في موضع ال

حد ومن منطقي مكان الصواب

٩٢٤ ـ علي بن مرة ، أبو القاسم البغدادي :

شاعر ، ذكره شيخنا أبو سعد الحسن بن محمد بن حمدون ، وأورد له هذه الأبيات ونقلتها من خطه :

زعمت إنما هواي محال

أتراها ظنت نحولي انتحالا (٢)

ولقد زارني الخيال فما صا

دف مني الخيال إلا خيالا

بت أرعى النجوم فيها وبا

تت من وراء السجوف تنعم (٣) بالا

وشكوت الهوى إليها وقالت

حضرى تنمق الأقوالا

__________________

(١) في الأصل بدون نقط.

(٢) في الأصل بدون نقط.

(٣) في الأصل : «نعم».

١٠٥

٩٢٥ ـ علي بن مسعود بن أحمد بن المقرئ ، أبو القاسم بن أبي البركات الحاجب :

من ساكني قراح ابن رزين ، كان من الحجاب الكبار بالديوان ، وكان شيخا بهيّا مليح الهيئة جميلا ، متدينا محبا لأهل الخير ، سمع أحاديث الحسن بن عرفة بن أبي المعالي عبد الملك بن علي الهراسي ورواها عنه ، سمع منه أبو عبد الله محمد بن سعيد الحافظ الواسطي ، وقد سمعت منه في المفاوضة حكايات ، ولم أكتب عنه شيئا من الحديث ، وهو والد أحمد الذي قدمنا ذكره ، توفي يوم الاثنين ثاني جمادى الآخرة سنة سبع عشرة وستمائة ، ودفن من يومه بباب أبرز.

٩٢٦ ـ علي بن مسعود بن الحسن بن محمد بن محمد بن أحمد بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الناصر للحق بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، أبو الحسن بن أبي الغنائم العلوي ، الفقيه الحنفي :

من ساكني المختارة (١) ، كان جارنا بدار الكتب بمشهد أبي حنيفة بباب الطاق ، حدث بشيء يسير عن الحسن بن ناصر الكاغذي ، سمع منه أبو المعالي مسعود بن عبد الرحمن بن أبي الحسن بن المحتسب الرصافي ، وقد رأيته كثيرا ولم أكتب عنه شيئا ، وكان شيخا صالحا مليح الوجه حسن السمت ، توفي في أواخر سنة ستمائة وقد قارب السبعين.

٩٢٧ ـ علي بن مسعود بن علي بن طليب ، أبو الحسن بن أبي السعادات :

من أهل الحربية ، سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وحدث باليسير ، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي ، وتوفّي في يوم الخميس لسبع خلون من المحرم سنة ست وسبعين وخمسمائة ، ودفن بمقبرة باب حرب.

٩٢٨ ـ علي بن مسلم بن علي بن فننا (٢) ، أبو الحسن بن أبي القاسم بن أبي الحسن الضرير :

من أهل الحريم الطاهري ، وهو [أخو] (٣) شيخنا أبي البركات المبارك ، ومظفر ابني

__________________

(١) في الأصل : «المحتارة».

(٢) هكذا في الأصل.

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

١٠٦

مسلم ، وسيأتي ذكرهما إن شاء الله تعالى. سمع أبا البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرجي، وأبا بكر أحمد بن علي بن عبد الواحد الدلال ، وأبا الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل الأنصاري ، وأبا العباس أحمد بن أبي غالب بن الطلاية ، وأبا محمد المبارك بن أحمد بن بركة الكندي وغيرهم ، كان يتولى الخطابة بقرية تعرف (١) بالزهيرية من أعمال دجيل (٢) ، حدث بالسير ، سمع منه عبد الرحمن بن عمر بن الغزال الواعظ بأوانا.

٩٢٩ ـ علي بن المطهر بن مكي بن مقلاص ، أبو الحسن الدينوري :

تفقه على أبي حامد الغزالي ، وسمع الحديث من النقيب أبي الفوارس طراد بن محمد ابن علي الزينبي ، وأبي الخطاب نصر بن أحمد بن البطر ومنصور بن بحر بن حيد النيسابوري ، وأبي علي محمد بن سعيد بن نبهان وغيرهم ، حدث باليسير ، روى عنه أبو القاسم بن عساكر وأبو سعد بن السمعاني.

أخبرنا عمر بن عبد الرحمن الأنصاري بدمشق ، أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الحافظ قال : أخبرني علي بن المطهر بن مقلاص أبو الحسن الدينوري إمام المدرسة النظامية للصلوات الجهرية بقراءتي عليه بها ، أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد الكرخي ، أنبأنا الحسن بن أبي بكر الفاري ، أنبأنا مكرم بن أحمد بن محمد بن مكرم أبو بكر البزاز ، حدّثنا أبو يعلى محمد بن شداد بن عيسى المسمعي ، حدّثنا عباد بن صهيب ، حدّثنا هشام وهو ابن عروة قال : أخبرني أبي [قال] (٣) : أخبرني أبو أيوب الأنصاري بالروم في الغزوة التي غزاها (٤) بها عن أبي [بن] (٥) كعب رضي‌الله‌عنه : أنه سأل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : أرأيت أحدنا يصيب المرأة فيكسل ولا ينزل؟ قال : «ليغسل ما أصاب المرأة منه ثم يتوضأ ويغتسل»(٦).

أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة ، حدّثنا أبو سعد بن السمعاني قال : علي بن المطهر بن مكي بن مقلاص الدينوري كان يسكن النظامية ، وكان إمام الصلوات بها ، وكان

__________________

(١) في الأصل : «نعرف».

(٢) في الأصل : «دحبل».

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٤) في الأصل : «التي غزاها في الروم».

(٥) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٦) انظر الحديث في : مسند الإمام أحمد ٥ / ١١٤.

١٠٧

فقيها صالحا ، كتبت عنه ، وكان يسمع بقراءتي من شيوخنا البغداديين ، توفي ليلة الأحد سابع عشري رمضان سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة.

٩٣٠ ـ علي بن المظفر بن بدر ، أبو الحسن الشافعي الضرير ، المعروف بابن الخلوقي (١) :

من أهل البندنيجين ، سافر إلى البصرة ، وسمع بها أبا النعمان عبد الأعلى بن أحمد ابن عبد الله بن مالك البجلي ، وأبا عبد الله الحسين بن محمد بن بكر الوراق ، وأبا الحسن علي بن يوسف القطان ، وأبا الحسن علي بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله ابن بحر ، وأبا الحسين طاهر بن أبوه (٢) ، ومضى إلى العسكر فقرأ على أبي أحمد العسكري ، روى عنه أبو بكر الخطيب ، ومحمد بن علي بن موسى الخياط ، وأبو علي الحسن بن أحمد بن البناء ، وأبو نصر محمد بن عبد الله (٣) بن ثابت البندنيجي.

أخبرنا عبد الوهاب بن علي الأمين ، أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد الشيباني ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب ، أنبأنا أبو الحسن علي بن المظفر بن بدر الفقيه البندنيجي بالبندنيجين ، حدّثنا أبو الحسن علي بن وصيف القطان بالبصرة ، حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، حدّثنا عبد الله ابن موسى بن شيبة بالنهروان ، حدّثنا مصعب بن عبد الله النوفلي من آل نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، عن [ابن] (٤) أبي ذئب ، عن صالح مولى التوأمة ، عن أبي هريرة رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا أراد الله أن يخلق خلقا للخلافة مسح على ناصيته بيمينه» (٥).

أنبأنا عبد الرحمن الدقيقي ، عن أبي المعمر الأنصاري قال : قرأت على أبي زكريا يحيى بن علي الخطيب التبريزي وكتبت من خطه قال : حكى لنا الرئيس أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسن بن نصر الحلواني الشيباني قال : حدثني أبو الحسن علي بن المظفر بن بدر العلامة البندنيجي بها في سنة خمس وعشرين وأربعمائة قال : كنت أقرأ بالبصرة على الشيوخ في سنة سبعين وثلاثمائة ، فلما دخلت سنة تسع وسبعين بلغني

__________________

(١) في الأصل : «الحلوقي».

(٢) هكذا في الأصل.

(٣) في الأنساب : «هبة الله».

(٤) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٥) انظر الحديث في : الجامع الصغير ٤ / ٤٠٥.

١٠٨

حياة أبي أحمد العسكري فقصدته وقرأت عليه ، فوصل فخر الدولة والصاحب بن عباد ، قال : فبينا نحن جلوس نقرأ عليه إذ دخل إليه ركابي ومعه رقعة ففضها وقرأها وكتب على ظهرها جوابها ، فقلت له : أيها الشيخ ، ما هذه الرقعة وما جوابها؟ فقال : هذه رقعة للصاحب ، قلت : فأين كان الأصل وما كان في جوابه؟ فقال : كتب إليّ :

ولما (١) أبيتم أن تزوروا وقلتم

ضعفنا (٢) فما نقوى على الوخدان

أتيناكم من بعد أرض نزوركم

فكم (٣) منزل بكر لنا وعوان

أناشدكم هل من قرى لتزيلكم

بطول [.....] (٤) لا يمل حفان

أروم نهوضا ثم يثني عزيمتي

تعود أعضائي من الرجفان

فضمنت ببيت ابن الشريد كأنما

تعمد تشبيهي به وعناني

أهم بأمر الحرم لا أستطيعه

وقد قيل بين العبر والثروان

ثم نهض فقال : لا بد من الحمل على النفس ، قال الصاحب : لا يقنعه هذا ، وركب بغلة فلم يتمكن من الوصول إلى الصاحب لاشتيال الخيم ، فصعد على بغلة ورفع صوته بقول أبي تمام :

ما لي أرى القبة الفتحاء (٥) مقفلة

دوني (٦) وقد طال ما استفتحت مقفلها

كأنها جنة الفردوس معرضة

وليس لي عمل زاك فأدخلها

قال : فناداه الصاحب : ادخلها أبا أحمد فلك السابقة الأولى! فتبادر إليه أصحابه فحملوه حتى جلس بين يديه وسأله عن قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «ما أحسن من محسن مسلم ولا كافر إلا جازاه الله» (٧). ويروى مسلما وكافرا ، فقال أبو أحمد : الخبير صادفت ، فقال الصاحب : يا أبا أحمد تغرب في كل شيء حتى بالمثل (٨) السائر ، فقال : نغالب عن السقوط بحضرة مولانا وإنما كلام العرب للعرب وعند استخبارهم على الخبير سقطت.

__________________

(١) في الأصل : «وما».

(٢) في الأصل : «صعفنا».

(٣) في الأصل : «فكم من».

(٤) بياض في الأصل : مكان النقط.

(٥) في الأصل : «الفحا».

(٦) في الديوان : عنى».

(٧) ـ انظر الجامع الكبير للسيوطي ١ / ٦٩٠.

(٨) في الأصل : «بالميل».

١٠٩

قرأت في مشيخة علي بن البناء بخطه أنبأنا أبو الحسن علي بن المظفر بن بدر الشافعي البندنيجي بها في المحرم سنة تسع وعشرين وأربعمائة.

٩٣١ ـ علي بن المظفر بن الحسن ، أبو الحسن البغدادي :

قرأت على أبي الفتوح داود بن معمر القرشي بأصبهان ، عن فاطمة بنت محمد بن أحمد أبي سعد الواعظ : أن أبا بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني أخبرها قال : سمعت أبا الحسن علي بن المظفر بن الحسن البغدادي نزيل نيسابور ـ قدم علينا ـ يقول : رأيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم في المنام وكان متكئا على حصير بغدادي وكان في رجليه نعلان فخرج إحدى النعلين ووضعت رجلي فيها فقلت : يا رسول الله! أتعلم الكلام؟ فقال : «لا ، عليك بتعلم الفقه» ـ بهذا اللفظ.

٩٣٢ ـ علي بن المظفر بن حمزة بن زيد بن حمزة بن محمد بن عبد الله بن محمد ابن الحسن بن الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، أبو القاسم بن أبي يعلى بن أبي القاسم العلوي الحسيني (١) :

من أهل دبوسية ـ بلدة بين سمرقند وبخارا ، هكذا رأيت اسم أبيه وجده بخط مرتين الدينوري ، كان من أئمة الفقهاء على مذهب الشافعي ، كامل المعرفة بالفقه والأصول ، وله يد قوية في الأدب وباع ممتد في المناظرة ومعرفة الخلاف ، وكان موصوفا بالكرم والعفاف وحسن الخلق والخلق ، سمع الحديث من أبي عمرو محمد بن عبد العزيز القنطري ، وأبي سهل أحمد بن علي الأبيوردي وأبي كامل أحمد بن محمد النصيري ، وأبي مسعود أحمد بن محمد البجلي ، وعبد الكريم بن عبد الرحمن الكلاباذي ، وأبي بكر المظفر بن أحمد البغوي ، وأبي الحسن علي بن أحمد الأسترآباذي ، وغيرهم.

قدم بغداد في جمادى الأولى سنة تسع وسبعين وأربعمائة للتدريس بالمدرسة النظامية ، فدرس بها يوم الأحد مستهل جمادى الآخرة من السنة ولم يزل على التدريس إلى حين وفاته ، وحدث ببغداد وأملى مجالس ، روى عنه : أبو البركات هبة الله بن المبارك بن السقطي ، وأبو العز محمد بن الحسين بن بندار المقرئ ، وعبد الوهاب بن المبارك بن الحسين الأنماطي.

__________________

(١) انظر ترجمته في : طبقات الشافعية للسبكي ٤ / ٦. والأنساب ٥ / ٣٠٨ ، ٣٠٩. والمنتظم لابن الجوزي ، وفيات سنة ٤٨٢ ه‍.

١١٠

أخبرنا عبد العزيز بن أزهر الوكيل ، أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي ، أنبأنا الشريف أبو القاسم علي بن أبي يعلى الحسيني الدبوسي قراءة عليه ببغداد ، أنبأنا الحاكم أبو الحسن علي بن أحمد الأستراباذي ، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبدوس قراءة عليه ، حدّثنا أبو محمد عبد الله بن إدريس ، حدّثنا أبو نعيم الفقيه الأسترآباذي ، حدّثنا يوسف بن سعيد بن مسلم ، حدّثنا حجاج عن ابن جريج قال : أخبرني زياد بن سعد ، عن ابن عجلان ، عن سعيد (١) المقبري أن أبا شريح العدوي حدّثه أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ، جائزته يومه وليلته الحديث (٢).

أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة ، أنشدنا عبد الكريم بن محمد بن منصور ، أنشدنا عبد الرحمن بن الحسن بن علي الشرابي ، أنشدنا أبو القاسم الدبوسي لنفسه :

أقول بنصح يا ابن دنياك لا تنم

عن الخير ما دامت فإنك عادم

وإن الذي لم يصنع العرف في غنى

إذا ما علاه الفقر لا شك نادم

فقدم صنيعا عند يسرك واغتنم

فأنت عليه عند عسرك قادم

أخبرني الحاتمي قال : سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول : سمعت من أثق به يقول : تكلم الدبوسي مع أبي المعالي الجويني بنيسابور في مسألة فآذاه (٣) أصحاب أبي المعالي حتى خرجوا إلى المخاشنة (٤) فاحتمل الدبوسي وما قابلهم بشيء ، وخرج إلى أصبهان ، فاتفق خروج أبي المعالي إليها على أثره في مهم يرفعه إلى نظام الملك فجرى بينهما مسألة بحضور الوزير ، فظهر كلام الدبوسي عليه فقال له : أين كلابك الضارية (٥).

أنبأنا أبو بكر البيع ، عن وجيه بن هبة الله بن المبارك السقطي قال : سمعت أبي يقول: علي بن أبي يعلى أبو القاسم العلوي الحسيني يعرف بالدبوسي (٦) إمام

__________________

(١) في الأصل : «سعد المقبري».

(٢) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٢ / ٨٨٩.

(٣) في الأصل : «نادوه».

(٤) في الأصل : «المحاشة».

(٥) في الأصل : «الغارية».

(٦) في الأصل : «الدبوس»

١١١

الشافعية والقائم بالمدرسة النظامية ببغداد ، كان متوحدا (١) منفردا ، قرأ القرآن والحديث والفقه والأصول واللغة والعربية ، وكان قطبا في الاجتهاد والفصاحة في الجدال والخصام ، أقوم الناس بالمناظرة وتحقيق الدروس ، وكان موفقا في فتواه ، وقد شاهدت له مقامات في النظم ، أبان عنها عن كفاية وفضل وافر جمل آل (٢) أبي طالب ، وقد روى أجزاء قربه (٣) وسماعه فيها محقق ، وكان صحيح المعتقد ، حسن الخلق والخلق ، وقورا عفيفا فصيحا حجة نبيلا.

قرأت في كتاب «التاريخ» لأبي البركات بن السقطي بخطه قال : توفي السيد الإمام المرتضى أبو القاسم علي بن أبي يعلى الدبوسي في يوم الخميس العشرين من جمادى الآخرة سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة ، وكان المشار إليه في المذهب والخلاف والقيام بالنظر ومعرفة الغريب واللغة ، وإليه انتهت رئاسة الشافعية.

٩٣٣ ـ علي بن المظفر بن الحنو (٤) بن إبراهيم ، أبو الحسن العقيلي :

سمع القاضي أبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري ، وحدث عنه بأحاديث أبي أحمد ابن الغطريف ، سمعها منه أبو المعالي عبد الملك بن علي بن محمد الطبري الهراسي ، وأخوه أبو جعفر محمد ، وأحمد بن محمد بن أحمد بن هالة (٥) الرناني الأصبهاني في شهر رمضان سنة إحدى عشرة وخمسمائة.

٩٣٤ ـ علي بن المظفر بن علي بن الحسن بن المسلمة (٦) ، أبو القاسم بن أبي الفتح :

ابن رئيس الرؤساء أبي القاسم الوزير أخو أبي الحسن محمد الذي تقدم ذكره ، كان أديبا فاضلا ، له النظم والنثر ، وله رسائل مدونة ، ولم أعلم له رواية في الحديث.

قرأت في كتاب أبي علي بن البناء بخطه قال : ولد أبو القاسم علي بن المظفر بن رئيس الرؤساء في يوم الأحد ثالث شهر رمضان سنة خمس وخمسين وأربعمائة.

__________________

(١) في الأصل : «موحدا».

(٢) في الأصل : «حمل إلى».

(٣) هكذا في الأصل.

(٤) في الأصل : «الحو».

(٥) هكذا في الأصل

(٦) قد سبق أنه : «بن المسلمة».

١١٢

قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال : مات أبو القاسم علي بن المظفر بن رئيس الرؤساء أبي القاسم علي بن الحسن بن أحمد في يوم الجمعة الخامس والعشرين من شعبان سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة ، ودفن في مقبرة باب أبرز عند والده المظفر في التربة التي فيها أبو إسحاق الشيرازي.

٩٣٥ ـ علي بن المظفر بن علي بن الحسين بن الظهيري (١) ، أبو القاسم :

من ساكني باب المراتب ، كان والده يلقب بالأعز ، وكانوا حجابا ، سمع أبا عبد الله هبة الله بن أحمد بن محمد الموصلي ، وأبا القاسم محمد بن علي بن ميمون النّرسيّ ، وغيرهما ، روى لنا عنه : ابن الأخضر ، وابن الحصري.

أنبأنا أبو محمد بن الأخضر ، أنبأنا أبو القاسم علي بن الأعز الظهيري ، أنبأنا أبو عبد الله هبة الله بن أحمد بن محمد الموصلي ، أنبأنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران ، أنبأنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان ، حدّثنا عبد الكريم بن الهيثم ، حدّثنا أبو اليمان ، أنبأنا شعيب ، عن الزهري ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري (٢) : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يقوم الجمعة إلى جذع منصوب في المسجد حتى إذا بدا له أن يتخذ المنبر شاور فيه ذوي الرأي من المسلمين ، فرأوا [أن] (٣) يتخذه قاعدة (٤) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى يجلس على المنبر ، فلما فقد ذاك الجذع حن حنينا ، فقام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم من مجلسه حتى جاءه فنظر إليه ومسه ، فهذا ثم لم نسمع له حنينا بعد ذلك اليوم (٥).

سألت أبا الفتوح نصر بن محمد بن الحصري الحافظ بمكة عن أبي القاسم بن الظهيري، فقال : شيخ مهيب وقور ، دائم الصمت ، مليح الهيئة ، كان يخرج في كل جمعة إلى الجامع من بعد صلاة الصبح ، فخرج يوما من بيته بباب المراتب وكان صحيحا ، فلما وصل إلى البستان قعد ليستريح وأسند ظهره إلى الحلبية فمات فجأة ـ رحمه‌الله.

قرأت بخط أبي محمد بن الخشاب النحوي قال : سألته ـ يعني أبا القاسم الظهيري ـ

__________________

(١) نظر : الأنساب ٩ / ١٣٧.

(٢) في الأصل : «الأفصان».

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٤) هكذا في الأصل.

(٥) انظر الحديث في : مسند الإمام أحمد ٣ / ٣٢٤. وسنن الترمذي ٢ / ٢٠٣.

١١٣

عن مولده ، فقال : في جمادى سنة إحدى وتسعين وأربعمائة ، لم يحق في أي الجماديين ، وهو خير لا بأس به.

قرأت بخط محمد بن عثمان بن العكبري الواعظ قال : سألته ـ يعني ابن الظهيري ـ عن مولده ، فقال : سنة إحدى وتسعين وأربعمائة.

قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي قال : توفّي علي بن المظفر بن الظهيري يوم الجمعة عاشر جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين وخمسمائة ، وكان ينزل بباب المراتب ، وعادته البكور في أيام الجمع إلى جامع القصر ، فأخبرت أنه بكر على عادته فجلس في بعض الطريق ومال ميتا.

٩٣٦ ـ علي بن مظفر بن علي بن محمد بن أبي الحسن بن أبي القاسم بن لوهيان ، أبو الحسن النجاد ، المعروف بابن الحلو (١) :

من أهل باب الأزج ، سمع أبا الفتح ابن البطي ، كتبت عنه ، وكان شيخا صالحا متيقظا نبيها ، له دكان في العطابين بباب الأزج ، وكان بوابا بدار الخلافة.

أخبرنا علي بن مظفر النجاد ، أنبأنا محمد بن عبد الباقي أبو الفتح ، أنبأنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان ، أنبأنا عبد الله بن جعفر النحوي ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا علي بن عثمان النفيلي ، حدّثنا بسرة بن صفوان اللخمي ، حدّثنا العمري ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرةرضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» (٢).

سألت ابن الحلو (٣) عن مولده ، فقال : في رجب سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة ، وتوفي يوم الأربعاء السادس والعشرين من شهر رمضان سنة ثمان عشرة وستمائة ، ودفن بباب حرب (٤).

٩٣٧ ـ علي بن مظفر بن علي بن نعيم ، أبو الحسن التاجر ، المعروف بابن الخبير :

من ساكني البدرية ، وهو أخو شيخنا يحيى وهو الأصغر ، سمع أبا الفتح محمد بن

__________________

(١) هكذا في الأصل.

(٢) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٢ / ٥٥.

(٣) هكذا في الأصل.

(٤) في الأصل : «بباب خرب».

١١٤

عبد الباقي البطي ، كتبت عنه بمكة ، وكان قد تولى النظر بالمسجد الحرام ومصالح الكعبة الشريفة ، وأقام بمكة إلى حين وفاته ، وكان شيخا صالحا مرضي الطريقة متدينا.

أخبرنا علي بن مظفر بن علي التاجر البغدادي بمكة ، أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد ، أنبأنا أبو الحسن يمن بن عبد الله أمير الجيوش ، حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد الحافظ ، أنبأنا محمد بن عبيد الله أبو الحسن ، حدّثنا عثمان بن أحمد الدقاق ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الجيلي ، حدّثنا علي بن قتيبة التميمي ، حدّثنا يحيى ابن سعيد القطان ، عن ابن أبي ذئب ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله رضي‌الله‌عنهما قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله يتجلى للمؤمنين عامة ويتجلى لأبي بكر خاصة» (١).

سمعت يحيى بن مظفر بن علي بن الحسين يقول : ولد أخي علي في سنة ست وأربعين وخمسمائة ، وبلغت أنه توفى بمكة في يوم الأربعاء لأربع خلون من صفر سنة ست وعشرين وستمائة ، ودفن بالمعلى.

٩٣٨ ـ علي بن مظفر بن علي بن نصر بن نصر بن علي بن يونس العكبري ، أبو الحسن الكاتب :

من ساكني درب البصريين ، من أولاد المحدثين ، ويتصرف في أعمال الديوان ، سمع شيئا من الحديث من جاره أبي محمد عبد الرحمن بن يحيى الزهري ، كتبت عنه ، وكان شيخا ساكنا حسن الطريقة متدينا (٢) ، لديه فهم وفضل.

أخبرنا علي بن مظفر بن علي بن العكبري ، أنبأنا عبد الرحمن بن يحيى الزهري ، أنبأنا أبو الحسن هبة الله بن عبد الرزاق بن محمد بن عبد الله الأنصاري ، أنبأنا أبو الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز بن الحارث التميمي إملاء ، حدّثنا عبد الله بن إسحاق الخراساني ، حدّثنا عبد الله بن أحمد الدورقي ، حدّثنا خلف بن موسى ، حدّثنا أبي ، عن قتادة ، عن أنس رضي‌الله‌عنه قال : بينما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في بعض أصحابه فرأى ثلاثة نفر يمرون ، فجاء أحدهم فجلس إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأما الثاني فمر قليلا ثم جلس ، وأما الثالث فمر على وجهه ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ألا أنبئكم عن هؤلاء الثلاثة؟ أما هذا الذي جلس إلينا فإنه تاب فتاب الله عليه ، وأما الذي مضى قليلا فإنه استحيا

__________________

(١) انظر الحديث في : كنز العمال ٦ / ١٤١.

(٢) في الأصل : «شيخ ساكن حسن الطريقة متدين».

١١٥

فاستحيى الله منه ، وأما الذي مضى على وجهه فإنه استغنى فاستغنى الله عنه» (١).

سألت ابن العكبري عن مولده فقال : في ذي القعدة من سنة أربع وخمسين وخمسمائة.

٩٣٩ ـ علي بن المظفر ، المعروف بعليك الصغير :

وذكره القاضي أبو الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف بن الفرضي الأزدي في كتاب«الألقاب» من جمعه وقال : أنبأنا المعاندي ، حدّثنا محمد بن محمد أبو بكر المعيطي، حدّثنا علي بن المظفر البغدادي عليك الصغير ، حدّثنا حميد بن الربيع ، حدّثنا سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن سالم ، عن أبيه قال : رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبا بكر وعمر يمشون أمام الجنازة (٢).

٩٤٠ ـ علي بن المظفر ، غلام أبي بكر الشبلي الزاهد :

حدّثنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر المري الدمشقي قال : حدّثني عبد الرحمن بن عمر الشبلي قال : سمعت علي بن المظفر البغدادي غلام الشبلي قال : رأيت الشبلي يتواجد ويصيح وينشد في وجوده :

إن الطبيب بدائه ودوائه

لا يستطيع دفاع مقدور أتى

مات المداوى والمداوي والذي

جلب الدواء وباعه ومن اشترى

٩٤١ ـ علي بن معالى بن أبي عبد الله بن غانم المقرئ ، أبو الحسن :

من أهل الرصافة ، طلب الحديث بنفسه. فسمع الكثير ، وحصل النسخ والأصول بهمة وافرة واجتهاد ، وحفظ القرآن وجود قراءته ، وسمع معنا كثيرا ، واصطحبنا في الطلب ، وهو حسن الصحبة مرضي الطريقة متدين متعفف ، سمع من شيوخنا أبوي الفرج بن كليب وابن الجوزي ، وأبوي القاسم ذاكر بن كامل ويحيى بن بوش ، وجماعة من أصحاب أبي القاسم بن الحصين ، وأبي غالب بن البناء ، وأبي العز بن كادش ، وأبي بكر بن عبد الباقي ، وبالغ في الطلب حتى سمع من أصحاب ابن البطي ، وشهدة الكاتبة ، وحدّث ، وسمع منه جماعة من أصحاب الحديث وقد سمعنا منه وهو صدوق.

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ١٦.

(٢) انظر الحديث في : سنن الترمذي ١ / ١٢٠.

١١٦

٩٤٢ ـ علي بن أبي المعالي بن أبي الكرم بن البوري :

أخو محمد الذي تقدم ذكره وهو الأصغر ، من أهل باب الأزج ، ولي في الأيام الناصرية الشرطية ببغداد مدة ، ثم ولى ديوانا من دواوين السواد فظلم الناس وسفك الدماء وانتهك المحارم ، فلما توفى الإمام الناصر قصده الناس في داره وأرادوا قتله فهرب إلى دار الخلافة ، فاختفى فيها ، ونهبت داره وألقى فيها النار ، ثم إن الإمام المستنصر بالله قلده النظر في المظالم ، ورتبه حاجبا بالباب النوبي في يوم الثلاثاء العشرين من شوال سنة تسع وعشرين وستمائة ، وعزل في السادس والعشرين من شهر رمضان سنة ثلاث وثلاثين وستمائة ، وذكر لي أن له معرفة بالأدب ويقول الشعر.

توفي ليلة الأربعاء لتسع خلون من ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين وستمائة ، وصلّي عليه من الغد بالنظامية ودفن من الغد.

٩٤٣ ـ علي بن معالي (١) بن منصور ، أبو الحسن النجار :

جارنا بالظفرية ، سمع شيئا من الحديث من أبي الفضل عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني ، كتبت عنه.

أخبرنا علي بن معالي النجار ، أنبأنا عبد الملك الهمداني ، أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد الدوني ، أنبأنا أبو نصر أحمد بن الحسين الكسار ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد السني ، أنبأنا أبو عبد الرحمن بن أحمد بن شعيب النسائي ، أنبأنا قتيبة بن سعيد ، حدّثنا بكر بن مضر ، عن ابن الهاد ، عن عبد الله بن خباب ، عن أبي سعيد الخدري : أنه سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها وليحدث بها ، وإذا رأى غير ذلك بما يكره فإنها من الشيطان فليستعذ بالله من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره» (٢).

توفي علي بن معالي في رجب سنة ثمان عشرة وستمائة ، وقد قارب الثمانين.

٩٤٤ ـ علي بن معلّى بن أحمد ، أبو الحسن النساج :

من أهل باب البصرة ، سمع أبا القاسم الحريري ، وحدث باليسير ، سمع منه شيخنا أبو بكر محمد بن المبارك بن البيع.

__________________

(١) في الأصل : «بن معاد».

(٢) انظر الحديث في : سنن الدارمي ص ٢٧٣.

١١٧

أنبأنا ابن مشّق ، أنبأنا علي بن معلّى النساج ، وأنبأنا عمر بن محمد المؤدب بقراءتي عليه قالا : أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري قراءة عليه ، أنبأنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن جعفر ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان ، أنبأنا أبو القاسم يعقوب بن أحمد بن بوانة بحمص ، حدّثنا محمد بن خالد بن خلي (١) ، حدّثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن الزهري قال : أخبرني سحيم (٢) مولى بني زهرة ، وكان يصحب أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «تغزو هذا البيت جيش فيخسف بهم في البيداء» (٣).

أنبأنا ابن مشّق ونقلته من خطه قال : مات علي بن معلّى (٤) النساج في ليلة الخميس تاسع عشري جمادى الأولى سنة خمس وسبعين وخمسمائة.

٩٤٥ ـ علي بن المعمر بن أبي القاسم ، أبو الحسن المقرئ :

من أهل واسط ، قرأ القرآن على أبي الفضل بن بسام ، وأبي بكر عبد الله بن منصور الباقلاني ، وأبي علي الحسن بن أحمد بن محمد الجوهري ولازمه وقرأ عليه طرفا صالحا من الأدب ، وسمع الحديث من القاضي أبي طالب محمد بن علي الكتاني ، وأبي القاسم علي بن محمد بن ماكن النحوي ، وأبي جعفر إقبال بن المبارك بن العكبري ، وغيرهم ، وقدم بغداد في صباه وقرأ بها الأدب على أبي الحسن بن العصار ، وأبي البركات الأنباري ، وسمع الحديث من الكاتبة شهدة بنت الأبري ، ثم قدمها بعد ذلك واستوطنها ، وروى بها شيئا يسيرا ، ورأيته كثيرا ، وكان كاتبا في وقف المارستان ، وكان فاضلا حسن التلاوة للقرآن مجودا عارفا بالأدب ، له شعر حسن ، وكان متدينا صالحا حسن الطريقة طيب الأخلاق ساكنا.

أنشدني أبو عبد الله محمد بن سعيد الواسطي ، أنشدنا علي بن المعمر الواسطي لنفسه ببغداد :

يا نهر عيسى إلى عيسى نسبت وما

نسبت إلا بتحقيق وإيضاح

فإنه بك إحياء القلوب كما

عيسى المسيح به إحياء أرواح (٥)

__________________

(١) في الأصل : «بن علي».

(٢) في الأصل : «أخبرني شحم».

(٣) انظر الحديث في : صحيح مسلم ٢ / ٣٨٨.

(٤) في الأصل : «معالي».

(٥) انظر : معجم البلدان ٨ / ٣٤٣.

١١٨

توفى علي بن المعمر في يوم السبت الثاني من شهر رمضان من سنة تسع وستمائة بالمارستان العضدي ، ودفن بمقبرة معروف الكرخي ، وكان قد جاوز الخمسين.

٩٤٦ ـ علي بن المعمر بن محمد بن المعمر العلوي الحسيني ، أبو الحسن ، نقيب الطالبيين ، كان يلقب بالطاهر :

وهو والد (١) النقيب أبي عبد الله أحمد الذي تقدم ذكره ـ وسيأتي ذكر والده المعمر في باب الميم إن شاء الله ، ونسبه مستوفى هناك.

ولي عليّ هذا النقابة على الطالبيين ببغداد بعد وفاة أخيه أبي الفتوح حيدرة بن المعمر سنة اثنتين وخمسمائة ، ثم عزل في محرم سنة سبع عشرة وخمسمائة ، فلما خرج الإمام المسترشد بالله إلى العراق في سنة تسع وعشرين وخمسمائة خرج على هذا معه ، فلما انهزم العسكر وأسر المسترشد حصل النقيب في قبضة الأعاجم فبقي عندهم مدة محبوسا ثم أطلقوه وهو مريض مدنف ، فمات بعد خروجه ، وكان قد سمع الحديث من أبي الحسين بن الطيوري ، وأبي علي بن نبهان وغيرهما ، وما أظنه روى شيئا.

قرأت في كتاب بعض الفضلاء بخطه : مولد النقيب الطاهر أبي الحسن علي بن المعمر في شوال سنة سبعين وأربعمائة.

ذكر أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع في تاريخه ونقلته من خطه أن النقيب علي ابن المعمر كان محبوسا بقلعة يقال لها : ما سر جهان ، فأطلق يوم الجمعة تاسع عشري محرم سنة ثلاثين وخمسمائة وكان مريضا ، فتوفي عصر هذا اليوم خارج القلعة.

٩٤٧ ـ علي بن المعمر :

قرأت بخط ولده (٢) أبي القاسم نصر بن علي بن المعمر المعروف سبط طالب بيع الخاتم (٣) قال أخبرني أبي بقراءتي عليه فأقر به ، أنبأنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله السّكّري المعدل قراءة عليه وأنا أسمع ، أخبرنا أبو حامد عبد الله بن مسلم بن ثابت بن ثابت الوكيل ، أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد الشيباني ، أنبأنا أبو بكر محمد بن هبة الله بن الحسين الطيوري ، أنبأنا أبو الحسين السّكّري ، أنبأنا أبو علي

__________________

(١) في الأصل : «والده».

(٢) في الأصل : «والده».

(٣) في الأصل : «الحاتم».

١١٩

الحسين بن صفوان البردعي ، أنشدنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد ، أنشدني محمود الوراق :

يا ناظرا يرنو (١) بعيني راقد

ومشاهدا للأمر (٢) غير مشاهد

منيت نفسك ضلة وأنختها

طرق الرجاء وهن غير قواصد

تصل الذنوب إلى الذنوب وترتجى

درك الجنان بها وفوز العائد

ونسيت أن الله أخرج آدما

منها إلى الدنيا بذنب واحد

من ساكني سيراف ، قدم بغداد في شوال سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة طالب للحج، واستجاز (٣) منه أبو عامر العبدري ، وأجاز له ، وشاهدت خطه بالإجازة ، وسافر إلى مكة فحج وعاد إلى بغداد فتوفي بها في خان الدرجة عند رباط أبي سعد الصوفي في يوم الجمعة تاسع عشري صفر سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة ـ هكذا رأيته بخط العبدري ، وقد حدث أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن الأسدي الجوهري البروجردي ، عن علي بن المفرج هذا في معجم شيوخه بحديث رواه عن أبي الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي (٤) البوسنجي (٥).

٩٤٩ ـ علي بن مقدحة ، أبو الحسن المقرئ :

من أهل دار القز ، ذكره أبو الفضل محمد بن عبد العزيز بن المهدي الخطيب في مشيخته وقال : كان زاهدا ، قرأت عليه القرآن ، وكان يصوم دائما ، وله غنيمات يقتات (٦) منها ، وكانت حاله صالحة ، خرج يوما وقد تحرج ظهره ، فقيل له في ذلك ، [فقال] (٧) : حملت اللبن من باب الدار إلى الدار ، فقيل : لو استدعيت دور جاري تحمله! فبكا ثم قال: لي نفس لو جوزتها على الحسك لكان ذلك قليلا لها ـ أنبأنا بهذا الكلام أبو طاهر العطار إذنا عن أبي علي محمد بن محمد بن عبد العزيز بن المهدي قال : سمعت أبي يقوله.

__________________

(١) في الأصل : «يدنوا».

(٢) في الأصل : «للأمير».

(٣) في الأصل : «استجار».

(٤) في الأصل : «الراودي».

(٥) في الأنساب : «الفوشنجي».

(٦) في الأصل : «نعات».

(٧) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

١٢٠