مسائل علي بن جعفر ومستدركاتها

مسائل علي بن جعفر ومستدركاتها

المؤلف:


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: المؤتمر العالمي للامام الرضا عليه السلام
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٥٧

أورد روايته الكليني (١) وذكره الزنجاني (٢).

١٧ ـ الحسين بن موسى بن جعفر عليه‌السلام ابن أخيه :

ذكره الزنجاني (٣).

١٨ ـ داود بن محمد النهدي (٤).

ذكره الزنجاني (٥).

١٩ ـ زكريا بن يحيى بن النعمان ، الصيرفي ، البصري :

أورد روايته الكليني (٦) والمفيد(٧) وذكرها القمي (٨).

٢٠ ـ زيد بن علي بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام.

ذكره ابن حجر(٩).

٢١ ـ سلمة بن شعيب :

ذكره ابن حجر(١٠).

٢٢ ـ سليمان بن جعفر :

ذكره الأردبيلي (١١).

٢٣ ـ عبد الجبار بن عمرو اليمامي :

__________________

(١) الكافي : ٨ / ١٥٢ رقم ١٤١.

(٢) الجامع في الرجال ٢ / ٥٢٠.

(٣) الجامع في الرجال ٢ / ٥٢٠.

(٤) بصائر الدرجات ، للصفار : ٥٣٢ ، ومختصر بصائر الدرجات ، للحلي : ٦٨.

(٥) الجامع في الرجال ٢ / ٥٢٠.

(٦) لاحظ : الكافي ١ / ٢٥٢ ح ١٤.

(٧) الارشاد ، للمفيد : ٣١٧.

(٨) سفينة البحار ٢ : ٢٤٤.

(٩) تهذيب التهذيب ٧ / ٢٩٣.

(١٠) تهذيب التذيب ٧ / ٢٩٣.

(١١)جامع الرواة ١ : ٥٦١.

٦١

ذكره الزنجاني (١).

٢٤ ـ عبد العزيز بن عبدالله الأويسي :

أورد روايته الصدوق (٢) ذكره الذهبي (٣).

٢٥ ـ عبد العظيم بن عبدالله الحسني :

ذكره الزنجاني (٤).

٢٦ ـ عبدالله بن الحسن بن علي بن جعفر ، حفيده :

ذكره ابن حجر(٥) وقال المامقاني : سكت الكاظمي واستاده الطريحي من ذكر رواية ابن ابنه عنه ، مع أنك سمعت من النجاشي التصريح بروايته النسخة المبوبة من مسائله عنه (٦).

أقول : روى النجاشي ذلك بطريقه الى عبدالله بن الحسن عن جده علي بن جعفر (٧).

وهي النسخة الواردة في قرب الإسناد وسيأتي الحديث عنها مفصلاً.

٢٧ ـ عبدالله النهيكي :

وردت روايته عند الصدوق (٨).

٢٨ ـ علي بن اسباط بن سالم :

روى النجاشي بطريقه إليه عن علي بن جعفر ، كتابه غير المبوب (٩) وقد

__________________

(١) الجامع في الرجال ٢ / ٥٢٠.

(٢) الخصال : ٤٩٤ : ، وعلل الشرائع : ٤٨٨ ح ٥.

(٣) ميزان الاعتدال ٣ / ١١٧.

(٤) الجامع في الرجال ٢ / ٥١٩.

(٥) تهذيب التهذيب ٧ / ٢٩٣.

(٦) تنقيح المقال ٢ / ٢٧٧.

(٧) رجال النجاشي : رقم.

(٨) الخصال ١ / ١٤١ رقم ١٦٢.

(٩) رجال النجاشي : ٢٥٢ رقم ٦٦٢.

٦٢

أورد روايته عنه الكليني (١).

٢٩ ـ علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام :

ذكره البرقي (٢) وابن حجر(٣) والزنجاني (٤).

وهو راوي النسخة غير المبوبة التي أوردها المجلسي في البحار(٥) وسيأتي في هذه القائمة « علي بن الحسين بن علي بن عمر».

٣٠ ـ علي بن الحسين بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام :

أورد رواياته ابن قولويه (٦). وذكرها لزنجاني (٧).

وقد ورد في الأمالي الخميسية لابن الشجري حديث بسنده عن الحسين بن علي بن عمر والد هذا الراوي ، عن علي بن جعفر ، فلاحظ (١ / ٢٧٦).

أقول : ولعله هو المذكور سابقا باسم « علي بن الحسن بن علي بن عمر » فلاحظ.

٣١ ـ علي بن محمد بن حفص ، أبو قتادة القمي :

وردت رواياته في الكتب كثيراً ، وقد يذكر بكنيته فقط ، أوردها الطوسي (٨) وابن ادريس (٩).

__________________

(١) الكافي ٧ / ٢٦٦ وفي ٣٢.

(٢) المحاسن : ٩٤.

(٣) تهذيب التهذيب ٧ / ٢٩٣.

(٤) الجامع في الرجال ٢ / ٥٢٠.

(٥) بحارالأنوار ١٠ / ٢٤٩.

(٦) كامل الزيارات : ح ١٠٣.

(٧) الجامع في الرجال ٢ / ٥١٩.

(٨) تهذيب الأحكام ١ / ٤١٦ رقم ٣١٥ ، ١ / ٩٨ رقم ٢٥٧.

(٩) مستطرفات السرائر : ١٠٣ رقم ٣٩.

٦٣

٣٢ ـ العمركي بن علي ، البوفكي : الخراساني النيسابوري :

ذكره الزنجاني (١) وهو الراوي « لكتاب المسائل » في الطريق الأول للشيخ

الصدوق كما سيأتي ذكره في الطرق وكذلك الطريق الأول للطوسي.

٣٣ ـ عمرو بن أبي معمر :

ذكره الزنجاني (٢).

٣٤ ـ عيسى بن عبدالله :

وردت روايته عنه عند الكليني (٣).

٣٥ ـ محمد بن الحسن بن عمار :

ذكره الزنجاني (٤).

وقد مر ـ فيما نقلناه عن الكافي (٥) ـ قوله : أقمت عنده ـ يعني علي بن جعفر ، بالمدينة ـ سنتين ، اكتب عنه ما سمع من أخيه.

٣٦ ـ محمد بن عبدالله بن مهران :

ذكره الزنجاني (٦).

٣٧ ـ محمد بن علي بن جعفر ، ابنه :

ذكره الأردبيلي (٧) وابن حجر(٨) والزنجاني برواية الحسن بن عيسى بن محمد بن علي بن جعفر ، عن أبيه ، عن جده عنه (٩).

__________________

(١) الجامع في الرجال ٢ / ٥١٩.

(٢) الجامع في الرجال ٢ / ٥٢٠.

(٣) الكافي ٦ / ٥٢٤.

(٤) الجامع في الرجال ٢ / ٥٢٠.

(٥) الكافي ١ / ٢٥٨ ب ٧٢ ح ١٢.

(٦) الجامع في الرجال ٢ / ٥٢٠.

(٧) جامع الرواة.

(٨) تهذيب التهذيب ٧ / ٢٩٣.

(٩) الجامع في الرجال ٢ / ٥٢٠.

٦٤

٣٨ ـ موسى بن الحسن (١) :

٣٩ ـ موسى بن القاسم البجلي :

اكثر الرواية عنه ، وهو الراوي لكتابه في الطريق الثاني للصدوق.

٤٠ ـ نصر بن علي الجهضمي :

روى عنه حديث « من أحبني » عند الترمذي (٢) وذكره العامة من رواته ، كالذهبي (٣) ، وابن حجر(٤) ،

وكذلك الزنجاني (٥).

٤١ ـ يعقوب بن يزيد :

وردت روايته عند الكليني (٦).

٤٢ ـ يونس بن عبدالرحمن (٧).

٤٣ ـهارون بن موسى

أورد روايته في غاية الاختصار (٨).

__________________

(١) بصائر الدرجات ، للصفار : ٤١٤.

(٢) الجامع الصحيح ٥ / ٦٤١ رقم ٣٧٣٣.

(٣) ميزان الاعتدال ٣ / ١١٧.

(٤) تهذيب التهذيب ٧ / ٢٩٣ ، ولسان الميزان٧ / ٣١٠.

(٥) الجامع في الرجال ٢ / ٥١٩.

(٦) الكافي ٢ / ٤٩٢.

(٧) تفسير العياشي ١ / ٣٥٤.

(٨) غاية الاختصار .......

٦٥

٤ ـ كتابه

ذكر النجاشي لعلي بن جعفر كتاباً واحداً ، فقال : له كتاب في الحلال والحرام (١) وسماه في موضع آخر بـ « المسائل » فقال علي بن جعفر صاحب المسائل (٢).

والشيخ الطوسي ذكره في أصحاب الكاظم عليه‌السلام ، فقال : أخوه ، له كتاب ما سأله عنه (٣).

وفي أصحاب الرضا عليه‌السلام قال : له كتاب (٤).

وكذلك ابن شهرآشوب قال : له كتاب مسائل (٥).

والصدوق ـ لما ذكر طريقه الى ما رواه علي بن جعفر ـ قال : موسى بن القاسم البجلي ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى ، وكذلك جميع كتاب علي بن جعفر ، قد رويته بهذا الإسناد(٦).

وجاء في ثبت الكتب التي رواها أبو غالب الزراري في رسالته ، ما نصه : مسائل علي بن جعفر(٧).

هذا ، ولكن جاء في المطبوع من فهرست الشيخ الطوسي : أن له :

__________________

(١) رجال النجاشي : ٢٥١ رقم ٦٦٢.

(٢) رجان النجاشي : ٢٩ رقم ٦٠.

(٣) رجال الطوسي : ٣٥٣ رقم ٥.

(٤) رجال الطوسي : ٣٧٩ رقم ٣.

(٥) معالم العلماء : ٧١ رقم ٤٧٨.

(٦) مشيخه الفقية : ٥.

(٧) رسالة أبي غالب الزراري بتحقيقنا ، الفقرة ٥٥

٦٦

١ ـ كتاب المناسك ،

٢ ـ ومسائل لأخيه ، سأله عنها (١).

وهذا يقتضي ثبوت كتابين له.

وقد اعتمد المتأخرون على هذا النص ، ونقلوه عن الشيخ.

فاعتمده الشيخ الطهراني ، فذكر :

مناسك الحج ، لعلي بن جعفر(٢).

ومسائل علي بن جعفر(٣).

لكن المجلسي الأول نقل عن الفهرست أنه قال : له كتاب المناسك لأخيه موسى عليه‌السلام سأله عنها(٤).

وقد أثار هذا النقل عندي شكاً في ما ورد في مطبوعة الفهرست ، من جهات :

١ ـ أنا لم نجد ذكراً لكتاب المناسك لعلي بن جعفر ، في غير هذا المورد ، إطلاقا.

٢ ـ أن ابن شهرآشوب ـ الذي يعد كتابه (معالم العلماء) تنظيما واستدراكاً لكتاب الفهرست للطوسي ، ويتبع عبارة الشيخ في تسمية الكتب غالباً ـ لم يذكر اسم المناسك.

٣ ـ أن الشيخ إنما ذكر طريقه إلى كتاب واحد فقط ، وهو المسائل ، فإنه قد ذكر طريقين :

١ ـ قال في نهاية الأول : عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى الكاظم عليه‌السلام.

__________________

(١) الفهرست ٥٧ رقم ٣٦٧.

(٢) الذريعة ٢٢ / ٢٦٨ رقم ٧٠٢٢.

(٣) الذريعة ٢٠ / ٣٦٠.

(٤) روضة المتقين ١٤ / ١٨٩.

٦٧

ومن الواضح أن هذا طريق للمسائل إذ المفروض في مطبوعة الفهرست أن المسائل هي التي سأل أخاه عنها ، أما المناسك فلم يذكر عن علاقته بأخيه شيئاً.

٢ ـ وقال في بداية الطريق الثاني : ورواه.

فإفراد الضمير دليل على أن المروي بهذا الطريق كتاب واحد.

واذا لاحظنا نهاية هذا الطريق نجد أنه ينتهي بموسى بن القاسم البجلي.

وموسى بن القاسم هذا هو من رواة كتاب المسائل لعلي بن جعفر ، كما سيأتي مفصلا.

مع أن هذا الطريق ، هو طريق الصدوق الذي ذكره في مشيخة الفقيه ، والذي يقول في اخره : عن موسى بن القاسم البجلي ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى.

وأضاف الصدوق : وكذلك جميع كتاب علي بن جعفر قد رويته بهذا الإسناد (١).

إذن فالطريقان ـ كلاهما ـ إلى كتاب المسائل ، ومن البعيد أن يذكر له كتابين ، ويذكر الطريقين إلى كتابه المسائل فقط.

وعلى هذا الأساس ، فإني أحتمل ـ قوياً ـ أن يكون وقع تصحيف في مطبوعة الفهرست ، وأن صواب العبارة هكذا : له كتاب المسائل ـ مسائل لأخيه سأله عنها ـ.

وما بين الشريطين ، بيان لنوعية المسائل التى يحتويها الكتاب ، كما بين ذلك الشيخ الطوسي في باب أصحاب الكاظم عليه‌السلام من رجاله ، بقوله : له كتاب ما سأله عنه (٢).

هذا ، ولم أجد من سبقني إلى هذا التنبه ، والحمد لله.

__________________

(١) مشيخة الفقية ٤.

(٢) رجال الطوسي : رقم.

٦٨

وقد ذاكرت السيد الطباطبائي ـ الذي قابل كتاب الفهرست للطوسي باكثر من اثنتي عشرة نسخة ، وفيها نسخ قيمة ـ فأطلعني على نسخته المقابلة ، فرأيت في هذا الموضع اختلافا بين النسخ ، إلا أن كلمة « المناسك » لم ترد في اكثرها ، بل جاءت بدلها كلمة « المسائل ».

وليس بعيدا وقوع تصحيف في المطبوعة ، للقرب بين الكلمتين رسماً.

ومن هنا ، فان من أثبت لعلي بن جعفر كتاباً باسم « المناسك » (١) أو « مناسك الحج » (٢).

فقد اغترّ بما ورد في المطبوعة وما ماثلها من النسخ المخطوطة المغلوطة.

وقد أغرب الشيخ الزنجاني ، حيث أثبت لعلي بن جعفر ثلاثة كتب.

١ ـ المناسك.

٢ ـ المسائل.

٣ ـ كتابا في الحلال والحرام (٣).

وهو سهو قطعا ، لأن ماذكره النجاشي ليس إلا نفس كتاب المسائل ، لأن ما ورد فيه من الطريق إلى النسخة المبوبة ، هو بعينه الموجود في قرب الإسناد ، ومحتواه هو عين محتوى النسخة غير المبوبة ، عدا التبويب المميز له عنه.

فالحق أنه ليس لعلي بن جعفر إلا كتاب واحد هو « المسائل » التي سأل أخاه الكاظم عنها ، وهي في أبواب الحلال والحرام.

ونسخته موجودة ، بحمد الله تعالى.

__________________

(١) معجم المؤلفين ٧ / ٥٣.

(٢) الذريعة ٢٠ / ٣٦٠.

(٣) الجامع في الرجال ٢ / ٥١٩.

٦٩

ولابد ـ لاستقصاء البحث عن الكتاب ـ من بيان اُمور :

الأمر الأول :

ما ذكره النجاشي من أن له نسختين : مبوبة ، وغير مبوبة ، لا يعني وجود كتابين له ، وأنما هو كتاب واحد روي بصورتين.

وهذا واضح.

لكن المطبوع في رجال النجاشي ـ وما نقل عنه في المراجع الرجالية المتأخرة ـ في السند إلى الكتاب هكذا :

.... حدثنا علي بن إسباط بن سالم ، قال : حدثنا علي بن جعفر بن محمد ، قال : سألت أبا الحسن موسى ، وذكر المبوب.

... عبدالله بن جعفر ، قال : حدثنا عبدالله بن الحسن بن علي بن جعفر بن محمد ، قال : حدثنا علي بن جعفر ، وذكر غير المبوب(١).

وهذا غير صحيح :

لأن الموجود برواية عبدالله بن جعفر الحميري ـ وهو الذي أثبته في كتابه قرب الاسناد ـ قال : حدثنا عبدالله بن الحسن العلوي ، عن جده علي بن جعفر ، قال : سألت أخي موسى بن جعفر عليه‌السلام ، عن الرجل عليه الخاتم الضيق ..

إنما هي النسخة المبوبة على ترتيب الأبواب الفقهية(٢) من الطهارة والصلاة و ... بعنوان باب في كذا ....

فكيف يقول النجاشي عنها بالذات : إنها غير المبوبة؟!

مع أن النجاشي ذكر أولا قوله : له كتاب في الحلال والحرام ، يروى تارة

__________________

(١) رجال النجاشي : ٢٥٢ رقم ٦٦٢ ، ومجمع الرجال ٤ / ١٧٣.

(٢) قرب الاسناد : ٨٣.

٧٠

غير مبوب ، وتارة مبوباً (١).

ثم ذكر الطرق إلى كل من الروايتين ، وترتيب اللف والنشر يقتضي أن يكون الطريق الأول ـ المنتهي إلى علي بن أسباط ـ إلى غير المبوب المذكور أولاً.

وأن يكون الطريق الثاني ـ المنتهي إلى عبدالله بن الحسن ـ إلى المبوب المذكور ثانيا.

هذا ، ولم أجد من تنبه إلى هذا التصحيح في كتاب النجاشي.

الأمر الثاني :

أن الكتاب ـ كله ـ عبارة عن مجموعة من المسائل التي سأل أخاه الكاظم عليه‌السلام عنها ، وليس في أحاديث الكتاب رواية له عن أبيه الصادق عليه‌السلام.

لكن الشهيد ذكر في تعليقته على « خلاصة العلامة » ما نصه : له كتاب يشتمل على ما رواه عن أخيه وأبيه (٢).

وهذا سهو منه قدس الله روحه ، إذ لم يوجد في ما بأيدينا من النسخ : رواية علي عن أبيه بل جميع ما فيها ورد مروياً عن الكاظم عليه‌السلام.

ولعل الشهيد حصل له ذلك من عبارة ابن داود ، حيث قال في ترجمة علي بن جعفر : له كتاب في الحلال والحرام ، عن أبيه وأخيه الكاظم (٣).

فتصور الشهيد أن قوله : « عن أبيه وأخيه » متعلق بقوله « كتاب » وحاصله : أن الكتاب مروي عن أبيه وأخيه.

لكن كلام ابن داود ليس دالا على ذلك ، بل قوله ( عن أبيه ) منقطع عما قبله ، وهو مستأنف ، ومن خصوصيات صاحب الكتاب ، والمعنى : أن له كتانا

__________________

(١) رجال النجاشي : ٢٥٢ رقم ٦٦٢.

(٢) تنقيح المقال ٢ / ٢٧٢ عن التعليقة.

(٣) رجال ابن داود : ١٣٦ رقم ١٠١٦.

٧١

وهو يروي عن أبيه ويروي عن أخيه ، والهدف وهو التعبير عن طبقته ، كما هو المستعمل في التراجم ، حيث يذكرون المشايخ ، والرواة ، ولا يتعرّضون لذكر محتوى الكتاب ، كما هو واضح.

الأمر الثالث :

أن كتاب « مسائل علي بن جعفر » موجود ـ ولله الحمد ـ بنسختيه المبوبة ، وغير المبوبة.

أما المبوبة :

فقد أوردها جميعها ، راويها في سند النجاشي الثاني « عبدالله بن جعفر الحميري » ـ في كتاب قرب الإسناد ـ في بداية الجزء الثاني إلى نهايته (١).

وأما غير المبوبة :

فقد تعددت نسخها المخطوطة.

وقد أورد المجلسي في البحار نسخة منها في كتاب الاحتجاج ، باب ما وصل من أخبار علي بن جعفر عن أخيه ، بغير رواية الحميري (٢).

وسندها ينتهي إلى علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، عن علي بن جعفر(٣).

وإليك سندها الكامل ، كما جاء في بداية المطبوع :

قال : حدثنا أبو جعفر ابن يزيد بن النضر الخراساني ، من كتابه في جمادى الاخرة ، سنة احدى وثمانين ومائتين ، قال : حدثنا علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه

__________________

(١) قرب الإسناد : ٨٣ ـ ١٢٢.

(٢) بحار الأنوار ١٠ / ٢٤٩ ـ ٢٩١.

(٣) بحار الأنوار ١٠ / ٢٤٩.

٧٢

موسى بن جعفر عليه‌السلام ، قال : سألت أبي (١).

وعلق الشيخ المجلسي على قوله : « سألت أبي » بقوله : يدل على أن السائل في تلك المسؤولات هو الكاظم عليه‌السلام ، والمسؤول أبوه عليه‌السلام ، وفي قرب الإسناد وسائر كتب الحديث : السائل علي بن جعفر ، والمسؤول أخوه الكاظم عليه‌السلام ، وهو الصواب ولعله اشتبه على النساخ أو الرواة ، ويدل عليه التصريح بسؤال علي عن أخيه في أثناء الخبر مرارا (٢).

الأمر الرابع :

الملاحظ وجود اختلاف كبير بين النسختين ، المبوبة وغير المبوبة من حيث عدد المسائل الموجودة في كل منهما.

فغير المبوبة تحتوي على ٤٢٩ حديثا ومجموع ما في المبوبة ٥٣٣ حديثا.

وبين الموجود في كل واحد مع الآخر نسبة العموم والخصوص من وجه.

ثم إنا نجد روايات كثيرة ، على نفس اسلوب ما في النسختين ، من أسئلة علي عن أخيه ، ولكن لا وجود لها في أي من النسختين.

ولقد سبب وجود هذه الروايات ادعاء البعض : أن لعلي بن جعفر كتابين : كبير ، وصغير ، باعتبار الموجود هو الكتاب الصغير ، واعتبار الكبير مفقودا.

معتمدا على وجود هذا العدد الهائل من المسائل ، المنتشرة بين كتب الحديث ومصادره ، التي لا أثر لها في النسخ المتوفرة باسم كتاب مسائل علي بن جعفر.

أقول : لكن هذا لا يستوجب هذه الدعوى إطلاقاً ، حيث أن المصادر متفقة على أن لعلي بن جعفر كتاباً واحداً فقط ، كما أوضحنا من ذي قبل بل لم أجد من ذكر ـ بل احتمل ـ أن مسائل علي بن جعفر كتابان ، كما ادعي.

__________________

(١) بحار الأنوار ١٠ / ٢٤٩.

(٢) بحار الانوار ١٠ / ٢٩١.

٧٣

نعم ، بما أن عنوان كتاب علي بن جعفر هو « المسائل التي سأل أخاه الكاظم عليه‌السلام عنها».

ولم تتميز المسائل الداخلة في الكتاب ، بميزة خاصة يمكن فرزها عن غيرها على أساس تلك الميزة.

فإن الأنسب أن يقال : إن كل ما هو بعنوان « سأل علي أخاه » أو قال علي : « سألت أخي » ، فهو داخل في ذلك الكتاب.

إذ فرض بعض المسائل داخلا ، وبعضها غير داخل ، تحكم لا دليل عليه.

نعم ، يشترط الاقتصار على المتيقن من ذلك بما سنبينه بعد قليل.

وقد يقرب هذا الرأي بالتفاوت الكبير الملحوظ بين عدد ما يحتويه كل من النسختين الموجودتين : المبوبة التي رواها الحميري ، وغير المبوبة التي أوردها المجلسي ، فإن الاولى تزيد على الثانية بأكثر من ١٠٠ حديث.

فعلى ماذا يدل هذا؟ إن لم يدل على أن جميع ما هو بعنوان « سؤال علي عن أخيه » داخل في الكتاب!؟

إنا لو جعلنا أصل الكتاب ما تحتويه النسخة المبوبة وهو ٥٣٣ حديثاً ، وأمكنا أن نضيف إليها ما في النسخة غير المبوبة مما لم يرد في المبوبة ، حصلت لدينا مجموعة اكبر من « المسائل » الثابتة في النسخ المسماة بكتاب المسائل.

فلو جعلنا تلك المجموعة أساساً ، وأضفنا عليهاما كان بعنوان « السؤال عن أخيه » حصلت لنا مجموعة اكبر من المسائل ، بما يوجب الاطمئنان بحصولنا على كتاب « المسائل » الكامل.

والقدر المتيقن مما يدخل في هذا الكتاب :

١ ـ ما يكون بعنوان سؤال علي عن أخيه الكاظم عليه‌السلام.

٢ ـ ما يكون من طريق أحد رواة كتابه ، وهم الذين سنذكر طرقهم في الباب التالي ، وهم خمسة :

١ ـ العمركي بن علي البوفكي ، الخراساني.

٧٤

٢ ـ موسى بن القاسم البجلي.

٣ ـ علي بن أسباط بن سالم.

وهو راوي النسخة غير المبوبة عند النجاشي.

٤ ـ عبدالله بن الحسن بن علي بن جعفر العلوي.

وهو راوي النسخة المبوبة.

٥ ـ علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام.

وهو راوي النسخة غير المبوبة التي أوردها المجلسي.

٧٥

٥ ـ الطرق إلى كتابه

لقد ذكر أعلام الفهارس طرقهم إلى هذا الكتاب ، وقد نقد علماء الرجال تلك الطرق ، ورأينا أن تثبت تلك الطرق هنا ، كما جاءت في الفهارس ، ونشير إلى ما ذكره الناقدون ، من دون تفصيل :

١ ـ طريق الصدوق :

قال في المشيخة : وكل ما كان في هذا الكتاب عن علي بن جعفر :

فقد رويته عن أبي رضي‌الله‌عنه ، عن محمد بن يحيى العطار عن العمركي عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر عليه‌السلام.

٢ ـ طريق الصدوق ـ أيضاً ـ :

قال : ورويته عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي‌الله‌عنه ، عن محمد بن الحسن الصفار ، وسعد بن عبدالله :

جميعا : عن أحمد بن محمد بن عيسى ، والفضل بن عامر :

عن موسى بن القاسم البجلي ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر.

قال الصدوق : وكذلك جميع كتاب علي بن جعفر عليه‌السلام (١).

قال المجلسي الأول ـ في شرح المشيخة ـ :

فطريق المصنف إلى كتابه ( اثنان ) يرتقيان إلى ( خمسة ) طرق :

__________________

(١) مشيخة الفقيه : ٤.

٧٦

ثلاثة منها صحاح.

واثنان منها قويان (١).

وقد حكم السيد الخوئي دام ظله بصحة الطريقين (٢).

٣ ـ طريق الطوسي :

قال الشيخ الطوسي : أخبرنا بذلك جماعة عن محمد بن علي بن الحسين [ الصدوق ] عن أبيه ، عن محمد بن يحيى ، عن العمركي الخراساني البوفكي ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر عليه‌السلام.

أقول : وهذا عين طريق الصدوق المذكور أولاً برقم ١.

٤ ـ طريق الطوسي ـ أيضاً ـ :

قال : ورواه محمد بن علي بن الحسين [ الصدوق ] عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، والحميري ، وأحمد بن ادريس ، وعلي بن موسى :

عن أحمد بن محمد ، عن موسى بن القاسم البجلي ، عن علي بن جعفر(٣).

قال المجلسي الأول :

وما كان من طريق [ أي الصدوق ] بواسطة الشيخ [ الطوسي ] أيضاً خمسة :

أربعة منها صحاح.

وواحدة منها حسن (٤).

وقد حكم السيد الخوئي دام ظله بصحة طرق الطوسي أيضاً (٥).

__________________

(١) روضة المتقين ١٤ / ١٥٢.

(٢) معجم رجال الحديث ١١ / ٢٨٨ رقم ٧٩٦٥ ـ اخر الترجمة.

(٣) الفهرست للطوسي : ٨٧ رقم ٣٦٧.

(٤) روضة المتقين ١٤ / ١٥٢.

(٥) معجم رجال الحديث ١١ / ٢٨٨ رقم ٧٩٦٥ اخر الترجمة.

٧٧
٥ ـ طريق النجاشي :

قال : أخبرنا القاضي أبو عبدالله ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثنا جعفر بن عبدالله المحمدي قال : حدثنا علي بن أسباط بن سالم ، قال : حدثنا علي بن جعفر بن محمد ، قال : سألت أبا الحسن موسى :

وذكر ( غير ) المبوب (١).

٦ ـ طريق النجاشي ـ أيضاً ـ :

قال : وأخبرنا أبو عبدالله ابن شاذان ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى ، قال : حدثنا عبدالله بن جعفر [ الحميري ] قال : حدثنا عبدالله بن الحسن بن علي بن جعفر بن محمد عليه‌السلام [ العلوي ] قال : حدثنا علي بن جعفر.

وذكر المبوب (٢).

٧ ـ طريق الحميري عبدالله بن جعفر :

قال : حدثنا عبدالله بن الحسن العلوي ، عن جده علي بن جعفر ، قال : سألت أخي موسى بن جعفر عليه‌السلام (٣).

أقول : وهذا طريق النسخة المبوبة عند النجاشي ـ أيضاً ـ.

٨ ـ طريق النسخة غير المبوبة ـ حسب ما ورد في البحار ـ :

قال : حدثنا أبو جعفر ابن يزيد بن النضر الخراساني ، من كتابه ، في جمادى الآخرة سنة إحدى وثمانين ومائتين ، قال : حدثنا علي بن الحسن بن علي بن عمر بن

__________________

(١) رجال النجاشي : ٥٢ ٢ رقم ٦٦٢.

(٢) رجال النجاشي : ٢٥٢ رقم ٦٦٢.

(٣) قرب الاسناد : ٨٣.

٧٨

علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر عليه‌السلام ... (١).

وقد روى الكليني حديثا ـ في كتاب الحج ـ هذا سنده : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن العمركي ، عن علي بن جعفر(٢).

وقد أشكل عليه صاحب المعالم بقوله :

في إسناد هذا الحديث مخالفة المعهود من وجهين :

أحدهما : رواية أحمد بن محمد عن العمركي.

والثاني : وجود الواسطة بين محمد بن يحيى والعمركي.

والنسخ التي تحضرني للكافي متفقة فيه.

ويقرب أن تكون الرواية ( عن أحمد بن محمد ) زيادة من طغيان القلم ، ومنشؤها كونها واقعة في الإسناد الذي قبله (٣).

__________________

(١) بحار الانوار ١٠ / ٢٤٩.

(٢) الكافي ٤ / ٣٦٧ ح ١٠.

(٣) منتقى الجمان ٣ / ١٩٣.

٧٩

خاتمة البحث

وحيث وفقنا الله جل ذكره ، للوفاء بما التزمنا به من استيعاب ترجمة سيدنا الجليل ، العالم ، الراوية ، سليل العترة ، أبي الحسن العريضي ، علي ابن الإمام جعفر الصادق عليه‌السلام.

فنحن نشكر الله على هذه النعمة الجسيمة علينا ، ونحمده على توفيقه للعلم ، ونسأله الرضا عنا بمنه ، وتوفيقنا للعمل من أجله ، وان لا يسلبنا نعمه بإحسانه وأن يتغمدنا بالرحمة والرضوان ، وجميع أساتذتنا ومشايخنا وذوي حقوقنا ، بجلاله وكرمه ، إنه ذو الجلال والإكرام.

ونزف الشكر الجزيل والتقدير والتبجيل إلى العاملين الكرام في مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ، الذين أتاحوا لنا هذه الفرصة بإقدامهم على تحقيق كتاب « المسائل » وقدموا بذلك لتراث أهل البيت خدمة صادقة وللعلماء بشرى حسنة ، كان الله في عونهم ، وعمهم بالتوفيق المطرد في جميع المجالات ، إنه الموفق المعين.

وصلى الله على محمد وآله الأطهار

وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين (١)

وكتب

السيد محمد رضا الحسيني

__________________

(١) وعند انتهائنا من طبع هذه الدراسة أخبرنا السيد الطباطبائي دام فضله أنه رأى في مكتبة ملت كتبخانه سي ـ علي أميري ، في مدينة اسلامبول ، كتاباً برقم (٢٤٦٢) باسم « مناقب الامام علي العريضي » للسيد أحمد جمل الليل.

هكذا جاء في مذكراته عن مخطوطات اسلامبول. ولعلّنا نقف عليه ، فنجد فيه ما يفيد ، والله المستعان.

٨٠