التفسير المنير - ج ٣٠

الدكتور وهبة الزحيلي

والسبب في تكرار لفظ (النَّاسِ) هو مزيد البيان والإظهار ، والتنويه بشرف الناس مخلوقات الله تعالى ، وقال : «ربّ الناس» مع أنه ربّ جميع المخلوقات ، فخصّ الناس بالذّكر للتشريف ، ولأن الاستعاذة لأجلهم.

(مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ) أي ألجأ إلى الله وأحتمي من شرّ الشيطان ذي الوسوسة ، الكثير الخنوس أي الاختفاء والتأخر ، بذكر الله ، فإذا ذكر الإنسان الله تعالى خنس الشيطان وانقبض ، وإذا لم يذكر الله انبسط على القلب. قال ابن عباس في هذه الآية : الشيطان جاثم على قلب ابن آدم ، فإذا سها وغفل وسوس ، فإذا ذكر الله خنس.

وقد سلط الله الشيطان على الناس إلا من عصمه الله ، للمجاهدة والفتنة والاختبار ، ثبت في الصحيح أنه «ما منكم من أحد إلا وكّل به قرينه ، قالوا : وأنت يا رسول الله؟ قال: نعم إلا أن الله أعانني عليه ، فأسلم ، فلا يأمرني إلا بخير».

وثبت في الصحيحين عن أنس في قصة زيارة صفية للنّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو معتكف ، وخروجه معها ليلا ، ليردها إلى منزلها ، فلقيه رجلان من الأنصار ، فلما رأيا النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أسرعا ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «على رسلكما ، إنها صفية بنت حييّ ، فقالا : سبحان الله ، يا رسول الله ، فقال : إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا ـ أو قال : شرّا». وروى الحافظ أبو يعلي الموصلي عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم ، فإن ذكر الله خنس ، وإن نسي التقم قلبه ، فذلك الوسواس الخنّاس». وروي الإمام أحمد عن أبي تميمة يحدث عن رديف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «عثر بالنّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حماره ، فقلت : تعس الشيطان ، فقال النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا تقل : تعس الشيطان ، فإنك إذا

٤٨١

قلت : تعس الشيطان ، تعاظم ، وقال : بقوتي صرعته ، وإذا قلت : باسم الله ، تصاغر حتى يصير مثل الذباب». وفيه دلالة على أن القلب متى ذكر الله تصاغر الشيطان وغلب ، وإن لم يذكر الله تعاظم وغلب.

ثم أبان موضع وسوسته ، فقال :

(الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ) أي الذي يلقي خواطر السوء والشرّ في القلوب ، وإنما ذكر الصدور لأنها تحتوي على القلوب ، والخواطر محلها القلب ، كما هو المعهود في كلام العرب.

ثم بيّن الله تعالى أن الذي يوسوس نوعان : جني وإنسي ، فقال :

(مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) أي أن ذلك الموسوس إما شيطان الجن ، فيوسوس في صدور الناس ، كما تقدم ، وإما شيطان الإنس ، ووسوسته في صدور الناس : أنه يري نفسه كالناصح المشفق ، فيوقع في الصدر كلامه الذي أخرجه مخرج النصيحة ، فيجعله فريسة وسوسة الشيطان الجني. وهذا يدل على أن الوسواس قد يكون من الجن وقد يكون من الناس ، كما جاء في قوله تعالى : (وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ ، يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً) [الأنعام ٦ / ١١٢] أي ليست العداوة قهرية جبرية ، وإنما بما أودع الله فيهم من قدرة الاختيار ، فمنهم من يختار الإصغاء لوسوسة الشياطين ، ومنهم من يحذر عداوتهم ووسوستهم.

فقه الحياة أو الأحكام :

علّمنا الله تعالى في هذه السورة رحمة بنا كيفية الاستعاذة من شياطين الإنس والجن ، وعرفنا أنه بصفاته الثلاث : الربوبية ، والملك ، والألوهية ، يحمي

٤٨٢

المستعيذ من شرور الشيطان وأضراره في الدين والدنيا والآخرة. ومعنى الربوبية يدل على مزيد العناية وحرص المربي.

وإنما ذكر أنه (بِرَبِّ النَّاسِ) وإن كان ربّا لجميع الخلق ، لأمرين :

أحدهما ـ لأن الناس معظّمون ، فأعلم بذكرهم أنه ربّ لهم ، وإن عظموا.

الثاني ـ لأنه أمر بالاستعاذة من شرّ الناس ؛ فأعلم بذكرهم أنه هو الذي يعيذ منهم (١). ثم ذكر صفتي الملك والألوهية ليبين للناس أنه ملكهم الحقيقي ، وإن كان لهم ملوك ، وأنه إلههم ومعبودهم ، لا معبود لهم سواه ، وأنه الذي يجب أن يستعاذ به ، ويلجأ إليه ، دون الملوك والعظماء.

أوضحت السورة أن الموسوس إما شيطان الجن ، وإما شيطان الإنس. قال الحسن : هما شيطانان ؛ أما شيطان الجن فيوسوس في صدور الناس ، وأما شيطان الإنس فيأتي علانية. وقال قتادة : إن من الجنّ شياطين ، وإن من الإنس شياطين ، فتعوّذ بالله من شياطين الإنس والجن.

ويلاحظ أن المستعاذ به في سورة (الفلق) مذكور بصفة واحدة وهي أنه «ربّ الفلق» ، والمستعاذ منه ثلاثة أنواع من الآفات ، وهي «الغاسق» و (النَّفَّاثاتِ) و «الحاسد». وأما في هذه السورة فالمستعاذ به مذكور بصفات ثلاث : وهي الرّب والملك والإله ، والمستعاذ منه آفة واحدة ، وهي الوسوسة ، وسبب التفرقة : أن المطلوب في السورة الأولى سلامة النفس والبدن ، والمطلوب في هذه السورة سلامة الدين ، ومضرة الدين ، وإن قلّب ، أعظم من مضارّ الدنيا وإن عظمت (٢).

__________________

(١) تفسير القرطبي : ٢٠ / ٢٦٠

(٢) تفسير الرازي : ٣٢ / ١٩٩

٤٨٣

وبعد ، فقد سجدت شكرا لله تبارك وتعالى على ما أولاني وأسبغ علي من كمال وفيض النعمة وتمام المنة ، بانتهاء هذا التفسير الشامل للمأثور والمعقول ، والجامع لأنواع البيان وأحكام القرآن ، وهو تفسير العصر ، وذلك في تمام الساعة الثامنة من صبيحة يوم الاثنين المبارك الواقع ١٣ من ذي القعدة ١٤٠٨ ه‍ ، الموافق ٢٧ / ٦ / ١٩٨٨ م ، وكان العمر حينذاك ٥٦ عاما. وقد تفرغت لهذه المهمة خلال سنوات طوال ، هاجرت فيها إلى دولة الإمارات ـ العين ، تاركا الأهل والولد ، مستغرقا في عظمة كلام ربّي عزوجل ، فازددت إيمانا على إيمان.

وكان أول مؤلف لي في بلدتي «دير عطية» من نواحي دمشق الفيحاء ، التي ولدت فيها سنة ١٩٣٢ م ، وهو آثار الحرب في عام ١٩٦٢ م ، ثم تابعت التأليف والبحث وكتبت أغلب مؤلفاتي وبحوثي التي أربت على الثلاثين في رياض دمشق والعين ، فاللهم لك الحمد والشكر ، اجعل كل حرف من كتابك وتفسيره وجميع ما صنفت خالصا لوجهك الكريم ، وحقق به النفع والخير ، وأعتق به من نارك في الآخرة كل جزء من جسمي وروحي ، وشعري وبشري ، وعظمي ولحمي ، وسمعي وبصري ، ومخي ودمي ، وأدخلني الجنة بستر وسلام.

سبحانك اللهم لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ، اللهم يا لطيفا فوق كل لطيف الطف بي في أموري كلها كما أحب ، ورضني في دنياي وآخرتي ، واغفر لي ولوالدي وللمسلمين والمسلمات.

٤٨٤

الخاتمة

من أحكام الإسلام المعلومة من الدين بالضرورة ، أي بالبداهة أن إنزال القرآن المجيد على نبي هذه الأمة الإسلامية قصد به العمل بكل ما جاء فيه من الأحكام والشرائع والعقائد والآداب والأخلاق والمواعظ ، وأنه لا يكفي المسلّم أو المسلمة مجرد قراءته أو تلاوته للتعبد والبركة ، وإنما للاستفادة بما جاء فيه ، فهو دستور الأمة ، ونظام حياة الفرد والجماعة ، والرعية والدولة.

والسائد في الوسط العلمي أنه لا يستغنى بتفسير قديم عن تفسير آخر ، لاختلاف مناهج المفسرين ، وامتياز كل تفسير بميزة لا تتوافر في الآخر ، فهذا في العقيدة ، وهذا في الأحكام ، وذاك في الآثار والروايات الكثيرة ، وآخر في التأويل بالمعقول أو في العلوم الكونية ، والكل يكمل بعضه بعضا ، أما في العصر الحديث فيصعب على كل مسلّم أو بيت اقتناء جميع التفاسير المطولة والمتوسطة والمختصرة ، فضلا عن عسر فهمها أحيانا ، وإطالتها ، واستطرادها في كثير من الأحوال لأمور بعيدة أو قريبة عن التفسير ، وينقصها جميعها التفسير الشامل الموضوعي للآيات ، لفهمها جملة واحدة ، بسبب عنايتها بالجزئيات والفرعيات ، دون وجود تصور متكامل أو عام فيها للآية أو لطائفة من الآيات ، وصعوبة إدراك مشتملات السورة وارتباط أجزائها ببعضها ، أو التعرف على موضوعها المقصود.

وكذلك يكثر السؤال في وقتنا عادة عن أحسن تفسير يعتمد عليه لمتوسط الثقافة ، فلا يكاد المرء يجد جوابا شافيا ؛ لأن القديم وعر المسالك ، والجديد فيه

٤٨٥

هنات وسقطات ، أو جنوح لتأييد بعض الآراء المذهبية ، أو تطرف وبعد في التأويل وإغراب في بعض الأحيان لإرضاء أذواق العصر.

لذا وجب وضع تفسير شامل معتدل غير متطرف ، يجمع بين مزايا التفاسير المختلفة وييسر على القارئ والتالي فهم الآيات الكريمة بدقة ووعي ، ويحيط بكل ما هو ضروري يحقق مقاصد القرآن العظيم في العقيدة والعبادة والتشريع والآداب والأخلاق والسلوك القديم في الحياة ، ويفسر القرآن بالقرآن وبالسّنة الصحيحة والسيرة الثابتة ، وهذا ما أوردته في هذا الكتاب ، كما أردت بيان ما يستنبط من الآيات من أحكام شرعية مختلفة.

وذلك بعد أن ألحّ علي بعض إخواني لتحقيق هذه الغاية ، فتوقفت أولا ، ثم شرح الله صدري للعمل الذي يحتاج لجهود مكثفة ووقت طويل الأمد ، فوضعت هذا التفسير الشامل لطريقتي أهل المأثور والمعقول ، والجامع لأحكام القرآن الذي أنار الطريق أمام كل تال للقرآن ، بعبارة سهلة واضحة ، وأسلوب سلس بيّن ، ومنهج منظم متدرج من المفردات إلى الكليات ، وكان بحمد الله تعالى جامعا بين طريقة الوجيز والوسيط والمبسوط ، فبيان المفردات اللغوية والإعراب والبلاغة يحقق الإيجاز لمن يكتفي به ؛ والتعرف على أسباب النزول والمناسبة بين الآيات والسور وقصص القرآن والبيان لكل طائفة من الآيات ، يلبي مطلب التوسط في المعرفة والعلم ؛ والانتقال إلى بيان فقه الحياة بمعنى «الفقه الأكبر» الشامل للعقيدة والأخلاق والأعمال والأحكام العملية المستنبطة من الآيات ، يتجاوب مع رغبة من أراد التوسط والإطالة والاستيعاب.

ومن أجل السير في هذه المراتب الثلاثة المتدرجة ، قد يوجد تكرار بينها بقصد تلبية الحاجة ، وتيسير المطلب دون حاجة للرجوع إلى ما سبق.

أما المصادر : فقد نبهّت عليها في المقدمة ، وأكرر القول بأنني اعتمدت على

٤٨٦

أغلب ما كتب في التفسير قديما وحديثا ، مبتدئا بتفسير إمام المفسرين ابن جرير الطبري في الآثار والمعقول معا وأسباب النزول وبعض التصويبات والترجيحات ، ثم اعتمدت على تفسير الكشاف للزمخشري ، والبحر المحيط لأبي حيّان التوحيدي ، وغرائب القرآن للنظام الأعرج وغيرها كالبيضاوي والنسفي وأبي السعود والجلالين في اللغويات والمعاني الدقيقة ، والمناسبات ، وعلى تفسير الفخر الرازي «التفسير الكبير» في العقائد والإلهيات والكونيات والأخلاق وبعض الأحكام ومناسبات الآيات والسور ، وأسباب النزول ، مع الرجوع في بيان الأسباب أيضا إلى «أسباب النزول» للواحدي النيسابوري ، و «أسباب النزول» للسيوطي.

كما اعتمدت على تفسير الإمام القرطبي ، وأحكام القرآن لابن العربي ، وأحكام القرآن للجصاص الرازي في معرفة الأحكام الفقهية ، ورجعت في ذلك وغيره أيضا إلى تفسير الحافظ ابن كثير وفتح القدير للشوكاني والتسهيل لعلوم التنزيل لابن جزيّ ، لبيان معاني الآيات وتأييدها بالأحاديث والأخبار الصحاح ، كما استقيت بعض المعلومات من تفسيري الخازن والبغوي.

واستأنست أحيانا بعبارات بعض المفسرين الجدد الجميلة والمفيدة ، كتفسير المنار للشيخ رشيد رضا ، ومحاسن التأويل للقاسمي ، وتفسير المراغي ، وفي ظلال القرآن ، رحم الله الجميع وجزاهم عن الإسلام خير الجزاء.

وقد تجنّبت الأخذ في أسباب النزول وغيرها بالأحاديث والروايات الضعيفة والإسرائيليات الدخيلة التي لا تتفق مع عصمة الأنبياء ، وضمان سلامة الوحي.

وأما الإعراب فمرجعي الأصلي كتاب (البيان في إعراب القرآن) لأبي البركات بن الأنباري ، وأما البلاغة فمرجعي في الغالب كتاب (صفوة التفاسير) للشيخ محمد علي الصابوني ، وأما قصص الأنبياء فكنت أرجع مع الحذر

٤٨٧

لكتاب (قصص الأنبياء) للأستاذ عبد الوهاب النجار ، وأما أحداث ووقائع الغزوات والسيرة فعمدتي فيها كتب السيرة الشهيرة كسيرة ابن هشام ، وابن إسحاق ، والبداية والنهاية لابن كثير وغيرها مما كتب قديما وحديثا.

وأستطيع أن أقول عن خبرة وتجربة وبعد أن عانيت التأليف في رحاب الجامعات مدة ربع قرن فأكثر في الفقه الإسلامي وأصوله وفي الحديث النبوي ، وتفسير كتاب الله وغير ذلك : إنه لا تصح العقيدة ، ولا تشرق في النفس معانيها إلا بالقرآن ، ولا يستقيم سلوك مسلّم إلا بفهم كتاب الله ، ولا تلين النفس بعد القرآن إلا بالحديث النبوي وروحانيته الفياضة ، ولا يصح عمل المسلّم إلا بالأحكام الشرعية المقررة في الفقه ، ولا يعصم العقل والفهم عن الخطأ ، ولا تنضبط أحكام الشريعة إلا بأصول الفقه.

ولا أجد الآن خيرا من إهداء شيء للمسلمين في كل مكان ، حكاما ومحكومين ، غير هذا الحديث النبوي الشريف الذي أخرجه الترمذي والدّارمي عن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين رضي‌الله‌عنه مرفوعا : «كتاب الله تبارك وتعالى فيه نبأ من قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم ، هو الفصل ليس بالهزل ، من تركه من جبّار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضلّه الله ، هو حبل الله المتين ، ونوره المبين ، والذّكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا تلتبس به الألسنة ، ولا تتشعّب معه الآراء ، ولا يشبع منه العلماء ، ولا يملّه الأتقياء ، ولا يخلق على كثرة الرّد ، ولا تنقضي عجائبه ، ولا تفنى غرائبه ، هو الذي لم تنته الجنّ إذ سمعته أن قالوا : (إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً) من علم علمه سبق ، ومن قال به صدق ، ومن حكم به عدل ، ومن عمل به أجر ، ومن دعا إليه ، هدي إلى صراط مستقيم».

وكلمتي الأخيرة : إنني في نفسي بالذات كلما فسّرت آية أو سورة من كتاب الله ، ازددت إيمانا بصحة تنزيل هذا الكتاب المجيد على محمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ،

٤٨٨

وبأنه الكتاب الوحيد المنقذ للبشرية من تخبطها في دياجير الظلمة والضلال ، كما ازددت انبهارا وثقة ويقينا بإعجاز القرآن وعظمته ، فمهما حاولت إحصاء المعاني والأحكام ، يظل كلام الله عزوجل البحر الزاخر والفيض العارم الذي لا يمكن الإحاطة بمراده ومشتملاته ، ولكن عملي جهد المقلّ والعبد الضعيف الخاضع لله وحده ، والعاجز عن إدراك جميع معاني القرآن ، والذي يكفيني إعلانه هو القول بأن القرآن العظيم هو الكتاب الفذّ الأول الذي أثّر في فكري وسلوكي وتكوين شخصيتي ، فاللهم وفقنا جميعا للعمل به ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

الأستاذ الدكتور / وهبة مصطفى الزحيلي

رئيس قسم الفقه الإسلامي ومذاهبه

بجامعة دمشق

٤٨٩

فهرس

الجزء الثلاثين

 الموضوع

 الصفحة

سورة النّبأ....................................................................... ٦

تسميتها ومناسبتها لما قبلها........................................................ ٦

ما اشتملت عليه السورة........................................................... ٧

الإخبار عن البعث وأدلة إثباته..................................................... ٨

أوصاف يوم القيامة وأماراته ونوع عذابه............................................ ١٥

أحوال السعداء................................................................. ٢٣

عظمة الله ورحمته وتأكيد وقوع يوم القيامة وتهديد الكافرين المعاندين................... ٢٦

سورة النازعات................................................................. ٣١

تسميتها ومناسبتها لما قبلها....................................................... ٣١

ما اشتملت عليه السورة......................................................... ٣٢

الحلف على وقوع البعث وأحوال المشركين فيه والرد على إنكارهم إياه.................. ٣٣

التهديد بقصة موسى عليه‌السلام مع فرعون............................................. ٣٩

إثبات البعث بخلق السموات والأرض والجبال....................................... ٤٤

جزاء فريقي الناس في الآخرة وتفويض علم الساعة لله تعالى وقصر مدة الدنيا............ ٤٩

سورة عبس.................................................................... ٥٧

تسميتها ومناسبتها لما قبلها....................................................... ٥٧

ما اشتملت عليه السورة وسبب نزول السورة........................................ ٥٨

المساواة في الإسلام.............................................................. ٦٠

القرآن موعظة وتذكرة ونعم الله في نفس الإنسان.................................... ٦٤

نعم الله فيما يحتاج إليه الإنسان.................................................. ٧١

٤٩٠

أهوال القيامة................................................................... ٧٤

سورة التكوير................................................................... ٨٠

تسميتها ومناسبتها لما قبلها وما اشتملت عليه السورة................................ ٨٠

فضلها........................................................................ ٨١

أحوال القيامة وأهوالها........................................................... ٨١

الحلف لإثبات صدق الوحي القرآني ونبوة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم............................... ٨٧

سورة الانفطار.................................................................. ٩٦

تسميتها ومناسبتها لما قبلها وما اشتملت عليه السورة................................ ٩٦

فضلها........................................................................ ٩٧

أمارات القيامة والجزاء على العمل وتوبيخ الإنسان على جحود النعم................... ٩٨

علة الجحود وكتابة الملائكة وانقسام الناس فريقين.................................. ١٠٢

سورة المطففين................................................................ ١١٠

تسميتها ومناسبتها لما قبلها..................................................... ١١٠

ما اشتملت عليه السورة........................................................ ١١١

وعيد المطففين................................................................ ١١٢

ديوان الشر وقصة الفجار...................................................... ١١٨

ديوان الخير وقصة الأبرار....................................................... ١٢٥

سوء معاملة الكفار للمؤمنين في الدنيا ومقابلتهم بالمثل في الآخرة..................... ١٣١

سورة الانشقاق............................................................... ١٣٧

تسميتها ومناسبتها لما قبلها وما اشتملت عليه السورة............................... ١٣٧

فضلها....................................................................... ١٣٨

أهوال يوم القيامة وانقسام الناس فريقين.......................................... ١٣٩

تأكيد وقوع القيامة وما يتبعها من الأهوال........................................ ١٤٥

سورة البروج.................................................................. ١٥٢

تسميتها ومناسبتها لما قبلها..................................................... ١٥٢

ما اشتملت عليه السورة وفضلها وسبب نزولها والحكمة منها........................ ١٥٣

٤٩١

تفصيل القصة ـ قصة الساحر والراهب والغلام.................................... ١٥٤

القسم بأشياء عظام على لعنة أصحاب الأخدود.................................. ١٥٦

عقاب الكفار وثواب المؤمنين................................................... ١٦٢

كمال القدرة الإلهية لتأكيد الوعد والوعيد والاعتبار بإهلاك الأمم الكافرة السالفة..... ١٦٥

سورة الطارق................................................................. ١٧٢

تسميتها ومناسبتها لما قبلها وما اشتملت عليه السورة............................... ١٧٢

فضلها....................................................................... ١٧٢

القسم على أن لكل نفس حافظا من الملائكة يراقبها وإثبات إمكان البعث........... ١٧٤

القسم على صدق القرآن والرسالة وتهديد الكائدين لهما............................ ١٨١

سورة الأعلى................................................................. ١٨٦

تسميتها ومناسبتها لما قبلها وما اشتملت عليه السورة............................... ١٨٦

فضلها....................................................................... ١٨٧

تنزيه الله تعالى وقدرته وتحفيظه القرآن لنبيه........................................ ١٨٨

التذكير وتزكية النفس والعمل للآخرة............................................. ١٩٥

سورة الغاشية................................................................. ٢٠٢

تسميتها ومناسبتها لما قبلها وما اشتملت عليه السورة............................... ٢٠٢

فضلها....................................................................... ٢٠٤

هول القيامة وأحوال أهل النار.................................................. ٢٠٤

أحوال المؤمنين المخلصين أهل الجنة.............................................. ٢٠٩

إثبات قدرة الله تعالى على البعث وغيره والتذكير بأدلة ذلك......................... ٢١٣

سورة الفجر.................................................................. ٢٢٠

تسميتها ومناسبتها لما قبلها..................................................... ٢٢٠

ما اشتملت عليه السورة وفضلها................................................ ٢٢١

حتمية عذاب الكفار وجزاء بعضهم في الدنيا..................................... ٢٢٢

توبيخ الإنسان على قلة اهتمامه بالآخرة وفرط تماديه في الدنيا....................... ٢٣٠

حال الإنسان الحريص على الدنيا والمترفع عنها يوم القيامة.......................... ٢٣٦

٤٩٢

سورة البلد................................................................... ٢٤٢

تسميتها ومناسبتها لما قبلها وما اشتملت عليه السورة............................... ٢٤٢

ابتلاء الإنسان بالتعب واغتراره بقوته وماله........................................ ٢٤٤

مبدأ الاختيار وطريق النجاة في الآخرة............................................ ٢٤٨

سورة الشمس................................................................ ٢٥٦

تسميتها ومناسبتها لما قبلها وما اشتملت عليه السورة............................... ٢٥٦

جزاء إصلاح النفس وإهمالها.................................................... ٢٥٧

العظة بقصة ثمود.............................................................. ٢٦٣

سورة الليل................................................................... ٢٦٧

تسميتها ومناسبتها لما قبلها وما اشتملت عليه السورة............................... ٢٦٧

فضلها....................................................................... ٢٦٨

اختلاف مسعى الناس......................................................... ٢٦٩

قد أعذر من أنذر............................................................. ٢٧٤

سورة الضحى................................................................ ٢٨٠

تسميتها ومناسبتها لما قبلها وما اشتملت عليه السورة............................... ٢٨٠

نعم الله تعالى على النبي محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.............................................. ٢٨٢

سورة الشرح.................................................................. ٢٩٢

تسميتها ومناسبتها لما قبلها وما اشتملت عليه السورة............................... ٢٩٢

نعم الله على نبيه وما أمره به.................................................... ٢٩٢

سورة التين................................................................... ٣٠٢

تسميتها ومناسبتها لما قبلها وما اشتملت عليه السورة............................... ٣٠٢

فضلها....................................................................... ٣٠٣

حال النوع الإنساني خلقا وعملا................................................ ٣١٣

سورة العلق................................................................... ٣١٢

تسميتها ومناسبتها لما قبلها وما اشتملت عليه السورة............................... ٣١١

كيفية نزول هذه السورة ـ حديث بدء نزول الوحي................................. ٣١٣

٤٩٣

الحكمة في خلق الإنسان وتعليمه القراءة والكتابة.................................. ٣١٥

صور أخرى من الطغيان وتهديد الطغاة ووعيدهم................................... ٣٢٢

سورة القدر................................................................... ٣٣١

تسميتها ومناسبتها لما قبلها وما اشتملت عليه السورة............................... ٣٣١

معنى نزول القرآن في ليلة القدر................................................. ٣٣٢

بدء نزول القرآن وفضائل ليلة القدر............................................. ٣٣٣

تعيين ليلة القدر أماراتها أو علاماتها.............................................. ٣٣٨

الحكمة في إخفائها بين الليالي وفضائلها.......................................... ٣٣٩

سورة البيّنة................................................................... ٣٤٠

تسميتها ومناسبتها لما قبلها وما اشتملت عليه السورة............................... ٣٤٠

فضلها....................................................................... ٣٤١

لا تكليف بلا بيان ولا عقوبة دون إنذار......................................... ٣٤٢

وعيد الكفار ووعد الأبرار وجزاء الفريقين......................................... ٣٥٠

سورة الزلزلة.................................................................. ٣٥٦

تسميتها ومناسبتها لما قبلها وما اشتملت عليه السورة............................... ٣٥٦

سبب نزولها وفضلها........................................................... ٣٥٧

أمارة القيامة والجزاء على الخير والشر............................................. ٣٥٨

سورة العاديات................................................................ ٣٦٧

تسميتها ومناسبتها لما قبلها وما اشتملت عليه السورة............................... ٣٦٧

جحود النعم والبخل لحب الخير وإهمال الاستعداد للآخرة........................... ٣٦٨

سورة القارعة................................................................. ٣٧٥

تسميتها ومناسبتها لما قبلها وما اشتملت عليه السورة............................... ٣٧٥

أهوال القيامة وأماراتها وميزان الحساب فيها........................................ ٣٧٦

سورة التكاثر................................................................. ٣٨٢

تسميتها ومناسبتها لما قبلها وما اشتملت عليه السورة............................... ٣٨٢

سبب نزول السورة............................................................ ٣٨٣

٤٩٤

التفاخر في الدنيا والسؤال عن الأعمال........................................... ٣٨٤

سورة العصر.................................................................. ٣٩١

تسميتها ومناسبتها لما قبلها وما اشتملت عليه السورة............................... ٣٩١

فضلها....................................................................... ٤٠٩

رسالة الحياة أو حال المؤمن والكافر.............................................. ٣٩٢

سورة الهمزة................................................................... ٣٩٦

تسميتها ومناسبتها لما قبلها وما اشتملت عليه السورة............................... ٣٩٦

سبب نزولها.................................................................. ٣٩٧

الطعّان العيّاب للناس وجزاؤه.................................................... ٣٩٨

سورة الفيل................................................................... ٤٠٢

تسميتها ومناسبتها لما قبلها وما اشتملت عليه السورة............................... ٤٠٢

أضواء من التاريخ على قصة أصحاب الفيل....................................... ٤٠٣

قصة أصحاب الفيل........................................................... ٤٠٥

سورة قريش................................................................... ٤١١

تسميتها ومناسبتها لما قبلها..................................................... ٤١١

ما اشتملت عليه السورة وفضلها................................................ ٤١٢

التذكير بنعم الله على قريش.................................................... ٤١٢

سورة الماعون................................................................. ٤١٨

مكيتها أو مدنيتها ، تسميتها ومناسبتها لما قبلها................................... ٤١٨

ما اشتملت عليه السورة........................................................ ٤١٩

الكافر المنكر الجزاء الأخروي والمنافق المرائي بعمله وعقاب كل منهما................. ٤٢٠

سورة الكوثر.................................................................. ٤٢٧

مكيتها أو مدنيتها ، تسميتها ومناسبتها لما قبلها................................... ٤٢٧

ما اشتملت عليه السورة وفضلها................................................ ٤٢٨

سبب نزول السورة............................................................ ٤٢٩

المنح المعطاة للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم......................................................... ٤٣٠

٤٩٥

سورة الكافرون................................................................ ٤٣٦

تسميتها ومناسبتها لما قبلها وما اشتملت عليه السورة............................... ٤٣٦

فضلها سبب نزولها............................................................ ٤٣٧

سورة البراءة من الشرك والكفر وأعمال المشركين................................... ٤٣٩

سورة النصر.................................................................. ٤٤٤

تسميتها ومناسبتها لما قبلها وما اشتملت عليه السورة............................... ٤٤٤

فضلها وسبب نزولها........................................................... ٤٤٥

وقت نزول هذه السورة........................................................ ٤٤٦

فتح مكة.................................................................... ٤٤٧

سورة المسد................................................................... ٤٥٢

تسميتها ومناسبتها لما قبلها وما اشتملت عليه السورة............................... ٤٥٢

جزاء أبي لهب وامرأته.......................................................... ٤٥٤

سورة الإخلاص............................................................... ٤٦٠

تسميتها ومناسبتها لما قبلها وما اشتملت عليه السورة............................... ٤٦٠

فضلها....................................................................... ٤٦١

سبب نزول السورة............................................................ ٤٦٢

سورة التوحيد والتنزيه لله عزوجل................................................... ٤٦٢

سورة الفلق................................................................... ٤٦٨

مكيتها أو مدنيتها ، وتسميتها ومناسبتها لما قبلها.................................. ٤٦٨

فضل المعوذتين............................................................... ٤٦٩

سبب نزول المعوذتين.......................................................... ٤٧٠

الاستعاذة من شرّ المخلوقات................................................... ٤٧١

سورة الناس................................................................... ٤٧٧

تسميتها وما اشتملت عليه السورة............................................... ٤٧٧

الاستعاذة من شرّ الشياطين.................................................... ٤٧٨

الخاتمة....................................................................... ٤٨٤

٤٩٦