التفسير المنير - ج ٢٣

الدكتور وهبة الزحيلي

الأمم الماضية الذين كذبوا الرسل ، أهلكهم الله بذنوبهم ، وأتاهم العذاب من جهة لا يترقبون إتيان العذاب منها ، وذلك عند أمنهم وغفلتهم ، فأذاقهم الله الذل والهوان بما أنزل بهم من العذاب والنكال ، كالخسف والمسخ والقتل والسبي والأسر وغير ذلك.

ثم إن عذاب الآخرة أشد وأنكى وأعظم مما أصابهم في الدنيا ، لكونه في غاية الشدة والدوام ، لو كانوا ممن يعلم ويتفكر ويعمل بمقتضى علمه.

فقه الحياة أو الأحكام :

دلت الآيات على ما يأتي :

١ ـ لا يستوي المهتدي الذي شرح الله صدره للإسلام ، فهو على هدى من ربه ، ومن طبع على قلبه وحرم الهداية ، فالويل ثم الويل لقساة القلوب المعرضين عن ذكر الله ، فهم في ضلال واضح.

٢ ـ القرآن الكريم هو أحسن الحديث ، أي أن أحسن ما يسمع هو ما أنزله الله وهو القرآن ، وهذه هي الصفة الأولى للقرآن.

ومن خصائصه وصفاته : أنه متشابه بعضه مع بعض في الحسن والحكمة والإحكام أي في النظم والمعنى ، ويصدق بعضه بعضا ، ليس فيه تناقض ولا اختلاف. وأنه مثاني أي تثنى فيه القصص والمواعظ والأحكام ، وتثنى تلاوته فلا يملّ منه ، وأنه يجمع بين الترهيب والترغيب ، فالنفس المؤمنة به تضطرب وتخاف مما فيه من الوعيد ، ثم تطمئن وتسكن عند سماع آيات الرحمة. وأنه هدى الله الذي يهدي به من يشاء هدايته ، وأما من يضله ويخذله من الفساق والفجار المعرضين عنه ، فلا مرشد له. فهذه صفات خمس للقرآن المجيد.

٣ ـ لا يستوي عقلا وعدلا وواقعا رجلان : أحدهما يرمى به مكتوفا في

٢٨١

النار ، فأول شيء تمس منه النار وجهه ، ومن هو آمن من العذاب لا يتعرض لشيء من المكروه والمخاوف. ويقال للظالمين الكافرين تبكيتا وتوبيخا : (ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ).

٤ ـ إن عقاب الأمم الماضية المكذبة بالرسل نوعان : عقاب في الدنيا بالمسخ والخسف والزلزلة والصيحة والريح الصرصر والغرق والقتل والأسر والتشريد والذل والهوان ونحو ذلك ، مما أتاهم من جهة لا يحتسبون إتيان العذاب منها ، وعقاب آخر أشد وأنكى وأكبر وأعظم مما أصابهم في الدنيا ، لو علموا به وتفكروا وتأملوا ، وعملوا بمقتضى علمهم.

والمقصود من كل ذلك التخويف والترهيب.

عربية القرآن وضرب الأمثال فيه

(وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٢٧) قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (٢٨) ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٢٩) إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (٣٠) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (٣١))

الإعراب :

(قُرْآناً عَرَبِيًّا قُرْآناً) : توطئة للحال أو حال مؤكدة ، و (عَرَبِيًّا) : حال من القرآن.

(ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً ..) بدل من (مَثَلاً) تقديره : ضرب الله مثلا مثل رجل ، فحذف المضاف.

٢٨٢

و (فِيهِ شُرَكاءُ) مرفوع بالظرف على المذهبين : البصري والكوفي ، لأن الظرف وقع صفة لقوله : (رَجُلاً). و (رَجُلاً سَلَماً) معطوف على قوله : (رَجُلاً) الأول ، أي مثل رجل سالم.

(هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً) تمييز.

المفردات اللغوية :

(ضَرَبْنا) جعلنا (مِنْ كُلِّ مَثَلٍ) يحتاج إليه الناظر في أمر دينه (يَتَذَكَّرُونَ) يتعظون (غَيْرَ ذِي عِوَجٍ) لا اختلال فيه بوجه من الوجوه ، ولا لبس ولا اختلاف (يَتَّقُونَ) الكفر.

(ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً) للمشرك والموحد ، وضرب المثل : تشبيه حال غريبة بحال أخرى مثلها (مُتَشاكِسُونَ) متنازعون مختلفون لسوء أخلاقهم وطباعهم (سَلَماً) سالما خالصا (هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً) أي لا يستوي العبد المملوك لجماعة ، والعبد لواحد ، فإن الأول يحتار فيمن يخدم من أسياده إذا طلبوه وهو مثل للمشرك ، والثاني مثل للموحد.

(الْحَمْدُ لِلَّهِ) كل الحمد له وحده ، لا يشاركه فيه على الحقيقة سواه ، لأنه المنعم بالذات والمالك على الإطلاق (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) أكثر أهل مكة والكفار لا يعلمون ما ينتظرهم من العذاب ، فيشركون بالله غيره ، لفرط جهلهم.

(إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) إنك يا محمد ميت ، والكل سواء في الموت ، ستموت ويموتون ، فلا شماتة بالموت. نزلت الآية لما استبطؤوا موته ص. والميّت (بالتشديد) من سيموت ، والميت (بالتخفيف) من مات (ثُمَّ إِنَّكُمْ) أيها الناس ، فيه تغليب المخاطب على الغائب (تَخْتَصِمُونَ) تحتكمون للقضاء فيما حدث بينكم من المظالم.

المناسبة :

بعد بيان صفات القرآن الخمس المتقدمة والتي على رأسها أنه (أَحْسَنَ الْحَدِيثِ) ذكر تعالى خواص أخرى للقرآن : هي أنه يضرب فيه الأمثال للناس تخويفا وتحذيرا ، وأنه قرآن متلو إلى يوم القيامة ، وأنه عربي اللسان ، وغير ذي عوج ، أي بريء من التناقض.

٢٨٣

ثم ذكر فيه مثلا عجيبا للمؤمن الموحد والمشرك ، يدل على فساد مذهب المشركين ، بعد أن أفاض تعالى في شرح وعيد الكفار في هذه السورة.

التفسير والبيان :

(وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ ، لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ، قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ ، لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) أي لقد بيّنا للناس المطلوب فيه بضرب الأمثال ، من كل مثل يحتاجون إليه في أمر دينهم ، ومن أمثال القرون الخالية تخويفا لهم وتحذيرا ، والمثل يقرّب المعنى إلى الذهن ، لعلهم يتعظون ، فيعتبرون. قال تعالى : (وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ ، وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ) [العنكبوت ٢٩ / ٤٣]. والخلاصة : أن الحكمة في ضرب الأمثال للناس هي أن تكون عظة وذكرى لهم ليتقوا ربهم ، ويرتدعوا عن غيهم.

ووصف القران بصفات ثلاث : هي كونه قرآنا أي كونه متلوا في المحاريب إلى قيام القيامة ، كما قال تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ ، وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) [الحجر ١٥ / ٩]. وكونه عربيا بلسان عربي مبين ، أي أعجز الفصحاء والبلغاء عن معارضته ، كما قال سبحانه : (قُلْ : لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ ، وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) [الإسراء ١٧ / ٨٨]. وكونه غير ذي عوج ، أي براءته من التناقض ، كما قال تعالى : (وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ ، لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) [النساء ٤ / ٨٢]. وذلك لعلهم يتقون ما حذرناهم منه من بأس الله وسطوته.

وإنما قدم (لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) على (لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) لأن التذكر متقدم على الاتقاء ، لأنه إذا اتعظ به وفهم معناه ، حصل الاتقاء والاحتراز.

ثم ذكر تعالى مثلا للمؤمن الموحد والكافر المشرك ، فقال :

(ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً ، فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ ، وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ ، هَلْ

٢٨٤

يَسْتَوِيانِ مَثَلاً)؟ أي ضرب الله مثلا للمشرك في صنعه لا في معبوده ، الذي يعبد أكثر من إله ، بحالة رجل عبد مملوك يملكه عدد من الرجال ، مختلفون فيما بينهم ، متنازعون في ذلك العبد المشترك بينهم ، متعاسرون ، لسوء أخلاقهم وطباعهم ، كل له رأي وحاجة ، فإذا طلب كل واحد من السادة من هذا العبد شيئا أو حاجة ، فما ذا يفعل ، وكيف يرضي جميع الشركاء؟ كذلك المشرك في عبادته آلهة متعددة لا يتمكن من إرضاء جميع تلك الآلهة.

وضرب الله مثلا آخر للمؤمن الموحد بحالة رجل آخر مملوك لشخص واحد ، لا يشاركه فيه غيره ، فإذا طلب منه شيئا لبّاه دون ارتباك ولا حيرة ، وهذا كالمسلم الذي لا يعبد إلا الله ، ولا يسعى لإرضاء غير ربه ، فهل يكون في طمأنينة أم في حيرة؟

هذان المملوكان هل يستويان صفة وحالا؟ أي لا يستوي هذا وهذا ، فكذلك لا يستوي المشرك الذي يعبد آلهة مع الله ، والمؤمن المخلص الذي لا يعبد إلا الله وحده لا شريك له ، فأين هذا من هذا؟

ولما كان هذا المثل ظاهرا بيّنا جليا ، قال تعالى :

(الْحَمْدُ لِلَّهِ ، بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) أي الحمد لله على إقامة الحجة عليهم ، وعلى أن الحمد لله لا لغيره ، وعلى التوفيق للإسلام والحق ، بل أكثر الناس لا يعلمون هذا الفرق ، فيشركوا مع الله غيره.

ونظرا لجهل أكثر الناس بالحق وعدم انتفاعهم بهذا المثل ، أخبر تعالى تهديدا بالموت بأن مصير الخلائق كلهم إلى الله ، وهناك يتقاضون في المظالم بين يدي الله ، فقال :

(إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ، ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ) أي إنك أيها الرسول ستموت ، وهم سيموتون ، ثم يحصل التقاضي عند الله ، فيما اختلفتم

٢٨٥

فيه في الدنيا من التوحيد والشرك ، وسيحكم الله بينكم يوم القيامة ، فينجي المؤمنين المخلصين الموحدين ، ويعذب الكافرين الجاحدين المشركين المكذبين.

وقوله : (إِنَّكَ مَيِّتٌ ..) نعي أجل رسول صلي الله عليه وآله وسلم وإعلام الصحابة بأنه يموت ولا يخلد في الدنيا ، فقد كان بعضهم يعتقد أنه لا يموت ، وهو أيضا حث لكفار قريش على انتهاز الفرصة ، والمسارعة إلى الإيمان ، وتلقي الوحي عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم ، لأن إقامته فيهم قليلة ، وليس خالدا بينهم.

وقوله : (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ) ليس خاصا بالمؤمنين والكافرين في التخاصم بينهم في الدار الآخرة ، وإنما هي شاملة لكل متنازعين في الدنيا ، فإنه تعاد عليهم الخصومة في الآخرة. وهو دليل على أن محمدا صلي الله عليه وآله وسلم سيخاصم قومه ويحتج عليهم بأنه قد بلغهم الرسالة وأنذرهم ، وهم يخاصمونه ، ويعتذرون بما لا معنى له.

روى الترمذي ـ وقال : حسن صحيح ـ عن الزبير بن العوام رضي‌الله‌عنه قال : لما نزلت هذه السورة على رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ، ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ) قال الزبير رضي‌الله‌عنه : أي ، رسول الله ، أيكرر علينا ما كان بيننا في الدنيا ، مع خواص الذنوب؟ قال صلي الله عليه وآله وسلم : «نعم ليكررن عليكم حتى يؤدى إلى كل ذي حق حقه».

وروى الإمام أحمد عن عقبة بن عامر رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : «أول الخصمين يوم القيامة جاران».

وروى الإمام أحمد أيضا عن أبي سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : «والذي نفسي بيده ، إنه ليختصم حتى الشاتان فيما انتطحتا».

وروى الحافظ أبو بكر البزار عن أنس رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله

٢٨٦

صلي الله عليه وآله وسلم : «يجاء بالإمام الجائر الخائن يوم القيامة ، فتخاصمه الرعية ، فيفلحون عليه ، فيقال له : سدّ ركنا من أركان جهنم».

فقه الحياة أو الأحكام :

أرشدت الآيات إلى الآتي :

١ ـ القرآن الكريم كتاب شامل كامل لم يترك شيئا من أمر الدنيا والآخرة إلا بينه وأجلاه ، حتى بالأمثال الموضحة للناس معانيه ومراميه ، قال تعالى : (ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ) [الأنعام ٦ / ٣٨].

والقرآن الكريم عظة وتذكير ، وسبب اتقاء الكفر وتكذيب الرسل. وخواصه : أنه قرآن متلو في المحاريب وغيرها إلى يوم القيامة ، ونزل بلسان عربي مبين ، ولا تناقض ولا اختلاف فيه.

٢ ـ إن مذهب المشركين في عبادة الأوثان وتعدد الآلهة فاسد باطل لا يقبله عاقل صحيح العقل ، ومن عوامل بطلانه وتهافته أنه لا يحقق لذويه غاياتهم ، وأبسط دليل على ذلك هو هذا المثل الذي ضربه القرآن هنا للمؤمن الموحد والكافر المشرك.

مثل الأول الذي يعبد الله وحده : مثل رجل عبد مملوك لسيد واحد ، يستطيع إرضاءه وتحقيق مراده. ومثل الثاني الذي يعبد آلهة متعددة : مثل رجل عبد مملوك لعدة شركاء ، يطلبون منه في الخدمة مطالب متعارضة ، فكيف يستطيع إرضاء الكل؟ وأخلاقهم متباينة ، ونياتهم متغايرة ، لا يلقاه أحد إلا استخدمه في حوائجه الخاصة ، فتراه يلقى منهم العناء والنصّب والتعب الشديد ، وهو مع ذلك لا يرضي واحدا منهم بخدمته ، لكثرة الحقوق والواجبات الملقاة على عاتقه ، مما يجعله ينفر ويأبق ويهرب ولا يستمر على هذا النحو من العذاب.

٢٨٧

أما الذي يخدم واحدا لا ينازعه فيه أحد ، إذا أطاعه وحده ، عرف ذلك له ، وإن أخطأ صفح عن خطئه ، فأيهما أقل تعبا أو على هدى مستقيم؟!

لذا ختم الله تعالى بيانه بتعليمنا فضله علينا ، وإرشادنا إلى حمده وشكره والثناء عليه على أن هدانا للإسلام ، ووفقنا للحق ، بعد ظهور الحجة على الكافرين ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون الحق ، فيتبعونه.

٣ ـ إن مصير جميع الخلائق إلى الله لحسابهم وتصفية منازعاتهم والقضاء العدل فيهم ، سواء المؤمنون والكافرون ، فيتخاصم الكافر والمؤمن والظالم والمظلوم ، وورد في خبر عن ابن منده عن ابن عباس : «إن الخصومة تبلغ يوم القيامة إلى أن يحاجّ الروح الجسد».

وأخرج البخاري عن أبي هريرة أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال : «من كان عنده مظلمة لأخيه من عرض أو مال ، فليتحلله اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم ، إن كان له عمل صالح ، أخذ منه بقدر مظلمته ، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه ، فحملت عليه».

وأخرج مسلم عن أبي هريرة رضي‌الله‌عنه أيضا أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال : «أتدرون من المفلس؟ قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع ، فقال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : إن المفلس من يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة وصيام ، ويأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا ، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته ، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه ، أخذ من خطاياهم ، فطرحت عليه ، ثم طرح في النار».

وقال أبو سعيد الخدري : كنا نقول : ربنا واحد ، وديننا واحد ، ونبينا واحد ، فما هذه الخصومة؟ فلما كان يوم صفّين ، وشد بعضنا على بعض بالسيوف ، قلنا : نعم هو هذا.

٢٨٨

فهرس

الجزء الثالث عشر

تتمة قصة أصحاب القرية ـ تعذيب مكذبي الرسل..................................... ٥

أدلة القدرة الإلهية على البعث وغيره................................................ ٩

موقف الكفار من تقوى الله وآيات الله والشفقة على خلق الله......................... ٢١

إنكار الكفار يوم البعث وبيان أنه حق لا شك فيه.................................. ٢٥

جزاء المحسنين.................................................................. ٣١

جزاء المجرمين................................................................... ٣٤

إثبات وجود الله ووحدانيته وبيان خواص الرسالة..................................... ٤٢

إثبات البعث................................................................... ٥٢

سورة اصافات.................................................................. ٦٠

تسميتها ومناسبتها لما قبلها....................................................... ٦٠

مشتملاتها..................................................................... ٦١

إعلان وحدانية الله.............................................................. ٦٢

تزيين السماء بالكواكب......................................................... ٦٥

إثبات المعاد ـ الحشر والنشر والقيامة............................................... ٧١

مسئولية المشركين في الآخرة وأسبابها............................................... ٧٨

جزاء الكافرين وجزاء المؤمنين المخلصين............................................. ٨٧

جزاء الظالمين وأنواع العذاب في جهنم.............................................. ٩٧

٢٨٩

قصة نوح عليه‌السلام............................................................... ١٠٤

قصة إبراهيم عليه‌السلام............................................................ ١٠٨

١ ـ تحطيم الأصنام......................................................... ١٠٨

٢ ـ قصة الذبيح............................................................ ١١٧

قصة موسى وهارون عليهما‌السلام.................................................... ١٢٩

قصة إلياس عليه‌السلام............................................................. ١٣٢

قصة لوط عليه‌السلام.............................................................. ١٣٦

قصة يونس عليه‌السلام............................................................. ١٣٨

تفنيد عقائد المشركين.......................................................... ١٤٤

نصر جند الله تعالى........................................................... ١٥٥

سورة ص.................................................................... ١٦١

تسميتها ومناسبتها لما قبلها..................................................... ١٦١

مشتملاتها................................................................... ١٦٢

مناقشة المشركين في عقائدهم................................................... ١٦٣

إنذار الكفار بحال الأمم المكذبة قبلهم........................................... ١٧٣

قصة داود عليه‌السلام.............................................................. ١٧٨

إثبات البعث والثواب والعقاب وبيان فضل القرآن................................. ١٩٢

قصة سليمان عليه‌السلام............................................................ ١٩٦

قصة أيوب عليه‌السلام............................................................. ٢٠٥

قصة إبراهيم وذريته عليهم‌السلام...................................................... ٢١٢

إبراهيم وإسحاق ويعقوب وإسماعيل واليسع وذي الكفل......................... ٢١٢

عقاب الطاغين الأشقياء....................................................... ٢١٨

بعض أدلة صدق النبي صلي الله عليه وآله وسلم.................................. ٢٢٤

٢٩٠

قصة آدم عليه‌السلام............................................................... ٢٢٨

حال الداعي وحال الدعوة ومعجزة القرآن......................................... ٢٣٤

سورة الزّمر................................................................... ٢٣٨

تسميتها ومناسبتها لما قبلها..................................................... ٢٣٨

مشتملاتها................................................................... ٢٣٩

مصدر القرآن والأمر بالعبادة الخالصة لله تعالى.................................... ٢٤١

من أدلة التوحيد وكمال القدرة وكمال الاستغناء................................... ٢٤٦

تناقض الكفار واستقامة المؤمنين................................................. ٢٥٥

نصائح للمؤمنين في العبادة ووعدهم ووعيد عبدة الأصنام........................... ٢٦١

حال الدنيا................................................................... ٢٧٣

الهداية للإسلام............................................................... ٢٧٥

عربية القرآن وضرب الأمثال فيه................................................. ٢٨٢

٢٩١