أساس البلاغة

المؤلف:

أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار صادر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧١٧

وقال :

بُزَاخِيّةٌ ألْوَتْ بِلِيفٍ كَأنّها

عِفاءُ قِلاصٍ طارَ عَنها تَوَاجِرِ

وقال الأفْوَه الأوْديّ :

وقَوْمي إذا كَحْلٌ على النّاسِ صَرّحَتْ

ولاذَتْ بأذْرَاء البُيُوتِ التّوَاجِرُ

وكانَ اتِّيَاماً كُلُّ جَلْسٍ غَزِيرَةٍ

أهانُوا لها الأمْوَالَ والعِرْضُ وَافِرُ

الاتّيَامُ اتخاذُ التِّيمَةِ ، وكذلك كلّ سلعة تَنْفُق. تقول : عليك بالسّلع التّوَاجِر.

تحت ـ في الحديث : «حتى تَهْلِكَ الوعول وتظهر التُّحُوتُ».أي السِّفْلَة.

تحم ـ زَانَه من الثّناء الأهْتَميّ بأبهَى من البُرْد الأتْحَميّ.

تخذ ـ اتّخَذَه خليلاً.

تخم ـ «ملعونٌ مَن غَيّرَ تُخُومَ الأرض».؛ قال :

يا بَنيّ التُّخُومَ لا تَظْلِمُوها

إنّ ظُلمَ التُّخُومِ ذو عُقّالِ

وبلاد عُمان تُتَاخِمُ بلادَ الشّحْرِ. وبلادُنا مُتاخِمَةٌ لبلادهم أي مُحَادّةٌ.

ومن المجاز : فلانٌ طَيّبُ التُّخُومِ أي طيّبُ العروق. وقد جعلتُ سِرّكَ على تخُومِ قلبي : لا أُغْفِله. واجعلْ لي فيما أمَرتَني تُخُوماً أنتَهي إليه لا أُجاوِزُه ؛ قال عَدِيّ :

جاعِلٌ هَمّكَ التُّخُومَ فَما أحْ

فِلُ قَوْلَ الوُشَاةِ والأنْذَالِ

ترب ـ أرض طيّبة التُّرْبَةِ. ووطِئْتُ كلّ تُرْبَةٍ في أرض العَرَب ، فوجدتُ تُرْبَةَ أطيَبَ التُّرَبِ ، وهي وادٍ على مسيرة أربع لَيالٍ من الطائف ورأيتُ ناساً من أهلِها ؛ وكان عندنا بمكّة التُّرَبيّ المُؤتَى بعضَ مزاميرِ آلِ داود. وترّبَ الكتابَ وأتْرَبه. ولحم تَرِبٌ : عُفّرَ بالتُّرَاب. وبارِحٌ تَرِبٌ : يأتي بالسّافِياء. وبينهما ما بين الجَرْباء والتَّرْباء وهما السّماء والأرضُ. وَلأضْرِبَنّه حتى يَعَضّ بالتَّرْبَاء. ورأى أعرابيّ عَيُوناً ينظُرُ إلى إبِلِه وهو يَفُوقُ فُواقاً من شدّة عجبِه بها ، فقال : فُقْ بلَحْم حِرْباء لا بلَحْمِ تَرْباء ، أي أكلتَ لحمَ الحِرْباء ولا أكَلْتَ لحمَ ناقَةٍ تَسْقُط فتُنْحَر فيَتَتَرّبُ لحمُها. وتَرِبَ فلانٌ بعدما أتْرَبَ أي افتَقَر بعد الغِنى ، وهما تِرْبَانِ ، وهم وهنّ أتْرَابٌ. وتاربَتِ الجاريةُ الجاريَةَ : خادَنَتْها ؛ وقال كُثَيّر :

تُتَارِبُ بِيضاً إذا اسْتَلْعَبَتْ

كَأُدْمِ الظّبَاء تَرُفّ الكَبَاثَا (١)

ومن المجاز : ترِبَتْ يداك إذا دعوت كأنّك تقول :خِبْتَ وخَسِرْتَ.

ترح ـ ما الدّنيا إلّا فَرَحٌ وتَرَحٌ. وما من فرحَةٍ إلّا وبعدَها تَرْحَةٌ. وأتْرَحَهُ وتَرّحَه : أحزَنَه ، وتَرّحَتْهُ المَتَارحُ. وعيشٌ مُتَرَّحٌ : شديدٌ. ورجلٌ تَرِحٌ : قليلُ الخير يَترَحُ سائِلَه ؛ قال أبو وَجْزَةَ :

يُحَيّونَ فَيّاضَ النّدى متفضِّلاً

إذا التَّرِحُ المَنّاعُ لمْ يَتَفَضّلِ

ترر ـ جارِيَةٌ تَارّةٌ وفي بَدَنِها تَرَارَةٌ ، وهي امتلاؤه من اللحم وريُّ العَظْمِ. وقَصَبَةٌ تَارّةٌ وغلامٌ تَارٌّ طَارٌّ. وتَرّت النّوَاةُ من المِرْضَاخ : ندرَتْ ، وضرَبَ يدَه بالسّيف فأتَرّها ، وضربها فتَرّتْ. والغلامُ يُتِرّ القُلَةَ بالمِقْلاةِ (٢). وفي مَثَلٍ «ضعفُ عصفور وعقلُ أتْرُور» وهو الغلام الصغير. وقبض على يده يُتَرْتِره. والحربُ فيها التَّراتر أي الشّدائد ؛ قال هُذَيْلٌ الأشْجَعيّ :

وحتى تَقُولوا بَعدما يَشْمَتُ العِدَا

بكم إنّ أصلَ الحرْبِ فيها التَّرَاتِرُ

ومن المجاز : لأُقِيمَنّه على التُّرّ.

ترز ـ هو صُلْبٌ تَارِزٌ وإنّ عَجينَكم لَتَارِزٌ ، وأتْرَزَتِ المرأةُ عَجينَها. وقد ترَزَتْ وتَرِزَتْ كُلاها من الهُزَال :

__________________

(١) ترف الكباث : تأكل الأراك.

(٢) بالمقلاة : كذا بالأصل وفي لسان العرب (المقلى والمقلاء) بالقصر والمد.

٦١

يَبِسَتْ ؛ وقال الشَّمّاخ :

قليل التِّلادِ غَيرَ قَوْسٍ وأسْهُمٍ

كأنّ الذي يَرْمي منَ الوَحشِ تارِزُ

أي ميتٌ يابسٌ.

ترس ـ رجلٌ تارسٌ وتَرّاس : ذو تُرْسٍ. تقول : لا يَستوي الراجلُ والفارِس والأكْشَفُ والتّارِس. واتّرَس وتَتَرّس.

ومن المجاز : تَسَتّرْتُ بك من الحَدَثان وتَتَرّسْتُ من نِبَالِ الزّمان. وهو مَتْرَسَةٌ لك. وأخذَتْ إبِلي سِلاحَها ، وتَترّستْ بِتَرِسَتِها إذا سَمِنَتْ وحَسُنَتْ ، ومنعتْ بذلك صاحبَها من العَقْرِ. وغابَ تُرْسُ الشمس. وواجَهْنا تُرْساً من الأرض ، وهو القاعُ الأملسُ المستديرُ ؛ قال ابن مَيّادَةَ :

سَفَينَ تُرَابَ الأرْضِ حتى أبَدْنَهُ

وواجَهْنَ تُرْساً من مُتُونِ صَحارِي

ترص ـ أتْرَصَ الشيءَ وتَرّصَه : أحكمَه ؛ قال :

تَرّصَ أفْوَاقَها وقَوّمَهَا

أنْبَلُ عَدوَانَ كلِّها صنَعَا

وميزانٌ مُتْرَصٌ وتَرِيصٌ : عَدْلٌ لا يَحِيفُ ، وقد تَرُصَ تَرَاصَةً. وأتْرِصْ ميزانَكَ فإنّه شائِلٌ.

ترع ـ أترعَ الكأسَ : ملأها ، وجِفَانٌ مُتْرَعاتٌ ، وكوزٌ تَرَعٌ ، وصْفٌ بالمصْدر : من تَرِعَ الإناءُ تَرَعاً. وسَدّ التُّرْعَةَ ، وهي مَفْتَح الماء إلى الحوض أو إلى الأرض أو إلى الجدولِ من النّهر. وتسرّع إلينا بالشرّ وتَتَرّع.

ومن المجاز : فتح تُرْعَةَ الدارِ وهي بابُها. وحجبني التَّرّاعُ أي البَوّاب. تقول : جاء القرّاع فردّه التَّرّاع ؛ وقال :

يُخَيّرُني تَرّاعُه بَينَ حَلْقَةٍ

أَزُومٍ إذا عَضّتْ وكَبْلٍ مُضَبَّبِ

ترف ـ أتْرَفَتْه النعمةُ : أبْطَرَتْه. وأُتْرِفَ فلانٌ وهو مُترَف. وأعوذ بالله من الإترافِ والإسْرَاف. واسْتَتْرَفُوا : تعَفْرَتوا وطَغَوْا. ولم أزَل معهم في تُرْفَةٍ أي في نعمة.

ترق ـ بلغّتِ الرّوحُ التَّرَاقيَ إذا شارَفَ الموتَ. وتقول : لو ملأه إلى عَرْقُوَتِه لترَقّتْ روحُه إلى تَرْقُوَتِه. وضربْتُه فتَرْقَيْتُه أي أصَبْتُ تَرْقُوَتَه.

ترك ـ تركه تركَ ظَبيٍ ظِلَّه. وترك فلان مالاً وعِيالاً. وأخرجوا الثُّلثَ من تَرِكَتِه. وتاركَه البيعَ وغَيرَه ، وتَتارَكوا الأمرَ فيما بَينَهم. وقال فيه فما اتّرَك. ومن بَذَلَ نَفسَه فما اتّرَك ولا مَترَك. وفَتَل الحَبْلَ حتى تركه شديداً. وتركتُه جَزَرَ السّباع. وتقول : تَرَاكِ تَرَاكِ صُحْبَةَ الأتْراك. ورعوا الكلأ وتركوا منه تَرَائِكَ أي بَقايا. وفلانةُ تَريكَةٌ : متروكة لا تُتَزَوّج. ولا بارك الله عليه ولا تارَكَ ولا دَارَكَ. ورأيتُ على الأريكَه تُرْكِيّةً كالتَّريكَه ، وهي بيضةُ النّعامة. ورأيتُ نِساء كالسبائِك والتّرَائِك لَيّناتِ العَرَائِك مُتّكِئَاتٍ على الأرَائِك.

تره ـ جاء بالتُّرَّهَاتِ البَسَابِسِ ، وهي القِفارُ البِيدُ ، استُعِيرَتْ للأباطيلِ والأقاويلِ الخاليةِ من الطّائل ؛ قال ابن مُقْبِل :

وما ذِكْرُهُ دَهْماءَ بَعدَ مَزَارِها

بِنَجْرَانَ إلّا التُّرَّهاتُ الصّحَاصِحُ

وقال مُعاوِيَةُ :

تَطاوَلَ لَيْلي وَاعْتَرَتْني وَسَاوِسِي

لآتٍ أتَى بالتُّرَّهَاتِ البَسابِسِ

تعب ـ استخراجُ المُعَمّى مَتْعَبَةٌ للخَوَاطِرِ. وهذا أمْرٌ لو حُمّلَ المصاعب للقيتَ منه المتاعِب. وأتْعَب القومُ : تَعِبَتْ دَوَابُّهم.

ومن المجاز : أمرٌ تَعِبٌ. وأُتْعِبَ العَظْمُ : أُعْنِتَ ؛ قال ذو الرُّمّة :

إذا ما رَآها رَأيَةً هِيضَ قَلبُه

بها كانْهِياضِ المُتْعَبِ المُتَهَشِّمِ

وعظْم متعَب. وسُمِعَ بعضُ الفصحاء يقول لغلامه : أَتْعِبِ العَتَادَ وهاتِه أي املإ القَدَحَ الكبيرَ إلى أَصْبَارِه. وبنو فلان يشربونَ الماء المُتعَبَ ، وهو المُعْتَصَرُ من الثّرَى.

تعس ـ تَعَسَ فلانٌ ، بالفتح ، والكسر غير فصيح ، وتَعْساً له وتَعَسَه الله وأتْعَسَه ؛ قال :

٦٢

غَدَاةَ هَزَمْنا جَمْعَهم بمُتالِعٍ

فآبُوا بإتْعَاسٍ على شرّ طائِرِ

وتقول : أضرَعَ الله خدّه وأتْعَسَ جَدّه. وهو مَنْحُوسٌ مَتْعُوسٌ. وهذا الأمرُ مَتْعَسَةٌ مَنْحَسَة.

ومن المجاز : جَدٌّ تَاعِسٌ نَاعِسٌ.

تفث ـ رَفَضُوا رَفَثَهم وقَضَوْا تَفَثَهم.

تفح ـ فلان تُحْفَتُه تُفّاحَة. وقد أتْحَفَك من أتْفَحَك.

ومن المجاز : ضربه على تُفّاحَتَيْهِ وهما رأسا الفَخِذَين في الوَرِكَين. ولَطَمْنَ بالعُنّابِ التفّاحَ أي بالبَنَانِ الخُدودَ.

تفل ـ فلانٌ تَفِلٌ إذا لم يتَطَيّبْ وعادته التَّفَلُ. وامرأة تَفِلَةٌ ومِتْفالٌ ، وقومٌ سَفِلَةٌ تَفِلَةٌ. وفي الحديث : «فليخرجن تَفِلاتٍ». وأتْفَلَتِ الشّمسُ رائحَتَه ، والشّمْسُ مَتْفَلَةٌ. وتقول : لو مَسّ صِوَارَ المِسْكِ ببَنانِه لأتْفَلَ رَيّاه بصُنانِه. وذاقَ ماءَ البحر فتَفَله أي مَجّه كراهةً له ؛ قال ذو الرُّمّة :

ومن جَوْفِ ماءٍ عَرْمَضُ الحوْل فوْقَهُ

متى يَحْسُ منهُ مائِحُ القَوْم يَتْفِلُ

وتَفَل في عينه ، وتَفَل عليه الرّاقي ، وقَذَف عليه التُّفَال وهو البُصَاق. قال ابن مُقْبِل يصفُ القُرُومَ :

تَعَرَّضُ تَصرِفُ أنْيابُها

وَيَقذِفنَ فوْق اللِّحاء التُّفالا

جمع لَحْي.

تفه ـ شيءٌ تافِهٌ وتَفِهٌ : قليلٌ خَسيسٌ. وفي صفة القرآن : «لا يَتْفَهُ ولا يَتَشَانُّ». وقد تَفِهَ عَطاءُ فلانٍ. وأعطى رجلٌ أعرابِيّاً ، فقال : قد أَتْفَهْتَ أي أقْلَلْتَ.

تقن ـ إذا عَمِلتَ عَمَلاً فأَتقِنْه. ورجل مُتْقِنٌ ، وتَقِنٌ ، وفلان تِقْنٌ من الأتْقَانِ : موصوفٌ بالإتقان أي حاذِقٌ في عمله. وإنّه لأرْمَى من ابن تِقْنٍ. والفصاحةُ من تِقْنِه أي من سُوسِه.

تكك ـ فلان يَسْتَتِكُّ بالحرير ، من التِّكَّةِ.

تلب ـ اتْلأبّ الطّريقُ : اطّرَدَ واستَقام ، ومَرّوا فاتْلأبّ بهم الطّريقُ ؛ قال الحطيئة :

ألا طَرَقَتْنَا بَعدَما هَجَدُوا هِنْدُ

وقد سِرْنَ خَمْساً واتْلأبّ بنا نَجْدُ

واتْلأبّ أمرُهم وهذا قِياسٌ مُتْلَئِبٌّ.

تلع ـ رجلٌ أَتْلَعُ : طويلُ العُنُق وامرأةٌ تَلْعاءُ ، وجِيدٌ تَليعٌ ؛ قال الأصْمَعي قال الأعشَى :

يوْمَ تُبدي لنا قُتَيْلَةُ عن جي

دٍ تَليعٍ تَزِينُه الأطْوَاقُ

وأَتْلَعَتِ الظبيَةُ : سَمَتْ بجِيدها. قال ذو الرُّمّة :

كما أتْلَعَتْ من تحتِ أرْطاةِ رَمْلَةٍ

إلى نَبْأةِ الصّوْتِ الظِّبَاءُ الكَوَانِسُ

وأَتْلَعَتْ فلانةُ فنَظَرَتْ إذا أطلَعَتْ رَأسَها. وإنّه ليتتالَعُ في مِشيَتِه إذا مَدّ عنقه ورفع رأسَه. وأعْشَبَتِ التِّلاعُ ، ونزلنا بتَلْعَةِ كذا ، والتَّلْعَةُ مَكْرُمَةٌ للنّبات.

ومن المجاز : «ما يُوثَقُ بِسَيْلِ تَلْعَتِه» ، مَثَلٌ للكاذب. وتَلَعَ النّهارُ وأَتْلَعَ : ارتَفَعَ ؛ قال :

وكأنّهم في الآلِ إذْ تَلَعَ الضُّحَى

سُفُنٌ تَعُومُ قَد الْبِسَتْ أَجْلالا

تلف ـ السَّلَفُ تَلَفٌ ، وأتْلَفَ مالَه ، وهو مِتْلافٌ مِخلافٌ ؛ قال :

فأتْلِفْ وأخْلِفْ إنّما المالُ عارَةٌ

وكُلْهُ معَ الدّهْرِ الذي هوَ آكِلُهْ

ووقعوا في مَتْلَفَةٍ ، وفي مَتَالِفَ.

تلل ـ تَلَّه للجَبِينِ. وتَلّ الشيءَ في يَدِه : وضعه فيها. وله تَلِيلٌ كجِذْعِ السَّحُوقِ أي عُنُقٌ. وتَلْتَلَه : أزْعَجَه. وهو يُتَلْتِلُ الأقْرَانَ. ولَقُوا منه التَّلاتِلَ.

تلو ـ ما زلتُ أَتلوه حتى أَتْلَيتُه أي سَبَقْتُه وجعلتُه يَتْلُوني. وناقَةٌ مُتْلِيَةٌ : يتلوها ولدُها ، ونُوقٌ مُتْلِياتٌ ، ومَتَالٍ. وغَرَبَتْ تَوَالي النّجُومِ. وتقول : تَوَالَتْ عليّ الأوَالي وللتَّوَالي عليّ تَوَالي. وهو تِلْوُ فلانٍ أي تالِيه. وفلانٌ

٦٣

يُصَلّي ويُتَلّي إذا أتْبَعَ المكتوبةَ النافِلَةَ ؛ قال البَعِيثُ :

على مَتْنِ عادِيّ كأنّ أُرُومَهُ

رِجالٌ يُتَلُّونَ الصّلاةَ خُشُوعُ

أي يُتْبِعُونَ الصلاةَ الصلاةَ لا يَفْتُرُونَ ، والأُرُومُ الأعْلام. وتلوتُ القرآنَ والقرآنُ خيرُ متلوّ. وهذه تِلاوَه ما عليها طُلاوَه. وتَلا زَيْدٌ ، وعمرٌو يُتالِيه أي يُرَاسِلُه ، وهو رَسِيلُه ومُتَالِيه.

ومن المجاز : ذهبتْ تَلِيَّةُ الشّبَابِ أي بَقِيّتُه ، لأنّها آخرُه الذي يَتلو ما تَقَدّم منه. وعليك تَلِيّةٌ من الدَّيْن ؛ قال ابنُ مُقْبِل :

يا حُرَّ أمْسَتْ تَلِيّاتُ الصِّبَا ذَهَبَتْ

فلَسْتُ منها على عَينٍ ولا أثَرِ

وفلان بَقِيّةُ الكرام وتَلِيّةُ الأحرار. وأُتْليَ فلانٌ على فلانٍ : أُتْبِعَ عليه أي أُحِيلَ. والتَّلاء الحَوَالَةُ ؛ قال زُهَير :

جِوَارٌ شاهدٌ عَدْلٌ عليكم

وسِيّانِ الكَفَالَةُ والتَّلاء

وأَتْلَيْتُ فلاناً سَهْماً إذا أعطَيتَه سهمَ الجِوارِ ، ومعناه جعلتُه تِلْوَه وصاحِبَه. واسْتَتْلى فلانٌ : طلَبَ سهمَ الجِوَارِ.

ومن الكناية : تلوتُ الإبلَ : طردتُها لأنّ الطّارِدَ يَتبَعُ المطرودَ ؛ قال ذو الرُّمّة :

يَتْلُو نَحَائِصَ أشْبَاهاً مُحَمْلَجَةً

صُحْرَ السّرَاوِيلِ في أحشائِها قَبَبُ

ورُوي يَقْلُو. ويقال للحادي التالي ، كما يقال له القَالي.

تمر ـ أعْطِ أخاكَ تَمْرَه فإنْ أبَى فجَمْرَه. وعليك بالتُّمْرَانِ والسُّمْنَان. وأَتْمَرَتِ النّخْلَةُ. وتَمَرَني فلانٌ : أطعَمَني التَّمرَ. وعن أبي الجرّاح : ما نَعْجِزُ عن ضَيفٍ في بدْوِنا إن ذَبَحْنا له وإلّا تَمَرْناه ولَبَنّاه ؛ وقال :

إذا نحنُ لم نَقْرِ المُضَافَ ذَبِيحَةً

تَمَرْنَاهُ تَمْراً أوْ لَبَنّاهُ رَاغِيَا

أي لبناً له رغوةٌ. وفلان تامِرٌ ، مُتْمِرٌ ، تَمّارٌ ، تَمْرِيٌ : أي ذو تمرٍ ، مُكثِرٌ منه ، بيّاعُ تَمْرٍ ، محبٌّ له.

ومن المجاز : تَمّرَ اللّحمَ : قدّدَه ، ولحمٌ مُتَمَّرٌ وقد تَتَمّرَ ؛ وقال الأُبَيرِدُ بنُ المُعَذَّرِ :

لعبدُ العَصَا ما كان أهلاً لذَلِكُمْ

تَقَدّدَ لَحْمي عندَكُم وتَتَمّرَا

ونفسُه تَمِرَةٌ بكذا أي طيّبة. ودَعْني إنّ نفسي ليستْ بتَمِرَةٍ. ووَجَد عنده تمرةَ الغُرابِ أي ما أرضاه. وبارك الله فيه ومَلَحَ وأَتْمَرَ ؛ قال :

فلَعَمْرُ نِعْمَتيَ التي لم تَجْزِهَا

ولَعَمْرُ طَعْنَتِكَ التي لم تُتْمَرِ

أي لم يُبَارَكْ فيها.

تمك ـ تَمَكَ السَّنَامُ : ارتفع ، وسنامٌ تامِكٌ.

ومن المجاز : بناءٌ تامِكٌ. وتقول : شَرَفُك تَامِك وإقْبالُكَ سَامِك. وقد تَمَكَ فيه الحُسْنُ ، وإنّه لَتامكُ الجمالِ. وأَتْمَكَ الرّبيعُ سَنَامَه. وقال الكُمَيْتُ :

إلى الذي أَتْمَكَ المَعرُوفَ أسنِمَةً

معرُوفَةً كان فيها قَبلَهُ جَبَبُ

تمم ـ تَمّ تَماماً وأَتَمّهُ وتَمّمَه واستَتَمّه واستَتَمّ نعمةَ الله بالشكر. وذهبتْ فلانةُ إلى جارتِها تَسْتَتِمُّها أي تطلب منها تِمّةً وهي ما تُتِمّ به نسْجَها من صُوفٍ أو شَعرٍ أو وَبَرٍ ؛ قال أبو دؤاد في صفة الإبل :

فهي كالبَيْضِ في الأداحيّ ما يو

هَبُ مِنها لِمُسْتَتِمٍ عِصَامُ

لعزّتِها على أهلِها. وهذه الدراهمُ تَمَامُ المائة وتَتِمّتُها. وقد تَمّمْتُ المائَةَ تَتِمّةً. ورجلٌ تَميمٌ وامرأةٌ تَميمَةٌ : تَامّا الخَلْقِ وَثِيقَاه. واجتمعوا فتَتَامُّوا عشرةً. وجعلتُه لك تِمّاً أي بتَمامِه ؛ قال طُفَيْل :

عَوَازِبُ لم تَسْمَعْ نُبُوحَ مُقَامَةٍ

ولم تَرَ نَاراً تِمَ حَوْلٍ مُجَرَّمِ

وأبَى قائِلُها إلّا تِمّاً أي تَماماً ومُضِيّاً فيها. وأحيَا ليلَ التِّمَامِ والتَّمَامِ وهو أطوَلُ ليلةٍ في السنة ؛ قال امرؤ القيس :

٦٤

فَبِتُّ أُكَابِدُ لَيلَ التّمَا

مِ والقَلْبُ من خَشيَةٍ مُقشَعِرّ

وهذه ليلة التِّمامِ والتَّمَامِ : لليلةِ تَمَامِ القمر. وولدتْ لتِمَامٍ وتَمَامٍ. وألقتْ ولدَها لغيرِ تَمَامٍ وتِمَامٍ. وقد أَتَمّتْ فهيَ مُتِمٌ كما تقول : مُقْرِبٌ ومُدْنٍ للتي دنا نِتَاجُها ؛ قال :

زَفِيرُ المُتِمّ بالمُشَيّإ طَرَّقتْ

بكاهِلِهِ فما يرِيم المَلاقِيَا

وصبيٌ متمَّم : عُلّقَت عليه التّمائم. وتمَمْتُ عنه العينَ أَتمُّها تَمّاً أي دفعتُها عنه بتعليق التميمة عليه. وفي الحديث : «من عَلّق تميمَةً فلا أتَمّ الله له».

ومن المجاز : تمّم على الجريح إذا أجهز عليه. وتَمّ على أمره : مضى عليه. وتِمَ على أمرك وتِمَ إلى مقصدك ، وتَمّ تَمَامُه.

تمهل ـ اتْمَهَلّ الرجلُ : طال واعتدل ، وإنّه لمُتْمَهِلُّ القَوَامِ ؛ قال أبو تمام :

إنّ الأَشاء إذا أصَابَ مُشَذِّبٌ

منه اتْمَهَلّ ذُرًى وأَثَّ أسَافِلا

واتمهَلّتِ الروضةُ : طال نَباتُها ، أُخِذَت حروفُ المَهَلِ مع التّاء فبني منها رباعيّ فيه معنى السّبْقِ في البُسُوقِ. وتقول : تمهّلَ في المَجْد ، واتمَهَلّ في الشّرَف.

تنأ ـ تَنَأ بالبلدِ وتَنَخَ بمعنى ، وهو تانئٌ ببلده ، وهو من تُنّاء تلك الكُورةِ إذا كان أصلُه منها. ويقال : أمِن تُنّائِها أنت أم من طُرّائِها؟ وقال أبو النّجم :

واللهُ مَنْ شاء برزْقٍ كَرّمَا

وهوَ الذي أرْوَى بوَادي زمزَمَا

تُنّاءَهَا والرّاكِبَ المُعَمَّمَا

وتَنَأَ ضَيفُنا شهراً ؛ قال أبو نُخَيْلة :

إذا لَقِيتَ ابنَ قُشَيرٍ هَانِيَا

لَقيتَ من بَهْرَاءَ شَيْخاً وَانِيَا

شَيخاً يَظَلُّ الحِجَجَ الثّمَانِيَا

ضَيفاً ولا تَلْقَاهُ إلّا تَانِيَا

ومن المجاز : تَنَأ على أمر كذا إذا قَرّ عليه لازماً لا يفارقه.

تنف ـ قطعوا تَنُوفَةً ذاتَ أهوال. وذكرتُه وبَينَنا تَنائِفُ.

تنم ـ انكسفت الشّمْسُ فآضَتْ كأنّها تَنُّومَةٌ.

تنن ـ هو سِنُّه وتِنُّه أي تِرْبُه ، وهما سِنّانِ وتِنّانِ. وتقول : ما هما تِنّان ولكن تِنّينَان. والتِّنّينُ حيّة عظيمة يزعمون أن السّحابة تحملها فتلقيها على يأجوجَ ومأجوجَ فيأكلونها.

توب ـ تاب العبدُ إلى الله من ذَنْبه ، وتاب الله على عبده ، واللهُ تَوّابٌ وإلى الله المَتَابُ. واستَتابَ الحاكمُ فلاناً : عرض عليه التوبةَ ، والمرتَدُّ يُسْتَتابُ. وأدرك فلانٌ زمنَ التوبة أي الإسلام ، لأنّه يُتابُ فيه من الشّرْك ؛ قال الجَعْدِيّ :

دارُ حَيٍّ كانَتْ لهم زَمَنَ التَّوْ

بَةِ لا عُزَّلٌ وَلا أكْفَالُ

توج ـ عقد عليه التّاجَ ، ومَلِكٌ مُتَوَّج وتوّجوه فتَتَوّج. وفي صِفة العرب : العمائم تِيجانُها والسّيوفُ سِيجانُها. وتقول : خرج تحتَه الأعْوَجيّ وعلى يده التَّوَّجيّ ، أي الصّقر المنسوب إلى تَوَّجَ ، من قُرَى فارِسَ ؛ قال الشَّمَرْدَلُ اليَرْبُوعيّ :

أحَمُّ مِنْ تَوَّجَ مَحضٌ حسْبُهْ

ممكَّنٌ على الشِّمَالِ مَرْكَبُهْ

تور ـ فعل ذلك تَارَاتٍ وتارةً بعد أخرى ، وهذه شرّ تاراتِك. ومنها قولهم : تاوَرْتُه بمعنى عاوَدْتُه. «وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يتوضّأ بالتَّوْرِ». وهو إناء صغير ، وهو مذكر عند أهل اللغة. ومررتُ بباب العُمْرَةِ على امرأة تقول لجارتها : أعِيرِيني تُوَيْرَتَكِ ، وسمّي بذلك لأنّه يُتَعَاوَرُ ويُرَدَّد ، أو سمّي بالتَّوْر وهو الرّسول الذي يتردّد ويدور بين العشّاق ؛ قال :

والتَّوْرُ فِيمَا بَيْنَنا مُعْمَلُ

يرْضَى بهِ المأتيُّ والمُرْسِلُ

٦٥

ومأخذُه من التَّارةِ ، لأنّه تارةً عند هذا وتارةً عند هذا.

توق ـ تاقتْ نفسي إلى كذا ، وإنّ نفسي لَتَتوق إلى معالي الأمور ، وهي تَوّاقَةٌ إليها ، وأنا تائِقٌ إليك.

ومن المجاز : تاقَ إلى الغاية : أسرَع إليها وخَفّ. وتاقَتْ عينُه بالدّموع : بدرَتْ بها. وتُقْ إليّ : أسرِعْ.

توم ـ صَبيٌّ ذو تُومَتَين ومتوَّمٌ : مقرَّطٌ بدُرّتَينِ. وقيل : التُّومَةُ حَبّة من فِضّةٍ شِبهُ الدُّرَّةِ. وقيل : القُرْطُ ؛ قال المُسَيَّبُ بنُ عَلَسٍ :

عانِيّةٌ صِرْفٌ مُعَتَّقَةٌ

يَسْعَى بها ذو تُومَةٍ لَبِقُ

وقال أبو النّجْم :

يا دِجْلَ قد كنتِ زماناً مَحْرمَا

ما كنتِ تُعطِينَ الفَقِيرَ درهَمَا

وتُغْرِقِينَ الشّيْخَ وَالمُتَوَّمَا

وتَمْنَعِينَ السُّنْبُلَ المُحَزَّمَا

كان خالِدٌ القَسْرِيّ قد سدّها فزُرِعَ في أرضِها. ويقال للصَّدَفة أمّ تُومَةَ ، عَلَمٌ لها ، ولذلك لم تُصرف كابنِ دَأيَةَ.

ومن المجاز : قول ذي الرُّمّة :

وحتى أتَى يَوْمٌ يكادُ من اللَّظَى

بهِ التُّومُ في أُفْحُوصِهِ يَتَصَيّحُ

يتشقّق ، أراد البَيْض فسمّاه تُوماً على الاستعارة.

توه ـ توّهه بمعنى تيّهه. وفي شتائمهم : يا متوَّه ، ويا مروَّع ، وما بالُ ذلك المُتَوَّه يفعلُ كذا؟

توو ـ فتَلَ الحَبلَ والخيطَ تَوّاً واحداً أي طاقاً واحداً لا قُوَى له. وكان تَوّاً فصار زَوّاً ، أي زوجاً معه آخر. وفي الحديث : «الطّوَافُ تَوٌّ والاستِجْمارُ تَوٌّ».

توي ـ تَوِيَ مالُه تَوًى : ذهب لا يُرْجَى ، ومالٌ تاوٍ ، وأَتْوَى مالَه. وفي مثلٍ : «أَتْوَى من دَيْن».

تهر ـ وقعوا في تَيْهُورٍ من الرّمل وهو الذي يَنهارُ ولا يتماسَك.

تهم ـ أَتْهَمُوا وتَاهَمُوا : أتوا تِهَامَةَ ونزَلوها ، وهم مُتْهِمُون ومُتَاهِمُون. وتقول : نحن تَهْمٌ وهم شأْمٌ. وإذا هَبَطوا الحجاز أَتْهَمُوه أي استوخموه.

تيح ـ وقع فلان في مهلَكَةٍ فأُتيح له من أنقذه وتَاحَ له مَن خَلّصَه. وأتاحَ الله لعبده كذا : قدّره. وفرسٌ تَيّاحٌ ومِتْيَحٌ وتَيَّحَانٌ : يعترض في مشيه ويميل على قُطْرَيْه. ورجلٌ تَيَّحَانٌ : عِرّيضٌ ، وقلبٌ مِتْيَح ؛ قال الراعي :

أفي أثَرِ الأظْعَانِ عَيْنُكَ تَلْمَحُ

نعمْ لاتَ هَنّا إنّ قَلبَكَ مِتْيَحُ

تير ـ بَحْر متلاطمُ التَّيّار وهو المَوْج ؛ قال عَدِيّ :

عَفُّ المَكاسِبِ ما تُكدي خُساسَتُهُ

كالبَحْرِ يَقذِفُ بالتَّيّارِ تَيّارَا

وخُساستُه : عُلالَتُه.

ومن المجاز : فرس تَيّار : يموج في عَدْوِه كما قيل بَحْرٌ ؛ قال عَدِيّ :

وإذا استَقْبَلَ اتْلأبّ مُنِيفاً

رَهِلَ الصّدْرِ مُفْرِغاً تَيّارَا

وقطع عِرْقاً تَيّاراً : سريعَ الجَرْيةِ. ورجل تَيّار تيّاه : يطمحُ طُمُوحَ الموج من تِيهِه.

تيس ـ عنزٌ تَيْسَاءُ إذا كان قرناها طويلَينِ كقَرني التَّيْسِ.

ومن المجاز : تَتَايَسَ الماءُ : تناطَحَتْ أمواجُه. وتايَسَ قِرْنَه : مارَسَه. وبينهم مُتايَسَةٌ وتِيَاسٌ. وتَيَّسَ البعيرَ وخيَّسَه : ذلّله. «وتِيسِي جَعَارِ» أي كوني كالتّيْس في حُمقه يا ضَبُعُ ، مثَلٌ في الأحمقِ. «وعَنْزٌ اسْتَتْيَسَتْ» مثل في ذَليلٍ عَزَّ ... ويقال للنّكّاح : هو من مَتْيُوساءِ بني حِمّان.

تيع ـ فلان يتَتايَعُ في الأمور : يرمي بنفسه فيها من غير تثبُّتٍ. وتَتايَعَ النّاسُ في الشّرّ : تهافَتوا فيه. وما لكم تتابعتم وتتايعتم؟

تيم ـ هو تَيْمُ الله أي عبدُ الله. وتيّمه : عبّده.

ومن المجاز : تامتْ فلانةُ قلبَه وتيّمَته ، وهو متيَّم. وقرأت شعر المتيَّمين ؛ قال لَقيط بن زُرَارَة :

٦٦

تامتْ فؤادَكَ لو تَجْزِيكَ ما صنَعتْ

إحدى نِساء بَني ذُهْلِ بنِ شَيْبَانَا

وعن ابن الأعرابيّ : تَيّمَتْ قلبَه : علّقَته ، من التِّيمةِ وهي التَّميمَة. وقيل ضَلّلَتْه ، من التَّيْماء وهي المَفَازة المُضلّة.

تين ـ أرض مَتَانَةٌ : كثيرة التين.

تيه ـ تاه في أمره : تحيّر ، وتَيّهْتُه. وأرض مَتْيَهَةٌ : يُتَاه فيها. ووقعوا في تِيهٍ وتَيْهاءَ. وتاه علينا فلان : تكبّر ، وهو يَتِيهُ على قومِه. وكان في الفضْلِ (١) تِيهٌ عَظيم. وقيل له : تِهْ ما شِئْتَ فلا يَصْلح التِّيهُ لغيرك. ورجلٌ تَيَّهانٌ وتَيْهان : جَسورٌ يركب رأسه في الأمور. وجمل تَيْهَانٌ وناقَةٌ تَيْهانَةٌ ؛ قال الخَيْبَرِيّ :

تَقْدُمُهَا تَيْهانَةٌ جسورُ

__________________

(١) الفضل بن يحيى البرمكي.

٦٧

ث

ثأب ـ تثاءب الرجلُ ، وكُرِه التّثاؤبُ للمصلي. وفي مثَلٍ : «أعدى من الثُّؤَبَاء» ؛ وقال عُتْبَة بن مِرْداس :

فَما قُمْتُ حتى راعَني ثُؤَبَاؤُهَا

وصوْتُ مُنادٍ للصّلاةِ مُكَبِّرُ

وهو من ثَئِبَ الرّجلُ إذا استرخى وكَسِل.

ثأج ـ لا بدّ للنّعاج من الثُّؤاج ؛ وهو الثُّغاء ، ثَأَجَتِ النعجَةُ. ولهم الصاهِلُ والشّاحِج والخائرُ والثّائِج ؛ قال الكميت :

رأيُه فيهِمُ كَرَأيِ ذَوي الثَّلَّ

ة في الثّائجاتِ جُنحَ الظّلامِ

ثأد ـ مكانٌ ثَئِدٌ وليلةٌ ثَئِدَةٌ وذاتُ ثَأَدٍ وهو الندى. ومنه قولهم : يا بنَ الثَّأْداء وهي الأَمَة ، كما يقال : يا بن الرَّطْبة. وإذا استُضْعِفَ رأي الرجل قيل إنّه لابنُ ثَأْدَاء.

ومن المجاز : أقمتُ فلاناً على ثَأَدٍ إذا أقْلَقَه ، لأن المكان النّدِيّ لا يُقَرّ عليه. ويقال لأُثْئِدَنّ مَبرَكَك ولأدَعَنّ نومَك تَوْثَاباً. وفَخِذٌ ثَئِدَةٌ : ناعِمَة ، عبَّر عن النَّعمة بالرّطوبة.

ثأر ـ ثأَرْتُ فلاناً بحَميمي إذا قتَلتَهُ به. وثأرْتُ حَميمي وبحَميمي إذا قَتَلتَ قاتلَه ، فعدوُّكَ مَثْؤُورٌ وحمِيمُكَ مَثْؤُورٌ به ؛ قال قيس بن الخَطِيم :

ثأرْتُ عَدِيّاً والخَطيمَ فلم أُضِعْ

وَصِيّةَ أشْيَاخٍ جُعِلْتُ إزَاءَها

وقال كَبْشَةُ :

فإنْ أنْتُمُ لم تَثْأرُوا بأخِيكُمُ

فمُشُّوا بآذانِ النَّعَامِ المُصَلَّمِ

وثَأري عند فلان أي ذَحْلي ، وأنا أطلُبُ ثأري عندَه ؛ قال الفرزدق :

وقوفاً بها صَحْبي عليّ كأنّني

بها سَلَمٌ في كَفّ صَاحِبِهِ ثَأرُ

وفلانٌ ثأري أي الذي عنده ذَحْلي وهو قاتِلُ حميمِه ؛ قال :

قتلتُ به ثأرِي وأدرَكْتُ ثُؤرَتي

إذا ما تَناسَى ذَحْلَهُ كلُّ غَيهَبِ

ويقال للثائرِ أيضاً : ثَأْرٌ ، فكلُّ واحد من الطالب والمطلوب ثَأْرُ صاحِبه ، وكلُّ واحد منهما يقول فلان ثأْرِي ، أحدهما كالصّيْدِ والثاني كالعدل. ويجوز أن يكون الذي بمعنى الثائر محذوفاً من الثائر ، كالشّاكِ واللاثِ من الشّائِكِ واللّائِثِ ، فلا تُهْمَز ألفُه كما لا تُهمَز ألفاهما لأنّها ألِفُ فاعلٍ. وأدرك فلان ثَأراً مُنِيماً وأصاب الثأرَ المُنيمَ إذا قتل نبيلاً فيه وفاءٌ لطِلْبَتِه. وجُمِع الثّأر الذي هو معنى فقيل : يا لَثَارات الحسَين ، أريد : تعالَينَ يا ثاراتِه أي يا ذُحُولَه

٦٨

فهو أوان طَلَبِكُنّ ؛ قال حسّان :

إنّي لمِنهُم وإن غابوا وإن شَهِدوا

حتى المَماتِ وما سُمّيتُ حَسّانَا

لتَسمَعَنّ وَشِيكاً في دِيارِكُمُ

اللهُ أكبرُ يا ثارَاتِ عُثْمَانَا

وأثْأرْتُ من فلان إذا أخذتَ ثأرَك. واستَثْأرَ وليُّ القتيل إذا استَغاثَ ليثْأرَ بمقتولِه ؛ قال :

إذا جاءهُمْ مُسْتَثْئِرٌ كان نَصرُهُ

دعاءً ألا طِيرُوا بكُلّ وَأىً نَهْدِ

ومن المجاز : لا ثأرَتْ فلاناً يداه أي لا نفَعَتاه ، مستعار من ثَأرْتُ حَميمي إذا قتَلتَ به.

ثأط ـ الشَّمسُ تغْرُب في ثَأطَةٍ أي في حَمْأةٍ. وفي مَثَل : «ثَأطَةٌ مُدّتْ بماء» لفاسد يُقْرَن بمثلِه ، لأن الحمأةَ إذا صُبّ عليها ماء زادت فساداً.

ومن المجاز : ثَئِطَ اللحمُ : فَسَد ، مستعار من فساد الثأطَةِ.

ثأل ـ تَثَأْلَلَ جسدُه : خرجتْ به الثَّآلِيلُ ، وقد ثُؤلِلَ الرجلُ.

ثأي ـ فلان يَرْأبُ الثَّأى أي يصلح الفساد ، من ثَئِيَ الخرزُ إذا انخرم ، وأثْأتْهُ الخارِزَةُ. وقد عظُمَ الثّأيُ بينهم إذا وقعت بينهم جِراحاتٌ وقَتْلٌ.

ثبت ـ فلان ثابت القدَم من رجالٍ ثُبَّتٍ. ورجل ثَبْتُ الجَنَان وثَبْتُ الغَدَرِ إذا لم يَزِلّ في خصامٍ أو قتالٍ. وفارسٌ ثَبْتٌ وثَبِيتٌ ؛ قال العَجّاج :

ثَبْتٌ إذا ما صِيحَ بالقَوْمِ وَقَرْ

ورجلٌ ثَبْتٌ وثَبِيتٌ : عاقل متماسِك ، وقيل : هو القليلُ السَّقَطِ في جميع خصالِه ، وقد ثَبُتَ ثَبَاتَةً. وفلان له ثَبَتٌ عند الحمْلة أي ثَبَاتٌ ؛ قال :

وعندهُم مَصَادِقُ من وَقَائِعِنا

فما لهم لدَى حَمَلاتِنَا ثَبَتُ

وهو ثَبَتٌ من الأَثْبَاتِ إذا كان حجّة لثقته في روايته. ووجدتُ فلاناً من الثِّقات والأعلامِ الأَثْبَات. وتثبّتَ في الأمر واستَثبَت فيه إذا تأنّى. ورجلٌ ثَبْتٌ في الأمور : متثَبِّت. وتَثَبّتَ الشيءَ واستَثْبَتَه. وضرب الوَتَدَ في الحائِطِ فأثْبَتَه فيه.

ومن المجاز : أثْبَتُوه : حَبَسوه. وضربوه حتى أثْبَتوه أي أثْخَنُوه. وأثبَتَتْه الجِراحاتُ وأثبته السُّقْم إذا لم يقدِر على الحَرَاك. وبه ثُباتٌ لا يَنجو منه. ونظرتُ إليه فما أثْبَتُّه ببصري. وأثبَتَ اسمه في الديوان : كتبه. وأثبَتَ الشيءَ معرفةً إذا قَتَله عِلْماً. وثَبَتَ لِبْدُك وأثبتَ الله لِبْدَك : دعاء بدوام الأمر.

ثبج ـ لَبَجَه فكسر ثَبَجَه أي ضربه. يقال : لَبَجَه بالعصا. والثَّبَجُ ما بين الكاهِل إلى الظَّهْر. ورجل أَثْبَجُ : ناتئ الثَّبَجِ. وتَثَبّجَ الراعي بالعصا : جعلها على ظهره وجعل يديه من ورائِها. وفي مَثَلٍ : «عَارَضَ فلانٌ في قومه ثَبَجاً» هو رجل من اليمن خاف بعضَ الملوك فصالحَه عن نفسِه وأهله دون قومِه ، فضُربَ مثلاً لمن لا يهمّه أمرُ قومِه. ورجلٌ مُثَبَّجٌ : مضطرب الخَلْقِ في طولٍ. وثَبَّجَ الكلامَ : لم يأتِ به على وجهه. وثَبَّجَ الخطَّ : لم يبَيّنه ، وهذا خطٌّ مُثَبَّجٌ.

ومن المجاز : تسَنّمَتِ الحُمُرُ أَثْبَاجَ الآكامِ ؛ قال الراعي :

إذا الرّمْلُ قَدّمَ أَثْباجَه

أبَانَ لرَاكِبِها المَخْصِرُ

لراكب النّاقة يعني نفسَه ، أي تبيّن له موضعُ اختصار الطريق لمعرفته بالطرق. وركبَ ثَبَجَ البحر. ومضى ثَبَجٌ من اللّيل. والتقَم لُقَماً مثل أَثْباجِ القَطا وهي أوساطُها ؛ وقال ذو الرُّمّة :

بجَرْعٍ كَأَثْبَاجِ القَطَا المُتَتابِعِ

ثبر ـ ثابَرَ على الأمر مثابَرَةً : داوم عليه. وهو مثابر على التعلم : مواظِب. وثَبرَه اللهُ : أهلكه هلاكاً دائماً لا يَنتعش بعده ، ومن ثَمّ يدعو أهلُ النّارِ : وا ثُبُوراه. وما ثَبرَك عن حاجتك :

٦٩

ما ثَبّطَك؟ وهذا مَثْبِرُ فلانةَ : لمكان ولادتها ، حيث يَثْبُرُها النِّفَاسُ. وهذا مَثْبِرُ النّاقةِ : لمَنْتِجِها ؛ قال الطِّرِمّاح :

بُجَاوِيّةٌ لم تَسْتَدِرْ حَوْلَ مَثْبِرٍ

ولم يَتَخَوّنْ دَرَّها ضَبُّ آفِنِ

يعني لم تَلِدْ ولم تُحْلَب. ويقال : لا أفعل وربِ الأَثْبِرَةِ الغُبْرِ ، وهو جمعُ ثَبِيرٍ وهي أربعة.

ثبط ـ ثبّطه عن الأمر : ريّثَه فتثبّط ، وما ثَبّطك عن ذلك؟ وغلامٌ ثَبِطٌ وجاريةٌ ثَبِطَةٌ : فيهما كسل وثِقَلٌ ؛ قال :

وفوْقَ مَتنَيْهِ غلامٌ ثَقْفُ

لا ثَبِطُ القبضِ ولا أَلَفُ

وفرسٌ ثَبِطٌ : ثقيلُ النّزْوِ على الحِجْرِ.

ثبو ـ نفروا إلى العدوّ ثُبَاتٍ وثُبِينَ أي جماعاتٍ متفرّقةً. وعنده أُثْبِيّة من الخيل وأَثَابيُ. قال حُمَيدٌ الأرقطُ :

قد أغتَدي والصُّبْحُ محمَرُّ الطُّرَرْ

بسُحُقِ المَيْعَةِ مَيّالِ العُذَرْ

كأنّه يَوْمَ الرّهانِ المُحْتَضَرْ

دونَ أثَابيَ منَ الخَيلِ زُمَرْ

ضارٍ غَدَا يَنفُضُ صِئْبانَ المَطَرْ

ومن المجاز : قولهم ما يعدِلُه عندي مالٌ مُثَبًّى ولا ولدٌ مربًّى ؛ أي مجموعٌ مجعولٌ ثُبَاتٍ. وثَبّى اللهُ لك النِّعَم : ساقها إليك ثُبَاتٍ ؛ قال الحارث بن ثَعْلَبَةَ الأزْديّ :

أُثْني على اللهِ إمّا كنتُ في بَلَدٍ

حسْنَ الثّنَاء بما ثَبّى ليَ النِّعَمَا

وثَبّى على الرجل : أثْنى عليه ثناءً كثيراً كأنّما أورد عليه ثُبَاتٍ منه.

ثجج ـ ثَجّ الماءَ والدّمَ يثُجُّهُ ثَجّاً ، وسحابٌ ثَجّاجٌ ، وثَجّ الماءُ بنفسه يَثِجّ بالكسر ثَجِيجاً. يقال : اكتَظّ الوادي بثَجيجِه ؛ قال حُذافَة بن غانم :

بَنَوْها دياراً رَحبَةً وسُقُوا بها

سحاباً تَثُجّ الماءَ من ثَبَجِ البَحرِ

وقال عبيد :

حَلّتْ عَزَالِيَهُ الجَنُو

بُ فثَجّ واهيَةً خُرُوقُهْ

ومن المجاز : خطِيبٌ مِثَجٌ مِسَحٌ. وفلان غيثُه ثجّاج وبحرُه عَجّاج.

ثجر ـ طعنوهم في الثُّغَر والثُّجَر. والثُّجْرَةُ وسط النّحْر. وتقول أخذ سُلافَةَ العَصِير وترك حُثالَةَ الثَّجِير ؛ وهو الثُّفْل.

ومن المجاز : أقاموا في ثُجْرةِ الوادي أي في وسطِه.

ثجل ـ رجل أثْجَلُ عَثْجَلٌ ، والثَّجَلُ عِظَمُ البطن واسترخاؤه. واطلبِيها لي خَمْصاءَ نَجْلاءَ لا خَوْصَاءَ ثَجْلاءَ.

ومن المجاز : حُلّةٌ نَجْلاءُ ومَزَادَةٌ ثَجلاءُ : واسعة ؛ قال أبو النّجم :

تَمشي من الرِّدّةِ مشْيَ الحُفَّلِ

مَشْيَ الرّوَايَا بالمَزَادِ الأثْجَلِ

الرِّدّة ، من قولهم شاةٌ مِرَدٌّ إذا أضرعتْ. وطَعَنّا أثْجَلَ الليل إذا سَرَوْا في وَسَطِه ؛ قال العجّاج :

وأطْعَنُ الأثْجَلَ بَعدَ الأثْجَلِ

مِنْ حَوْمَةِ اللّيْلِ بهَادِي جَمَلي

وقال أبو النّجْم :

حتى إذا اللّيْلُ تَوَلّى أثْجَلُهْ

ثجم ـ أَثْجَمَتِ السّماءُ ثمّ أَنْجَمَتْ أي أمطرَتْ بسرعة ثمّ أقلعتْ.

ثخن ـ ثَخُنَ الشيءُ : كثُفَ وغَلُظَ ، ثِخَناً وثَخَانَةً وثُخُونَة ، وثُوبٌ ثَخِينٌ ، وهذا ثوبٌ له ثُخْنٌ وبُصْر.

ومن المجاز : أَثْخَنَتْه الجِرَاحات ، وتركه مُثْخَناً وَقِيذاً ، وأثْخَنَ في العدوّ : بالغ في قتلِهم وغلّظ. وأثْخَن في الأرض : أكثر القتل. وأثْخَن في الأمر : بالغ فيه. وأثْخَنتُه معرِفةً ، ورَصَنْتُه معرفةً إذا قتَلتَه علْماً. وأثْخَنَه قولُه : بلَغَ منه. وامرأة مُثخَنَة : ضخمةٌ. واستَثْخَنَ مني الإعياءُ والمرض : غَلَبَاني. واستَثْخَن مني النّومُ : غلبني. وفلان

٧٠

رَزِينٌ ثَخِينُ الحِلْمِ. وهو أعزَلُ ثَخِينٌ ومُؤدٍ ثَخِينٌ.

ثدق ـ سحابٌ وادِقٌ ثَادِقٌ : منصَبّ.

ثدي ـ امرأةٌ ثَدْياءُ : عظيمةُ الثديين ، ونساءٌ ثُدْيٌ. وكأن هذه اليُدَيّه يَدُ ذي الثُّدَيّه ؛ وهو رأسُ الخوارج. واجعله في الثُّدَيّة وهي وعاء يتعلّقه الفارس قدرَ جُمْعِ الكفّ يجعل فيه الريشَ والعَقَبَ.

ومن المجاز : قد ارتضع فلان ثُدِيَ الكَرَم.

ثرب ـ (لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ). وقال تُبّع :

فعفَوْتُ عَنهُمْ عَفْوَ غَيرِ مُثَرِّبٍ

وتركْتُهُم لعِقابِ يَوْمٍ سَرْمَدِ

ثرد ـ ثَرَدْتُ الخبزَ أَثرُدُه وهو أن تَفُتَّه ثمّ تَبُلّه بمَرَقٍ وتُشَرّفَه في وَسطِ الصَّحْفَة وتجعل له وَقْبَةً ، وهو الثَّرِيد ، والثَّريدة ، والثُّرْدة. يقال : جاء بثَرِيدَةٍ كرِبْضَةِ الأرنَبِ ، وهنّ الثُّرُدُ ، والثُّرَدُ ، والثَّرَائِدُ ؛ وقال :

ألا يا خُبْزُ يا ابنَةَ أُثْرُدَانِ

أبَى الحُلْقُومُ دونَكِ أنْ يَنَاما

ومن المجاز : في شفتَيك تَثْريد أي تَشْقيق. وثرَدتَ ذبيحَتَك إذا كانت مديتُه كالّةً ففَتَّ ولم يَفْرِ.

ثرر ـ سحابةٌ ثَرّةٌ وعينٌ ثَرّةٌ : غزِيرَةٌ ، وقد ثَرّتْ تَثِرّ ، بالكسر ، وثرّتِ السّحابةُ ماءَها تثُرّه ، بالضمّ ؛ قال عنترة :

جادَتْ عليْها كُلُّ عَينٍ ثَرّةٍ

فتركنَ كُلَّ قَرَارَةٍ كالدّرهمِ

أراد بالعين السحابةَ النّاشئَةَ من عَين القِبلَةِ. ورجلٌ ثَرْثارٌ : مِهْذارٌ.

ومن المجاز : ناقَةٌ ثَرّةٌ وثَرُورٌ : واسعةُ الأحاليلِ ، كثيرةُ الدَّرّ. وطعنَةٌ ثَرّةٌ وثَرُورٌ. وفرسٌ ثَرٌّ : مِسَحٌّ ؛ قال :

وقَد أغْدُو على الفِتْيَا

نِ بالمُنْجَرِدِ الثَّرِّ

وفي كَفّيّ كالمِلْحِ

وفي مَتْنَيْهِ كالذَّرّ

بهِ أختَلِسُ الضّرْبَ

ةَ تَثْني أوّلَ الشّرّ

ثرم ـ رجل أَثْرَمُ ، وامرأةٌ ثَرْماءُ ، وبه ثَرَمٌ وهو سقوط الثَّنِيّةِ. وثَرَمْتُ الرّجُلَ وأثْرَمْتُه فثَرِم ، وثَرَمْتُ ثَنِيّتَه فثَرِمَتْ ، وانثَرَمَتْ.

ثري ـ شهرٌ ثَرَى وشهرٌ تَرَى وشهرٌ مَرْعى أي تكون الأرض ندِيّة أوّلاً ، ثمّ تُرَى الخُضرةُ ، ثمّ يطول النبات حتى يصلح للراعية. وثَرَى المطَرُ التّرابَ يَثْرِيه ، وهو مَثرِيٌّ ، وثَرِيَ الترابُ فهوَ ثَرٍ ، وثَرّيْتُ الترابَ : نَدّيْتُه ، وثَرّيْتُ السَّوِيق.

ومن المجاز : أثْرَى الرجلُ نحو أَتْرَبَ أي صار ذا ثَرًى وذا تُراب ، والمراد كثرة المال. ورجل مُثْرٍ وذو ثَرْوَةٍ وثَرَاءٍ ، ومنه ثَرَى القومُ يَثْرُون إذا كثرَ عددهم. وهم في ثَرْوَةٍ وثَرَاءٍ ؛ قال ابن مُقْبِل :

وثَرْوَةٍ من رِجالٍ لو رَأيْتَهُمُ

لقلتَ إحدى حِراجِ الحَرّ من أُقُرِ

و «التقى الثَّرَيَانِ» مثلٌ في سرعة توادّ الرجلين ؛ وأصله أن يسقط الغيثُ الجَوْدُ فيلتقي نَدَاه وندَى الأرض العتيقُ تحتَها. ولا تُوبِسِ الثّرَى بيني وبينك أي لا تُقاطِعْني ؛ قال جرير :

فلا تُوبِسُوا بَيني وبَينَكُمُ الثّرَى

فإنّ الذي بَيني وبينكُمُ مُثْرِي

وبدا ثَرَى الماءِ من الفرسِ إذا نَدِيَ بالعرقِ ؛ قال طُفَيْل :

يُذَدْنَ ذِيَادَ الخامِساتِ وقَد بَدَا

ثَرَى الماءِ من أعطافِها يَتَحَلّبُ

ويقال : إنّي أرى ثَرَى الغضبِ في وجهه ؛ قال :

وإنّي لَتَرّاكُ الضّغينَةِ قد بَدَا

ثراها منَ المَوْلى فَما أسْتَئِيرُها

وإن فلاناً لقريبُ الثّرَى بعيدُ النَّبَطِ : لمن يُعطي بلسانِه ولا يَفي بما يقول. وبلغتُ ثَرَى فلان إذا أدركتَ ما تطلُبُ منه. وثَرَيْتُ بك إذا فرحتَ به وسُرِرت ؛ قال كثيّر :

وإنّي لأثْرِي أن أراكُم بغِبْطَةٍ

وإنّي أبا بكرٍ بكمْ لجَمِيلُ

٧١

وهو ابن بَجْدَتِها وابن ثَرَاها. وفلان ما يَثْرِيه شيءٌ ، وما يَثْري فيه أي ما يَنجعُ فيه لقَسَاوتِه.

ثطط ـ رجلٌ ثَطٌّ وأثَطُّ ورجالٌ ثُطٌّ ، وفيه ثَطَطٌ ، وهو خِفّة اللّحْيَة. تقول : إذا خَلَوتَ من الشّطَط فلا تُبالِ بالثَّطَط. ورجل ثَطُّ الحاجِبين ، وامرأة ثطّة الحاجبين ؛ قال :

ولا ألَقَى ثَطّةُ الحاجِبَيْ

ن مُحْرَفَةُ السّاقِ ظَمأى القَدَمْ

قلّما يجتمع الثَّطَا والثَّطَطُ وهو الحمق لأن الثُّطَّ الغالبُ عليهم الدهاءُ. ومرّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بجارية تُرَقّصُ صبيّاً لها وهي تقول :

ذُؤالَ يا بنَ القَرْمِ يا ذُؤالَهْ

تَمشي الثَّطَا وتَجلِسُ الهَبَنْقَعَهْ.

أي تمشي مشيَ الأحمَق. ورجل ثَطٍ بوزن عَمٍ ، وهو مقلوب عن ثَئِطٍ. يقال : فلان ثَئِطٌ بيّن الثّأَطِ ، من قولهم : «ثَأْطَةٌ مُدّتْ بماء».

ثعب ـ ثَعَبَ الماءَ : فجّره فانْثَعَب ، ومنه مَثْعَبُ السطح ، ومَثْعَب الحوضِ. وتقول : أقبلتْ أعناقُ السيلِ الزّاعب فأصلِحوا خراطيم المَثَاعِب ، وسيلٌ أُثْعُوبٌ ، وسالتِ الثُّعْبَان كما انْسابَ الثُّعْبَان ؛ جمع ثَعَبٍ وهو المَسيلُ ؛ قال :

وما ثَعَبٌ باتَتْ تُطَرِّدُه الصَّبَا

بسرّاءِ وادٍ مُنْجِدٍ غَيرِ أَتْهَمَا

ومن المجاز : صاح به فانثَعَبَ إليه إذا وثَبَ يجري إليه. وشَدٌّ أُثْعُوبٌ ؛ قال :

لها إذا حَرَّ الحِرَارُ واللُّوبْ

قَوَائِمٌ عُوجٌ وشَدٌّ أُثْعُوبْ

وقال أبو دؤاد :

وكلّ قائِمَةٍ تَهْوِي لوِجْهَتِها

لها أتِيٌّ كفَرْغِ الدّلوِ أُثْعُوب

وكلاهما من باب الاستعارة إلّا أن الطّريق مختلف. وثَعَبَ عليهم الغارةَ : شنّها ، وثَعَبَ البَعيرُ شِقْشِقَتَه : أخرجها ؛ قال :

يَثْعَبُ رَقْشَاءَ كَلَوْنِ الأرْقَمِ

ثعد ـ عُشْبٌ ثَعْدٌ مَعْد كأسْؤقِ نساء بني سَعد ، أي غَضٌّ ناعِمٌ.

ثعل ـ بأسنانِه ثَعَلٌ وهو زيادة سِنّ ، أو دخول سنّ تحت سِنّ مع اختلاف المنابت. ورجلٌ أثْعَلُ ، وامرأةٌ ثَعْلاءُ ، وقومٌ ثُعْلٌ. والثُّعْلُ اسم السّنّ الزائدة ، وكذلك الطُّبْيُ الزائد ؛ قال ابن همّام السَّلُولي :

وذَمّوا لنا الدّنيا وهم يَرْضَعُونَها

أفَاوِيقَ حتى ما يدِرّ لها ثُعْلُ

ومنه قولهم : وِرْدٌ مُثْعِلٌ إذا كثر وازدَحم. وتقول : تَعالَهْ يا أرْوَغَ من ثُعَالَه ، وإن دَعوتَ على أبناء رجل اسمه عمر أو زفر فقل : أُتِيحَ لكم يا بني فُعَلْ رامٍ من بني ثُعَلْ. قال امرؤ القيس :

رُبّ رامٍ من بَني ثُعَلٍ

مُتْلِجٌ كَفّيهِ في قُتَرِه

ثعلب ـ وتمكَّن فيه تمكُّن الثعلبِ في الجُبّةِ أي رأس الرّمحِ في أسفلِ السّنَانِ.

ثغب ـ رُضَابٌ كالثَّغَبِ وكالثَّغْبِ وهو الماء المستَنقَع في صخرة أو صَلابَةٍ من الأرض. ويقال لذَوْبِ الجَمَدِ الثَّغَبُ.

ثغر ـ له صبِيّان مُثْغِرٌ ومثغور ، فالمثغر الذي أنْبَتَ ثغرُه ، والمثغور الذي أسقَطَ ثغرَه. ويقال للمكسور الثغر مثغور أيضاً. يقال ثُغِرَ فلان. وعن ابن دريد اثَّغَرَ الصّبيُّ : أسقط ثغرَه. وطعنَه في ثُغْرَتِه ، وهم الطّعّانون في الثُّغَر. ولَقوهم فثَغَرُوهم إذا سَدّوا عليهم المَخْرَجَ فلا يدرون أين يأخذون. وثَغَرْتُ من الحائِطِ شيئاً أي كسرت ، وكلُّ شيءٍ ثَلَمْتَه فقد ثَغَرْتَه.

ومن المجاز : أمسى الناسُ ثُغُوراً أي متفرّقين ضُيَّعاً. وفلان يسدّ الثُّغَرَ ، وكلّ فُرْجَة يقال لها ثُغْرة. وهو يخترق ثُغَرَ المَجد أي طرقه ومسالكه.

٧٢

ثغم ـ كأنّ رأسه ثَغَامَة وهي شجرة بيضاء الزهر والثمر كأن جُمّاعَتَها هامَةُ شيخ. وأَثْغَمَ الوادي : كثر ثَغَامُه.

ومن المجاز : أثْغَمَ رأسُ الرجل إذا ابيَضّ.

ثغي ـ تجاوَبَ في أفنِيتِهِم الثُّغاء والرُّغاء ، وما لفلانٍ ثاغِيَةٌ ولا راغيَة أي شاة ولا ناقة. وأتيتُه فما أَثْغَى ولا أَرْغَى ، أي ما أعطى شاة ولا ناقة ؛ قال :

أبا مالِكٍ أوقَدتَ نارَكَ للقِرَى

وأرْغَيتَ إذ أُثْغي المَوَاليَ في حَبْلي

ثفر ـ أَثْفَرَ الدّابّةَ ، ودابّةٌ مِثْفَارٌ : يرمي بسرجِه إلى مؤخّره.

ومن المجاز : استَثْفَرَتِ المستحاضة : تلَجّمَتْ. واسْتَثْفَرَ المُصَارِعُ : ردّ طرفَ ثوبه إلى خلفِه فغرزَه في حُجْزته. واستثفَرَ الكلبُ بذنَبِه ؛ قال :

تَعدو الذّئابُ على مَن لا كِلابَ لَهُ

وتَتّقي مَرْبِضَ المُسْتَثْفِر الحَامي

وقيل : كان أبو جهل مِثْفاراً وكُذّبَ قائِلُه. وأثْفَره : ساقه من ورائِه. وأثْفَرُوه بَيْعَةَ سُوء : ألزقوه باسته.

ثفرق ـ أقَلُّ جَداً من الثّفاريق وصولُ المال بالتّفاريق ؛ جمع ثُفْرُوقٍ وهو عِلاقَة قِمَعِ التمرة.

ثفل ـ يقال في الماء والمَرَقِ والدواء وغيرها : علا صَفْوُه ورسب ثُفْلُه ؛ وهو خُثَارَتُه. وأثْفَلَ الشيءُ إذا رَسَبَ ثفلُه في أسفله. وبتُّ راكبَ ثَفَالٍ قائد جَرُور ، وهو الجمل الثقيل البطئ. ولأعْرُ كَنّكَ عَرْكَ الرّحا بثِفَالِها ، وهو نِطْعٌ أو غَيره يُبسَط تحتها عند الطحن ، وهو في محلّ الحالِ ، كأنّه قال : عَرْكَ الرّحا مطحوناً بها.

ومن المجاز : وجدتُ بني فلانٍ مُثَافِلين أي مُتَبَلّغين بالثُّفْل ، وأهل البدو يسمّون ما سِوَى اللبن من التمر والحبّ ونحوهما ثُفْلاً ، وتلك أشدّ الحال عندهم. وليس الثَّفِلُ كالمَحِضِ أي ليس الذي يأكل الثُّفْلَ كشارب المَحْضِ. وبها رحاً من النّاس وثِفَالٌ أي جَماعة نُزُول. وتبرذعتُ فلاناً وتَثَفّلْتُه إذا علوتَه أي جعلتُه تحتي بمنزلة البرذعة والثِّفَالِ. وتثَفّلَ استه إذا قعد.

ثفن ـ خَوّى البَعيرُ على ثَفِنَاتِه إذا بَرَك.

ومن المجاز : قولهم لعلي بن عبد الله ذو الثَّفِنَاتِ. وثافَنْتُه : جالَستُه. وثافَنتُه على كذا : أعنْتُه عليه. وثَفِنَتْ يدُه : أكنَبَتْ ومَجِلَتْ.

ثقب ـ ثقب الشيءَ بالمِثْقَب ، وثقَبَ القَدّاحُ عينَه ليُخرج الماءَ النّازِلَ. وثَقّبَ اللأآلُ الدُّرَّ ، ودُرٌّ مُثَقَّب ، وعنده دُرٌّ عَذَارَى : لم يُثَقَّبْنَ.

وحَنّ كَما حَنّ اليَرَاعُ المُثَقَّبُ

وثقّبنَ البراقع لعيونهن ؛ قال المثقِّب العبدي :

أرَينَ مَحَاسِناً وكَنَنّ أُخْرَى

وثَقّبنَ الوَصَاوِصَ للعُيُونِ

وبه سُمّيَ المُثَقِّبُ. وثَقّبَ الحَلَمُ الجلدَ فتثقّبَ. وهذا إهابٌ متثقّب ، وفيه ثَقْب ، وثُقْبَة ، وثُقُوب ، وثُقَب.

ومن المجاز : كوكبٌ ثاقِبٌ ودُرِّيءٌ : شديد الإضاءة والتلألؤ ، كأنّه يَثْقُب الظُّلمةَ فينفُذُ فيها ويَدْرَؤها ، وقد ثَقَبَ ثُقُوباً ، وكذلك السّراجُ والنّار. وثَقّبْتُهما ، وأثْقَبْتُهما ، وأثْقِبْ نارَك بثَقُوبٍ ، وهو ما تُثْقَبُ به من حُرَاقٍ وبَعَرٍ ونحوهما. ورجلٌ ثَقيبٌ ، وامرأةٌ ثقيبة مُشبِهانِ للَهَب النّار في شدّة حمرتهما ، وفيهما ثَقَابَة. وحسبٌ ثَاقِبٌ : شهير. ورجلٌ ثاقبُ الرّأي إذا كان جَزْلاً نَظّاراً. وأتَتْني عنك عينٌ ثاقبة أي خبرٌ يقين. وثقّب الطائرُ إذا حَلّق كأنّه يَثْقُب السُّكَاكَ. وثقّب الشّيبُ في اللّحية : أخذ في نواحيها. ويقال : ثقّبَه الشّيبُ إذا وخَطَه. وهو طَلّاعُ المثاقِب أي الثّنايا ، الواحد مِثْقَب لأنّه ينفذ في الجبل فكأنّه يثْقُبه. ومنه قيل لطريق العراق إلى مكّة : المِثْقَبُ. يقال : سلكوا المِثْقَبَ أي مضَوا إلى مكّة. وثقَبَ غُزْرُ النّاقة ، وناقةٌ ثاقِبٌ. وعن أبي زيدٍ يقال : إن الفلانة لَثَقيبٌ ، وهي الغزيرة تُحَالِبُ غِزَارَ الإبِل فتَغْزُرهن ، وقد ثَقُبَت ثَقَابَةً أي للغُزْرِ فيها منافِذُ ، ونوق ثُقُب ، ومنه : ثَقَبَ عودُ العَرْفَج وثَقّب إذا جرى فيه الماءُ وأورق.

ثقف ـ ثقَّف القناةَ ، وعضّ بها الثِّقَافُ ، وطلبناه فثَقِفْناه

٧٣

في مكان كذا أي أدركناه. وثقِفْتُ العِلْمَ أو الصناعة في أوْحَى مُدّةٍ إذا أسرَعتَ أخذَه. وغلامٌ ثَقِفٌ لَقِفٌ ، وثَقْفٌ لَقْفٌ ، وقد ثَقُفَ ثَقَافةً. وثَاقَفَه مثاقفةً : لاعبه بالسلاح وهي محاولة إصابةِ الغِرّةِ في المسايفة ونحوها. وفلان من أهل المُثَاقَفَةِ ، وهو مُثَاقِفٌ : حسن الثِّقافَة بالسيف بالكسر. ولقد تثاقَفوا فكان فلان أثقفَهم. وخَلٌ ثَقِيفٌ وثِقّيفٌ. وفي كتاب العين : ثَقِيف ، وقد ثَقُفَ ثَقَافة.

ومن المجاز : أدّبه وثقّفَه. ولولا تَثْقيفُكَ وتَوْقيفُكَ لما كنتُ شيئاً. وهل تهذّبتُ وتثقّفتُ إلّا على يدِكَ.

ثقل ـ ثَقُلَ الشيءُ ثِقَلاً ، وثَقُل الحِمْل على ظهره ، وأثقله الحمل ، ورجل مُثْقَل : حُمّل فوق طاقته. وحَمَلَتِ الدابّة ثِقْلَها ، والدوابُ أثْقالها أي أحمالها. ولفلانٍ ثَقَلٌ كثير أي متاع وحَشَم. وارتحلوا بثَقَلهم وأثقالهم وثَقِلَتِهم بكسر القاف. وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مبعوثاً إلى الثّقَلين. وأثقلتِ الحاملُ ، وامرأة مُثْقِلٌ. وتثاقل عن الأمر. واثّاقَلَ إلى الدنيا : أخلد إليها. ووطئه وطْأَة المتثاقلِ ، وهو المتحامل على الشيء بوطئه. وثَقَلْتُ الشيءَ أثْقُله إذا رَزَنْتَه. ودينارٌ ثاقِلٌ : راجح. وهذه الكَفّة أثقل من الأخرى.

ومن المجاز : ثَقُل سمعي ، وثَقُل عليّ كلامك ، وأنت ثقيل على جلسائِك ، وما أنت إلّا ثقيل الظلّ بارِد النسيم ، وأنت والله من الثُّقلاء ، وأنت مستَثقَل : يستثقلك الناس. وأثقله المرض ، ومريض ثاقِل ؛ قال لبيد :

رأيتُ التُّقَى والحَمدَ خيرَ تجارَةٍ

رَبَاحاً إذا ما المَرْءُ أصبَحَ ثاقِلا

ووجدتُ ثَقْلَةً في جَسَدي ووَهْناً في عظامي. وأخذتني ثَقْلَةٌ وهي النَّعْسَة الغالبة ، واستثقل في نومه ، وهو مستثقِل كالميتِ. (وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها) أي ما في بَطنِها من كنوز وأموات. وقد استعارَ الثّقَلَ للبَيْضِ من قال وهو ثعلبة المازنيّ :

فتَذَكّرَا ثَقَلاً رَثِيداً بَعدَما

ألقَتْ ذُكاءُ يمينَها في كافرِ

جعله ثَقَلَ الهَيْقِ والنَّعامةِ مجازاً. ويقول العالم لغلامه : هاتِ ثَقَلي ، يريد كتبه وأقلامه. ولكلّ صاحب صِناعةٍ ثَقَلٌ.

ثقو ـ هل من بُقَيَّةٍ في ثُقَيَّة ، هي تصغير الثُّقْوَةِ بضمّ الثّاء وهي السُّكْرُجّة (١) ، وجمعها ثُقُوات ، كخُطوة وخُطُوات.

ثكل ـ ثَكِلَتْكَ الثَّوَاكِل ، وهي ثاكِلٌ بولدها ، وثَكْلَى ، وهنّ ثَكَالى ، وأثكلَها اللهُ ولدَها ، وأُثْكِلَتْه ، وهي مُثْكَلَة إيّاه. ويقال : أَثْكَلَتْ : صارتْ ذاتَ ثُكْلٍ ، فهي مُثْكِلَة ، ونساءٌ مَثَاكِلُ. وامرأة مِثْكال : كثيرة الثُّكْلِ. ونساء الغُزاة مثاكِيلُ ؛ قال ذو الرُّمّة :

ومُسْتَشحِجَاتٍ بالفِرَاقِ كأنّها

مَثاكِيلُ من صُيّابَةِ النُّوبِ نُوَّحُ

ومن المجاز : قصيدةٌ مُثْكِلَةٌ وهي التي ذُكر فيها الثُّكْلُ.

ثكم ـ خَلِّ عن ثُكَمِ الطريقِ وثَكَمِهِ وهو وَضَحُه.

ثلب ـ ما ثَلَبْتُ مسلماً قطّ. وما لك تَثْلِبُ الناسَ وتَثْلِمُ أعراضَهم؟ وما اشتَهَى الثَّلْب إلّا مَن أشبَهَ الكلب. وما عرفتُ في فلانٍ مَثْلُبَة ومَثْلَبة. وفلان مثلوب ، وذو مَثَالِبَ. وما أنت إلّا مِثْلَبٌ أي عادتك الثَّلْبُ. وبعير ثِلْبٌ : هَرِم ، ورمح ثَلِبٌ : خَوّار. وقد ثَلِبَ ثَلَباً.

ومن المجاز : ما هو إلّا ثِلْبٌ أي شيخ هَرِم. استعيرت للرجل صفة الجمل. تقول رأيتُ ثِلْباً على ثِلْبٍ بيده ثَلِبٌ.

ثلث ـ حبل مَثْلُوثٌ : فُتِل على ثلاث قُوًى. ومَزَادة مثلوثة : عُمِلَت من ثلاثة جلود ؛ قال :

هل لكُم في سِلْعَةٍ نَبيلَهْ

مَزَادَةٍ مَثْلُوثَةٍ ثَقيلَهْ

وقال أبو دؤاد :

فكأنّ العينَ من مثلوثَةٍ

نَضَحَ الماءَ كُلاها فهَمَلْ

ومالٌ مثلوثٌ : أُخذ ثُلْثُه. تقول : ثُلِثَتِ التركةُ. وأرض مثلوثة : كُرِبَتْ ثلاثَ مرّاتٍ ، ومَثْنِيّة : كُربت مرّتين ، وقد ثَنَيْتُها وثَلَثتُها. وفلان يَثْني ولا يَثْلِثُ أي يَعُدّ

__________________

(١) السكرجة : إناء صغير للكوامخ.

٧٤

من الخفاء اثنين وهما الشيخان ، ويُبطِل غيرَهما ، وفلان يَثْلِثُ ولا يَرْبَع أي يعدّ منهم ثلاثة ويبطل الرابع. وهذا شيخ لا يَثْني ولا يَثْلِثُ أي لا يقدِر في المرّة الثانية ولا الثالثة أن يَنْهَض. وهو يسقي نخلَهُ الثِّلْثَ ، بالكسر ، أي مرّة في ثلاثة أيّام. وهؤلاء بِكْرُها ، وثِنْيُها ، وثِلْثُها أي ولدها الأوّل والثاني والثالث وكذلك إلى العشرة. وثوبٌ ثُلاثيّ : طوله ثلاث أذرُعٍ. وناقَةٌ ثَلُوثٌ : تملأ ثلاثةَ آنيَةٍ في حَلبَة ، وهي التي يَبِسَ ثلاثةٌ من أخْلافِها. ويقال خَلّفَ بناقته : صَرّ خِلْفاً واحداً من أخلافِها ، وشَطّرَ بها : صَرّ خِلْفَين ، وثَلّثَ بها : صَرّ ثلاثةً ، وأجمعَ بها : صرّ جميعَها.

ومن المجاز : التقَتْ عُرَى ذي ثَلاثِها إذا ضَمُرَتْ ، قال الممزَّق :

وقد ضَمُرَتْ حتى التَقَى من نُسُوعِها

عُرَى ذي ثَلاثٍ لم تكن قبلُ تَلتَقي

يريد عُرَى وَضِينِها ، وذلك أن له ثلاثَ عُرًى في طرفيه ووسطِه ، وانطَوى ذو ثلاثِها إذا لحقَ بطنُها ، والثلاث : الخِرْصِيانُ ، والجِلْدُ ، والكَرِشُ ؛ قال الطِّرِمّاح :

طواها السُّرَى حتى انطوَى ذو ثَلاثِها

إلى أبْهَرَيْ دَرْماءَ شَعْبِ السَّنَاسِنِ

وروي : حتى ارتقى ذو ثلاثِها أي ولدها ، والثلاث السَّلى ، والسّابِياء ، والرّحِم ، أي صَعِد إلى الظهر. وعليه ذو ثلاثٍ أي كِساء عُمِلَ من صُوفِ ثلاثٍ من الغَنَم ؛ قال :

وَابُرْدَتَا لَهْفي علَيها ونَدَمْ

من خيرِ ما يُعمَل من صُوفِ الغنمْ

ذاتَ ثَلاثٍ لَوْنُها لونُ الحُمَمْ

صُوفِ اللِّفاعِ والبُهَيمِ والفَحَمْ

وهي أعلام لشَاء.

ثلج ـ وقعت الثلوج في بلادهم ، وثَلَجَتْنا السماءُ تثلُج وتثلِج ، وثُلِجْنا العام ثَلجاً كثيراً ، وأَثْلَج عامُنا ، وأثلج الناس بمكان كذا ، وثُلِجَت الأرض فهي مثلوجة.

ومن المجاز : ثُلِجَ فؤاده ، وهو مثلوج الفؤادِ ؛ قال كعب بن لؤي :

لئن كنتَ مَثلوجَ الفؤادِ لقد بَدَا

لجَمْعِ لؤَيٍّ منكَ ذِلّةُ ذي غَمْضِ

وهو الأحمقُ البليد ، وهو كما يقال : مَاهُ القلبِ [الأصل مَوِهُ القلب] ؛ قال :

إنّكَ يا جَهْضَمُ مَاهُ القلبِ

لأن الذكيّ يوصَف بالاشتعال والتوقّد ، ولفظ الذكاء شاهد لذلك. وثَلَجْتُ فؤاده بالخير فثَلِجَ. وثَلِجَتْ نَفسُه بكذا : برَدَتْ وسُرّتْ ، تَثْلَج ثَلَجاً ، وثَلَجَتْ تثلُج وتثلِج ثُلُوجاً ، وأثلجَتْ تُثْلِج. والحمد لله على بَلَج الحق وثَلَج اليَقين. وأثلَجتَ صدري بخبرك ؛ قال :

فقَرّتْ بهمْ عَيني وأفنَيْتُ جمعَهم

وأثلَجْتُ لما أن قتلتُهمُ صدرِي

وحفر حتى أثْلَج إذا باشر بَرْدَ الثّرَى وقرُب من الماء. وأثْلَجَتِ الرَّكِيّةُ : بلغَ حفرُها النّدى ، وأنْبَطَتْ إذا بلغ حفرُها الماءَ. وأثْلَجَتْ عنه الحُمّى وثَلَجَتْ : أقلعتْ. وأثْلَج ماءُ البئر : انقطع. ونَصْلٌ ثُلاجيّ ، وحَديدةٌ ثُلاجيّة : شديدة البياض.

ثلط ـ ما ثَرَطَه ثَرْطاً ولكن ثَلَطَ عليه ثَلْطاً ، الثَّرْط الزّراية والعيب.

ثلغ ـ ثَلَغَ رأسه وفَلَغَه : شدَخَه. ورُطَبٌ مثلَّغ : سقط من النخلة فانشدخ ، وتناثرتِ الثّمار فثُلِّغَتْ.

ثلل ـ لا يَفْرُقُ بين الثَّلّةِ وبين هذه الثُّلّةِ ؛ الثَّلّة جماعة الغنم ، والثُّلّة جماعة الناس ؛ قال :

آلَيْتُ باللهِ رَبّي لا أُسالمهم

حتى يُسالَم رَبَ الثَّلّةِ الذّيبُ

وبنو فلانٍ مُثِلُّون : أصحاب غنم. وكساء جيّد الثَّلّة أي الصوف ، سمّي باسم ما هو منه كتسمية المطر بالسماء. وفي الحديث في ماشية اليتيم : «للوصيّ أن يصيب من ثَلّتها ورِسْلِها». وفي المَثَل : «خرقاءُ وجدتْ ثَلّة». وقد أثَلّ فلان :

٧٥

كثر عنده الصوف. وثلَلْتَ عرشَ البيت وهو سقفه : هدمتَه ، وبيت مَثْلُول.

ومن المجاز : ثُلّ عَرْشُه إذا ذهبَ قِوامُ أمرِه. وفلان كثير الثَّلّة إذا كان أشعرَ البَدنِ ؛ قال :

وأنتَ في الحَيّ قَليلُ العِلّهْ

ضَخْمُ الكَرَاديسِ كَثيرُ الثَّلّهْ

ذو سَبَلاتٍ وَلِحًى عِثْوَلّهْ

ثلم ـ ثلَمْت الحائطَ ثَلْماً وثلّمْته ، وحائط مثلوم ومثلَّم ، وقد انْثَلَمَ وتَثَلّم ، وفيه ثُلْمَةٌ وثُلَم ، وحوضٌ ونُؤيٌ أَثْلَمُ ، وقد ثَلِمَ ثَلَماً ؛ ويقال : في السيف ثَلْم ، وفي الإناء ثَلَم ؛ قال النّابغة :

رَمادٌ كَكُحْلِ العَينِ ما إنْ أُبِينُهُ

ونُؤيٌ كجِذْمِ الحوضِ أثلمُ خاشعُ

ومن المجاز : هذا ممّا يَكْلِم الدِّين ويَثْلِم اليقين. وموت فلان ثُلْمَة في الإسلام لا تُسَدّ. وقد انثلموا عليه ، وانثَلُّوا ، وانْثالُوا ، وانْهَالُوا ، وانهدّوا ، وانصَبّوا.

ثمد ـ لو كنتم ماء لكنتم ثَمْداً أي قليلاً. وقال الأصمعي : هو ماء المطر يبقى مَحْقُوناً تحت رملٍ ، فإذا كُشف عنه أدّتْه الأرضُ. وتركناهم يَمُصّون الثِّمَادَ ؛ وقال بِشْرٌ يصف خَيلاً :

يبارِينَ الأسِنّةَ مُصْغِياتٍ

كما يَتَفارَطُ الثَّمْدَ الحَمامُ

وثَمَد الماءُ يَثْمِد فهو ثامِد. وأثْمَدَ العَينَ : كَحَلَها بالإثْمِد.

ومن المجاز : أصبح فلان مَثْمُوداً : فنيَ ماءُ صُلبِه ، والنساء ثَمَدْنَه. ورجلٌ مَثْمُودٌ : كَثُرَ عليه السُّؤّالُ حتى أنفدوا ما عنده ، وأصبح النّاس يَثمِدونَه ؛ قال زياد ابن مُنْقِذٍ :

غَمْرُ النّدى لا يكادُ الحيُ يَثْمِدُه

إلّا غدا وهوَ سامي الطَّرْفِ يَبتَسِمُ

وقال آخر :

قُعُوداً لَدَى أبْوَابِهِم يَثْمِدونَهم

رمَى الله في تلكَ الأكفّ الكَوَانِعِ

أي الضّوارع للمسألة. وقد استَثْمَدَني فلان فثَمَدْتُه أي استعطاني فأعطَيتُه. وثَمَدْتُ النّاقةَ بالحلب : اشتَفَفْتُها.

ثمر ـ شجر مُثْمِر ، وله ثَمَر وثُمُر وثِمَار وثَمَرة حسنة ، واشتريتُ ثَمَرة بستانه.

ومن المجاز : دقّ الجلّادُ ثَمَرَة سوطِه ، وسوط عظيم الثمرة وهي العُقْدة في طرفه ؛ قال :

وإذا الرِّكابُ تكَلّفَتْها عُطّفَتْ

ثَمَرَ السّياطِ قَطُوفُها وَوَساعُها

وفي الحديث : «تكون في آخر الزمانِ فتنة كثَمَرَةِ السّوْطِ يَتْبَعُها ذُبابُ السّيفِ». وقُطِفَتْ ثمرَةُ فلان إذا طُهّر وهي قُلْفَتُه ، وقُطِفَتْ ثمارُهم ؛ قال :

ما زالَ عِصْيانُنا للهِ يُسْلِمُنَا

حتى دُفِعْنا إلى يحيَى ودينارِ

إلى عُلَيْجَينِ لم تُقْطَفْ ثِمارُهما

قد طالَ ما سَجَدَا للشّمسِ والنّارِ

وفلان خَصّني بثَمَرة قلبه : بمودّته ؛ قال الكميت :

خلائِقُ أنزَلَتْكَ يَفَاعَ مَجْدٍ

وأعطَتْكَ الثِّمَارَ بها القُلُوبُ

وقال ابن مُقْبِل :

لفَتَاةِ جُعْفيٍّ لَياليَ تجتَني

ثَمَرَ القُلوبِ بجِيدِ آدَمَ خاذِلِ

وفي السّماء ثَمَرَةٌ وثَمَرٌ : لَطْخٌ من سحابٍ. وضربني بثَمَرَةِ لسانِه : بعَذَبَتِها إذا لَسَنَك. (وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ) أي مال ، وانظر ثَمَرَ مالك ونماءَه ، ومال ثَمِرٌ : مبارَكٌ فيه ، وأَثْمَرَ القومُ ، وثَمَرُوا ثُمُوراً : كثُر مالهم ، وثَمُرَ مالُه يثْمُرُ : كثر ، وفلان مجدود ما يَثْمُرُ له مال ، وثمّر مالَه تثميراً. وإنّ لبنك لحسن الثَّمَرِ ، وهو ما يُرَى عليه إذا مُخِضَ من أمثالِ الحَصَفِ في الجلد ، ولبنٌ مُثَمِّرٌ ، وقد ثَمّرَ تثميراً ، وأَثْمَرَ إثْماراً ، وشرِبَ الثَّميرةَ وهي اللّبن المُثْمِر ،

٧٦

والعرب تقول : لقّانا اللهُ مَضِيرَه وأسقانا ثَمِيرَه ؛ وقال ابن مقبل :

وكنّا اجتَنينا مرّةً ثَمَرَ الصِّبَا

فلمْ يُبْقِ منهُ الدّهرُ إلّا تَذَكُّرَا

ثمل ـ شرب حتى ثَمِلَ ، وهو نشوانُ ثَمِلٌ ؛ قال الأعشى :

أقولُ للرَّكْبِ في دُرْنَا وقد ثَمِلُوا

شِيموا وكيفَ يَشيمُ الشّارِبُ الثَّمِلُ

وأَثْمَلَهم الشرابُ. وأنا لا أشربُ إلّا على ثَمِيلَةٍ وهي بقيّة العَلَفِ في البطن. وما بقي من الماء إلّا ثُمْل وثَمْل وهو الثَّمَدُ. وشرب ثُمالةَ اللبن وهي رغوتُه ، وأثْمَلَ اللبنُ وثَمَّل إذا رَغا. وسقاه السّمّ المثمَّل وهو المنْقَع. وثُمِّلَ السّمّ : تُرِكَ في الإنْقَاعِ أيّاماً حتى اختَمَر وهو الثُّمَال. وهو ثِمَالُ قومِه أي قِوامُهم وغِياثُهم ، وقد ثَمَلَهم يَثْمِلُهم.

ومن المجاز : رنَّحَه ثَمَلُ الكرى ؛ قال :

وفتيَةٍ أرّقْتُهم من مَهجَعٍ

والنّوْم أحلى عندهم من العَسَلْ

فنَهَضُوا مائِلَةً عِمّاتُهُمْ

كأنّهُم منَ الكَلالِ والثَّمَلْ

شَرْبٌ تَساقَوْا قَرْقَفاً حِمْصِيّةً

كُرّتْ عَلَيهِمْ عَلَلاً بعدَ نَهَلْ

وأَثمَلَه النّعاسُ ، وهو ثَمِلٌ ممّا غلَبَه الوَسَنُ. ووَطْبٌ ثَمِلٌ : ملآنُ ثقيل. وأصبَحَتْ نفسي ثَمِلة غاثِيَةً أي مسترخيةً خبيثةً. وثَمّلَ الحَمامُ ، وحمام مثمِّل ، وهو المطرب الذي يكاد يُثْمِل من يسمع صوته.

ثمم ـ كنّا أهل ثَمِّه ورَمِّه أي أهلَ إصلاحِ شأنه والاهتمام بأمره ، ثَمَ الشيءَ يَثُمُّه ، ورمَّه يَرُمُّه إذا جمعه وأصلحَه. وفلان لا يملك ثُمّاً ولا رُمّاً. وفلان مِثَمٌ مِقَمٌّ إذا كان يكتب كلّ شيء.

ومن المجاز : هو لك على طرَف الثُّمام ، وعلى ظهرِ العُسّ إذا كان هَيّن المتناوَل. وتكلّم فما تَثَمثَم ولا تَلَعثَم أي ما توقّف.

ثمن ـ ثَمَنْتُهُم أَثْمِنُهم : كنت ثامنهم ، بالكسر ، وبالضمّ أخذتُ ثمن أموالهم. وكانوا سبعة فأثْمَنُوا أي صاروا ثمانية ، وأخذت فلانةُ ثَمِينَها من تركة زوجِها ؛ قال :

ألا لا تُعينيني على البُخْلِ وابتَغي

ثَمينَكِ إنْ مَرّتْ عَليّ شَعُوبُ

وقال :

فإنّي لستُ منكِ ولستِ مِنّي

إذا ما طارَ مِنْ مالي الثَّمِينُ

وإبِلٌ ثَوَامِنُ : من الثِّمْنِ بمعنى الظِّمْء. وكساء ذو ثَمَانٍ : عُمِلَ من ثماني جِزّات ؛ قال الراعي :

سَيَكْفيكِ المُرَحَّلَ ذو ثَمَانٍ

حَصِيفٌ تُبْرِمِينَ لَهُ جُفَالا

ومتاع ثَمِينٌ : كثير الثّمَن ، وسِلْعَةٌ ثَمِينَة ، وقد ثَمُنَتْ ثَمَانَةً. وتقول : هذا المَتاع الثّمِين لك منه الثّمِين. وأثْمَنْتُ الرجلَ بمتاعِه ، وأثمَنتُ له أعطيتُه ثَمَنَه. وأثْمَنْتُ البَيْعَ : سَمّيْتُ له ثَمَناً ؛ قال عديّ :

لا يُثْمِنُ البَيْعَ ولا يَحْمِلُ الرِّدْ

فَ ولا يُعطَى به قَلبُ خُوصِ

وثَمِّنْ هذا المَتاعَ : بَيّنْ ثَمَنَه ، كما تقول : قوِّمْه. وضَعْ بينَ يدي البائع الثّمَنَ والمُثَمَّن أو المُثْمَن.

ثنن ـ فرس وافي الثُّنّةِ وهي الشّعر المشرِفُ على مؤخّر رُسْغِ الدّابّة ، ويُحمد وفورُه ؛ قال امرؤ القيس :

لها ثُنَنٌ كخَوَافي العُقَا

بِ سودٌ يَفينَ إذا تَزْبَئِرّ

من وَفَى شعرُه ، ويكره أن يكون أمْرَط. وفي مَثَل : «بلَغَتِ الدّماءُ الثُّنَنَ». وطعنه في ثُنّتِه وهي ما بين السُّرّة والعانة ، وهي مَرَاقُّ البطنِ.

ومن المجاز : كنّا في ثُنّةٍ من الكلإ وغُنّةٍ ، مستعارة من ثُنّة الفرس ، والغُنّةُ من الرّوضةِ الغَنّاء.

٧٧

ثني ـ دَسّه في ثِنْيِ ثوبِه. وكلّ شيء ثُنيَ بعضُه على بعضٍ أطواقاً ، فكلّ طاقٍ من ذلك ثِنْيٌ. حتى يقال : أثناءُ الحَيّةِ لمَطاويها. وتُشبَّه الثّرَيّا بأثناء الوِشَاح. قال امرؤ القيس :

إذا ما الثّرَيّا في السّماء تَعَرّضَتْ

تَعَرُّضَ أَثْنَاء الوِشَاحِ المُفَصَّلِ

وأخذوا في ثِنْيِ الجَبَل والوادي أي في مُنْعَطَفِه. وليس هذا من فَعَلاتِه ببِكْرٍ ولا ثِنْيٍ. وقبض بثِنْيِ الحبل وهو ما فضَل في كفّه إذا قبض عليه. وعقَلَ البعيرَ بثِنَايَينِ ، وهو أن يعقِل يديه جَميعاً بطرفي حبلٍ. وعقد المِثْنَاةَ في الخِشَاش والمثانيَ في الأخِشّةِ وهي طَرَفُ الزّمام. وثنى العودَ فانثَنى ، وتثنّى الغصنُ وقوامُ الجارية ، وثَنى وسادتَه فجلس عليها ، وثنى رجلَه فنزل. ومما بدء قومهما وثُنْيانهم أي أوّلهم في السيادة والذي يليه. ونحرَ الجزّارُ النّاقةَ وأخذ الثُّنْيَا ، وهي ما يَستَثنيه لنفسه من الرّأس والأطراف ، وأبيعك هذه الشاةَ ولي ثُنْياها. وهذه هبةٌ ليس فيها مَثْنَوِيّةٌ وثُنْيَا أي استثناء. وهو ثَنِيّتي من القوم أي خاصّتي ، وهؤلاء ثَنَايايَ ؛ قال ذو الرُّمّة :

تَئِنُّ إذا ما النِّسْعُ بَعْدَ اعْوِجاجها

تحَدّرَ في حَيْزُومِها وتَصَعّدَا

أنِينَ الفتى المَسْلُولِ أبْصَرَ حَوْلَهُ

على جَهدِ حالٍ من ثَنَاياهُ عُوَّدَا

ومن المجاز : ثَنَيْتُ فلاناً على وجهه إذا رجعتَه إلى حيث جاء ، وثَنى عِنانَه عني ولوى عِذارَه إذا أعرض ، وجاء ثانياً من عِنانِه إذا جاء ظافراً ببُغيته. وفلان تُثْنى به الخناصر أي يُبدأ به. ولا تُثْنى به الخناصر أي لا يُؤبَه به. وعرفتُ ذلك في أثناء كلامه. وثنى فلان رجلَه أي جلس. وهو طَلّاع الثّنَايا أي رَكّابُ المشاقّ. وتَثَنّى في صدري كذا أي تردّد.

ثوب ـ تفرّق عنه أصحابه ثمّ تابوا إليه ، والبيتُ مَثَابةٌ للنّاس. والخُطّابَ يراسِلونها ويُثَاوِبُونها أي يُعاوِدونها. وثَوّبَ في الدّعاء ، وثوّبَ برَكعتين : تطوّع بهما بعد كلّ صلاة. وأثابه الله وثوّبه (هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ). وجزاك الله المثوبةَ الحسنى.

ومن المجاز : ثابَ إليه عقلُه وحلمُه. وجمّتْ مَثَابةُ البئر وهي مجتمع مائها ، وهذه بئر لها ثائب أي ماء يعود بعد النّزْحِ. وقومٌ لهم ثائبٌ إذا وفدوا جماعةً إثْرَ جماعةٍ ؛ قال الجعديّ :

ترَى المعشرَ الكُلْفَ الوجوهِ إذا انتَدَوْا

لهم ثائِبٌ كالبَحْرِ لم يَتَصرّمِ

ومنه ثاب له مال إذا كثر واجتمع. وثاب الغُبَار إذا سطع وكثر. وثُوِّبَ فلان بعد خَصَاصَة. وثاب الحوض : امتلأ. وثاب إليه جسمه بعد الهُزَالِ إذا سمِن ، وأثاب الله جسمَه ، وقد أثاب فلان إذا ثابَ إليه جسمُه. وجَمّتْ مَثَابةُ جهله إذا استحكم جهلُه. ونشأت مُسْتَثَاباتُ الرّياحِ ، وهي ذوات اليُمْن والبركةِ التي يُرجى خيرُها. قال كثيّر :

إذا مُستَثاباتُ الرّياحِ تُنُسّمَتْ

ومَرّ بسَفسَافِ التّرَابِ عَقِيمُها

سُمّي خَيرُ الرّياح ثَوَاباً ، كما سمّي خير النحل وهو العسل ثَوَاباً ، يقال : أحلى من الثّوَاب. وذهب مال فلان فاستَثاب مالاً أي استرجع ، ويقول الرجل لصاحبه : استَثَبْتُ بمالك ، أي ذهبَ مالي فاسترجعتُه بما أعطيتني. وفلان نقيّ الثّوبِ بريّ من العيب ، وعكسه دنِسُ الثياب. وللهِ ثَوْبَا فلان ، كما تقول : لله بلادُه تريد نفسَه ؛ قال الراعي :

فأوْمأتُ إيماءً خَفِيّاً لحَبْتَرٍ

فلِلّهِ ثوْبَا حبترٍ أيّمَا فتى

وقالت ليلى الأخيليّة :

رَمَوْها بأثوابٍ خِفَافٍ فلا تَرَى

لها شَبَهاً إلّا النَّعَامَ المنفَّرَا

واسلُلْ ثيابَكَ من ثيابي أي اعتزِلْني وفارِقْني ؛ قال امرؤ القيس :

وإن كنتِ قد ساءتكِ منّي خَليقَةٌ

فسُلّي ثِيَابي من ثِيَابِك تَنْسُلِ

وتعلّقَ بثياب الله أي بأستار الكعبة.

ثور ـ ثار العسكر من مركزه ، وثار القَطَا من مَجَاثِمِه ،

٧٨

والتقوا فثار هؤلاء في وجوه هؤلاء. ويقال : كيف الدَّبَا؟ فتقول : ثائر ونافِر. وأَثَرْتُ الصَّيْدَ والأَسَدَ ، واسْتَثَرْتُه : هيّجْتُه ؛ قال :

أثارَ اللّيْثَ في عِرّيسِ غِيلٍ

لهُ الوَيْلاتُ ممّا يَستَثِيرُ

وأثارَ الأرضَ ، وثَوّرَ السّفَرَ. وثاوره وساوره : واثبه. وهو ثَوْرُ القومِ : لسيّدهم ، وبه كُني عمرو بن مَعْدِيكَرِب.

ومن المجاز : ثارت بينهم الفِتنة والشرّ ، وثارت به الحَصْبَة ، وثوّر عليه شرّاً. وسقط ثَوْرُ الشَّفَقِ ، وهو ما ظهر منه وانتشر. وثار بالمحموم الثَّوْرُ وهو ما يخرج بفِيهِ من البَثْرِ. ورأيتُه ثائِرَ الرأس : شَعِثاً. وثارتْ نفسُه : جاشَتْ ، وثار ثائِرُه وفار فائرُه إذا اشتعل غضباً ، وثار الدمُ في وجهه ، ورأيتُه ثائراً فَريصُ رقبته. وثار الدّخانُ والغبار.

ثول ـ شاة ثَوْلاءُ : مجنونة ؛ قال :

تَلْقَى الأمانَ على حياضِ محمّدٍ

ثولاءُ مُخْرِفَةٌ وذئْبٌ أطْلَسُ

وانثالوا عليه ، وتثَوّلوا : اجتمعوا.

ثوم ـ عندي سيف ثُومَتُه من فضّة أي فَبِيعَتُه.

ثوي ـ ثَوَى بالمكان وأثْوَى : أقام. وفلان أكرمَ مَثْوَايَ ، وطال بي الثَّوَاء ، وهو أبو مثواي ، وهي أمّ مثواي : لمن أنت نازِلٌ به ؛ قال :

أفي كلّ يَوْمٍ أُمُ مَثْوًى تَسُوسُني

تنفِّضُ أثوابي وتسألني ما اسمي

وأنزَلني فلان فأثْوَاني إثْوَاءً حسَناً ، ونَوّاني تَثْوِيَةً حسنة ؛ قال :

أثوَى فأحسَنَ في الثَّوَاء وقُضيَت

حاجاتُنا مِن عندِ أروعَ ماجِدِ

وأنا ثَوِيُ فلان أي ضيفُه. وهذه ثَوِيّة فلان أي امرأته التي يَثْوِي إليها. ويقال للغريب إذا أقام ببلده : هو ثاويها. وأراح غنَمَه إلى الثّايَةِ والثَّوِيّة وهي مأوى الغنم ، وهذه ثاياتُ القومِ وثايُهم بغير همز : حظائرهم كرايٍ وراياتٍ. ويقال للمقبور : قد ثُوِيَ.

ثهل ـ ثَهْلانُ ذو الهَضَبَاتِ ما يَتَحَلْحَلُ مثل للوَقُور. وكان كَهلانُ بنُ سَبَأ أررنَ من ثَهْلان وأجَأ.

٧٩

ج

جأجأ (١) ـ دفعه بجُؤْجُؤه وهو عَظْم الصدر ، وقيل وسطه ، وعليك بجآجئ الطير ؛ قال :

كعَقيلَةِ الأُدْحيّ باتَ يحُفُّها

رِيشُ النَّعامِ وزَالَ عنها الجُؤجُؤ

ومن المجاز : شَقّتِ السفينةُ الماء بجُؤجُؤها وحَيْزُومِها.

جأب ـ حِمارٌ جأبٌ : صُلب شديد ، وظبية وبقرة جَأبَةُ المِدْرَى : شديدة القَرْنِ ؛ قال طرفة يصف ظبية ذات غزال :

جأبَةُ المِدْرَى خَذُولٌ مُغْزِلٌ

تَنفُضُ الضّالَ وأفنانَ السَّمُرْ

جأر ـ جَأرَ العِجْلُ ، وجأر الداعي إلى الله : ضَجّ ورفع صوتَه (إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ). وباتَ له جُؤارٌ ، وهو جَأآرٌ باللّيل ؛ قال :

جَأآرُ ساعاتِ النّيامِ لرَبّه

ومن المجاز : جَأرَ النّباتُ : طال وارتفع ، كما يقال : صاحتِ الشجرةُ إذا طالت ، وجأرت أرضُ بني فلان : ارتفع نباتها ، وعُشْبٌ جَأرٌ : غَمْر ؛ قال :

عَفْرَاءُ حُفّتْ برمالٍ عُفْرِ

وكُلّلَتْ بالأُقْحُوَانِ الجَأرِ

وغيث جُؤَرٌ بوزن جُعَلٍ : غزير يَجْأر عنه النّبات.

جأز ـ فلان جَئِزٌ شَئِزٌ أي شَرِق قَلِق. وتقول : يا ماء إن أجْأَزْتَ فكم أجَزْتَ ، من أجاز الغُصّة.

جأش ـ فلان رابطُ الجأش ، وواهي الجأشِ ، وقد رَبَط لذلك الأمر جأشاً. والجأش والجُؤشُوشُ الصدر.

جأو ـ كتيبة جأواء : كَدْرَاء اللّوْن في حمرة وهو لون صَدَإ الحديد ؛ قال :

غَشّيْتُه وهوَ في جَأوَاءَ باسِلَةٍ

عَضْباً أصابَ سَوَاءَ الرّأسِ فانفلَقَا

وتقول : جاء في كتيبة جأواء ثمّ لوَى ذنَبَه مع لأوَاء.

جبب ـ جُبَ الرجلُ ، فهو مجبوب ، بيّن الجِباب بالكسر إذا استُؤصِلَتْ مذاكيرُه. وجَبُّوا النّخلَ : أبَرُوه ، وهو زمن الجَبَابِ ، بالفتح. وبعير أجَبُ : لا سَنَامَ له ، وناقة جَبّاءُ ؛ قال النّابغة :

ونأخُذُ بعدَه بذنَابِ عَيشٍ

أجبِ الظّهرِ لَيسَ لَه سَنَامُ

ويقال : سمِعَ المسبّه فركبَ المَجَبّه ؛ وهي لَقَمُ (١) الطريق. وعن بعض العلماء : من رضي بما سمِع منّا ، وإلّا فليَلْتَحِم المجبّة (وَأَلْقُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِ). ولبسوا جِبَابَ الخَزّ.

__________________

(١) هكذا وضع المؤلف هذه المادة في أول حرف الجيم وحق الترتيب أن تأتي بعد مادة جأب.

(١) لقم الطريق : وسطه.

٨٠