أساس البلاغة

المؤلف:

أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار صادر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧١٧

ومن المجاز : مفازة هازئة بالرَّكب أي فيها سرابٌ ، وهَزّاءة بهم ، والسراب يهزأ بالقوم ويتهزّأ بهم. وغداة هازئة : شديدة البرد كأنّها تهزأ بالنّاس حين يعتريهم الانقباض والرِّعدة والرنين ونحوها.

هزج ـ هَزِجَ المغنّي في غنائه والقارئ في قراءته إذا طرّبا في تدارك الصوت وتقاربه. وله هَزَجٌ مُطَرِّبٌ وأهازيجُ ، كقولك : أغانيّ ؛ قال الشمّاخ :

يكلّفها أن لا يخفِّض جأشَها

أهازيجُ ذِبّانٍ على غصنِ عَرفجِ

الأتان تسكن إلى أغانيّ الذِّبّان فتقف عندها فلا يدعُها العَير ويطردها. ومغنٍ هَزِجٌ ؛ قال عنترة :

وخلا الذّبابُ بها فليس ببارح

هَزِجاً كفعل الشارب المترنِّم

وهزّج صوتَه تهزيجاً : داركه وقاربه ، فتهزّج.

ومن المجاز : سحاب هَزِجٌ بالرعد. وسمعتُ هَزَجَ الرعد والعُود ، وقد هزِج وتهزّج. وتهزّجتِ القوسُ : أرنّت. وعُودٌ هَزِجٌ ، وللقوس أهازيجُ ؛ قال الكميت يصف القوس :

لم يَعِبْ ربُّها ولا النّاسُ منها

غير إنذارِها عليها الحَميرَا

بأهازيجَ من أغانيّها الجُ

شّ وإتباعِها الحينَ الزّفيرَا

هزز ـ هزّ السّيفَ والقناةَ وغيرهما (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ). وهزّت الرّيحُ الأغصان. وسيفٌ هَزْهازٌ ؛ قال :

فوردتْ مثلَ اليماني الهزهازْ

تدفع عن أعناقها بالأعجازْ

أي ماء كالسيف. وهزهز الثورُ قَرنَه فتهزهز. وفي الحديث : «ما تهزهزتْ رؤوسُكما». وفلان يشهد الهَزاهزَ وهي الحروب والشدائدُ التي تُهزهِزُ.

ومن المجاز : هو يهتزّ للمعروف ، وهززْتُه وهزَزتُ منه.

وقد هَزّ عِطفَيْه لكذا ، وهزّ منكِبيْه. وهزّ الحادي الإبلَ بحُدائه فاهتزّت ، ولها هَزيزٌ عند الحُداء : نشاط في السير وحركة. وللريح هَزيز ؛ قال امرؤ القيس :

إذا ما جرى شأوين وابتلّ عِطفُه

تقول هزيزَ الريح مرّتْ بِأَثأَبِ

وهو حفيفها وسرعة هبوبها ؛ قال الطِّرمّاح :

يظلّ هزيزُ الرّيح بين مَسامعي

بها كالتجاج المأتم المتنوِّح

واهتزّ الماءُ في جرَيانه والكوكبُ في انقضاضه. ويقال : قد هَزّ الكوكبُ إذا انقضّ ؛ قال :

كأنّ من يأخذ وهو مُذنِبُ

يخِرّ من حيث يَهِزّ الكوكبُ

واهتزّ النباتُ إذا طال. وهزّته الرّياحُ والأمطارُ. واهتزّت الأرض إذا أنبتت. وامرأةٌ هَزّةٌ : نشيطة للشرّ مرتاحة له ، ونساء هَزّاتٌ.

هزع ـ مضى هَزيعٌ من اللّيل. وتهزّع فلان لفلان : تنكّر له وتعبّس ، من الهزيع لأنّه ساعةٌ وحِشَةٌ. وما ترك في القوس مَنزَعَا ولا في الكِنانة أهزَعَا. وما له أهزعُ أي شيء وهو السّهم الذي يبقى في أسفل الكِنانة.

هزل ـ هَزَلَ معه وهازله ؛ قال :

ذو الجِدّ إن جدَّ الرّجالُ به

ومُهازِلٌ إن كان في هَزْلِ

وقال القطاميّ :

يهازل ربّاتِ البراقع بالضّحى

ويخرج من باب ويدخل بابا

وأ هازلٌ أنت أم جادٌّ؟ وهو يهزِل في كلامه. وشاة هَزيلٌ وشاءٌ هَزْلَى. وجمل مهزول وإبل مهازيلُ ، وبه هُزالٌ وهَزيلةٌ ، وفشت الهزيلةُ في الإبل ؛ قال :

حتى إذا نوَّر الجَرجارُ وارتفَعَتْ

عنها هزيلتُها والفحلُ قد ضَرَبا

وهَزلَها صاحبُها وهَزّلها. وأهزل القَومُ : هُزلتْ دوابُّهم.

٧٠١

ومن المجاز : انسابت الهَزْلَى وهي الحَيّات ، صفة غالبة كالأعلم في البعير والأقرح في الذباب ؛ قال جَثّامةُ الكلبيّ :

كأنّ مزاحفَ الهَزْلَى صَباحاً

خدودُ رَصائع جُدلتْ تُؤاما

وهُزلَتْ حالُ فلان. وتقول : له فضل جزيل وحال هزيل. وهزلَه السفرُ والجدبُ والمرضُ.

هزم ـ هُزِمَ الجيش وانهزمَ. وجيش مهزوم وهزيم ، وهزمتُه واستهزمتُه ، وهو يستهزم الجيوشَ. وهو هزّام فَرّاس. ووقعتْ عليهم الهزيمةُ. وهزمتُ البئرَ : حفرتُها. وهزَمتُ في الأرض هَزْمةً. وهزَمتُ في البِطِّيخة والقِربة إذا غمزتها بيدك فانهزمت إلى جوفها ، وفي القِربة هَزْمة وهُزومٌ ، وتهزَّم السقاءُ : ثُني بعضه على بعض وهو جافٌّ فتكسّر وتصدّع. وتهزّم البناءُ : تهدّم. وشجّةٌ هازمة. وفي الحديث : «إن زمزم هَزْمةُ جبريلَ». وغيث هَزيم : منبعق. وسمعت هَزْمةَ الرعد وهزيمه : صوته ، وتهزّم الرعد. وللسنَّور هَزْمة وهي صوت حلقه.

ومن المجاز : فرس هَزِمٌ : له صهيل مثل هزمة الرعد. وهزَمتُ على زيد : عطفتُ عليه. وهزَم عني معروفُك نوائبَ الدّهر. ولقاؤك يهزِم الأحزان.

هشش ـ شيء هشٌ : رِخو ليّن ، وفيه هَشاشة. وهشَشتُ الورق على الغنم : خبطته خبطاً برفق. وروَى جابر عن النبيّ ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يُخْبَط ولا يُعضَد حِمى رسول الله ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولكن يُهَشّ هَشّاً رفيقاً». (وَأَهُشُ بِها عَلى غَنَمِي).

ومن المجاز : فرس هَشٌ : غير صلود ؛ قال أبو النجم :

يفيض من هَشٍ رقيق مُنخُلهْ

وناقة هَشوش : ثَرور. ورجل هَشٌ ، وهو يَهِشّ إلى إخوانه ، وإنّه لذو هَشاشٍ إلى الخير. واستهشّه كذا. وفلان ما يستهشّه النعيم ؛ قال :

مقيماً كأنّي لم يكن يستهِشُّني

رواح الفتى ذي الهمَّة المتقَلِّبِ

يعني إقامته في قبره ؛ وقال ذو الرُّمّة :

وسايرت رُكبان الصِّبا واستهشّني

مُسرّاتُ أضغانِ القلوب الطّوامحِ

ودخلتُ عليه فاهتزّ لي واهتشّ بي. وإنّه لهَشّ المكسِر : سهل الجانب إذا سئل.

هشم ـ شجّة هاشمة. وهشمَ الرأسَ وكلَّ شيء أجوفَ. وهشَم أنفَه : كسر قصبتَه. وهشَم الثريدَ. ورعت الماشيةُ الهشيمَ : النّباتَ اليابس المتكسّر. ورأيتُ هَشيمةً : شجرة يابسة ؛ قال :

وإنّي لأستسقي لأصل هشيمة

بأرض بني وقدانَ من سَبَل القَطرِ

كان يلتقي عندها وحبيبته ، وتهشّمت أغصانها.

ومن المجاز : رجل هشيمٌ : ضعيف. وما هو إلّا هشيمة كرَم إذا لم يمنع شيئاً. وتهشّمَ عليّ : تعطّفَ ، وتهشّمتُه : استعطفته وترضّيته ؛ قال الحادرة بن أوس :

سمحَ الخلائق مِكراماً ضريبته

إذا تهشّمتَه للنّائل اختالا

هصر ـ هَصَرَ الغصنَ : أماله إليه.

ومن المجاز : هصَر الأسدُ الفريسةَ. وأسد هَصور وهَصّار وهَصِير. وهصَرتُ رأسَها وبرأسها ؛ قال امرؤ القيس :

هصرتُ بفَوْدَيْ رأسها فتمايلت

هصص ـ إن قيل لك ما الهاصّه فقل عين الفيل خاصّه.

هصم ـ هصَمه : كسره. وله ناب هَيْصَمٌ. وزأر الهيصمُ : الأسد.

هضب ـ علوت هَضْبةً وهِضاباً. واستهضبَ : صار هَضْبَةً ؛ قال رؤبة :

تمنّعتْ أركانُه واستهضبا

وفي مثل : «ثهلانُ ذو الهَضَبات ما يتَحلحل». وأصابتهم هَضْبَةٌ وأُهضوبة : مطرة ، وهِضَبٌ وأهاضيبُ ؛ قال ذو الرُّمّة :

٧٠٢

فباتَ يُشئزه ثَأدٌ ويُسهره

تذؤّب الريح والوَسْوَاسُ والهِضَبُ

وقال الرّكّاض الدُّبَيريّ يخاطب الدارين :

ولا زال يجري السّيل في عرصتيكما

إذا جفّ مَدّته أهاضيبُ هَيدبِ

وهضَبتهم السماءُ. وروضة مهضوبة.

ومن المجاز : هضَبوا في الحديث : أفاضوا فيه. وهو يَهضِبُ بالشِّعر وبالخُطب : يسحّ سحّاً. وحادٍ مِهْضَبٌ ؛ قال :

إذا سمعن صوتَ حادٍ مِهْضَبِ

أدلجن تحت الدامس المغلَولِبِ

وفرس مِهْضَبٌ : كثير العرَق.

هضض ـ هضّ الحجرَ وغيره : رضّه. وفحل هَضّاض : يهُضّ أعناق الفحول. وأقبلت الهَضّاءُ : الجماعة من الخيل.

هضم ـ هضَم الشيءَ الرِّخوَ : شدَخه وكسره. وسقطت الثمرة من الشجرة فانهضمت وتهضّمتْ ، وهضَمتُها بيدي. وقصب مهضوم ومهضَّم : غُمز حتى كاد ينشدخ. وقيل : المزمار المُهضَّم : أكسار يُضمّ بعضها إلى بعض. وقال ابن السِّكِّيت : هو النَّرْمْ نَايْ ؛ قال لبيد :

يرجِّعُ في الصُّوَى بمهضَّماتٍ

يُجبن الصّدر من قصب العوالي

ونزلنا في أهضام الوادي : في بطونه المطمئنّة. وفي مثل : «اللّيلَ وأهضامَ الوادي» أي لا تسر فيها لا ينلك مكروه. وتبخّر بالأهضام وهو ضرب من البخور.

ومن المجاز : كشْح مهضوم ومهضَّم وهضيم وأهضمُ ، وفي كشحه هَضَمٌ ؛ قال :

لفّاءُ عجزاءُ وفي الكشح هَضَمْ

وطلعٌ هضيم. ورأيته متهضِّماً : متكسّر الوجه من الحزن. وهضَم الهاضومُ الطعامَ فانهضم ، وطعام بطيء الهَضْم ، ومَعِدَةٌ هَضومٌ. ورجل هضوم الشتاء : يكسر فيه مالَه ويُنفقه ؛ قال الأعشى :

هَضُوم الشّتاء إذا المُرضِعا

تُ جالتْ جبائرُ أعضادِها

وقال آخر :

سَمحاً هضوماً في الشّتاء الأروق

وهضَمه حقَّه : نقَصه ، وهضَمتُ لك من حقّي طائفةً : تركتها لك وكسرتها من حقّي. وهضَمتِ المرأةُ من مَهرها لزوجها إذا وهبت له منه شيئاً. وهضَمه واهتضمه وتهضّمه : ظلمه. وتهضّمتْ نفسي له إذا رضيت منه بدون النَّصَفَة. ولحقتْه في هذا هَضيمةٌ : ظُلمٌ.

هطع ـ بعير مُهطِعٌ : في عنقه تصويب ، وقيل : هو المسرع ، وقد أهطعَ في سيره واستهطعَ. (مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ) ؛ وقال :

تعبَّدني نمرُ بن سعد وقد أُرى

ونِمر بن سعدٍ لي مُطيع ومُهطِعُ

وقال آخر يصف ثوراً :

بمستهطِع رَسْلٍ كأنّ زمامَه

بقَيدوم رَعْنٍ من رُضامٍ ممتَّعِ

طويلٍ من الماتع.

هطل ـ هطَل السّحابُ والمطر هَطَلاناً وتهطَّل ، وعارضٌ هَطِلٌ وهاطِلٌ ، وسحائبُ هُطَّلٌ. وأوقعتْ بهم الهَياطلة وهُم جنس من الترك والسِّند ؛ قال :

حملتُهمْ فيها مع الهياطلَهْ

أثقِلْ بهم من تسعة في قافِلَهْ

ومن المجاز : دمع هاطل. وأقبل النّاس يَهطِلون ، وأقبلوا هَطْلَى. وتهاطلوا عليّ : تتابعوا ، وكذلك الإبل والوحش وغيرها ، تقول : أقبلت هَطْلَى ؛ قال الراعي :

فلمّا مضَت عنها السّنون هوت لها

مَقانبُ هَطْلَى من غَريم وسائلِ

أي لمّا وقع الخصب تتابع إليها الغرماء والسؤّال.

هفت ـ تهافتَ الفَراشُ في النّار : تساقط متتابعاً. وتهافتَ النّاسُ في الأمر.

٧٠٣

هفف ـ هفّتِ الريحُ هَفيفاً إذا سمعتَ هُبوبها ، وريح هفّافة : سريعة المرّ ، ولها هَفْهفة وهَفاهفُ ؛ قال الأفوه :

والدّهر لا يبقى على صرفه

مُغفرةٌ في حالقٍ مَرْمَريسْ

من دونها الطّيرُ ومن فوقِها

هفاهفُ الريح كجَثّ القَليسْ

القَليس : النّحل ، وجثُّه : دويُّه. وسحاب هِفٌ : أراق ماءه. وشُهدةٌ هِفٌ وهِفّةٌ : لا عسل فيها. وزرعٌ هِفٌ : انتثر حبّه لتأخّر حَصاده. وقد هَفّ الزرعُ ، وهو هافٌّ. وسرابٌ هَفّافٌ ، وقد اهتفّ السرابُ إذا برق ؛ قال ذو الرُّمّة :

في صحن يهماء يهتفّ السّرابُ بها

في قرقرٍ بلعاب الشّمس مضروجِ

وثغرٌ هَفّافٌ ؛ قال القطاميّ :

تناولتُ منها مَسْفَراً أقبلت به

عليّ وهفّافَ الغروب عِذابا

وامرأة مُهَفهَفة : ضامرة. وقميص هَفْهافٌ : رقيق.

ومن المجاز : هفّتِ الإبلُ هفيفاً : أسرعت ؛ قال ذو الرُّمّة :

إذا ما نعسنا نَعسةً قلتُ غَنِّنا

بخرقاء وارفع من هَفيفِ الرواحلِ

ورَجُلٌ هِفٌ : خفيف ؛ قال :

هِفٌ خفيفٌ قليل المال ليس له

إلّا مُذلَّقةً أو وفْضَةً سَبَدُ

هفو ـ «لكلّ عالم هَفْوة». والإنسان كثير الهَفَواتِ. وهفَتِ الريح : تحرّكت. وهَفتِ الريشة أو الصوفة في الهواء : ذهبت. وهَفا الظليم بجناحيه : حرَّكهما. ومرّ الظبي يطفو ويهفو : يخفّ على الأرض ويشتدّ عَدْوُه. وهذا من هوامي الإبل وهوافيها : ضُلّالها. وهَفا الثوبُ ورفرفَ الفُسطاطُ ، وهفتْ به الريح : حرّكته.

ومن المجاز : هَفَا قلبي في إثرهم ، وهَفَا قلبُه من الحزن أو الطرب : استُطير. والألِف هافيَةٌ في الهواء.

هقع ـ ثلاثة كَهَقْعَةِ الجوْزاء وهي ثلاثةُ كواكب فوق منكِبها. وطلّق رجل امرأته ألفاً فقيل له : «يكفيك منها هَقْعةُ الجوزاء». ولا تَسِم الهَقْعةَ وهي دائرة في جنب الفرس حيث رِجل الراكب وقد يُتشاءم بها ، وفرس مَهقوع ، وهُقِعَ. وسمعتُ للسّيوف هَيْقَعَةً وهي صوت وقعها.

هقل ـ رأيتُ هِقْلاً وهَيْقَلاً وهو الظَّليم.

هكل ـ كأنّه الراهب في هيكله : في ديره ؛ قال الأعشى :

فما أبِيليٌّ على هَيكلٍ

بناه فصلّب فيه وصارا

وقيل : هو بيتٌ للنّصارى فيه صنمٌ على صورة مريم ، عليها‌السلام. وفرسٌ هيكلٌ : مرتفع ؛ قال امرؤ القيس :

بمنجردٍ قَيد الأوابد هَيكل

وتقول : التناسُخيّةُ عصَوا في هياكلَ ثمّ نُقلوا عنها إلى غيرها : يريدون الصُّوَر والأشخاص. ولفلان طلل وهَيكَلٌ. ولبعضهم :

يقول إذا بدا مَلَكٌ كريمٌ

كساه الله هيكلَ آدميِ

هكم ـ تهكّمتِ البئرُ : تهدّمت. وتهكّم عليه من شدّة الغضب مثل تهدّم عليه. وتهكّم فلان على ما لا يعنيه : اقتحم عليه. وتهكّم علينا : تعدّى ؛ قال :

تهكَّم عمرٌو على جارنا

وألقى عليه له كلكلا

وتهكّم به : تهزّأ به. وقال ذلك على سبيل التهكّم ؛ قال حسَّان ، رضي الله تعالى عنه :

بَني أمّ البنين ألم يَرُعْكم

وأنتم من ذوائبِ أهلِ نجدِ

تهكُّمُ عامرٍ بأبي بَراءٍ

ليخفرَه وما خطأٌ كعَمْدِ

وعن الأصمعيّ : أنّه قال في قول زهير :

فَتُغْلِلْ لكم ..

٧٠٤

هذا منه تهكُّمٌ.

هلب ـ في مثل : «كلّا إنّه لَبِهُلْبه» وهو شَعر الذّنَب. وفرس مهلوبٌ : مجزوز الهُلْبِ ، وقد هُلِبَ.

ومن المجاز : هلَبه بلسانه : نال منه نيلاً شديداً. وعيش أهلبُ ، كما يقال أزبُّ : واسع.

هلس ـ أخذه الهُلاسُ وهو السُّلال ، ورجل مهلوس. وأهلستِ المرأةُ : أخفتْ ضحِكها ؛ قال :

تضحك مني ضحِكاً إهلاسَا

سرّاً ولم تعلم علينا باسَا

إلّا كلالاً خالط النُّعاسَا

هلع ـ رجل هَلوع وهَلِعٌ ، وبه هَلَعٌ : جزع شديد. وناقة هِلواعٌ : سريعة.

هلك ـ فيه الهَلاكُ والهُلْكُ والهَلَكَةُ ، ووقعوا في المَهْلُكة والمَهْلَكة والمَهْلِكة والمهالك. وألقى بيده إلى التَّهْلُكة والتّهْلَكة والتّهْلِكة. وهَلِكوا مَهْلُكاً ومَهْلَكاً ومَهْلِكاً واحداً. وفلان هالك في الهوالك. واهتلك فلان : ألقى نفسه في التَّهلكة. وأهلك الشيءَ واستهلكه. وهوى في هَلَكٍ وهو مهوًى بين جبلين ؛ قال ذو الرُّمّة :

ترى قرطها في واضح اللِّيت مشرفاً

على هَلَكٍ في نفنفٍ يتطوّحُ

ومن المجاز : مفازة تَهلِك فيها الأرواح ؛ قال زهير :

وخَرْقٍ تهلِك الأرواح فيه

بعيدِ الغور مشتَبِهِ المِتانِ

وهلَك على الشيء وتهالك عليه إذا اشتدّ حرصه وشرهه. وأنا متهالك في مودّتك ومستهلِك ؛ قال القطاميّ :

لمستهلِك قد كاد من شدّة الهوى

يموت ومن طول العِداتِ الكواذبِ

وتهالكتُ في هذا الأمر واستهلكتُ فيه إذا كنت مجدّاً فيه مستعجلاً ؛ قال الحطيئة يصف طريقاً :

مستهلِك الوِرد كالأسْديّ قد جعلتْ

أيدي المطيّ به عادِيّةً رُغُبَا

ومرّ يهتلِكُ في عدْوه ويتهالك : يجدّ ؛ قال الحارث بن حرجة :

فلمّا يئستُ نسأتُ القَلوصَ

تَهالَك في سبسبٍ أغبرِ

وتهالَكَ على الفِراشِ : تساقط عليه. وتهالكتْ في مِشيتها : تفيّأت وتكسّرت ، ومنه الهَلوكُ : للفاجرة ، والجمع الهُلُكُ. وقوم هُلّاكٌ : صعاليكُ سيّئو الحال ؛ قال أبو طالب في مدح رسول الله ، صلّى الله تعالى عليه وسلّم :

يلوذُ به الهُلّاكُ من آل هاشم

فهم عنده في نِعمة وفواضِلِ.

وقال جميل :

أبِيتُ مع الهُلّاك ضيفاً لأهلِها

وأهلي قريبٌ موسِعون ذَوُو فَضْلِ

هلل ـ سبّحَ وهلَّل تهليلاً. وأهلَ بذكر الله : رفع به صوته (وَما أُهِلَ بِهِ لِغَيْرِ اللهِ). وأهَلّ المحرِمُ بالحجّ والعُمرة : رفع صوته بالتلبية ؛ وقال ابن أحمر :

يُهِلّ بالفرقد رُكبانُها

كما يُهِلّ الراكب المعتمِرْ

وأهلّوا الهلال واستهلّوه : رفعوا أصواتهم عند رؤيته ، وأُهِلَ الهلال واستُهِلّ إذا أُبصِرَ. وأهَلّ الصبيُّ واستَهَلّ إذا رفع صوته بالبكاء. وانهلّت السماء بالمطر واستهلّت وهو صوت المطر. وتهلّل السّحابُ بالبرق : تلألأ. وجئته عند مُهَلّ الشهر ومستهَلّه. وكارَيْتُه مُهالّةً كما تقول : مُشاهرة. وهلهل النسّاجُ الثوبَ ، وثوب هَلْهَلٌ : سخيف النسج.

ومن المجاز : ما أحسنَ مُسْتَهَلّ قصيدته : مَطْلَعها. وتهلّل وجهُه من الفرح. وهَلّلَ البعيرُ : استقوس من الهُزال. وهلّل الزاي والراء : كتبهما ، ولا يقال : هَلّل الألِف واللام لاستقواس فيهما. واسْتُهِلّ السّيف : اسْتُلّ. وأهَلّ الكلبُ بالصيد وهو صوت يخرج من حلقه إذا أخذه. وما بقي في الرَّكيّ إلّا هِلالٌ : قليل من ماء. وكأنّ زِمامَها هلالٌ : حَيّةٌ ذَكَر. وهَلْهَلَ الشِّعرَ : أرقّه.

٧٠٥

همج ـ أذلُّ من الهَمَج وهو ضرب من البَعوض ، وقيل : الذّبابُ الصغير الذي يَقع على وجوه الحَمير وأعينها ، وقيل : دُودٌ يَتَفَقّأُ عن ذُباب وبَعوض.

ومن المجاز : ما هم إلّا هَمَجٌ ورَعاع.

همد ـ هَمَدت النّارُ تهمُد هموداً ، ورماد هامد : قد تلبّد وتغيّر.

ومن المجاز : أرض هامدة : مقشعرة قد يَبِس نباتُها وتحطّمَ ، ونباتٌ وشجرٌ هامد : يابس. وهَمَد القومُ وخمِدوا : ماتوا ، كما هَمَدت ثَمُودُ ، وأهمدهم الله. وأتَوْا على بني فلان فأهمدوهم. وأهمد فلانٌ الأمرَ : أماته. وثَمرة هامدة : اسودّت وتَعَفّنَتْ. وهَمَد الثوب وهَمِد إذا بَلي من طول الطّيّ فإذا مَسسْته تناثر ، وثَوب هامد ، وثياب هُمَّد.

همر ـ ماء مُنْهَمِرٌ ، وهَمَرَه : صبَّه. وسَحاب هامر. وهَمَرتْ عينه بالدّمع وهَمَلت.

ومن المجاز : هَمَر في كلامه : أكثر. وخطيب مِهْمَرٌ. وفلان مِهذارٌ مِهمارٌ.

همز ـ هَمَز رأسَه : عصره ، وهَمَز الجَوْزَة بكفّه.

ومن المجاز : هَمَز الرجل في قفاه : غَمَز بعينه. ورجل هُمَزة وهَمّاز. والشيطان يَهْمِز الإنسان : يَهْمِس في قلبه وَسْواساً ، ويقال : أعوذ بالله من هَمْسِه وهَمْزِه ولَمْزِه ، و (أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ).

همس ـ هَمَس الكلامَ : أخفاه ، هَمْساً ، وكلام مَهْموس. وحروف مهموسة : غيرُ مَجْهورة (فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً). وهَمَسَ إليّ بحديثه ؛ قال :

قد خَطَبَ النّومُ إليّ نَفْسي

هَمْساً وأخْفى من نَجيّ الهَمْسِ

وَما بِأنْ أُطْلِبَه من بأسِ

والشيطان يَهْمِس بوَسْوَسَته في صدر الإنسان ، وهامستُه مُهامسة : ساررتُه. وهو يأكل هَمْساً : لا يَفْغَر فَاهُ بالأكل. وسمِعتُ هَمْس الأخفاف والأقدام. وأسد هَمّاسٌ.

همع ـ عين دامعَة : هامعة ، وقد هَمَعَت بالدّمع هموعاً.

همك ـ انهَمَك في الباطل. وفلان مُنْهَمِك في الغَيّ.

همل ـ إبِلٌ هَمَلٌ وهواملُ ، وقد أهملها الراعي فَهَمَلت. وما ترك الله عِبادَه هَمَلاً. وأمْرٌ مُهمَل. وهَمَلَت عينه هَمَلاناً ، وهَمَل دمعُه وانهمل ، وجرى في مَهْمَله حيث يَنْهَمِل. وفرس هِمْلاج ، وهو يُهَمْلِجُ براكبه ، وخيل هماليجُ.

همم ـ أهَمَّه الأمرُ حتى هَمَّه أي أذابَه. ووَقَعَت السُّوسةُ في الطّعام فهمّتْه هَمّاً : أكلتْ لُبابَه وجوّفتْه. واهتَمّ به. ونزَل به مُهِمّ ومُهِمّات. وسمعتُهم يقولون : اسْتَهمّ لي في كذا. ورجل ذو هِمّة وهِمَم ، وهُمامٌ : عظيم الهِمّة ، وهذا رجل هِمّتُك من رجل. وهذا سيف كَهَمّك وكَهِمّتِك ؛ قال زهير :

كهَمّك إن تَجْهَدْ تجِدْها نجِيبَةً

صَبُوراً وإن تَسْتَرْخِ عنها تَزَيَّدِ

تَزِدْ في سيرها ؛ وقال القطاميّ :

تَلاهَينَ عَنّي واسْتَعَنْتُ بأرْبَعٍ

كهِمّةِ نَفسي شارَةً وشَبابا

ومَضيتُ بهنّ والهمُ أمْرُ كذا ؛ قال ذو الرُّمّة :

والهمُ عينُ أُثَالٍ ما يُنازِعُه

من نفسه لسواها مَوْرِداً أرَبُ

وهمّ بالأمر. ولا هَمَامِ لي أي لا أَهُمّ ؛ قال الكميت :

عادِلاً غيرَهم من النّاسِ طُرّاً

بهمُ لا هَمَامِ لي لا هَمَامِ

وهَمَ النّملُ هَميماً : دبّ. ومنه الهامّة والهوامّ. وشيخٌ هِمٌ ، وعجوز هِمّةٌ : لهَمِيمِهما. وهَمْهَم الأسدُ.

ومن المجاز : قَدَحٌ هِمٌ : قديم متكسّر. وللشراب هَميمٌ في العظام ؛ قال لبيد :

أُمِيلتْ عليهِ قَرْقَفٌ بَابِلِيّةٌ

لها بَعد كأس في العِظام هَميمُ

هيمن ـ هَيْمَنَ الطائرُ على فراخه : رفرف عليها. وهيمن على كذا إذا كان رقيباً عليه حافظاً. والله ، عزّ سلطانُه ، المهيمِنُ.

٧٠٦

همي ـ هَمَى القَطرُ والدمع يهمي ، وهَمَتِ العينُ. ورأيتُ الخيل تَهمي أفواهُها دماً. وهذا من هَوامي الإبل ، وهَمَتْ على وجوهها : ذهبت. وله هِميانٌ أعجرُ وهَمايينُ عُجْرٌ.

هنأ ـ طعامٌ هنيء ، وقد هَنُؤَ هَناءةً ، وما كان هنيئاً ، ولقد هَنُؤَ ، وهَنَأني ومَرَأني ، ويقال للآكل : هنيئاً مريئاً ، ولك المَهْنَأُ ، وهَنَأكَ اللهُ. وهَنَأتُهُ : أعطيته ، واستهنأتُه : استَعطيتُه. وسمع الكسائيُّ أعرابيّاً يقول : إنّما سُمّيتَ هانئاً لتَهْنئ. وهَنَأ البعيرَ بالهِناء ، وناقة مهنوءة ؛ قال امرؤ القيس :

لِيقتلَني وقد شعَفتُ فؤادها

كما شعَف المهنوءةَ الرّجلُ الطّالي

ومن المجاز : هذا أمرٌ أتاك هنيئاً. ومُلْكٌ هَنيء ، وهَنّأتُهُ بالوِلاية.

هند ـ سيف هُنْدُوانيّ وهِنْدُوانيّ ومُهَنَّدٌ. وأعطاه هُنَيْدَةً : مائةً من الإبل ، وهِنْداً : مائتين.

ومن المجاز : قوله :

ونصر بن دُهمانَ الهُنَيْدَةَ عاشَها

وخمسين عاماً ثمّ قُوّم فانصاتا

أراد مائة سنةٍ.

هنف ـ تهانف : ضحِك باستهزاء ، وهانف صاحبَه مُهانَفةً.

هينم ـ هَيْنَمَ هَيْنَمَةً : أخفى كلامَه. وفي النوابغ : لا تُمسِ بالرّيبة مُهينِما ولا تنسَ أنّ عليك مُهيمِنا.

هنو ـ فيه هَنَاتٌ وهَنَواتٌ وهُنَيّاتٌ : خِصالُ سُوء ؛ قال لبيد :

أكرمتُ عِرضي أن يُنال بنَجوة

إنّ البَرِيّ من الهَنَاتِ سَعيدُ

ويا هَني ويا هَناةُ ويا هَناهُ ؛ قال امرؤ القيس :

وقد رابني قولُها يا هَنا

هُ ويحَكَ ألحقْتَ شرّاً بشَرّ

أي تُهْمَةً بتُهْمَةٍ. وأقمتُ عنده هُنَيّةً وهُنَيْهَةً. واقعُد هُنَا وهَنّا وهِنّا.

هوج ـ رجل أهْوجُ ، وامرأة هَوْجاء ، وفيه هَوَجٌ : حُمْق مع طُول.

ومن المجاز : فلان أهوجُ : شجاع يرمي بنفسه في الحرب. وهو أهوج الطُّولِ : مُفرِطه. وناقة هَوْجاء : كأنّ بها هَوَجاً لسُرْعتها لا تتعهّد مواضِعَ المَناسم من الأرض. وريح هَوْجاء ، ورياحٌ هُوجٌ ، ولعِبتْ بها هُوج الرّياح ؛ قال ابن أحمر :

هوجاء ليس لِلُبّها زَبْرُ

هود ـ لُعِنَت الهُودُ واليَهُودُ ، ويَهُود ، وهادَ الرجلُ وتَهَوّدَ ، وهوّدَ ابنَه. وهادَ المذنِبُ إلى الله : رجَع وتاب ، هَوْداً (إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ). وهوّد في مَشْيِه تهويداً إذا مشى مشياً ساكناً فاتراً. وفي حديث عِمْرانَ بن الحُصَينِ ، رضي الله تعالى عنه : «إذا مِتُّ فأخرجتموني فأسرعوا بي المشيَ ولا تُهَوِّدوا كما تُهوّد اليهود والنصارى». وهاوده : وادعه ، مهاودة ، وبينهم مُهَاوَدَةٌ وهَوَادَةٌ. وما في فلان هَوادَةٌ أي لِين ورِفْق.

هور ـ هوّر البِناءَ فتهوّرَ : هدَمه. وهار الجُرُفُ وانهار وتهوّر ، وجُرُف هائر وهَارٍ.

ومن المجاز : تهوّر اللّيلُ وتهوّر الشتاءُ : أدبر. وفلان يتهوّر في الأمور : يقع فيها من غير فِكْرٍ. وإنّ فيه لهَوْرَةً. وإنّه لَهَيِّرٌ.

هوس ـ أسد هَوّاسٌ : طوّافٌ باللّيل مع جُرأةٍ في الطلب ، وهو شديد الهَوْس. ورجل هَوّاس : أكول. وحمل على العسكر فداسهم وهاسهم. وفي رأسه هَوْسٌ : دوران ودويّ. ورجل مهوَّس : يحدّث نفسه.

هوش ـ هاش القومُ هَوْشاً : هاجوا واضطربوا. وهاش أهلُ الحرب بعضُهم إلى بعض : خفّوا ونهضوا ، وتهاوشوا ؛ قال الطرمّاح :

كأنَّ الخيمَ هاش إليّ منه

نعاجُ صرائمٍ جُمِّ القرونِ

وهاشت الخيلُ في الغارة : نفرت وتردّدت. وهنّ هوائشُ.

٧٠٧

وسمعتهم يقولون : وقعتْ هَوْشةٌ في السوق وجَفْلة وهو أن ينفِر النّاسُ لخوف يلحقهم. وهاش الشيءَ وهوّشه : خلطه وجمعه من هنا وهنا. وجمع مالاً من مَهاوِشَ وتَهاوِشَ : جمع مهوَّش وتهويش.

هوع ـ هاع الرجلُ وتهوّع : قاء. ولَدّوه اللّبنَ فهاعه. والهَمزةُ نَبْرَةٌ في الصدر شبه التهوُّع ، وبه هُواعٌ.

ومن المجاز : قولهم في الوعيد : لأُهوّعنّه ما أكله.

هول ـ أمر هائل ، وقد هالني يهولني وهوّلني. وفلان يهوّل بما يفعل ، وهوّلَ عندي الأمرَ : جعله هائلاً. وركب هولَ اللَّيل وهولَ البحر وأهوالَه وتهاويلَه ؛ قال حميد يصف الفيل :

إنّ الذي يركبه محمولُ

على تهاويل لها تهويلُ

وتهوّلتُ للنّاقة وتذأّبتُ لها إذا استخفيتَ لها حين تظأرُها على غير ولدها وتشبّهت لها بالسّبُع وذلك أرأم لها. وتقول : فلان لا يخرج من جهالته حتى يخرج القمر من هالته ؛ وهي دارته.

ومن المجاز : مكان مَهُولٌ : فيه هَوْلٌ ، وتقول : هذا البلد لو لم يكن مهولا لكان مأهولا ؛ وهو عكس قولهم : سيل مُفعَم. وعقَبةٌ هَوْلَةٌ : صعبة. وأمر هَوْلٌ. وإنّه لَهَوْلَةٌ من الهُوَلِ : للقبيح المنظر ، وأصلها النّار التي كانت توقد في بئر ويُطرح فيها مِلح وكبريت فإذا انتقضت واستشاطت قال المهوِّل وهو الطارح للمستحلَف عندها : هذه النّار قد تهدّدتْك ، فينكُل عن اليمين ؛ قال أوس :

إذا استقبلته الشّمس صَدّ بوجهه

كما صدّ عن نار المهوِّل حالف

وقال الكميت :

كَهولَةِ ما أوقد المُحلِفون

لدى الحالفين وما هَوّلوا

وزُيّنتْ بالتّهاويل وهي النّقوش والألوان تهوِّل من نظر إليها ، كما يقال : شيء رائع ، ولو أبصرته لراعك ، وهو يروع بجماله ؛ وقال بشر وذكر الظعائن :

عليهنّ أمثال الخُداريّ خِلقةً

من الرَّيطِ والرّقمِ التهاويلِ كالدّمِ

وهوّلتِ المرأةُ بحُلِيّها وثيابها.

هوم ـ هوّموا وتهوّموا : هزّوا هامَهم. من النُّعاس ، وما نمت غير تهويم وغير تهويمةٍ.

ومن المجاز : هذا ممّا يرقّص الهامَ أي يُعجب النّاس فيُنغِضون رؤوسهم ، وحدّثني فرقّص هامتي. وهو هامة القوم : لسيّدهم. ورأيتُ هاماً من النّاس : جماعةً بعد جماعة. وهو هامةُ اليوم أو غدٍ : مُشْفٍ على الموت.

هون ـ هان عليه ذلك : سَهُل ، وهو يهون عليه. وفي مثل : «هانَ على الأملس ما لاقى الدَّبِر» ، وهوّنتُه عليه تهويناً ، وما أهونه عليه! وشيء هَيّنٌ : حقير ، و «أهون من قُعَيْس على عَمّته» ، وأهانه إهانة ، وهان هَواناً وهُوناً ، وتهاونتُ به ، واستهنتُ به استهانةً. وهو «يمشي هَوْناً». و «أحبِبْ حَبيبَك هَوْناً مّا». وجاء على هَوْنه وهِينَته ، وامشِ على هِينتك. ورجلٌ هَيّنٌ وهَيْنٌ : وَقور ساكنٌ. و «إذا عزّ أخوك فَهُنْ». وإنّه لهَوْنُ المؤونة وهَيْنُ المؤونة : للشيء الخفيف. وهو يهاون نفسَه : يرفق بها ؛ قال الشّمَردل ابن شَريك اليربوعيّ :

دخلتْ هوادجَهنّ كلُّ رِبَحْلَةٍ

قامتْ تُهاوِنُ خَلْقَها الممكورا

هوي ـ هَوِيَه يهواه ، وهُوَ هَوٍ ، وهي هَوِيَةٌ ؛ قال :

أراك إذا لم أهوَ أمراً هوِيتَه

ولستُ لما أهوَى من الأمرِ بالهَوِي

وهو من أهل الأهواء (وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى). ومن هَوِيَ هَوَى. وهَوَى من الجبل. وهَوَت الدّلوُ في البئر هَوِيّاً ، بالفتح. وهَوَى إلى الجبل ، وهَوَى الجبلَ : صعِدَه ، هُوِيّاً ؛ قال :

يَهوي مخارمَها هُوِيَ الأجدلِ

وقال الشمّاخ :

٧٠٨

على طريقٍ كظَهر الأيم مطّرِدٍ

يَهوي إلى قُنّةٍ في منهل عالي

والنّاقة تَهْوي براكبها : تُسرع به. وطاح في المَهواة والهاوية وهي ما بين الجبلين. وتهاوَوا فيها : تساقطوا. وأهوَى بيده إلى الشيء ليأخذه. وهذه هُوّةٌ عميقة وهُوًى. وهَوَى الرجلُ : مات ، وهوت أمّه ، و (فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ). وجلستُ عنده هَوِيّاً : مَلِيّاً. ومضى هَوِيٌ من اللّيل. و (اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ).

ومن المجاز : قولهم للجبان : إنّه لهواءٌ : خالي القلب عن الجُرأة. (وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ) والأصل الجوّ.

هيأ ـ هو مُهَيّأٌ لكَذا ، ومتهيّئٌ له ، وهيّأتُهُ فتهيّأ. وما أحسن هَيْئَتَه وهيئاتِهم! وقالت العامريّة : كان لي أخ هَيّئٌ : ذو هيئة.

هيب ـ هِبْتُهُ هَيْبَةً ومَهابةً وتهيّبتُه. ورجلٌ مَهيبٌ : ذو هَيبة يهابه النّاس. وهيّبه إليّ : جعله مَهيباً عندي. وفلان هَيُوبٌ وهَيوبةٌ وهيبانُ : جبان ؛ قال أنس بن أبي إياس :

وباهِ تميماً بالغنى ، إنّ للغِنى

لساناً به المرءُ الهَيوبةُ يَنطِقُ

وأهاب الراعي بالإبل : صاح بها وقال : هابِ هابِ ؛ قال :

أهيبا بها يا ابنَيْ ضَباح فإنّها

جلتْ عنكُمُ أعناقُها لونَ عِظْلِمِ

ومن المجاز : قول أبي النّجم :

إذا غُرَيْضا نِسعتيها حُوّلا

بين الشّراسيف وهابا الكَلكَلا

و «الإيمان هيوب» وهَيوبة. وأهبتُ به إلى الخير : دعوتُه.

هيت ـ هَيتَ وهِيتَ لك بمعنى هلمّ لك. وهَيّتَ به : صاح به. ورجل هَيّاتٌ ؛ قال :

يحدو بها كلُّ فَتًى هَيّاتِ

هيج ـ هاج به الدّمُ والمِرّةُ. وهاج الغبارُ ، وهاجه وهيّجه. وهايجوه فلم يجد مَحيصاً. وهاجت له الدار الشوقَ فاهتاج ؛ قال :

هِيهِ وإن هجناك يا ابن الأطوَلِ

ضرباً بكَفَّيْ بطلٍ لم ينكُلِ

وهيّجتُ النّاقةَ فانبعثت ، وناقة مِهياج : نَزوع إلى وطنها. وشَهِدتُ الهَيْجَ والهِياجَ والهَيْجاءَ.

ومن المجاز : هاج الشرُّ بين القوم ، وهيّجه فلان. وهاج الفحلُ هَيْجاً وهِياجاً : هدر. وإذا استقلّ الرجل غضباً قيل : هاج هائجُه. وهاج المخبَّل بالزِّبرِقان فهجاه ، وهاج الهِجاءُ بينهما. وهاج البقلُ إذا أخذ في اليُبْس. وهاجتِ الأرضُ ، وأرض هائجة. وكلّ ضررٍ عَرَضَ فقد هاج.

هيد ـ لا يَهِيدَنّكَ هذا الأمرُ ، من هاده يهِيدُه إذا حرّكه وكَرَثَه.

هيض ـ عظم مَهِيضٌ ومُنهاضٌ : كُسِر بعد الجبر ، وهاض عظمَه.

ومن المجاز : هاضه الكرى ، وبه هَيْضَةُ الكرى : تكسيره وتفتيره ؛ قال الكميت يصف المسافرين :

لا يتَداوَى بنزلَةٍ منهُمُ ال

مدنفُ من هَيضةِ الكَرى الوَصِبُ

وتماثل المريضُ فهاضه كَذا : نكسه. وتَهيّضه الغرامُ ؛ قال ذو الرُّمّة :

فما أقولُ ارعوَى إلّا تهيَّضَه

حظٌّ له من خبال الشوق مقسومُ

هيط ـ هم في هِياط ومِياط : في اضطراب ومجيء وذهاب ، والهِياط : السَّوْق في الوِرد ، والمِياط : السَّوْقُ في الصّدَر.

هيف ـ رجلٌ أهْيفُ ، وامرأة هيفاء ، وفي خصرها هَيَفٌ ، وهم وهنّ هِيفٌ. وفلان مِهيافٌ : لا يصبر عن الماء ، واهتاف إذا عطِش. وهَبّتِ الهَيْفُ : الريح الحارّة.

هيم ـ هام في البَرّيّة. وهامتِ الإبلُ على وجوهها. ورملٌ هَيامٌ ، بالفتح : لا يتماسك. ورجل هَيْمَانُ : عطشان ، وقوم هَيْمَى ، وقد هام يَهيم ، وإبل هِيمٌ : عِطاش ، وبها هُيامٌ. وتقول : مَهْيَمْ بمعنى ما وراءك؟

ومن المجاز : هو هائمٌ بفلانة ومستهامٌ ، وقد هام بها ، وتهَيّمَتْهُ ، وبه هُيامٌ وهو الجنون من العشق.

٧٠٩

ي

يئس ـ يَئِسَ منه يأساً واستيأس ، وأيأستُه. وهو بين عَطفةِ مُطمَعٍ وصَدْفة مُؤيَسٍ. ورجل يؤوس. وتقول : الله يُخلف ويؤوس والعبد كنود يؤوس.

ومن المجاز : قد يئستُ أنّك رجلُ صدقٍ بمعنى علمت ؛ قال سُحَيم :

أقول لهم بالشِّعب إذ يَيْسِرونني

ألم تيأسوا أنّي ابن فارِس زَهْدَمِ

وقال آخر :

ألم تيأس الأقوامُ أنّي أنا ابنه

وإن كنتُ عن عَرْض العشيرة نائيا

وذلك أن مع الطمع القلقَ ومع انقطاعه السكونَ والطُّمأنينةَ كما مع العلم ولذلك قيل : «اليأس إحدى الراحتين».

يبب ـ منزلٌ خرابٌ يَبابٌ ، تقول : دارهم خرابٌ يَباب لا حارس ولا باب. وحوض يَباب : لا ماء فيه ؛ قال :

قد وَرَدتْ وحوضُها يَبابُ

كأنّها ليس لها أربابُ

حتى يُصلحوا حوضَها ؛ وقال الكميت في خالد بن عبد الله القسريّ وكان حفّاراً غرّاساً :

أخبرتْ عن فِعاله الأرضُ واستن

طق منها اليَبابَ والمعمورا

حفر فيها الأنهار وغرس الأشجار وأثّر الآثار فهي تنطق بما أحدث فيها ؛ وقال أيضاً :

بيَباب من التّنائف مَرْتٍ

لم تُمخَّط بها أُنُوفُ السِّخال

أي لم يقم فيها أحد حتى تلد فيها غنمه ، وخرّبوه ويبّبوه.

يبس ـ يَبِس الشيءُ يَيْبَسُ ويَيبِس ، وسُمع بعض العرب : جَمّرتُ الخبزَ كي يَابَسَ ظهرُه : جعلتُ عليه الجمرَ ، ويبّستُه وأيبستُه ، وأرضٌ يابسة ، وقد يبستْ إذا ذهب نداها. وعُود يابس ، وعيدان يُبَّسٌ. ومكان يَبَسٌ ، والسفينة لا تجري على يَبَسٍ ، (طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً). وهي ترعَى اليَبْسَ واليبيسَ : ما يبس من النبات. وأيبست الأرضُ ، وأرضٌ مُوبِسة : يَبِس نباتُها.

ومن المجاز : قد يَبِسَ ما بينهما إذا تقاطعا. ولا تُوبس الثرى بيني وبينك ؛ قال جرير :

أتغلبُ أُولي حلفةً ما ذكرتكم

بسوء ولكنّي عتبتُ على بَكْرِ

٧١٠

فلا تُوبسوا بيني وبينكمُ الثّرى

فإنّ الذي بيني وبينكُمُ مُثري

وأعيذك بالله أن تُيَبِّس رحِماً مبلولة. وبينهم ثديٌ أيبسُ أي تقاطُع ؛ قال العبّاس بن مِرداس :

تدعو هوازنُ بالإخاء وبيننا

ثديٌ تَمُدّ به هوازنُ أيبَسُ

وجاءت وعليها يبيس الماء أي العَرَق اليابس ؛ قال بشر أنشده سيبويه :

تراها من يَبيس الماء شُهباً

مُخالط دَرّةٍ فيها غِرارُ

أي في الحال التي خالط فيها دَرّةَ العَرَق غرارُه : يريد أن حالها في العرق بَيْنَ بَيْنَ. وضَرَبَ الأيبسَين : ما فوق الكعبين لقلّة لحمهما. وضَرَبَ الأيابِسَ : ما فوق الكعبَين والزَّندَين ؛ قال أبو ذؤيب :

وكلاهما متوشِّح ذا رونق

عَضْباً إذا مسّ الأيابسَ يَقطعُ

وقال الشمّاخ :

وإيّاكُمُ لا أخرقنّ أديمَكم

بمحتفِلٍ في أيبسِ العظمِ جارحِ

يعني لسانه جعله سيفاً. وحجر يابس : صلب ، «وأيبسُ من الصخر» ؛ قال :

إذا أنت لم تعشق ولم تدرِ ما الهوى

فكن حجراً من يابس الصخر جلمدا

ويقال : أيبِسْ أي اسكت. وشعر جعد : يابس لا يؤثر فيه البلّ بالماء ولا بالدُّهن. ورجل يابس ويَبَسٌ : قليل الخير. وامرأة يابسة ويَبَسٌ.

يتم ـ يَتَمَ الصّبيُّ من أبيه ويَتِم يُتْماً ويَتَماً. وفلان يتيم : مُقْطَعٌ مات أبواه ، وهم يتامى وأيتام ومَيْتَمَةٌ كمشيخة ، عن بعض العرب : هو في مَيْتمة وأراملَ ، وأيتمه الله ، وأيتمت المرأةُ. وامرأة مُوتِمٌ : لها أيتام. والحربُ مَيْتَمَةٌ مَأيَمَةٌ.

ومن المجاز : دُرّة يتيمة. وهذا بيتٌ يتيمٌ ، وهذه صريمةٌ يتيمة : للرملة المنفردة من الرمال ؛ قال الذهليّ :

قَوداء يحمل رحلَها

مثلَ اليتيم من الأرانبْ

يريد سنامها ، والأرانب : أحقاف الرمل. وما في سيره يَتَمٌ : ضعف وفتور وهو مستعار من حال اليتيم.

يتن ـ خرجَ الولدُ يَتْناً ، وأيتنت المرأةُ.

يدع ـ صَبَغَ ثوبَه بالإيدَع : بالبَقَّمِ ، وثوبٌ مُيَدَّعٌ ، ويَدّعَهُ الصّبّاغُ.

يدي ـ بسط يدَه ويُدَيَّتَه. ويَدَيْتُهُ : ضربت يدَه. وإذا وقع الظبي في الحبالة قيل : أمَيْدِيٌ أم مَرْجُولٌ؟ ويُدِيَتْ يَدُه : شُلّت ؛ قال الكميت :

فأيّاً ما يكن يكُ وهو منّا

بأيدٍ ما وبَطنَ ولا يَدِينَا

ويقال : ما له يَدِيَ من يَدَيْه : دعاء عليه. وبايعتُه يداً بيد ، ويادَيتُه : بايعتُه.

ومن المجاز : لفلان عندي يَدٌ. وأيدَيتُ عنده ويَدَيْتُ : أنعمتُ ؛ قال :

يَدَيْتُ على ابن حسحاسِ بن وَهْبٍ

بأسفل ذي الحَذاة يَدَ الكريمِ

وإنّ فلاناً لذو مال يَيْدي به ويَبوعُ : يبسط به يدَه وباعَه. و «أخذ بهم يَدَ البحر» : طريقه. و «تفرّقوا أيدي سَبا» وأيادي سَبا ؛ قال وَبرةُ بن مُرّة الشيبانيّ :

وأصبح القومُ أيادي سَبا

هُنَا وهَنّا ما لهمْ من نظامِ

ويقال : ذهبوا أياديَ ؛ قال الأعشى :

فصاروا أياديَ ما يقدِرو

ن منه على ريّ طفلٍ فُطِمْ

منه : من ماء مأرِب. وما لك عليه يدٌ : ولاية. وهذا مُلك يده ويمينه. وهذه الدار في يده. ولا أفعله يَدَ الدّهر : أبداً ؛

٧١١

وقال ذو الرُّمّة :

وأيدي الثريّا جُنَّحٌ في المغارب

وقال لبيد :

وغداةِ ريح قد وزَعتُ وقِرّةٍ

إذ أصبحتْ بيد الشَّمال زمامُها

وله :

أضلّ صِوارَهُ وتضيّفتْهُ

نَطوفٌ أمرُها بيد الشَّمال

ولا يدَيْ لك به ، و «ما لك به يدانِ» إذا لم تستطعه. والأمر بيد الله. ويا رب هذه ناصيتي بيدك ؛ وقال الطرمّاح :

بلا قوّة مني ولا كَيس حيلة

سوى فضل أيدي المستغاثِ المسبَّحِ

وابتعت هذه السّلعَ اليديْن أي بثمنَين مختلفَين غالٍ ورخيص. و «لقيته أوّلَ ذاتِ يديْن» ، وأمّا أوّل ذات يدين فإنّي أحمد الله أي أوّل كلّ شيء. وأدرتُ الرحَى بيدها. ودقَقتُ بيد المِنحاز. وجلست بين يدَيْه. وهم يدُه وعضُدُه : أنصاره ؛ قال :

أعطَى فأعطاني يداً وداراً

وباحةً حوّلها عَقارا

و «سُقِطَ في يده» : ندِمَ. والقوم عليّ يدٌ واحدة وساقٌ واحدةٌ إذا اجتمعوا على عداوته. وله يد عند النّاس : جاهٌ وقَدْرٌ. «واجعل الفُسّاق يداً يداً ورِجلاً رِجلاً فإنّهم إذا اجتمعوا وسوس الشيطان بينهم بالشرّ». وهو أطول يداً منه : أسخى. وأعطى بيده : انقاد. وأعطَوا الجزيةَ عن يدٍ : عن انقياد واستسلام أو نقداً بغير نسيئة. ويدي لمن شاء رهن ، ويدي رهينة بكذا أي أنا ضامن له. ونزع يده عن الطاعة. وأعطاه عن ظَهر يد : من غير مكافأة. وخرج كتّاب العراق من تحت يد صالح بن عبد الرحمن وهو كاتب الحجّاج أي خرّجهم في الكتابة وعلّمهم طرقَها. وشمّر يد القميص : كمّه. وثوب قصير اليد : لا يبلغ أن يُلتحف به. وثوب يَدِيٌ : واسع. وعيش يَدِيٌ.

يرع ـ وقع الحريق في اليَراع : في القصَب ؛ قال المسيَّب ابن عَلَسٍ :

ومهاً يرِفّ كأنّه إن ذقته

عانيّةٌ شُجّتْ بماء يراعِ

أراد قصب السكر. ونفخ الراعي في اليراعة وكتب الكاتب باليراعة ؛ قال :

أحِنُّ إلى ليلى وقد شطّت النّوى

بلَيلى كما حنّ اليراعُ المثقَّبُ

أي المزامير. وغَشِيَ اليراعُ الوجوهَ وهو شِبه البعوض.

ومن المجاز : قولهم للجبان الذي لا قلبَ له : هو يَراعةٌ ويَراعٌ ؛ قال :

طالَ لَيْلي بشطّ ذاتِ الكُرَاعِ

إذ نَعَى فارِسَ الجَرادةِ نَاعي

فارسٌ في اللّقاء غَيرُ يَرَاعِ

ولبعضهم في صفة القلم :

فلا تَغْتَرِرْ أن قد دَعْوَهُ يَراعةً

فإنّ صَريراً منه يستهزِمُ الجُنْدَا

يرق ـ أصاب الرجُلَ والزّرْعَ اليَرَقانُ والأَرَقانُ. ويُرِق وأُرِقَ فهو مَيْرُوق ومَأرُوقٌ. ونَخْلة مأروقة. ورأيتُ في يَدَيْها يَارَقَين ويَارَجَين وهما ضَرْب من الحُليّ ؛ قال الأعشى :

إذا قلّدتْ مِعْصَماً يَارَقاً

وفُصّل بالدُّرّ فَصْلاً نَضِيرا

يرن ـ اختضَبَتْ باليَرَنَّإ وهو الحِنّاء.

يسر ـ يَسَرَ الأمرُ ويَسُرَ وتَيَسّر واستَيْسَر ويسّره الله تعالى وياسَرَه : ساهله. وأمرٌ يسير : غير عسير (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً). ويقال في الدّعاء للحُبْلى : أيْسَرَتْ وأذْكرَتْ أي يُسرَتْ عليها الوِلادةُ. وتَيَسّر له الخروج. وتيسّر له فَتْحٌ جَليلٌ. وخُذْ بمَيْسُوره ودَعْ معسوره. ويُسِر الأمرُ فهو ميسور (قَوْلاً مَيْسُوراً). ورَجلٌ وفرس يَسَرٌ : لَيّن الانقياد ؛ قال :

٧١٢

إنّي على تَحَفُّظي ونَزْري

أعسَرُ إن مارَسْتَني بِعُسْرِ

ويَسَرٌ لمَنْ أرادَ يُسْرِي

وإنّ قوائمَ هذه الدابّة يَسَرَاتٌ : خِفافٌ طَيّعَةٌ ؛ قال كَعْب بن زُهَير :

تَخْدي على يَسَرَاتٍ وهيَ لاحقةٌ

ذوابِلٌ وَقْعُهُنّ الأرضَ تحْلِيلُ

وقال ابن مُقبل :

لدَهْماءَ إذْ للنّاسِ والعَيشِ غِرّةٌ

وإذْ خُلُقَانَا بالصِّبَا يَسَرَانِ

سهلانِ متَيَسّران. وفَتْلٌ يَسْرٌ : خِلاف شَزْرٍ وهو نحو خَدّك ، وطَعْنٌ يَسْرٌ : حِذَاءَ وجهِك. وولادة يَسْرٌ. ويَسّرَه الله لليُسْرَى : وفّقه. وشيء يسير : قليل حقير ، وقد يَسُرَ مثل حَقُرَ. ويَسّرت الغَنَمُ : كَثُر لبنُها ونَسْلُها. وقَعَدوا يَمْنَةً ويَسْرةً ، وعن اليَمين وعن اليَسار ، واليُمْنى واليُسْرى ، والمَيْمَنَةِ والمَيْسَرَةِ. وولّاه مَيَاسِرَه. ويامِنْ بأصحابك وياسِرْ بهم. وتيامنوا وتياسروا. وهو أعْسَرُ يَسَرٌ ، وهي عَسْراءُ يَسَرَةٌ. وأيمنتُ إبلي وأيسرتُها : عَدَلْتُها يميناً ويساراً. ويَسَرَ الرجلُ : ضرب بالقِداح ، يَيْسِرُ مَيْسِراً ، ولعب بالمَيْسِر ؛ قال الفرزدق :

وهل تَركتْ منكم رِماحُ مُجاشِع

ونَوْكاهُمُ إلّا أُكُولَةَ مَيْسِرِ

هي الجَزُور يأكلها الميسر ويُقَسّمها ؛ وقال لبيد :

واعْفِفْ عن الجاراتِ وام

نحهُنّ مَيْسِرَك السّمِينا

أراد الجَزُور ، ورِجل ياسرٌ ويَسَرٌ ، وقوم أيسار ؛ قال :

وهمُ أيسارُ لُقْمانَ إذَا

أغْلَت الشّتْوَةُ أبْداءَ الجزُرْ

ويَسَرُوا الجَزُورَ : قَسَموها ، وتياسروها : تقاسموها.

ومن المجاز : أسَرُوه ، ويَسَرُوا مالَه. وتياسرت الأهواء قلبَه ؛ قال ذو الرُّمّة :

بتفريق أظعانٍ تياسَرْنَ قلبَه

وخان العَصَا من عاجِل البينِ قادحُ

وهو من فصيح الكلام وعَالِيه ، وما فصّحه وأعلاه إلّا الاستعارة. ويسّره لكذا : هيّأه ؛ قال أبو دؤاد :

وقد يَسّرُوا مِنْهُمُ فَارِساً

حَديدَ السِّنانِ كميشَ الطّلَبْ

يعر ـ للشّاة يَعَارٌ : صِياح ، وقد يَعَرت الماعِزةُ تَيْعَرُ.

يفخ ـ وَطئ فلانٌ يَوافيخَ القُرُومِ إذا سُلّمتْ له السّيادةُ والعُلُوُّ. ومَسّ بيافُوخِه السِّماك. وصَدَعوا يافوخَ اللّيل إذا أدْلَجُوا ؛ قال ذو الرُّمّة :

تَيَمّمْنَ يا فُوخَ الدُّجى فصَدَعْنَهُ

وجَوْزَ الفَلا صَدْعَ السّيوفِ الصّوادع

يفع ـ علوتُ اليَفَاعَ ؛ قال النابغة :

وحَلّتْ بيوتي في يَفَاعٍ مُمَنَّعٍ

تخالُ به راعي الحَمُولَةِ طائرا

ويَفَعْتُ الجبلَ : صَعِدْتُه. وأيفَع الغلامُ وتَيَفّع ، وغلام يافِع ويَفَعَة ، وغِلمانٌ يَفَعَةٌ وأيفاعٌ. وهم أيفاعُ صِدْقٍ ؛ قال :

كُهُولٌ ومُرْدٌ من بَني عَمّ مالكٍ

وأيفاعُ صِدقٍ لو تملّيتُهم رِضَا

وترفّع فلان وتَيَفّع ؛ قال :

حتى إذا قالوا تَيَفّع مالِكٌ

سَلَقَتْ أُمَيْمَةُ مالِكاً لِقَفَاهُ

ومن المجاز : مَجْدٌ يافِعٌ ؛ قال سَليمُ بن مُحْرِز :

وعَمّيَ جَبّارٌ وجَدّيَ مالِكٌ

هما رفَعا البيتَ الطّويلَ نصائبُهْ

٧١٣

لنا وأحَلّانَا بأرْعَنَ يَافِعٍ

من المَجد لا يَسطيعُهُ مَنْ يُطالبُهْ

يقظ ـ ما أنساك في النّوم واليَقَظَةِ ، وأيقظته ويقّظته فاستيقظ وتيقّظ. ورجل يقظانُ وامرأة يقظَى ، وقوم أيقاظ ، وباتت عيني يقظَى تُراعيك.

ومن المجاز : رجل يقظانُ الفكر ومتيقِّظٌ ويَقِظٌ ويَقُظٌ. وهو يستيقظ إلى صوته ؛ قال الفرزدق :

يستيقظون إلى نُهاق حميرهم

وتنام أعينهم عن الأوتار

وأيقظ الترابَ ويقّظه : أثاره ؛ وقال الحماسيّ :

إذا نحن سِرنا بين شرقٍ ومغربٍ

تحرّك يقظانُ التراب ونائمُهْ

يقن ـ يَقنَ الأمرَ يَقَناً ويَقْناً ، وهو يقين ؛ قال الأعشى :

وما بالذي أبصرتْه العُيُو

نُ مِن قطْع يأسٍ ولا من يَقَنْ

ويقال : يقِنتُ الأمرَ وأيقنتُه وتيقّنتُه واستيقنتُه.

يلب ـ أصبحوا وعلى أكتافهم يَلَبُهُم وأمسوا وفي أيدينا سَلَبُهم ؛ وهو البَيْضُ والدروع.

يمن ـ يُمِنَ على قومه يُمْناً ، وهو ميمونٌ عليهم ، وهو الأيمنُ ، وهي اليُمنى. وأخذ بيمينه ويُمناه ، قالوا لليمين : اليُمنَى ، كما قالوا للشّمال : الشُّؤمى. وقيل للحَلِفِ : اليمينُ لأنّهم كانوا يتماسحون بأيمانهم فيتحالفون. وتيمّن به. ويمّنَ عليه وبَرّكَ. ويمينُ الله ، وأيمُنُ الله ، وايْمُ الله ، ولَيْمُنُ الله لأفعلنّ ؛ قال :

فقال فريقُ القوم لمّا نَشدتُهم

نَعَمْ وفريقٌ لَيْمُنُ الله ما ندري

واستيمنتُه : استحلفتُه. ويامَنوا وتيامَنوا : أخذوا في جانب اليمين. وولّاه ميامنَه. وأيمنَ الرجلُ ويامَنَ وتيامنَ : أتَى اليَمَن. ولبِس اليُمْنَةَ وهي من بُرود اليَمَنِ.

ومن المجاز : هو مِلكُ يمينه. وهو عنده باليمين : بمنزلةٍ حسنة. وضربها بالمَيْمون : جامَعها ؛ قال :

أضرِبُ بالمَيمون في دِهليزها

أصبُّ ما في قُلّتي في كوزها

ويقال للشيخ الفاني : التيمُّن أرْوَحُ أي الموت لأن الميِّتَ يتوسّد يمينَه ؛ قال :

إذا المرء عَلْبَى ثمّ أصبح جلدُه

كرَحْضِ أديمٍ فالتيمُّن أرْوَحُ

ظهرت عَلابِيُّهُ من الكِبَرِ. الرَّحْضُ : الشَّنّ الخَلَقُ. ويقولون : نحنُ يَمَنٌ وهم شَامٌ.

ينع ـ ثمرة يانعة ومُونِعَةٌ : نضيجةٌ ، وقد يَنَعَتْ وأينعَتْ ، وهذا أوان يَنْعِهِ ويُنْعِهِ ، ورمّان يَنيعٌ ؛ قال عمرو بن مَعدِيكَرِبَ :

كأنّ على عوارضهنّ راحاً

يُفَضّ عليه رُمّانٌ يَنيع

ومن المجاز : دم يانع : شديد الحمرة ؛ قال سُوَيدُ بن كُراعٍ :

وأبلجَ مختالٍ صبغنا ثيابَه

بأحمرَ مثلِ الأُرجُوانيّ يانعِ

وينَع الشيءُ : قَنَأ لونُه.

يوح ـ جعلك الله أعمرَ من نوح وأنور من يوح ؛ وهي الشمس.

يوم ـ ما رأيته اليومَ ، وما رأيته مذ يَوْمَ يوم ؛ قال :

ولو لا يَوْمَ يَوْمَ لما أردنا

جزاءك والقُروضُ لها جزاء

واللهم ارزقني قوتَ يوم بيومٍ. وياومتُ الأجيرَ مُياوَمةً.

٧١٤

ويومٌ ذو أيّام ، ويومٌ كأيّامٍ ؛ قال النابغة :

إنّي لأخشى عليكم أن يكون لكم

من أجل بغضائهم يومٌ كأيّامِ

تبدو كواكبُه والشّمس طالعةٌ

نورٌ بنور وإظلامٌ بإظلامِ

ويومٌ أيْوَمُ : شديدٌ ؛ قال رؤبة :

شيّبَ أصداغي الهمومُ الهُمَّمُ

وليلةٌ لَيلَا ويومٌ أيْوَمُ

ومن المجاز : ذُكر في أيّام العرب كذا أي في وقائعها. (وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ) : بدمادمه على الكَفَرة.

يهم ـ مفازة يَهْماء ما فيها ماء. و «أعوذ بالله من الأيْهمَين» : الحَرَقِ والغَرَقِ ، وقيل : السّيلِ والفحلِ الهائج.

٧١٥
٧١٦

الفهرست

الزَّمَخْشَري

٥

حرف الصاد

٣٤٥

مقدّمة المؤلف ، رحمه الله

٧

حرف الضاد

٣٦٩

حرف الهمزة

٩

حرف الطاء

٣٨٢

حرف الباء

٢٧

حرف الظاء

٤٠١

حرف التاء

٥٩

حرف العين

٤٠٦

حرف الثاء

٦٨

حرف الغين

٤٤٤

حرف الجم

٨٠

حرف الفاء

٤٦١

حرف الحاء

١٠٩

حرف القاف

٤٨٨

حرف الخاء

١٥١

حرف الكاف

٥٣٢

حرف الدال

١٨١

حرف اللام

٥٥٥

حرف الذال

٢٠١

حرف الميم

٥٨٠

حرف الراء

٢١٢

حرف النون

٦١١

حرف الزاء

٢٦٥

حرف الواو

٦٦٣

حرف السن

٢٨١

حرف الهاء

٦٩٣

حرف الشن

٣١٨

حرف الياء

٧١٠

٧١٧