أساس البلاغة

المؤلف:

أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار صادر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧١٧

ومن المجاز : رجل وَطْبٌ : جافٍ ؛ قال :

أفي أنْ سَرَى كلبٌ فبيَّت عُلبةً

وجُبْجُبَةً للوَطْب سلمَى تُطلَّقُ

وطد ـ وطَد المكانَ ووطَّده إذا ضربه بالمِيطَدة ليتصلّب لأساس بناء أو غيره.

ومن المجاز : وطَّد الملكَ توطيداً. وعزٌّ موطَّد وموطود وواطدٌ : ثابت. ووطَّدتُ منزلةَ فلان عند فلان ، وتوطَّدتْ له عنده منزلةٌ ، ومنه : وَطائد المسجد : لأساطينه ، ووطائد القِدر : لأثافيه. وفلان من وطائد الإسلام ؛ قال :

فأنتَ لدين الله فينا وطيدةٌ

وأنت عن الأحساب فينا المُذَبِّبُ

أي دِعامةٌ.

وطر ـ قضَيتُ منه وطَري وأوطاري.

وطس ـ وطَستِ الركابُ اليَرمعَ : كسرته ، ووطَستُ الأرضَ : هزَمتُ فيها. وحفر وطيساً : حفرة يُختبزُ فيها ويُشتوَى.

ومن المجاز : حَميَ الوطيسُ إذا اشتدّت الحرب. وتواطستِ الأمواجُ : تلاطمت.

وطش ـ وطَّشتُ القومَ عني : دفعتهم. وضربوه فما وطَّش إليهم توطيشاً : ما مدّ يده إليهم ولا دفع عن نفسه. ووطِّشْ لي شيئاً من الحديث حتى أذكره أي افتحْ.

وطف ـ في أشفاره وَطَفٌ : طول شَعر واسترخاء.

ومن المجاز : سحابة وطْفاءُ : لها هَيدبٌ ، وسحاب وُطْفٌ. وعيش أوطفُ : رخيّ.

وطن ـ كلٌّ يحبّ وطنه وأوطانه وموطنه ومَواطنه ، والإبل تحنّ إلى أوطانها. وأوطن الأرضَ ووطَّنها وتوطَّنها واستوطنها. وأرسلت الخيل من المِيطانِ : من حيث تُوطَّن للسّباق.

ومن المجاز : هذه أوطان الغنم : لمرابضها. وثبت في مَوطن القتال ومَواطنه وهي مَشاهده. وإذا أتيتَ مكَّة فوقفت في تلك المواطن فادعُ لي ولإخواني أي في تلك المشاهد. ووطَّنت نفسي على كذا فتوطَّنتْ ؛ قال :

ولا خيرَ فيمن لا يُوطِّن نفسه

على نائبات الدّهر حين تَنوبُ

وواطنتُه على الأمر : وافقتُه.

وظب ـ وظَب على الأمر وُظوباً ، وواظَب عليه مُواظبة : داوم.

وظف ـ له وظيفةٌ من رزق ، ووظائفُ ووُظُفٌ ، وعليه كلّ يوم وظيفةٌ من عمل. ووظَّف عليه العمل ، وهو مُوظَّف عليه ، ووظَّف له الرزق : ووظَّف لدابَّته العلَف. وضرب وظيفَ دابّتهِ وأوظفة دوابّه وهو مقدّم السّاق.

ومن المجاز : للدنيا وظائفُ أي نوب ودول ؛ قال :

أبقت لنا وقعاتُ الدّهر مكرمَةً

ما هبّت الريحُ والدنيا لها وُظُفُ

وجاءت الإبل على وظيفٍ واحد وخفّ واحد إذا جاءت قِطاراً.

وعب ـ أوعبتُ الشيءَ واستوعبته إذا استنظفته.

ومن المجاز : استوعبَ الجرابُ الدّقيقَ. وفي الحديث : «إن النِّعمة الواحدة تستوعب عملَ العبد يوم القيامة». وأوعبَ الجَدْعُ أنفَه ، وجدَعه جَدْعاً مُوعِباً. وركْضٌ وَعِيبٌ وهو أقصى ما عند الفرس ؛ قال بعض العبديّين :

أمالَ بها كَفَّهُ مُدبراً

وهل يُنْجِينَّك ركضٌ وَعِيبُ

وأتبعَهُ طعنَةً ثَرَّةً

يسيل على السرج منها صبيبُ

وبيتٌ وعِيبٌ : واسع يستوعب ما يُجعل فيه ، وأوعب بنو فلان لبني فلان : جاءوهم بأجمعهم. وأوعبوا جَلاءً : لم يبقَ في بلدهم أحد.

وعث ـ هو يمشي في الوَعْث والوُعوث : في دِهاسٍ يشقُّ فيه المشيُ ، وقد أوعثوا ، كقولك : أسهلوا.

ومن المجاز : «أعوذ بالله من وَعْثاء السّفَر» : من شدّته. وركب فلان الوَعْثاءَ إذا أذنب ؛ قال الكميت :

٦٨١

وأين ابنُها منكم ومنّا وبعلُها

خُزَيمةُ والأرحام وَعْثاءُ حُوبُها

ويده وَعْثَةٌ : منكسرة ؛ قال :

ألستم تغضبون إذا رأيتم

يميني وَعْثَةً وفمي رُتاما؟

ورجلٌ وَعْثُ اللّسان إذا عجز عن الكلام ؛ قال ابن هرمة :

ومغوِّثٍ بعد الهدوّ أجبته

ولسانُه وَعْثُ اللهاة قطيع

وأوعثَ المتكلّمُ. وامرأة وعْثَةُ الأرداف : عجزاء ؛ قال ابن هرمة :

ثمّ قامتْ حولها أترابها

وعْثةَ الأرداف غَرْثَى المُلْتَزَمْ

وعد ـ وعَدتُه كذا. وأوعدته بالعقوبة وتوعَّدتُه. وقد أخلف وعدَه وعِدَته ومَوعِدَه ومَوعِدتَه ومَوعودَه ومِيعاده ، وهذا الوقتُ والمكانُ ميعادُهم ومَوعِدُهم ، وتواعدوا واتّعدوا ، ووعدتُه فاتّعد : قَبِل الوعدَ نحو وعظتُه فاتّعظ. واشتدَّ الوَعيدُ.

ومن المجاز : وعدتُه شرّاً (الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ). وأصبحتْ أرضهم واعدة إذا رُجيَ خيرُها ، وقد وَعَدت. ويومٌ وعامٌ واعِد. ورأيتُ شجرَها ونباتَها واعِداً. وفرس واعِدٌ يَعِد الجَرْيَ ؛ قال في صفة النّخْل :

كيف تَراها واعِداً صِغارُها

تسوءُ شُنَّاءَ العِدَا كِبارُها

وأنشد ابن دُرَيد :

راحتْ ركائبُهم وفي أكوارِها

ألفانِ من عُمِّ الأثيلِ الواعدِ

ما إن رأيتُ ولا سمعتُ بِأركُبٍ

حمَلَتْ حدائِقَ كالظَّلامِ الرّاكدِ

أراد السِّجلَّ بالنّخْل الموهوب ؛ وقال سويدٌ :

رَعَى غيرَ مذعورٍ بهنَّ ورَاقَهُ

لُعاعٌ تهاداه الدّكادِكُ واعِدُ

وقال ابن ميّادة يصف مطراً :

سَبَقَتْ أوائلُه أواخرَ نَوْئِه

بمشرَّعٍ عذْبٍ ونَبْتٍ واعِدِ

وقال خُفَافٌ :

جدَّ سَبُوحاً غَيرَ ذي سَقْطَةٍ

مستَفرِغاً مَيْعَتَه واعد

وقال :

إذا ما استحمَّتْ أرضُه من سمائِه

جرى وهو مَودوعٌ وواعدُ مَصْدَقِ

وأوعد الفحلُ وعيداً شديداً إذا هدَر وهمَّ أن يَصُول ؛ قال أبو النَّجم :

يُرْعَد أن يُوعِدَ قَلْبُ الأعزل

وعر ـ مشى في الوَعْر والوُعُور والأوعار والوُعُورة. ووَعُر المكانُ ووَعِرَ وتوعَّر : صلُبَ ، وطريق وَعْر ووعِر وأوعرُ. وأوعروا : وقعُوا في الوُعُورة ، واستوعروا الطريق.

ومن المجاز : هو وَعْر المعروف : قليله ، وشيء وعْر : قليلٌ ، وأوعرتُه : قلَّلتُه.

وعز ـ أوعز إليه ووَعَّزَ ووَعَزَ.

وعس ـ مشى في الوَعْس والوَعْساء والأوعاس. ورمل أوعسُ. والإبل تُواعسُ ليلَها مُواعَسَةً وهو ضرب من السَّير ؛ قال ذو الرُّمّة :

كم اجْتَبنَ من ليلٍ إليكَ وواعَستْ

بنا البِيدَ أعناقُ المَهَارَى الشَّعاشِعِ

وعظ ـ هو من بَين الوُعَّاظ حَسَنُ الوَعْظ والعِظَةِ والموْعِظة والمَواعظ.

وعوع ـ وعْوَع الكلبُ. وسمعتُ وعوعةَ الذِّئاب وبناتِ آوى. وخطيبٌ وعْوَعٌ : مدح ، ووعواعٌ : ذمّ.

وعك ـ إذا أخذت الكلابُ الصّيدَ فمرّغتْه قيل : وعَكَتْه وعْكاً.

ومن المجاز : وعَكتْه الحمَّى : دكَّتْه ، ووُعِك فهو موعوك ، وبه وَعَكُ الحمَّى ، ووعكة الحمَّى. ويوم وَعِكٌ :

٦٨٢

شديد الحرّ ؛ قال الأخطل :

رعاها بصحراوينِ حتى تَقَيَّظَتْ

وأقبل شهْرَا وَقْدَةٍ وعِكان

وعل ـ هَلَكَ الوُعُولُ أي الأشرافُ والعِلْيَةُ.

وعي ـ وَعَيْتُ العِلم وَعْياً (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ). ولفلان عينٌ راعيه وأُذنٌ واعيه. وأوعيتُ المتاعَ. ووَعَى الجُرْحُ : انضمّ فُوه على مِدَّة ، ويقال : بَرئَ جُرحه على وَعْي. ووعَى عظمُه : انجبر. وسمِعتُ وَعيَ الجيش : جَلَبَته ، ووَعَى البَعُوض ؛ قال الهُذَليّ :

كأنّ وَعَى الخُموش بجانِبَيْه

وَعَى رَكْبٍ أُميم ذَوي هِيَاطِ

وارتفعتِ الواعية : الصُّراخ على الميت. وسمِعتُ واعيةَ القوم : أصواتَهم ؛ قال الراعي :

فلمّا علا وجهُ النّهار ورفَّعتْ

به الطّيرُ أصواتاً كواعية الجُندِ

وغد ـ هو وَغْدٌ من الأوغاد : دَنيٌّ ، وأصله سَهْم لا حظَّ له.

وغر ـ جاء في وَغْرَة القيظ. ووَغَرَتْه الشمس : اشتدّ وقعُها عليه. ووَغِرَ عليه صدرُه ، وأوغر صدرَه : غاظه. وأوغر النصارى الخِنزيرَ : أغلَوْا له الماءَ وسَمَطُوه وهو حيٌّ ثمّ ذَبحوه ، وفي مثل : «كَرِهتِ الخنازيرُ الماءَ المُوغَر» ؛ وقال :

ولقد رأيتُ مكانَهم فكرِهتُهم

ككراهةِ الخنزير للإيغارِ

وأوغره السلطانُ أرْضاً : جعلها له من غير خراج ، وقيل : إيغار الخراج : استيفاؤه.

وغل ـ أوغلُوا في السَّير وتوغَّلوا : أمعنوا ، ويُسْتَعمَل في كلّ إمعان. ووغَلَ في الشجر وُغُولاً : توارى فيه : ودخل على القوم واغلاً.

وغم ـ في قلبه وَغْمٌ : حِقْدٌ. ووغِم وَغْماً ووَغَماً : حَقَد ، ووغَمتَ وَغْماً إذا أخبرت الإنسان بما لم تستيقنه.

وغي ـ شهِدتُ الوغَى ، وأصله الجَلَبَةُ في الحرب.

وفد ـ وفدتُ عليه وإليه وُفُوداً ووِفادَةً ، وهو كثير الوِفادات على الملوك ، وأوفدت عليه فلاناً ، وما أوفدَك علينا؟ واستوفدني ، ووافدتُ فلاناً على الملك ، وتوافدنا عليه ، ورأيتُ عندهُ الوَفْد والوُفُود والوُفَّاد.

ومن المجاز : الحاجُ وفدُ اللهِ ؛ وقال رؤبة :

يكلُ وفدُ الرّيح من حيث انخرَقْ

أي اتّسع. وبينما أنا في المضيق إذ وَفَدَ الله عليّ برجل فأخرجني منه بمعنى جاءني به. ورأيتُ وافدَ الإبل وافدَ الطير وهو الذي يتقدّم سائرها في السير والورود. ويقال للهَرِم : غاب وافداه وهما الناشزان من الخدّين عند المضغ وإذا هرم الإنسانُ غارا ؛ قال الأعشى :

رأيتُ رجلاً غائب الوافديْ

ن مختلفَ الخَلْق أعشى ضريرا

وأوفد الشيءُ : ارتفع وأشرف. وسنام مُوفِدٌ. وما أحسن ما أوفدَ حارِكَه ؛ قال :

ترى العلافيَّ عليها مُوفِدا

كأنّ برْجاً فوقها مشيَّدا

وقال :

ذو وَرِكٍ عظيمة كالتُّرسِ

وذو سَنامٍ مُوفِدِ المَجَسِ

وأوفده غيره ؛ قال ابن أحمر :

كأنّما المُكّاءُ في بِيدها

سُرادِقٌ قد أوفدتْه الأُصُرْ

رفعته. واستوفد في قِعدته : ارتفع وانتصب. ورأيته مستوفِداً. وتوفَّدت الأوعالُ فوق الجبل : تشرّفت.

وفر ـ شيء وافر وموفور ومُوفَّر ومُسْتَوْفر ، وقد وَفَر ووَفُر ، ووفَرتُه ووفَّرته ، ووفَّرتُ عليه حقَّه فاستوفره نحو : وفَّيته إيَّاه فاستوفاه. وهذه أرض في نبتها وشجرها وَفْرَةٌ وَفِرَةٌ أي وُفورٌ لم يُرعَ ولم يحطمه المالُ. ولفلان وَفْرٌ : مال وافر ، وهو في فِرَةٍ من المال. وسقاءٌ أوفرُ ، ومزادة وفراءُ : لم يُنقص من أديمها شيء. وجارية ذات وَفْرَةٍ :

٦٨٣

ذات جُمَّةٍ إلى أذنيها. وأكلتُ من الوافرة وهي ألية الكبش إذا كانت عظيمة.

ومن المجاز : وَفَرْته عِرضَه وَفْراً إذا أثنيتَ عليه ولم تعبه ، ويقال : فِرْ صاحبَك عِرضَه. وفي مثل : «تُوفَرُ وتُحمَد» أي يصان عرضك ويُثنى عليك. وتركته على أحسن مَوْفِرٍ : على أحسن حال. ووَفَّر شَعره : أعفاه. وتوفَّر على صاحبه إذا رعى حُرُماتِه. وتوَفَّر على كذا إذا كان مصروف الهمَّة إليه. وكان ذلك وأصحاب رسول الله ، صلَّى الله تعالى عليه وسلَّم ، متوافرون.

وفز ـ أنا مستوفِز ، وأنا على وَفَزٍ وعلى أوفاز ووِفاز ؛ قال يخاطب الموت :

وهذا الخَلْقُ منك على وِفازٍ

وأرجلهم جميعاً في الرّكابِ

وأوفزتُه : أعجلتُه. وبات يتوفَّز على فراشه : يتقلَّب ، وبات متوفِّزاً. وتوفَّزتُ لكذا : تهيَّأت له.

وفض ـ أوفض في سيره واستوفض : أسرع. (إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ). واستوفضتُه : استعجلته. ومعه وَفْضَةٌ ، ومعهم وَفَضاتٌ ووِفاضٌ ؛ قال الطرمّاح :

قد تجاوزتُها بهضَّاءَ كالجِن

ة يُخفون بعضَ قرع الوِفاضِ

وفق ـ وافقتُه على كذا. وبينهما وِفاق. وهما متفقان ومتوافقان. ووفَّقت بينهما ، ووفَّقت بين الأشياء المختلفة. والله يوفِّق عبدَه للطاعة وفي الطاعة. وهو يستوفق ربَّه للخير ، ويقال : لا يَتوفَّق عبد حتى يوفِّقه الله تعالى ، وإنَّه لموفَّق رشيد. وجاء القومُ وَفْقاً : متوافقين ؛ قال :

يهوين شتَّى ويقعن وَفْقا

متوافقة. وحَلوبته وَفْقُ عياله أي لبنها يكفيهم ؛ قال الراعي يشكو الساعي :

أمَّا الفقير الذي كانت حَلوبته

وَفْقَ العيال فلم يُترك له سَبَدُ

ووَفِقَ الأمرُ يَفِقُ : كان صواباً موافقاً للمراد. ووَفِقْتَ أمرَك : صادفته موافقاً لإرادتك. ووُفِّقْتَ أمرَك : أُعطيتَه مُوافقاً لمرادك. ووافقتُ فلاناً في موضع كذا ، ووافقتُه على أمر كذا بمعنى صادفته.

وفي ـ درهم وافٍ. وكيْل وافٍ. وله شَعَرٌ وافٍ. ووَفَى جَناحُ الطائر ، وله جناح وافٍ : ضافٍ. ووزنَ له بالوافية : بالصَّنجة التامَّة ، وصار هذا وفاء لذاك : تماماً له. ويقال : مات فلان وأنت بِوَفاء أي بتمام عمرك وطولِه ، دعاء له بالبقاء. ووَفَى بالعهد وأوفَى به ، وهو وفيٌ من قوم أوفياء ووُفاةٍ. ووفَّاه حقَّه وأوفاه (وَأَوْفُوا الْكَيْلَ). واستوفاه وتوفَّاه : استكمله. ووافيته في الميعاد : مُفاعلةٌ من الوفاء. ووافيته بمكان كذا : أتيته وفاجأته. ووافاني كتابك ؛ وقال بشر :

كأنّ الأتحميَّة قام فيها

لحسن دلالها رشَأٌ مُوافي

مفاجئ ؛ وقال آخر :

وكأنَّ ما وافاك يوم لقيتها

من وحشِ وَجْرَةَ عاقدٌ متربِّبُ

وأوفى على شَرَف من الأرض : أشرف.

ومن المجاز : أوفَى على المائة إذا زاد عليها. ووافيتُ العامَ : حججتُ. وتُوُفِّيَ فلانٌ ، وتوفَّاه الله تعالى ، وأدركتْه الوَفاةُ.

وقب ـ وقَب اللّيلُ ، وظلامٌ واقبٌ. ووقَبتِ الشَّمسُ : وجبت. ووقَبتْ عيناه : غارتا. وشربتُ من الوَقْبِ وهو القَلْتُ. وحبّذا وَقْبَةُ الثريد. وسمعتُ وقيبَ الفرس ووعِيقَهُ وهو صوت قُنْبِه. وتقول العرب : تعوّذوا بالله من حَميّة الأوقاب واللّئام ، الوَقْبُ : الأحمقُ. وامرأة مِيقابٌ : مِحماقٌ.

وقت ـ شيء موقوت ومُوَقَّتٌ : محدود. وجاؤوا للميقات وبلغوا الميقاتَ : من مواقيت الحجّ. والهلال ميقات الشهر. والآخرة ميقات الخَلق وهو مصير الوقت.

وقح ـ حافرٌ وَقَاحٌ : صُلْبٌ ، وقد وَقَحَ ووَقُحَ ووَقِحَ واستوقح ، ووقّحه البَيطارُ بالشحمة المذابة.

٦٨٤

ومن المجاز : رجلٌ وَقِحٌ ووَقَاحٌ : بيّن الوقاحة والقِحَةِ ، وقد وَقُحَ وتوقّح ، ورجل مُوَقَّع ومُوَقَّح : كدّته البلايا حتى استحكم. وبعير مُوَقَّح : مكدود بالعمل.

وقد ـ وقَدتِ النّارُ وُقوداً ووَقْداً ، واتّقدت وتوقّدت ، وأوقدتُها ووقّدتُها واستوقدتها ، ورفعتُها بالوَقود ، وهذا مَوْقِدُ النّار ومُوقَدُها ومستوقَدها ، وما أعظم هذا الوَقَدَ! وهو النّار. وزَندٌ ميقادٌ : سريع الوَرْي. ووقفنا قريباً من المِيقدةِ وهي بالمَشعر الحرام على قُزَحٍ كان أهل الجاهليّة يوقدون عليها النّار.

ومن المجاز : طبختْهم وَقْدَةُ الصيف. ووَقَدَ الحصى ؛ قال الشمّاخ :

رَعَينَ النّدى حتى إذا وَقَدَ الحصَى

ولم يبقَ من نوء السِّماك بروق

وقلبٌ وقّاد. ويقال للأعمى : هو غائر الواقِدَيْن ، ورُويَ :

رأت رجلاً غائر الواقدَيْن

وقذ ـ وقَذه بالضّرب. وشاة موقوذة ووَقيذ ، ووُقِذَتْ بالعصا حتى ماتت ، وكان أهل الجاهليّة يقِذون البهائمَ. وضربتُ الحيّة حتى وَقذتُها. وضربه على مَوْقِذٍ من مَواقِذه وهي المواضع التي يشتدّ عليها الضرب وهي المرفق وطرف المنكب والركبة والكعب.

ومن المجاز : وقَذَتْه العبادةُ. ووَقذَتْني كلمة سمعتها. وفي قلبي وَقْذَةٌ من ذلك : أثر باقٍ من مشقّته. ووَقَذَه النُّعاسُ. ووَقذه المرضُ ؛ قال الأعشى :

يَلْوينَني دَيْني النّهارَ وأجتزي

ديني إذا وقَذ النُّعاسُ الرُّقَّدا

وأجتزي : أقتضي. وحُمِلَ فلان وَقيذاً : دنِفاً مُشفياً. ووُقِذَتِ النّاقةُ : حُلبت على كره حتى قلّ لبنها.

وقر ـ له وِقْرٌ وأوقارٌ. وأوقرَ البغلَ أو الحمارَ. وأوقرتِ النخلةُ وأُوقِرتْ فهي مُوقِرَةٌ ومُوقِرٌ ومُوقَرَةٌ ، ونخلٌ مَواقيرُ ؛ قال :

لأتبعنّ حمولاً قد علتْ شرفاً

كأنّها بالضُّحى نخلٌ مَواقيرُ

واستوقرتِ الإبلُ شحماً : أثقلها السِّمَنُ.

ومن المجاز : أوقره الدَّيْنُ. وبأُذنه وَقْرٌ : ثِقَلٌ ، وأُذن وَقِرَةٌ وموقورة ، وقد وُقِرَتْ أُذني ، ووَقِرَتْ عن استماع كلامه ؛ قال :

كم كلام سيِّئ قد وَقِرَتْ

أُذُني عنه وما بي من صَمَمْ

ووقَرها اللهُ ، ويقال : اللهم قِرْ أُذنَه. ورجل وَقُور ، ورجال وُقْر : رِزان ، وقد وَقَرَ ووقُر وَقَاراً وتوقَّر. ويقال : قِرْ في مجلسك (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَ). ووقّرته توقيراً إذا بجَّلته ، ولم تستخِفّ به. وجَنَان واقر : لا يستخفّه الفَزَع ؛ قال :

صَهْصَلِقٌ ذاتُ جَنانٍ واقِرِ

ووَقَر في قلبه كذا. وقع وبقي أثرُه. وكلّمتُه كلمة وقَرتْ في أُذُنه : ثبتت ، يقال : وقَر في السّمْع ووعاه القلب. وفيه وَقْرة : صَدْعٌ باقٍ. ووَقَر العظْمَ : كسره. ووُقِرت الدّابّة ووَقِرَتْ فهي مَوْقورة ووَقِرَة : في حافرها هَزْمة. وشيء موَقَّر : فيه وَقَرات : هَزَمات ؛ قال :

وَيْلُمّ بَزٍّ جَرّ شَعْلٌ على الحَصَى

فَوُقّر بَزٌّ ما هنالك ضائعُ

وقص ـ وُقِصَتْ عُنقه : دُقّت ، وهو مَوْقوص العنق ، وبه وقَص وهو قِصَر العنق. وهو وهي أوقص ووقصاء.

ومن المجاز : وَقَصَت الدّوابُّ الإكامَ : كسَرت رؤوسَها ؛ قال ابن مقبل :

فبعَثتُها تَقِصُ المَقاصِرَ بعدما

كَربَت حياةُ النّار للمتنوِّرِ

والدّابّة تَذُبّ بذنَبها فتَقِصُ عنها الذُّبابَ. وتوقّصت الرّكابُ توقُّصاً وهو نَزْوُها مع القَرْمَطة كأنّها تكسِر الخَطْو ، ومنه : خُذْ أوقَصَ الطّريقَين : أخصرهما.

ووَقِّصْ على نارك من دِقّ الحطَب : ألقِ عليها الوَقَص وهو الدِّقاق التي تُشَيَّع بها. ولا شيء في الأوقاص وهي الأشناق.

٦٨٥

وقع ـ وقَع الشيءُ على الأرض وُقُوعاً. وأوقعته إيقاعاً. ووقَع الطائر على الشجرة. وهذه مِيقعَة البازي : لكُنْدُرته. وتوقَّعتُه : ترقَّبت وقوعه. ووقع الربيع في الأرض. وانتجعوا مواقع الغيث ومساقطه. وأصفى من ماء الوقيعة والوقائع وهي المناقع ؛ وقال ذو الرُّمَّة :

سقَينَ البَشامَ المسْكَ ثمّ رَشفْنه

رَشِيفَ الغُريْريَّاتِ ماءَ الوَقائع

وتقول : في فم الوقّاعِ الوَقيعه أعذب من ماء الوَقِيعه. وسِكّين وقيع ومُوَقَّع : حديد ، ووقّعه القَيْن بالمِيقَعة. واستوقع السّيفُ : أنَى له أن يُشحذ.

ومن المجاز : حافر مُوَقَّع : وقّعتْه الحِجارة. وَوُقّعت الدابّة بكثرة الرّكوب : سُحِجَتْ فَتحاصّ عنها الشَّعر فنبت أبيض ؛ قال :

ولم يُوَقَّع برُكوبٍ حَجَبُهْ

وإنّه لمُوَقَّع الظَّهر. ووقّع في كتابه توقيعاً. وهذه النّعل لا تقَع على رجلي. ووَقَعَ الأمر : حصَل ووُجد ، ووقَع في قلبي السّفر. وفلان يسفّ ولا يقع إذا دنا من الأمر ثمّ لا يفعَلُه. وإنّه ليقَع منّي موْقِعَ مسَرّة أو مَسَاءةٍ. وله مَوْقِع حسَن عندي. ووَقَعَ فيه : اغتابَه. وهو صاحبُ وقِيعة ووقائعَ. ووقَع به السوءُ ، وأوقعتُ به ما يسوء وأنزلتُه به ، ومنه : أوقِعْ بالعدوّ ، ووقَع به وواقعه. وبينهما وِقاع ، وتواقَعا. وشهِدْتُ الوَقْعة والوقِيعة ؛ قال عنترة :

يُخْبِرْك مَنْ شَهِد الوَقيعةَ أنّني

أغْشَى الوَغى وأعِفُّ عند المَغْنَم

ونزَلتْ به وَقْعَة من وَقَعات الدّهر ووقائعه. وواقع امرأتَه.

وقف ـ وقفْته وقْفاً فوَقَف وُقُوفاً ، وقِفْ وَقْفة ، وله وَقَفات. وهذا مَوْقِفٌ من مواقفك. وما وَقَفني الله على خِزْية قطّ. وواقفه في حرب أو خُصومة. وتوقّف بمكان كذا. واستوقف الرَّكْب. ووقّفَ النّاسُ في الحجّ : وقَفوا بالمَواقف. ووَقف القارئ على الكلمة وُقوفاً. ووَقَف الكلمةَ وَقْفاً. ووقّفتُ القارئ توقيفاً : علّمتُه مواضع الوُقُوف. ولها وَقْف : مَسَكٌ من عاجٍ ونحوه. ووقّفت الجاريةَ ، وجاريةٌ موَقَّفة.

ومن المجاز : وقّفته على ذنْبه وعلى سوء صنيعه. ووقَف على المعنى وأحاط به. ووقّفتُ الحديثَ توقيفاً : بيّنتُه. ووقَف أرضه على وَلده. ووقَف القِدْرَ بالمِيقاف وَقْفاً : أدام غَلَيانَها. وتوقّف على الأمر : تَلبّثَ عليه ، وتوقّف عن جواب كلامه. وأنا متوقّف في هذا : لا أُمْضي رأياً. وفلان لا تُواقَفُ خَيْلاه كَذِباً ونميمَة أي لا يُطاق. وإنّها لحسنَة الموقِفين وهما وجهُها وقدمُها أو وجهُها ويدُها لأن الأبصار تقف عليهما لأنّهما ممّا تُظهِرُه من زينتها ، ويقولون : إنّها لجميلةُ موقِف الرّاكب ، و «أحسنُ من الدُّهْمِ المُوقَّفة» وهي الخيل في أرساغها بياضٌ ؛ وقال أبو أُسامة :

فلوْلا مَوْقفي قامتْ علَيهِ

موقَّفةُ القَوائم أُمُّ أجْري

يريد الضبع.

وقل ـ وقَلَ في الجبل وتوقّل. ووَعِلٌ وقِلٌ.

ومن المجاز : توقّل فلان في مصاعد الشّرَف.

وقم ـ وقَمَ الدّابّة : جذَب عِنانَها ليَقُفّ منها. ووَقَمَ الله العدوّ : أذَلّه. ووقَم القِدْرَ : وَقَفها أي أدامها ، يقال : قِمي قِدْرَكِ ؛ قال :

إذا القِدْرُ لم تُوقَم إذا فاضَ غَليُها

أكلتَ ثرِيدَ الماء ليس له طعمُ

وقي ـ وقاه الله كلّ سوء ومن السوء وِقاية ، ووقّاه توقية. وفي مثل : «الشجاع مُوَقّى» ؛ وقال رؤبة :

إن المُوَقّى مثلُ ما وُقّيتَ

أراد التّوقية. واتّقيتُه وتوقّيته ، واتّقى اللهَ حَقَ تُقاتِهِ وتُقَاه وتَقْواه ، وفيه تُقَيّا : تصغير تقوى ؛ قال النّمر :

إنّي كما قد تَعلَمينَ لأتّقي

تُقيّا وأُعْطي من تِلاديَ للحَمْدِ

واستعمِل التّقيّةَ. «ومَنْ عصى اللهَ لم تَقِهْ منه واقِيةٌ». وعلى فلان واقية كواقية الكِلاب. وهذا وِقاء له ووِقاية :

٦٨٦

لِمَا يوقّى به الشيء ؛ وصاح الواقي : الصُّرَدُ.

ومن المجاز : سرْج واقٍ : غير مِعْقَر. وفرس واقٍ : يَهاب المشيَ من وجع يجدُه في حافره. واتَّقاه بحَجَفَته. واتّقاه بحَقّه.

وكأ ـ جاء يَتوكّأ على هِراوته : يتحامل عليها ، ورأيته متّكِئاً على وِسادة ، وسوّيتُ له متّكَأً وتُكَأةً ، ورجلٌ تُكَأةٌ : كثير الاتّكاء ، وأوكأتُ الرّجلَ : نصبتُ له مُتّكَأ ، وأتْكَأتُه : حملتُه على الاتّكاء.

ومن المجاز : ضربه فأتْكأه : ألقاه على هيئة المتكئ. واتَّكأنا عند فلان : طعِمْنا ؛ قال جميل :

فظلِلنا بنِعمة واتّكأنا

وشربْنا الحَلالَ من قُلَلِهْ

ومنه : (وَأَعْتَدَتْ لَهُنَ مُتَّكَأً) لأنّ من دعوتَه أعددتَ له تُكَأةً. ويقال : إنّه لَتُكأةٌ : للثقيل الذي لا بَرَاحَ به.

وكب ـ مرّ في مَوْكب : في جماعةٍ رُكُوبٍ ، وهو زَيْن المَوَاكب. وواكبتُهم مُواكبةً : سايرتُهم ؛ قال دُريد ابن الصِّمَّة :

وَاكَبتُهم بأَمونٍ جَسرةٍ أُجُدٍ

كأنّها فَدَنٌ بالطّين ممدورُ

مطيَّنٌ. وواكب الأميرَ : ركب معه في مَوكِبه. وناقة مُواكبة : لا تستأخر عن الركاب ؛ قال ذو الرُّمّة :

وكنتُ إذا ما الهمّ ضاف قَرَيْتُه

مُواكبةً يَنضو الرِّعانَ ذميلُها

وكت ـ بُسْرٌ مُوَكِّتٌ : بدت فيه نقط من الإرطاب من قِبل رأسه كالمذنِّب من قبل ذنَبه ، وقد وكّتَتِ البُسرةُ ، وبدت فيها وَكْتَةٌ : نقطة.

ومن المجاز : في عينه وَكْتَةٌ من حمرة أو بياض ، وعين مَوكوتة. وفي قلبي وَكْتَةٌ ممّا قلت : أثر يسير.

وكر ـ بيوتٌ كأوكار الطير ، ووَكّر الطّائرُ : اتخذ وَكْراً. ووكّر الرجُلُ : اتخذ طعاماً عند بناء وكره أو شرائه. وصنع وَكِيرةً ؛ قال :

كلّ الطّعام تشتهي عَمِيرَهْ

الخُرْسَ والإعْذارَ والوَكيرَهْ

ووكّر بطنَه : ملأه من الطّعام. ووكّر السقاءَ والمكيال. وأتتني أعرابيّة بسُعْنٍ من لبن وقالت : جئتك به موَكَّراً. وتوكّر الصّبيُّ والطائرُ : امتلأ بطنُه وحَوصلتُه. وهو يعدو الوَكَرَى.

ومن المجاز : ما دار في فكري نزولك في وكْري.

وكز ـ وكَزه وَكْزة شديدة : ضربه بجُمع كفّه (فَوَكَزَهُ مُوسى). وتقول : فلان لكّاز وكّاز كأنّه حيّة نكّاز.

وكس ـ «لا وَكْسَ ولا شَطَطَ». ووُكِسَ في تجارته وأُوكِسَ ، نحو : وُضِعَ وأُوضِع. وأُوكِسَ الرّجلُ : ذهب ماله. ورجلٌ أوكسُ : قليل الحظ ؛ وأنشد الجاحظ لشبيل بن عَزرةَ :

بنو كلبةٍ هَرّارةٍ وأبوهُمُ

خُزَيمةُ عبدٌ خاملُ الذّكرِ أوكسُ

وهذه ليلة الوَكْسِ وهي ليلة دخول القمر في نجم منحوس ؛ قال :

هيّجها قبلَ ليالي الوَكْسِ

وبَرئتِ الشجّةُ على وَكْسٍ : على مِدّةٍ في جوفها. ويقال للطّبيب : انظر إن كان فيها وَكْسٌ فأخرجْه.

وكع ـ أمَة وَكعاءٍ. وفلان لا يفرق بين الوَكَعِ والكَوَعِ ، الوَكَعُ في الرِّجل : مَيْلٌ في صدر القدم ممّا يلي الخنصر أو الإبهام ، والكَوَعُ في اليد : خروج الكُوعِ. ووكَعَتْهُ العقربُ بإبرتها. وسِقاء وكيعٌ ، وقد استوكع إذا متن واشتدت مَخارِزه. واستوكَعَتْ مَعِدتُه : قوِيَتْ. وخُتِنَ بعد ما استوكعتْ قُلفَتُه. وفرس وكيعٌ : صُلبٌ ، وقد وَكُعَ. ورأى أعرابيّ راكبَ حمارٍ فقال : يُعجبني وَكاعة حِمارِك.

وكف ـ وكَفَ السّقفُ وكيفاً ، ووكَفتِ الدّلوُ ؛ قال العجّاج :

وَكِيفَ غَرْبَيْ دالج تبَجّسا

٦٨٧

ودمعٌ واكف ، ومنحة وَكُوفٌ : غزيرة. وهذا الأمر وَكَفٌ عليك : عَيْبٌ.

ومن المجاز : فلان يتوكّف الأخبار ، نحو : يستقطر الأخبار.

وكل ـ وكَلَ إليه الأمرَ وُكولاً ، وهذا موكول إليك ، ووكَلْتُه إلى الله وواكلته ، وتواكلوا. وفلان وَكَلٌ ووُكَلَةٌ تُكَلَةٌ ومُواكِلٌ : ضعيفٌ يتّكِلُ على غيره. وتقول : توكّلْ على الله ولا تتّكل على غيره. وهو وكيل بيّن الوكالة. ووكّلتُه بالبيع فتوكّل به.

ومن المجاز : قول الشمّاخ يصف ناقة :

قد وكّلتْ بالهُدى إنسانَ صادقَةٍ

كأنّه عن تَمام الظمء مسمُولُ

كأنّه سُمِل لفرط غُؤوره بعد تمام الظمء. ووكّل همّه بكذا. وهو مُوَكَّل برَعْي النّجوم. ويقول الرجل لصاحبه إذا قُضِي له عليه : وكّلْتُك العامَ من كلب بتَنْباحٍ. وحَسْبيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. وفرس مُواكِلٌ ، وفيه وِكالٌ : يسير ما دام معه آخر فإن انفرد تبلّد. وتقول : فلان نَوْءُه متخاذِل ونَهْضه متواكِل. وكِلْني إلى كذا : دعني أقم به.

وكن ـ الطّير في وُكُناتها وَوُكَناتها وَوُكْناتها : في أعشاشها ومواقعِها ، والطّائر على وَكْنه ومَوْكِنه ووُكْنته ، ووَكَن على بيضه وُكوناً ، وهو واكن ، وحمائِمُ وُكونٌ وواكنات ؛ قال :

تُذكّرني سلْمَى وقد حال دونَها

حَمامٌ على بيضاتِهنّ وُكُونُ

ومن المجاز : تمكّن فلان وتوكّن ، ونساء واكنات : جالسات.

وكي ـ أوكى السّقاءَ : شدّه بالوكاء وهو الرّباط. وفي مثل : «يَدَاكَ أوْكَتا وفُوكَ نَفَخ». ويقال : أوكِ على ما في سقائِك ؛ قال :

إذا شرِب المِرَضّةَ قال أوكي

على ما في سقائِكِ قد رَوِينا

وعن الحسن : ابن آدم جَمْعاً في وعاء وشدّاً في وِكاء.

ومن المجاز : سألناه فأوكَى علينا أي بَخِل. وإن فلاناً لَوِكاء : ما يبِضّ بشيء. وأوكِ على فيك : أمر بالسكوت. وفي الحديث : «كان يُوكي مَا بَيْنَ الصَّفَا والمَرْوَةِ». أي يسكُتُ ، ويُروى : «كان يُوكي ما بين الصّفا والمَرْوة سَعْياً». أي يملؤه سعياً.

ولث ـ أصابهم وَلْثٌ من مطر. وبينهم وَلْثٌ من عهد : شيء منه ليس بمحكم. وعنده وَلْثَةٌ من خبرٍ ورَضْخَةٌ منه. ولم أرَ من ذلك إلّا وَلْثَةً : أثراً يسيراً. وفي بعض نُفَاثات الأمير الشّريف ، أدام الله تعالى مجده :

فأعجِبْ بها حالاً ولم تشحط النّوى

ولم تَكُ إلّا وَلْثَةً وشميما

ولج ـ ولَج في البيت ، وتولّج ، وامرأةٌ خرّاجة ولّاجة. ودخلوا الوَلَجَ والوَلَجَة وهو ما كان من كهف أو غارٍ يُلجأ إليه ، والتجأوا إلى الوَلَجاتِ والأولاج. ودخل الظّبي في التَّوْلَج : في الكِناس. وهو وَليجةٌ من الولائج : بِطانة.

ولد ـ هو من أولاده ووَلَدِه ووُلْدِه ، وهم وِلْدَةٌ صغار ، وهو وليد من الوِلْدانِ ووليدة من الولائد : للصبيّ والصبيّة. ووَلَدَتِ المرأةُ وِلادة ووِلاداً ، ومَولِدُه وميلادُه وقتُ كذا ، ومكّة مَولده ومَنشؤه. وشاة والدٌ : بيّنة الوِلادِ ، وشاءٌ وُلَّدٌ. وهذه مُوَلِّدَةُ فلان : قابِلتُه ، وولّدتني فلانة. وعن امرأة من سُلَيم : ولّدتُ عامّة أهل دارنا. ووَلّدتُ الغنمَ : نتجتْها. وغلام مُوَلَّدٌ وجارية مُولَّدةٌ : وُلدتْ عند العرب ونشأت مع أولادهم وتأدّبت بآدابهم. واستولد جاريةً. وتوالدوا بساحل البحر. وهو وهي لِدَتي وهم وهنّ لِداتي.

ومن المجاز : وَلّدوا حديثاً وكلاماً : استحدثوه. وكلام مُوَلَّد : ليس من أصل لغتهم ، وشاعر مُوَلَّدٌ. وتوَلّدتِ العصبيّة فيما بينهم. وأرض البلقاء تَلدُ الزعفرانَ.

واللّيلُ حُبلَى ليس يُدرَى ما تَلِدْ

ورأيت وليدة من ولائد فلان ووليداً من وِلدانه : يريد الجارية

٦٨٨

والغلام إذا استوصفا قبل أن يحتلما. وصحبة فلان وَلّادة للخير.

ولس ـ فعل ذلك مُدالَسةً ومُوالَسةً : خداعاً.

ولع ـ هو مُولَعٌ به ووَلِعٌ ، وهو وُلَعَةٌ بما لا يعنيه ، وله به وَلوع ووَلَع ، وقد أُولِعَ به ووَلِعَ ولَعاً ، وتولّع بفلان : يذمّه ويشتمه ، وهو متولِّع بعِرضه : يدقّ فيه. وشيء مُوَلَّعٌ : مُلَمَّع. وفرس مُوَلَّعٌ ، وفي لونه توليع وهو استطالة البَلَقِ. ورجلٌ مُوَلَّعٌ : به لُمَعٌ من برص. يقال : وَلّع اللهُ وجهه أي بَرّصه ؛ وقال رؤبة :

كأنّه في الجلد توليع البَهَقْ

ولغ ـ ولَغ الكلبُ الإناء وفي الإناء ، وأولغتُه ؛ وأنشد ثعلب يصف شبلين :

ما مرّ يومٌ إلّا وعندهما

لحم رجال أو يولَغان دَما

وفي مثل : «غَزْوٌ كوَلْغِ الذّئب» أي متدارك. وهذه مِيلَغة الكلب.

ومن المجاز : فلان يأكل لحوم النّاس ويَلَغُ في دمائهم. ورجل مستولِغٌ. لا يبالي بالمذامّ يطلب أن يُولَغ في عِرضه. وما وَلغ اليومَ وَلوغاً : أي ما طعِم شيئاً.

ولق ـ ناقةٌ وَلَقَى : سريعةٌ ، وقد ولَقتْ تَلِقُ ؛ قال :

جاءت به عَنْسٌ من الشّام تَلِقْ

ومنه : به أولقُ : مسٌّ من جنون. وأُلِقَ فهو مألوق ؛ قال رؤبة :

يوحى إلينا نَظَرَ المألوقِ

ولول ـ ولولتِ النّائحةُ.

ومن المجاز : عُود مُولوِل ؛ قال الطِّرمّاح :

يقصّر مَغداهنّ كلُ مولولٍ

عليهن تستبكيه أيدي الكرائنِ

المغنّيات ، يريد أن اللهو يقصّر نَهارَهنّ.

ولم ـ أولم الرجلُ ، وشهدت الوليمةَ والولائم ، وتقول : من شهد الولائم لقيَ الألائم.

وله ـ ولِهَتِ المرأةُ على ولدها : اشتدّ حزنها حتى ذهب عقلها وتولّهت ، وولّهها الحزن وأولهها ، وهي واله ووالهة ومُولَهة ، ورجلٌ والِهٌ ووَلِهٌ ، وقد اتّله فلان. وبلد مِيلَهٌ : يُولَّه سالكه. وفي الحديث : «لا تُوَلَّه والدة عن ولدها». أي لا تُعزل عنه حتى تصير والهاً. «ووقعوا في وادي تُوُلِّهٍ». وناقة مولَّهة : لا ينمي لها ولد يموت صغيراً. ووَلِهَ الصبيُّ إلى أمّه : فزع إليها.

ولي ـ وَلِيَهُ وَلْياً : دنا منه ، وأوليتُه إيّاه : أدنيته. وكُلْ ممّا يليك ، وجلستُ ممّا يليه. وسقط الوليُ وهو المطر الذي يلي الوسميَّ. وقد وُلِيَتِ الأرضُ ، وهي مَوْلِيّةٌ. ووَليَ الأمرَ وتولّاه ، وهو وليُّه ومولاه ، وهو وليّ اليتيم ووليّ القتيل وهم أولياؤه. ووَليَ ولاية. وهو والي البلد وهم ولاته. ورحم الله تعالى وُلاةَ العدل. واستولى عليه. وهذا مولايَ : ابن عمّي ، وهم مَواليّ. ومَولاي : سيدي وعبدي. ومَولًى بيّن الولاية : ناصر. وهو أولى به. ووالاه موالاة. ووالى بين الشيئين ، وهما على الولاء. وتقول العرب : والِ غنمك من غنمي أي اعزلها وميّزها ، وإذا كانت الغنم ضأناً ومِعزًى قيل : والِها ؛ قال ذو الرُّمّة :

يوالي إذا اصطكّ الخصومُ أمامه

وجوهَ القضايا من وجوه المظالم

وولّاه ركنَه (فَوَلِ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ). وتولّيتُه : جعلته وليّاً (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ). وتولّاك الله بحفظه. ووضع الوَلِيّةَ على الراحلة وهي البرذعة ؛ قال أبو زبيد :

كالبلايا رؤوسها في الولايا

مانحات السَّموم حُرَّ الخدود

وولّى عني وتولّى. و (أَوْلى لَكَ) : ويل لك.

ومن المجاز : قول ذي الرُّمّة :

لِني وَلْيَةً تُمرِعْ جنابي فإنّني

لما نلتُ من وسميّ نُعماك شاكرُ

واستولَى على الغاية ، وهو مستولٍ على القصب.

٦٨٩

ومأ ـ أومأتُ إليه ، وصلّى بالإيماء ، وفلان مُومًى إليه.

ومد ـ ليلةٌ وَمِدَة ، وذات وَمَدٍ وهو نَدًى يجيء في صميم الحرّ من قِبَل البحر ؛ وأنشدني بعض العرب :

يا صاحبيّ حَلّئاها لا تَرِدْ

وخلّياها والسّجالَ تبترِدْ

من حَرّ أيّامٍ ومن ليلٍ وَمِدْ

ومن المجاز : وَمِدَ عليه ، وهو عليه وَمِدٌ : غضبان.

ومس ـ امرأة مُومِسٌ ومُومِسَةٌ ؛ قال الراعي :

تَغَنّى ليَقتُلني خَنْزَرُ

وكلُّ ابن مُومسة أخزرُ

ونساء مواميس ، قيل من الومس وهو الاحتكاك كأنّها التي تمكّن من الوَمْسِ.

ومض ـ ومَض البرقُ وَمْضاً ووميضاً ووَمَضاناً ؛ قال الأشتر :

حَميَ الحَديدُ عليهمُ فكأنّه

ومَضانُ برقٍ أو شُعاعُ شموسِ

وبرقٌ وامضٌ ، وأومض إيماضاً وهو لَمْعٌ خفيٌّ ، وشمتُ ومضةَ برق كنبضة عِرْق.

ومن المجاز : أومضتِ المرأةُ : تبسّمت ، شُبّه لمع ثناياها بإيماض البرق. وفي أمثلة سيبويه : تبسّمتْ وميضَ البرق. وأومضتْ بعينها : سارقت النظرَ ؛ وقال النابغة :

قل للهُمام وخير القول أصدقه

والدّهر يومض بعد الحال بالحال

ومق ـ وَمِقْتُه مِقَةً ، ويقال : إنّك لذو مِقَه وأنا بك ذو ثقه ، وأنا وامق له ، وهو موموق إليّ ، وما زلتُ أمِقُهُ. وله فعل موموق ، ووامقتُه موامقة ووِماقاً. وعن عامر بن الظَّرِبِ : وإن لم يكن وِماق فتعجيل فراق. وما زلنا نتوامق.

ونم ـ وَنَمَ الذّبابُ عليه وَنيماً. يقال : الذّبابُ يَنِمُ على السوادِ بياضاً وعلى البياضِ سواداً. وتقول : لا تجعل نُقَط الكتاب مثل وَنيم الذباب.

وني ـ رجل وانٍ : بيّن الوُنيّ والوَنَا. يقال : دع الونا وخلّ الهُوَيْنا. وقد وَنَى في الأمر : ضعف وفتر (وَلا تَنِيا فِي ذِكْرِي). وفلان لا يني ولا يُوَنّي ولا يتوانَى : لا يقصّر. وعمل فوَنَى إذا تعب ، وأونيته : أتعبته. وناقة وانية ؛ قال :

ووانيةٍ زجرتُ على حفاها

قريح الدّفّتين على البِطانِ

ولا يَني يفعل : لا يزال. وامرأة وَناةٌ : فيها فتور.

ومن المجاز : قول ابن مقبل :

مَرتْه الصَّبا بالغور غورِ تِهامة

فلمّا وَنَتْ عنه بشَعفَين أمطرا

وهب ـ وَهَبَ الشيءَ هِبَةً ومَوْهِباً فاتَّهبه منه. وفي الحديث : «آلَيتُ أن لا أتّهِبَ إلّا من قرشيٍّ أو ثَقَفيٍّ». ووهب الله تعالى لك العافية. واللهمّ هَبْ لي ذنوبي. واللهَ أستوهبُ ذنوبي. واستوهبتُ فلاناً كذا. وتواهبوا فيما بينهم. وفيهم التهادي والتواهُبُ. وواهبني فوهبتُه : كنت أوهبَ منه. وهذه هِبَةُ فلان ومَوْهِبته وهِباته ومواهبه. والله الوهّاب : الكثير المواهب. ويقال للمولود له : شكرتَ الواهب وبُورك لك في الموهوب. وفلان يَهَبُ ما لا يَهَبُه أحد. ومن الأشياء ما ليس يُوهَبُ. وهَبْه رجلاً قد أخطأ ، وهَبْهُ قد مات ؛ وقال :

فهَبْها أمَةً هلكتْ وأودت

يزيد إمامها وأبو يزيدا

بمعنى اجعلها ، من وهَبني الله فداءك أي جعلَني الله فِداك. وسمعت خادماً من اليمامة يقول وقد وكف السقف : يا سيدي هل أهَبُ عليه الترابَ؟ بمعنى هل أجعله عليه ، وهو من الهِبَةِ لأن معنى وَهَبَ له الشيء : جعله له. ويقال للخيل : هَبي أي أقبلي.

ومن المجاز : كثرت المواهبُ في الأرض أي ماء السماء والقِلاتُ التي يجتمع فيها ، الواحدة : مَوْهَبَةٌ ، بالفتح ، فرقوا بين هذه الهِبَة وبين سائر الهِبات ففتحوا فيها وكسروا في غيرها ؛ قال :

ولَفُوكِ أشهَى لو يَحِلّ لنا

من ماء مَوْهَبَةٍ على شُهْدِ

٦٩٠

من نُطفَةٍ في شَنّةٍ خَلَقٍ

من ماء مَوْهَبَةٍ على صَمْدِ

وقال أبو صخر الهذليّ :

شِيبَتْ بمَوْهَبَةٍ في رأس مَرقبةٍ

جرداءَ مَهْيَبَةٍ في حالقٍ شَممِ

وأوهب له الطعامُ إذا كثر واتّسع حتى وهب منه. ووادٍ مُوهِبُ الحطبِ : كثيره واسعه ؛ قال يصف رجلاً منعَّماً مرفَّهاً :

سمين الصَّلا رِخو الخواصر أوهبتْ

له عَجوَةٌ مسمونَةٌ وخميرُ

وقال آخر :

جَيش المِحَمَّينِ حَشَّ النّارَ تحتهما

غرثانُ أمسى بوادٍ مُوهِب الحطب

القُمْقُمين. وأوهبتُ لأمر كذا إذا اتّسعتَ له وقَدرتَ عليه ، وأصبحتُ مُوهِباً لذلك.

وهج ـ للنّار وَهَجٌ شديد وتَوَهُّجٌ ، وقد وهَجَتْ تَهِجُ وَهْجاً ووَهَجاناً ووَهِجَتْ تَوْهَج وَهَجاً ، وسِراج وهّاج.

ومن المجاز : توهَّج الجوهرُ : تلألأ. وتوهّجت الرائحةُ ؛ وقال في صفة الروضة :

نُوّارها متباهجٌ يتوهّجُ

وإنّ يومَنا لوَهِجٌ : شديد الحرّ ، وقد توهّج يومُنا ، وتوهّج حرُّهُ.

وهد ـ عمّ النِّجادَ والوِهادَ وكلَّ نجدٍ ووَهْدٍ ، وبتنا في وَهْدَة ، وتوهَّد : تسفَّل ؛ قال يصف سبعاً :

متضابئاً طوراً لدى استشرافه

فإذا توَهّد في مجالٍ أرتبي

أعلو فوق رابية.

وهز ـ وهَزَهُ : دفعه وذهب ، يَهِزُهُ وَهْزاً.

وهق ـ صادوه بالوَهَقِ والوَهْقِ وبالأوهاق. وأوهق الدابّةَ : طرح في عنقه الوَهَقَ. ووَهَقَه عن كذا : حبسه. وتواهقتِ الركابُ : مدّتْ أعناقها في السّير وتبارت فيه ، وهذه الناقة تُواهِقُ الأخرى ؛ قال :

وتواهقتْ أخفافُها طَبَقاً

والظلُّ لم يفضُلْ ولم يُكْري

ومن المجاز : تواهقوا في الفَعال : تباروا فيه وتكايلوا. وفلان يواهِق فلاناً ؛ قال الحطيئة :

أسلموها في دمشقَ كما

أسلمَتْ وحشيّةٌ وَهَقَا

وَهَقُها : ولدُها لأنّه يحبسها ، ورُويَ لهَقا وهو ولدها الأبيض.

وهل ـ رجلٌ وَجِلٌ وَهِلٌ : فَزِعٌ ، وقد وَهِلْتُ وَهَلاً شديداً ، وأصابهم أهوال وأوهال ، وجاء وهو مستوهَلٌ : فزِعٌ ، واستُوهِلَ فلان ؛ قال طُفيل :

فقلنا لها لمّا رأينا الذي بها

من الشرّ لا تُستوْهَلي وتأمّلي

ويقال : وهِلتُ منه : فزِعتُ منه. ووهِلتُ إليه : فزعتُ إليه. ووهِلَ في الحساب والمسألة ، ووهِلَ عنه إذا غلِط فيه وسها عنه. ووهَمتُ إلى كذا ووهَلتُ إليه ، بالفتح ، وأنا أهِمُ إليه وأهِلُ إذا ذهب وهْمُك إليه ، ووَهْلُك أي ظنُّك. و «لقيته أوّلَ وَهْلةٍ».

وهم ـ في قلبه وَهْمٌ. وفي الحديث : «لا تُدركه الأوهام». ووهَمتُ الشيءَ أهِمُه وَهْماً وتوهّمتُه : وقع في خَلَدي ، وشيء موهوم ومتوهَّم ؛ قال أبو زبيد :

واستحدث القومُ أمراً غير ما وهموا

وطار أنصارهم شتّى وما جمعوا

ظنّوا أنّهم يغلبونني فاستحدثوا الفزَع والجبن ، ووهَمتُ به سوءاً وتوهّمتُه به ؛ قال عديّ :

فإن أخطأتَ أو أوهَمتَ أمراً

فقد يَهِمُ المصافي بالحبيب

وأوهَمَنيه غيري ووهّمنيه. واتُّهِمَ بكذا ، وفلان مُتّهِمٌ : يتّهِمُ النّاسَ ، وهو صاحب تُهْمَةٍ وتُهَمٍ. ووهِمَ

٦٩١

في الحساب ، بالكسر ، يَوْهَمُ وَهْماً : غَلِتَ ، وأوهم فيه إيهاماً ، وأوهمَ من الحساب مائةً. وأوهم من صَلاته ركعةً : أسقطَ.

وهن ـ فيه وَهْنٌ ووَهَنٌ ، وقد وَهَنَ يَهِنُ ووَهِنَ يَوْهَنُ ؛ قال أبو زيد : سمعت من الأعراب من يقرأ (فَمَا وَهِنُوا). وتوهّنَ ، وأوهنتُه ووَهّنتُه ؛ قال الجعديّ :

تَوَهَّنُ فيهِ المضرحيّةُ بعد ما

رَوِين نجيعاً من دمِ الجوف أحمرا

أي تَضعُف عن النهوض لامتلاء أجوافها. وإنّه لشديد الواهِنتين وهما قُصَيرَياه. وأتيتُه وَهْناً ومَوْهِناً : بعد ساعة من اللّيل. وأوهنَ القومُ : سروا فيه.

وهي ـ وَهَى الحائطُ. وفي الثوب والأديم وَهْيٌ ، وفي مثل : «خلِّ سبيل من وَهَى سِقاؤه». وحبل واهٍ ، وأوهيتُه ؛ قال :

كناطحٍ صخرةً يوماً ليفلقها

فلم يَضرها وأوهَى قرنَه الوعِلُ

ووَهَنَ العظمُ ووَهَى (إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي) ؛ وقال الشمّاخ :

وبات فؤادي مستخفّاً كأنّه

جَناحٌ وهَى عظماه فهو خَفوقُ

ومن المجاز : قولهم للسحاب : واهي العزالي ، وقد وهَتْ عَزاليه إذا انبعق بالمطر.

ويب ـ وَيْبَكَ ووَيْبَ غيرِك.

ويح ـ وَيْحَكَ.

ويس ـ وَيْسَهُ ما أمْلَحَه!

ويل ـ يا وَيْلي ويا وَيْلَتي ، وله الويلُ والوَيْلاتُ ؛ قال :

ومُنتقضٍ بظهر الغيب عِرضي

له الوَيلاتُ ماذا يَستثيرُ

وله الوَيْلُ ، وَيْلاً وائلاً ؛ قال رؤبة :

وقد كسانا ليلُها غَياطِلَا

والهامُ يدعو البومَ وَيْلاً وَائلَا

ووَيلةً له وعَولةً. وتقول : مضت ليلةٌ ما كانت ليله وإنّما كانت وَيله. ويقال : ويْلُمّهِ رجلاً. وهو يتويّل من ذاك ويتويّح : يقول يا وَيْلي ويا وَيْحي ؛ قال :

لعمرك إنّ قرص أبي خُبَيْبٍ

بطيءُ النّضج محشومُ الأكيلِ

تويَّل إن ملأتُ يدي وكانت

يَميناً لا تُعلَّل بالقليلِ

وهما يتوايلان.

ومن المجاز : قول ذي الرُّمّة :

ويْلُمّها رَوحةً والريح مُعصِفةٌ

والغيث مرتجِزٌ واللّيل مقترِبُ

٦٩٢

ه

هبب ـ ريحٌ هابّةٌ ، وقد هبّتْ هُبوباً ، وأهبّها الله تعالى واستهبّها ؛ قال الكُمَيت :

والحياضَ المُمَلّآتِ من الشّر

ب إذا المِرْزَمُ استهَبّ الحَرورَا

وجاءتْ من مَهَبّها ، وقعد في مَهَبّ الريح ، ومَهَابُّ الرياح أربعةٌ.

ومن المجاز : من أين هَبَبْتَ يا فلان : من أين جئت؟ وهبّ فلان حِيناً ثمّ قدِمَ أي سافر. وهبّ من نومه. وهبّتِ النّاقةُ في سيرِها هُبوباً وهِباباً. وللسّيف هِبّة : هِزّة ومَضاء ؛ قال امرؤ القيس :

وأبيضَ كالمِخراقِ بَلّيْتُ حدَّه

وهِبّتَه في السّاقِ والقَصَراتِ

وقال الأعشى :

وذا هِبّةٍ غامضاً كَلْمُهُ

وأرقَبَ مُطّرِداً كالشَّطَنْ

وهبّ السّيفُ ، وأهببتُه. وهَبّ التيسُ هَبيباً. وهَبّ يفعل كذا : طفِق. وعشنا هَبّةً وهِبّةً من الدّهر. وتهبّبَ الثوبُ ، وذهبَ هِبَباً : قِطعاً ، وثوبٌ هِبَبٌ.

هبج ـ خرج مُهَبَّجَ الوجه ومتهبِّجَ الوجه : منتفخَه.

هبد ـ رأيتهم يأكلون الهَبيدَ وهو حَبّ الحنظل. وتقول : صحبة العبيد أمرُّ من طعم الهبيد. وتهبّد الظّليمُ : كسرَ الحنظلَ فأكل هَبيدَه. وخرج القومُ يتهبّدون.

هبر ـ قَطَعَ هَبْرَةً من اللّحم : بَضْعةً. وضربٌ هَبْرٌ : يُسقِط الهَبْرَ. ورجل هَبِرٌ وَبِرٌ : سمين أشعرُ.

ومن المجاز : «لا آتيك هُبَيرَةَ بنَ سَعْدٍ» : أبداً.

هبش ـ خرج يتهبّشُ لعياله : يجمع ويتكسّب. ومعه هُبَاشاتٌ : مَكاسبُ.

هبط ـ هَبَطَ من السّطح ، وهَبَطَ من بلد إلى بلد. وهبطوا الواديَ : نزلوه ، ومكّة مَهْبِطُ الوَحْي ، وأهبطتُه وهبّطته ، ولهذا الجبل صَعود وهَبوطٌ صَعبٌ. وهم في هَبْطَةٍ من الأرض : في وَهْدَةٍ. وهَبّطَ العِدلَ فتهبّط : مهّده على البعير.

ومن المجاز : هَبَطَ المرضُ لحمَه. وبعيرٌ هَبيطٌ وهابِطٌ : قد هَبَطَ سِمَنُهُ ؛ قال عبيد بن الأبرص :

وكأنّ أنساعي تضمّن كُورَها

من وحشِ أورالٍ هَبيطٌ مُفْرَدُ

ثور ضامر ؛ وقال أُسامة بن الحارث الهذليّ :

ومن أينها بعدَ إبدانها

ومن شحم أثباجها الهابِطِ

٦٩٣

وهَبَطَ الرّجلُ من منزلته. وهَبَطوا من حال الغنى إلى حال الفقر ؛ قال :

إن يُغبَطوا يَهْبِطوا وإن أَمِروا

يوماً يصيروا للهُلْك والنَّكَد

ويقال : بعد الغَبْط الهَبْط. وهَبَطَ ثمَنُ السّلعة : نقص.

هبل ـ لأمّه الهَبَلُ : الثُّكْلُ ، وهَبِلَتْهُ أمُّه ، وأمُّه هابلٌ ، وهَبِلتْه الهَبولُ. وفلان مُهَبَّلٌ : مَقولٌ له ذلك ؛ قال أبو كبير :

فشَبّ غير مُهَبَّلِ

ويقال : أصبح مُهَبَّلاً مهَبَّجاً : مورَّماً. وفي الحديث : «والنساء يومئذ لم يُهَبِّلْهُنّ اللّحم». واستقرّت النُّطفة في المَهْبِل وهو موضعها من الرحم. واهتبلَ الصائدُ الصيدَ : احتال عليه واختدعه. وهو هَبّالٌ ؛ قال ذو الرُّمّة :

ومُطعَمُ الصّيد هَبّالٌ لبغيته

ألفى أباه بذاك الكسبِ يَكتسبُ

ومن المجاز : هو يَهتبِلُ غِرّتَه. وسمعتُ كلمة فاهتبلتُها : اغتنمتُها وافترصتها.

هبن ـ «أحمقُ من هَبَنَّقَهْ» : لقبُ رجلٍ يقال له : ذو الوَدَعات واسمه يزيد بن حرثانَ أحد بني قيس بن نَعامةَ يُضربُ به المثل في الحُمْق.

هبو ـ سطَعتِ الهَبْوةُ والهَبَواتُ. وصار هَباء وهو دقاق التراب الساطع في الجوّ كالدّخان وما ينبثّ في ضوء الشمس. وتراب ورَماد هابٍ ؛ قال مالك بن الرَّيبِ :

ترى جَدَثاً قد جرّت الرّيحُ فوقه

تراباً كلون القَسطلانيّ هابيا

وهَبَا الغبارُ يهبو. وأهبَى الفرسُ : أثار الغبار.

هتر ـ «إنّه لهِتْرُ أهتار» : داهيةٌ من الدواهي. وجاء بهِترٍ من القول : بسَقَطٍ. وتهاترت الشهاداتُ : كذّبَ بعضُها بعضاً. وتهاتر الرَّجلان : ادّعى كلُّ واحد على الآخر باطلاً. وفي الحديث : «المُستَبّانِ شيطانانِ يتهاتران ويتكاذبان وما قالا فهو على البادئ ما لم يعتد الآخر». وهو مُهتَرٌ وهي مُهتَرة ، وأُهْتِرَ : خَرِفَ.

ومن المجاز : هو مُهْتَرٌ به ، ومُسْتَهْتَرٌ به : مفتون به ذاهب العقل ، وقد أُهْترَ بفلانة واستُهتِر بها.

هتف ـ هتفَتِ الحمامةُ ، وهي هَتُوفُ الضُّحى. وقوسٌ هَتُوفٌ وهَتّافة ، ولها هُتَافٌ ، وهَتَفْتُ به : صِحتُ به. وسحابة هَتوفٌ : راعدة ؛ قال لبيد :

أربّتْ عليه كلُّ وطفاءَ جَوْنَةٍ

هَتوفٍ متى يُنزف لها الوبلُ تَسكبِ

هتك ـ هَتَكَ السِّترَ هَتْكاً وهو أن تجذِبه حتى تنزعه من مكانه أو تشقّه حتى يظهر ما وراءه. وهَتَكَ الثوبَ : شقّه طولاً. وانهتك السِّترُ وتهتّك.

ومن المجاز : هَتَك الله تعالى سِتر الفاجر : فضحَه. وصبّحوهم فهتكوا أستارهم. وتهتّك في البِطالة : أهملَ نفسَه فيها. ورجلٌ مستَهْتِكٌ : لا يبالي هَتْكَ سِترِه. وهُتِكَ عَرشُه ، كقولك : ثُلّ عرشُه إذا ذهب عزّه. وهاتكنا اللَّبّةَ : هَتَكنا سُدولها ؛ قال رؤبة :

هاتكتُه حتى انجلتْ أكْراؤه

جمع الكَرَى ، ومنه : سرنا هُتْكَةً من اللّيل : طائفةً منه.

هتل ـ هَتَلَتِ السّماء وهَتَنَتْ. وجاءهم تَهْتانٌ من المطر وهو تتابُع القَطر.

هتم ـ هَتَمَ أسنانَه ، ورجلٌ أهْتَمُ وامرأة هَتماء ، هَتْماً. الهَتْمُ : انكسار الثنايا من أصلها.

هجد ـ قومٌ هُجود وهُجَّدٌ ، ونساءٌ هُجَّدٌ ؛ وقال :

يُثِرن باللّيل الغَطاطَ الهُجَّدا

وهَجَدَ الرّجلُ هُجوداً ، وتهجّد : ترك الهُجودَ للصلاة ، (فَتَهَجَّدْ بِهِ). وبات فلان متهجِّداً : متوحِّداً. وهَجِّدْنا : مَكِّنّا من الهُجود ؛ قال لبيد :

قال هَجِّدْنا فقد طال السُّرَى

وقَدَرْنا إن خَنَى الدّهرُ غَفَلْ

هجر ـ هَجَرَه وهاجره واهتجره ؛ قال عديّ :

٦٩٤

فإن لم تَندموا فثَكِلتُ عَمْراً

وهاجرتُ المروِّق والسّماعا

وقال السّائب أخو الزبير :

يا قوم جِدّوا في قتال القومِ

واهتجِروا النّومَ فما من نومِ

وتهاجروا أيّاماً. والمهاجِرون من الصحابة : جماعةٌ. وما هذا الهَجْرُ والهِجْرَةُ والهِجْرانُ ، وهاجرتُ من بلد إلى بلد مهاجَرَةً وهِجرةً «ولا هِجرَةَ بعد الفتح». وفي الحديث : «هاجِروا ولا تَهَجَّروا» : وَلا تَشَبّهُوا بالمُهاجرين. وهَجَرَ المُبَرْسَمُ هَجْراً ، بالفتح ، وهو دَأبُه في الهَذَيان. يقال : رأيته يَهْجُر هَجْراً وهِجِّيرَى ، ومنه قولهم : ما زال ذلك هِجّيراه وهِجّيرَه ؛ وقول ذي الرُّمّة :

والوَيْل هِجِّيراه والحرَبُ

يحتمل ألفه التأنيث والتثنية. وأهْجَر : نطق بالهُجْر ، بالضمّ ، وهو الفُحْش. يقال : «مَنْ أكثر أهْجر». ورماه بالهاجرات والمُهْجِرات : بالفواحش ، والهاجِرات : الكلمات التي فيها فُحش فهي من باب لابنٍ وتامرٍ ؛ قال بِشر :

إذا ما شئتُ نالَك هاجراتٌ

ولم تعمَل بهنّ إليك ساقي

وخرج وقت الهَجيرِ والهاجرة. وطبخَتْه الهواجِر ، وأهجَرُوا دخلوا فيه كأظهروا وهجّروا ، وتهَجّروا ساروا فيه ؛ قال :

وتَهْجِير قَذّاف بأجرامِ نَفْسه

على الهَوْل لاحتْه الهمومُ الأباعِدُ

وقيل لأعرابيّة : هل عندك من غداء؟ قالت : نعمْ ، خُبزٌ خَمير وحَيْسٌ فَطِير ولبن هَجِير وماء نَمِير ؛ وهو اللبن الخاثر الطيّب لم يَحْمُض بعد. وشدّ بعيره بالهِجَارِ وهو حبل يَشُدّ به يدَه إلى رِجله مُخالف للشِّكال ، وهو مهجور ، وهَجَرَه ، وبه فُسّر قوله تعالى : (وَاهْجُرُوهُنَ فِي الْمَضاجِعِ).

ومن المجاز : هَجَرَ الفحلُ : ترك الضِّرابَ ، ونحوه قولهم : عدَل الفحلُ. وقوس قويّةُ الهِجار أي الوتر.

هجس ـ هَجَسَ في قلبي أمرٌ ، ووقَعَ له هاجس ، وهذا بعض هواجسه ؛ وقال يصف فرسه :

فطأطأتُ النّعامةَ من قَريب

وقد وفّرتُ هاجِسَها وهَجْسي

هجع ـ هَجَعَ هُجُوعاً وهو النّوم باللّيل وقلّتُه ؛ قال :

[قد حَصّتِ البَيضةُ رأسي] فَما

أطْعَمُ نَوْماً غيرَ تَهْجاعِ

وأتيتُه وهو هاجع وهم هُجوع ، ونساء هُجَّع وهواجعُ. ولقيتُه بعد هَجْعة من اللّيل.

ومن المجاز : هَجَعَ غَرَثُه : سكن من ضَرَمه. وأهْجعتُ جوعَهم. ورجل هُجَعٌ : يَسْتنيم إلى كلّ أحد ، وهَجَعتُ إليه فخدعني.

هجل ـ هو أهوَجُ هَوْجَلٌ : ثقيل بطيء ؛ قال أبو كَبير :

سُهُداً إذا ما نام ليلُ الهَوْجَل

وتقول : إن الهَوْجَل لا يقطَع الهَوْجَل ؛ أي المَفازة البعيدة.

ومن المجاز : أرسى السفينة بالهَوْجل وهو الأنْجَر الثقيل.

هجم ـ هجمتُ على القوم هُجوماً : أتيتُهم بغتةً ، وهَجَمتُك عليهم وأهجمتُك. وهجَمْنا عليهم الخيلَ.

ومن المجاز : هَجَم عليهم البيتُ : سقط ، وهَجمتُه ، وبيت مهجوم : حُلّت أطنابُه وانضمّت سِقابُه أي أعمِدتُه ، وهُجِمَ البيتُ : هُدم من وَبَرٍ كان أو مَدَرٍ. وريحٌ هَجوم : تَهْجُم البيوتَ. والريح تَهْجُم الترابَ على الدار : تُلْقيه عليها ؛ قال ذو الرُّمّة :

أوْدَى بها كلُّ عَرّاصٍ ألَثَّ بها

وجافِلٌ من عَجاج الصيف مهجومُ

وهَجم الحرّ والبرد والمطر. وجاءنا فلمّا هَجَم اللّيلُ ذهب. ونحن في هَجْمة الشتاء والصيف : في شِدّة حَرّه أو بَرْده ، وهاجِرَةٌ هَجوم ؛ قال ذو الرُّمّة يصف ناقته :

ضَنينةُ جَفْنِ العين بالماء كلّما

تَضَرّجَ من هَجْم الهواجر جيدُها

وأهْجَمُوا الإبلَ : أراحوها. يقال : رَكبتْهُمُ الظّهِيرةُ

٦٩٥

فأهْجَمُوا. وإذا استقصى ما في الضّرْع قيل : هَجَم ما فيه. ويقال : اهْجُم إبِلَكَ وأهْجِمْها أي احلبها وأرِحْها. وله هَجْمة من الإبل : ما دون المائة من قولهم : جئتُه بعد هَجْمة من اللّيل : لما يَهْجُم من أوّل ظلامه.

هجن ـ جمل وناقة هِجَان وإبل هِجَان : بيض كرام. ورجل وفرس هَجِين إذا لم تكن الأمّ عربيّة. والأصل في الهُجْنة : بَيَاض الرّوم والصّقالبة. وقوم مَهْجَنة بوزن مَشْيَخةٍ هُجَنَاءُ ومَهاجينُ ومَهاجِنَةٌ ؛ وأنشد أبو زيد :

مَهاجِنَةٌ إذا نُسِبُوا عَبِيدٌ

عَضَاريطٌ مَغَالِثَةُ الزّنَادِ

وناقة مُهَجَّنة : منسوبة إلى الهِجان ؛ قال كعب :

حَرْفٌ أخُوها أبوها من مُهَجَّنة

وخالُها عَمُّها قَوْداءُ شِمْليلُ

ومن المجاز : رجل وامرأة هِجانٌ. وأرض هِجانٌ : كريمة التُّرْبة ؛ قال ذو الرُّمّة :

بأرضٍ هِجان التُّرْبِ وسْمِيّةِ الثّرى

غَدَاةَ نَأتْ عنها المُلوحةُ والبحْرُ

وقال : «هذا جَنَايَ وهِجَانُه فِيهِ». وأنا أستهجِن فعلَك ، وهذا ممّا يُستَهجَن. وفيه هُجْنَة. وهَجّنْتُه تهجيناً. ولبنٌ هَجِين : ليس بصريح ولا لِبإٍ ؛ قال :

تَرِيعُ إنَى الفُواقِ إلى ابنِ سَبْعٍ

غَضيضِ الطَّرْف أثقله الهجينُ

وفي زناده هُجْنة إذا كان أحدُ الزَّنْدَين وارِياً والآخر صَلُوداً.

هجو ـ تعلّمْ هِجاء الحروف وتهجيتَها وتهَجّيَها ، وهو يهجُوها ويُهَجّيها ويَتَهَجّاها : يُعدّدها. وقيل لرجل من قيس : أتقرأ القرآن؟ فقال : والله ما أهجُو منه حرفاً.

ومن المجاز : فلان يهجو فلاناً ، هِجاءً : يعدّد معايِبَه ، وهو هَجّاء ، وله أهاجيُ ، وهاجاه مهاجاة ، وتهاجَيا ، وبينهما تهاجٍ. والمرأة تهجو زوجَها هِجاء قبيحاً إذا ذمّت صُحبته وعدّدت عيوبه. وهو على هِجاء فلان : على مقداره في الطّول والشّكل.

هدأ ـ هدَأ القومُ ، وهدأت أصواتهم هُدُوءاً ، وصوت هادئ ، وقوم هادئون. وأهْدأت المرأةُ ولدها : ضربت بيدها عليه رُوَيْداً لينام ؛ قال عديّ :

شَئِزٌ جَنْبي كأنّي مُهْدَأٌ

جَعل القَينُ على الدّفّ الإبَرْ

ولا أهدأهم الله تعالى : لا أسكن نَصَبَهم. ورجل أهدأُ. ومنكِب أهدأُ : مائل إلى الصدر.

ومن المجاز : أتيتُه حين هدأت العَين والرِّجلُ أي حين نام النّاس. وتساقطوا إلى بلد كذا فهدَأوا فيه أي أقاموا. وأهدأتُ الثوب : أبليته.

هدب ـ هو طويل الهُدْب والأهداب. وطال هُدْب الثوب وهُدّابه. ورجل أهدبُ : سابغ الهُدْب ، وامرأة هَدْباء ؛ قال الجاحظ : ليس للعرب اسم لمن لا يُبْصِرُ باللّيل وهو الذي يقال له : شَبْكُورْ أكثرَ من أن يقولوا : به هُدَبِدٌ ؛ قال :

ليس دواء الهُدَبِدْ

إلّا سَنامٌ وكَبِدْ

ومن المجاز : نَسْر أهدبُ : سابغ الرّيش. ولِبْد أهدبُ : طال زِئْبِرُهُ ؛ قال :

عن ذِي دَرَانِيكَ ولِبْدٍ أَهْدَبا

وشجر أهدَبُ : متدلّي الأغصان من حوالَيه ، وشجرة هدْباء ، وقد هَدِبَتْ هَدَباً. وقَطَع هَدَبَ الشجرة وهُدّابَها : أغصانها. وعُثْنُونٌ هَدِبٌ : مسترسِل. وسَحاب هَدِب كأن له هُدْباً ؛ قال جندل :

نَازَعَنِيهنّ مُصافٍ لي مُحِبّ

من الخَوافي وحَفيٌّ بي نَصِبْ

إذا رآني وقليلاً نَصْطَحِبْ

ليلاً وللظَّلماء عُثْنونٌ هَدِبْ

أحالَ يُملي وعَبَأتُ أكتَتِبْ

الخوافي : الجنّ ، والمصافي الحفيُّ : رَئِيُّه ، عَبَأتُ :

٦٩٦

طَفِقتُ. وتَدلّى هَيْدب السّحاب : ما تراه كأنّه خيوط عند انصباب وَدْقِه. وضربه فبدا هُدْبُ بطنه أي ثَرْبُه.

هدج ـ هدَجَ الظّليمُ واستهدج : مشى في ارتعاش ، وظليم هدّاج ، ونعام هُدَّج وهَوادِجُ. وتقول : نظرتُ إلى الهَوَادج على الهَوَادج. وهَدَجتِ الريحُ : حنّت.

ومن المجاز : الشيخ يَهْدِج في مِشيته هَدَجاناً ؛ قال :

وهَدَجَاناً لم يكن من مشيتي

كهَدَجان الهِقْل حولَ الهِقْلةِ

وهَدَجتِ القِدْرُ : غلت بشدّة ، وقِدْر هَدُوج ؛ قال الراعي :

ثلاثٌ صَلِينَ النّارَ حولاً وأرْزَمتْ

عليهنّ رَجزاءُ القِيام هَدُوجُ

هدد ـ هَدّ البيتَ فانهدّ وهو هَدْم بشدّة صوت. وسمعت هَدّةً : صوتَ وقع حائط أو صخرة. وسمع أهل الساحل هادّاً من قِبَل البحر : صوتاً له هديدٌ أي دويّ وربّما كانت منه الزلزلة ؛ قال :

داعٍ شديدِ الصّوتِ ذي هَديدِ

وقد هدّ يَهِدّ. وهدّده وتهدّده : أوعده. وهدهدتِ المرأةُ ولدَها : حرّكته لينام. وهَدهَدَ الحمامُ : صوّت.

ومن المجاز : هدّني هذا الأمرُ ، وهدّ ركني إذا بلغ منك وكسرك ؛ قال النّمر :

على فاجع هدّ العشيرةَ فقدُه

به أعلن النّاعي الحديثَ المجمجَما

وهذا رجل هَدَّكَ من رجل إذا وُصف بجَلَدٍ وشدّة أي غلبك وكسرك ، وهذه امرأة هدَّتك من امرأة. وعن أبي عمر الجَرْميّ : مررت برجل هَدِّك من رجل وبامرأة هَدِّك من امرأة بمعنى هادِّك وهادَّتك ، والأوّل هو الكثير ؛ وقال يعقوب : لَهَدُّ الرّجل هو إذا أُثنيَ عليه بالجلَد والشدّة ؛ وأنشد الأصمعيّ لدُكَين :

ولي صاحب بالقاع هدُّك صاحباً

أخو الجَوْن إلّا أنّه لا يُعَلّلُ

وإن فؤادي منه في طُول صحبتي

وأُنسي به في الفَينَتَين لأوجلُ

هرب من مروان والتجأ إلى عَماية فألِفَه الأسد ، والجَوْنُ : اللّيل لأنّه يصطاد باللّيل. وجاؤوا متهادّين ومتساتلين أي متتابعين كأن بعضهم يَهُدّ بعضاً.

هدر ـ ذهب دمه هَدَراً ، وهَدَرَ دمُه يهدِر ويهدُر ، وأهدره السلطانُ وهدَره : أبطله وأسقطه. وهدَر الفحلُ هَدْراً وهديراً وتَهداراً ، وفحل هادر وهدّار ، وهَدّر : كرّر. وفي مثل : «كالمهدِّر في العُنّة» لمن يصيح وليس وراءه شيء ؛ قال الوليد بن عُقبة يخاطب معاوية ، رضي الله تعالى عنه :

قطعتَ الدّهرَ كالسَّدِمِ المعنّى

تُهَدِّر في دمشقَ وما تَريمُ.

يريد المُعنَّن ؛ وفي معناه قول ابن هَرمة :

فاهْدِر مكانكَ مطويّاً على حَنَقٍ

هَدْرَ المعنّى على أذواده السَّدِمِ

ومن المجاز : ضربه فهدَرت رئتُه إذا سقطت. وقوم هَدَرَةٌ : ساقطون. وفلان فحل هادر ، وقد هدرت شِقْشِقَتُه ، وهو يهدِر في منطقه وفي خطبته. وجرّة النبيذ تَهدِر ؛ قال :

وجرّةٍ خضرا لها هَديرُ

يظلّ منها الشّيخُ يستديرُ

وأرض هادرة ، وعشبٌ هادرٌ إذا تحرّك وطال. وهدَر كافور النّخل : انشقّ. وهدَر اللّبنُ : خَثُرَ وراب. وهدَر الرعدُ ، ورعد هدّار ، وسمعت هديره. وهدَر الحَمَامُ : قرقر وكرّر صوته في حَنجرته.

هدف ـ رموا في الهدَفِ والأهداف.

ومن المجاز : أهدَف له الشيءُ واستهدَف : انتصب وأعرض. وقال عبد الرحمن لأبيه أبي بكر ، رضي الله تعالى عنهما : لقد أهدفتَ لي يومَ بدرٍ فصِغتُ عنك. وهَدَفَ للخمسين وأهدَف : قارب. ورَكَبٌ مستهدِفٌ : عريض.

٦٩٧

وفلان هَدَفٌ لهذا الأمر وغرض له.

هدل ـ هَدَلَ الحَمَامُ هَديلاً. وتهدّلتِ الثمرة. وتهدّل الثوبُ : استرسل ، وهدَلته هَدْلاً. ومِشفر أهدلُ ومَشافر هُدْلٌ. وشَفة هَدلاء ، وبها هَدَلٌ.

هدم ـ بناء مهدوم ومهدَّم ، وقد انهدم وتهدّم. وانقضّ هَدَمٌ من الحائط وهو ما انهدم منه ؛ قال يهجو امرأة :

تمضي إذا زُجرتْ عن سَوءة قُدُماً

كأنّها هَدَمٌ في الجفر مُنقاضُ

ومن المجاز : عجوز متهدّمة : فانية. وتهدّم الثوبُ : بَليَ ، وعليه هِدْمٌ وأهدام : أخلاق. ودمه هَدَمٌ : هَدَرٌ. وجاءت هَدْمَةٌ من مطر : دُفعة منه. وتهدّمت النّاقةُ من شدّة الضَّبَعة. وهو يتهدّم بالمعروف ؛ قال ابن هرمة :

ما ذا بمَنبِجَ إن تُنشر مقابرُها

من التهدّم بالمعروف والكرم

وتهدّم عليه غضباً. وهو يتهدّم عليّ بالكلام ويتهوّر ، ويقال : «إنّ حفرك إليّ لهَدَمٌ وإنّ حبلك إليّ لأنشوطة» إذا وُصف بقلّة النُّصرة. وهُدِمَ الرجلُ في البحر : دِيرَ به ، وأخذه الهُدامُ.

هدن ـ هدّنتُ الرجلَ : سكّنتُه وثبّطتُه فهَدَنَ هُدوناً ؛ قال الحماسيُّ :

ولا يرعَونَ أكنافَ الهوينا

إذا حَلّوا ولا روضَ الهُدونِ

وهدّنتْ صبيّها بكلامها لينام. وهدّنوه بالقول حتى هَدَنَ. وإن مَلغاةَ أوّل اللّيل مَهْدَنَةٌ لآخره.

ومن المجاز : هادنه : صالحه ، مهادنة. وتهادنوا : تصالحوا. وبينهم هُدْنة. وتهادنَ الأمرُ : استقام.

هدي ـ هو هادٍ من الهُداة. وهداه للسّبيل وإلى السبيل والسبيلَ هِدايةً وهُدًى. وهداه من الضلالة فاهتدى. وهَدَى هَدْيَ فلان : سار سيرته. وفي الحديث : «واهدُوا هَدْيَ عَمّار». وما أحسن هَدْيَه! ورأى هَدْيَ أمره وهِدْيَةَ أمره : جهتَه. واستهديتُه فهداني. وهو لا يتهدّى لذلك ، وتركه على مُهَيْدِيَتِه : على جهته وحالته التي كان عليها. وجاء يُهادَى بين اثنين ويتهادَى.

ومن المجاز : هَدَاه : تقدّمه كما يتقدّم الهادي المَهديَ. وجاءت الخيلُ يَهديها فرس أشقر. واقتنصَ هادياتِ البقر وهواديَها : متقدّماتها. وضرب هاديته : عنقه. وأقبلت هوادي الخيل. وانتصب هادي الفَلَق ؛ قال ذو الرُّمّة :

حتى إذا ما جلا عن وجهه فَلَقٌ

هاديه في أُخريات اللّيل منتصبُ

وتوكأ على الهادية وهي العصا. وأصابه هادي السهم : نصله ؛ قال ذو الرُّمّة :

يمشي بِزُرْقٍ هَدَتْ قُضْباً مصدَّرة

مُلس المتون حداها الرّيشُ والعَقَبُ

ومنه : أهدى له وإليه هَدِيّة لأنّها تُقدّم أمام الحاجة في مِهْدًى : في طبق. واستهدَى صِدّيقَه. «وتهادوا تحابُّوا». ورجل وامرأة مِهْداء. وفلان يُهَدّي للنّاس إذا كان كثير الهدايا ؛ قال أبو خراش :

لقد علمتْ أُمُّ الأُدَيْبر أنّني

أقول لها هَدّي ولا تَذْخَري لحمي

وأهدَى إلى الحرم هَدْياً وهَدِيّاً. وهَدَى العروسَ إلى زوجها هِداء وأهداها إليه ، لغة تميم هَدَيْتُها بمعنى دللتها ، ولغة قيس أهديتها : جعلتها هَديّة.

هذب ـ هذّبتُه فتهذّب ، و «أيُّ الرجال المهذَّب». وفرس وطائر مُهْذِب : سريع ، ومرَّ يُهذِبُ.

هذذ ـ هَذَّهُ هَذّاً : أسرع قَطْعه. وسكّين هَذوذٌ.

ومن المجاز : هَذّ القرآنَ وهو يَهُذّه هَذّاً إذا أسرع فيه وتابعه ؛ ومنه قول رؤبة :

ضرباً هَذَاذَيْك وطعناً وخْضَا

وقول مَعبد بن سَعْنَة :

فباكرَ مختوماً عليه سَياعُه

هَذاذَيْك حتى أنفد الدَّنَّ أجمعا

أراد سرعة الضرب والشرب ومتابعتَهما.

٦٩٨

هذر ـ رجلٌ مِهذارٌ ومِهذارةٌ وهِذْرِيان ؛ قال :

هِذرِيانٌ هَذِرٌ هَذّاءةٌ

مُوشِك السّقطة ذو لُبّ نَثِرْ

وقد هَذَر في منطقه يَهذِر ويهذُر هَذْراً وهَذَراً ، يقال : سكت عشراً ونطق هَذْراً.

هذم ـ هذَمه : أسرع قطعَه. وسيفٌ مِخذَمٌ ومِهذَمٌ وهُذامٌ.

هذي ـ هو يَهذي في كلامه ، وهو هَذّاء : كثير الهَذَيان ، وهذى هُذَاء من القول وهُرَاء. وقعد يُهاذي أصحابه ، وسمعتهم يتهاذَون.

ومن المجاز : سراب هاذٍ.

هرأ ـ تهرّأ اللّحمُ ، وهرّأه الطابخُ. ومنطقٌ هُرَاء : فاسد ؛ قال ذو الرُّمّة :

لها بشَر مثل الحرير ومنطق

رخيم الحواشي لا هُراء ولا نَزْرُ

وأهرأ في كلامه : جاء بالهُراء.

هرب ـ جدّ به الهَرَبُ والمَهْرَبُ ، ويقال : إليك منك المهربُ. وفلان لنا مهرب ، «وما له هارب ولا قارب».

هرت ـ أسدٌ أهرتُ ، وأُسودٌ هُرْتٌ ؛ قال ابن مقبل :

عاد الأذلّة في دار وكان بها

هُرْتُ الشّقاشق ظلّامون للجُزُرِ

وعن بعض العرب : علِّمْهم الرَّجَزَ يهرّتْ أشداقَهم.

هرج ـ هذا زمن الهَرْج أي الفتنة. وهَرَجَ في حديثه : خلّط. وإنّه ليَهْرِجُ. وهَرَجَ المرأةَ. وتهارجتِ البهائمُ. ورأيتهم يتَهارجون : يتسافدون. وهَرِجَ البعيرُ ، وأصابه هَرَجٌ من الحَرّ والقَطِران وهو إظلام البصر.

هرر ـ له هِرٌّ وهِرّةٌ : ذكر وأُنثى. وكلب هرّار ، وهرّ هريراً وهو دون النباح ، وهرّت إليّ الكلابُ ، وهرّتني الكلابُ.

ومن المجاز : قول حرام بن وابصة الفزاريّ :

وإنّ الكِنازَ اللحمِ من بكراتكم

تهرّ عليها أمّكم وتكالبُ

يريد بها تَرضَعها للؤمها فتشقّ عليها وتؤذيها. وهرّ في وجه السّائل : تجهّمه. وفلان هرّه النّاس إذا كرهوا ناحيته ؛ قال

أرى النّاسَ هرّوني وشُهّر مَدخلي

وفي كلّ ممشًى أرصدَ النّاس عقرَبَا

وهر لكأس إذا كرهها. وهرّ الحربَ ؛ وقال ابن الدمينة :

نهاري نهار النّاس حتى إذا دَنا

ليَ اللّيل هرّتني إليك المضاجعُ

وهرّ الشوكُ إذا يبس فاجتنبته الراعية كأنّه يهرّ في وجوهها ، وقيل معناه : صار كأنّه أظفار هرٍّ ؛ قال :

رعَينَ الشِّبرِقَ الرّيّانَ حتى

إذا ما هَرّ وامتنع المذاقا

وأنشد المبرّد :

حلفتُ لهم والخيلُ تَردي بنا معاً

نفارقهم حتى يهرّوا العواليا

عواليَ زُرْقاً من رماح رُديْنَةٍ

هريرَ الكلاب يتّقين الأفاعيا

وهذا يدلّك على وجه المجاز دَلالة مكشوفة. وهرّه الشتاء ، وللشتاء هريرٌ ، كما يقال : كَلِبَ الشتاء والبرْدُ. وطلع الهرّاران وهما قلبُ العقربِ والنّسرُ الواقعُ لأن هرير الشتاء عند طلوعهما. و «فلان لا يعرف هِرّاً من بِرّ» أي لا يميّز فعل من يهِرّ في وجهه من فعل من يَبَرّ به. ويقال : هلك من لا هَرّارَ له أي لا سفيه له يهرّ عنه عدوّه. كما قال :

لا بدّ للسؤدد من أرماحِ

ومن عديد يُتّقَى بالرّاحِ

ومن سفيهٍ دائم النُّباحِ

هرس ـ هَرَسَ الحَبَّ : دقّه في المِهراس. واتخذ هَرِيسة وهَرائسَ ، وعنده هَريسٌ : للهريسة وهو البُرّ المهروس.

٦٩٩

ومن المجاز : توضّأ من المِهراس وهو حجر مستطيل منقور يُتَوَضّأ منه شُبّه بمِهراس الحَبّ. والفحلُ يهرُس القِرن بكلكله ، وإبل مَهاريسُ : جسامٌ ثِقالٌ تهرُسُ الأرضَ بشدّة وطئها أو شديداتُ الأكل تهرُس ما تأكله هَرْساً شديداً ؛ قال الحطيئة :

مَهاريس يُروي رِسلُها ضيفَ أهلها

إذا النّار أبدت أوجُهَ الخفِرات

وعن النضر : رجل مِهراسٌ : لا يتهيّبه ليلٌ ولا سُرًى. ويقال : لبني فلانٍ هَراسَةُ عزٍّ وقهر يهرسون به أعداءهم ؛ وقال أعرابيّ لآخر : لتجدَنّي أفظّ هَراسه وأشدّ شَراسه.

هرش ـ تهارشت الكلابُ واهترشتْ ، وهارش بعضها بعضاً ، وهارشتُ بينها مُهارشةً وهِراشاً ، وهما كلبا هِراش ؛ قال :

كأنّ طَبْيَيْها إذا ما درّا

جِروَا رَبِيضٍ هورِشا فهرّا

ومن المجاز : هرّش بين القوم وحرّش. وهَرَش الزمانُ يَهرُشُ ويَهرِشُ إذا اشتدّ ؛ قال أميّة :

لا نخاف المُحولَ إن هَرَش الدّه

رُ ولا ننتوي لأهلٍ سواكا

وقال في صفة الفرس :

مُهارِشة العِنان كأنّ فيها

جرادةَ هبوة فيها اصفرارُ

أراد وُثوبه في العنان ومرحه كأنّما يهارشه. وفي مثل في التخيير : «خذا أنفَ هَرْشَى أو قفاها» وهي ثنيّة في طريق مَكّةَ قريبة منها.

هرع ـ أُهْرِعَ الرجلُ إهراعاً وهو إسراع في رِعدة. ويقال : أقبل الشيخ يُهرَع. وفلان يُهْرَعُ من الغضب والبرد والحمّى. ويقال للمجنون والمصروع : مهروع ، ومنه قوله تعالى : (فَهُمْ يُهْرَعُونَ).

هرف ـ هو يَهرِف بفلان نهارَه كلّه وهو الإطناب في الثناء شِبه الهذيان للإعجاب به. وجاءت رُفقةٌ يَهرِفون بصاحب لهم ، ويقال : لا تَهْرِفْ قبل أن تعرِفْ ، و «لا تهرِفْ بما لا تعرِفْ». وهرّفتِ النّخلةُ : عجّلت إتاءها ، تهريفاً. وهَرَفَتْه الريح : استخفّته ، ومنه قول أهل بغدادَ : الهَرْفُ جَرْف أي من جاء بالبواكير جَرف أموالَ النّاس.

هرول ـ مشى هَرْوَلَةً. والطائف يُهروِل.

ومن المجاز : هَرولَ السرابُ ؛ قال الطِّرمّاح :

حتى إذا صَغَتِ الظّلا

ل بُعَيدَ هَرولة العساقلْ

هرم ـ شيخٌ هَرِمٌ وشيوخٌ هَرْمَى ، وقد هَرِمَ هَرَماً ومَهْرَماً ، وهرّمتْه السّنون. وهو ابن هَرْمةٍ وابن عَجْزَةٍ : لولَد الشيخ. ووُلدَ لهَرْمَةٍ. وأذلُّ من الهَرْمة : واحدة الهَرْمِ وهو يبيسُ الشِّبرِق أذلّ الحَمضِ وأشدّه اسلنطاحاً ؛ قال :

ووطِئْتَنا وَطْأً على حَنَقٍ

وَطْءَ المقيّد نابتَ الهَرْمِ

ومن المجاز : خُشْبٌ هَرْمَى : قديمة يابسة ، وقيل لرائد : كيف وجدت واديك؟ قال : وجدتُ فيه خُشْباً هَرْمَى وعُشْباً شَرْمَى. وجاء فلان يهرّم علينا الأمرَ والخبرَ أي يعظّمه ويصفه فوق قدره. وما عنده هَرِمٌ : رأيٌ محنَّك. وما أدري بِمَ يُولَع هَرِمُك أي رأيك القارح.

هرو ـ رجلٌ هَرّاء : يبيع الثّيابَ الهَرَويّةَ. وسمعتُ في رواية الهَرّاء عن الفَرّاء كذا ، وهرّيت الثوبَ : اتخذته هَرَويّاً ؛ قال :

يا قومِ هل أُخبرتُمُ أو سمعتُمُ

بما احتالَ مذ ضمّ المواريثَ مُصعَبُ

رأيتُكَ هرّيتَ العِمامة بعدما

مكثتَ زماناً قاصعاً لا تُعَصَّبُ

قَصَعَ عِمامته إذا حسرها. وضربه بالهِراوة والهَرَاوَى. وهَرَوْتُ عبدي وتهَرّيتُه : ضربته بها.

هزأ ـ هزئ به ومنه وهَزَأ وتهَزّأ واستهزأ. واتخذه هُزُؤاً. وفعل ذلك استهزاء به. ورجل هَزّاء وهُزَأةٌ ، وهو هُزْأةٌ بين النّاس : يهزأون به.

٧٠٠