أساس البلاغة

المؤلف:

أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار صادر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧١٧

وما حَوْلهما : عَظْمان شاخِصان في مجرى الدّمع ؛ قال :

بعَاري النَّواهِق صَلتِ الجبي

نِ أتلعَ كالصَّدَعِ الأشْعَبِ

نهك ـ بدت فيه نَهْكةُ المرض. ونَهَكته الحُمَّى وأنهكه السُّلطانُ عُقُوبةً. وانتُهِكت حرمته : تُنُووِلت بما لا يحلُّ ورجل نَهيك : بليغُ الشّجاعة ، وقد نَهُك نَهاكةً. وفي الحديث : «أنهِكوا وجوه القوم». أي أبلغوا جهدهم.

نهل ـ نَهِل الشّاربُ نَهَلاً. وسُقي النَّهَلَ والعَللَ ، وعَلَلاً بعد نَهَل ، وما سُقي إلّا النَّهلة ، وأنهلتُه. ورجل مِنهالٌ : كثيرُ الإنهال. وإبل نِهالٌ : عِطاش ؛ قال :

إنّك لن تُثَأْثِئَ النِّهالا

بمثل أن تُدارِكَ السِّجالا

لن تُسَكِّن عَطَشَها. ووردوا المَنْهَلَ والمناهل.

ومن المجاز : أَسَلٌ ناهِلٌ ونِهال. وأنهلوا القَنَا ؛ قال :

نَهِلْنا من دِماء بني لُؤَيٍ

وأنهلنا القنا حتى رَوِينا

وقال النّابغة :

الطّاعن الطّعنةَ يومَ الوغى

ينْهَلُ منها الأسَلُ النّاهل

وأنهلوا زرعَهم : سَقَوْه السَّقْيَة الأولى.

نهم ـ نَهَم الأسدُ نَهيماً وهو فوق الزَّئير. ونَهَمتُ الإبل : زجرتُها. وله في هذا الأمر نَهْمةٌ : شهوة ، وقضى منه نَهْمته ؛ قال أوس :

فلمّا قضى منهنّ في الصِّنع نَهْمةً

فلم يَبْقَ إلّا أن تُسَنَّ وتُصْقَلا

وهو مَنهومٌ به : لا يشبع منه. وقد نُهِمَ به أشَدَّ النَّهْمةِ : أُولع به.

ومن المجاز : للقِدْر نَهيم ؛ قال الراعي :

فباتَ شَريكاً في رُكودِ مُدامَةٍ

يُميتُ المَحالَ أزُّها ونَهيمُها

وقال جرير :

والقِدر تَنهِم بالمَحال وترتمي

بالزَّوْر هَمهمة الحصان الأدهمِ

نهنه ـ نهنهتُه عن كذا فتنهنهَ.

نهي ـ نهاه فانتهَى. وتناهوا عن المنكر. وانتهى الشيءُ : بلغ النّهاية. وتناهَى البعير سِمَناً. وجمل نَهيٌ ، وناقةٌ نَهِيَّةٌ. وهو بعيد المنتهَى. ولا يَنتهي حتى يُنتهَى عنه. وروَى بنو حنيفة أهاجيَّ الفرزدق في جرير فأحفظوه فاستنهاهم أي قال لهم : انتهوا. وهذا منتهَى الأمر ونهايته ومنهاتُه ؛ قالت ليلى الأخيليّة :

ألم تعلَم ، جزاك اللهُ شرّاً ،

بأنّ الموت مَنهاةُ الرّجالِ

وقال جرير :

حتى أنخنا عند أبواب الحكَمْ

في بؤبؤ العزّ ومَنهاة الكَرَمْ

وهم أمَرَةٌ بالمعروف نُهَاةٌ عن المنكر. وهو نَهُوٌّ عن الشرّ. وما تنهاه عنّا ناهية أي ما تكفّه كافّةٌ. وما ينظر في أوامر الله ونواهيه. وأُنهي إليه الخبر. وهو من أُولي النُّهَى. وإنّه لذو نُهْيةٍ. ورجلٌ نَهٍ ، وقوم نَهون. ودرع كالنَّهْي والنِّهْيِ ، ودروع كالنِّها وهي الغدران.

ومن المجاز. قول ابن مقبل :

يمشِينَ هَيْلَ النَّقا مالت جوانبُه

ينهالُ حيناً وينهاهُ الثرى حينا

أي إذا مُطر لم ينهلْ.

نيب ـ نَيَّبَه : عضّه بنابه. ونَيَّبَ سهمَه : أثَّر فيه بنابه. وظَفَّرَ فيه السّبُعُ ونَيَّبَ : أنشَبَ فيه ظُفَره ونابه. و «لا أفعل ذلك ما حنّت النِّيب». ونيّبتِ النّاقةُ : صارت ناباً.

ومن المجاز : عضّته أنيابُ الدّهر ونُيوبُه. وظَفّر فلان في كذا ونَيّب إذا نشب فيه. وهو ناب قومه : سيّدهم ؛ قال :

كنتُ لهم في الحدثان نابا

٦٦١

أنفي العِدى وضَيغماً وثّابا

ولم أكن هِرْدَبّةً وَجّابا

جباناً.

نير ـ أنار الثوبَ ونارَه ونَيّره : أعلمه وألحمه ، والنِّير : العَلَم واللُّحمة جميعاً ؛ قال :

خَوْدٌ كأنّ مِرطَها المنَيَّرا

جُلّلَ دِعْصاً رابياً كنَهْوَرا

عظيماً. وثوبٌ ذو نِيرَين : محكمٌ نُسِجَ على لُحمتين. ووضع النِّير على عنق الثّور.

ومن المجاز : أخذوا نِيرَ الطّريق : أُخدودَه الواضح ؛ قال النّابغة :

له خُلُجٌ تهوي فُرادَى وترعوي

إلى كلّ ذي نِيرَين بادي الشّواكلِ

ورجل ذو نِيرَين : شديدٌ محكمٌ. ورأيٌ ذو نِيرَين. وحرب ذات نِيرَين : شديدة. وناقة ذات نِيرَين وذات أنيار : عليها سَحائفُ من شحم ؛ قال الطرمّاح :

عدا عن سليمَى أنّني كلَّ شارق

أهزّ لحرب ذات نِيرَين أَلَّتي

وقال حميد :

ضِناكٌ على نِيرَين أضحى لداتُها

بَلينَ بِلَى الرَّيطات وهي جديد

وجِلد مُنَيَّرٌ : غليظ كالثوب ذي النِّيرين. وهو يُسدي الأمور ويُنيرُها.

نيق ـ هو كالأَنُوق في النِّيق.

نيل ـ ناله نَيْلاً ومَنالاً ، ونِلتُه بخير. وما أصبتُ منه نَيلاً : معروفاً. ونال من عدوّه. ونِيلَ فلانٌ : قُتِل ؛ قال أبو ذؤيب :

وإنّ غلاماً نِيلَ في عهد كاهل

لَطِرْفٌ كنصل السمهريّ قريحُ

مختار كقريع. وأجود من النِّيلَين وهما نِيلُ مصر ونِيلُ الكوفة.

٦٦٢

و

وأوأ ـ وأوأ الكلبُ ، وتقول : ما سمعت إلّا وعوعة الذئاب ووأوأة الكلاب.

وأب ـ اتّأبَ : استحيا ؛ قال الكميت :

وصرتُ عمَّ الفتاة تتّئب ال

عاتِق من رؤيتي وأتّئبُ

وما بك في هذا إبَةٌ ؛ قال ذو الرُّمّة :

إذا المَرَئيُّ شبّ له بناتٌ

عقَدن برأسه إبَةً وعارا

وما طعامك بطعامِ تُؤَبَةٍ أي لا يُستحيا من أكله.

وأد ـ وأد ابنتَه : أثقلها بالتراب (وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ) ؛ وقال الفرزدق :

وجدِّي الذي منعَ الوائدات

وأحيا الوئيد فلم يوأد

وسمعتُ للهدّة وئيداً : صوتاً شديداً ؛ قال :

صوتٌ يقوم الخلقُ من وئِيدِهِ

يسمعه البعيد من بعيدِهِ

ولمشي الجِمال المُوقَرة وئيدٌ ؛ قال :

ما للجِمال مشيها وئيدا

واتأد في الأمر وتَوَأّد : تمهّل وترزّن. وفعل ذلك في تُؤَدَةٍ ووقارٍ ، وفي فلان تُؤَبةٌ وتُؤَدَةٌ.

وأل ـ وَألَ إلى المكان وواءل إليه مُواءلةً ، وهذا مَوئل القوم. وهو مُوائل منه : خائف. وواءلَ الطائرُ مُواءلة وهي مُلاوَذتُه بشيء مخافة الصقر.

وأم ـ واءمهُ مُواءمة وهي شبه المباراة والمحاكاة. وفلانة تُوائم صاحباتها وِئاماً شديداً إذا تكلّفت ما يصنعن في الزينة وغيرها ، ومنه قولهم : «لو لا الوئام هلكت جُذام» ، ورُوي اللّئام والأنام أي لولا أن الكرام وأهل الخير يحكيهم غيرهم ويتشبّهون بهم لكان الهلاك. وغِناء متوائم : متناسب ؛ قال ابن أحمر :

أرَى ناقتي حَنّت بليل وشاقها

غِناء كنوْح الأعجم المتوائم

وأي ـ وَأيْتُهُ وَأْياً : وعدتُه. وتقول : لا خير في وَأي إنجازه بعد لأي.

وبأ ـ وقع في أرضهم الوَباء والوَبَأُ ، وأرض وَبِئَةٌ ووبيئَةٌ وموبوءة ، وقد وَبئت ووُبئت.

وبخ ـ وبّخه توبيخاً.

وبد ـ فلان في وَبَدٍ وهو سوء الحال ، وهو وَبِدٌ. وتقول :

٦٦٣

لا ترك الله له سَبَداً ولا لَبَداً ولا لُقيَ أبداً إلّا وَبِداً. وقوم أوبادٌ : محاويجُ ؛ قال :

لأصبح الحيُ أوباداً ولم يجدوا

عند التفرّق في الهيجا جِمالين

وبر ـ بعير وَبِرٌ وأوبرُ. وناقة وَبِرَةٌ ووبراءُ : كثيرة الوَبَر ، ووبَّرت الأرنبُ توبيراً وهو أن تمشي على وَبَرِ قوائمها لئلّا يُقَصَّ أثرها ؛ قال يصف فرساً :

مَرَطَى مقطِّعة سُحور بُغاتها

من سوسها التَّوبير مهما تُطلب

ومن المجاز : وبَّر فلان أمره توبيراً إذا عمّاه ؛ قال جرير :

فما عرفتكَ كِندةُ عن يَقينٍ

وما وَبَّرْتَ في شُعَبي ارتغابَا

أي ما أخفيتَ أمرك فيها رغبة لكن اضطُررتَ. ووبَّر الرّألُ : ازلغبَّ ، يقال : أخذ الشيءَ بوَبَره وزَوْبره وزَغَبه وزِئْبَره : كلَّه.

وبش ـ بظُفُره وَبَشٌ ووَبْشٌ وهو النِّمنم. وبالبعير وَبَشِ ووَبْش من جرب وهو ما تفشّى في جلده وتفرّق. وقد وَبِشَ جلدُه. وما بهذه الأرض إلّا أوباش من شجر ونبات وهي القليل المتفرّق. وهو من أوباش الجند : من أخلاطه ورُذاله.

وبص ـ وَبَصَ القمرُ وبيصاً. وقمرٌ وبّاص. وأوبصتُ ناري : ذكيتها. وإنّ فلاناً لوابِصةُ سَمْعٍ إذا كان يسمع كلاماً فيثقُ به.

وبط ـ وَبَطَ رأيُهُ وُبوطاً إذا ضعف ، ورأيٌ وابطٌ ، وتقول : فلان له رأيٌ وابط وليس له جأشٌ رابط.

وبق ـ وَبَقَ يَبِقُ وُبُوقاً ووَبِقَ يَوْبَقُ. وأوبقتْه ذنوبُه. وركب المُوبقات. (وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ مَوْبِقاً) : مَهلِكاً من أودية جهنّم يحول بينهم أو مسافة تهلِكُ فيها الأشواطُ لبُعدها.

وبل ـ جاده وَبْلٌ ووابل. ووبَلَتِ السّماءُ. وكلأ وبيلٌ : وخِيمٌ ، واستوبلتُ المكانَ : استوخمته. ويقال : والله لتَسْتَوْبِلَنَّهُ. وهو يشكو الوابلةَ وهي عظم في مفصل الركبة. وضربه بالوَبيل وهي العصا الضخمة. ودقّ القصّارُ الثّوبَ بالوَبيل وهو مِدَقُّه. وصكّ النصرانيُّ النّاقوسَ بالوَبيل ؛ قال الأعشى :

وما صكّ ناقوسَ الصّلاة وبيلُها

وتقول : كأنّه الأبيل في يده الوَبيل.

ومن المجاز : رجلٌ وابلٌ : جواد يَبِلُ بالعطايا ؛ أنشد الفرّاء :

فأصبحت المنازل قد أذاعت

بها الإعصار بعد الوابلينا

بعد الأجواد من أهلها. ووَبله بالسّياط : تابعها عليه كالوابل. وضربه بالمِيبَلة : بالدِّرَّة ، مِفعلةٌ مِن وَبَلَه. وأخذٌ وبيلٌ : شديد ، ومنه الوبالُ : لسوء العاقبة.

وتح ـ شيءٌ وَتِحٌ : قليل. وأوتحَ له العطاءَ. وتوتَّح من الشراب : تقلَّل.

وتد ـ ضرب الوَتَدَ والوَتِدَ والوَتْدَ والوَدَّ والأوتادَ بالمِيتدَة ، ويقال : تِدْ وَتَدَكَ ووَتِدَك ووَتْدَكَ وأوْتِدْهُ. وانتصب كأنّه وَتَدٌ ووَتِدٌ ووَتْدٌ. وهو «أذلّ من وتَد ووتِد ووتْد». ووَتِدٌ واتدٌ : ثابت.

ومن المجاز : وَتَدَ الله الأرض بالجبال وأوتدها ووتَّدها. والجبال أوتاد الأرض. وقيل لأعرابيّ : ما النَّطْشان؟ فقال : يوتِّد العطشان. ورُويَ : شيءٌ نَتِدُ به كلامَنا. ووَتَدَ بالمكان وهو واتِدٌ : لا يبرح ، ثابت ؛ قال :

لاقت على الماء جُذَيلاً واتِدا

وكان لا يُخلفُها المَواعِدا

وقَرنٌ واتِدٌ : منتصبٌ ؛ قال أبو دؤاد :

باتت له أُذُنٌ تَوَجَّ

سُ حُرّةٌ وأحمُ واتدْ

ونَقَدتْ أوتادُه : أسنانه. وما أملحَ وَتِدَي أُذنِه! وهما الهَنَتان النّاشرتان في مقدّمها كالثُّؤلولين.

وتر ـ تَواترتْ كتُبه وواترَها. وتواتر القطا والإبلُ. وجئن متواتراتٍ وتَتْرى : متتابعاتٍ وَتْراً بعد وَتْرٍ. وناقة مُواترة :

٦٦٤

تضع إحدى ركبتيها ثمّ الأخرى. وإذا شربتم فأوتروا. وأوتر : صلّى الوِتْرَ. وهم على وتِيرةٍ واحدةٍ : على طريقة وسجيَّة من التّواتُرِ ، وفي الحديث : «ما زال على وتيرة واحدة حتى مات». وغُرِّر الفرس بوتيرةٍ وهي الغُرّة الصغيرة المستديرة شُبِّهت بالوتيرة التي هي الوردة البيضاء. وخَرَمَ وَتَرَةَ أنفه ووتِيرتَه وهي حجاز ما بين المِنخَرَين. وما في عمله وَتيرةٌ : فتورٌ ؛ قال زهير :

نجاءٌ مجدٌّ ليس فيه وتِيرةٌ

وتذبيبُها عنها بأسحَمَ مِذْوَدِ

ووَتَرتُ الرَّجُلَ : قتلتُ حميمَه فأفردته منه. وطلب وِتْرَهُ ووَتْرَهُ وتِرَتَهُ ، وهو طلَّاب الأوتار والتِّرات. ويقال : ضربوا الخيل على الأوتار ؛ وقال أبو زبيد :

لا تِرَةٌ عندهم فتطلبها

ولا هُمُ نُهزةٌ لمختلِسِ

وفلان موفور غير موتور. ووَتَرْتُ القوسَ ووتَّرتُها.

ومن المجاز : وَتَرْتُه حقَّه. وفي الحديث : «كأنّما وُتِرَ أهلَه ومالَه». وقد توتَّر عصبُه. وفرس موتَّر الأنساء : فيها شَنَجٌ كأنّما وُتِّرَتْ توتيراً.

وتغ ـ أوْتَغَهُ : أهلكه. وهذا ممّا يُوتِغ الدِّينَ والمروءةَ. ووَتِغَ وَتَغاً : هلك.

وتن ـ قطع الله وَتينَهُ وهو عرق يسقي القلبَ ، ووُتِنَ فهو موتون. ومنه : وَتَنَ بالمكان فهو واتن : لازم مقيم ، وواتنه : لازمه وقارنَه ، مُواتنةً.

وثأ ـ إذا أصاب العَظْمَ وَهْنٌ وَوَصْمٌ لا يبلغ أن يكون كسراً قيل : أصابه وَثْءٌ. ووثَأ يدَه كذا. وقد وُثِئَت يدُه فهي موثُوءة.

ومن المجاز : وَثأ الوتِدَ : شعَّثه. والمِيثأة : المِيتَدة.

وثب ـ وَثَبَ من مكان إلى مكان وثْباً ووُثوباً ووثِيباً ، ووثَب إليه ، وواثَبه ، وتواثَبوا. وظبي وثّاب.

ومن المجاز : توثَّب على منزلته ، وتوثَّب على أخيه في أرضه : استولى عليها ظُلماً. وقد وثَب إلى الشرف وثْبَةً ؛ قال الكميت :

ووثبَةٍ لكَ في الأحسابِ بالغَةٍ

كذاكَ إنّك في المعروف ذو وُثَبِ

كنَوْبة ونُوَبٍ. وفرس وثّابة : سريعة.

وثج ـ فرس وَثيجٌ : قَويٌّ مُكتنِزٌ ، وقد وثُجَ وثاجةً.

ومن المجاز : ثوب وثيجٌ : مُحْكَم النَّسْج. واستوثج النّباتُ : كَثُف ؛ قال العجّاج :

بلَجبٍ مثل الدَّبا أو أوثَجَا

أي أكثف.

وثر ـ فِراشٌ وثِيرٌ : وطيء ، وقد وثُر وَثارةً ، وما أوثَر فراشَك! واستوثِر الفِراشَ. ووثِّرْ مَرْكَبك : وطِّئه ، ومنه : مِيثَرَةُ السَّرج. وجمعها مواثِر ومياثِر.

ومن المجاز : إنّها لوثيرةٌ ، ووثيرةُ العَجُز ، وقد وثُرَتْ وَثارةً إذا سَمِنَتْ ؛ قال القطاميّ :

وكأنّما اشتمَل الضَّجيع برَيْطَةٍ

لا بل تزيد وَثارَةً ولَيانَا

وإذا تزوَّجت امرأةً فاستوثرها.

وثق ـ وثِقْتُ به ثِقَةً ووثوقاً ، وبه ثِقتي ، وهو ثِقَتي ، وهو ثِقةٌ من الثِّقات ، وأنا به واثِقٌ ، وهو موثوق به ، وعَقْد وثيقٌ ، وقد وَثُقَ وَثاقةً ، وأوثقتُه ووثَّقتُه. وناقة وثِيقَةُ الخَلْق وموثَّقَة الخَلْق ، وشدَّه بالوَثاق والوُثُق. وبيننا مَوْثِق ومِيثاق. وواثقَه : عاهدَه ، وواثقني بالله ليَفْعلنّ. وتواثَقوا على كذا ؛ قال كَعْبُ بن زهير :

ليُوفُوا بما كانوا عليه تَواثَقوا

بخَيْف مِنًى واللهُ راءٍ وسامعُ

وأخذ بالوثيقة في أمره ، وتوثَّق في أمره. واستوثقتُ منه : أخذتُ في أمره بالوثيقةِ. واستوثِقوا من الأموال بالأبواب والأقفال استيثاقاً شديداً.

وثل ـ شَدَّه بالوثيل وهو الحبل من اللِّيف ، وفتل للكَرْم وثائلَ. ووثّل الكَرْم توثيلاً.

٦٦٥

وثن ـ كأنّه وثَنٌ من الأوثان.

ومن المجاز : هي وثَنُ فلان أي امرأته.

وجأ ـ وَجَأه في عنقه وتَوَجَّأه. وتكلَّم فلان فتوجَّأوه بالأيدي وتوطَّأوه بالأرجل. وكَبْشٌ مَوْجُوءٌ : وُجِئتْ خُصْيتاه حتى انفضختا وهو ضرب من الخَصاء ، وضَحَّى رسولُ الله ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بكبْشَين مَوْجُوءين ، ومنه قوله ، عليه الصّلاة والسلام : «الصّوم وِجاء».

ومن المجاز : وَجَأ المرأةَ : نكحها. ووَجأ التّمرَ فاتَّجأ إذا دَقَّه حتى تلَزَّج. وأطعمه الوجيئةَ وهي جَرادٌ يُدَقُّ ويُلتُّ بسَمْنٍ. وطلبت أعرابيّة إلى زوجها أن يرثيَ أباها مَرْثيةً حسنة فقال :

لتَبْكِ الباكياتُ أبا خُبَيْب

لدَهرٍ أو لنائِبَةٍ تَنوبُ

وقَعْبِ وجيئَةٍ بُلّتْ بماء

يكونُ إدامَها لبنٌ حَلِيبُ

وجب ـ وَجَبَ لي عليه كذا ، وأوجبه على نفسه. واستوجب العِقابَ. ووجَب البيعُ ، وأوجبتُه. وفعلتُ ذلك إيجاباً لحقِّك. وهذا أقلُ مَواجِبِ الأُخوَّة. وقَلبٌ وجّاب ، وقد وجَبَ وجِيباً ، وضربه فَوجَب : خَرَّ ميِّتاً. وفي مثل : «بك الوَجْبَة» و «بجنبه فلتكن الوَجْبة». وسمِعتُ للحائط وَجْبَةً : وَقْعَةً. ووجَبَ البعيرُ : بَرَك حتى سُمِع صَوْتُ كِرْكِرته. ووجَبت الشَّمسُ : غابت. وأوجَب فلانٌ : وجبت له الجنَّة أو النّار. وهذه مُوجِبةٌ. وركِب المُوجِبات.

ومن المجاز : هو يأكل الوَجْبَة : الأكْلَة في اليوم واللّيلة ، والأصل أن لا يقع الأكل إلّا وقْعَةً واحدة ، وقد أوجب وتوجَّب. ووجَّب عيالَه وفرسَه توجِيباً : عوّدهم الوَجْبَة.

وجح ـ ما دونه وَجَاحٌ ووِجَاحٌ : سِتْرٌ ، وجاء وما عليه وَجاحٌ : ما يستره. وتقول : معه كلُّ فوزٍ ونجاح وما دون معروفه من وَجاح.

وجد ـ وُجِدَ الشيءُ وُجُوداً خلاف عُدِم ، ووجدتُ الضّالَّة ، وأوجَدَنِيه الله. وهو واجدٌ بفلانةَ وعلى فلانة ومتوجِّدٌ ، ووجد بها وتوجَّد ، وله بها وجْدٌ وهو المَحَبَّة. وتواجَد فلان : أرَى من نفسه الوجْد. ووَجِد عليه مَوْجِدةً : غَضِب عليه ، وهو واجِدٌ على صاحبه. وهو غنيٌ واجِدٌ ، وقد وجَد وجْداً وجِدةً ، وأوجدَه الله : أغناه. ووجَدتُ زيداً ذا الحِفاظ : علِمتُه ؛ قال :

إنّ الكَريمَ وأبِيكَ يَعتَمِلْ

إن لم يجدْ يوماً على من يَتَّكِلْ

إن لم يَعْلَم على مَن يتَّكل. (وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى).

وجر ـ الضَّبُعُ في وجَارِها. ووجَرتُه الدَّواءَ. وأوجرتُه بالمِيجرة وهو الوَجُور. وتوجَّرتُه أنا. وإنِّي من هذا الأمر لأوْجَر : لخائفٌ. وإنّ فلانةَ لوجراء ؛ قال الشمّاخ :

تقول ابنتي أصبحتَ شيخاً ومن أكُنْ

له لِدَةً يُصبحْ من الشَّيب أوجَرا

ومن المجاز : أوجرتُه الرّمح ؛ قال :

أوجرتُه الرّمح شَزْراً ثمّ قلتُ له

هذي المروءة لا لَعْبُ الزَّحَاليقِ

وجز ـ كَلامٌ وجيزٌ ومُوجَزٌ ، وقد وجُزَ مَنطِقُك وَجازةً ، وأوجزتُه إيجازاً. وأوجزَ العطيَّة : عجَّلها. وتوجَّزتُ الشيءَ : تنجَّزتُه.

وجس ـ توجَّسَ الصَّوتَ : تسمَّعه. وأوجَس كذا : أضمره.

وجع ـ وجِعَ رأسُه وتوجَّع وأوجعه ، وبه وجَعٌ وأوجاع ، ويقال : أوجع رأسي ، ويَوْجَعُني رأسي ، وضَرْبٌ وَجيعٌ ، ورجل وجِعٌ ، وقوم وُجَاعَى ، وفي كلام بعض الرُّوّاد : رأيتُ كلأً تِيجَع له كِبْد المُصْرِم أي ما له إبل كثيرة يرعاها فيه.

وجل ـ رجل وَجِلٌ ، وقومٌ وِجال ، وقد وجِلَ وجَلاً ، وفي قلبه وجَل ، وفي قلوبهم أوجالٌ ، وإنّي منه لأوْجَلُ أي وَجِل ؛ قال :

لعمرك ما أدري وإنّي لأوْجَلُ

على أيِّنا تَعدو المنيَّةُ أوّلُ

وتقول : لو واجلتَ فلاناً لوجَلْتَه : لغَلَبتَه في الوَجَل

٦٦٦

وكنتَ أوجلَ منه.

وجم ـ ما لي أراك واقفاً واجِماً؟ وقد وجمتَ وجوماً وهو سكوتٌ مع غَيْظٍ وهَمٍّ ، وتقول : رأيتُه وهو واجِم ودمعه ساجِم.

وجن ـ ناقة وَجْناء : عظيمة الوجنَتَين أو صُلْبةٌ من الوَجِين وهي الأرض الغليظةُ ، وقد وجنتْ وجْناً. ولا يقال : أوجنُ. ورجل موجَّنٌ ، كقولك : مُظَهَّر ومصَدَّر إذا قَوِيَتْ منه هذه الأعضاء وعَظُمتْ. ووَجَن الوتِدَ وجْناً. ووجَّن الثِّيابَ توجيناً بالمِيجنَة والمواجن وهي الكُذَيْنِقاتُ. ووجَنتُ به الأرضَ : ضربتُ به. ووجَّنَ الدَّبّاغُ الجلدَ : ضربه ودقَّه ليَلِين ؛ قال الجعديّ :

ولم أرَ فيمَن وجَّن الجِلدَ نِسْوةً

أسَبَّ لأضيافٍ وأقبَحَ مَحْجرا

ويقال : ما أدري أيُّ مَن وجَّن الجِلْدَ هو ، وأيُّ مَن مَرَّن الجِلدَ هو أي أيُّ الخَلْقِ هو.

وجه ـ واجهتُه مواجَهة ووِجاهاً. ودَاري تُجاه داره وتِجاهها ، ووُجاه داره ووِجاهها ، وقعدتُ وُجاهك ووِجاهَك وتُجاهك وتِجاهك ، بالضم والكسر فيهما. ونظروا إليَّ بأُوَيْجِه سُوءٍ. ورجعتَ إلينا بغير الوجه الذي فارقتنا به. وتوجَّهتُ إليه ووجّهتُ ، «أينما أُوَجِّه ألْقَ سَعْداً». ووجّهتُ إليه رسولاً. وتوجَّه جِهَة كذا ووِجهَةَ كذا ، وجعلتُه وِجهةً لي ؛ قال ذو الرُّمّة :

فأمْسَين بالحَوْمان يجعلن وِجْهةً

لأعناقهنَّ الجَدْيَ أو مَطْلع النَّسر

وهبّت الرِّيحُ من جِهة المَشْرق ومن سائر الجِهات. ومُهرٌ وجِيهٌ : خرجتْ يداه أوّلاً وهو نقيض اليَتْن. ووجَّه الأعمى والمريضَ والميِّتَ : جَعَل وجهَه نحو القِبْلة.

ومن المجاز : هذا وجْه الثَّوب. ووجه القوم ، وهؤلاء وُجُوه البلد ، ورجل وجِيه : بَيِّنُ الوَجاهة. وله جَاه وحُرْمة ؛ قال العبّاس بن مِرْداسٍ :

وقال بَني عادٍ هلكتم فجهِّزوا

خِيارَكُمُ أهلَ الوَجاهةِ والمَجْد

وهو من الوُجَهاء. ووجَّهَه الأميرُ توجِيهاً وأوجهَه إيجاهاً : جَعَله وجيهاً ؛ قال أميّة :

فتُوجِهُنا أقوالُها وملوكُها

ويعرفُنا ذو رأيها وصَليبُها

وهو موجَّه عند السُّلطانِ. وكِساء مُوَجَّه : له وَجْهان. وأحْدَبُ مُوَجَّهٌ : له حَدَبَتان من خَلْف وقدّام. ووَجَهتُك عند النّاس أجِهُك أي صِرْتُ أوْجَهَ منك. وهو يبتغي بذلك وجهَ الله. وسمعتُ في المسْجد الحرام سائلاً يقول : من يدلّني على وجْهِ عَرَبيٍّ كريم يحملني على نُعَيْلَهْ؟ وجاءنا في وجه النّهار ؛ قال :

مَن كان مسروراً بمقتل مالكٍ

فليَأتِ نِسْوَتنا بوَجْه نَهارِ

وتفرَّقوا في كلّ وجْهٍ وجِهَةٍ. و «من يَرُدّ وجه السَّيْل». وصرفتُ الشيءَ عن وجهه. وليس لكلامك هذا وجْهٌ : صِحَّةٌ. ومَسَح وجهَه بالوَجيهة وهي خرَزَةٌ حمراء أو عسليّة لها وجهان يتراءى فيها الوجه كالمِرآة يَمْسح بها الرّجل وجهَه إذا أراد الدّخول على السّلطان. وفي مثل : «وجِّه الحَجَر وجْهَةً ووجْهَةً مّا له» وجِهةً وجِهةً مّا له بالنَّصْب والرّفع أي دَبِّر الأمر على وجهه ، وأصله في البناء إذا لم يقع الحجر موقعه أي أدرْه حتى يقع على وجهه الذي ينبغي أن يقع عليه. وتوجَّه الشيخُ : ولَّى وأدبرَ. و «أحمقُ ما يتوَجَّه» أي ما يُحْسِن أن يأتيَ الغائطَ.

وجي ـ وَجِيَ الماشي إذا حَفِيَ وهو أن يَرِقَّ القَدَمُ والفِرْسِنُ والحافِر ويَنسحجَ ، وأصابه وَجًى ، وفرس وَجٍ ، ودابّة وجِيَّةٌ ، وإنّه ليَتَوَجَّى في مِشْيته.

ومن المجاز : أوجيتُه عني : أبْعدتُه كأنّك سيَّرته مسافة طويلةً قد وَجِيَ فيها ؛ قال ابن عَنَّاب :

وكان أبي أوصَى بكم أن أضُمَّكم

إليَّ وأُوجي عنكُمُ كلَّ ظالمِ

وقال آخر :

وأشْوسَ ظَالمٍ أوجَيْتُ عَنِّي

فأبصَرَ قَصدَهُ بعدَ اعوجاج

٦٦٧

وحد ـ هو واحِدٌ ، وهم وُحْدانٌ ، ولا تَنْسَ وَحْدةَ القبر ووحْشته. وجاء وحده. وأكْرِمْ كلَّ رجل على حِدةٍ. وجاءوا أُحَادَ ومَوْحَدَ. وهو من آحادِ النّاس. وهو واحِدُ قومه وأوحَدُهم. وهو واحِدُ أُمّه ؛ قال حاتم :

أماويَّ إنّي رُبّ واحِدِ أمِّه

أجرتُ فلا مَنٌّ عليه ولا أسر

وما أنت في هذا بأوحد ؛ قال :

وتلكَ سبيلٌ لستُ فيها بأوحَد

واتّحد الرّجلان ، وبينهما اتّحاد. ووحَّد اللهَ توحيداً. وله الوَحْدانيّة. وأحِّدْ رَبَّك ، وتوحَّد الله تعالى بالرُّبُوبيّة. وتوحَّدَ فلان برأيه. وتوحَّده الله بالفضل. وفلان وَحَدٌ ووحيدٌ : مُنفَرد ، واستوحد : انفرد. ومعي عشرة فأحِّدْهُنَ أي اجعلهنّ أحد عَشَر. وشاةٌ مُوحِدٌ ومُفْرِدٌ ومُفِذٌّ : تَلِد واحداً. وقد أوحدتَ إيحاداً. وأوحد اللهُ فلاناً : جعله بلا نظير. وما بالدّار أحد. ونزلت به إحدى الإحَد أي إحدى الدّواهي ؛ قال رجلٌ من غَطَفان :

إنّكُمُ لن تَنتهوا عنِ الحَسَدْ

حتى يُدَلّيكم إلى إحدى الإحَدْ

وتحلبوا صَرْماءَ لم تَرْأمْ أحَدْ

وحر ـ وغَر عليه صدره ووَحَرَ ، وإنّه لوَحِر الصّدر. وفي الحديث : «تهادَوا فإنّ الهديّة تُذهب وحَرَ الصّدر».

وحش ـ أرض كثيرة الوَحْش والوُحُوش. وهذا حِمارُ وحْشٍ ، وحمارٌ وَحشيٌ ، ويقال إذا أقبل اللّيلُ : استأنس كلُ وحشيٍ واستوحش كلُّ إنْسيٍّ. وأرض مَوْحُوشَةٌ : ذاتُ وحْشٍ. واستوحَشتُ منه ، وأوحشني ، وأوحشَ المكانُ وتوحَّش ، ومكان مُوحِشٌ ومتوحِّشٌ ووحْشٌ : خالٍ من الإنْس. وتركوا الدّار وحْشاً ووحْشَةً. وباتوا أوحاشاً : جُوَّعاً. وأوحش الرّجلُ وتوحَّش : جاعَ. وبات مُوحِشاً ومتوحِّشاً ووحْشاً ؛ قال حُميد :

وإن باتَ وحشاً ليلةً لم يَضِقْ بها

ذِراعاً ولم يُصبح لها وهوَ خاشعُ

وتوحَّش للدّواء : تجوَّع له. ووحَّشَ المهزومُ ثيابه وسلاحه تَخفُّفاً : رمى به بعيداً. ومال الرّجلُ لوحْشِيِّه : لشِقِّه الأيسر.

وحف ـ شَعَرٌ ونباتٌ وحْفٌ ، وقد وحُف وحَافَةً : كَثُف واسوَدَّ.

وحل ـ طريق ذو وَحَل ووُحُول وأوحال ؛ قال الأعشى :

تَدِبُّ كمَشي القَطاة القَطُو

فِ في وحَلِ النِّهْيِ تخشى رقِيبا

وهذا مَوْحِل لا يُطاق فيه المَشْي ، واستوحل المكانُ. ووحِلَ الرّجلُ : وقَع في الوحل يَوْحَل وحَلاً فهو وحِلٌ ، ووُحِلَ وحْلاً فهو مَوْحُولٌ ، وأوحلتُه أنا.

ومن المجاز : أوحَله شَرّاً : ورَّطه فيه.

وحم ـ ليلةٌ ذات وَحَمٍ ، ويومٌ وحِمٌ : شديدُ الحَرِّ. وامرأة وحْمَى ، وقد وَحِمَتْ ، وبها وحَمٌ ووِحامٌ وهو الشّهوة على الحَبَل. وفي مثل : «وحْمَى ولا حَبَل» : للحريص السَّأآلِ ولا حاجة به ؛ وقال :

وكَلَّفتِ الوَحْمَى بليلٍ حليلَها

شُحُوم الذُّرى والآبداتِ البَجاريا

أي الأشياء الغريبة التي لا سبيلَ إلى نَيْلها. ووحَّمناها : أذهبنا وحَمَها.

وحي ـ أوْحَى إليه وأوْمَى بمعنًى ، ووحَيْتُ إليه وأوحيتُ إذا كلّمتَه بما تُخفيه عن غيره ، وأوحى اللهُ إلى أنبيائه. (وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ). ووَحَى وحْياً : كتب ؛ قال رؤبة :

لقَدَرٍ كان وحاه الواحي

ويقال : الوَحَا الوَحَا والوَحَاك الوَحَاك : في الاستعجال ، وتوحَّى : أسرع ؛ قال الأعشى :

مثل ريح المسك ذاكٍ ريحُها

صَبَّها السّاقي إذا قيل تَوَحّ

واستوحيتُه : استعجلتُه. واستوحِ لي بَني فُلانٍ ما خَبَرُهم : استخبرهم.

٦٦٨

وخد ـ جمل واخِدٌ ووخّادٌ. واسِعُ الخَطْو ، وقد وخَدَ يَخِد وَخْداً ووَخَداناً.

وخز ـ وخَزَه بالرّمح ووَخَضَه وهو طَعنٌ ليس بنافذٍ ، وهو أشدّ من وخز الإبَر.

ومن المجاز : وخَزَه الشّيْبُ.

وخش ـ هو من الأوباش والأوخاش ، ومن الوَخْش. ورجل وَخْش : رَذْل.

وخط ـ وخَطَه بالرّمح ، ووخطتُه بالسّيف : تناولتُه به من بعيد. ومرّ الظَّليم يَخِط وخَطاً وهو سَعةُ خَطْوه.

ومن المجاز : وخَطَه الشّيب. ووُخِط فلانٌ فهو مَوْخوطٌ ، وبها وَخْطٌ من الوحشِ ووخْزٌ : نُبَذٌ منها ؛ قال رجلٌ من بني ذُهْل :

غدونا إلى وَخْطٍ من الوحشِ آمنٍ

فصبَّحه منّا عذابٌ معَجَّل

وخف ـ أوخفَ الخِطْميَّ والسَّويق ووخفه : صَبّ فيه الماء وضربه ليختلِطَ. وكأنّ لُغامَها وخِيفةُ الخِطْميِّ.

وخم ـ شيءٌ وَخِمٌ ووَخْمٌ ووخيمٌ ، وقد وَخُمَ وَخامةً ، واستوخمتُه وتَوَخّمتُه ، وكَلأٌ مُتَوَخَّم ؛ قال :

إلى كلإٍ مُسْتَوبَلٍ متوَخَّمِ

وأوخمَه الطَّعامُ فَوخِم واتّخم ، وأصابَتْه التُّخَمَةُ.

وخي ـ توخَّيتُ هذا الأمرَ : تعمَّدتُه دون ما سِواه. ويقولون : ألا وَخُذْ على سَمْتِ هذا الوخْي ، وهو الصّوْب.

ودج ـ قَطَع الوَدَجَين وهما الوَريدان. ووَدَج الذَّبيحة يَدِجُها ، ودِجْ ذبيحتَك.

ومن المجاز : حَزَّ على الفائت الوَدَجَ إذا اشتدّ تلهُّفُه عليه ؛ قال عبدُ الله بن الزَّبير ، بفتح الزاي ، الأسديّ الشاعر :

لا أحْسِبُ الشّرَّ جاراً لا يفارقُني

ولا أحُزّ على ما فاتني الوَدَجَا

وكان فلان ودَجي إلى كذا أي سَبَبي إليه ووُصلتي. ويقال للمتواصلَين : هما ودَجان : شُبِّها بالعِرقين في تصاحُبِهما ؛ وقال زيدُ الخَيْل :

فَقُبِّحْتُما من وافِدَيْن اصطُفيتما

ومن ودَجَيْ حربٍ تلقّح حائِلِ

أي من أخَوَيْ حربٍ أو تَحْيا بكما الحربُ كما يحيا الحيوانُ بودَجَيْه. وودَجتُ بين القوم : أصلحتُ وقطعتَ الشرّ وأمتُّه. ووَادجَه مُوادَجة : سالَمه ؛ قال الكميتُ :

الصّادعون صَفا مَن لا يُوادِجهم

والمِرْأبُونَ بإذن الله ما شَعَبوا

ودد ـ ودِدْتُه وُدّاً ووَدّاً ووِدّاً ومودَّةً ، وبيننا مَوادُّ ومَواتُّ ، وهو وديدي ووُدّي ووَدّي ووِدّي ، وواددْتُه وِدَاداً ، ونحن نتوادُّ ، ووَدِدتُ لو كان كذا وَدادَةً ، وبودّي لو كان.

ودر ـ ودَّرْتُه توديراً إذا غيَّبته. وسمعتُهم يقولون : وُدِّرَ فُلان. وودَّره الأمير ، وأمر به أن يودَّر : يريدون تَسْييره وتغريبه وطَرْدَه عن البلد. وعن النَّضْر : ودَّرْتُ رسولي قِبَلَ ناحيةِ كذا.

ودع ـ دَعْه يفعل كذا ، وما ينبغي أن تَدَعَه. ووَادَعه مُوادعة : تاركه العَداوةَ. وتوادَعوا. وأودعتُه الوديعةَ والودائعَ ، واستودعتُه إيّاها. وهو في خَفْض ودَعَة ، وقد وَدُع وَداعة ، واتّدع وتودَّع ؛ وقال عمر بن أبي ربيعة :

تودَّعَ من نساء النّاس طُرّاً

فأصبَحَ خالصاً بكمُ يَهيمُ

وفي الحديث : «فقد تُوُدِّع منهم». ورجل وَديع ووادع ومتَّدع ومتودِّع. ونال المُلكَ وادعاً : من غير كُلْفة. وودَّع الثّوبَ توديعاً ، وتودَّعه : صانه في المِيدَع وهو الصِّوَان ؛ قال الراعي :

ثناءٌ تُشْرِقُ الأحسابُ منه

به نتَوَدَّعُ الحسبَ المصونا

وهذا الجمل يودَّع للفِحْلة : يصان.

ومن المجاز : أودعتُه سرّي. وأودع الوعاءَ مَتَاعَه. وأودع كتابَه كذا. وأودع كلامَه معنى حسناً ؛ قال :

٦٦٩

أُستُودِعَ العلمُ قرطاساً فضيَّعه

فبئسَ مستودَعُ العِلمِ القراطيسُ

وسقطت الودائعُ : الأمطار ، لأنّها أُودِعت السّحابَ. وفلان وَديع : للسّاكن الطّائر ، استُعير من المستريح ؛ قال حسّان :

وديعٌ وسهلٌ للصّديق وإنّه

لَيعدِل رأسَ الأصْيَدِ المتمايل

ودق ـ وَدَقتِ السّماء والمطر ، وسحاب وادق. وودَق العَيرُ إلى الماء. وهذا مَوْدِق الحُمُر : مأتاها ، ومَوْدِق الظّبي : لموقفه حيث يتناول الشّجر ؛ قال امرؤ القيس :

دخلتُ على بيضاء جُمٍّ عظامُها

تعفِّي بذيل الدّرع إذا جئتُ مَوْدِقي

وودَق لك الصَّيدُ : أكْثَبك. وما ودَق إلى الأرض منه شيء. وبعير وادق السُّرَّة : للسمين لأن سرّته تدنو من الأرض ؛ قال :

مُنْدحَّة السُّرَّات وادقاتها

وإنّه لوادق السِّنَة إذا كان قريب النُّعاس نُوَمةً. وسيف وادق : حديد. واشتدّت الوَديقة والودائقُ وهي حرّ الهاجرة. وودَق إلى الصلح : مال. وأتانٌ وادق ووَدُوق ووَديق ، وكذلك كلّ ذات حافر. وقد ودَقتْ وأوْدقتْ واستودقتْ.

ومن المجاز : حرب ذات وَدْقَين : شُبّهت بسحابة ذات مطرتين شديدتين. ويروى عن عليّ ، كرَّم الله وجهه :

فإن بقيتُ فرهنٌ ذمَّتي لكمُ

بذاتِ وَدْقَين لا يعفو لها أثَرُ.

ودك ـ وَدِكتْ يدُه ، ولحم وَدِكٌ ، ودجاجة وَدِكَةٌ.

ومن المجاز : ما فيه وَدَكٌ. وما رأيتُ عنده متودَّكاً إذا لم يكن عنده طائل ، ونحوه : ما فيه دَسَمٌ.

ودن ـ وَدَنَه بالعصا : ضربه ، ومنه : الميدَان لأن الخيل تُودَن فيه.

ودي ـ ودَيتُ القتيلَ : أدّيتُ دِيَته ، واتَّدى وليُّ القتيل : أخذ الدية. يقال : اتّدى فلان ولم يثْأر ؛ وقالت أخت عمرو :

فإن أنتمُ لم تثأروا واتَّدَيتُمُ

فَمشُّوا بآذان النَّعامِ المُصَلَّم

وغرس الوَدِيَ : الفَسيلَ. وودَى الرّجلُ وَدْياً.

ومن المجاز : حلَ بواديكَ أي نزل بك المكروه وضاق بك الأمر.

وذر ـ ذَرْه واحذره. والعرب أماتت المصدر منه فيقولون : ذَرْ تركاً ، وإذا قيل لهم ذَرُوه قالوا قد وَذَرْناه. وعندي وَذْرَة من لحم : قطعة بلا عظم.

ومن المجاز : قولهم في الشتم : يا ابن شامَّة الوَذْر : يريدون الزانية ، والوَذْر كناية عن المذاكير. وعن عثمان ، رضي‌الله‌عنه : أنّه رُفع إليه من قاله فحدّه. وامرأة لَمْيَاءُ الوَذْرَتين وهما الشّفتان.

وذف ـ خرج علينا يتوذَّف في مِشيته : يتبختر ؛ قال بشر ابن أبي خازم :

يعطي النّجائبَ بالرّحال كأنّها

بقرُ الصّرائم والجيادَ تَوَذَّفُ

تَمْرحُ.

وذل ـ أقبل عليّ بوجه كالوَذيلة وهي المرآة أو القطعة من الفضة ؛ قال الهذليُّ :

وبياضُ وجهٍ لم تَحُلْ أسرارُه

مثل الوَذِيلة أو كشَنْف الأنْضَر

وقال المسيّب بن عَلَس :

أرتكَ بذاتِ الضّالِ منها معاصما

وخدّاً أسيلاً كالوَذيلة ناعِما

ولهم وجوه كالوذائل لم توسم بالرّذائل.

وذم ـ انقطعت الوَذَمُ والأوْذامُ وهي سيور تُشدُّ بها العَراقي.

ومن المجاز : أوْذَمَ عليه الحَجَّ والنَّذرَ : ألزمه نفسه ، وأصله من أوْذَمَ الدّلوَ إذا عمل لها وَذَماً.

ورث ـ ورِثتُه المالَ ، وورِثتُه منه وعنه ، وحُزْتُ الإرث والميراث ، وأورثنيه وورّثنيه ، وهم الوَرَثة والوُرّاث.

ومن المجاز : أورثه كثرةُ الأكل التُّخَمَ والأدواء ،

٦٧٠

وأورثتْه الحمّى ضعفاً ، وهو في إرث مجد ، والمجد متوارَث بينهم.

ورد ـ ورَد الماءَ وُروداً ووِرْداً ؛ قال :

رِدي رِدي وِرْدَ قَطاةٍ صَمّاء

كُدْرِيّةٍ أعجبها بَردُ الماء

واستورد الماءَ : ورَده ؛ قال أبو النجم :

فجئن ليلاً لم يكُن تصبيحا

فاستَوْردتْ لا ثَمَداً رَشوحا

وقال :

فانصرفتْ عنه وما تزوّدا

ولو أرادتْ وِرده لاستوردا

وشاحَها والدُّملجَ المُعضَّدا

والأُقحوانَ النّاضرَ المبرَّدا

وواردتُه : وردتُ معه ، مُواردةً ، وتواردناه ؛ وقال امرؤ القيس يصف حماراً :

يوارِدُ مجهولاتِ كلّ خميلة

يمجُّ لُفاظَ البقل في كلّ مَشرب

وأوردتُ القومَ الماءَ إيراداً ، وأردتُ الإبل. وهذا وِردُ القوم ومَورِدهم. ونَعَمٌ وطَيرٌ وِرْدٌ : واردات ، وقوم وِرْدٌ : واردون. ورأيتهم وِرْداً وِرْداً. ومنه (إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً). وهذا زمن الوَرْدِ. وورّدتِ الأشجارُ.

ومن المجاز : ورَدتُ البلدَ. وورَد عليّ كتابٌ سرّني مَورِدُه. وهو حسن الإيراد. وتورّدتِ الخيلُ البلدَ. وهو يتورَّد المهالكَ. وورَد عليه أمرٌ لم يُطقه. وأوردتَ عليّ ما غمَّني. ووردَتْه الحمّى. وهو يوم الوِرْدِ ؛ قال :

إذا ذكرتها النّفسُ ظلّتْ كأنّما

علاها من الوِرْدِ التّهاميّ أفكَلُ

ووُردَ المحمومُ فهو مورود. وقال أعرابيّ لآخر : ما أمَارُ إفراق المورود؟ قال : الرُّحَضاء ، أي ما علاماتُ إفاقته. وفرغ من وِرْده ومن أوراده. واستورد الضلالة : ورَدها. ويقال : استورده الضلالةَ : أورده إيّاها. كما قال ابن الزِّبَعْرَى :

حيرانُ يَعْمَهُ في ضلالته

مستورداً لشرائع الظُّلم

واستقامت المَوارد أي الطرق ، وأصلها : طرق الواردين ؛ قال جرير :

أميرُ المؤمنين على صراطٍ

إذا اعوَجّ المواردُ مستقيمِ

وشجرة واردة الأغصان ؛ قال الراعي يصف كرْماً :

تلقَى نَواطيرَه في كلّ مَرقبةٍ

يرمون عن وارد الأفنان منهصر

وشَعَرٌ وارِدٌ : يَرِدُ الكفل لطوله : وأرنبة واردة : مقبلة على السَّبَلة ؛ قال :

كرام تنال الماءَ قبل شفاههم

لهم واردات الغُرْضِ شُمُّ الأرانب

وفلان وارد الأنف ، ووارد الغضروف. وبين الشاعرَين مُوارَدة وتوارُدٌ. وورّد ثوبَه. وخدٌّ مورّد. وتورّد خدّاها. وفرس وأسد وَرْدٌ ، وقد وَرُدَ وُرْدَةً ، وخيلٌ وِرادٌ ؛ قال طُفيل :

وِراداً وحُوّاً مشرِفاً حَجبَاتها

بناتِ حِصان قد تُعُولِمَ مُنجِبِ

(فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ). وليلةٌ وَرْدَةٌ : حمراء الطّرَفين وذلك في الجدْب. ورجع مورَّد القَذال : مصفوعاً.

ورس ـ أورسَ الرِّمْثُ : اصفرّ ثمرُه فهو وارِسٌ ومُورِسٌ. ورداء مورَّسٌ ، وملاءة مورَّسةٌ : مصبوغة بالوَرْس. وقدَحٌ وَرْسِيٌ : من الأثل. وحَمَامٌ وَرْسِيٌ : أصفر. وزعفرانٌ وارِسٌ. وصخرة وارسة بالطُّحلب ؛ قال امرؤ القيس :

وتخطو على صُمٍّ صلابٍ كأنّها

حجارةُ غَيل وارِساتٌ بطُحلُب

ورش ـ جاء ومعه وارش كأنّه كلبٌ هارش ؛ وهو الطُّفيليّ. وفي مثل : «بعِلّة الوَرَشان يأكل رُطبَ المُشان».

٦٧١

ورط ـ وقع في ورطة لا يتخلّص منها : في بليّة ، وأصلها : الهوّة الغامضة ؛ قال :

إن تأتِ يوماً مثل هذي الخُطّهْ

تُلاقِ من ضربِ نُمَير وَرْطَهْ

وتورّطتِ الماشيةُ : وقعت في مَوحِل ومكان لا يُتخلّص منه. وتورّط فلان في بليّة ، وورّطه فيها ، وأورطه شرّ مُورَطٍ ، ووارطه موارطة ووِراطاً : خادعه ، ومنه : «لا وِراط». ويقال : لا تُوارِطْ جارك فإن الوِراط يورد الأوراط ؛ جمع وَرْطَةٍ. واستورطَ فلان في حِبالتي : نَشِب فيها.

ورع ـ رجل ورِعٌ ومتورِّع ، وقد وَرِعَ يَرِعُ ويَرَعُ ويَوْرَعُ وَرَعاً ورِعةً. وفلان وَرَعٌ ضَرَعٌ : جبان ضعيف ، وقد وَرُعَ وَراعة. وورّعتُ الرّجلَ عن الأمر : كففته فتورّع عنه. وفي الحديث : «ورِّع اللّصَّ ولا تُراعِه». وعن بعض العرب : كانت عجوز على شمس وأنا في خباء فقالت : تورَّعْ عن اللظى إلى الظلّ ، تقول : أحسنت حيث قعدت في الظلّ وتركت ما أنا فيه. وورّعتُ نفسي عمّا لا ينبغي. وورّعتُ الإبل عن الماء ؛ قال :

وقال الذي يرجو العُلالَة ورِّعوا

عن الماء لا يُطْرَقْ وهنّ طوارق

أي لا يكدَّر ، والإبل مكدّرات من الماء الطَّرْق. وورّعتُ بين المتخاصمين إذا فرعْتَ بينهما.

ورف ـ ظلٌ وارفٌ : ممدودٌ واسع. وورَف النّباتُ وَريفاً فهو وارِف : له بهجة من الريّ.

ورق ـ أورقت الشجرةُ وورّقت ، وشجرة مورقة : ذات ورق ، وورِقَةٌ ووَرِيقة : كثيرة الورق ، ووارقة : خضراء الورق حسنته ، ووَرَقْتُ الشجرةَ : أخذت ورقها. وتورّق الظبيُ : أكل الورق ؛ قال امرؤ القيس :

وقد ركدت وسطَ السّماء نجومُها

ركودَ نَوادي الرّبرب المتورِّق

وأعطاه ألف درهم وَرِقاً ورِقة ورِقِينَ ؛ قال ثُمامة السدوسيّ :

ألا رُبّ مُلتاثٍ يجرّ كساءه

نفى عنه وُجدان الرِّقينَ العظائما

وأورق الرجل : صار ذا وَرِقٍ. ويقال : إن تتّجر فإنّه مَوْرَقة لمالِكَ. وحمامة وَرْقاء. وجملٌ أورقُ. وذئب أورقُ. وهو من وُرْقِ الذّئاب.

ومن المجاز : رأيتُ في الأرض ورَقَ الدّم وهي القطع المستديرة منه. وثمَّرَ الله تعالى وَرَقَهُ : ماشيته ؛ قال العجّاج :

اغفر خطاياي وثمِّر وَرَقي

وهم من وَرَقِ القوم : من أحداثهم. وإنّه وإنّها لَوَرَقَةٌ إذا كانا ضعيفَين حدثين. وما أحسن أوراق فلان! إذا كان حسن الهيئة واللِّبسة. وكتب في الورَق وهي جلود رِقاق ، وصنعته الوِراقة. وكأن وجهه وَرَقة مصحف. وعام أورقُ : لا مطر فيه. وأورق الصائد والغازي ، وطالب الحاجة : أخفق.

ورك ـ ورَّك على الدابّة وتورّك : ركبها واضعاً رجله بين يدي الواسط وهو مقدّم الرّحل على المَورِكة وهي شبه مِصدغة يجعلها تحت رجله ويحتضن الواسط بمأبِضها وهو منثني الركبة. وزيّن رحله بالوِراك وهو قطعة من حبرة أو أديم يُحفّ بها الرحل وقد تُجعل على الموركة. وسجد متورّكاً وهو أن يُلصِق وركيه بعقبيه ولا يتجافى. وعن ابن مسعود ، رضي الله تعالى عنه : «أنّه كره أن يسجد الرجل متورِّكاً أو مضطجعاً». ونام متورّكاً : متكئاً على إحدى وركيه.

ومن المجاز : قعد المَلّاح على وَرِك السفينة ، وهم عليّ وَرِكٌ واحد إذا تألّبوا عليه. وورَّكوا في الوادي : عدلوا ؛ قال زهير :

وورَّكن في السُّوبان يعلون متنه

عليهنّ دَلُّ النّاعم المتنعّم

وورّك عليه السّيفَ : حمله عليه ؛ قال ساعدة بن جؤيّة :

فورّك لَيناً لا يُثمثم نَصلُه

إذا صاب أوساط العظام صميمُ

لا يُرَدُّ. وورّك عليه ذنبه. وعن الحسن : من أنكر القَدَر

٦٧٢

فقد فَجَر ومن ورّك ذنبه على الله فقد كفر. وتورّك عن الحاجة : تبطّأ عنها ؛ وقال القطاميّ :

وقد تعرّجتْ لمّا ورّكت أركاً

ذات الشّمال وعن أيماننا الرِّجَلُ

أي خلَّفَته.

ورم ـ ورِمَ جلدُه ، وفيه ورَمٌ وأورام ، وتورّم وجهه ، وأصبح مورَّماً.

ومن المجاز : ورِم أنفُه إذا غضب. وفي حديث أبي بكر ، رضي‌الله‌عنه : «فكلُّكم ورِمَ أنفه أن يكون له الأمر من دونه». وشجر وارم : كثير مجتمع ؛ قال الجعديّ :

فتَسامَى زمخريّ وارم

مالت الأعراف منه واكتهل

لا يُمسك ماءه.

وره ـ امرأة وَرْهاء : حمقاء.

ومن المجاز : ريح وَرْهاء ، كقولهم : هَوْجاء إذا كان في هُبوبها خُرق وعَجرفَةٌ. وسحاب وَرِهٌ.

وري ـ واريتُه فتوارَى. ووَرَى الزَّنْدُ يَري ووَريَ يَري ، نحو : وَليَ يلي. وأوريتُه. وهل عندَك رِيَةٌ؟ شيء تُورَى به النّار من بعرة أو قطنة. ووراه الداءُ. وبعير مَوْرِيٌ ؛ قال :

وراهُنّ ربّي مثل ما قد ورَينني

وأحمَى على أكبادهنّ المَكاويا

قال النّضر : الوَرْيُ شَرَقٌ يقع في قصب الرئتين فيقتُل. وكان رسول الله ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، إذا أراد سفراً وَرّى بغيره. وما أدري أيّ الوَرَى هو؟ ويقال : «وراءك أوسعُ لك». وقيل للمخبّل : قاوِم الزبرقان ، فقال : إنّه أندى مني صوتاً وأكثر مني ريقاً وإنّي لا أقوم له في المواجهة ولكن دعوني أهاديه الشعر من وَرَاءُ وَرَاءُ.

ومن المجاز : «وَرَتْ بك زنادي» ووَرِيتُ ؛ قال :

ورت بعمرو بن عليّ ناري

ساعة تبدو أسؤق العذاري

وفلان كثير الرَّماد واري الزِّناد. واستوريت فلاناً رأياً : سألته أن يُورِيَه لي ، كما يقال : استضئ برأيه. وسمعتهم يقولون : أَورنيه بمعنى أرِنيه وهو من الوَرْيِ أي أبرزه لي. ووَرَى النِّقْيُ وَرْياً : خرج منه وَدَك كثير. وسنامٌ وارٍ ؛ قال الأخطل :

والمطعِمين إذا هَبّت شَآمية

تزجي الجهامَ سديفَ المُربع الواري

النّاقة التي لقحت أوّل الربيع ، والواري وصفٌ للسّديف منصوبٌ أو مجرور على الجوار أو وصفٌ للمُربع على معنى النّسب أي ذات وَرْي.

وزب ـ سالت المَوازيب والمَيازيب ، من وزب إذا سال ، عن ابن الأعرابيّ.

وزر ـ حمّلته الوِزْرَ وهو الحِمل الثقيل ، ووَزَرَه يَزِرُه : حمله ، وهو وازِرُه ، ووازَرَه : حامَلَه. وهو مُوازِره ووزيره ، كقولك : مُجالسه وجليسه. وأنت حصني ووَزَري.

ومن المجاز : أعدَّ أوزارَ الحرب : آلاتها ؛ قال الأعشى :

وأعددتَ للحربِ أوزارَها

رماحاً طِوالاً وخيلاً ذكورا

ووضعتِ الحربُ أوزارَها. وقد وزَرَ فلان : أذنب فهو وازرٌ ، ووُزِرَ فهو موزور. يقال : فلان موزور غير مأجور. واتَّزر فهو متَّزرٌ ؛ قال مَرَّار بن سعيد :

أستغفر الله من جِدّي ومن لعبي

وِزري فكلُّ امرئ لا بدّ متَّزِرُ

وعليك في هذا وِزْرٌ وأوزار. وهو وزير الملك : للذي يوازره أعباء الملك أي يحامله ، وليس من المؤازرة : المعاونة لأن واوها عن همزة وفعيل منها أزيرٌ. ووَزَرَ فلانٌ للأمير يَزِرُ له وِزارةً ، واستُوزِر استيزاراً. وعن النضر : سمعتُ رجلاً فصيحاً من جذام يقول : نحن أوزاره أجمعون أي وزراؤه وأنصاره نحو أشراف وأيتام.

وزع ـ وَزَعْتُه : كففته ، فاتَّزع ، ووازعته : مانعته. والشيب وازع. وهو وازع العسكر : لمن يَزَعُ من يتقدّم منهم. ولا بدّ للنّاس من وَزَعةٍ : من كَفَفَةٍ عن الشرّ والبغي.

٦٧٣

ووزَع نفسَه عن الجهل والهوى ؛ قال :

إذا لم أزَع نفسي عن الجهل والصِّبا

لينفعها علمي فقد ضرّها جهلي

وفلان متَّزع : عزيز النّفس ممتنع. وأوزعه الله الشكرَ. وأنا أستوزعُ اللهَ شكرَ نعمته. وأُولِعتُ به وأُوزعتُ ، وأنا به مُولَع ومُوزَع ، ولي به وَلُوع ووَزُوع ، وأولعتُه به وأوزعتُه. ووزّع المال والخراج توزيعاً : قسمه. وبها أوزاعٌ من النّاس وأوْشابٌ : ضروب متفرّقون. وتقول : ذهبتْ نفسُه شَعاعا ولحمه أوْزاعا ؛ قال يزيد بن الحكم الثقفيّ :

فرددتُ عاديةَ الكتيبة عن فتى

قد كاد يترُك لحمَه أوْزاعا

وما لهم إلّا أوْزاع من الصِّرَم ؛ قال :

فاستدبروا كلَّ ضَحْضاح مدفِّئة

والمحصَنات وأوزاعاً من الصِّرَم

استدبروا : استاقوا. والضحضاح : الإبل الكثيرة.

ومن المجاز : توزَّعته الأفكار ، وهو متوزَّع القلب.

وزغ ـ أحمر كأنّه وَزَغَةٌ. ووُزِّغ الجنينُ : صُوّر في البطن. وأوْزغتِ النّاقةُ ببولها : رمت به.

ومن المجاز : ما هو إلّا وَزَغ من الأوزاغ : فَسْلٌ.

وزن ـ وزَنه وزْناً وزِنَة ، ووزنتُ له الدراهم فاتَّزنها ، كقولك : نقدتها له فانتقدها. واتَّزن العِدْلُ : اعتدل بالآخر. ودينارٌ وازِنٌ ، ودراهمُ وازِنَةٌ بوزن مكّة. ووازن الشيءُ الشيءَ : ساواه في الوزن ، وتوازنا واتَّزنا. وسمعتهم يقولون : أخذت كذا بكذا وَزْنة بوزنة ، ووزَنت الشيءَ ورزَنته وثقَلته إذا رُزْتَه بيدك لتعرف وزنه.

ومن المجاز : استقام ميزان النهار : انتصف. وكلام موزون. وتقول : زِنْ كلامك ولا تَزِنْه. وهو وَزِين الرأي ، وقد وَزُن وَزَانة ، أي رَزِينه. وداري توازن دارك أي تحاذيها ، وهي بوزَانها ووَزْنها وزِنَتها : بحذائها ؛ قال محمّد بن يزيد الأمويُّ :

حتى إذا ما الحوتُ في

حوض من الدّلو كرعْ

ووازن الكَفَّ الّتي

فيها خضابٌ قد نصعْ

للثريا كفَّان : الجَذْماء والخَضِيب. وهو بميزان الجبل : بحذائه. وفلان راجح الوزْن : موصوف برجاحة العقل والرأي. ووازنت الرجل : كافأته على فَعاله. ووزَن نفسَه على كذا : وطّنها عليه. وما أكلُه إلّا وَزْنَةٌ واحدة أي وَجْبة.

وسج ـ وَسَجَتِ الإبلُ وَسِيجاً وهو ضرب من السّير ؛ قال ذو الرُّمّة :

والعيسُ من عاسجٍ أو واسجٍ خَبَباً

يُنْحَزْنَ في جانبيها وهي تَنسلبُ

وإبل وُسُجٌ. وأوسجتُها : حملتُهَا على الوَسيج.

وسخ ـ وسِخ الثّوبُ وَسَخاً واتّسخ وتوسَّخ واستوسخ ، وبه وسَخ وأوساخ ، ووسَّختُه وأوسختُه.

ومن المجاز : لا تأكل من أوساخ النّاس.

وسد ـ تحته وسادة من حُرّ الوسائد ، وأمّا الوِسادُ فكلّ ما يُتوسَّد به وإن كان من تراب ، ووسَّدته كذا فتوسّده.

ومن المجاز : هو عريض الوِسَاد : للأبله. وهو يتوسّد الهمَ.

وسوس ـ وسوس الرجلُ بلفظ ما سُمِّي فاعله فهو موسوِس بالكسر ؛ قال :

وسوس يدعو مخلصاً ربّ الفلقْ

وهو فعل غير متعدّ نحو ولول ووعوع. وفَوَسْوَسَ (إِلَيْهِ الشَّيْطانُ).

ومن المجاز : وسوس الحُليُّ والقصبُ ، وسمعت وَسْوَاسَه.

وسط ـ جلس وسَطَ الدّار. وضرب وسَطه وأوساطهم. وهو أوسط أولاده ، ووُسْطى بناته. ووَسط القومَ وتوسَّطهم : حصل في وَسَطِهم ؛ قال :

وقد وَسَطتُ مالكاً وحنظلا

وتوسَّطت الشمسُ السّماء. ووسَّطتُه القومَ. وتوسَّط بين الخصوم. ووسَّطْتُه. وهي واسطة القلادة ، ووسائط القلائد.

٦٧٤

ومن المجاز : هو وَسَطٌ في قومه ، وسِطَةٌ ووَسيطٌ فيهم ، وقد وَسُط وَساطة ، وقومٌ وَسَطٌ وأوساط : خيار (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً) ؛ وقال زهير :

هُمُ وسَطٌ يرضى الأنامُ بحكمهم

إذا نزلتْ إحدى اللّيالي بمُعظَمِ

وهو من واسطة قومه. وهو أوسط قومه حسباً. واكتريت من أعرابيّ فقال لي : أعطني من سِطَاتِهِنَّهْ : أراد من خيار الدّنانير.

وسع ـ وسِع المكانُ وغيره سَعَةً وسِعَةً واتّسع وتوسّع واستوسع ؛ قال النّابغة :

تَسَع البلادُ إذا أتيتُك زائراً

وإذا هجرتُك ضاق عني مَقعدي

ولي في هذا المكان متَّسع. وأوسعتُ الموضعَ : وجدتُه واسعاً. يقال : «أوسعتَ فابنِ». وفرس وَساعٌ ووَسيعٌ : واسع الخطو ، وقد وسُع وَساعة. ووسِع الرجلُ المكانَ ، ووسِعه المكانُ.

ومن المجاز : إنّه ليَسعُني ما يسعُكَ ، ولا يسعُني شيء ويضيقَ عنك ، ولا يسعُك أن تفعل كذا. ووسَّع اللهُ عليه العيشَ وأوسعه. وأوسع الرجلُ واستوسع : اتّسعت حاله. وهو في عيش واسع ، (وَاللهُ واسِعٌ) ، ووسِعتْ رحمتُهُ كُلَّ شيءٍ ، ولا تكلَّف نَفسٌ إلّا ما تَسَعُ ؛ قال الأخطل :

ولا تكلَّف نفسٌ فوق ما تَسَعُ

ووسِع القومَ عطاءُ فلانٍ.

وسق ـ عنده وَسْقٌ ووِسْقٌ من تمر ووُسوقٌ وأوساق. ووسَّق متاعَه : جعله وُسوقاً. وأوسقتُ البعيرَ : حمَّلته الوَسْقَ والوِسْقَ. ووسَقه : حمله. وكلّ شيء جمعته وحملته فقد وسقتَه ؛ قال :

وإنّي وإيّاكم وشوقاً إليكُمُ

كقابضِ ماء لم تَسِقه أنامِلُهْ

والراعي يسِق الإبلَ حتى استوسقت : اجتمعت. وساق العدوُّ الوسيقة والوسائق وهي الطريدة. وناقة واسق : حامل ، وقد وَسَقتْ. ونخلة مُوسِقة ، وقد أوسقتْ ؛ قال لبيد يصف الجنّة :

يومَ أرزاقُ من يُفضَّلُ عُمٌ

مُوسِقاتٌ وحُفَّلٌ أبكارُ

ومن المجاز : اتَّسَقَ القَمَرُ. واتّسق أمرُه واستوسق. وطرد الحِمارُ وسِيقتَه وهي عانته. وهو لا يواسق فلاناً : لا يعادله ، وأصل المُوَاسَقَةِ : المحاملةُ ؛ قال جندل :

فلستَ إن جارَيتَني مُواسِقي

ولستَ إن عَضَّ شكيمي صادقي

(وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ). ولا أفعل ذلك ما وَسَقَتْ عيني الماءَ.

وسل ـ لي إليه وسيلة ووسائلُ. وأنا متوسِّل إليه بكذا وواسِلٌ ، ووسَلت إليه ، وتوسَّلتُ إلى الله بالعمل : تقرّبتُ ؛ قال لبيد :

أرى النّاس لا يدرون ما قدرُ أمرهم

بَلى كلُّ ذي دينٍ إلى اللهِ واسِلُ

وسم ـ وسَم دابّته بالمِيسَم وسْماً وسِمَةً ، وما سِمَةُ دابّتك وسِماتُ إبلك؟

ومن المجاز : وسَمه بالهجاء ؛ قال الفرزدق :

لقد قلَّدتُ جِلفَ بني كليبٍ

مواسِمَ في السّوالفِ ثابتاتِ

وقال :

إنّي امرؤ أسِمُ القصائد للعِدا

إنّ القصائد شرُّها أغفالُها

وهو موسوم بالخير والشرّ ومتَّسِمٌ به ، ومنه : مَوسِم الحاجّ ومواسم العرب : لأنّها معالم كانوا يجتمعون فيها. ووسَّموا نحو عيَّدوا إذا شهدوا المَوسِم. وامرأة ذات مِيسَم : عليها أثر الجمال. وإنّها لوسيمة قسيمة ، وإنّه لوسيم قسيم ، وهم وهنّ وِسامٌ. وتوسّمتُ فيه الخير : تبيّنتُ فيه أثرَه ؛ قال :

توسَّمتُه لمّا رأيتُ مَهابةً

عليه وقلتُ الشّيخُ من آل هاشم

وأرض مَوسومة : أصابها الوسميُ ، والوَسميُ : منسوب إلى

٦٧٥

وَسْمه الأرض بالنّبات ، وتوسَّم الرجلُ : طلب نباتَ الوَسميّ ؛ قال الجعديّ يصف الظعائن :

وأصبحنَ كالدَّومِ النّواعم غُدوَةً

على وِجهةٍ من ظاعن يَتَوَسَّمُ

هو قيِّمهنّ الذي ينتجع بهنّ ، والوجهة : الوجه الذي يؤمّه.

وسن ـ أخذه الوَسَنُ والسِّنَةُ ، وهم في سكر سِناتهم ، وقد علَته وَسْنَةٌ. ورُزق فلان ما لم يُوسَنْ به في نومه. ورجلٌ وسْنانُ وامرأة وَسْنَى. وفلانة مِيسانُ الضُّحَى ، كقولك : نَؤومُ الضّحى ، وتوسَّنها نحو تنوّمها إذا أتاها نائمة ؛ قال :

كأنّ فاها لمن توَسَّنها

أو هكذا موهِناً ولم تَنَم

وقال حُميد بن ثور :

ولقد نظرت إلى أغرّ مشهَّر

بِكرٍ توسّن بالخميلة عُونا

أراد بالأغرّ : السّحابَ ، وبالعُون : الأرَضين التي مُطرت قبْله ، جعله بكراً وإيّاهنّ عُوناً.

ومن المجاز : هو في سِنَةٍ : في غفلة. وهو غارز رأسَه في سِنَةٍ. وما هو من همّي ومن سِنَتي أي حاجتي. وقضتِ الإبلُ أوسانَها من الماء. وتقول : الخيل قضت أرسانَها حتى قَضَتْ أوسانَها.

وشج ـ وشَجتِ العروقُ والأغصانُ تَشِجُ وَشيجاً ، ومنه : الوَشيجُ : عروق القصب ؛ قال زهير :

وهل يُنبتُ الخَطّيَّ إلّا وشيجُه

ويُغرَس إلّا في منابتها النَّخلُ

ومن المجاز : بينهم واشِجةُ رحِمٍ ، ووشائجُ النّسب. ووشَج ما بينهم وتوشّج ؛ قال :

والقَراباتُ بينَنا واشِجاتٌ

مُحكماتُ القوى بعَقدٍ شديدِ

وقال يصف نساءً :

مُصاصٌ لُبابٌ لم تَشِبْ فيه أُشبَةٌ

وما وشجتْ فيه عروقُ الزعانف

وتطاعنوا بالوشيج : بالرِّماح ؛ قال أوس :

نُبيح حمى ذي العزّ حين نريده

ونحمي حِمانا بالوشيج المقوَّم

وقد وشَجَتْ في قلبي همومٌ.

وشح ـ امرأة جائلة الوُشاح والوِشاح والوِشاحَين ، ولها وُشُح وأوشحةٌ ، وتوشّحتْ واتّشحتْ ، ووشّحتُها.

ومن المجاز : توشَّح بثوبه وبنِجاده : وخرج متوشِّحاً بسيفه ومتَّشِحاً به ، وظبيةٌ موشَّحةٌ : في جنبيها طرّتان مِسكيّتان ؛ قال أبو ذؤيب :

موشَّحَةٌ بالطّرّتَين دَنا لها

جنى أيكةٍ يضفو عليها قِصارُها

وقال الطِّرمّاح :

ونَبَّهَ ذا العِفاء الموشَّحِ

وتوشَّحتُ الجبلَ : سلكته. وتوشَّح المرأةَ : جامعها ؛ وقال :

جعلتُ يديَ وِشاحاً لهُ

وبعض الفوارس لا يَعتنِقْ

أي عانقتُه.

وشظ ـ شعَب الإناءَ بوَشيظةٍ : بشظيَّة.

ومن المجاز : فلان وَشِيظٌ في قومه ووَشيظةٌ ، وهو من وشائظهم ؛ قال جرير :

يَخزَى الوَشيظُ إذا قال الصّميمُ لهم

عُدّوا الحَصى ثمّ قيسوا بالمقاييسِ

وقال الأخطل :

هُمُ أهل بطحاوَيْ قريشٍ كليهما

هُمُ صُلبُها ، ليس الوشائظ كالصُّلْبِ

ذكَّر البطحاءَ على تأويل الأبطَح أو جعل كِلَا مثل كلّ حيث يقول : كُلُّهنّ فَعلتْ ، وعن ناس من العرب : كُلَّتُهُنّ.

وشع ـ بُردٌ موشَّع : مَوشيٌّ ذو رُقوم وطرائقَ وهي الوَشيعُ والوشائعُ ، الواحدة : وَشِيعةٌ. ووشَّعه الحائك توشيعاً ؛ قال ابن دريد : التوشيع : رقم الثوب بِعَلَمٍ ونحوه. ووشَّع

٦٧٦

القطنَ : لفّه بعد النّدف ، ووشَّع الغزْلَ : لفّه على القصب للنّسج ، ونسج الثوبَ بالوشيع والوشائع أي بهذا القصب الملفوف عليه ، وقيل : هي كُبَبٌ من ألوان الخيوط كُبّة حمراء وأخرى صفراء ؛ قال :

كنسج الحِمْيرِيّ بُرُودَ عَصْبٍ

يردّ على جوانبها الوَشيعَا

وقال ذو الرُّمّة :

به مَلعَبٌ من مُجفلاتٍ نسجنَهُ

كنسج اليماني بُردَه بالوشائع

وشق ـ وَشَقَ اللّحمَ يَشِقُه : شرَحه وقدّده ، واتشقه لنفسه ؛ قال :

إذا عَرَضتْ منها كَهاةٌ سمينةٌ

فلا تُهد منها واتَّشقْ وتجبجَبِ

وعنده وَشيقةٌ ووشائقُ.

وشك ـ أوشكَ ذا خروجاً ووشُك ، وأوشك أن يفعل ، ويُوشِك أن يخرج ؛ قال :

وصار على الأدنَينَ كَلًّا وأوشكَتْ

صِلاتُ ذوي القربَى له أن تنكَّرا

وأمرٌ وَشيكٌ. وأخاف وَشْكَ البينِ. ووَشْكانَ ما كان ذاك ؛ قال يخاطب خالد بن الوليد :

أتقتلهم ظلماً وتنكح فيهمُ

لوَشْكانَ هذا والدّماء تَصبَّبُ

وناقة مواشِكة : سريعة ، وسيرٌ مُواشك ، وقد واشكتْ في سيرها مُواشكةً ووِشاكاً ؛ ولبعضهم :

مُواشِكةً فلو جُنبتْ إليها

لعيَّتْ أن تعارضها الجَنوبُ

وشل ـ ما فيه إلّا وَشَلٌ وأوشال وهو ما يتحلّب من صخرة قليلاً قليلاً ؛ قال لبيد يصف فرساً :

وعلاه زَبَد المَحض كَما

زلّ عن ظهر الصَّفا ماءُ الوَشَلْ

وماءٌ واشِلٌ ، وقد وَشَلَ يَشِلُ. وحفر بئراً فأوشلها : وجد ماءها وَشَلاً.

ومن المجاز : ما أصاب إلّا وَشَلاً من الدُّنيا وأوشالاً منها ، وإنّه لواشل الحظّ : ناقصه ، وفي مثل : «هل بالرمل أوشال؟» يُضرب للنّكِدِ. وهو من أوشال القوم وأوشابهم :لفيفهم.

وشم ـ بيدها وَشْمٌ ووُشومٌ ووِشامٌ ، وقد وَشَمَتْها الواشمةُ ، واستوشمتْ واتّشمتْ.

ومن المجاز : في الأرض وَشْمٌ من النبات ووُشوم ، وأوشمتِ الأرضُ : ظهر نباتُها كالوَشْم. وأوشمتِ الإبلُ : أصابت وَشْماً من المرعى. وأوشمَ البرقُ : لمع لمعاً خفيّاً. وما أصابتنا العامَ وَشمَةٌ : قطرةُ مطرٍ. وما عَصيتك وشمةً : أدنَى معصيةٍ.

وشي ـ ثوبٌ مَوْشِيٌ ومُوَشًّى ، وهو يلبس الوَشْيَ. ورجل وَشّاءٌ ، وقد وَشَاه يَشِيه وَشْياً وشِيَةً. وما أحسن شِيَةَ هذا الفرس! وهي بياض في سواد أو سواد في بياض. (لا شِيَةَ فِيها).

ومن المجاز : هو واشٍ من الوُشاة : لأنّه يشي كلامه بالزور ويزخرفه ، وقد وَشَى به إلى السلطان وِشايةً ، وهو كثير الوشايات. وما زال فلان يمشي ويشي. وثور مَوشيُ القوائم. ووَشَتِ الماشيةُ : فَشتْ وكثرتْ ، وفيها مَشَاءٌ وفَشَاءٌ ووَشاءٌ : لأنّها تَشي وتزين بكثرتها ، (وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ) ، وأوشَتِ الأرضُ : ظهر فيها وَشيٌ من النبات. وأوشتِ النّخلة : بدا أوّل رُطَبِها.

وصب ـ به وَصَبٌ وأوصابٌ ، وهو نَصِبٌ وَصِبٌ ؛ قال ذو الرُّمّة :

تشكو الخِشاش ومجرى النِّسعتَين كما

أنَّ المريضَ إلى عُوّاده الوَصَبُ

وقد وَصِبَ من العمل ، وأوصبه العملُ. ورجل وَصِبٌ مُوصِبٌ إذا وَصِبَ. ووَصِبَ أهلُه. وأنا أتوصَّب : أجد وَصَباً. وفي بدني توصُّبٌ. وأمر واصب : واجب دائم. (وَلَهُ الدِّينُ واصِباً). وهي مُوصِبَةٌ وقد وَصَبَ وُصوباً :

٦٧٧

ووصبَ شحمُ النّاقة ولبنها : دام ، وأوصبتِ النّاقةُ وواصبتْ وهي مُوصِبَةُ ومواصبة. ومفازة واصبة : لا تكاد تنتهي لبعدها.

وصد ـ (باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ) : بالفِناء ، وقيل بالباب ؛ قال مزرّد :

حملتُ عليه الهمَّ واللّيلُ جانحٌ

تِمامٌ ولم يُفتح لحيّ وَصيدُها

وأوصدَ البابَ : أغلقه. وأوصدَ القِدرَ : أطبقها. وأوصدوا واستوصَدوا : اتخذوا وصيدةً للغنم : حظيرةً ، وغنمهم في الوصائد.

ومن المجاز : أوصدوا على فلانٍ : ضيّقوا عليه وأرهقوه ، وهو مُوصَدٌ عليه.

وصر ـ أقطعه أرضاً وكتب له الوِصْرَ والوَصَرَّةَ : الصكَّ ، بوزن جَرَبَّة وشَرَبَّة ؛ قال عديّ :

فأيُّكم لم يَنله عُرْفُ نائله

دثراً سَواماً وفي الأرياف أوصارَا

وقال الآخر يخاطب خاتمه :

وما اتخذتُ صِداماً للمكوثِ بها

ولا انتقشتك إلّا للوَصَرّاتِ

هو السامي وليَ بعض كُوَر فارس وانتقش على خاتمه واتخذ فرساً اسمُه صِدامٌ.

وصف ـ وصَفتُه وَصفاً وصِفَةً ، وله أوصافٌ وصِفاتٌ حسنةٌ. وتواصفوا بالكرم ، وهو شيء موصوف ومتواصَفٌ ومتَّصِفٌ ؛ قال طرفة :

إنّي كفانيَ من أمرٍ هممتُ به

جارٌ كجار الحُذاقيّ الذي اتّصفا

الحُذاقيّ : أبو دؤاد الإياديّ وقد اتّصف جاره أي صار منعوتاً متواصَفاً بين العرب ممدَّحاً. وواصفته الشيء مواصفةً. «ونهَى عن بيع المواصفة». وهو أن يبيع الشيء بصفته وليس عنده ثمّ يبتاعه ويدفعه. واستوصفتُه الشيءَ : سألته أن يصفه لي. والمريض يستوصف الطبيب لدائه : يسأله أن يصف له ما يتعالج به. وهذا ممّا يُعجز الوُصّاف. وهذا وصيفٌ بيّن الوَصَافةِ والإيصافِ. وقد أوصفَ : بلغ أوانَ الخدمة. وله وُصفاءُ ووصائفُ ، وتوصّفتُ وَصيفاً ووصيفةً : اتخذتُه ، كقولك : تسرّيتُ.

ومن المجاز : وجهها يصف الحسن ، وتقول : وصيفة موصوفة بالجمال واصفة للغزالة والغزال. ولسانُه يصف الكذبَ ، (وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ). وهذه ناقة تصف الإدلاج ؛ قال الشمّاخ :

إذا ما أدلجت وصفتْ يداها

لها الإدلاجَ ليلَةَ لا هجوعُ

وقد كثر حتى قالوا : وصَفتِ النّاقة وُصوفاً إذا أجادت السير وجدّت فيه. ويقال للمُهر إذا توجّه وأخذ في حسن السيرة : هذا مُهرٌ قد وَصَفَ أي وصف المشي وأجاده.

وصل ـ وصل الشيءَ بغيره فاتّصل. ووصَّل الحبال وغيرها توصيلاً : وصَل بعضها ببعض ، ومنه : (وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ). وخيط مُوَصَّل : فيه وصل كثير. ووصلَني بعد الهجر وواصلني ، وصرَمني بعد الوصل والصّلة والوصال ، وتصارموا بعد التواصُل. وهذا مَوْصِلُ الحَبْلَين والعظمين. ووصَلَت شعرها بشعر غيرها. «ولعن الله الواصلةَ والمستوصِلة». وقطع الله أوصاله : مفاصله ، جمع وَصْلٍ ووَصَلٍ ؛ قال ذو الرُّمّة :

إذا ابن أبي مُوسَى بلالاً بلغتِهِ

فقامَ بفأسٍ بينَ وَصْلَيكِ جازرُ

(ما جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ) وهي التي وصلت أخاها من أولاد الغنم فلم تُذبح ، وإذا مات رجل أو نُكِب قيل للآخر : لا كنت له بوصيلٍ أي لا وُصلت به فيصيبك ما أصابه. وهو وَصيلُ فلان : لمواصله الذي لا يكاد يفارقه. ووصَل إليه وُصولاً. وأوصلتُه إليه. وتوصّلتُ إليه : تلطّفتُ حتى وصلتُ إليه. وهذا وُصْلَةٌ إلى كذا ، وبينهم وُصلَةٌ ووُصَلٌ. وساق الله إليّ وُصْلةً حتى بلغتُ مقصدي ، أي رفقة حملوني. وسمعتهم يسمُّون الزاد : صُلَةً بالضمّ.

٦٧٨

ومن المجاز : وصَله بألف درهم ، وهذه صِلةُ الأمير وصِلاتُه. ووصلَ إلى بني فلان واتّصل : انتمى ؛ قال الأعشى :

إذا اتّصلتْ قالت أبَكرَ بن وائل

وبَكرٌ سبتها والأنوفُ رواغمُ

وضربه ضربة لا تُوصَل : لا تُداوَى ؛ قال الفرزدق :

وهم الذين علَوْا عُمارةَ ضربةً

شوهاءَ فوق شؤونه لا تُوصَلُ

ووصَل رحِمَه ، وأمر الله تعالى بصِلة الرّحِم.

وصم ـ في العُود والعَظم وَصْمٌ : صدع ، وفيه وُصوم كثيرة. ووُصِمَ الرّمحُ فهو موصوم.

ومن المجاز : إنّ في حسَبك لوَصْماً : عيباً ؛ قال :

فإن تكُ جَرْمٌ ذاتَ وَصْم فإنّنا

دلفنا إلى جَرمٍ بألأمَ من جَرمِ

ووصَّمَتْه الحمَّى : فتّرته وكسّرته. وأجد في جسدي توصيماً. وفيه توصيم الكسل ؛ قال لبيد :

وإذا رُمْتَ رَحيلاً فارتحِلْ

واعصِ ما يأمر توصيمُ الكسِلْ

وصي ـ وَصَى الشيءَ بالشيء : وصله به ؛ قال ذو الرُّمّة :

نَصِي اللّيلَ بالأيّام حتى صَلاتُنا

مقاسَمةٌ يشتقّ أنصافَها السَّفْرُ

ووَصَى النّبتُ : اتّصل وكثر. وأرضٌ واصيَةُ النّبات. وواصَى البلدُ البلدَ : واصله. وأوصيتُ إلى زيد لعمرو بكذا ووصّيتُ ، وهذا وَصِيِّي ، وهم أوصيائي ، وهذه وصيّتي ووَصاتي ، وقَبِلَ الوَصِيُ وَصايَتَه ، وهي مصدر الوصيِ.

ومن المجاز : أُوصيك بتقوى الله ، (وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ). ووصّيْتك بفلان أن تبرّه وبأرضي أن تعمُرها. واستوصِ بفلان خيراً.

وضأ ـ رجل وَضِيءُ الوجه : ظاهر الوَضاءة ووُضّاءٌ ؛ قال :

والمرء يُلحقه بفتيان النّدى

خلق الكريم وليس بالوُضّاء

وقد وَضُؤَ. وتوضّأ وُضوءاً سابغاً بوَضوءٍ طاهرٍ من مِيضَأَةٍ له ومِيضاءَة.

وضح ـ وَضَحَ الشيءُ وتوضَّحَ ؛ قال ذو الرُّمّة :

تبَسّمَ لمحَ البرق عن متوضِّح

كأنّ الأقاحي شاف ألوانَها القَطْرُ

وأوضحتُه ووضَّحتُه واستوضحتُه : وضعتُ يدي على عيني أطلب أن يَضِحَ لي. واستوضحتُ الشّمسَ : تخاوصتُ إليها. وشجّه المُوضِحةَ وهي التي تُوضِح عن العظم. ومن أين وضحَ الراكبُ وأوضح. وأرى وضِيحةً ما هي : شبحاً يضِحُ لي. وإنّه لوَضّاح : للرّجل الحسَن البسّام. وجاء في وضَح الصبح ؛ قال الأعشى :

إذا أتتكم شيبان في وَضَح الصّب

ح بكبشٍ ترى له قُدّاما

وقال الفرزدق :

ولو لَبِس النّهارَ بنو كليب

لدنّس لؤمُهم وَضَحَ النّهار

«وصوموا من وَضَحٍ إلى وَضَحٍ» : من ضوء إلى ضوء. واسلكوا وَضَحَ الطريق : محجّته ؛ قال جرير :

قيسٌ على وضَح الطريق وتغلِبٌ

يتردّدون ترَدُّدَ العميانِ

وفرس ذو أوضاح وهي الغرّة والتحجيل. وعليها وَضَحٌ وأوضاح : حليّ من فضّة. ولا ترك الله له واضحة : سِنّاً تَضِحُ عند الضحك. واستوضِحْ عن هذا الشيء : ابحث عنه.

ومن المجاز : له النّسَب الوَضّاح. ووضَحتِ الحاملُ باللّبن إذا ألمعت ، وحبّذا الوَضَحُ أي اللّبنُ.

وضخ ـ واضخه : ساجله ، مُواضَخةً وهي المباراة في الاستقاء.

ومن المجاز : واضخَه في السّير وغيره ؛ قال يصف الحمار وأُتُنَه :

إذا وضَخ التّقريبَ واضخنَ مثلَه

وإن سحّ سحّاً خَذْرَفتْ بالأكارع

وضر ـ إناء وَضِرٌ. ويدٌ وَضِرَةٌ ، وبها وَضَرٌ : وسخ من

٦٧٩

دسم أو غيره ؛ قال أبو الهنديّ :

سيُغني أبا الهنديّ عن وطبِ سالم

أباريقُ لم يَعلَق بها وَضَرُ الزُّبدِ

وطهِّر الوَضْراءَ ، وعن الجاحظ : الوَضْرَى ؛ وأنشد :

إذا ملا بطنَه ألبانُها حَلَباً

باتتْ تغنّيه وَضْرَى ذاتُ أجراسِ

وهي الاست.

ومن المجاز : فلان وَضِرُ الأخلاق ، وفي أخلاقه وَضَرٌ ، وهو ذو أوضارٍ إذا كان خبيثاً. وكان نقيَّ العِرْض فوضَّره بالدّناءة.

وضع ـ وَضَعَ الشيءَ مَوضعَه ومواضعَه. والخيّاط يُوَضِّعُ القطنَ على الثّوب توضيعاً.

ومن المجاز : وضَعه الشُّحُّ ودناءة النّسب. ووَضَع منه : غضّ منه. وتكلّمتْ بموضوع الكلام ومخفوضه ؛ قال ذو الرُّمّة :

يقطِّعُ موضوعَ الحديث ابتسامُها

تقطُّعَ ماءِ المزن في نُطَف الخمر

وهو من وُضّاع اللغة والصناعة. ووضَعتْ ولدَها. ووُضِع في تجارته وأُوضِعَ ، ولا أزال أُوضِع في تجاراتي ، ولم أزل موضوعاً فيها. وكم من وضيعة وُضِعتُها. وهو كثير الوضائع في بيع البضائع. والدابّة تضع في سيرها وهو سيرٌ دونٌ. ولها موضوع ومرفوع. وأوضعتُها. (وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ). وواضعتُه على كذا ، وتواضعنا عليه. وفي كلام بعضهم : إذا كان وجهُ السَّحَرِ فاقرع عليّ بابي حتى تعرف مَوضع رأيي. ورجلٌ وَضيعٌ ، وقد وَضُع ضَعَةً ووَضاعةً ، واتّضع وتواضع. وامرأة واضعٌ : لا خِمار عليها. وتعالَ أُواضعْك الرّهان. وفلان مُوَضَّعٌ. وفي كلامه توضيعٌ : تخنيث ، وهو من وَضَّعَ الشجرة إذا هصرَها. وجملٌ عارفُ المُوَضَّع أي يعرف التّوضيعَ لأنّه ذلول فيَضع عند الركوب رأسَه وعنقَه ؛ قال :

فعوّجتْ من بازل جَلَنْفَعِ

رِخْوِ السَّنام عارِفِ المُوَضَّعِ

وضم ـ أوضمتُ اللّحمَ وأوضمتُ له : جعلت له وَضَماً وهو كلّ ما وُقيَ به من الأرض من خشبة أو خَصَفة أو غيرهما. ووَضَمتُه أضِمُه وَضْماً : إذا وضعته على الوَضَم ، ورُويَ على العكس. وأُطعِموا الوضيمةَ : طعامَ المأتم.

ومن المجاز : هو لحم على وَضَم : للذليل. واستضمتُ فلاناً واستوضمتُه : ظلمته وجعلته كالوَضَم في الذلّ ؛ قال :

إن لا يكن جسم فإنّ قلبا

أصمَعَ للضَّيم أبيّاً شَغْبا

يستَوضِمُ الجُبَّاءةَ الجِخَبّا

الجُبَّأُ والجُبَّاءُ والجُبّاءَةُ : الضعيف ، والجِخَبُّ مثله ، وتوضَّم المرأةَ : وقع عليها.

وضن ـ درع موضونة : منسوجة حلقتين حلقتين. ووضَن النِّسعَ ، وقلِق وَضينُها : بِطانُها من الهزال ، وقلِقتْ وُضُنُها.

وطأ ـ وطِئه برجله وَطْأً وطِئَةً ، ورأيتُ مَوطئ قدمه ومَواطئ أقدامهم ، وتوطَّؤوه بالأقدام حتى قتلوه ؛ قال ذو الرُّمّة :

وإنّا لحيٌّ ما تزال جيادنا

تَوَطّأ أكبادَ الكماة وتأسِرُ

وأوطأتُه دابّتي حتى وطِئتْه. ووطّأتُ الفراش توطئة ، ووَطُؤَ وَطاءةً ، وفراش وطيءٌ ، وما له وِطاءٌ ولا غِطاء ، وواطأه على الأمر مواطأة ، وتواطأوا عليه ، وكلّ أحد يخبر عن رسول الله ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، من غير تواطؤ. وأوطأ في شِعره إيطاءً وهو اتّفاق القافيتين ، من المواطأة.

ومن المجاز : وطِئهم العدوُّ وَطأةً منكرة. وفي الحديث : «اللهمّ اشدد وطأتك على مُضَر». وثبّت اللهُ وطأتَه. وفلان وطيء الخُلق وقد وطؤ وَطاءة ، وتقول : فيه وطاءة الخُلْق ووضاءة الخَلْق. ويقال للمضياف : موطّأ الأكناف إذا لم يَنْبُ جنابُه عن النُّزَّلِ. ودابّة وطيئة : بيّنة الوَطاءة. وهو في عيش وطيء ، وأنا أُحبُ وطاءة العيش.

وطب ـ عنده وِطابٌ من لبن وأوطابٌ. ومنه : الوَطْباء : العظيمة الثديين.

٦٨٠